تسمية مَن قُتل
مع الحسين بن علي÷
المحدث الجليل
الفُضيل بن زبير بن عمر بن درهم الكوفي الأسدي
من علماء القرن الثاني
ترجمة المؤلف
محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن درهم، الحافظ الكبير المجود، أبو أحمد الزبيري، الكوفي، مولى بني أسد.
مشايخه
حدّث عن مالك بن مغول، وفطر بن خليفة، وعيسى بن طهمان، صاحب أنس، وعمر بن سعيد بن أبي حسين، ومسعر، وسعد بن أوس العنسي، وأيمن بن نابل، ورباح بن أبي معروف، وحمزة بن حبيب، والوليد بن عبد الله بن جميع، وسفيان، وشيبان النحوي، وسعيد بن حسان المخزومي، ويونس بن أبي إسحاق، وخلق كثير.
تلامذته
حدّث عنه ابنه طاهر، وأحمد، والقواريري، وأبو بكر بن أبيشيبة، وعمرو الناقد، وابن نمير، وابن مثنى، ومحمود بن غيلان، ونصر بن علي، وأحمد بن سنان القطان، وبندار، ومحمد بن رافع، ويحيى بن أبي طالب، والكديمي، وخلقٌ سواهم.
أقوال العلماء فيه
قال نصر بن علي:قال لي أبو أحمد الزبيري:أنا لا أبالي أن يسرق لي كتاب سفيان، إنّي أحفظه كلّه.
ابن عقدة: حدّثني عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة، سمعت ابن نمير يقول:أبو أحمد الزبيري صدوق، ما علمت إلّا خيراً، مشهور بالطلب، ثقة، صحيح الكتاب، كان صديق أبي نعيم، وسماعهما قريب، وأبو نعيم أسن منه، وأقدم سماعاً.
وقال ابن معين:ثقة.
وقال مرّة: ليس به بأس.
وقال العجلي: كوفي ثقة يتشيّع.
وقال بندار:ما رأيت رجلاً قط أحفظ من أبي أحمد الزبيري.
وقال أبو حاتم:حافظ للحديث، عابد مجتهد، له أوهام.
وقال أبو زرعة وغيره: صدوق.
وقال النسائي: ليس به بأس.
وفاته
نقل السمعاني عن أحمد بن حنبل ومطين أنّهمات بالأهواز سنة ثلاث ومائتينفي جمادى الأُولى([1]).
بين يدي الكتاب
من كتب المقاتل المتميزة والذي كُتب في القرن الثاني الهجري، ولم نعثر على كتاب من كتب المقاتل قبله، قال عنه المحقق الكبير السيد محمد رضا الجلالي في مقدمة تحقيقه:
وقفت على هذا الأثر التاريخي الحاوي لأسماء مَنْ نال درجة الشهادة في واقعة الطفّ، وقد لفتت نظري فيه عدّة جهات دفعتني إلى تحقيق نصّه، وهي:
1ـ إنّ روايته مسندة عن رجال معروفين يتمتّعون بمكانة عند المحدّثين والعلماء، وهذا ما لم تحض به أكثر الروايات التي يتداولها المؤرّخون وأرباب المقاتل وغيرهم من المؤلفين بهذا الصدد.
2ـ إنّ جامعه (فضيل بن الزبير) قصد إلى استيعاب ما توفّر له من النقول في هذا المجال، فلقي أكثر من شخص، وجمع ما ذكروه في هذه الرواية؛ ممّا يدلّ على عنايته الفائقة بما جمعه فيه.
٣ـ احتواؤه على أسماء لشهداء لم يذكروا في موضع آخر.
٤ـاحتواؤه على آثار وروايات وتفصيلات؛ ممّا يرفع من قيمته العلمية والتاريخية.
5ـ إنّي لم أجد فيما قرأت من الكتب المعنية بهذا الموضوع ذكراً لهذا الأثر، ولا نقلاً عنه؛ ولذا يعتبر فريداً وجديداً بالنسبة إلى حواضرنا العلمية([2]).
سند الكتاب
قال الإمام المرشد بالله([3]): أخبرنا الشريف أبو عبد الله، محمد بن علي بن الحسن البطحاني،بقراءتي عليه بالكوفة، قال: أخبرنا محمد بن جعفر التميميـ قراءة ـ قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: أخبرني الحسن بن جعفر بن مدرارـ قراءة ـ قال: حدّثني عمّي طاهر بن مدرار، قال:حدّثني فضيل بن الزبير، قال: سمعت الإمام أبا الحسين زيد بن علي÷، ويحيى بن أُمّ طويل، وعبد الله بن شريك العامرييذكرون تسمية مَنْ قُتِل مع الحسين بن علي÷ من ولده وإخوته، وأهله وشيعته.
منهجنا في التحقيق
1. لم نعثر على مخطوطة الكتاب، وبعد مراجعة محقق الكتاب السيد محمد رضا الجلالي (حفظه الله)، ذكر أنه أخذه من كتاب الأمالي الخميسية؛ لذا اعتمدنا المطبوع المحقّق من قِبَل السيّد الجلالي أصلاً للكتاب. ثم قمنا بمقابلته على كتاب الأمالي المطبوع في بيروت، انتشارات عالم الكتب، الطبعة الثالثة، سنة 1983م ـ1403 هـ .
2. ترجمة الشخصيات التي ورد ذكرها في الكتاب والتي كان لها دور بارز في واقعة كربلاء.
3. تخريج الآيات والمصادر الأولية للحوادث التأريخية.
4. بيان المعاني اللغوية.
5. اخترنا عناوين لبعض المطالب المهمة ووضعناها بين معقوفتين لتتميزها عن متن الكتاب.
تسمية مَن قُتل مع الحسين بن علي÷ من ولده وإخوته وأهله وشيعته
شهداء أهل البيت^
(1) الحسين([4]) بن علي، ابن رسول الله (صلوات الله عليهم).قتله سنان بن أنس النخعي([5])، وحمل رأسه([6])، فجاء به خولي بن يزيد الأصبحي([7]).
(2) والعباس بن علي بن أبي طالب÷([8])، وأُمّه أُمّ البنين بنت حزام بن خالد ابن ربيعة بن الوحيد العامري([9]). قتله زيد بن رقاد الجنبي([10])، وحكيم بن الطفيل الطائي السنبسي([11])، وكلاهما ابتُلي في بدنه.
(3) وجعفر بن علي بن أبي طالب÷([12])، وأُمّه ـ أيضاً ـ أُمّ البنين بنت حزام، قتله هانئ بن ثبيت الحضرمي([13]).
(4) وعبد الله بن علي×([14])وأُمّه ـ أيضاً ـ أُمّ البنين، رماه خولي بن يزيد الأصبحي بسهم، وأجهز عليه رجل من بني تميم بن أبان بن دارم.
(5) ومحمد بن علي بن أبي طالب÷ الأصغر([15])، قتله رجل من أبان بن دارم، وليس بقاتل عبد الله بن علي، وأُمّه أُمّ ولد.
(6) وأبو بكر بن علي بن أبي طالب÷([16])، وأُمّه ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي بن سلم بن جندل بن نهشل بن دارم التميمي.
(7) وعثمان بن علي÷([17])، وأُمّه أُمّ البنين بنت حزام، أخو العباس وجعفر وعبد الله أبناء([18]) علي لأُمّهم.
(8) وعلي بن الحسين الأكبر([19])، وأُمّه ليلى بنت [أبي] مرّة بن عروة بن مسعود بن
مغيث الثقفي([20])، وأُمّها ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب. قتله مرّة بن منقذ بن النعمان الكندي([21]). وكان يحمل عليهم، ويقول:
أنا عليُّ بنُ الحسين بنِ عليْ |
|
نحن وبيتِ الله أولى بالنبي |
حتّى قُتِل (صلّى الله عليه).
(9) وعبد الله بن الحسين÷([22]) وأُمّه الرباب([23]) بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن حكيم الكلبي، قتله حرملة بن الكاهل الأسدي الوالبي([24])، وكان ولد للحسين بن علي× في الحرب، فأُتي به وهو قاعد، وأخذه في حجره ولبّاه بريقه([25])، وسمّاه عبد الله، فبينما هو كذلك إذ رماه حرملة بن الكاهل بسهم فنحره، فأخذ الحسين× دمه([26])، فجمعه ورمى به نحو السماء، فما وقعت منه قطرة إلى الأرض.
قال فضيل: وحدّثني أبو الورد أنّه سمع أبا جعفر([27]) يقول:«لو وقعت منه إلى الأرض قطرة لنزل العذاب». وهو الذي يقول الشاعر([28]) فيه:
وعند غنيٍّ قطرةٌ من دمائنا |
|
وفي أسدٍ أُخرى تُعدّ وتذكرُ([29]) |
وكان علي بن الحسين×([30]) عليلاً، وارتثّ([31]) يومئذٍ، وقد حضر بعض القتال فدفع الله عنه، وأُخذ مع النساء هو ومحمد بن عمرو بن الحسن([32])والحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب^([33]).
(10) وقُتل أبو بكر بن الحسن بن علي([34])، وأُمّه أُمّ ولد، قتله عبد الله بن عقبة الغنوي([35]).
(11) وعبد الله بن الحسن بن علي^([36])،وأُمّه أُمّ ولد، رماه حرملة بن الكاهل الأسدي بسهم فقتله.
(12) والقاسم بن الحسن بن علي([37]) وأُمّه أُمّ ولد، قتله عمرو بن سعيد بن نفيل الأزدي([38]).
(13) وعون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب([39])، وأُمّه جمانةبنت المسيّب بن نجية بن ربيعة بن رباح الفزاري([40])، قتله عبد الله بن قطنة الطائي النبهاني([41]).
(14) ومحمد بن عبد الله بن جعفر أبي طالب([42])، وأُمّه الخوصاء بنت خصفة([43])ابن ثقيف بن ربيعة بن عائذ بن الحارث بن تيم الله بن ثعلبة بن بكر بن وائل، قتله عامر بن نهشل التيمي([44]).
قال: ولمّا أتى أهل المدينة مصابهم، دخل الناس على
عبد الله بن
جعفر([45])
يعزّونه، فدخل عليه بعض مواليه، فقال([46]): هذا ما
لقينا ودخل علينا من الحسين.
قال: فخذفه([47]) عبد الله بن جعفر بنعله، وقال: يابن اللخناء([48])! أَللحسين تقول هذا؟! والله، لو شهدته ما فارقته حتّى أُقتَل معه. والله، ما تسخي نفسيعنهما وعن أبي عبد الله، إلّا إنّهما أُصيبا مع أخي وكبيري وابن عمّي؛ مواسيين له، مضاربين معه.
ثمّ أقبل على جلسائه، فقال: الحمد لله على كلّ محبوب ومكروه، أعزز عليّ بمصرع أبي عبد الله، ثمّ أعزز عليّ ألّا أكون آسيته بنفسي، الحمد لله على كلّ حال، قد آساه ولدَيّ([49]).
(15) جعفر بن عقيل بن أبي طالب([50])،أُمّه أُمّ البنين بنت النفرة بن عامر بن هصان الكلابي، قتله عبد الله بن عمرو الخثعمي([51]).
(16) وعبد الرحمن
بن عقيل([52])،أُمّه أُمّ ولد، قتله عثمان بن خالد بن أسير
الجهني([53])، وبشـر بن حرب الهمْداني القانصي([54])، اشتركا في قتله.
(17) وعبد الله بن عقيل بن أبي طالب([55])، واُمّه اُمّ ولد، رماه عمرو بن صبيح الصيداوي([56]) فقتله.
(18) ومسلم بن عقيل بن أبي طالب([57])قُتل بالكوفة، وأُمّه حبلة أُمّ ولد.
(19) وعبد الله بن مسلم بن عقيل([58])وأُمّه رقية بنت علي بن أبي طالب([59])، وأُمّها([60])أُمّ ولد، قتله عمرو بن صبيح الصيداوي، ويُقال: قتله أسد بن مالك الحضرمي([61]).
(20) ومحمد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب([62])، وأُمّه أُمّ ولد، قتله ابن زهير الأزدي، ولقيط بن ياسر الجهني([63])، اشتركا فيه.
ولمّا أتى الناس بالمدينة
مقتل الحسين بن علي÷، خرجت زينب بنت عقيل([64]) بن
أبي طالب، وهي تقول:
مـاذا تـقولونَ إن قالَ النبيُّ لكمْ |
|
مـاذا صـنعتمْ وأنتم آخرُ الأُممِ |
بـعـترتي أهلِ بيتي([65]) بعد مفتقدي |
|
مـنهم أُسارى ومنهم([66]) ضُرِّجوا بدمِ |
ما كانَ هذا جزائي إذ نصحتُ لكمْ |
|
أن تخلفوني بسوءٍ في ذوي رحمي([67])
|
[شهداء الأصحاب (رضوان الله عليهم)]
(21)وقُتل سليمان([68])، مولى الحسين بن علي÷، قتله سليمان بن عوف الحضرمي([69]).
(22) وقُتل منجح([70])، مولى الحسين بن علي÷، قتله حسّان بن بكر الحنظلي([71]).
(23) وقُتل قارب الديلمي، مولى الحسين بن علي([72]).
(24) وقُتل الحارث بن نبهان([73])، مولى حمزة بن عبد المطلب([74])، أسد الله وأسد رسوله.
(25) وقُتل عبد الله بن يقطر([75])، رضيع الحسين بن علي([76]) بالكوفة، رُمي به من فوق القصـر فتكسّـر، فقام إليه عبد الملك بن عمير اللخمي([77])فقتله واحتزّ رأسه([78]).
وقُتل من بني أسد بن خزيمة:
(26) حبيب بن مظاهر([79]) قتله بديل بن صريم الغفقاني([80])، وكان يأخذ البيعة للحسين بن علي÷.
(27) وأنس بن الحارث([81])، وكانت له صحبة من رسول الله’.
(28) وقيس بن مسهر الصيداوي([82]).
(29) وسليمان بن ربيعة([83]).
(30) ومسلم بن عوسجة السعدي([84])من بني سعد بن ثعلبة، قتله مسلم بن
عبد الله([85])، وعبيد الله بن أبي خشكارة([86]).
وقُتل من بني غفّار بن مليل بن ضمرة:
(31) عبد الله.
(32) وعبيد الله، ابنا قيس بن أبي عروة([87]).
(33) و[جون بن]([88]) حوي، مولى لأبي ذر الغفار([89]).
وقُتل من بني تميم:
(34) الحر بن يزيد([90]) وكان لحق بالحسين بن علي بعد.
(35) وشبيب بن عبد الله من بني نفيل بن دارم([91]).
وقُتل من بني سعد بن بكر:
(36) الحجّاج بن بدر([92]).
وقُتل من بني تغلب:
(37) قاسط.
(38) وكردوس، ابنا زهير بن الحارث([93]).
(39) وكنانة بن عتيق([94]).
(40) والضرغامة بن مالك([95]).
وقُتل من قيس بن ثعلبة:
(41) جوين([96]) بن مالك([97]).
(42) وعمرو بن ضبيعة([98]).
وقُتل من عبد القيس من أهل البصرة:
(43) يزيد بنثبيط([99]).
(44) وابناه: عبد الله.
(45) وعبيد الله، ابنا يزيد.
(46) وعامر بن مسلم([100]).
(47) وسالم مولاه.
(48) وسيف بن مالك([101]).
(49) والأدهم بن أُميّة([102]).
وقُتل من الأنصار:
(50) عمرو بن قرظة([103]).
(51) وعبد الرحمان بن عبد ربّه([104]):من بني سالم بن الخزرج([105])، وكان أمير المؤمنين× ربّاه وعلّمه القرآن.
(52) ونعيم بن العجلان الأنصاري([106]).
(53) وعمران بن كعب الأنصاري([107]).
(54) وسعد بن الحارث.
(55) وأخوه: [أبو] الحتوف بن الحارث([108])، وكانا من المحكّمة([109])، فلمّا سمعا أصوات النساء والصبيان من آل رسول الله’ حكما، ثمّ حملا بأسيافهما فقاتلا مع الحسين× حتّى قُتلا، وقد أصابا في أصحاب عمر بن سعد([110]) ثلاثة نفر.
وقُتِل من بني الحارث بن كعب:
(56) الضباب بن عامر([111]).
وقُتل من بني خثعم:
(57) عبد الله بن بشر الأكلة([112]).
(58) وسويد بن عمرو بن المطاع([113]) قتله هانئ بن ثبيت الحضرمي.
وقُتل:
(59) بكر بن حي التيملي([114]) من بني تيم الله بن ثعلبة.
(60) وجابر بن الحجّاج([115])، مولى عامر بن نهشل من بني تيم الله.
(61) ومسعود بن الحجّاج،
(62) وابنه: عبد الرحمن بن مسعود([116]).
وقُتل من عبد الله:
(63) مجمع بن عبد الله([117]).
(64) وعائذ بن مجمع([118]).
وقُتل من طيء([119]):
(65) عامر بن حسّان بن شريح بن سعد بن حارثة بن لام([120]).
(66) وأُميّة بن سعد([121]).
وقُتل من مراد:
(67) نافع بن هلال الجملي([122])، وكان من أصحاب أمير المؤمنين×.
(68) وجنادة بن الحارث السلماني([123]).
(69) وغلامة واضح الرومي([124]).
وقُتل من بني شيبان بن ثعلبة:
(70) جبلّة بن علي([125]).
وقُتل من بني حنيفة:
(71) سعيد بن عبد الله([126]).
وقُتل من جواب:
(72) جندب بن حجير([127]).
(73) وابنه: حجير بن جندب([128]).
وقُتل من صيدا:
(74) عمرو بن خالد الصيداوي([129]).
(75) وسعد، مولاه([130]).
وقُتل من كلب:
(76) عبد الله بن عمرو بن عياش بن عبد قيس([131]).
(77) وأسلم، مولى لهم([132]).
وقُتل من كندة:
(78) الحارث بن امرئ القيس([133]).
(79) ويزيد بن زيد بن المهاصر([134]).
(80) وزاهر([135])، صاحب عمرو بن الحمق([136])، وكان صاحبه حين طلبه معاوية.
وقُتل من بجيلة:
(81) كثير([137]) بن عبد الله الشعبي([138]).
(82) ومهاجر بن أوس([139]).
(83) وابن عمّه: سلمان بن مضارب([140]).
وقُتل:
(84) النعمان بن عمرو.
(85) والحلاس([141]) بن عمرو، الراسبيان([142]) ([143]).
وقُتل من خرقة جهينة:
(86) مجمع بن زياد([144]).
(87) وعباد بن أبي المهاجر الجهني([145]).
(88) وعقبة بن الصلت([146]).
وقُتِل من الأزد:
(89) مسلم بن كثير([147]).
(90) والقاسم بن بشر([148]).
(91) وزهير بن سليم([149]).
(92) ومولى لأهل شندة يُدعى: رافعاً([150]).
وقُتل من هَمْدان:
(93) أبو ثمامة، عمرو بن عبد الله الصائدي([151]) وكان من أصحاب أمير المؤمنين×، قتله قيس بن عبد الله([152]).
(94) ويزيد بن عبد الله المشرقي([153]).
(95) وحنظلة بن أسعد الشبامي([154]).
(96) وعبد الرحمن بن عبد الله الأرحبي([155]).
(97) وعمّار بن سلامة الدالاني([156]).
(98) وعابس بن أبي شبيب الشاكري([157]).
(99) وشوذب، مولى شاكر([158])، وكان متقدِّماً في الشيعة.
(100) وسيف بن الحارث بن سريع.
(101) ومالك بن عبد الله بن سريع([159]).
(102) وهمام بن سلمة القانصي([160]).
وارتثّ من همدان:
(103) سوار بن حمير الجابري([161])فمات لستة أشهر من جراحته.
(104) وعمرو بن عبد الله الجندعي([162])، مات من جراحة كانت به، على رأس سنة.
وقُتل:
(105) هانئ بن عروة المرادي([163]) بالكوفة قتله عبيد الله بن زياد([164]).
وقُتل من حضرموت:
(106) بشير بن عمرو([165]).
[الهفهاف يصل متأخراً ويقاتل ويُقتَل دون الإمام الحسين×]
(107) وخرج الهفهاف بن المهند الراسبي([166]) من البصرة، حين سمع بخروج الحسين×، فسار حتّى انتهى إلى العسكر بعد قتله فدخل عسكر عمر بن سعد، ثمّ انتضى سيفه، وقال: يا أيّها الجند المجنّد، أنا الهفهاف بن المهنّد، أبغي عيال محمّد. ثمّ شدّ فيهم.
قال علي بن الحسين÷:فما رأى الناس منذ بعث الله محمداً’، فارساً بعد علي بن أبي طالب×([167]) قتل بيده ما قتل،فتداعوا عليه خمسة نفر فاحتوشوه
حتّى
قتلوه (رحمه الله تعالى).
[الناجون من أهل البيت وحوار الإمام السجاد× مع ابن زياد]
ولـمّا وصلوا إلى سرادقات([168]) الحسين بن علي÷ أصابوا علي بن الحسين عليلاً مدنفاً([169])، ووجدوا الحسن بن الحسن جريحاً، وأُمّه خولة بنت منظور الفزاري، ووجدوا محمد بن عمرو بن الحسن بن علي غلاماً مراهقاً، فضموهم مع العيال، وعافاهم الله تعالى فأنقذهم من القتل.
فلمّا أُتي بهم عبيد الله بن زياد همّ بعلي بن الحسين÷، فقال له: «إنّ لك بهولاء حرمة، فأرسل معهنّ مَنْ يكفلهنَّ ويحوطهنَّ». فقال: لا يكون أحد غيرك. فحملهم جميعاً.
واجتمع أهل الكوفة ونساء همْدان
حين خرج بهم، فجعلوا يبكون، فقال علي بن
الحسين: «هذا أنتم تبكون!
فأخبروني مَنْ قتلنا؟!»([170]).
[وصول السبايا إلى الشام ودخولهم على يزيد]
فلمّا أُتي بهم مسجد دمشق أتاهم مروان([171])، فقال للوفد: كيف صنعتم بهم؟ قالوا: ورد علينا منهم ثمانية عشر رجلاً، فأتينا على آخرهم.
فقال أخوه عبد الرحمن بن الحكم([172]): حُجبتم عن محمد’ يوم القيامة، والله
لا أُجامعكم أبداً. ثمّ قام وانصرف([173]).
فلمّا أن دخلوا على يزيد([174])، فقال: إيه يا علي! أجزرتم([175]) أنفسكم عبيد أهل العراق؟!
فقال علي بن الحسين: (ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ)([176]).
فقال يزيد: (ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ)([177]).
ثمّ أمر بهم فأُدخلوا داراً، فهيأهم وجهّزهم، وأمر بتسريحهم إلى المدينة([178]).
[نوح الجن على الإمام الحسين×]
وكان أهل المدينة يسمعون نوح الجنّ على الحسين بن علي÷ حين أُصيب، وجنيّة تقول:
ألا يـا عـين فاحتفلي بجهد |
|
ومَنْ يبكي على الشهداء بعدي |
عـلى رهـطٍ تقودهمُ المنايا |
|
إلـى متجبّرٍ في ملك عبدِ([179]) |
الطّبقات الكبرى
محمد بن سعد (ت230هـ)
ترجمة المؤلف
محمد بن سعد بن منيع البصري الحافظ، كاتب الواقدي، نزيل بغداد. ولد سنة (168هـ)، روى عن أبي داود الطيالسي والواقدي وهشيم وابن عيينة والوليد بن مسلم.
وروى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا والحارث بن أبي أسامة.
وهو أشهر من أن يعرّف، ولعل من أشهر كتبه كتاب (الطبقات) في طبقات الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى وقته، فأجاد فيه وأحسن، وبه عُرِف وهو من أهل العلم والفضل، مات سنة (230هـ)([180]).
وهذا الكتاب الذي بين يديك (ترجمة الإمام الحسين×) من كتاب الطبقات، هو عرض تأريخي موجز لحياة وسيرة ومقتل سيد الشهداء الإمام أبي عبد الله الحسين×، مع ذكر الأحداث التي كانت بعد شهادته.
وهو محقَّق من قِبل المحقِّق الكبير السيّد عبد العزيز الطباطبائي&، اعتمد السيد في تحقيقه على نسخة خطّية عثر عليها في مكتبة طوب سراي في إسلامبول بتركيا برقم 2835.
منهجنا في التحقيق
بعد العجز عن العثور على نسخة خطّية للكتاب اعتمدنا على النسخة المطبوعة والمحقّقة من قِبل السيد عبد العزيز الطباطبائي أصلاً للكتاب، وقوبلت هذه النسخة مع نسخة ثانية مطبوعة بتحقيق الدكتور علي محمد عمر من نشر مكتبة الخانجي بالقاهرة، ط1، سنة1421هـ/2001م، ورمزنا لها بالنسخة (ب).
كما قمنا بعدّة أُمور، وهي:
1. إعادة تخريج الأحاديث الواردة في الكتاب حسب المصادر المتوفّرة لدينا.
2. اعتمدنا في ترجمة بعض الشخصيات التي ورد ذكرها في الكتاب على ما مرّ ذكره في الكتاب السابق، وترجمنا لمن لم يذكر سابقاً.
3. بيان المعاني اللغوية.ولا يشار إليه في حال التكرار ضمن نفس الكتاب.
4. بيان المواقع الجغرافية للأماكن التي ورد ذكرها في المتن. ولا يشار إليه في حال التكرار ضمن نفس الكتاب.
5. مناقشة الأقوال المخالفة للمشهور أو العقائد الإمامية.
6. كما استفدنا من تعليقات المحقِّق وأشرنا إليها باسمه بين قوسين في نهاية كلّ تعليقة له.
7. لاحظنا أنّ المؤلّف ينقل بعض الأحداث مقطّعة ومبعثرة، فحاولنا تخريج مصادر المهمّ منها، وفي بعضها اكتفينا بتخريج كلّ الحادثة مع الإشارة إلى ذلك.
8. تصويب بعض الألفاظ لمعرفة المعنى أو أسماء بعض الأشخاص أو الأماكن. وفي حالة التكرار ضمن المجلد أشرنا إلى ذلك بقولنا: تقدّم بيانه. ولا يشار إليه في حال التكرار ضمن نفس الكتاب.
ترجمة الإمام الحسين× ومقتله من كتاب الطّبقات الكبرى
[النّسب الشّريف]
الحسين بن عليG
ابن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ.
ويُكنّى أبا عبد الله.
وأُمّه فاطمة([181]) بنت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، وأُمّها خديجة([182])بنت خويلد بن أسد بن عبد العُزّى بن قصيّ.
علُقت فاطمةIبالحسين لخمس ليالٍ خلون من ذي القعدة، سنة ثلاث من الهجرة، فكان بين ذلك وبين ولادة([183]) الحسن([184]) خمسون ليلة([185]).
ووُلد الحسين في ليالٍ خلون من شعبان، سنة أربع من الهجرة([186]).
[أولاد الإمام الحسين×]
فَولَد الحسينُ:
عليَّ الأكبر([187])، قُتل مع أبيه بالطّفّ([188])، لا بقيّة له.
