في سياق التحضيرات لمؤتمر (الاستشراق والإمام الحسين (عليه السلام) العلمي الدولي)، أقامت مؤسّسة وارث الأنبياء للدراسات التخصصية في النهضة الحسينية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة الندوة الثامنة بعد المائة بعنوان: (اتجاهات المستشرقين لواقعة الطف من القرن الثامن عشر إلى الآن)، التي حاضر فيها جناب الدكتور محمد رضا فخر روحاني.

افتُتحت الندوة برئاسة الأُستاذ معروف عبد المجيد، الذي طرح ملخّصاً عن تعريف الاستشراق، وعدد المؤتمرات التي أُقيمت في العالم حول الاستشراق والمستشرقين وما يرتبط بهما.

ثمّ تقدّم الدكتور فخر روحاني لإلقاء محاضرته العلمية، التي تحدّث فيها عن المستشرقين على اختلاف جنسياتهم ولغاتهم، وتوجّهاتهم وأغراضهم، فمنهم مَن كان يهدف بيان الحقيقة والعمل العلمي، ومنهم مَن أسلم واستبصر، ومنهم مَن كان عمله لأجل أغراض سياسية واستعمارية، وغير ذلك.

وأشار إلى جملة من المستشرقين في القرن الثامن عشر الميلادي، منهم: إدوارد جيبون (1737-1794) (Edward Gibbon) مؤرِّخ إنجليزي، صاحب كتاب (اضمحلال الإمبراطورية الرومانية وسقوطها) الذي يعدّ من أهم المراجع في موضوعه، كتب كتابه في ستة أجزاء من عام 1776- 1788م.

وفي الفصل الخمسين من كتابه هذا بحث عن واقعة كربلاء، ولكن المترجم أهمل هذا الفصل.

كما أشار ـ أيضاً ـ إلى مجموعةٍ أُخرى من المستشرقين: كـ(برسي سايكس) الذي خصّص فصلاً عن كربلاء، و(نيكلسون)، و(إدوارد براون)، و(إرناود)، حيث كتب الأخير مقالاً في التعزية.

مبيّناً اختلاف توجّهات المستشرقين حسب تطوّرات الأحداث، بدءاً من قضية التنباك والمشروطة، ومروراً بثورة إيران والحرب العراقية الإيرانية، وانتهاءً بحرب داعش، حيث تغيّرت تحليلاتهم استراتيجياً، واختلفت رؤيتهم للقضية الحسينية، وأيقنوا أنّها تقلب الأنظمة، وتحقّق الانتصارات بعد أكثر من ألف سنة من الواقعة استلهاماً منها، بعد أن كانوا يسردون واقعة عاشوراء بعنوان قصة تاريخية مضت، مجرّدة من كلّ تحليل وتأثير على مرّ التاريخ.

وفي الفقرة الأخيرة استمع جناب الدكتور فخر روحاني إلى مداخلات الحضور واستفساراتهم وأجاب عنها.

وفي ختام الندوة تقدّمت مؤسسة وارث الأنبياء بالشكر الجزيل لجناب الدكتور فخر روحاني على محاضرته القيمة، وللحضور الكريم على حسن الإصغاء والمتابعة، متمنيةً للجميع دوام التوفيق في خدمة سيد الشهداء (عليه السلام).