الملتقى الثقافي: (مِن محرابِ الحُسين إلى نُصرةِ المَهديّ)
لتجديد العهد مع إمام العصر(عجل الله تعالى فرجه الشريف) والتأهّب إلى نصرته وظهوره، أقامت الوحدة النسوية في مؤسسة وارث الأنبياء للدراسات التخصصية في النهضة الحسينية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة في قم المقدسة ملتقىً ثقافياً تحت عنوان: (مِن محرابِ الحُسين إلى نُصرةِ المَهديّ)، وذلك ليلة الخميس الموافق لـ 11 شعبان 1445هـ.افتُتح الملتقى بعرافة الأُستاذة مريم علي مرهون، وكانت أُولى فقراته تلاوة آيات من الذكر الحكيم للقارئة الفاضلة شيماء أميري، تلَتها كلمة المؤسسة للأُستاذة الفاضلة أُمّ عبد الرحمن الجزائري، أشارت فيها إلى أهم إصدارات المؤسسة، ونتاجاتها، ونشاطات أقسامها العلمية. ثمّ فقرة الشعر الشعبي للشاعرة غفران المنصوري، كما تضمّن الملتقى مشاركة طالبات ثانوية الأمين بأُنشودةٍ من وحي المناسبة.
ومن ضمن الفقرات كان هناك حوارٌ تربوي معنوي مع الأُستاذة القديرة ريم حرب، أشارت فيه إلى أهمّ مبادئ مشروع الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، وهو الحرية والتحرّر من كلّ أشكال العبودية الزائفة، التي تجعل الإنسان أسيراً من عبيد الدنيا ـ كما أشار إلى ذلك الإمام الحسين (عليه السلام) ـ والانضواء تحت راية التوحيد التي تمثّل الحرية الحقيقية. والمبدأ الآخر هو الكرامة الإنسانية التي تجلّت في رسالة الإمام الحسين (عليه السلام)، وما تحدّثت به الروايات عمّا بعد الظهور المقدس، وكيف يعيش الإنسان أسمى درجات الكرامة.
وأضافت الأُستاذة بأنّ مشروع الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) يهدف إلى الكمال الحقيقي للإنسان، الذي يتجلّى في البعد المعنوي الذي يحقّق السعادة المتناغمة مع الفطرة السليمة، والتي تجعل من الإنسان خليفةً لله تعالى؛ وذلك بتجسيد القيم والأخلاق الإلهية، التي رخّص الإمام الحسين (عليه السلام) دمه من أجل إصلاحها حين شعر بغيابها بين أُمّة جدّه (صلى الله عليه وآله).. وبالطبع إنّ هذا الأمر لا تتحقّق غايته على مستوى العامل الفكري والعقدي فحسب، بل لا بدّ أن يتجسّد عملياً.. فالشيعي المنتظِر هو الإنسان الواعي، المتّقي، الورع، العابد، المتخلّق بأخلاق أهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم الذين تعلو وجوهم سيماء العبادة، صفر الوجوه من السهر، خمص البطون من الصيام، ذبل الشفاه من الدعاء... إذن ينبغي أن نحمل هذه الصفات كي نكون على أُهبة الاستعداد لنصرة مولانا الحجّة المنتظر (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) كما فعل أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) ومَن حوله ليلة عاشوراء؛ إذ كان لهم دويٌّ كدويِّ النحل، بين قائمٍ وراكعٍ وساجدٍ.
ثمّ تطرقت الأُستاذة إلى دور المرأة الممهِّدة الناصرة لإمام زمانها، والأخلاق والسجايا التي ينبغي أن تتحلّى بها، مؤكدةً على دور العبادة في هذه المسيرة، فالمحراب والارتباط بالله تعالى هو العلاج الأوّل لكلّ هموم الحياة أولاً، وللتأهّب والنصرة ثانياً.. فالعبادة تعكس أجواءً نورانيةً وإيمانيةً على الأُسرة، وبهذا تكون هي المربية للجيل الرسالي الموالي كما كانت السيدة الزهراء (عليها السلام)، والسيدة زينب (عليها السلام)، إضافةً إلى التحلّي بمكارم الأخلاق بأجمعها، والتي أهمّها الصبر، فمَن لم يكن لها صبرٌ في إدارة أُسرتها، كيف لها أن تتهيّأ لمشروع الإمام المهدي(عجّل الله تعالى فرجه الشريف) بكل ما فيه من مشقّةٍ وصعاب؟!
واختُتم الملتقى بعرض فلمٍ فيديويٍّ يستعرض عبادة أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) ليلة العاشر، وما للمحراب وقيام الليل والتهجّد من دورٍ في نصرة إمام العصر والزمان. ثمّ دعاء الفرج لمولانا صاحب الزمان (أرواحنا لتراب مقدمه الفداء).