وأُمّه آمنة بنت أبي مُرّة بن عروة بن مسعود بن معتب
من ثقيف([189])،
وأُمّها([190])
ابنة أبي سفيان بن حرب، وفيها يقول حسّان بن ثابت([191]):
طافت بنا شمس النّهار ومَن رأى |
|
من النّاس شمساً بالعشاء تَطوفُ |
أبو أُمّها أوفى قريش بذمّة |
|
وأعمامها إمّا سألت ثقيفٌ([192]) |
وعليَّ الأصغر([193])، له
العقب من ولد الحسين، وأُمّه أُمّ ولد([194])، وأخوه لأُمِّه
عبد الله بن زُيَيْد([195])([196])مولى الحسين بن
علي، وهم ينزلون ينبع([197]).
وجعفراً([198])، لا بقيّة له، وأُمّه السّلافة([199]) امرأةٌ مِن بلى([200]) بن عمرو بن الحاف بن قضاعة.
وفاطمة([201])، وأُمّها أُمّ إسحاق بنت طلحة بن عبيد([202]) بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مُرّة.
وعبدَ الله([203])، قُتل مع أبيه.
وسكينةَ([204])، وأُمّها الرّباب([205]) بنت امرئ القيس بن عَدِيّ بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب.
وفي الرّباب وسكينة يقول الحسين بن عليG:
لعمرك إنّني لأُحبّ داراً |
|
تَصَيّفها([206]) سكينةُ والرّباب |
أُحبّهما وأبذل بعدُ مـالي |
|
وليس للائمي فيها عتاب |
ولست لهم وإن عتبوا مطيعاً |
|
حياتي أو يغيّبني التّراب([207]) |
[عناية الرّسول الأكرم’بالحسين×]
قال: أخبرنا محمّد بن عمر، قال: حدّثنا سفيان الثّوريّ، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، قال: رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أذّن في أُذني الحسين جميعاً بالصّلاة([208]).
قال: أخبرنا عبد الله بن بكر بن حبيب السّهميّ، قال: حدّثنا حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك:إنّ أُمّ الفضل([209]) امرأة العبّاس([210]) قالت: يا رسول الله! رأيت في ما يري النّائم كأنّ عضواً من أعضائك في بيتي؟! فقال: «خيراً رأيتِ، تلد فاطمة غلاماً فترضعينه بلبان ابنك قثم»([211]).
قال: فولدت الحسين فكفلته أُمّ الفضل، قالـت: فأتيت به رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فهو يُنَزّيه([212]) ويُقَبّلُه إذ بال على رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، فقال: «يا أُمّ الفضل! امسكي ابني فقد بال عليّ»، قالـت: فأخذته فقرصته قرصة بكى منها، وقلتُ: آذيتَ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) بلت عليه! فلمّا بكى الصبيُّ، قال: «يا أُمّ الفضل! آذيتني([213]) في بُني، أبكيتيه!». قالـت([214]): ثمّ دعا بماء فحدره([215])عليه حدراً، وقال: «إذا كان غلاماً فاحدروه حدراً، وإذا كانت جارية فاغسلوه غسلاً»([216]).
قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل، عن شريك، عن سماك، عن
قابوس، عن
أُمّ الفضل، قالت: لمّا ولد الحسين بن عليّ، قلت: يا رسول الله، أعطنيه ـ أو ادفعه
ـ إليّ فلأكفله وأرضعه بلبن قثم. ففعل، فأتيته به فوضعه على صدره فبال عليه، فأصاب إزاره، فقلت: أعطني إزارك
أغسله. فقال: «إنّما يُصبّ على بول
الغلام ويُغسل بول الجارية»([217]).
قال: أخبرنا عبد الوهّاب بن عطاء، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن محمّد بن علي أبي جعفر، عن أُمّ الفضل: أنّها أتت النّبي (صلّى الله عليه وسلّم) بالحسين بن علي، فوضعته في حجره فبال. قالت: فذهبت لآخذه، فقال: «لا تزرمي([218]) ابني، فإنّ بول الغلام يُنضح أو: يُرشّ ـ شكّ سعيد ـ وبول الجارية يُغسل»([219]).
قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن قابوس بن المخارق، عن لبابة بنت الحارث، قالت: كان الحسين بن علي في حجر رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فبال عليه، فقلت: البس ثوباً وأعطني إزارك أغسله. فقال: «إنّما يُغسل من بول الأُنثى، ويُنضح([220]) من بول الذّكر».
قال: أخبرنا هوذة بن خليفة، قال: حدّثنا عوف، عن رجل: أنّ أُمّ الفضل امرأة العبّاس جاءت بالحسين وهو صبيّ يرضع، فأخذه رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) يقبّله ووضعه في حجره، فبينا هو في حجره إذ بال، قال: فكأنّ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) تأذّى به، فدفعه إلى أُمّ الفضل، فخَفَقَته([221]) خفقةً بيدها! وقالت: أي كذا وكذا، أبلت على رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)؟! فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): «مهلاً، لقد أوجع قلبي ما فعلتِ به»، ثمّ دعا بماءٍ فأتبعه بوله، وقال: «أتبعوه من بول الغلام، واغسلوه من بول الجارية»([222]).
قال: أخبرنا عبد الله بن نمير، عن ابن أبي ليلى، عن عيسى بن عبد الرّحمان، عن عبد الرّحمان بن أبي ليلى، عن أبيه، قال: كنّا جلوساً عند النّبي (صلّى الله عليه وسلّم)، إذ أتاه الحسن أو الحسين يحبو، فوضعه رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) على صدره، فبينما هو يحدّثنا إذ بال على صدره، فقمنا لنأخذه، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): «ابني، ابني». ثمّ دعا بماءٍ فصبّه على مباله([223]).
قال: أخبرنا وهب بن جرير بن حازم،
قال: حدّثني([224])
أبي، قال: وأخبرنا عفّان بن
مسلم وسعيد بن منصور، قالا: حدّثنا مهدي
بن ميمون جميعاً، عن محمّد بن أبي يعقوب، عن ابن أبي نُعم، قال: سمعت رجلاً سأل
ابن عمر([225])
عن دم البعوض يكون في ثوبه؟ فقال: ممَّن أنت؟ فقال([226]): من أهل
العراق. قال: اُنظروا إلى هذا، يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن رسول الله (صلّى
الله عليه وسلّم)!! وقد سمعت
رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقول للحسن والحسين: «هما ريحاني([227])
من الدّنيا»([228]).
قال: أخبرنا عبد الله بن نمير، عن الرّبيع بن سعد، عن عبد الرّحمان بن سابط، عن جابر بن عبد الله([229])، قال: دخل حسين بن علي من باب بني فلان، فقال جابر: مَن سرّه أن ينظر إلى رجلٍ من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا، فأشهد أنّي سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقوله([230]).
قال: أخبرنا أبو أسامة، عن عوف بن أبي جميلة، عن أبي المعذّل عطية الطّفاويّ، عن أبيه، قال: أخبرتني أُمّ سلمة([231])، قالت: بينا رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ذات يوم في بيتي، إذ جاءت الخادم فقالت: عليّ وفاطمة بالسدّة([232]). فقال لي: « تنحّي عن أهل بيتي». فتنحّيت في ناحية البيت، فدخل علي وفاطمة ومعهما حسن وحسين وهما صبيّان صغيران، فأخذ حسناً وحسيناً فأجلسهما في حجره، وأخذ عليّاً فاحتضنه إليه، وأخذ فاطمة بيده الأُخرى فاحتضنهما وقبّلهما، وأغدف([233]) عليهم خميصةً سوداء([234])، ثمّ قال: اللّهم إليك لا إلى النار، أنا وأهل بيتي. فقالت أُمّ سلمة: فقلت: وأنا يا رسول الله؟ قال: وأنت([235]).
قال: أخبرنا خالد بن مخلّد، قال: حدّثنا موسى بن يعقوب الزّمعيّ، قال: حدّثني هاشم بن هاشم، عن عبد الله بن وهب، قال:أخبرتني أُمّ سلمة أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) جمع فاطمة وحسناً وحسيناً، ثمّ أدخلهم تحت ثوبه، ثمّ جأرإلى الله([236])، فقال: «ربّ هؤلاء أهلي». قالت أُمّ سلمة: فقلت: يا رسول الله أدخلني معهم. فقال: «إنّك من أهلي»([237])([238]).
قال: أخبرنا خالد بن مخلد، قال: حدّثنا موسى بن يعقوب الزّمعيّ، عن عبد الله بن أبي بكر بن زيد بن المهاجر، قال: أخبرني مسلم بن أبي سهل النبّال، قال: أخبرني حسن بن أُسامة بن زيد بن حارثة، قال: أخبرني أبي، أُسامة بن زيد([239])، قال:طرقت([240]) رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ذات ليلة لبعض الحاجة، فخرج إلىَّ وهو مشتمل على شيء لا أدري ما هو، فلمّا فرغت مَن حاجتي قلت: ما هذا الذي أنت مشتملٌ عليه؟ فكشف فإذا حسن وحسين على وِركيه([241])، فقال: «هذان ابناي وابنا ابنتي، اللّهم إنّك تعلم أنّي أُحبّهما فأَحبّهما، اللّهم إنّك تعلم أنّي أُحبّهما فأَحبّهما، اللّهمّ إنّك تعلم أني أُحبّهما فأَحبّهما»([242]).
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى والفضل بن دكين، قالا:
حدّثنا كامل أبو العلاء، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال:صلّى بنا رسول الله
(صلّى الله عليه وسلّم) صلاة العشاء، فكان إذا سجد وثب([243]) الحسن والحسين على ظهره، فإذا أراد أن يرفع رأسه
أخذهما بيده، فوضعهما وضعاً رفيقاً، فإذا عاد عادا، حتّى إذا صلّى صلاته وضع
واحداً على فَخِذ والآخر على الفَخِذ الأُخرى، فقمت إليه، فقلت:
يا رسول الله، ألا أذهب بهما؟ قال: «لا».
قال: فبرقت([244]) برقة، فقال: «إلحقا بأُمّكما». فلم يزالا في ضوئها حتّى دخلا([245]).
قال: أخبرنا محمّد بن إسماعيل بن
أبي فديك، عن محمّد بن موسى، عن عون بن
محمّد، [عن أبيه]([246]) عن أُمّه، عن جدّتها، عن فاطمة:أنّ رسول
الله (صلّى الله عليه وسلّم) أتاها يوماً فقال: «أين ابناي؟» يعني حسناً وحسيناً، فقالت: «أصبحا([247]) وليس في بيتنا شيء
يذوقه ذائق»، فقال علي: «أذهب بهما فإنّي أتخوّف أن يبكيا عليك
وليس عندك شيء». فذهب إلى فلان اليهودي.فتوجّه إليه النّبيُّ (صلّى الله عليه وسلّم)، فوجدهما
يلعبان في شربة([248])، بين أيديهما فضلٌ من تمر، فقال: «يا علي، ألا تقلب([249]) ابنيّ قبل أن
يشتدّ عليهما الحرّ؟» فقال علي: «أصبحنا وليس في بيتنا شيء
فلو جلست حتّى أجمع لفاطمة تمرات». فجلس رسول الله (صلّى الله عليه
وسلّم) وعليّ ينزع([250])لليهودي دلواً بتمرة حتّى اجتمع له
شيءٌ من تمر، فجعله في حجزته ثمّ أقبل فحمل رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)
أحدهما، وعليّ الآخر حتّى قلبهما([251]).
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا عليُّ بن صالح، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد الله بن مسعود([252])، قال:كان رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يصلّي، فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا أرادوا أن يمنعوهما أشار إليهم أن دعوهما، فلمّا قضـى الصّلاة وضعهما في حجره، ثمّ قال: «مَن أحبّني فليحبّ هذين»([253]).
قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال:
حدّثنا سالم([254])
الحذّاء، عن الحسن بن سالم بن
أبي الجعد، قال: سمعت أبا حازم يحدِّث أبي
عشر مرار أو أكثر عن أبي هريرة، عن النّبي (صلّى الله عليه وسلّم)، قال: «مَن أحبّ الحسن والحسين فقد أحبّني، ومَن
أبغضهما فقد أبغضني»([255]).
قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدّثنا سفيان، عن أبي الجُحاف، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): «مَن أحبّهما فقد أحبّني، ومَن أبغضهما فقد أبغضني، يعني الحسن والحسين»([256]).
قال: أخبرنا عفّان بن مسلم، قال: حدّثنا وهيب بن خالد، قال: أخبرنا
عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن أبي راشد، عن يعلى العامريّ:أنّه
خرج مع رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) إلى طعامٍ دُعوا له،([257]) فاستنتل([258]) رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أمام القوم، قال:
فإذا حسين مع الغلمان يلاعبهم، قال: فأراد رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أن
يأخذه، قال: فطفق([259]) الصّبيّ يفرّ هاهنا مرّة، وهاهنا مرّة، وجعل رسول
الله (صلّى الله عليه وسلّم) يضاحكه حتّى أخذه، فوضع إحدى يديه تحت قفاه والأُخرى
تحت ذقنه ووضع فاه على فيه فقبّله، قال: فقال: «حسين منّي وأنا منه، أحب الله مَن أحبّ حسيناً، حسينٌ سبطٌ من
الأسباط»([260]).
قال: أخبرنا عفّان بن مسلم، قال:
حدّثنا وهيب، قال: حدّثنا عبد الله بن عثمان بن
خثيم، عن سعيد بن أبي راشد، عن يعلى العامريّ، قال:جاء حسن وحسين يستبقان
إلى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، فضمّهما إليه وقال: «الولد مبخلة مجبنة، وإنّ آخر وطأة وطئها الله بِوَجّ»([261]).
قال: أخبرنا عفّان بن مسلم وعمرو بن عاصم الكلابيّ، قالا: حدّثنا مهدي بن ميمون، قال: حدّثنا محمّد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي، عن عبدالله بن شدّاد بن الهاد، قال: سجد رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) في صلاة، فجاءه الحسن أو الحسين ـ قال مهدي: وأكبر ظنّي أنّه حسين ـ فركب عنقه وهو ساجد، فأطال السّجود بالنّاس حتّى ظنّوا أنّه قد حدث أمر، فلمّا قضى صلاته قالوا: يا رسول الله، لقد أطلت من السّجود حتّى ظننّا أنّه قد حدث أمر؟ قال: «إنّ ابني هذا ارتحلني([262])، فكرهت أن أُعجله حتّى قضى([263]) حاجته»([264]).
قال: أخبرنا عفّان بن مسلم، قال: حدّثنا خالد بن عبد الله، قال: حدّثنا يزيد بن
أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي نعيم([265])، عن أبي سعيد الخدريّ([266])، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة»([267]).
قال: أخبرنا يزيد بن هارون ويعلى بن عبيد وأبو عامر العقديّ، قالوا: حدّثنا سفيان، عن منصور، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس([268])، قال: كان رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يعوّذ الحسن والحسين وهما صبيّان، فقال: «هاتوا ابنيّ حتّى أُعوّذهما بما عوّذ إبراهيم ابنيه إسماعيل وإسحاق». فضمّهما إلى صدره، ثمّ قال: «أُعيذكما بكلمات الله التّامّة من كلّ شيطان وهامّة([269])، ومن كلّ عينٍ لامّة([270])»، ويقول: «هكذا كان إبراهيم يُعوّذ ابنيه إسماعيل وإسحاق»([271]).
قال: أخبرنا حجّاج بن نصير، قال: حدّثنا محمّد بن ذكوان الجهضميّ ـ أخو الحسن ـ عن منصور بن المعتمر، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود:أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) كان قاعداً في ناس من أصحابه فمرّ به الحسن والحسين وهما صبيّان، فقال: «هاتوا ابنيّ حتّى اعوّذهما بما عوّذ إبراهيم ابنيه إسماعيل وإسحاق»، فضمّهما إلى صدره، ثمّ قال: «أُعيذكما بكلمات الله التامّة من كلّ شيطان وهامّة ومنكلّ عينٍ لامّة». قال: «وكان إبراهيم يقرأ مع هؤلاء الكلمات فاتحة الكتاب». وقال منصور: عوِّذ بها فإنّها تنفع من العين ومن كلّ وجعٍ ولدغة. وقال: اكتبها([272]).
قال: أخبرنا هوذة بن خليفة، قال: حدّثنا عوف، عن الأزرق بن قيس، قال: قدم على النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) أسقف([273]) نجران والعاقب([274]). قال: فعرض عليهما رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) الإسلام، فقالا: إنّا كنّا مسلمين قبلك! قال: «كذبتما، إنّه منع منكما الإسلام ثلاث؛ قولكما: اتّخذ الله ولداً، وأكلكما لحم الخنزير، وسجودكما للصنم». فقالا: فمَن أبو عيسى؟! فما درى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ما يردّ عليهما، حتّى أنزل الله تبارك وتعالى:(ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ)([275]). إلى قوله: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ)([276]). قال: فدعاهما رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) إلى الملاعنة وأخذ بيد فاطمة والحسن والحسين، وقال: «هؤلاء بنيّ». قال: فخلا أحدهما بالآخر، فقال: لا تلاعنه فإنّه إن كان نبيّاً فلا بقيّة. قال: فجاءا فقالا: لا حاجة لنا في الإسلام ولا في ملاعنتك، فهل من ثالثة؟ قال: «نعم، الجزية». فأقرّا بها ورجعا([277]).
قال: أخبرنا محمّد بن حميد العبديّ، عن معمّر، عن قتادة، قال:لمّا أراد النّبيُّ (صلّى الله عليه وسلّم) أن يباهل أهل نجران، أخذ بيد حسنٍ وحسين، وقال لفاطمة: «اتّبعينا». فلمّا رأى ذلك أعداء الله رجعوا([278]).
[عناية الصحابة بالحسين×]
قال: أخبرنا خالد بن مخلّد، قال:
حدّثنا سليمان بن بلال، قال: حدّثني جعفر بن
محمّد([279])، عن أبيه([280])، قال: جعل عمر بن الخطّاب عطاء الحسن والحسين مثل
عطاء أبيهماE([281]).
قال: أخبرنا محمّد بن عمر، قال: حدّثني موسى بن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التّيميّ، عن أبيه:أنّ عمر بن الخطّاب لمـّا دوّن الدّيوان([282])، وفرض العطاء، ألحق الحسن والحسين بفريضة أبيهما مع أهل بدر؛ لقرابتهما برسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، ففرض لكلّ واحدٍ منهما خمسة آلاف([283]).
قال: حدّثنا خالد بن مخلّد وأبو بكر بن عبدالله بن أبي أُويس، قالا: حدّثنا سليمان بن بلال، قال: حدّثني جعفر بن محمّد، عن أبيه، قال:قدم على عمر حُللٍ([284]) من اليمن، فكسا النّاس، فراحوا في الحُلل، وهو بين القبر والمنبر، جالسٌ والنّاس يأتونه فيُسلّمون عليه ويدعون، فخرج الحسن والحسين ابنا علي من بيت أُمّهما فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يتخطّيان النّاس ـ وكان بيت فاطمة في جوف المسجد ـ ليس عليهما من تلك الحُلل شيء! وعمر قاطبٌ([285]) صارٌّ([286])بين عينيه، ثمّ قال: والله، ما هنّأني ما كسوتكم. قالوا: لِمَ يا أمير المؤمنين؟ كسوت رعيّتك وأحسنت. قال: من أجل الغلامين يتخطّيان النّاس ليس عليهما منها شيء، كبرت عنهما وصغرا عنها. ثمّ كتب إلى صاحب اليمن أن ابعث إليّ بحلّتين لحسنٍ وحسين وعجّل. فبعث إليه بحلّتين فكساهما([287])([288]).
قال: أخبرنا سليمان بن حرب، قال: حدّثنا حمّاد بن زيد، قال: حدّثنا يحيى بن سعيد الأنصاريّ، عن عبيد بن حنين، عن حسين بن علي، قال: «صعدت إلى عمر بن الخطّاب المنبر، فقلت له: انزل عن منبر أبي واصعد منبر أبيك. قال: فقال لي: إنّ أبي لم يكن له منبر. فأقعدني معه، فلّما نزل ذهب بي إلى منزله، فقال: أي بنيّ، مَن علّمك هذا؟ قال: قلت: ما علّمنيه أحد. قال: أي بنيّ، لو جعلت تأتينا وتغشانا([289])! قال: فجئت يوماً وهو خالٍ بمعاوية([290])، وابن عمر بالباب لم يُؤذن له، فرجعت فلقيني بعد، فقال لي: يا بنيّ لم أرك أتيتنا؟ قال: قلت: قد جئت وأنت خالٍ بمعاوية، فرأيت ابن عمر رجع فرجعت. قال: أنت أحقّ بالإذن من عبد الله بن عمر، إنّما أنبت في رؤوسنا ما ترى الله، ثمّ أنتم. قال: ووضع يده على رأسه»([291]).
قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة، قال: حدّثنا يونس بن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، قال: بينما عمرو بن العاص([292]) جالس في ظلّ الكعبة إذ رأى الحسين بن علي مقبلاً، فقال: هذا أحبّ أهل الأرض إلى أهل السّماء اليوم([293]).
فقال أبو إسحاق: بلغني أنّ رجلاً جاء إلى عمرو بن العاص وهو جالس في ظلّ الكعبة، فقال: عليّ رقبة من ولد إسماعيل؟ فقال: ما أعلمها إلّا الحسن والحسين([294]).
قال: أخبرنا عثمان بن عمر ومحمد بن كثير العبديّ، قالا: حدّثنا إبراهيم بن نافع، عن عمرو بن دينار، قال: كان الرجل إذا أتى ابن عمر فقال: إنّ عليّ رقبة من بني إسماعيل؟ قال: عليك بالحسن والحسين([295]).
قال: أخبرنا كثير بن هشام، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن أبي المهزم، قال:كنّا مع جنازة امرأة ومعنا أبو هريرة، فجيء بجنازة رجل فجعله بينه وبين المرأة فصلّى عليهما، فلمّا أقبلنا أعيا([296]) الحسين فقعد في الطّريق، فجعل أبو هريرة ينفض التّراب عن قدميه بطرف ثوبه، فقال الحسين: يا با هريرة، وأنت تفعل هذا؟! قال أبو هريرة: دعني، فوالله لو يعلم النّاس منك ما أعلم؛ لحملوك على رقابهم([297]).
قال: أخبرنا عارم بن الفضل، قال: حدّثني مهدي بن ميمون، قال: حدّثنا محمّد بن أبي يعقوب الضبّي:أنّ معاوية بن أبي سفيان كان يلقى الحسين، فيقول: مرحباً وأهلاً بابن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، ويأمر له بثلاثمائة ألف([298]).
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا قطري الخشّاب مولى طارق، قال: حدّثنا مدرك أبو زياد، قال:كنّا في حيطان([299]) ابن عبّاس، فجاء ابن عبّاس، وحسن، وحسين، فطافوا في البستان، فنظروا ثمّ جاءوا إلى ساقية فجلسوا على شاطئها([300])، فقال لي حسن: «يا مدرك، أعندك غذاء([301])؟» قلت: قد خبزنا. قال: «إيتِ به».
قال: فجئته بخبزٍ وشيءٍ من ملح جريش([302])، وطاقتين([303]) بقل فأكل، ثمّ قال: «يا مدرك، ما أطيب هذا!»، ثمّ أتى بغذائه([304]) وكان كثير الطعام طيّبه. فقال: «يا مدرك، اجمع لي غلمان البستان». قال: فقدّم إليهم فأكلوا ولم يأكل. فقلت: ألا تأكل؟! قال: «ذاك كان أشهى عندي من هذا».
ثمّ قاموا فتوضؤوا، ثمّ قدّمت دابّة الحسن، فأمسك له ابن عبّاس بالرّكاب([305])وسوّى عليه، ثمّ جيء بدابّة الحسين فأمسك له ابن عبّاس بالركاب وسوّى عليه، فلمّا مضينا([306]) قلت: أنت أكبر منهما، تمسك لهما، وتسوّي عليهما؟! فقال: يا لكع([307])، أتدري مَن هذان؟! هذان ابنا رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، أو ليس هذا ممّا أنعم الله عليّ به أن أُمسك لهما وأُسوّي عليهما؟!([308]).
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن رزين بن عبيد، قال: شهدت ابن عبّاس وأتاه عليُّ بن حسين، فقال: مرحباً بابن الحبيب([309]).
[مروان بن الحكم ولعنه أمير المؤمنين×]
قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسديّ، عن ابن عون، عن عمير بن إسحاق، قال:كان مروان([310]) أميراً علينا ستّ سنين، فكان يسبّ عليّاً كلّ جمعة على المنبر، ثمّ عُزل، فاستُعمل سعيد بن العاص([311]) سنتين([312])، فكان لا يسبّه، ثمّ عُزل، وأُعيد مروان فكان يسبّه. فقيل: يا حسن! ألا تسمع ما يقول هذا؟! فجعل لا يردّ شيئاً. قال: وكان الحسن يجيء يوم الجمعة فيدخل في حجرة النبّي (صلّى الله عليه وسلّم) فيقعد فيها، فإذا قُضيت الخطبة خرج فصلّى، ثمّ رجع إلى أهله. قال: فلم يرضَ بذلك حتّى أهداه له في بيته. قال: فأنا لعنده إذ قِيل: فلان بالباب. قال: إئذن له، فوالله، إنّي لأظنّه قد جاء بشرّ، فأذن له فدخل، فقال: يا حسن! إنّي قد جئتك من عند سلطان، وجئتك بعزمه. قال: «تكلّم»، قال: أرسل مروان بعلي وبعلي وبعلي، وبك وبك وبك، وما وجدت مثلك إلّا مثل البغلة! يُقال لها: مَن أبوك؟ فتقول: أُمّي الفرس([313]). قال: ارجع إليه فقل له: «إنّي والله لا أمحو عنك شيئاً ممّا قلتَ بأن أسبّك، ولكنّ موعدي وموعدك الله، فإن كنت صادقاً فجزاك الله بصدقك، وإن كنت كاذباّ فالله أشدّ نقمة، وقد كرّم الله جدّي أن يكون مثله ـ أو قال: مثلي ـ مثل البغلة».
فخرج الرّجل، فلمّا كان في الحجرة لقي الحسين، فقال له: يا فلان، ما جئت به؟ قال: جئت برسالة وقد أبلغتها. فقال: «والله، لتخبرني ما جئت [به]([314])، أو لآمرنّ بك فلتُضربنّ حتّى لا تدري متى رُفع عنك». فقال: «ارجع». فرجع فلمّا رآه الحسن قال: «أرسله». قال: إنّي لا أستطيع. قال: «لِمَ؟»، قال: إنّي قد حلفت. قال: «قد لجّ فأخبره». فقال: أكل فلان بظر([315]) أُمّه إن لم يبلغه عنّي ما أقول([316]).
قل له: بك وبأبيك وبقومك، وإيه([317]) بيني وبينك أن تمسك منكبيك مَن
لعنه([318]) رسول الله (صلّى الله عليه
وسلّم). قال: فقال: وزاد([319]).
[حجّ الحسين×]
قال: أخبرنا يعلى بن عبيد، قال: حدّثنا عبيد الله بن الوليد الوصافيّ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، قال: حجّ الحسين بن علي خمساً وعشرين حجّة ماشياً ونجائبه([320]) تُقاد معه([321]).
قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدّثنا حفص بن غياث، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه: «أنّ الحسين بن علي حجّ ماشياً، وأنّ نجائبه تُقاد إلى جنبه»([322]).
