العتبة الحسينيةمؤسسة وارث الأنبياء
مخطوطة العتبة الحسينيةمخطوطة وارث الأنبياء

مشهد النقطة الحسينية جنوب الموصل


مشهد النقطة الحسينية جنوب الموصل
2023-07-27

الموصل: مدينةٌ في شمال (العراق) اليوم، وهي مدينةٌ قديمةٌ على طرف دجلة ومقابلها من الجانب الشرقي نينوى، تبعد عن الكوفة زهاء (600) كم، وكان فيها مشهدٌ يُسمّى "مشهد رأس الحسين".

قِيل: لمّا قارب موكب السبايا الموصل، أرسل الموكلون على الموكب (لعنهم الله) إلى واليها يأمرونه أن يهيئ لهم استقبالاً و يزيّن لهم البلدة، ففعل مثلما أرادوا، فنـزلوا على فرسخٍ منها، ووضعوا الرأس الشريف على صخرةٍ، فقطرَت عليها قطرة دمٍ منه، فصارت تنبع ويغلي منها الدم كلّ سنة في يوم عاشوراء، وكان الناس يجتمعون عندها من الأطراف ويُقيمون مراسم العزاء والمآتم في كلّ عاشوراء، وبقِي هذا إلى عهد عبد الملك بن مروان، فأمر بنقل الحجر، فلم يُرَ بعد ذلك منه أثر، ولكن بنوا على ذلك المقام قبّةً سمّوها: مشهد النقطة.

ونظم الشيخ الأوحدي أبياتاً تناسب عودة العزاء كلّ عام بالفارسية، مطلعها مترجماً للعربية:

 

في كلّ عام حزننا يتجدّد***لا ينقضي ودموعنا لا تجمد

 

وذُكر في محلٍّ آخر ـ وذلك ضمن الحديث حول سبب بناء هذا المشهد ـ أنّه بعد قتل الإمام الحسين (ع) حملوا رأسه إلى الشام، ومرّوا به من دير سعيد، وباتو بقربه، وكان رأس الإمام الحسين (ع) في مخلاة، فعلم به أحد رهبان الدير، فأخذه وغسّله، وطيّبه، وبيّته عنده ليلةً واحدةً، فقطرت من الرأس قطرة دمٍ على الأرض التي باتوا فيها؛ فبنى الراهب مشهداً في المكان المذكور، وسُمّي مشهد النقطة الحسينية، وصار مدفناً لنقباء الموصل.

 

اُنظر: الصحاح: ج5، ص224. روضة الشهداء: ص711. نفس المهموم: ص388. دائرة المعارف الحسينية، تاريخ المراقد (الحسين وأهل بيته وأنصاره): ج6، ص110.