قال: أخبرنا روح بن عبادة، قال: حدّثنا ابن جريج، قال: أخبرني العلاء أنّه سمع محمّد بن علي بن حسين يقول:كان حسين بن علي يمشي إلى الحجّ، ودوابّه تُقاد وراءه([323]).
قال: أخبرنا الوليد بن عقبة الطحّان، قال: أخبرنا سفيان، قال:كان الحسين بن علي إذا أراد أن يدخل الحمّام أتى الحيرة([324])، يعني أنّهم ليست لهم حرمة([325]).
[بين الحسين× ومروان]
قال: أخبرنا عفّان بن مسلم، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، قال أخبرنا عطاء بن السّائب، عن أبي يحيى([326])، قال: كنت بين الحسن بن علي والحسين ومروان بن الحكم، والحسين يسابّ مروان، فجعل الحسن ينهى الحسين حتّى قال مروان: إنّكم أهل بيت ملعونون!!([327]). قال: فغضب الحسن، وقال: ويلك، قلت: أهل بيت ملعونين، فوالله، لقد لعن الله أباك على لسان نبيّه وأنت في صلبه([328]).
[من أخلاق الحسنين÷ وصلاتهما خلف الأمراء]
قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدّثنا ابن أبي غنيّة، عن يحيى بن سالم الموصليّ، عن مولى الحسين بن علي، قال:كنت مع الحسين بن علي فمرّ بباب فاستسقى، فخرجت إليه جارية بقدح مفضّض! فجعل ينزع الفضّة فيرمي بها إليها، قال: اذهبي بها إلى أهلك، ثمّ شرب.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدّثنا حسن بن صالح، عن عبدالله بن عطاء، عن أبي جعفر، قال: كان الحسن والحسين يعتقان عن علي([329]).
قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل النهديّ، قال: أخبرنا سهل بن شعيب، عن قنان النّهميّ، عن جعيد همدان، قال:أتيت الحسين بن علي وعلى صدره سكينة بنت حسين، فقال: يا أُخت كلب! خذي ابنتك عنّي. فساءلني فقال: أخبرني عن شباب العرب أو عن العرب.
قال: قلت: أصحاب جلاهقات([330]) ومجالس! قال: فأخبرني عن الموالي([331]). قال: قلت: آكل ربا أو حريص على الدّنيا. قال: فقال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، والله، إنّهما للصنفان اللذان كنّا نتحدّث أنّ الله تبارك وتعالى يتنصر([332]) بهما لدينه، يا جعيد همْدان! النّاس أربعة: فمنهم([333]) مَن له خلق وليس له خلاق([334])، ومنهم مَن له خلاق وليس له خلق، ومنهم مَن له خلق وخلاق، وذلك([335]) أفضل النّاس، ومنهم مَن ليس له خلق ولا خلاق وذاك شرّ الناس.
قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدّثنا زهير بن معاوية، قال: حدّثنا عمّار بن معاوية الدّهنيّ، قال: حدّثني أبو سعيد قال:رأيت الحسن والحسين يصلّيان([336])مع الإمامِ العصرَ، ثمّ أتيا الحجر واستلماه، ثمّ طافا أُسبوعاً وصلّيا ركعتين.
فقال النّاس: هذان ابنا بنت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، فحطّمهما([337]) النّاس حتّى لم يستطيعا أن يمضيا، ومعهما رجل من الرّكانات([338])، فأخذ الحسين بيد الرّكانيّ وردّ النّاس عن الحسن، وكان يجلّه، وما رأيتهما مرّا بالرّكن الذي يلي الحجر من جانب الحجر إلّا استلماه، قال: قلت لأبي سعيد: فلعلّهما بقي عليهما بقيّة من أُسبوع([339]) قطعته الصلاة؟ قال: لا، بل طافا أُسبوعاً تامّاً([340]).
قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن الوليد الأزرقيّ، قال: حدّثنا مسلم ابن خالد، عن عمرو بن دينار، قال: رأيت حسناً وحسيناً يطوفان بعد العصر ويصلّيان.
قال: أخبرنا طلق بن غنام النّخعيّ، قال: حدّثنا شريك وقيس، عن عمّار الدّهنيّ، عن مسلم البطين: عن حسين بن عليأنّه كان يدّهن عند الإحرام بالزّيت، ويدّهن أصحابه بالدّهن الطيّب([341]).
قال: أخبرنا شبابة بن سوّار، قال: أخبرني بسّام، قال:سألت أبا جعفر عن الصّلاة خلف بني أُميّة؟ فقال: صلّ خلفهم فإنّا نصلّي خلفهم.
قال: قلت:
يا با([342]) جعفر، إنّ النّاس [يقولون]([343]) إنّ هذا منكم تقيّة؟ فقال: قد كان
الحسن والحسين يصلّيان خلف مروان يبتدران([344]) الصّف، وإن كان الحسين ليسبّه وهو على المنبر حتّى
ينزل، أفتقيّةٌ هذه؟!([345])([346]).
ذكر دعاء الحسينE
قال: أخبرنا سعيد بن منصور، عن جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن محمّد بن أبي محمّد البصريّ، قال: كان الحسين بن علي يقول في وترِه([347]): «اللّهمّ إنّك تَرى ولا تُرى، وأنت بالمنظر الأعلى، وإنّ لك الآخرة والأُولى، وإنّا نعوذ بك من أن نذلّ ونخزى»([348]).
قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن الوليد الأزرقيّ، قال: حدّثنا مسلم بن خالد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، قال: جاء رجل من أهل مصر إلى حسن وحسين يوم عرفة فسألهما عن صيام يوم عرفة، فوجد حسيناً صائماً، ووجد حسناً مفطراً، وقالا: كلُّ ذلك حسن.
قال: أخبرنا الحسن بن موسى، قال: حدّثنا زهير، عن جابر، عن محمّد بن عليّ، قال: كان الحسن والحسين يصلّيان خلف مروان ويعتدّان بالصلاة معه([349])([350]).
قال: أخبرنا علي بن محمّد، عن عثمان بن عثمان، عن رجل من آل أبي رافع، عن أبيه، عن أبي رافع، قال: كان عليّ بن أبي طالب يقول: «إنّا أهل بيت فينا ركنات([351])، منها رضاي بالحكمين!([352]) وابني هذا ـ يعني الحسن ـ سيخرج من هذا الأمر، وأشبه أهلي بيّ الحسين»([353]).
قال: أخبرنا عليّ بن محمّد، عن يزيد بن عياض بن جعدبة، عن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، قال: مرّ الحسين بمساكين يأكلون في الصفّة([354])، فقالوا: الغداء. فنزل وقال: «إنّ الله لا يحبّ المتكبّرين». فتغدّى، ثمّ قال لهم: «قد أجبتكم فأجيبوني». قالوا: نعم. فمضـى بهم إلى منزله، فقال للرباب: «أخرجي ما كنتِ تدّخرين»([355]).
[حلقة أبي عبد الله في مسجد الرّسول’]
قال: أخبرنا عليّ بن محمّد، عن محمّد بن عمر العبديّ، عن أبي سعيد الكلبيّ، قال: قال معاوية لرجل من قريش: إذا دخلت مسجد رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فرأيت حلقةً فيها قومٌ كأنّ على رؤوسهم الطير، فتلك حلقة أبي عبد الله، مؤتزراً على أنصاف ساقيه، ليس فيها من الهزّيلا([356]) شيء([357]).
[خطبة معاوية لابنه يزيد]
قال: أخبرنا عليّ بن محمّد، عن جويرية بن أسماء، قال:خطب معاوية بن أبي سفيان ابنة([358]) عبد الله بن جعفر([359]) على يزيد بن معاوية([360])، فشاور عبد الله حسيناً، فقال: «أتُزوّجه وسيوفهم تقطر من دمائنا؟! ضُمّها إلى ابن أخيك القاسم بن محمّد»([361])، قال: إنّ عليّ دَيناً، قال: «دونك البغيبغة([362]) فاقضِ منها دَينك، فقد علمتَ ما كان يصنع فيها عمّك»، فزوّجها من القاسم.
ووفد عبد الله [على]([363]) معاوية فباعه البغيبغة بألف ألف، وكتب معاوية إلى مروان بحزها([364])، فركب مروان ليقبضها فوجد الحسين واقفاً على الشِعب، قال: «مَن شاء فليدخله، والله لا يدخله أحد إلّا وضعت فيه سهماً». فرجع مروان وكتب إلى معاوية، فكتب إليه معاوية: أعرض عنها.
وسوّغ([365]) المال عبد الله بن جعفر، فلمّا هلك معاوية وقُتل الحسين أخذ يزيد بن معاوية البغيبغة، فلمّا هلك يزيد ردّها ابن الزبير([366]) على آل أبي طالب، فلمّا قُتل ابن الزبير ردّها عبد الملك([367]) على آل معاوية، فلمّا ولي عمر بن عبد العزيز([368]) ردّها على وِلْد علي، فلمّا ولي يزيد بن عبد الملك([369]) قبضها ودفعها إلى آل معاوية، حتّى ولي الوليد بن يزيد بن عبد الملك([370])، فقال: ارتفعوا إلى القاضي([371]).
قال: أخبرنا عليّ بن محمّد، عن عبد الله بن جعفر، عن أُمّ بكر بنت المسوّر([372]) وغسّان بن عبد الحميد، عن جعفر بن عبد الرّحمن بن مسوّر، عن أبيه، عن المسوّر([373]): أنّ معاوية كتب إلى مروان: زوّج يزيد من ابنة عبد الله بن جعفر، واقضِ عنه دينه خمسين ألف دينار، وصِلْه بعشرة آلاف دينار.
فقال عبد الله بن جعفر: ما أقطع أمراً دون الحسين. فشاوره، فقال: «اجعل أمرها إليّ»، ففعل واجتمعوا، فقال مروان: إنّ أمير المؤمنين أحبّ أن يزيد القرابة لطفاً، والحقّ عظماً، وأن يتلافى صلاح هذه الحيّين بالصّهر، وقد كان من أبي جعفر في إجابة أمير المؤمنين ما حسن فيه رأيه، وولّى أمرها خالها، وليس عند حسين خلاف على أمير المؤمنين.
فتكلّم حسين وقال: «إنّ الله رفع بالإسلام الخسيسة([374])، وأتمّ النّاقصة، وأذهب اللؤم، فلا لؤم على مسلم، وإنّ القرابة التي عظّم الله حقّها قرابتنا، وقد زُوّجت هذه الجارية مَن هو أقرب نسباً، وألطف سبباً، القاسم بن محمّد بن جعفر».
فقال مروان: أغَدْراً يا بني هاشم؟! وقال لعبد الله بن جعفر: يا بن جعفر، ما هذه أيادي أمير المؤمنين عندك! قال: قد أعلمتك أنّي لا أقطع أمراً فيها دون خالها.
فقال حسين: «نشدتكم الله، أتعلمون أنّ الحسن خطب عائشة بنت عثمان فولّوك أمرها، فلمّا صرنا في مثل هذا المجلس، قلت: قد بدا لي أن أُزوّجها عبد الله بن الزبير؟! هل كان هذا يا أبا عبد الرحمن؟» ـ يعني المسوّر بن مخرمة ـ فقال: اللّهمّ نعم. فقال مروان: إنّما ألوم عبد الله، فأمّا حسين فوغر([375]) الصدر! فقال مسوّر: لا تحمل على القوم، فالذي صنعوا أوصل، وصلوا رحماً، ووضعوا كريمتهم حيث أحبّوا([376]).
[خطبة سعيد ابن أبي العاص لأُمّ كلثوم]
قال: أخبرنا عليّ بن محمّد، عن يزيد بن عياض بن جعدبة، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، قال:خطب سعيد بن العاص أُمّ كلثوم بنت علي([377]) بعد عمر([378])! وبعث إليها بمائة ألف، فدخل عليها الحسين فشاورته، فقال: «لا تزوّجيه». فأرسلت إلى الحسن، فقال: «أنا أُزوّجه». فاتّعدوا لذلك، وحضـر الحسن وأتاهم سعيد ومَن معه، فقال سعيد: أين أبو عبد الله؟ قال([379]) الحسن: «أكفيك دونه». قال: فلعلّ أبا عبد الله كره هذا يا با([380]) محمّد؟ قال: «قد كان وأكفيك». قال: إذاً لا أدخل في شيء يكرهه. ورجع ولم يعرض في المال، ولم يأخذ منه شيئاً([381]).
[خلال وشمائل الإمام أبي عبد الله×]
قال: أخبرنا معن بن عيسى، قال: حدّثنا سليمان بن بلال، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه: أنّ الحسين بن عليwتختّم في اليسار!.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدّثنا المطلب بن زياد، عن السّديّ([382])، قال: رأيت حسين بن عليwوأنّ جمّته([383]) خارجة من تحت عمامته([384]).
قال: أخبرنا الفضل بن دكين ومحمّد بن عبد الله الأسديّ، قالا: حدّثنا يونس بن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، قال: رأيت على الحسين بن علي مطرفاً([385]) من خزّ([386])، قد خضّب لحيته ورأسه بالحنّاء والكتم([387])([388]).
قال: أخبرنا محمّد بن عبد الله الأسديّ، قال: حدّثنا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد وإبراهيم بن مهاجر، عن الشّعبيّ([389])، قال: أخبرني مَن رأى على الحسين بن علي جُبّة([390]) من خزّ([391]).
قال: أخبرنا عارم بن الفضل، قال: حدّثنا حمّاد بن زيد، عن أبي بكر الهذليّ، عن عبد الله بن يزيد، قال: رأيت على الحسين بن عليGجبّة خزٍّ.
قال: أخبرنا خالد بن مخلّد، قال: حدّثني معتب مولى جعفر بن محمّد، قال: سمعت جعفر بن محمّد يقول: أُصيب الحسين وعليه جبّة خزّ([392]).
قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدّثنا إسماعيل ابن إبراهيم بن مهاجر، قال: سمعت أبي، عن الشّعبيّ، قال: رأيت على الحسين جبّة خزّ، ورأسه مخضوبٌ بالوسمة([393])([394]).
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن إبراهيم ابن مهاجر، عن عامر، قال: رأيت الحسين بن علي يخضّب بالوسمة، ويختم في شهر رمضان، ورأيت عليه جبّةُ خزٍّ.
قال: أخبرنا وهب بن جرير ويحيى بن عبّاد، عن شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت العيزار يقول: كان الحسين بن علي يخضّب بالوسمة. قال يحيى بن عبّاد: رأيت([395]).
قال: أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر([396]) العقديّ، قال: حدّثنا شعبة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه: أنّ الحسين بن علي كان يخضّب بالوسمة.
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن محمّد بن قيس: أنّه رأى الحسين بن علي ولحيته مخضوبةٌ بالوسمة.
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن السّديّ، عن كثير ـ مولى بني هاشم ـ: أنّ الحسين بن علي كان يخضّب بالوسمة([397]).
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن السّديّ، قال: رأيت الحسين بن علي ولحيته شديدة السّواد، ومعه ابنه علي.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدّثنا سفيان، عن السـّري ابن كعب الأزديّ، قال: رأيت الحسين بن علي واقفاً على برذون([398]) أبيض، قد خضّب رأسه ولحيته بالوسمة([399]).
قال: أخبرنا خالد بن مخلّد، قال: حدّثني معتب ـ مولى جعفر بن محمّد ـ عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، قال: صبغ الحسين بالوسمة.
قال: أخبرنا محمّد بن عبيد، عن طلحة بن عمرو بن عطاء، وعبيد([400]) ابن أبي يزيد المكّيَّينِ، قالا: نظرنا إلى الحسين بن علي وهو يسوّد رأسه ولحيته.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدّثنا سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع، عن قيس ـ مولى خباب ـ قال: رأيت الحسين يخضِّب بالسواد([401]).
حدّثنا عبدالوهّاب بن عطاء ومعن بن عيسى، قالا: أخبرنا أبو معشر المديني، عن سعيد بن أبي سعيد، قال: رأيت الحسين بن علي يخضّب بالسواد.
قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل، قال: حدّثنا حسن بن صالح، عن السّديّ، قال: رأيت الحسن([402]) بن علي أسود اللحية.
[جبرئيل يخبر النّبي’ بمقتل الحسين×]
قال: أخبرنا خالد بن مخلّد ومحمّد بن عمر، قالا: حدّثنا موسى بن يعقوب الزّمعيّ، قال: أخبرني هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص، عن عبد الله بن وهب بن زمعة، قال: أخبرتني أُمّ سلمة أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) اضطجع ذات يوم للنوم، فاستيقظ فَزِعاً وهو خاثر([403])، ثمّ اضطجع فرقد، واستيقظ وهو خاثر دون المرّة الأُولى، ثمّ اضطجع فنام فاستيقظ، ففزغ وفي يده تربة حمراء يقلّبها بيده، وعيناه تهراقان الدموع! فقلت: ما هذه التّربة يا رسول الله؟ فقال: «أخبرني جبريل أنّ ابني الحسين يُقتل بأرض العراق! فقلت لجبريل: أرِني تربة الأرض التي يُقتَل بها. فجاء بها، فهذه تربتها»([404]).
قال: أخبرنا يعلى ومحمّد ابنا عبيد، قالا: حدّثنا موسى الجهنيّ، عن صالح بن أربد النّخعيّ، قال: قالت أُمّ سلمة: قال لي نبيّ الله: «اجلسي بالباب، فلا يلج([405]) عليّ أحد». فجاء الحسين وهو وضيف([406])، فذهبت تناوله فسبقها فدخل. قالـت: فلمّا طال عليّ خفت أن يكون قد وجد([407]) عليّ؛ فتطلّعت من الباب، فإذا في كفّ النبي (صلّى الله عليه وسلّم) شيء يقلّبه، والصّبي نائم على بطنه ودموعه تسيل، فلمّا أمرني أن أدخل قلت: يا رسول الله، إنّ ابنك جاء فذهبت أتناوله فسبقني، فلمّا طال عليّ خِفت أن تكون قد وجَدت عليّ، فتطلّعت من الباب فرأيتك تُقلّب شيئاً في كفّك، والصّبي نائم على بطنك ودموعك تسيل! فقال: «إنّ جبريل أتاني بالتّربة التي يُقتل عليها، وأخبرني أنّ أُمّتي يقتلوه!»([408]).
قال: أخبرنا محمّد بن عمر، قال: أخبرنا موسى بن محمّد بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: كانت لنا مشربة([409])، فكان النّبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) إذا أراد لقى([410]) جبريل لقيه فيها، فلقيه رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) مرّة من ذلك فيها، وأمر عائشة أن لا يصعد إليه أحد، فدخل حسين بن علي ولم تعلم حتّى غشيها، فقال جبريل: «مَن هذا؟» فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): «ابني». فأخذه النّبيُّ (صلّى الله عليه وسلّم) فجعله على فخذه. فقال: «أما إنّه سيُقتل». فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): «ومَن يقتله؟!» قال: «أُمّتك!!» فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): «أُمّتي تقتله؟!» قال: «نعم، وإن شئت أخبرتك بالأرض التي يُقتل بها». فأشار له جبريل إلى الطّف بالعراق، وأخذ تربة حمراء فأراه إيّاها، فقال: «هذه من تربة مصرعه»([411]).
قال: أخبرنا علي بن محمّد، عن عثمان بن مقسم، عن المقبريّ([412])، عن عائشة، قالت: بينا رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) راقد، إذ جاء الحسين يحبو إليه فنحيته عنه، ثمّ قمت لبعض أمري، فدنا منه فاستيقظ يبكي، فقلت: ما يبكيك؟ قال: «إنّ جبريل أراني التّربة التي يُقتل عليها الحسين، فاشتدّ غضب الله على مَن يسفك دمه». وبسط يده فإذا فيها قبضةٌ من بطحاء([413]). فقال: «يا عائشة، والذي نفسي بيده، إنّه ليحزنني، فمَن هذا من أُمتي يقتل حسيناً بعدي؟!»([414]).
قال: أخبرنا عفّان بن مسلم، ويحيى بن عبّاد، وكثير بن هشام وموسى بن إسماعيل، قالوا: حدّثنا حمّاد بن سلمة، قال: حدّثنا عمّار بن أبي عمّار، عن ابن عبّاس، قال: رأيت النّبي (صلّى الله عليه وسلّم) فيما يرى النّائم بنصف النّهار وهو قائم، أشعث([415]) أغبر([416]) بيده قارورة([417]) فيها دم. فقلت: بأبي وأُمّي ما هذا؟ قال: «دم الحسين وأصحابه، أنا منذ [اليوم] ألتقطه». قال: فأُحصيَ ذلك اليوم فوجده قتل ذلك في ذلك اليوم([418])([419]).
قال: وأخبرنا عليُّ بن محمّد، عن حمّاد بن سلمة، عن أبان، عن شهر بن حوشب، عن أُمّ سلمة، قالت: كان جبريل عند رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) والحسين معي، فبكى فتركه([420])، فأتى النّبي (صلّى الله عليه وسلّم) فأخذته فبكى فأرسلته. فقال له جبريل: «أتحبّه؟» قال: «نعم». فقال: «أما إنّ أُمّتك ستقتله»([421]).
قال: أخبرنا عليّ بن محمّد، عن يحيى بن زكريا، عن رجل، عن عامر الشّعبي، قال: قال عليٌّ ـ وهو على شاطئ الفرات ـ: «صبراً أبا عبد الله»، ثمّ قال: «دخلت على رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وعيناه تفيضان، فقلت: أَحدثٌ حدث؟ فقال: أخبرني جبريل أنّ حسيناً يُقتل بشاطئ الفرات. ثمّ قال: أتحبّ أن أُريك من تربته؟ قلت: نعم. فقبض قبضة من تربتها([422]) فوضعها في كفّي، فما ملكت عيني أن فاضتا»([423]).
[إخبار أمير المؤمنين بمقتل الحسين÷]
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ، عن علي، قال: «ليقتلنّ الحسين بن علي قتلاً، وإنّي لأعرف تربة الأرض التي يُقتل بها، يُقتل بغربةٍ([424]) قريبٌ من النّهرين»([425]).
قال: أخبرنا يحيى بن حمّاد، قال: حدّثنا أبو عوانة،
عن عطاء بن السّائب،
عن ميمون، عن شيبان بن مخرم([426])، قال ـ وكان عثمانياً([427])
يبغض علياً! ـ قال:
رجع مع علي من صفِّين، قال: فانتهينا إلى موضع، قال: فقال: «ما يُسمّى
هذا الموضع؟» قال:
قلنا: كربلاء([428]). قال: «كربٌ وبلا». قال: ثمّ قعد على
رابيّة([429])،
وقال: «يُقتل هاهنا قومٌ أفضل شهداء على وجه الأرض لا يكون شهداء رسول الله
(صلّى الله عليه وسلّم)». قال: قلت: بعض كذباته وربّ الكعبة! قال: فقلت لغلامي ـ وثمّة حمار ميّت
ـ: جئني برجل هذا الحمار. فأوتدته([430]) في المقعد الذي كان فيه قاعداً.
فلمّا قُتل الحسين قلت لأصحابي: انطلقوا ننظر، فانتهينا إلى المكان، وإذا جسدُ
الحسين على رجل الحمار، وإذا أصحابه ربضة([431])
حوله([432]).
قال: أخبرنا يحيى بن حمّاد، قال: حدّثنا أبو عوانة، عن سليمان، قال: حدّثنا أبو عبيد الضّبيّ، قال: دخلنا على أبي هرثم الضّبي([433]) حين أقبل من صفِّين وهو مع علي، وهو جالسٌ على دكان([434])، وله امرأة يُقال لها حردا([435])، هي أشدّ حبّاً لعليّ، وأشدّ لقوله تصديقاً. فجاءت شاة فبعرت، فقال: لقد ذكّرني بعر هذه الشّاة حديثاً لعليّ، قالوا: وما عِلْم عليّ بهذا؟ قال: أقبلنا مرجعنا من صفّين، فنزلنا كربلاء فصلّى بنا عليٌّ صلاة الفجر بين شجرات ودوحات([436]) حرمل([437])، ثمّ أخذ كفّاً من بعر الغزلان فشمّه، ثمّ قال: «أوهٍ، أوهٍ، يُقتل بهذا الغائط([438]) قومٌ يدخلون الجنّة بغير حساب». قال: قالت حرداء: وما تنكر من هذا؟ هو أعلم بما قال منك. نادت بذلك وهو في جوف البيت([439]).
قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدّثنا عبد الجبّار بن عبّاس، عن عمّار الدّهنيّ، قال: مرّ عليٌّ على كعب([440])، فقال: إنّ من ولد هذا لرجلٌ يُقتل في عصابة، لا يجفّ عرق خيولهم حتّى يردوا على محمّد (صلّى الله عليه وسلّم). فمرّ حسن فقالوا: هو هذا يا أبا اسحاق؟ قال: لا. فمرّ حسين، فقالوا: هذا هو؟ قال: نعم([441]).
[الحسين× يُخبر عن المستقبل]
قال: أخبرنا عليّ بن محمّد، عن الحسن بن دينار، عن معاوية بن قرّة، قال: قال الحسين: «والله، ليعتدنّ عليّ كما اعتدت بنو إسرائيل في السّبت»([442]).
قال: أخبرنا عليُّ بن محمّد، عن جعفر بن سليمان
الضّبعي، قال: قال الحسين بن علي: «والله،
لا يدعوني حتّى يستخرجوا هذه العلقة([443]) من جوفي، فإذا فعلوا سلّط الله عليهم مَن
يذلّهم، حتّى يكونوا أذلّ من فرم([444]) الأَمَة». فقدم العراق
فقُتل بنينوى([445])
يوم عاشوراء، سنة إحدى وستّين([446]).
[الرّجل الأسدي لا يبارح موضع قتل الحسين×]
قال: أخبرنا عليّ بن محمّد، عن عامر بن أبي محمّد، عن الهيثم بن موسى، قال: قال العربان بن الهيثم([447]): كان أبي يتبدّى([448])، فينزل قريباً من الموضع الذي كان فيه معركة الحسين، فكنّا لا نبدوا إلّا وجدنا([449]) من بني أسد([450]) هناك، فقال له أبي: أراك ملازماً هذا المكان؟! قال: بلغني أنّ حسيناً يُقتل هاهنا، فأنا أخرج لعلّي أُصادفه فأُقتل معه. فلمّا قُتل الحسين، قال أبي: انطلقوا ننظر هل الأسدي فيمَن قُتل؟ فأتينا المعركة فطوّفنا، فإذا الأسديّ مقتول([451]).
مقتل الحسين بن عليّ (صلوات الله عليهما وسلامه)
قال: أخبرنا محمّد بن عمر، قال: حدّثنا ابن أبي ذئب، قال: حدّثني عبد الله بن عمير مولى أُمّ الفضل. قال: وأخبرنا عبد الله بن محمّد بن عمر بن علي، عن أبيه. قال: وأخبرنا يحيى بن سعيد بن دينار السّعديّ، عن أبيه. قال: وحدّثني عبد الرّحمان بن أبي الزّناد، عن أبي وجرة([452]) السّعدي، عن علي بن حسين.
قال: وغير هؤلاء([453]) قد حدّثني.
قال محمّد بن سعد: وأخبرنا عليّ بن محمّد، عن يحيى بن إسماعيل بن أبي المهاجر، عن أبيه.
وعن لوط بن يحيى الغامديّ([454])، عن محمّد بن بشير الهمْدانيّ، وغيره.
وعن محمّد بن الحجّاج، عن عبد الملك بن عمير.
وعن هارون بن عيسى، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه.
وعن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن مجالد، عن الشّعبيّ.
قال ابن سعد: وغير هؤلاء أيضاً قد حدّثني في هذا الحديث بطائفة، فكتبت جوامع حديثهم في مقتل الحسين (رحمة الله عليه ورضوانه وصلواته وبركاته).
[امتناع الإمام الحسين× عن بيعة يزيد (لعنه اللّه)]
قالوا: لمّا بايع معاوية بن أبي سفيان ليزيد بن معاوية، كان حسين بن علي بن أبي طالب ممَّن لم يبايع له. وكان أهل الكوفة([455]) يكتبون إلى حسين، يدعونه إلى الخروج إليهم في خلافة معاوية كلّ ذلك يأبى، فقدم منهم قومٌ إلى محمّد بن الحنفية([456])، فطلبوا إليه أن يخرج معهم فأبى، وجاء إلى الحسين فأخبره بما عرضوا عليه، وقال: «إنّ القوم إنّما يُريدون أن يأكلوا بنا، ويشيطوا([457]) دماءنا». فأقام حسين على ما هو عليه من الهموم، مرّة يريد أن يسير إليهم، ومرّة يجمع الإقامة.
فجاءه أبو سعيد الخدريّ، فقال: يا با([458]) عبد الله، إنّي لكم ناصح، وإنّي عليكم مُشفق، وقد بلغني أنّه كاتبك قومٌ من شيعتكم بالكوفة، يدعونك إلى الخروج إليهم، فلا تخرج، فإنّي سمعت أباك& يقول بالكوفة: «والله، لقد مللتهم وأبغضتهم، وملّوني وأبغضوني، وما بلوت([459]) منهم وفاء، ومَن فاز بهم فاز بالسّهم الأخيب([460])، والله، ما لهمثبات([461])، ولا عزم أمر، ولا صبرٌ على السّيف».
قال: وقدم المسيّب بن نجبة الفزاريّ([462]) وعدّة معه إلى الحسين بعد وفاة الحسن، فدعوه إلى خلع معاوية، وقالوا: قد علمنا رأيك ورأي أخيك.
فقال: إنّي أرجو أن يعطي الله أخي على نيّته في حبّه الكفّ، وأن يعطيني على نيّتي في حبّي جهاد الظّالمين([463]).
وكتب مروان بن الحكم إلى معاوية: إنّي لست آمن أن يكون حسين مرصداً للفتنة، وأظنّ يومكم من حسين طويلاً.
فكتب معاوية إلى الحسين: إنّ مَن أعطى الله صفقة يمينه وعهده لجديرٌ بالوفاء، وقد أُنبئت أنّ قوماً من أهل الكوفة قد دعوك إلى الشّقاق، وأهل العراق مَن قد جرّبت، قد أفسدوا على أبيك وأخيك، فاتّقِ الله، واذكر الميثاق، فإنّك متى تكِدني أكدك.
فكتب إليه الحسين: «أتاني كتابك، وأنا بغير الذي بلغك عنّي جدير، والحسنات لا يهدي لها إلّا الله، وما أردت لك محاربة ولا عليك خلافاً، وما أظنّ لي عند الله عذراً في ترك جهادك، وما أعلم فتنة أعظم من ولايتك أمر الأُمّة».
فقال معاوية: إن أثرنا بأبي عبد الله إلّا أسداً.
وكتب إليه معاوية أيضاً في بعض ما بلغه عنه: إنّي لأظنّ إنّ في رأسك نزوة، فوددت أنّي أدركتها، فأغفرها لك([464]).
قال: أخبرنا عليّ بن محمّد، عن جويرية بن أسماء، عن مسافع بن شيبة، قال: لقي الحسين معاوية بمكّة عند الرّدم([465])، فأخذ بخطام راحلته فأناخ([466]) به، ثمّ سارّه حسين طويلاً، وانصرف.
فزجر معاوية راحلته، فقال له يزيد: لا يزال رجل قد عرض لك فأناخ بك. قال: دعه، فلعلّه يطلبها من غيري فلا يسوّغه فيقتله([467]).
رجع الحديث إلى الأوّل
[وفاة معاوية]
قال([468]): ولمّا حُضر معاوية، دعا يزيد بن معاوية فأوصاه بما أوصاه به، وقال: اُنظر حسين بن بن علي بن فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، فإنّه أحبّ النّاس إلى النّاس، فصِل رحمه، وارفق به، يصلح لك أمره، فإن يكُ منه شيء فإنّي أرجو أن يكفيكه الله بمَن قتل أباه وخذل أخاه.
وتُوفّي معاوية ليلة النّصف من رجب سنة ستّين، وبايع النّاس ليزيد.
[أمر يزيد بأخذ البيعة من الحسين×]
فكتب يزيد مع عبد الله بن عمرو بن أُويس العامريّ ـ عامر بن لؤي ـ إلى الوليد بن عقبة([469]) بن أبي سفيان([470])، وهو على المدينة: أن ادعُ النّاس فبايعهم، وابدأ بوجوه قريش، وليكن أوّل مَن تبدأ به الحسين بن علي، فإنّ أمير المؤمنين عهد إليّ في أمره الرّفق به واستصلاحه.
فبعث الوليد بن عقبة([471]) من ساعته ـ نصف الليل ـ إلى الحسين بن علي، وعنده عبد الله بن الزّبير([472])، فاخبرهما بوفاة معاوية ودعاهما إلى البيعة ليزيد، فقالا: «نُصبح وننظر ما يصنع [النّاس]».
ووثب الحسين فخرج وخرج معه ابن الزّبير، وهو يقول: هو يزيد الذي تعرف، والله، ما حدث له حزمٌ ولا مروءة.
وقد كان الوليد أغلظ للحسين، فشتمه الحسين وأخذ بعمامته فنزعها من رأسه، فقال الوليد: إن هجنا بأبي عبد الله إلّا أسداً.
فقال له مروان ـ أو بعض جلسائه ـ: اقتله! قال: إنّ ذاك لدمٌ مظنون([473]) في بني عبد مناف.
فلمّا صار الوليد إلى منزله قالت
له امرأته أسماء بنت عبد الرّحمان بن الحارث بن
هشام: أسببت حسيناً؟! قال: هو بدأ فسبّني!
قالـت: وإن سبّك([474]) تسبّه؟! وإن سبّ أباك تسبّ أباه([475])؟!
[خروج الحسين× ليلاً إلى مكّة]
وخرج الحسين وعبد الله بن الزّبير من ليلتهما إلى مكّة، فأصبح النّاس فغدوا على البيعة ليزيد! وطُلب الحسين وابن الزّبير فلم يُوجدا، فقال المسوّر بن مخرمة: عجّل أبو عبد الله، وابن الزّبير الآن يلفته([476]) ويزجيه([477]) إلى العراق ليخلو بمكّة.
فقدما مكّة، فنزل الحسين دار العبّاس بن عبد المطلب، ولزم ابن الزّبير الحجر، ولبس المعافري([478]) وجعل يحرِّض النّاس على بني أُميّة.
وكان يغدو ويروح إلى الحسين ويشير عليه أن يقدم العراق! ويقول: هم شيعتك وشيعة أبيك.
[الصّحابة والمحبّون يتقدّمون بالنّصيحة للحسين×]
وكان عبد الله بن عبّاس ينهاه عن ذلك، ويقول: لا تفعل. وقال له عبد الله بن مطيع([479]): أي فداك أبي وأُمّي، متّعنا بنفسك، ولا تسِر إلى العراق، فوالله، لئن قتلك هؤلاء القوم ليتّخذنا خولاً([480]) وعبيداً.
ولقيهما عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عيّاشبن أبي ربيعة([481]) بالأبواء([482]) منصـرفين من العمرة، فقال لهما ابن عمر: اُذكّركما الله([483]) إلّا رجعتما، فدخلتما في صالح ما يدخل فيه النّاس! وتنظروا([484])، فإن اجتمع الناس عليه، لم تشذّا، وإن افترق عليه، كان الذي تريدان.
وقال ابن عمر لحسين: لا تخرج، فإنّ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) خيّره الله بين الدّنيا والآخرة فاختار الآخرة، وأنت([485]) بضعةٌ منه، ولا تنالها ـ يعني الدنيا ـ فاعتنقه وبكى وودّعه([486]).
فكان ابن عمر يقول: غَلَبَنا حسين بن عليّ بالخروج، ولَعَمري، لقد رأى في أبيه وأخيه عِبرة، ورأى من الفتنة وخذلان النّاس لهم، ما كان ينبغي له أن لا يتحرّك ما عاش، وأن يدخل في صالح ما دخل فيه الناس؛ فإنّ الجماعة خير([487]).
وقال له ابن عيّاش: أين تريد يا بن فاطمة؟ قال: «العراق وشيعتي». فقال: إنّي لكاره لوجهك هذا، تخرج إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك حتّى تركهم سخطة وملّة لهم([488])، أُذكّرك الله أن تغرّر([489]) بنفسك.
وقال أبو سعيد الخدريّ: غلبني الحسين على الخروج، وقد قلت له: اتّقِ الله في نفسك! والزم بيتك، فلا تخرج على إمامك!!([490]).
وقال أبو واقد الليثيّ([491]): بلغني خروج حسين فأدركته بملل([492])، فناشدته الله أن لا يخرج، فإنّه يخرج في غير وجه خروج، إنّما يَقتل نفسه، فقال: لا أرجع.
وقال جابر بن عبد الله: كلّمت حسيناً، فقلت: اتّقِ الله، ولا تضـرب النّاس بعضهم ببعض!! فو الله، ما حمدتم ما صنعتم؟! فعصاني([493]).
وقال سعيد بن المسيّب([494]): لو أنّ حسيناً لم يخرج لكان خيراً له!
وقال أبو سلمة بن عبد الرّحمان([495]): قد كان ينبغي لحسين أن يعرف أهل العراق ولا يخرج إليهم، ولكن شجّعه على ذلك ابن الزّبير.
وكتب إليه المسوّر بن مخرمة: إيّاك أن تغترّ بكتب أهل العراق، ويقول لك ابن الزّبير: اِلحقْ بهم فإنّهم ناصروك، إيّاك أن تبرح([496]) الحرم، فإنّهم إن كانت لهم بك حاجة، فسيضربون إليك آباط الإبل([497]) حتّى يوافوك فتخرج في قوّة وعدّة، فجزّاه خيراً، وقال: «استخير الله في ذلك».
وكتبت إليه عمرة بنت عبد الرّحمن([498]) تُعظِّم عليه ما يريد أن يصنع، وتأمره بالطّاعة ولزوم الجماعة، وتخبره أنّه إنّما يُساق إلى مصرعه، وتقول: أشهد لحدّثتني عائشة أنّها سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقول: يُقتل حسين بأرض بابل، فلمّا قرأ كتابها قال: فلا بدّ لي إذاً من مصرعي، ومضى.
وأتاه أبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام([499])، فقال: يا بن عمّ، إنّ الرّحم تضارّني عليك، وما أدري كيف أنا عندك في النّصيحة لك، قال: «يا أبا بكر، ما أنت ممَّن يُستغشّ ولا يُتّهم، فقل». فقال: قد رأيت ما صنع أهل العراق بأبيك وأخيك، وأنت تريد أن تسير إليهم وهم عبيد الدّنيا، فيقاتلك مَن قد وعدك أن ينصـرك، ويخذلك مَن أنت أحبّ إليه ممَّن ينصره، فأُذكّرك الله في نفسك. فقال: «جزاك الله يا بن عمّ خيراً، فلقد اجتهدت رأيك، ومهما يقضي الله من أمرٍ يكن». فقال أبو بكر: إنّا لله، عند الله نحتسب أبا عبد الله.
وكتب عبد الله بن جعفر بن أبي طالب إليه كتاباً، يحذّره أهل الكوفة ويناشده الله أن يشخص إليهم. فكتب إليه الحسين: «إنّي رأيت رؤيا، ورأيت فيها رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، وأمرني بأمرٍ أنا ماضٍ له، ولست بمخبرٍ بها أحداً حتّى أُلاقي عملي»([500]).
وكتب إليه عمرو بن سعيد بن العاص([501]):إنّي أسأل الله أن يلهمك رشدك، وأن يصـرفك عمّا يرديك، بلغني أنّك قد اعتزمت على الشّخوص إلى العراق، فإنّي أُعيذك بالله من الشّقاق، فإن كنتَ خائفاً فأقبل إليّ، فلك عندي الأمان والبِرّ والصّلة.
فكتب إليه الحسين: «إن كنتَ أردت بكتابك إليّ بِرّي وصلتي، فجُزيت خيراً في الدّنيا والآخرة، وإنّه لم يشاقق مَن دعا إلى الله وعمل صالحاً، وقال: إنّني من المسلمين، وخير الأمان أمان الله، ولم يؤمن بالله مَن لم يخَفه في الدّنيا، فنسأل الله مخافة في الدنيا توجب لنا أمان الآخرة عنده».
وكتب يزيد بن معاوية إلى عبد الله بن عبّاس يخبره بخروج الحسين إلى مكّة: ونحسبه جاءه رجال من أهل هذا المشرق فمنّوه الخلافة، وعندك علمٌ منهم خبرةً وتجربة، فإن كان فعل فقد قطع واشج([502]) القرابة، وأنت كبير أهل بيتك والمنظور إليه، فاكففه عن السعي في الفُرقة!!
وكتب بهذه الأبيات إليه، وإلى مَن بمكّة والمدينة من قريش:
يا أيّها الرّاكب الغادي مطيته([503]) |
|
|
أبلغ قريشاً على نأي([506])
المزار بها |
|
بيني وبين حسين الله والرحـمُ |
وموقفٌ بفِناء البيت أنشده |
|
عهد الإله وما توفّى به الذممُ |
عنيتم قومكم فخراً بأُمّكم |
|
أمٌّ لعمري حصان (عفّة)([507])
كرمُ |
هي التي لا يداني فضلها أحدٌ |
|
بنت الرّسول وخير النّاس قد علموا |
وفضلها لكم فضلٌ وغيركم |
|
من قومكم لهم في فضلها قسمُ |
إنّي لأعلم أو ظنّاً كعالمه |
|
والظنُّ يصدق أحياناً فينتظمُ |
إن سوف يترككم ما تدعون بها |
|
|
يا قومنا لا تشبّوا([510])
الحرب إذ سكنت |
|
ومسّكوا بحبال السّلم واعتصموا |
قد غرّت الحرب مَن قد كان قبلكم |
|
من القرون وقد بادت بها الأُممُ |
فأنصفوا قومكم لا تهلكوا بذخاً([511]) |
|
فربَّ ذي بذخٍ زلّت به القدمُ |
قال: فكتب إليه عبد الله بن عبّاس: إنّي أرجو أن لا يكون خروج الحسين لأمرٍ تكرهه، ولست أدع النصيحة له فيما يجمع الله به الأُلفة، وتُطفأ([512]) به النّائرة([513]).
ودخل عبدالله بن عبّاس على الحسين فكلّمه طويلاً، وقال: أنشدك الله أن تهلك غداً بحال مضيعة، لا تأتي العراق، وإن كنت لا بدّ فاعلاً فأقم حتّى ينقضـي الموسم، وتلقى النّاس وتعلم على ما يصدرون([514])، ثُمّ ترى رأيك، وذلك في عشر ذي الحجّة سنة ستّين([515]). فأبى الحسين إلّا أن يمضي إلى العراق، فقال له ابن عبّاس: والله، إنّي لأظنّك ستُقتل غداً بين نسائك وبناتك، كما قُتل عثمان([516]) بين نسائه وبناته، والله، إنّي لأخاف أن تكون الذي يُقاد([517]) به عثمان، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون. فقال الحسين: «أبا العبّاس، إنّك شيخٌ قد كبرت»، فقال ابن عباس: لولا أن يزري([518]) ذلك بي أو بك، لنشبت([519])يدي في رأسك، ولو أعلم أنّا إذا تناصينا([520])أقمت لفعلت، ولكن لا أخال ذلك نافعي. فقال له الحسين: «لئن أُقتل بمكان كذا وكذا أحبّ إليّ أن تستحلّ بي ـ يعني مكّة ـ »، قال: فبكى ابن عبّاس، وقال: أقررت عين ابن الزّبير فذلك الذي سلا([521]) بنفسي عنه([522]).
ثُمّ خرج عبد الله بن عبّاس من عنده وهو مغضب، وابن الزّبير على الباب، فلمّا رآه قال: يا بن الزبير، قد أتى ما أحببت، قرّت عينك، هذا أبو عبد الله يخرج ويتركك والحجاز:
ونقِّري ما شئت أن تنقِّري([525])
وبعث حسين إلى المدينة، فقدِم عليه مَن خفّ([526])معه من بني عبد المطلب، وهم تسعة عشر رجلاً، ونساء وصبيان من إخوانه([527]) وبناته ونسائهم.
وتبعهم محمّد بن الحنفية فأدرك حسيناً بمكّة، وأعلمه أنّ الخروج ليس له برأي يومه هذا، فأبى الحسين أن يَقبل. فحبس محمّد بن عليّ وِلده، فلم يبعث معه أحداً منهم! حتّى وجد([528]) الحسين في نفسه على محمّد، قال: «ترغب بوِلدك عن موضعٍ أُصاب فيه؟!». فقال محمّد: وما حاجتي أن تُصاب ويُصابون معك، وإن كانت مصيبتك أعظم عندنا منهم.
[خروج الإمام الحسين× من مكة بعد مكاتبة أهل العراق له]
وبعث أهل العراق إلى الحسين الرّسل والكتب يدعونه إليهم، فخرج متوجّهاً إلى العراق في أهل بيته وستّين شيخاً من أهل الكوفة، وذلك يوم الإثنين في عشر ذي الحجّة سنة ستّين.
فكتب مروان إلى عبيد الله بن زياد([529]): أمّا بعدُ، فإنّ الحسين بن عليّ قد توجّه إليك وهو الحسين بن فاطمة، وفاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، وبالله، ما أحد يسلّمه الله أحبّ إلينا من الحسين، فإيّاك أن تهيّج على نفسك ما لا يسدّه شيء، ولا تنساه العامّة ولا تدع ذكره، والسّلام.
وكتب إليه عمرو بن سعيد بن العاص: أمّا بعدُ، فقد توجّه إليك الحسين، وفي مثلها تُعتق، أو تُسترقّ([530]) كما تُسترقّ العبيد([531]).
[لقاء الإمام الحسين× مع الفرزدق]
قال: أخبرنا عبد الله بن الزّبير الحميديّ، قال:
حدّثنا سفيان بن عُيينة،
قال: حدّثني لبطة بن الفرزدق ـ وهو في الطّواف وهو مع ابن شبرمة ـ قال:
أخبرني أبي([532])، قال: خرجنا حجّاجاً فلمّا كنّا بالصّفاح([533])، إذا نحن بركب عليهم اليلامق([534]) ومعهم الدّرق([535])، فلمّا دنوت منهم إذا أنا بحسين بن عليّ، فقلت: أي،
أبو عبد الله؟ قال: «يا فرزدق، ما وراءك؟»
قال: أنت أحبّ النّاس إلى النّاس، والقضاء في السماء، والسّيوف مع بني أُميّة.
قال: ثُمّ دخلنا مكّة، فلمّا كنّا بمنى قلت له: لو أتينا عبد الله بن عمرو([536]) فسألناه عن حسين وعن مخرجه، فأتينا منزله بمنى فإذا نحن بصبية له سود مولّدين يلعبون، قلنا: أين أبوكم؟ قالوا: في الفسطاط([537]) يتوضّأ. فلم يلبث([538]) أن خرج علينا من فسطاطه، فسألناه عن حسين؟ فقال: أما إنّه لا يحيك([539]) فيه السّلاح! قال: فقلت له: تقول هذا فيه وأنت الذي قاتلته وأباه؟! فسبّني وسببته!
ثُمّ خرجنا حتّى أتينا ماءً لنا يُقال له: تعشار، فجعل لا يمرّ بنا أحد إلّا سألناه عن حسين، حتّى مرّ بنا ركب فناديناهم ما فعل حسين بن عليّ؟ قالوا: قُتل. فقلت: فعل الله بعبد الله بن عمرو، وفعل.
قال سفيان: ذهب الفرزدق إلى غير المعنى ـ أو قال: الوجه ـ إنّما قال: لا يحيك فيه السلاح ولا يضرّه القتل، مع ما قد سبق له([540]).
قال: أخبرنا عبد الله بن الزّبير الحميديّ، قال: حدّثنا سفيان، قال: حدّثنا شيعيّ لنا يُقال له: العلاء بن أبي العبّاس، عن أبي جعفر، عن عبد الله بن عمرو، أنّه قال في حسين: خرج، أما إنّه لا يحيك فيه السّلاح.
قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا معاوية بن عبد الكريم، عن مروان الأصغر، قال: حدّثني الفرزدق بن غالب قال: لمّا خرج الحسين بن عليّ& لقيت عبد الله بن عمرو، فقلت له: إنّ هذا الرّجل قد خرج، فما ترى؟ قال: أرى أن تخرج معه، فإنّك إن أردت دنيا أصبتها، وإن أردت آخرةً أصبتها. قال: فرحلت نحوه، فلمّا كنت في بعض الطريق بلغني قتله، فرجعت إلى عبد الله بن عمرو، فقلت: أين ما قلت لي؟! قال: كان رأياً رأيته!([541]).
قال: أخبرنا عليّ بن محمّد، عن الهذليّ، أنّ الفرزدق قال: لقيت حسيناً، فقلت: بأبي أنت، لو أقمت حتّى يصدر النّاس، لرجوت أن يتقصّف([542])أهل الموسم معك، فقال: «لم آمنهم يا أبا فراس».
قال: فدخلت مكّة فإذا فسطاط وهيئة،
فقلت: لـمَن هذا؟ قالوا: لعبد الله بن
عمرو بن العاص، فأتيته فإذا شيخ أحمر
فسلّمت، فقال: مَن؟ قلت: الفرزدق، أترى أن أنصر حسيناً؟ قال: إذن تُصيب أجراً
وذخراً، قلت: بلا دنيا؟ فأطرق، ثُمّ قال: يا بن غالب، لتتمّن خلافة يزيد، فاُنظرن.
فكرهت ما قال.
قال: فسببتُ يزيد ومعاوية، قال: مه([543])، قبّحك الله!! فغضبتُ، فشتمته وقمت، ولو حضر حشمه([544]) لأوجعوني.
فلمّا قضيتُ الحج رجعت، فإذا عِير([545]) فصرخت: ألا ما فعل الحسين؟ فردّوا عليّ: ألا قُتل.
قال: أخبرنا عليّ بن محمّد، عن
جويرية بن أسماء وعليّ بن مدرك، عن إسماعيل بن
يسار، قال: لقي الفرزدق حسيناً بالصّفاح فسلّم عليه، فوصله بأربعمائة دينار،
فقالوا: يا أبا عبد الله، تعطي شاعراً مبتهراً([546])؟! قال: «إنّ
خير ما أمضيت([547]) ما وقيت به عِرضك،
والفرزدق شاعر لا يُؤمن».
فقال قومٌ لإسماعيل: وما عسى أن يقول في الحسين ومكانه مكانه، وأبوه وأُمّه مَن قد علمت؟ قال: اُسكتوا، فإنّ الشاعر ملعون، إن لم يقل في أبيه وأُمّه قال في نفسه([548]).
[الحسين× بالثّعلبية]
قال: أخبرنا عليّ بن محمّد، عن حباب بن موسى، عن الكلبيّ، عن بحير بن شدّاد الأسديّ، قال: مرّ بنا الحسين بالثعلبيّة([549])، فخرجت إليه مع أخي، فإذا عليه جبّة صفراء لها جيب في صدرها، فقال له أخي: إنّي أخاف عليك. فضرب بالسّوط على عَيبة([550]) قد حقبها([551]) خلفه، وقال: «هذه كتب وجوه أهل المصر»([552]).
قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا جعفر بن سليمان، عن يزيد الرّشك، قال: حدّثني مَن شافه([553]) الحسين، قال: رأيت أبنية مضروبة بفلاةٍ([554]) من الأرض، فقلت: لمَن هذه؟ قالوا: هذه لحسين، قال: فأتيته فإذا شيخٌ يقرأ القرآن قال ـ والدّموع تسيل على خدّيه ولحيته ـ قال: قلت: بأبي وأُمّي يا بن رسول الله، ما أنزلك هذه البلاد والفلاة التي ليس بها أحد؟ فقال: «هذه كتب أهل الكوفة إليّ، ولا أراهم إلّا قاتليّ! فإذا فعلوا ذلك، لم يَدَعوا لله حُرمةً إلّا انتهكوها، فيُسلّط الله عليهم مَن يذلّهم حتى يكونوا أذلّ من فَرم الأَمَة»، يعني مقنعتها!([555]).
ثُمّ رجع الحديث إلى الأوّل
قالوا: وقد كان الحسين قدّم مسلم بن عقيل بن أبي طالب([556]) إلى الكوفة، وأمره أن ينزل على هانئ بن عروة المراديّ([557])، وينظر إلى اجتماع النّاس عليه، ويكتب إليه بخبرهم.
فقدِم مسلم بن عقيل الكوفة مستخفياً، وأتته الشّيعة فأخذ بيعتهم، وكتب إلى الحسين بن عليّ: «إنّي قدمت الكوفة فبايعني منهم ـإلى أن كتبت إليك ـ ثمانية عشر ألفاً، فعجّل القدوم؛ فإنّه ليس دونها مانع!».
[الحسين× في منطقة زبالة]
فلمّا أتاه كتاب مسلم، أغذَّ([558]) السّير حتّى انتهى إلى زبالة([559])، فجاءت رُسل أهل الكوفة إليه بديوانٍ فيه أسماء مائة ألف.
[تولّي ابن زياد على الكوفة]
وكان النّعمان بن بشير الأنصاريّ([560]) على الكوفة، في آخر خلافة معاوية فهلك وهو عليها، فخاف يزيد أن لا يقدم النّعمان على
الحسين، فكتب إلى عبيد الله بن زياد بن
أبي سفيان! وهو على البصرة، فضمّ إليه
الكوفة، وكتب إليه بإقبال الحسين إليها، فإن كان لك جناحان، فطرْ حتّى تسبق إليها.
فأقبل عبيد الله بن زياد على الظهر([561]) سريعاً حتّى قدم الكوفة، فأقبل متعمّماً متنكّراً حتّى دخل السّوق، فلمّا رأته السّفلة([562]) وأهل السّوق، خرجوا يشتدّون بين يديه وهم يظنّون أنّه حسين! وذاك أنّهم كانوا يتوقّعونه، فجعلوا يقولون لعبيد الله: يا بن رسول الله، الحمد لله الذي أراناك. وجعلوا يقبّلون يده ورجله، فقال عبيد الله: لشدّ ما فسد هؤلاء!
ثُمّ مضى حتّى دخل المسجد فصلّى ركعتين، ثُمّ صعد المنبر وكشف عن وجهه، فلمّا رآه النّاس مالَ بعضهم على بعض، واقشعوا([563]) عنه، وبنى([564]) عبيد الله بن زياد تلك الليلة بأهله أُمّ نافع بنت عمارة بن عقبة بن أبي معيط.
[مقتل عبد الله بن يقطر]
وأُتي تلك الليلة برسول الحسين بن عليّ، قد كان أرسله
إلى مسلم بن عقيل
ـ يُقال له: عبد الله بن يقطر([565]) ـ فقتله.
[ابن زياد في بيت هانئ بن عروة]
وكان قدم مع عبيد الله من البصرة شريك بن الأعور الحارثيّ([566]) ـ وكان شيعة لعليّ ـ فنزل أيضاً على هانئ بن عروة، فاشتكى شريك، فكان عبيد الله يعوده في منزل هانئ، ومسلم بن عقيل هناك لا يعلم به([567]).
فهيَّؤوا لعبيد الله ثلاثين رجلاً يقتلونه إذا دخل عليهم، وأقبل عبيد الله فدخل على شريك يسآل به، فجعل شريك يقول: ما تنظرون بسلمى أن تحيّوها!، اسقوني ولو كانت فيها نفسي، فقال عبيد الله: ما يقول؟ قالوا: يهجر([568]). وتحشحش([569]) القوم في البيت، فأنكر عبيد الله ما رأى منهم، فوثب فخرج، ودعا مولًى لهانئ بن عروة كان في الشّـرطة، فسأله فأخبره الخبر، فقال: أو لا.
[مقتل هانئ بن عروة]
ثُمّ مضى حتّى دخل القصر، وأرسل إلى هانئ بن عروة، وهو يومئذٍ ابن بضع وتسعين سنة، فقال: ما حملك على أن تُجير عدوي وتنطوي عليه؟ فقال: يا بن أخي، إنّه جاء حقّ هو أحقّ من حقّك وحقّ أهل بيتك. فوثب عبيد الله وفي يده عنزة([570])، فضـرب بها رأس هانئ، حتّى خرج الزج([571]) واغترز في الحائط، ونُثر دماغ الشّيخ، فقتله مكانه([572]).
[معركة مسلم بن عقيل أمام القصر ومقتله]
وبلغ الخبر مسلم بن عقيل فخرج في نحو من أربعمائة من الشّيعة، فما بلغ القصر إلّا وهو في نحوٍ من ستّين رجلاً، فغربت الشّمس واقتتلوا قريباً من الرّحبة([573])، ثُمّ دخلوا المسجد وكَثِرَهم أصحاب عبيد الله بن زياد، وجاء الليل فهرب مسلم حتّى دخل على امرأة من كندة ـ يُقال لها: طوعة([574]) ـ فاستجار بها، وعَلِم بذلك محمّد بن الأشعث بن قيس([575])، فأخبر به عبيد الله بن زياد، فبعث إلى مسلم فجيء به فأنّبه وبكّته وأمر بقتله([576]).
فقال: «دعني أُوصي». قال: نعم. فنظر إلى عمر بن سعد بن أبي وقّاص([577])، فقال: «إنّ لي إليك حاجة، وبيني وبينك رحم».
فقال عبيد الله: اُنظر في حاجة ابن عمّك. فقام إليه فقال: «يا هذا، إنّه ليس هاهنا رجل من قريش غيرك، وهذا الحسين بن عليّ قد أظلّك([578])، فأرسل إليه رسولاً فلينصـرف؛ فإنّ القوم قد غرّوه وخدعوه وكذّبوه، وإنّه إن قُتل لم يكن لبني هاشم بعده نظام([579])، وعَليَّ دَينٌ أخذته منذ قدمت الكوفة فاقضِه عنِّي، واطلب جثّتي من ابن زياد فوارِها».
فقال له ابن زياد: ما قال لك؟ فأخبره بما قال، فقال: قل له: أمّا مالك فهو لك لا نمنعك منه، وأمّا حسين فإنْ تركنا لم نُردْه، وأمّا جثته فإذا قتلناه لم نبالِ ما صُنع به. ثُمّ أُمر به فقُتل. فقال عبدالله بن الزّبير الأسديّ([580]) في ذلك:
إن كنتِ لا تدرين ما الموت فاُنظري |
|
إلى هانئٍ في السّوق وابن عقيل |
ترى جسداً قد غيّر الموت لونه |
|
ونضحُ دمٍ قد سال كلّ مسيل |
أصابهما أمر الإمام فأصبحا |
|
أحاديث مَن يهوى بكلّ سبيل |
ترى بطلاً قد هشّم السيف رأسه |
|
وآخر يهوى من طمار([581])
قتيل |
أيركب أسماء الهماليج([582])
آمناً |
|
وقد طلبته مذحجٌ بقتيل |
فإن أنتم لم تثأروا بأخيكم |
|
فكونوا بغايا أُرضيت بقليل([583]) |
يعني بأسماء ابن خارجة الفزاريّ([584])، كان عبيد الله بن زياد بعثه ـ وعمرو بن الحجّاج الزّبيديّ([585]) ـ إلى هانئ بن عروة فأعطياه العهود والمواثيق، فأقبل معهما حتّى دخل على عبيد الله بن زياد فقتله.
قال: وقضى عمر بن سعد دَين مسلم بن عقيل، وأخذ جثّته فكفّنها ودفنه، وأرسل رجلاً إلى الحسين فحمله على ناقة وأعطاه نفقة، وأمره أن يبلّغه ما قال مسلم بن عقيل، فلقيه على أربع مراحل([586]) فأخبره([587]).
وبعث عبيد الله برأس مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة إلى يزيد بن معاوية([588]).
وبلغ الحسين قتل مسلم وهانئ، فقال له ابنه عليّ الأكبر: «يا أبه، ارجع فإنّهم أهل (كدر) وغدر([589])، وقلّة وفائهم([590])، ولا يفون لك بشيء»، فقالت بنو عقيل لحسين: ليس هذا بحين رجوع. وحرّضوه على المضيّ([591]).
فقال حسين لأصحابه: «قد ترون ما يأتينا، وما أرى القوم إلّا سيخذلوننا، فمَن أحبّ أن يرجع فليرجع».
فانصرف عنه [الذين] صاروا إليه في طريقه، وبقيَ في أصحابه الذين خرجوا معه من مكّة ونُفير قليل [مـن] مَّن صحبه في الطّريق، فكانت خيلهم اثنين وثلاثين فرساً.
[ابن زياد يعدّ العدّة]
قال: وجمع عبيد الله المقاتِلة،
وأمر لهم بالعطاء، وأعطى الشُّرط، ووجّه حصين بن
تميم الطّهويّ([592]) إلى القادسية([593])، وقال له: أقم بها فمَن أنكرته فخذه.
[مقتل ابن مسهر]
وكان حسين قد وجّه قيس بن مسهّر الأسديّ([594])، إلى مسلم بن عقيل قبل أن يبلغه قتله، فأخذه حصين فوجّه به إلى عبيد الله، فقال له عبيد الله: قد قَتل الله مسلماً! فقم في النّاس فاشتم الكذّاب ابن الكذّاب، فصعد قيس المنبر، فقال: أيّها النّاس، إنّي تركت الحسين بن عليّ بالحاجر([595])، وأنا رسوله إليكم، وهو يستنصركم. فأمر به عبيد الله، فطُرحمن فوق القصر فمات([596]).
[الحرّ بن يزيد يضيّق على الحسين×]
ووجّه الحصين بن تميم الحرّ بن يزيد اليربوعيّ([597]) ـ من بني رياح ـ في ألفٍ إلى الحسين، وقال: سايره ولا تدَعه يرجع حتّى يدخل الكوفة، وجعجع([598]) به. ففعل ذلك الحرّ بن يزيد([599]).
فأخذ الحسين طريق العذيب([600])، حتّى نزل الجوف مسقط النّجف ممّا يلي المائتين، فنزل قصر أبي مقاتل([601])، فخفق خفقةً ثُمّ انتبه يسترجع، وقال: «إنّي رأيت في المنام آنفاً فارساً يسايرنا ويقول: القوم يسيرون والمنايا تسري إليهم، فعلمت أنّه نُعى إلينا أنفسنا».
ثُمّ سار حتّى نزل بكربلاء، فاضطرب فيه، ثُمّ قال: «أيّ منزلٍ نحن به؟» قالوا: بكربلاء. فقال: «يوم كربٍ وبلاء».
[تهديد عبيد الله بن زياد لابن سعد]
فوجّه إليه عبيدُ الله بن زياد عمرَ بن سعد بن أبي وقّاص في أربعة آلاف، وقد كان استعمله قبل ذلك على الريّ([602]) وهمَذان، وقطع ذلك البعث معه، فلمّا أمره بالمسير إلى حسين تأبّى ذلك وكرهه واستعفى منه، فقال له ابن زياد: أعطي الله عهداً، لئن لم تسـر إليه وتُقدِم عليه لأعزلنّك عن عملك، وأهدم دارك، وأضرب عنقك! قال: إذاً أفعل.
فجاءته بنو زهرة قالوا: ننشدك الله أن تكون أنت الذي تلي هذا من حسين، فتبقى عداوةً بيننا وبني هاشم. فرجع إلى عبيد الله فاستعفاه فأبى أن يعفيه، فصمّم وسار إليه([603]).
ومع حسين يومئذٍ خمسون رجلاً، وأتاهم من الجيش عشرون رجلاً، وكان معه من أهل بيته تسعة عشر رجلاً([604]).
[مخاطبة الإمام الحسين× لجيش ابن سعد]
فلمّا رأى الحسين عمر بن سعد قد قصد له فيمَن معه، قال: «يا هؤلاء، اسمعوا ـ يرحمكم الله ـ ما لنا ولكم! ما هذا بكم يا أهل الكوفة؟!» قالوا: خفنا طرح العطاء. قال: «ما عند الله من العطاء خيرٌ لكم، يا هؤلاء، دعونا فلنرجع من حيث جئنا». قالوا: لا سبيل إلى ذلك. قال: «فدعوني أمضي إلى الرّيّ فأُجاهد الدّيلم»([605]). قالوا: لا سبيل إلى ذلك. قال: «فدعوني أذهب إلى يزيد بن معاوية فأضع يدي في يده». قالوا: لا، ولكن ضع يدك في يد عبيد الله بن زياد! قال: «أمّا هذه فلا». قالوا: ليس لك غيرها([606]).
[إصرار شمرعلى قتل الإمام الحسين×]
وبلغ ذلك عبيد الله، فهمّ أن يخلّي عنه، وقال: والله، ما عرض لشيء من عملي، وما أراني إلّا مخلٍ سبيله يذهب حيث شاء.
قال شمر بن ذي الجوشن الضّبابيّ([607]): إنّك والله، إن فعلت وفاتك الرّجل لا تستقيلها أبداً، وإنّما كان همّة عبيد الله أن يثبت على العراق، فكتب إلى عمر بن سعد:
الآن حين تعلّقته حبالنا |
|
يرجو النّجاة ولات حين مناص([608]) |
فناهضه، وقال لشمر بن ذي الجوشن: سِر أنت إلى عمر بن سعد، فإن مضـى لما أمرته وقاتل حسيناً، وإلّا فاضرب عنقه، وأنت على النّاس.
[إغلاق الطرق لئلا يلتحق الناس بالإمام الحسين×]
قال: وجعل الرّجل والرّجلان والثّلاثة يتسلّلون إلى حسين من الكوفة، فبلغ ذلك عبيد الله، فخرج فعسكر بالنّخيلة([609])، واستعمل على الكوفة عمرو بن حريث([610])، وأخذ النّاس بالخروج إلى النّخيلة، وضبط الجسر فلم يترك أحداً يجوزه([611]).
وعقد عبيد الله لحصين بن تميم الطهويّ على ألفين، ووجّهه إلى عمر بن سعد مدداً له.
وقدّم شمر بن ذي الجوشن الضّبابيّ على عمر بن سعد، بما أمره به عبيد الله عشية الخميس، لتسعٍ خلون من المحرّم، سنة إحدى وستّين بعد العصـر، فنُودي في العسكر فركبوا، وحسينٌ جالسٌ أمام بيته محتبياً([612])، فنظر إليهم قد أقبلوا فقال للعبّاس بن علي بن أبي طالب([613]): «ألقَهم فَسَلهم ما بدا لهم؟» فسألهم، فقالوا: أتانا كتاب الأمير يأمرنا أن نعرض عليك، أن تنزل على حكمه أو نناجزك([614]). فقال: «انصرفوا عنّا العشيّة؛ حتّى ننظر ليلتنا هذه فيما عرضتم». فانصرف عمر.
[ليلة عاشوراء]
وجمع حسين أصحابه في ليلة عاشوراء ليلة الجمعة، فحمد الله وأثنى عليه، وذكر النّبيّ (صلّى الله عليه وسلّم)، وما أكرمه الله به من النّبوّة، وما أنعم به على أُمّته، وقال: «إنّي لا أحسب القوم إلّا مقاتلوكم غداً، وقد أذنت لكم جميعاً، فأنتم في حلّ منّي، وهذا الليل قد غشيكم، فمَن كانت له منكم قوّة فليضمّ رجلاً من أهل بيتي إليه، وتفرّقوا في سوادكم، حتّى يأتي الله بالفتح أو أمرٍ من عنده، فيصبحوا على ما أسرّوا في أنفسهم نادمين([615])، فإنّ القوم إنّما يطلبونني، فإذا رأوني لهوا عن طلبكم»، فقال أهل بيته: لا أبقانا الله بعدك، لا والله، لا نفارقك حتّى يصيبنا ما أصابك. وقال ذلك أصحابه جميعاً، فقال: «أثابكم الله على ما تنوون الجنّة»([616]).
قال: أخبرنا الضّحاك بن مخلد أبو عاصم الشّيبانيّ، عن سفيان، عن أبي الجحّاف، عن أبيه: إنّ رجلاً من الأنصار أتى الحسين، فقال: إنّ عليّ ديناً، فقال: «لا يقاتل معي مَن عليه دين»([617]).
قال: أخبرنا عليّ بن محمّد، عن أبي الأسود العبديّ، عن الأسود بن قيس العبديّ، قال: قِيل لمحمّد بن بشير الحضرميّ([618]): قد أُسر ابنك بثغر الرّي. قال: عند الله أحتسبه ونفسـي، ما كنت أُحبّ أن يُؤسر، ولا أن أبقى بعده. فسمع قوله الحسين، فقال له: «رحمك الله، أنت في حلٍّ من بيعتي، فاعمل في فكاك ابنك». قال: أكلتني السباع حيّاً إن فارقتك. قال: «فأعطِ ابنك هذه الأثواب([619]) يستعين بها في فكاك أخيه». فأعطاه خمسة أثواب قيمتها ألف دينار([620]).
رجع الحديث إلى الأوّل
فلمّا أصبح يومه الذي قُتل فيه (رحمة الله عليه)، قال: «اللّهم أنت ثقتي في كلّ كرب، ورجائي في كلّ شدّة، وأنت لي في كلّ أمرٍ نزل بي ثقة، وأنت وليُّ كلِّ نعمة، وصاحب كلّ حسنة»([621]).
[خطاب الإمام الحسين× ونصيحته لجيش ابن سعد]
ثُمّ قال حسين لعمر وأصحابه: «لا تعجلوا حتّى
أُخبركم خبري، والله، ما أتيتكم حتّى أتتني كتب أماثلكم، بأنّ السّنة قد أُميتت،
والنّفاق قد نجم([622])، والحدود قد عُطّلت، فأقدم لعلّ
الله (تبارك وتعالى) يُصلح بك أُمّة محمّد (صلّى الله عليه وسلّم)، فأتيتكم، فإذ
كرهتم ذلك فأنا راجعٌ عنكم، وارجعوا إلى أنفسكم فاُنظروا هل يصلح لكم قتلي، أو
يحلّ لكم دمي؟! ألست ابن بنت نبيِّكم، وابن ابن عمّه، وابن أوّل المؤمنين
إيماناً؟! أوَ ليس حمزة([623]) والعبّاس وجعفر([624]) عمومتي؟! أوَ لم
يبلغكم قول رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فيَّ وفي أخي: هذان سيدا شباب أهل
الجنّة؟! فإن صدّقتموني، وإلّا فاسألوا جابر بن
عبد الله، وأبا سعيدٍ الخدريّ، وأنس بن مالك([625])، وزيد بن أرقم([626])»، فقال شمر
بن ذي الجوشن: هو يعبد الله على حرف إن كان يدري ما تقول!
[الحرّ بن يزيد ينضم إلى معسكر الإمام الحسين×]
فأقبل الحرّ بن يزيد ـ أحد بني رياح بن يربوع ـ على عمر بن سعد، فقال: أمقاتلٌ أنت هذا الرّجل؟ قال: نعم. قال: أَما لكم في واحدةٍ من هذه الخصال التي عرض رضًى؟ قال: لو كان الأمر إليَّ فعلت. فقال: سبحان الله! ما أعظم هذا! أن يعرض ابن بنت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) عليكم ما يعرض فتأبونه!
ثُمّ مال إلى الحسين فقاتل معه حتّى قُتل، ففي ذلك يقول الشاعر المتوكّل الليثيّ([627]):
لنعم الحرّ حرّ بني رياح |
|
وحرٌّ عند مشتبك([628]) الرّماح |
ونعـم الـحرّ ناداه حسينٌ |
|
فـجاد بنفسه عند الصّباح([629]) |
وقال الحسين: «أما والله يا عمر، ليكوننّ لما ترى يوماً يسوؤك». ثُمّ رفع حسين يده مدّاً إلى السماء فقال: «اللّهم إنّ أهل العراق غرّوني وخدعوني، وصنعوا بحسن بن عليّ ما صنعوا، اللّهم شتّت عليهم أمرهم وأحصهم عدداً»([630]).
[بداية المعركة وشهادة الأصحاب]
وناوش([631]) عمر بن سعد حسيناً، فكان أوّل مَن قاتل مولًى لعبيد الله بن زياد ـ يُقال له: سالم ـ نَصَل([632]) من الصّف([633])، فخرج إليه عبد الله بن تميم بن...([634]) فقتله، والحسين جالسٌ عليه جبّة خزٍّ دكناء، وقد وقعت النّبال عن يمينه وعن شماله، وابنٌ له ـ ابن ثلاث سنين ـ بين يديه فرماه عقبة بن بشر الأسديّ([635]) فقتله([636]).
ورمى عبد الله بن عقبة الغنويّ([637]) أبا بكر بن الحسين بن عليّ([638]) فقتله، فقال سليمان بن قتّة([639]):
وعند غنيٍّ قطرةٌ من دمائنا |
|
وفي أسدٍ أُخرى تُعدّ وتُذكر |
قال: ولبس حسين لامته، وأطاف به أصحابه يقاتلون دونه حتّى قتلوا جميعاً، وحسين عليه عمامةٌ سوداء، وهو مختضب بسواد، يُقاتل قتال الفارس الشّجاع.
[مقتل علي بن الحسين الأكبر]
قال: ودعا رجلٌ من أهل الشّام عليّ بن حسين الأكبر ـ وأُمّه آمنة([640]) بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثّقفيّ، وأُمّها بنت أبي سفيان بن حرب ـ فقال: إنّ لك بأمير المؤمنين قرابةً ورحماً، فإن شئت آمنّاك، وامضِ حيث ما أحببت. فقال: «أما والله، لقرابة رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) كانت أولى أن تُرعى من قرابة أبي سفيان»، ثُمّ كرّ عليه وهو يقول:
أنا عليّ بن حسين بن عليّ |
|
نحن وبيت الله أولى بالنّبي |
من شمر وعمر وابن الدّعيّ
قال: وأقبل عليه رجل من عبد القيس ـ يُقال له: مرّة بن منقذ بن النّعمان([641]) ـ فطعنه، فحُمل فوُضع قريباً من أبيه، فقال له: «قتلوك يا بُنيّ؟ على الدّنيا بعدك العفاء([642])»، وضمّه أبوه إليه حتّى مات، فجعل الحسين يقول: «اللّهم دعونا لينصرونا، فخذلونا وقتلونا، اللّهم فاحبس عنهم قَطر السّماء، وامنعهم بركات الأرض، فإن متعتّهم إلى حين ففرّقهم شيعاً، واجعلهم طرائق قدداً، ولا ترضي الولاة عنهم أبداً».
وجاء صبيٌّ من صبيان الحسين يشتدّ حتّى جلس في حجر الحسين([643])، فرماه رجلٌ بسهمٍ فأصاب ثغرة نحره فقتله، فقال الحسين: «اللّهم إن كنت حبست عنّا النّصر، فاجعل ذلك لما هو خيرٌ في العاقبة، وانتقم لنا من القوم الظّالمين»([644]).
[مقتل القاسم بن الحسن]
قال: وخرج القاسم بن حسن بن عليّ([645]) وهو غلام، عليه قميصٌ ونعلان، فانقطع شِسعُ نعله اليسرى، فحمل عليه عمرو بن سعيد الأزديّ([646])، فضربه فسقط ونادى: «يا عمّاه!»، فحَمل عليه الحسين فضربه فاتّقاها بيده، فقطعها من المرفق فسقط.
وجاءت خيل الكوفيين ليحملوه، وحمل عليهم الحسين، فجالوا ووطؤوه حتّى مات.
ووقف الحسين على القاسم فقال: «عزّ على عمّك أن تدعوه فلا يجبيك، أو يجيبك فلا ينفعك، يومٌ كثُر واتره([647])، وقلّ ناصره، وبُعداً لقومٍ قتلوك».
ثُمّ أمر به فحُمل ورجلاه تخطّان الأرض([648])، حتّى وُضع مع عليّ بن حسين([649]).
[مصرع الإمام الحسين×]
وعطش الحسين فاستسقى ـ وليس معهم ماء ـ فجاءه رجل بماء فتناوله ليشـرب، فرماه حصين بن تميم بسهم فوقع في فيه، فجعل يتلقّى الدّم بيده ويحمد الله.
وتوجّه نحو المسنّاة([650]) يريد الفرات، فقال رجل من بني أبان بن دارم([651]): حُولوا بينه وبين الماء. فعرضوا([652]) فحالوا بينه وبين الماء وهو أمامهم، فقال حسين: «اللّهم اظمِه».
ورماه الأبانيُّ بسهمٍ فأثبته في حنكه، فانتزع السّهم وتلقّى الدّم فملأ كفّه، وقال: «اللّهم إنّي أشكو إليك ما فعل هؤلاء».
فما لبث الأبانيُّ إلّا قليلاً حتّى رُئي، وأنّه ليؤتى بالقُلّة([653]) أو العُسّ([654]) ـ إن كان ليروي عدّة ـ فيشربه فإذا نزعه عن فيه قال: اسقوني فقد قتلني العطش! فما زال بذلك حتّى مات([655]).
وجاء شمر بن ذي الجوشن فحال بين الحسين وبين قتله([656])، فقال الحسين: «رحلي لكم عن ساعة مباح، فامنعوه من...لكم([657])، وطغامكم([658])، وكونوا في دنياكم أحراراً، إذا لم يكن لكم دين».
فقال شمر: ذلك لك يا بن فاطمة([659]).
قال: فلمّا قُتل أصحابه وأهل بيته بقي الحسين عامّة النّهار، لا يقدم عليه أحد إلّا انصـرف حتى أحاطت به الرجّالة، فما رأينا مكثوراً قطّ أربط جأشاً منه، إن كان ليقاتلهم قتال الفارس الشّجاع، وإن كان ليشدّ عليهم فينكشفون عنه انكشاف المعزى شدّ فيها الأسد.
فمكث مليّاً من النّهار والنّاس يتدافعونه ويكرهون الإقدام عليه، فصاح بهم شمر بن ذي الجوشن: ثكلتكم([660]) أُمهاتكم! ماذا تنتظرون به، أقدموا عليه.
فكان أوّل مَن انتهى إليه زرعة بن شريك التّميميّ([661])، فضرب كتفه اليسرى وضربه حسين على عاتقه فصرعه.
[شهادة الإمام الحسين× وحمل الرأس الشريف]
وبرز له سنان بن أنس النّخعيّ([662])، فطعنه في ترقوته، ثُمّ انتزع الرّمح فطعنه في بواني([663]) صدره، فخرّ الحسين صريعاً، ثُمّ نزل إليه ليحتزّ رأسه ونزل معه خَولي بن يزيد الأصبحيّ([664]) فاحتزّ رأسه([665])، ثُمّ أتى به عبيد الله بن زياد، فقال:
أوقر ركابي فضّة وذهبا |
|
أنـا قـتـلتُ الملك المحجّبا |
قتلت خير الناس أُمّاً وأبا |
|
وخيرهم إذ يُنسبون نسبا |
قال: فلم يعطه عبيد الله شيئاً([666]).
قال: ووجدوا بالحسين ثلاثاً وثلاثين جراحة، ووجدوا في ثوبه مائة وبضعة عشر خرقاً من السّهام وأثر الضّرب.
وقُتل يوم الجمعة يوم عاشوراء في المحرّم سنة إحدى وستّين، وله يومئذٍ ست وخمسون سنة وخمسة أشهر.
وكان جعفر بن محمّد يقول: «قُتل الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة»([667])، وقُتل مع الحسين اثنان وسبعون رجلاً، وقُتل من أصحاب عمر بن سعد ثمانية وثمانون رجلاً([668]).
[أسماء مَن قُتل مع الحسين×]
وقُتل مع الحسين بن عليّ بن أبي طالبG:
الحسين بن عليّ بن أبي طالبE، قتله سنان بن أنس النخعيّ، وأجهز عليه([669])، وحزّ رأسه الملعون خَوْلي بن يزيد الأصبحيّ.
والعبّاس بن عليّ بن أبي طالب الأكبر، قتله زيد بن رقاد الجنبي([670])، وحكيم السّنبسـيّ من طي([671]).
وجعفر بن عليّ بن أبي طالب الأكبر([672])، قتله هانئ بن ثبيت الحضرميّ([673]).
وعبد الله بن عليّ بن أبي طالب([674])، قتله هانئ بن ثبيت الحضرميّ.
قال: وقد كان العبّاس بن عليّ، قال لجعفر وعبد الله ابنيّ عليّ: «تقدّما فإن قُتلتما ورثتكما، وإن قُتلتُ بعدكما ورثني ولدي، وإن قُتلت قبلكما ثُمّ قُتلتما ورثكما محمّد بن الحنفية!»، فتقدّما فقُتلا ولم يكن لهما ولد، ثُمّ قُتل العباس بعدهما([675]).
وعثمان بن عليّ بن أبي طالب([676])، رماه خَوْلي بن يزيد بسهم فأثبته، وأجهز عليه رجل من بني أبان بن دارم.
وأبو بكر بن عليّ بن أبي طالب([677])، يُقال: إنّه قُتل في ماقيه([678]).
ومحمّد بن عليّ بن أبي طالب الأصغر([679]) ـ وأُّمّه أُمّ ولد ـ قتله رجل من بني
أبان بن دارم.
وعليّ بن حسين الأكبر، قتله مرّةبن النّعمان العبديّ([680]).
وعبد الله بن الحسين، قتله هانئ بن ثبيت الحضرميّ([681]).
وجعفر بن الحسين([682])، وأبو بكر بن الحسين بن عليّ([683])، قتلهما عبد الله بن عقبة الغنويّ.
وعبد الله بن الحسين([684])، قتله ابن([685]) حرملة الكاهليّ من بني أسد([686]).
والقاسم بن الحسن، قتله سعيد بن عمرو الأزديّ.
وعون بن عبد الله بن جعفر([687])، قتله عبد الله بن قطبة الطّائيّ([688]).
ومحمّد بن عبد الله بن جعفر([689])، قتله عامر بن نهشل التّميميّ([690]).
ومسلم بن عقيل بن أبي طالب، قتله عبيد الله بن زياد بالكوفة صبراً([691]).
وجعفر بن عقيل([692])، قتله بشر بن حوط الهمْدانيّ([693])، ويُقال: عروة بن عبد الله الخثعميّ([694]).
وعبد الرّحمن بن عقيل([695])، قتله عثمان بن خالد بن أسير الجهنيّ([696])، وبشر بن حوط.
وعبد الله بن عقيل([697])، وأُمّه أُمّ ولد، قتله عمرو بن صبح الصدائيّ([698])([699]).
وعبد الله بن عقيل الآخر ـ وأُمّه أُمّ ولد([700]) ـ قتله عمرو بن صبح الصّدائيّ، ويُقال: قتله أُسيد بن مالك الحضرميّ([701])([702]).
ومحمّد بن أبي سعيد بن عقيل([703])، قتله لقيط الجهنيّ([704]).
ورجل من آل أبي لهب لم يسمّ لنا.
ورجل من آل أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، يُقال له: أبو الهياج([705])، وكان شاعراً.
وسليمان([706]) مولى الحسين بن عليّ، قتله سليمان بن عوف الحضرميّ.
ومنجح([707]) مولى الحسين بن عليّ.
وعبد الله بن يقطر([708]) ـ رضيع الحسين ـ قُتل بالكوفة، رُميَ به من فوق القصـر فمات، وهو الذي قيل فيه:
أوقر ركابي فضّة وذهبا |
|
أنـا قـتـلتُ الملك المحجّبا |
قتلت خير الناس أُمّاً وأبا |
|
وخيرهم إذ يُنسبون نسبا |
وآخر يهوى من طمار قتيل([709]) |
وكان مَن قُتل معهEمن سائر النّاس من قبائل العرب، من القبيلة الرّجل والرّجلان والثّلاثة ممّن صبر معه.
وقد كان ابنا عبد الله بن جعفر، لجئا إلى امرأة عبد الله بن قطبة الطّائي ثُمّ النّبهانيّ، وكانا غلامين لم يبلغا، وقد كان عمر بن سعد أمر منادياً فنادى: مَن جاء برأسٍ فله ألف درهم، فجاء ابن قطبة إلى منزله، فقالت له امرأته: إنّ غلامين لجئا إلينا، فهل لك أن تشـرف بهما، فتبعث بهما إلى أهلهما بالمدينة؟ قال: نعم، أرِنيهما([710]). فلمّا رآهما ذبحهما وجاء برؤسهما إلى عبيد الله بن زياد، فلم يعطه شيئاً، فقال عبيد الله: وددت أنّه كان جاءني بهما حيّين، فمننت بهما على أبي جعفر، يعني عبدالله بن جعفر. وبلغ ذلك عبدالله بن جعفر، فقال: وددت أنّه كان جاءني بهما، فأعطيته ألفي ألف([711]).
[مَن نجى من أهل البيت^]
ولم يفلت من أهل بيت الحسين بن عليّ الذين معه إلّا خمسة نفر:
عليّ بن حسين الأصغر، وهو أبو بقيّة ولد الحسين بن عليّ اليوم، وكان مريضاً فكان مع النّساء.
وحسن بن حسن بن عليّ([712])، وله بقيّة.
وعمرو بن حسن بن عليّ([713])، ولا بقيّة له.
والقاسم بن عبد الله بن جعفر([714]).
ومحمّد بن عقيل الأصغر([715]).
فإنّ هؤلاء اُستضعفوا، فقدم بهم وبنساء الحسين بن عليّ وهنّ:
زينب([716])، وفاطمة([717]) ابنتا عليّ بن أبي طالب.
وفاطمة وسكينة، ابنتا الحسين بن عليّ.
والرّباب بنت أنيف الكلبيّة([718]) امرأة الحسين بن عليّ، وهي أُمّ سكينة وعبد الله المقتول، ابني الحسين بن عليّ.
وأُمّ محمّد بنت حسن بن عليّ([719])، امرأة عليّ بن حسين.
وموالي لهم ومماليك عبيد وإماء، قدم بهم على عبيد الله بن زياد مع رأس الحسين بن عليّ، ورؤوس مَن قُتل معه (رضي الله عنه وعنهم).
[سلب ونهب الحسين× وعائلته]
ولمّا قُتل الحسينEانتُهب ثقله([720])، فأخذ سيفه الفلافس النّهشليّ([721])، وأخذ سيفاً آخر جُميع بن الخلق الأوديّ([722]).
وأخذ سراويله بحر ـ الملعون ـ بن كعب التّميميّ، فتركه مجرّداً!
وأخذ قطيفته([723]) قيس بن الأشعث بن قيس الكنديّ([724])، فكان يُقال له: قيس قطيفة.
وأخذ نعليه الأسود بن خالد الأوديّ([725]).
وأخذ عمامته جابر بن يزيد([726]).
وأخذ برنسه([727]) ـ وكان من خزّ ـ مالك بن بشير الكنديّ([728]).
وأخذ رجل من أهل العراق حليّ فاطمة بنت حسين وهو يبكي! فقالت: لِمَ تبكي؟ فقال: أسلبُ ابنة رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ولا أبكي؟! فقالت: دعه. قال: إنّي أخاف أن يأخذه غيري([729])!!
وكان عليّ بن حسين الأصغر مريضاً نائماً على فراش، فقال شمر بن ذي الجوشن ـ الملعون ـ: اُقتلوا هذا! فقال له رجل من أصحابه([730]): سبحان الله! أتقتل فتًى حدثاً مريضاً لم يقاتل!
وجاء عمر بن سعد، فقال: لا تعرضوا لهؤلاء النّسوة، ولا لهذا المريض([731]).
[الطّمع في ملذات الدّنيا]
قال عليّ بن حسين: «فغيّبني رجل منهم وأكرم نزلي واحتضنني، وجعل يبكي كلّما خرج ودخل حتّى كنت أقول: إن يكن عند أحد من النّاس وفاء فعند هذا، إلى أن نادى منادي ابن زياد: ألا مَن وجد عليّ بن حسين فليأتِ به، فقد جعلنا فيه ثلاثمائة درهم». قال: «فدخل ـ والله ـ عليّ وهو يبكي، وجعل يربط يديَّ إلى عنقي! وهو يقول: أخاف! فأخرجني والله إليهم مربوطاً، حتّى دفعني إليهم وأخذ ثلاثمائة درهم، وأنا أنظر إليها([732])، فأُخذت فأُدخلت على ابن زياد، فقال: ما اسمك؟ فقلت: عليّ بن حسين، قال: أوَ لم يقتل الله علياً؟»، قال: «قلت: كان لي أخٌ يُقال له: عليّ، أكبر منّي قتله النّاس. قال: بل الله قتله. قلت:(ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ)([733])». فأمر بقتله، فصاحت زينب بنت عليّ: «يا بن زياد، حسبك من دمائنا، أسألك بالله إن قتلته إلّا قتلتني معه»، فتركه.
[حمل الرّأس الشّريف والسبايا إلى ابن زياد]
قال: ولمـّا أمر عمر بن سعد بثقل الحسين أن يدخل الكوفة إلى عبيد الله ابن زياد، وبعث إليه برأسه مع خَوْلي بن يزيد الأصبحيّ.
فلمّا حُمل النّساء والصّبيان، فمرّوا بالقتلى صرخت امرأة منهم([734]): «يا محمّداه، هذا حسينٌ بالعراء([735])، مزمّل([736]) بالدماء، وأهله ونساؤه سبايا»، فما بقيَ صديق ولا عدو إلّا أكبّ باكياً.
ثُمّ قُدم بهم على عبيد الله بن زياد، فقال عبيد الله: مَن هذه؟ فقالوا: زينب بنت عليّ بن أبي طالب! فقال: كيف رأيتِ صنع الله بأهل بيتك؟ قالت: «كُتب عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بيننا وبينك وبينهم»، قال: الحمد لله الذي قتلكم وأكذب حديثكم. قالت: «الحمد لله الذي أكرمنا بمحمّد وطهّرنا تطهيراً».
فلمّا وُضعت الرّؤوس بين يدي عبيد الله بن زياد، جعل يضـرب بقضيبٍ معه على في الحسين! وهو يقول:
فقال له زيد بن أرقم: لو نحيّت هذا القضيب، فإنّ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) كان يضع فاه على موضع هذا القضيب([739]).
قال: أخبرنا سليمان بن حرب، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيد، عن أنس بن مالك، قال: شهدت عبيد الله بن زياد حيث أُتي برأس الحسينE، قال: فجعل ينكت([740]) بقضيبٍ معه على أسنانه ويقول: إنْ كان لحَسن الثغر([741])! قال: فقلت: والله، لأسوأنّك. فقلت: أما إنّي قد رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقبّل موضع قضيبك من فيه([742]).
رجع الحديث إلى الأوّل
قالوا: وأمر عبيد الله برأس الحسين فنُصب.
قال: أخبرنا محمّد بن عمر، قال: حدّثنا عطاء بن مسلم، عن مَن أخبره، عن عاصم بن أبي النّجود، عن زر بن حبيش([743])، قال:أوّل رأس رُفع على خشبة رأس الحسين([744]).
قال: أخبرنا محمّد بن عمر، قال: حدّثني عيسى بن عبد الرّحمن السلميّ، عن الشّعبيّ، قال: رأس الحسين أوّل رأس حُمل في الإسلام([745]).
قال: أخبرنا محمّد بن عمر، قال: حدّثنا شيبان، عن جابر، عن عامر، قال: رأيت رأس الحسين بن عليّ بعد أن قُتل، قد نصل الشيب من صبغ السواد([746]).
رجع الحديث إلى الأوّل
قال: وأمر عبيد الله بن زياد بحبس مَن قُدِم به عليه، من بقيّة أهل حسين معه في القصـر، فقال ذكوان أبو خالد([747]): خلّ بيني وبين هذه الرّؤوس فأدفنها، ففعل فكفّنها ودفنها بالجبّانة([748])([749])، وركب إلى أجسادهم فكفّنهم ودفنهم([750]).
[امرأة زهير بن القين]
وكان زهير بن القين([751]) قد قُتل مع الحسين، فقالت امرأته لغلامٍ له ـ يُقال له شجرة ـ: انطلق فكفّن مولاك. قال: فجئت فرأيت حسيناً مُلقى، فقلت: أُكفّن مولاي وأدَع حسيناً! فكفّنت حسيناً، ثُمّ رجعت فقلت ذلك لها، فقالت: أحسنت. وأعطتني كفناً آخر، وقالت: انطلق فكفّن مولاك. ففعلت([752]).
[تحسّر ابن سعد]
وأقبل عمر بن سعد فدخل الكوفة، فقال: ما رجع رجل إلى أهله بشـرٍّ ممّا رجعت به، أطعتُ ابن زياد، وعصيتُ الله، وقطعتُ الرّحم([753])!
[حمل آل الرّسول^ إلى دمشق]
قال: وقَدِم رسولٌ من قِبَل يزيد بن معاوية يأمر عبيد الله أن يرسل إليه بثقل الحسين، ومَن بقيَ من ولده وأهل بيته ونسائه، فأسلفهم أبو خالد ذكوان عشـرة آلاف درهم، فتجهّزوا بها([754]).
وقد كان عبيد الله بن زياد لـمّا قُتل الحسين، بعث زحر بن قيس الجعفيّ([755]) إلى يزيد بن معاوية يخبره بذلك، فقَدِم عليه، فقال: ما وراءك؟ قال: يا أمير المؤمنين، أبشـر بفتح الله وبنصره، ورد علينا الحسين بن عليّ في ثمانية عشر من أهل بيته، وفي سبعين من شيعته، فسرنا إليهم، فخيّرناهم الاستسلام والنّزول عن([756]) حكم عبيد الله بن زياد أو القتال، فاختاروا القتال على الاستسلام، فناهضناهم عند شروق الشّمس، وأطفنا بهم من كلّ ناحية، ثُمّ جرّدنا فيهم السّيوف اليمانيّة، فجعلوا يبرقطون يبرقطون([757]) إلى غير وزر([758])، ويلوذون([759]) منّا بالأكام([760])، والأمر([761]) والحفر لواذاً كما لاذ الحمائم من صقر([762])، فنصرنا الله عليهم! فو الله، يا أمير المؤمنين، ما كان إلّا جزر([763])جزور([764])، أو نومة قائل([765])، حتّى كفى المؤمنين مؤنتهم، فأتينا على آخرهم، فهاتيك أجسادهم مطّرحة مجرّدة، وخدودهم معفّرة([766])، ومناخرهم مرمّلة، تسفي([767]) عليهم الرّيح ذيولها، بِقيٍّ([768]) سبسب([769])، تنتابهم([770]) عُرج الضباع، زوّارهم العقبان والرّخم!! قال: فدمعت عينا يزيد([771])! وقال: كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين. وقال: كذلك عاقبة البغي والعقوق! ثُمّ تمثّل يزيد:
مَن يذُق الحرب يجد طعمها |
|
مرّاً وتتركه بجعجاع([772]) |
قال: وقَدِم برأس الحسين محفز بن ثعلبة العائذيّ([773]) ـ عائذة قريش ـ على يزيد، فقال: أتيتك يا أمير المؤمنين، برأس أحمق النّاس وألأمهم! فقال يزيد: ما ولدت أُمّ محفز أحمق وألأم([774])، لكنّ الرجل لم يقرأ كتاب الله: ( ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ)([775]).
ثُمّ قال بالخيزرانة([776]) بين شفتي الحسين وأنشأ يقول:
يفلقن هاماً من رجالٍ أعزّة |
|
علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما([777]) |
والشعر لحصين بن الحمام المرّي([778])، فقال له رجل([779]) من الأنصار ـ حضـره ـ: ارفع قضيبك هذا، فإنّي رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يُقبِّل الموضع الذي وضعته عليه([780]).
قال: أخبرنا كثير بن هشام، قال: حدّثنا جعفر بن برقان، قال: حدّثنا يزيد بن أبي زياد، قال: لمّا أُتي يزيد بن معاوية برأس الحسين بن عليّ، جعل ينكت بمخصرة([781]) معه سِنَّه، ويقول: ما كنت أظنّ أبا عبد الله يبلغ هذا السّن! قال: وإذا لحيته ورأسه قد نصل من الخضاب الأسود([782]).
رجع الحديث إلى الأوّل
قال: ثُمّ أُتي يزيد بن معاوية بثقل الحسين، ومَن بقيَ من أهله ونسائه، فأُدخلوا عليه، قد قُرنوا([783]) في الحبال، فوقفوا بين يديه.
فقال له عليّ بن الحسين: «أُنشدك الله يا يزيد، ما ظنّك برسول الله (صلى الله عليه وسلّم) لو رآنا مقرّنين في الحبال، أما كان يرقّ لنا؟!»، فأمر يزيد بالحبال فقُطِّعت، وعُرِف الانكسار فيه!
وقالت له سكينة بنت حسين: «يا يزيد، بنات رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) سبايا؟!»، فقال: يا بنت أخي، هو والله عليّ أشدّ منه عليك! وقال: أقسمت بالله، لو أنّ بين ابن زياد وبين حسين قرابة ما أقدم عليه، ولكن فرّقت بينه وبينه سميّة([784])! وقال: قد كنت أرضى من طاعة أهل العراق بدون قتل الحسين، فرحم الله أبا عبد الله، عجّل عليه ابن زياد، أما والله، لو كنت صاحبه ثُمّ لم أقدر على دفع القتل عنه إلّا بنقص بعض عمري، لأحببت أن أدفعه عنه! ولوددت أنّي أُتيت به سلماً!
ثُمّ أقبل على عليّ بن حسين، فقال: أبوك قطع رحمي، ونازعني سلطاني، فجزاه الله جزاء القطيعة والإثم([785])!
فقام رجل من أهل الشّام، فقال: إنّ سباءهم([786]) لنا حلال! فقال عليّ بن حسين: «كذبت ولؤمت، ما ذاك لك إلّا أن تخرج من ملّتنا وتأتي بغير ديننا». فأطرق يزيد مليّاً، ثُمّ قال للشاميّ: اجلس. ثُمّ أمر بالنّساء فأُدخلنَ على نسائه، وأمر نساء آل أبي سفيان فأقمنَ المأتم على الحسين ثلاثة أيّام! فما بقيت منهنّ امرأة إلّا تلقّتنا تبكي وتنتحب، ونُحْنَ على حسين ثلاثاً، وبكت أُمّ كلثوم([787]) بنت عبد الله بن عامر بن كريز على الحسين، وهي يومئذٍ عند يزيد بن معاوية، فقال يزيد: حقّ لها أن تعول على كبير قريشٍ وسيّدها!
وقالت فاطمة بنت عليّ لامرأة يزيد: ما تُرك لنا شيء، فأبلغت يزيد ذلك، فقال يزيد: ما أُتي إليهم أعظم. ثُمّ ما ادّعوا شيئاً ذهب لهم إلّا أضعفه لهم.
ثُمّ دعا بعليّ بن حسين، وحسن بن حسن، وعمرو بن حسن، فقال لعمرو بن حسن ـ وهو يومئذٍ ابن إحدى عشرة سنة ـ: أتصارع هذا؟ ـ يعني خالد بن يزيد([788]) ـ قال: «لا. ولكن أعطِني سكيناً وأعطِه سكّيناً حتّى أُقاتله»، فضمّه إليه يزيد، وقال: شنشنةٌ([789]) أعرفها من أخزم، هل تلد الحيّة إلّا حيّة([790]).
[إخراج عائلة الحسين من دمشق إلى المدينة]
ثُمّ بعث يزيد إلى المدينة، فقدم عليه بعدّة من ذوي السّن من موالي بني هاشم، ثُمّ من موالي بني عليّ، وضمّ إليهم أيضاً عدّة من موالي أبي سفيان، ثُمّ بعث بثقل الحسين ومَن بقي من نسائه وأهله وولده معهم، وجهّزهم بكلّ شيء ولم يدَع لهم حاجة بالمدينة إلّا أمر لهم بها.
وقال لعليّ بن حسين: إن أحببت أن تقيم عندنا، فنصل رحمك ونعرف لك حقّك فعلت، وإن أحببت أن اردّك إلى بلادك وأصلك. قال: بل تردّني إلى بلادي. فردّه إلى المدينة ووصله، وأمر الرّسل الذين وجّههم معهم أن ينزلوا بهم حيث شاؤوا ومتى شاؤوا([791]).
وبعث بهم مع محرز بن حريث الكلبيّ([792])، ورجل مَن بهرا، وكانا من أفاضل أهل الشّام.
[رأس الحسين×يطاف به في مدينة الرسول’]
قال: وبعث يزيد برأس الحسين إلى عمرو بن سعيد بن العاص، وهو عاملٌ له يومئذٍ على المدينة، فقال عمرو: وددت أنّه لم يبعث به إليّ. فقال مروان: اسكت. ثُمّ تناول الرّأس فوضعه بين يديه وأخذ بأرنبته([793])، فقال:
يا حبّذا بردك في اليدين |
|
ولونك الأحمر في الخدين |
كأنّما بات بمجسدين([794])
والله، لكأنّي أنظر إلى أيّام عثمان. وسمع عمرو بن سعيد الصّيحة من دور بني هاشم، فقال:
والشعر لعمرو بن معدي كرب([797])، في وقعةٍ كانت بين بني زبيد وبين بني الحارث بن كعب.
ثُمّ خرج عمرو بن سعيد إلى المنبر فخطب النّاس، ثُمّ ذكر حسيناً وما كان من أمره، وقال: والله، لوددت أنّ رأسه في جسده وروحه في بدنه، يسبّنا ونمدحه، ويقطعنا ونصله، كعادتنا وعادته([798]).
فقام ابن أبي حبيش([799])ـ أحد بني أسد بن عبد العزى بن قصيّ ـ فقال: أما لو كانت فاطمة حيّة لأحزنها ما ترى. فقال عمرو: اسكت، لا سكتّ! أتنازعني فاطمة وأنا مَن عفّر ظبابها([800])، والله، إنّه لابننا وأنّ أُمّه لابنتنا، أجل والله، لو كانت حيّة لأحزنها قتله ثُمّ لم تَلُم مَن قتله! يدفع عن نفسه!
فقال ابن أبي حبيش: إنّه ابن فاطمة، وفاطمة بنت خديجة
بنت خويلد ابن
أسد بن عبد العزى.
ثُمّ أمر عمرو بن سعيد برأس الحسين، فكُفّن ودُفن بالبقيع عند قبر أُمّه.
وقال عبد الله بن جعفر: لو شهدته لأحببت أن أُقتل معه. ثُمّ قال: عزّ عليَّ بمصـرع الحسين([801]).
[وصول خبر مقتل الحسين× إلى مكّة]
قال: أخبرنا محمّد بن عمر، قال حدّثني محمّد بن عبد الله بن عبيد بن عمير، قال حدّثنا ابن أبي ملكية، قال: بينما ابن عبّاس جالسٌ في المسجد الحرام ـ وهو يتوقّع خبر الحسين بن عليّ ـ أن أتاه آتٍ فسارّه بشـيء، فأظهر الاسترجاع([802])، فقلنا: ما حدث يا أبا العباس؟ قال: مصيبةٌ عظيمة([803]) نحتسبها، أخبرني مولاي أنّه سمع ابن الزّبير يقول: قُتل الحسين بن عليّ. فلم يبرح حتّى جاءه ابن الزبير فعزّاه، ثمّ انصرف.
فقام ابن عبّاس فدخل منزله، ودخل عليه النّاس يعزّونه، فقال: إنّه ليعدل عندي مصيبة الحسين شماتة ابن الزبير، أترون مشي ابن الزّبير إليّ يعزّيني؟! إنْ ذلك منه إلّا شماتة([804]).
قال: أخبرنا محمّد بن عمر، قال: فحدّثني ابن جريح([805])، قال:كان المسور بن مخرمة بمكّة، حين جاء نعي الحسين بن عليّ، فلقي ابن الزّبير، فقال له: جاءك ما كنت تمنّى موت حسين بن عليّ! فقال ابن الزّبير: يا أبا عبد الرحمن، تقول لي هذا؟! فو الله، ليته بقي ما بقي بالجما([806])حجر، والله ما تمنّيت ذلك له.
قال المسور: أنت أشرت عليه بالخروج إلى غير وجه! قال: نعم، أشرت عليه ولم أدر أنّه يُقتل! ولم يكن بيدي أجله، ولقد جئت ابن عبّاس فعزّيته، فعرفت أنّ ذلك يثقل عليه منّي، ولو أنّي تركت تعزيته، قال: مثلي يُترك، لا يعزّيني بحسين، فما أصنع، أخوالي وغرّة الصدور عليّ! وما أدري على أيّ شيءٍ ذلك؟!
فقال له المسور: ما حاجتك إلى ذكر ما مضى ونثّه([807])، دع الأُمور تمضي، وبرّ أخوالك فأبوك أحمد عندهم منك([808]).
قال: أخبرنا محمّد بن عمر، قال: حدّثني محمّد بن عبد الله بن عبيد ابن عمير، عن رجل، قال: سمعت ابن عبّاس وعنده محمّد بن الحنفية، وقد جاءهم نعي الحسين بن عليّ، وعزّاهم النّاس، فقال ابن صفوان: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، أيّ مصيبة، يرحم الله أبا عبد الله، وآجركم الله في مصيبتكم. فقال ابن عبّاس: يا أبا القاسم، ما هو إلّا أن خرج من مكّة، فكنت أتوقّع ما أصابه. قال ابن الحنفية: «وأنا والله، فعند الله نحتسبه، ونسأله الأجر وحسن الخلف».
قال ابن عبّاس: يا أبا صفوان، أما والله، لا يخلد بعدُ صاحبك الشّامت بموته. فقال ابن صفوان: يا أبا العبّاس، والله ما رأيت ذلك منه، ولقد رأيته محزوناً بمقتله، كثير التّرحّم عليه، قال: يريك ذلك لما يعلم من مودّتك لنا، فوصل الله رحمك، لا يحبّنا ابن الزبير أبداً. قال ابن صفوان: فخذ بالفضل، فأنت أولى به منه([809]).
قال: أخبرنا محمّد بن عبد الله الأنصاريّ، قال: حدّثنا قرّة بن خالد، قال: أخبرني عامر([810]) بن عبدالواحد، عن شهر بن حوشب، قال: إنّا لعند أُمّ سلمة زوج النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم)، قال: فسمعنا صارخة، فأقبلت حتّى انتهت إلى أُمّ سلمة، فقالت: قُتل الحسين! قالت: قد فعلوها! ملأ الله بيوتهم ـ أو قبورهم ـ عليهم ناراً. ووقعت مغشياً عليها، قال: وقمنا([811]).
قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال:
حدّثنا سفيان، عن نسير بن ذعلوق، عن
هبيرة بن خزيمة، قال: قال الرّبيع بن خثيم([812]) حين قُتل
الحسين: اللّهم فاطر السّماوات والأرض، عالم الغيب والشّهادة، أنت تحكم بين عبادك
فيما كانوا فيه يختلفون([813]).
قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدّثنا فطر، عن منذر، قال: لمّا قُتل الحسين قال أشياخ من أهل الكوفة ـ فيهم أبو بردة([814])ـ: اذهبوا بنا إلى الرّبيع بن خثيم حتّى نعلم رأيه. فأتوه فقالوا: إنّه قد قُتل الحسين! قال: أرأيتم لو أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) دخل الكوفة وفيها أحد من أهل بيته فيمَن كان ينزل إلّا عليهم؟ فعلموا رأيه.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدّثنا سفيان، عن شيخ، قال: لمّا أُصيب الحسين بن عليّ قال الرّبيع بن خثيم: لقد قتلوا صبية لو أدركهم رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) لأجلسهم في حجره، ولوضع فمه على أفمامهم([815]).
قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدّثنا فطر، عن منذر، قال: كنّا إذا ذكرنا الحسين بن عليّ ومَن قُتل معه، قال محمّد بن الحنفية: «قد قتلوا سبعة عشـر شاباً، كلّهم قد ارتكضوا([816]) في رحم فاطمة([817])»([818]).
قال: أخبرنا عمرو بن خالد المصريّ، قال: حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود محمّد بن عبد الرّحمان، قال: لقيني رأس الجالوت([819]) فقال: والله، إنّ بيني وبين داود لسبعين أباً، وإنّ اليهود لتلقاني فتعظّمني، وأنتم ليس بينكم وبين نبيِّكم إلّا أب واحد قتلتم ولَده!!([820]).
[عاقبة قَتَلة الإمام الحسين×]
قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسّان النّهديّ، قال: حدّثني عبد الرّحمن بن حميد الرّواسيّ، قال: مرّ عمر بن سعد ـ يعني ابن أبي وقّاص ـ بمجلس بني نهد حين قُتل الحسين، فسلّم عليهم، فلم يردّوا عليه السّلام([821]).
قال مالك: فحدّثني أبو عُيينة البارقيّ، عن عبد الرّحمن بن حميد، في هذا الحديث قال: فلمّا جاز قال:
أتيت الذي لم يأتِ قبلي ابن حرّة |
|
فنفسي ما أخزت وقومي ما أذلّت([822]) |
قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل، قال: حدّثني الهيثم بن الخطّاب النّهديّ، قال: سمعت أبا إسحاق السّبيعيّ، يقول: كان شمر بن ذي الجوشن الضّبابيّ لا يكاد أو لا يحضر الصّلاة معنا، فيجيء بعد الصّلاة فيصلّي، ثُمّ يقول: اللّهم اغفر لي فإنّي كريم لم تلدني اللئام. قال: فقلت له: إنّك لسـيّء الرّأي يوم تسارع إلى قتل ابن بنت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم). قال: دعنا منك يا أبا إسحاق، فلو كنّا كما تقول وأصحابك، كنّا شرّاً من الحمير السّقّاءات([823]).
قال: أخبرنا محمّد بن عمر، قال: حدّثني إسرائيل، عن أبي إسحاق، قال:رأيت قاتل حسين بن عليّ ـ شمر بن ذي الجوشن ـ ما رأيت بالكوفة أحداً عليه طيلسان وغيره([824]).
قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدّثنا شريك، عن مغيرة، قال: قالت مرجانة([825]) لابنها عبيد الله بن زياد: يا خبيث، قتلت ابن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)؟! لا ترى الجنّة أبداً([826]).
[ندامة بعد فوات الأوان]
قال: أخبرنا عليّ بن محمّد، عن سفيان، عن عبد الله بن شريك، قال: رأيت بشـر بن غالب([827]) يتمرّغ على قبر الحسين؛ ندامةً على ما فاته من نصره.
قال: أخبرنا عليّ بن محمّد، عن حبّاب بن موسى، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن حسين، قال: «حُملنا من الكوفة إلى يزيد بن معاوية، فغصّت طرق الكوفة بالنّاس يبكون، فذهب عامّة الليل ما يقدرون أن يجوزوا بنا لكثرة النّاس، فقلت: هؤلاء الذين قتلونا، وهم الآن يبكون!».
[أُمّ سلمة تلعن قتلة الإمام الحسين×]
قال: أخبرنا عليّ بن محمّد، عن عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، قال: سمعت أُمّ سلمة حين أتاها قَتل الحسين لعنت أهل العراق، وقالت: قتلوه! قتلهم الله، غرّوه وذلّوه! لعنهم الله([828]).
[عقاب البغي]
قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا سليمان بن مسلم ـ صاحب السّقط ـ عن أبيه، قال: كان أوّل مَن طَعن في سرادق([829]) الحسين عمر بن سعد. قال: فرأيته هو وابنيه ضُربت أعناقهم، ثُمّ عُلّقوا على الخشب، وأُلهب فيهم النيران([830]).
قال: ثُمّ أخبرنا([831]) موسى بن إسماعيل بعد ذلك، فقال: حدّثنا أبو المعلّى العجليّ، عن أبيه، قال محمّد بن سعد: فحملناه على أنّه سليمان بن مسلم([832]).
[كرامات الإمام الحسين× بعد شهادته]
قال: أخبرنا محمّد بن عبد الله الأنصاريّ وعبد الملك بن عمرو أبو عامر العقديّ، قالا: حدّثنا قرّة بن خالد، قال: حدّثنا أبو رجا، قال: لا تسبّوا علياً، يا لهفتا على أسهم رميته بهنّ يوم الجَمَل، مع ذاك لقد قصرنَ والحمد لله عنه. قال: إنّ جاراً لنا من بلهجيم([833]) جاءنا من الكوفة، فقال: ألَم ترَوا إلى الفاسق ابن الفاسق قتله الله!! الحسين بن عليّ؟! قال: فرماه الله بكوكبين([834]) في عينيه، فذهب بصره([835]).
قال: أخبرنا الفضل بن دكين ومالك بن إسماعيل، قالا: حدّثنا عبد السّلام بن حرب، عن عبد الملك بن كردوس، عن حاجب عبيد الله بن زياد، قال:دخلت معه القصـر حين قُتل الحسين، قال: فأضرم([836]) في وجهه نار ـ أو كلمة نحوها ـ فقال: هكذا بكمّه على وجهه، وقال: لا تُحدِّث([837]) بهذا أحداً([838]).
[نوح الجنّ على الإمام الحسين×]
قال: أخبرنا عفّان بن مسلم، ويحيى بن عبّاد، وكثير بن هشام، ومسلم بن إبراهيم، وموسى بن إسماعيل، قالوا: حدّثنا حمّاد بن سلمة، قال: أخبرنا عمّار بن أبي عمّار، عن أُمّ سلمة، قالت: سمعت الجنّ تنوح على الحسين([839]).
[خزي الدّنيا]
قال: أخبرنا عليّ بن محمّد، عن عليّ بن مجاهد، عن حنش
بن الحارث، عن شيخ من النّخع، قال: قال الحجّاج: مَن كان له بلاء فليقم. فقام قوم
فذكروا، وقام
سنان بن أنس، فقال: أنا قاتل حسين. فقال: بلاءٌ حسن! ورجع سنان إلى منزله فاعتقل([840]) لسانه وذهب عقله، فكان يأكل ويُحدث في مكانه([841]).
[الكون يتوشّح بالدّماء]
قال: أخبرنا مسلم بن أبراهيم، قال: حدّثتنا أُمّ شوق العبديّة، قالت: حدّثتني نضرة الأزديّة، قالت: لمـّا قُتل الحسين بن عليّ مطرت السّماء دماً، فأصبحت خيامنا وكلّ شيء منّا ملئ دم([842]).
قال: أخبرنا سليمان بن حرب وموسى بن إسماعيل، قالا: حدّثنا حمّاد بن سلمة، قال: حدّثنا سليم القاص، قال: مُطرنا دم([843]) يوم قُتل الحسين([844]).
قال: أخبرنا محمّد بن عمر، قال: حدّثني نجيح، عن رجلٍ من آل سعيد يقول:سمعت الزّهريّ([845]) يقول: سألني عبد الملك بن مروان، فقال: ما كان علامة مقتل الحسين؟ قال: لم تكشف يومئذٍ حجراً إلّا وجدتَ تحته دماً عبيطاً! فقال عبد الملك: أنا وأنت في هذا غريبان([846]).
قال: أخبرنا محمّد بن عمر، قال: حدّثني عمر بن محمّد بن عمر بن عليّ، عن أبيه، قال: أرسل عبد الملك إلى ابن رأس الجالوت، فقال: هل كان في قتل الحسين علامة؟ فقال ابن رأس الجالوت: ما كُشف يومئذٍ حجر إلّا وُجد تحته دمٌ عبيط([847]).
قال: أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابيّ، قال: حدّثنا خلاّد ـ صاحب السّمسم، وكان ينزل بني جحدر ـ قال: حدّثتني أُمّي، قالت: كنّا زماناً بعد مقتل الحسين، وإنّ الشمس تطلع محمرّة على الحيطان والجدران، بالغداة والعشـيّ. قالت: وكانوا لا يرفعون حجراً إلّا وجدوا تحته دماً([848]).
قال: حدّثنا عفّان بن مسلم، قال: حدّثنا حمّاد بن زيد، عن هشام بن حسّان، عن محمّد بن سيرين([849])، قال:لم تُرَ هذه الحمرة في آفاق السّماء حتّى قُتل الحسين بن عليّ (رحمه [الله])([850]).
قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا يوسف بن عبدة، قال: سمعت محمّد بن سيرين، يقول: لم تكن تُرى هذه الحمرة في السّماء عند طلوع الشّمس وعند غروبها، حتّى قُتل الحسينE([851]).
قال: أخبرنا عليّ بن محمّد، عن عليّ بن مدرك، عن جدّه الأسود بن قيس، قال: احمرّت آفاق السّماء بعد قتل الحسين ستّة أشهر، يُرى ذلك في آفاق السّماء كأنّها الدّم. قال: فحدّثت بذلك شريكاً، فقال لي: ما أنت من الأسود؟ قلت: هو جدّي أبو أُمّي. قال: أما والله، إن كان لصدوق الحديث، عظيم الأمانة، مُكرِماً للضيف([852]).
قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدّثنا عقبة بن أبي حفصة السلولي، عن أبيه، قال: إن كان الورس([853]) من ورس الحسين ليُقال به هكذا فيصير رماداً([854]).
رجع الحديث إلى الأوّل
[ثورة التّوابين]
قال([855]): وكان سليمان بن صُرَد الخزاعيّ([856])، فيمَن كتب إلى الحسين بن عليّ أن يقدم الكوفة، فلمّا قدمها أمسك عنه ولم يقاتل معه!
فلمّا قُتل الحسين (رحمه الله ورضي عنه)، ندم هو والمسيّب بن نجبة الفزاريّ، وجميع مَن خذل الحسين ولم يقاتل معه، فقالوا: ما المخرج والتوبة ممَّا صنعنا؟
فخرجوا فعسكروا بالنّخيلة لمستهلّ شهر ربيع الآخر سنة خمس وستين، وولّوا أمرهم سليمان بن صُرَد، وقالوا: نخرج إلى الشّام، فنطلب بدم الحسين، فسُمّوا التوابين، وكانوا أربعة آلاف.
فخرجوا فأتوا عين الوردة([857])، وهي بناحية قرقيسيا([858])، فلقيهم جمع أهل الشّام، وهم عشرون ألفاً عليهم الحصين بن نمير([859])، فقاتلوهم، فترجّل سليمان بن صُرد وقاتل فرماه يزيد بن الحصين بن نمير بسهمٍ فقتله، فسقطw، قال: فزت وربّ الكعبة. وقُتل عامّة أصحابه، ورجع مَن بقي منهم إلى الكوفة([860]).
قالوا: وكتب عبد الملك بن مروان إلى الحجّاج بن يوسف([861]): أمّا بعدُ، يا حجّاج، فجنّبني دماء بني عبد المطّلب، فإنّي رأيت آل حرب لمّا قتلوهم لم يناظروا([862])([863]).
[رثاء الإمام الحسين×]
وقال سليمان بن قتّة يرثي الحسين بن عليّ بن أبي طالبG:
وإنّ قتيلَ الطفِّ من آل هاشمٍ |
|
أذلّ رقاباً من قريشٍ فذلّتِ |
مررت على أبيات آل محمّدٍ |
|
فألفيتها أمثالها حين حلّتِ |
وكانوا لنا غنماً فعادوا رزيةً |
|
لقد عظُمت تلك الرّزايا وجلّتِ |
فلا يبعد الله الدّيار وأهلها |
|
وإن أصبحت منهم برغمي تخلّت |
إذا افتقرت قيسٌ جبرنا فقيرها |
|
وتقتُلنا قيسٌ إذا النّعل زلّتِ |
وعند غنيٍّ قطرةٌ من دمائنا |
|
سنجزيهم يوماً بها حيث حلّتِ |
ألم ترَ أنّ الأرض أضحت مريضةً |
|
لفقد حسين والبلاد اقشعرّتِ([864]) |
فقال له عبدالله بن حسن بن حسن([865]): ويحك، ألا قلت: أذلّ رقاب المسلمين فذلّتِ.
وقال أبو الأسود الدُّؤلي([866]) في قتل الحسينE:
أقول وذاك من جزعٍ ووجد |
|
أزال الله ملك بني زيادِ |
وأبعدهم بما غدروا وخانوا |
|
كما بعدت ثمودٌ وقوم عادِ |
هم خشموا([867])
الأُنوف وكنّ شما |
|
بقتل ابن القعاس([868])
أخي مرادِ |
قتيل السّوق يا لك من قتيلٍ |
|
به نضح من أحمر كالجسادِ |
وأهل نبيّنا من قبلُ كانوا |
|
ذوي كرمٍ دعائمَ للبلادِ |
حسينٌ ذو الفضول وذو المعالي |
|
يزين الحاضرين وكلّ بادِ |
أصاب العزّ مهلكةً فأضحى |
|
وقال أبو الأسود الدُّؤلي أيضاً:
أيرجو معشـرٌ قتلوا حسيناً |
|
شفاعة جدّه يوم الحسابِ([871]) |
قال: ولقيَ عبيد الله بن الحرّ الجعفيّ([872]) حسين بن عليّ، فدعاه حسين إلى نصـرته والقتال معه فأبى! وقال: قد أعييتُ([873]) أباك قبلك.
قال: فإذ أبيت أن تفعل فلا تسمع الصيحة علينا، فوالله، لا يسمعها أحد ثُمّ لا ينصـرنا فيرى بعدها خيراً أبداً.
قال عبيد الله: فوالله، لهبت كلمته تلك، فخرجت هارباً من عبيد الله بن زياد؛ مخافة أن يوجّهني إليه، فلم أزل في الخوف حتّى انقضى الأمر.
فندم عبيد الله على تركه نصرة حسينE، فقال:
يقول أميٌر غادر حقّ غادر |
|
ألا كنت قاتلت الشّهيد ابن فاطمة |
|
ونفسـي على خذلانه واعتزاله |
|
وبيعة هذا النّاكث العهد لائمة |
|
فيا ندماً ألّا أكون نصـرته |
|
ألا كلّ نفسٍ لا تسدّد نادمة |
|
وإنّي لأنّي لم أكن من حماته |
|
لذو حسـرةٍ ما إن تفارق لازمة |
|
سقى الله أرواح الذين تأزّروا |
|
على نصـرة([874]) سقيا من الغيث دائمة |
|
|
|||
لعمري لقد كانوا مصاليت([879])
في الوغى |
|
|
|
تأسّوا على نصرة ابن بنت محمّدٍ نبيهم |
|
|
|
وقد طاعنوا من دونه برماحهم |
|
عصائب بوراًَ([885]) نابذتهم مجارمة |
|
فإن تقتلوا([886]) فكلّ نفس زكيّة |
|
على
الأرض قد أضحت لك اليوم واجمة([887]) |
|
وما إن رأى الرّاؤون أصبر منهم |
|
لدى الموت سادات وزهر
قماقمة([888]) |
|
أتقتلهم ظلماً وترجو ودادنا |
|
فدع خطّة ليست لنا
بملائمة |
|
لعمري لقد رغّمتمونا([889]) بقتلهم |
|
فكم ناقمٌ منّا عليكم
وناقمة |
|
أهمُّ مراراً أن أسير بجحفلٍ([890]) |
|
إلى فئةٍ ناغت([891]) عن الحقّ ظالمة |
|
فكفّوا وإلّا زرتكم في كتائب |
|
أشدّ عليكم من زحوف الدّيالمة([892]) |
وقال عبيد الله بن الحرّ أيضاً:
أيرجو ابن الزّبير اليوم نصـري |
|
بعاقبةٍ ولم أنصـر حسينا! |
وكان تخلّفي عنه تباباً([893])
|
|
وتركي نصـره غبناً وجبنا([894]) |
ولو أنّي أُواسيه بنفـسي |
|
أصبت فضيلةً وقررت عينا |
وقال عبيد الله بن الحر أيضاً:
فيا لك حسـرة ما دمت حياً |
|
|
حسيناً حين يطلب بذل نصـري |
|
على أهل العداوة والشّقاق |
ولو أنّي أُواسيه بنفسـي |
|
لنلت كرامة يوم التّلاق |
مع ابن المصطفى نفسـي فداه |
|
فولّى ثُمّ ودّع بالفراق |
غداة يقول لي بالقصـر قولاً |
|
أتتركنا وتزمع بانطلاق |
فلو فلق التّلهف قلب حيّ |
|
لهمّ اليوم قلبي بانفلاق |
فقد فاز الأُولى نصـروا حسيناً |
|
وخاب الآخرون أولوا النّفاق([897]) |
وقال عبيدة بن عمرو الكنديّ([898]) ـ أحد بني بد ابن الحارث ـ يرثي الحسين بن عليّ وولدهFويذكر قتلهم وقتلتهم:
صحا القلب بعد الشّيب عن أُمّ عامر |
|
وأذهله عنها صروف الدّوائر([899]) |
ومقتل خير الأدميين والداً وجداً |
|
إذا عدّت مساعي المعاشر |
دعاه الرّجال الحائرون لنصـره |
|
فكلا ًرأيناه له غير ناصر |
وجدناهم من بين ناكث بيعة |
|
وساعٍ به عند الإمام وغادر |
ورام له لمّا رآه وطاعن |
|
ومسل عليه المصلتين وناحر |
فيا عين أذري الدّمع منكوأسبلي([900]) |
|
على خير باد في الأنام وحاضر |
على بن عليّ وابن بنت محمّد |
|
نبيّ الهدى وابن الوصيّ المهاجر |
تداعت عليه من تميمٍ عصابة |
|
وأسرة سوء من كلاب وعامر |
ومن حيّ وهبيل([901]) تداعت عصابة |
|
عليه وأُخرى أردفت مَن يحابر([902]) |
وخمسون شيخاً من أبان بن دارمٍ |
|
تداعوا عليه كالليوث الخواطر([903]) |
ومن كلّ حيٍّ قد تداعى لقتله |
|
ذوو النّكث والإفراط أهل التّفاخر |
شفى الله نفسـي من سنان ومالك |
|
ومن صاحب الفتيا لقيط بن ياسر |
ومن مرّة العبديّ وابن مساحق |
|
ومن فارس الشّقراء كعب بن جابر |
ومن أورق الصيدا وابن موزع |
|
ومن بحر([904]) تيم اللات والمرء عامر |
ومن نفرٍ من حضـرموت وتغلب |
|
ومن مانعيه الماء في شهر ناجر([905]) |
وخولي لا يقتلك ربّي وهانئ |
|
وثعلبة المستوه([906])
وابن تباحر |
ولا سلّم الله ابن أبحر([907]) ما دعت |
|
حمامة أيك([908]) في غصون نواضر |
ومن ذلك الفدم([909]) الأبانيّ والذي |
|
رماه بسهم ضيعة والمهاجر |
ولا ابن رقاد لا نجا من حذاره |
|
ولا ابن يزيد من حذار المحاذر |
ومن رؤوس ضُلّال العراق وغيرهم |
|
تميمٌ ومن ذاك اللعين ابن زاجر |
ولا الحنظليين الذين تتابعت |
|
نبالهم في وجهه والخواصر |
ولا نفرٌ من آل سعد بن مذحج |
|
ولا الأبرص الجلف اللئيم العناصر |
ولا عصبة من طي أحدقت به |
|
ولا نفر منّا شرار السّـرائر |
ولا الخثعميين الذين تنازلوا |
|
عليه ولا مَن زاره بالمناسر([910]) |
ولا شبث لا سلّم الله نفسه |
|
ولا في ابن سعد حدّ أبيض باتر |
قال: والقوم الذين سمّاهم في شعره:
سنان بن أنس النّخعيّ، ومالك، رجل من وهبيل من
النّخع، ومرّة
بن كعب، رجل من أشراف عبد القيس، ونوفل بن مساحق من بني عامر
بن لوي، كعب بن جابر الأزديّ([911])، أورق الصّيداء ـ رجل منهم كان
أفوه([912]) ـ وابن موزع، رجلٌ من همدان، بحر بن مالك من بني
تميم بن ثعلبة،
خولي بن يزيد الأصبحيّ، المحرق بالنّار، هانئ بن ثبيت الحضـرميّ، وثعلبة المستوه،
رجلٌ من بني تميم كان مأبوناً! وابن تباحر، رجل من بني تيم الله، يُقال له: عمرو
بن يبحر بن أبحر([913])، حجّار بن أبحر([914])، بجير بن جابر العجليّ، والذي
رماه الغنويّ الذي رمى ابن الحسين فقتله، وابن زاجر رجلٌ من بني منقر من بني تميم،
والأبرص الجلف يعني شمر بن ذي الجوشن، وشبث بن ربعي الرياحي([915]).
وقال عبيد الله بن الحرّ أيضاً:
تبيت نساءٌ من أُمـيـّة نـوّمـا |
|
وبالطفِّ هامٌ ما ينام حميمها([916]) |
وما ضيّع الإسلام إلّا قبيلة |
|
تأمّر نوكاها([917]) وطال نعيمها |
وأضحت قناة الدّين في كفّ ظالم |
|
إذا اعوجّ منها جانب لا يقيمها([918]) |
آخر مقتل الحسين بن عليّ (رحمه الله ورضي عنه وعن أبيه وأخيه وذويه، وصلّى الله على سيّدنا محمّد نبيه وآله وصحبه وسلّم)
مصعب بن عبد الله الزبيري
(ت: 236هـ)
ترجمة المؤلف
مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد
الله بن الزبير، أبو عبد الله، نسابة، مؤرخ، محدِّث، وله شعر حسن. وأمُّه هي أمَةُ
الجبَّار بنت إبراهيم بن
جعفر بن مصعب بن الزبير بن العوام.
حياته وصفاته
ولد بالمدينةعام 156 هـالموافق لسنة 773م، وسكن بغداد، وتوفي بها عام 236هـالموافق لسنة 851م.
سمع أباه، ومالك بن أنس، والضحاك بن عثمان، وإبراهيم بن سعد، وعبد العزيز الدراوردي، وهشام بن عبد الله المخزومي، وسفيان ابن عيينة، وطائفة.
حدث عنه: ابن ماجة بحديث النجش، وبواسطة النسائي، والزبير بن بكار القاضي ابن أخيه، وأبو يعلى الموصلي، وموسى بن هارون، وأبو القاسم البغوي، وأبو العباس السراج، وعدد كثير.
مؤلفاته
· النسب الكبير.
· حديث مصعب(مخطوط في شستربتيتحت رقم 3849)([919]).
بين يدي الكتاب
كتاب تاريخي محقق من قبل ليفي بروفنسال، أستاذ اللغة والحضارة بالسوربون، ومدير معهد الدروس الإسلامية بجامعة باريس. في اثني عشر جزءاً قصاراً كل جزء يبدأ بالأسانيد نفسها، وهو كتاب موجز في كل ما يرويه لكنه ذو أهمية كبيرة لتاريخ فجر الإسلام، وقد أورد حكايات لم ينشر بعضها إلى اليوم، ونحن أخذنا منه ما يخص مقتل الإمام الحسين× الذي رواه بإيجاز شديد.
منهجنا في التحقيق
1. لم نعثر على مخطوطة للكتاب فاعتمدنا على نسخة دار المعارف، ط3، القاهرة، تحقيق ليفي بروفنسال، أصلاً للكتاب.
2. تخريج الآيات والمصادر الأولية للروايات والحوادث التأريخية.
3. اعتمدنا في ترجمة بعض الشخصيات التي ورد ذكرها في الكتاب على ما مرّ ذكره في الكتاب السابق، وترجمنا لمن لم يذكر سابقاً، وكذلك بالنسبة إلى المعاني اللغوية والأماكن والبلدان.
نسب قريش
[مقتل الإمام الحسين]
والحسين بن علي، ويكنّى أبا عبد الله؛ وولد لخمس ليال
خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة، وقتل يوم الجمعة يوم عاشوراء في المحرم سنة 61([920])، قتله
سنان بن أنس النخعي([921])؛ وأجهز عليه خولي بن يزبد الأصبحي([922]) من حمير، وحز رأسه([923])، وأتى به عبيد الله بن زياد([924])، وقال:
أوقر ركابي فضة وذهبا |
|
أنا قتلت الملك المحجبا |
قتلت خير الناس أما وأبا([925])
وقال سليمان بن قتة([926]) يرثيه:
وإن قتيل الطف من آل هاشم |
|
أذل رقابا من قريش فذلت |
مررت على أبيات آل محمد |
|
فألفيتها أمثالها حيث حلت |
وكانوا لنا غنما فعادوا رزية |
|
لقد عظمت تلك الرزايا وجلت |
فلا يبعد الله الديار وأهلها |
|
وإن أصبحت منهم برغمي تخلت |
إذا افتقرت قيس جبرنا فقيرها |
|
وتقتلنا قيس إذا النعل زلت |
وعند غني قطرة من دمائنا |
|
سنجزيهم يوما بها حيث حلت |
ألم تر أن الأرض أضحت مريضة |
|
لفقد حسين والبلاد اقشعرت([927]) |
وقال النجاشي([928]) يرثي الحسين بن عليw.
جعد([929]) بكيه ولا تسأمي |
|
بكاء حق ليس بالباطل |
علي ابن بنت الطاهر المصطفى |
|
وابن ابن عم المصطفى الفاضل |
لن تغلقي بابا على مثله |
|
في الناس من حاف ولا ناعل([930]) |
تاريخ خليفة بن خياط
خليفة بن خياط بن أبي هبيرة
الأخباري العصفري
(ت: 240هـ)
ترجمة المؤلف
هو خليفة بن خياط بن أبي هبيرةالأخباري العصفري، يلقب بـ (شباب)، والعصفري نسبة إلى العصفر حيث كان يتاجر به، صاحب (التاريخ) وكتاب (الطبقات).
ولد في حدود (160هـ)،نشأ في البصرة في بيت علم، فقد كان جدّه أبو هبيرة من أهل الحديث، وكان والده من رواة الحديث أيضاً، فقد روى عنه ابنه خليفة.سمع أباه، ويزيد بن زريع، وزياد بن عبد الله البكائي، وسفيان بن عيينة، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، ومحمد بن جعفر غندراً، وإسماعيل بن علية، ومحمد بن أبي عدي، ومعتمر بن سليمان، ومحمد بن سواء، وخالد بن الحارث، ويحيى القطان، وابن مهدي، وأُميّة بن خالد، وحاتم بن مسلم، وهشام الكلبي، وعلي بن محمد المدائني.
وقد روى عنه كثيرون منهم:البخاري، وعبد اللهبن أحمد بن حنبل، وأبو يعلى الموصلي، والصنعاني.توفي سنة (240هـ)([931]).
مؤلفاته
2. الطبقات لخليفة بن خياط
3. طبقات القرّاء
4. أجزاء القرآن وأعشاره وأسباعه وآياته
5. المسند في الحديث، أضافه إسماعيل باشا البغداديفي كتابه هدية العارفين (1/350)
6. مسند خليفة بن خياط.
بين يدي الكتاب
تاريخ خليفة بن خياط كتاب تاريخي حولي، اعتمد فيه على أسلوب ذكر أحداث كل سنة على حدة، وهو وثيقة مهمة ومتميزة، تتحدث عن اثنين وثلاثين ومائتي سنة من تاريخ الإسلام، منذ هجرة النبي’ من مكة إلى المدينة حتى ثماني سنوات سبقت وفاة المؤلف.
أخذنا منه أحداث سنة ستين، وإن كان بعضها ليس له علاقة بمقتل الإمام الحسين× لكنها وردت ضمن أحداث هذه السنة التي قام فيها الإمام الحسين× بوجه الطاغية يزيد، ولأجل الأمانة في النقل وعدم تقطيع المطالب أوردنا ذلك بشكل كامل، ثم أخذنا منه أحداث سنة إحدى وستين وما يتعلق منها بمقتل الإمام الحسين×.
منهجنا في التحقيق
1. اعتمدنا نسخة المكتبة الوطنية في الرباط، رقم(523)، أصلاً للكتاب، ومقابلته مع ما موجود في نسخة مكتبة أهل البيت^ الكومبيوترية، والمطبوعة في دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، (1414هـ /1993م)، تحقيق سهيل زكار، وفيها اختلاف يسير.
2. وجدنا أنّ المصنف ـ ابن خياط ـ غير دقيق في ذكر بعض الأسماء وأنسابها. وقد أغفل المحقق سهيل زكار ذلك أيضاً إلّا في بعض الموارد وهي قليلة جداً، وقد أشرنا إليها في الهامش.
3. اعتمدنا في التحقيق على تخريج المصادر الأولية من كتب العامّة والخاصّة.
4. اعتمدنا في ترجمة بعض الشخصيات التي ورد ذكرها في الكتاب على ما مرّ ذكره في الكتاب السابق، وترجمنا لمن لم يذكر سابقاً، وكذلك بالنسبة إلى المعاني اللغوية والأماكن والبلدان.
تاريخ خليفة بن خياط
[أحداث] سنة ستّين
قال بقي: وقريء على ابن بكير، وأنا أسمع عن الليث، قال: وفي سنة ستّين توفّيَ أمير المؤمنين معاوية([932])، في رجب لأربع ليالٍ خلت منه([933])، واستُخلف يزيد بن معاوية([934])، وفيها حمل أهلُ مصـر إلى رُودِس([935]) الطعام، وفيها نُزع([936]) الوليد بن عتبة([937])عن المدينة، وأُمِّر عمرو بن سعيد([938])على المدينة، ومكّة والطائف، فحجّ عامئذٍ بالناس عمرو بن سعيد، ثمّ نُزع مستهل ذي الحجّة، وأُمِّر الوليد بن عتبة([939]).
زاد حرملة في روايته عن ابن بكير: وخرج حسين بن عليEإلى العراق، وابن الزبير([940]) إلى مكّة.
[امتناع أمراء معاوية عن أداء الخمس]
قال: وكتب
إليّ بكار بن عبد الله، عن محمد بن عائذ، قال: وحدّثنا غير الوليد([941]) بأُمراء معاوية على الصوائف([942])، فكتب ذلك على ما سمعت من ذلك ما حدّثنا إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن
عمرو، عن سعيد بن حنظلة: إنّ معاوية بن
أبي سفيان أمَّر عمرو بن معاوية العقيلي
على الصائفة، فلمّا قدِم سأله عمّا بلغ الخمس، فأخبره، فقال: أين هو؟ قال عمرو:
يسألني عن الخمس، وأرى رجلاً من المهاجرين يمشي على قدميه لا أحمله؟!
فقال معاوية: لا جرم لا تنالها ما بقيت، قال: إذاً، لا أُبالي، وأنشأ يقول:
تهادى قريش فـي
دمشق غنيمتي |
|
وأتـرك أصحابي
فما ذاك بالعدل |
ولست أميراً
أجمع المال تـاجـراً |
|
ولا أبتغي طـول
الإمارة بالبخل |
فإن يمسك الشيخ
الدمشقي ماله |
|
فلست على مالي
بمستغلق قفلي([943]) |
قال محمد بن عائذ: وحدّثني إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن أبي حسبة: إنّ معاوية بن عمرو العقيلي كان وهو على الجيش ينزل فيواسي أصحابه بسوق السبي والجزر([944]) والرمك([945])، مشمراً عن ساقيه([946]).
قال محمد: وحدّثني مروان بن محمد، عن رشدين بن سعد، عن الحسن بن ثوبان، عن يزيد: إنّه كان على أهل الشام منقلبه([947]) عبد الله بن قيس الفزاري، وعلى أهل مصـر عوّام اليحصبي، وعلى أهل المدينة عبد العزيز بن مروان، وعوّام على الجماعة.
قال محمد: وحدّثني مروان بن محمد، عن رشدين بن سعد، عن الحسن بن ثوبان، قال يزيد: ففتح عبد الله بن قيس الفزاري منقلبه في خلافة معاوية، فكانت غنائمه يومئذٍ مائة دينار، وأوقية تبر، وقمقم([948]) صفر([949]).
قال: فلم أسأل مروان عن هؤلاء الأُمراء الذين ذكر في الحديث الأوّل، أفي هذه الغزاة كانوا جميعاً أم كانت هذه غزاة قبلهم؟
قال محمد: وحدّثني الوليد بن مسلم، قال: كان آخر ما أوصاهم به معاوية، أن شدّوا خناق الروم، فإنّكم تضبطون بذلك غيرهم من الأُمم([950]).
[هلاك معاوية وبيعة يزيد]
قال الوليد: مات معاوية في رجب في سنة ستّين، وكانت خلافته تسع عشرة سنة ونصف سنة([951]).
قال محمد: وحدّثني الواقدي: إنّ معاوية مات وهو ابن ثمان وسبعين([952]).
قال محمد: قال الوليد بن مسلم: وليَ يزيد بن معاوية، فغزا في ذلك العام مالك([953]) سورية.
قال: وحدّثنا ابن نمير، قال: ومات بلال بن الحارث المزني([954]) سنة ستّين، وتوفّيَ معاوية في رجب سنة ستّين، وبُويع يزيد بن معاوية، فأمّر عمرو بن سعيد بن العاصي على المدينة، فحجّ عمرو بالناس سنة ستّين([955]).
وقُتل الحسين بن علي لعشر خلون من الـمُحرّم سنة إحدى وستّين، ثمّ نُزع عمرو عن المدينة في سنة ستّين.
[بعث مسلم وشهادة الإمام الحسين×]
قال خليفة: فيها بعث الحسين بن علي أبي طالب ابن عمّه مسلم بن عقيل بن أبي طالب([956]) إلى أهل الكوفة؛ ليبايعوه، فبايعه ناس كثير([957]).
فجمع يزيد بن معاوية لعبيد الله بن زياد([958])العراق، فخرج أهل العراق، فقُتل مسلم بن عقيل، وهاني بن عمرو المرادي([959]).
وفيها خرج الحسين بن علي من مكّة يُريد الكوفة، فقال الفرزدق([960]): خرجت أُريد الحج، فلمّا كنت بذات عرق([961]) رأيت قباباً مضروبة، فقلت: لِـمَن هذه؟ قالوا: للحسين بن علي، فعدلت([962]) إليه، فقلت: يا بن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ما أعجلك عن الحج؟ قال: «كتب إليّ هؤلاء القوم ـ يعني أهل الكوفة ـ يذكرون ما هم فيه». ثمّ سألني كيف تركت الناس وراءك؟ فقلت: فداك أبي وأُمّي، تركت القلوب معك، والسيوف مع بني أُميّة، والنصـر في السماء([963]).
[عودة الحديث إلى أحداث سنة ستّين ومحاولة أخذ البيعة من الإمام الحسين×]
قال: وفي
سنة ستّين ولِد قتادة بن دعامة السدوسي، وهشام بن عروة، وسليمان بن
مهران الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد.
قال: وفيها بعث يزيد بن معاوية رزيقاً مولاه إلى الوليد بن عتبة.
فحدّثني وهب بن جرير، قال: حدّثني أبي، عن محمد، قال: حدّثني رزيق مولى معاوية، قال: لـمّا هلك معاوية بعثني يزيد بن معاوية إلى الوليد بن عتبة، وهو أمير المدينة، وكتب إليه بموت معاوية، وأن يبعث إلى هؤلاء الرهط([964]) فيأمرهم بالبيعة له، قال: فقدِمت المدينة ليلاً، فقلت للحاجب([965]): استأذن لي. فقال: قد دخل ولا سبيل إليه. فقلت: إنّي جئته بأمر، فدخل وأخبره، فأذن له، وهو على سريره، فلمّا قرأ كتاب يزيد بوفاة معاوية واستخلافه، جزع لموت معاوية جزعاً شديداً، فجعل يقوم على رجليه ويرمي بنفسه على فراشه، ثمّ بعث إلى مروان([966])، فجاء وعليه قميص أبيض وملاءة([967]) مورّدة، فنعى له معاوية، وأخبره أنّ يزيد كتب إليه أن يبعث إلى هؤلاء الرهط، فيدعوهم إلى البيعة ليزيد، قال: فترحم مروان على معاوية، ودعا له بخير، وقال: ابعث إلى هؤلاء الرهط الساعة، فادعهم إلى البيعة، فإن بايعوا وإلّا فاضرب أعناقهم، قال: سبحان الله، أقتل الحسين بن علي، وابن الزبير؟! قال: هو ما أقول لك([968]).
[دور مروان في محاولة أخذ البيعة]
وحدّثني وهب، قال: حدّثني جويرية
بن أسماء([969])، قال:
سمعت أشياخنا من أهل المدينة ما لا أُحصي، يحدّثون أنّ معاوية توفّيَ، وفي المدينة
يومئذٍ الوليد بن
عتبة بن أبي سفيان، فأتاه موته، فبعث إلى مروان بن الحكم، وناس من بني أُميّة،
فأعلمهم الذي أتاه، فقال مروان: ابعث الساعة إلى الحسين، وابن الزبير، فإن بايعا
وإلّا فاضرب أعناقهما، وقد هلك عبد الرحمن بن أبي بكر([970]) قبل ذلك.
فأتاه ابن الزبير، فنعى له معاوية، وترحّم عليه وجزاه خيراً، فقال له: بايع، قال: ما هذه ساعة مبايعة، ولا مثلي يُبايعك هاهنا، فترقّى المنبر فأُبايعك، ويُبايعك الناس علانيةً غير سرٍّ، فوثب مروان، فقال: اضرب عنقه، فإنّه صاحب فتنة وشرّ، فقال: إنّك لهتاك([971]) يا بن الزرقاء([972]). واستبّا([973]).
فقال الوليد: أخرجوهما عنّي، وكان رجلاً رفيقاً، سرياً كريماً، فأُخرجا
عنه، فجاء الحسين بن عليّ على تلك الحال، فلم يُكلّم في شيء حتى رجعا جميعاً، ورجع
مروان إلى الوليد، فقال: والله، لا تراه بعد مقامك إلّا حيث يسوؤك([974])، فأرسل العيون([975]) في أثره، فلم يزد حين دخل منزله على أن دعا
بوضوء، وصفّ بين قدميه، فلم يزل يُصلِّي، وأمر
حمزة([976]) ابنه أن
يُقدم راحلته إلى الحليفة([977]) على بريد([978]) من
المدينة ممّا يلي الفرع([979])، وكان له
بالحليفة مال عظيم، فلم يزل صافّاً بين قدميه، فلمّا كان من آخر الليل، وتراجعت
العيون، جلس على دابته، فركبها حتى انتهى إلى الحليفة، فجلس على راحلته، ثمّ توجّه
إلى مكّة، وخرج الحسين من ليلته فالتقيا بمكّة، فقال له ابن الزبير: ما يمنعك من
شيعتك وشيعة أبيك؟ فوالله لو أنّ لي مثلهم لذهبت إليهم.
قال: وبعث يزيد عمرو بن سعيد أميراً على المدينة على الوليد بن عتبة؛ تخوفاً لضعف الوليد، فرقي عمرو المنبر حين دخل، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ ذكر ابن الزبير وما صنع، قال: تعوّذ بمكة، فوالله لنغزونه، ثمّ والله لئن دخل مكّة([980]) لنحرقنها عليه على رغمأنف مَن رغم([981]).
قال وهب: قال جويرية: فأخبرني مسافع أنّه حدّثه رجل من قريش، نسيت اسمه أنّه كان جليساً مع عبد الملك بن مروان([982]) تحت منبر عمرو بن سعيد، حيث قال: على رغم أنف مَن رغم، فوضع عبد الله([983]) إصبعه على أنفه، ثمّ قال: اللهمّ، فإنّ أنفي يُرغم أن يُغزى بيتك الحرام. وفيه حديث.
وأقام الحج عمرو بن سعيد.
سنة إحدى وستّين [شهادة الإمام الحسين× وأسماء مَن قُتِل معه]
فيها قُتل الحسين بن علي بن أبي طالب (رحمة الله عليه) يوم الأربعاء([984]) لعشـرٍ خلون من الـمُحرّم، يوم عاشوراء، سنة إحدى وستّين، وقُتِل معه جعفر بن علي بن أبي طالب([985]).
قال أبو
عبيدة: قُتِل معه جعفر بن علي بن أبي طالب، أُمّه أُمّ البنين بنت حازم بن
أبي خالد، من بني الوحيد أحد بني كلاب([986]).
قال أبو الحسن: وقُتِل معه عثمان بن علي([987])، أُمّه أُمّ البنين أيضاً.
قال أبو عبيدة، وأبو الحسن: وقُتل
معه العباس الأصغر([988])، ومحمد
بن علي الأصغر([989]) ابنا
عليّ بن أبي طالب، أُمّهما لبابة بنت عبيد الله بن العباس([990])، وقال
أبو الحسن: أُمّه أُمّ ولد.
وقال أبو عبيدة، وأبو الحسن: قُتل معه علي بن حسين بن علي([991])، أُمّه ليلى، أو لبنى بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود بن عامر بن معتب الثقفي، وأُمّها ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب بن أُميّة.
قال أبو الحسن: وقُتل معه عبد الله
بن الحسين([992]) بن علي
بن أبي طالب، أُمّه الرباب بنت امريء القيس من كلب([993])، وقُتل
معه أبو بكر بن القاسم بن حسين بن علي بن أبي طالب([994])، ومحمد
بن عبد الله([995]) بن جعفر،
أُمّه الخوصاء بنت خصفة بن ثقف بن ربيعة بن عائذ من بني تيم اللات بن ثعلبة بن
عكابة، ومسلم بن عقيل بن أبي طالب، أُمّه فتاة تُدعى حلبة([996])، وعبد
الرحمن بن مسلم([997])، أُمّه
فتاة، وعبد الله
ابن مسلم بن عقيل([998])، أُمّه
رقية([999]) بنت محمد
بن سعيد بن عقيل بن أبي طالب.
حدّثني محمد بن معاوية، عن سفيان، عن أبي موسى، قال: سمعت الحسن البصري([1000])، قال: أُصيب مع الحسين ستّة عشر رجلاً من أهل بيته، ما على وجه الأرض يومئذٍ أهل بيت لهم شبيهون([1001]).
وحدّثنا الحسن بن أبي عمرو، قال: سمعت فطر بن خليفة، قال: سمعت منذراً الثوري، عن ابن الحنفية([1002])، قال: «قُتِل مع الحسين بن علي سبعة عشر رجلاً كلّهم قد ارتكض([1003]) في بطن فاطمة»([1004]).
[قاتل الإمام الحسين×]
الذي ولي قتل الحسين شمر بن ذي الجوشن، وأمير الجيش عمر بن سعد بن مالك([1005]).
أبو محمد عبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري
(ت: 276هـ)
ترجمة المؤلف
أبو محمد عبد الله بن عبد المجيد بن مسلم بن قتيبة الدينوري أديبفقيهمحدث مؤرخعربي، له العديد من المصنّفات، أشهرها عيون الأخبار، وأدب الكاتب وغيرها.
يُعتقد أنّه ولد في بغدادوسكن الكوفة،ثمّ ولي قضاء الدينور فترة فنُسب
إليها، وأخذ العلم في بغدادعلى يد مشاهير علمائها، فأخذ
الحديث عن أئمّتها المشهورين وفي مقدّمتهم إسحاق بن
راهويه، أحد أصحاب الإمام
الشافعي، وله مسند معروف، وأخذ اللغةوالنحو والقراءات على أبي حاتم
السجستاني، وعن أبي الفضل
الرياشي، وكان عالماً باللغة
العربيةوالشعروكثير الرواية عن الأصمعي، كما تتلمذ على عبد الرحمن ابن
أخي الأصمعي، وحرملة بن
يحيى، وأبي الخطاب
زياد بن يحيى الحسّاني، وغيرهم.
بعد أن اشتهر ابن قتيبة وعُرِف
قدره اُختِير قاضياً لمدينة الدينورمن بلاد فارس، وكان بها
جماعة من العلماءوالفقهاءوالمحدِّثين، فاتّصل بهم، وتدارس معهم مسائل الفقهوالحديث، عاد بعد مدّة إلى بغداد، واتّصل بأبي الحسن عبيد الله بن
يحيى بن خاقانوزير الخليفة المتوكِّل، وأهدى له كتابه (أدب الكاتب)، واستقر
ابن قتيبة في بغداد، وأقام فيها حلقة للتدريس.
شيوخه
ويُذكر منهم والده مسلم بن قتيبة، وأحمد بن سعيد اللحياني صاحب أبي عبيد، ومحمد بن سلام الجمحي، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن أكثم القاضي، وأبو حاتم السجستاني، وعبد الرحمن ابن أخي الأصمعي، والشاعر المعروف دِعْبل بن علي الخزاعي، وإبراهيم بن سفيان الزيادي، وإسحاق بن إبراهيم بن محمد الصواف، ومحمد بن يحيى بن أبي حزم القطيعي البصري، وأبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني، وشبابة بن سوار، والعباس بن الفرح الرياشي، وأبو سهل الصفار، وأبو بكر محمد بن خالد بن خداش، وأبو سعيد أحمد بن خالد الضرير، والأديب المعتزلي المشهور صاحب التصانيف السائرة أبو عثمان الجاحظ، وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد البصري.
من تلاميذه
ابنه القاضي أبو جعفر أحمد بن قتيبة، وأبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه الفسوي، وعبيد الله بن عبد الرحمن السكري، وأبو سعيد الهيثم الشاشي، وقاسم بن أصبع بن يوسف بن ناصح الياني، وأبو بكر المالكي وإبراهيم بن محمد بن أيوب الصائغ، وأحمد بن حسين بن إبراهيم الدينوري.
مؤلفاته
1. تأويل غريب القرآن.
2. غريب الحديث.
3. عيون الأخبار.
4. مشكل القرآن.
5. مشكل الحديث.
6. تأويل مختلف الحديث.
7. عبارة الرؤيا.
8. كتاب المعارف.
9. الأشربة، نشرها المستشرق أرتوركي.
10. إصلاح الغلط (وهو إصلاح غلط أبي عبيد).
11. كتاب التقفية.
12. كتاب الخيل.
13. كتاب إعراب القراءات.
14. كتاب المسائل والأجوبة.
15. كتاب الميسر والقداح وغير ذلك.
16. الشعر والشعراء
17. كتاب المعاني الكبير.
18. أدب الكاتب
19. الإمامة والسياسة. وطبع هذا الكتاب عدّة طبعات في مصروبيروت، وتوجد منه نسخ خطّية في مكتبات لندنوباريسوتوجد منه نسخة خطّية بدار الكتب المصرية حيث كتب سنة 1297 للهجرة.
وفاته
توفي سنة 276هـ، وكان سبب وفاته أنه أكل لقمة من هريسة فإذا هي حارة فصاح صيحة شديدة، ثمّ أُغمي عليه إلى وقت الظهر، ثمّ أفاق، ثمّ لم يزل يشهد أن لا إله إلّا الله، إلى أن مات([1006]).
بين يدي الكتاب
كتاب الإمامة والسياسة ـ أو ما يُسمى بـ: تاريخ الخلفاء ـ من كتب التاريخ المشهورة والمعروفة، يبحث هذا الكتاب في تاريخ الخلافة منذ رحلة النبي المصطفى’ عن هذه الدنيا وما جرى بعده من أحداث مروراً بوصول السلطة إلى بني أمية وبني مروان، ومن ثم هلاك ملك بني مروان وتسلم بني العباس للخلافة وحتى عهد الأمين والمأمون ابني هارون العباسي.
ولننقل للقراء الأعزاء أهمية الكتاب بحسب ما ذُكِر في مقدمة الكتاب المطبوع([1007]) ـ نقلا عن الدكتور بيضون في كتابه الحجاز والدولة الإسلامية ـ ما نصه: «وتظهر أهمية وقيمة هذا الكتاب (الإمامة والسياسة) كما يقول د. بيضون في مقدمة كتابه الحجاز والدولة الإسلامية: في الإشارات ذات المحتوى الخاص، الذي ينفرد به عن الآخرين ـ تتجاوز أهميته من الناحية المنهجية، وذلك لخلوه من الإسناد، حيث تتردد عبارة (وذكروا) في مطلع رواياته، دون تحديد مصدرها الأساسي.
وأهم من ذلك، فإن رواياته الحجازية ـ على ما يقرره د. بيضون ـ على جانب من الأهمية خاصة في عرضه للدوافع التي كانت وراء تعاظم النقمة على النظام الأُموي، في أعقاب الأزمة الاقتصادية التي يبدو أنها استفحلت حينذاك في الحجاز والمدينة بشكل خاص.
وقد طُبع هذا الكتاب عدة طبعات في كل من مصر وبيروت، ومنه نسخ خطية في مكتبات لندن وباريس، وبدار الكتب المصرية منه نسخة مخطوطة كُتبت سنة 1297ه.
وقد شكك البعض بنسبة الكتاب لابن قتيبة؛ لعدة أسباب، منها أن بعض من ترجم له لم يذكر الكتاب من جملة مصنفاته أو أنّه يحتوي على بعض المعلومات المتأخرة عن زمن ابن قتيبة، أو أنّه ليس من أسلوب ابن قتيبة.
وقد قدّم الشيخ رافد التميمي تحقيقاً لإثبات أن الكتاب لابن قتيبة، وأجاب عن جميع الإشكالات والتشكيكات ـ سينشر قريباً إن شاء الله ـ نذكره ملخصاً للفائدة: أنّ نسبة الكتاب لمؤلفه في كتب التراجم ليس هو الدليل الوحيد والحصري لإثبات النسبة، بل هناك أدلة أخرى يمكن من خلالها إثبات الكتاب لمؤلفه، كما لو اجتمعت قرائن تدل على ذلك. من قبيل النقل عن الكتاب في غير كتب التراجم، مع نسبته إلى مؤلفه، ومن قبيل تعدد المخطوطات مع اسم المؤلف، ومنها أسلوب الكتاب وطريقة العرض، وغيرها من الشواهد والقرائن على ذلك. فعدم ذكر كتب التراجم هذا الكتاب لابن قتيبة لا يعدّ نافياً للنسبة، خصوصاً وأنهم لا يذكرون جميع مصنفات من يترجمون له؛ فقد نقل السيد الخرسان([1008]) عن النووي (ت 676هـ) تصريحاً بأنّ مصنفات ابن قتيبة كثيرة، نسيت عددها، وأظنها تزيد على الستين مصنفاً في أنواع العلوم. مع أنّه أقرب زماناً ومكاناً إلى ابن قتيبة من المستشرق (غاينفوس المجريطي) الذي شكك في النسبة. فالنووي لم ينف الكتاب عن مؤلفه، وإنما ذكر ما يتذكره من كتبه.
مضافاً إلى أنّ مجموعة من العلماء المتقدمين والمتأخرين نسبوا الكتاب لابن قتيبة، أمثال ابن العربي المالكي (ت543هـ) في كتابه العواصم من القواصم([1009])، ويوسف بن محمد البلوي (ت 604 هـ) في كتابه: ألف باء([1010])، وابن الشباط في كتابه: صلة السمط([1011])، وبدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي الشافعي (749 هـ) في كتابه: تشنيف المسامع بجمع الجوامع([1012])، وأبو زرعة أحمد بن عبد الرحيم (ت 826 هـ) في الغيث الهامع شرح جمع الجوامع([1013])، وأحمد بن علي القلقشندي (821 هـ) في كتابه: صبح الأعشى في صناعة الإنشا([1014])، ومحمد بن علي تقي الدين المكي (832 هـ) في شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام([1015])، وغيرهم كثير.
ومن الجدير بالذكر أنّ جميع النصوص المنقولة من كتاب الإمامة والسياسة من قبل المتقدمين والمتأخرين هي مطابقة للنسخة المتداولة والمطبوعة من هذا الكتاب. وهذا كما يثبت أنّ الكتاب لابن قتيبة كذلك يثبت أنّ النسخة الموجودة الان هي نفس تلك النسخة في تلك الأزمان.
وبإثبات النسبة يندفع أهم إشكال من الإشكالات المثارة حول هذا الكتاب، كما وأنّ هناك أجوبة مفصلة حول جميع التشكيكات في نسبة الكتاب إلى مؤلفه.
علماً أنّ أكثر تلك الإشكالات والتشكيكات ليست علمية، وإنّما هي وليدة ثقافات معيّنة، من قبيل أنّه نقل بعض مثالب الصحابة، واختلافاتهم، ومعاركهم.
ومهما يكن من أمر فقد بقي كتاب الإمامة والسياسة محافظاً على قيمته كأحد أبرز المصادر بما تضمن من نصوص يكاد يتفرد بها عن غيره من المصادر، مع الإشارة إلى أن هذا التشكيك الذي أصاب نسبته إلى ابن قتيبة قد أبعده عن لائحة المصادر الرصينة.
منهجنا في التحقيق
1. اعتمدنا النسخة الخطّية المنسوخة من قِبَل محمد مصطفى الشلشموني بتاريخ 13 جمادى الأُولى سنة 1297هـ، والمحفوظة في دار الكتب القومية برقم 480، كما اعتمدنا في التصحيح على النسخة المطبوعة في مطبعة النيل بمصر في سنة 1322 هـ/1904م.
2. اعتمدنا في التحقيق على تخريج المصادر الأولية من كتب العامّة والخاصّة.
3. قمنا بترجمة بعض الشخصيات التي لم يُترجم لها في ما سبق، وكذلك بالنسبة إلى المعاني اللغوية والأماكن والبلدان.
4. تخريج الآيات والروايات.
5. ذكر المؤلِّف واقعة الحرّة بتمامها بين الحوادث التي تخص واقعة الطف وما سبقها. وكون الحادثة متأخرة عن أحداث واقعة الطف قابلنا نصّها مع المخطوط فقط، ولم نستخرج مصادرها، وكذلك لم نترجم للشخصيات التي وردت فيها؛ كونها لا علاقة لها بصُلب عملنا.
6. أضفنا بعض العناوين لأهمّيتها والاستفادة منها وجعلناها بين معقوفتين.
7. مناقشة ما هو غريب من الآراء التي ذكرها المؤلِّف ولم يذكرها غيره.
كتاب الإمامة والسياسة
وفاة معاوية (رضي الله تعالى عنه ورحمه)
قال: وذكروا أنّ عتبة بن مسعودEقال: مرّ بنا
نعي معاوية بن أبي سفيانG([1016]) ونحن في المسجد الحرام. قال:
فقمنا فأتينا عبد الله بن عباسG([1017])، فوجدناه جالساً قد وُضِع له
الخوان([1018])، وعنده نفر. قلنا: أما علمت بهذا
الخبر يا أبا العباس؟ قال: وما هو؟ قلنا: هلك معاويةE. فقال: ارفع الخوان يا غلام. وسكت ساعة، ثمّ قال: جبل تزعزع. ثمّ
مال بكلمه([1019])، أما والله ما كان كمَن كان قبله،
ولا يكون بعده مثله، اللّهمّ أنت أوسع لمعاوية فينا وفي بني عمنا هؤلاء لذي لبّ
معتبر، اسنحرنا([1020]) بيننا، فقتل صاحبهم غيرنا([1021])، وقتل صاحبنا غيرهم([1022])، وما أغراهم بنا إلّا إنّا لا نرى
مثلهم([1023])، وما أغرانا بهم إلّا أنّا لا نجد
مثلهم، كما قال القائل: ما لك تظلمين([1024])؟ قال: لا أجد مَن أظلم غيرك.
ووالله إنّ ابنه لخير أهل، أعد طعامك يا غلام. قال: فما رفع الطعام حتى جاء رسول رسول
خالد([1025]) بن الحكم([1026]) أي إلى ابن عباسG، أن انطلق فبايع. فقال
للرسول: اقرئ الأمير منّي السلام، وقل له: والله ما بقي ممّا يخافون، فاقضِ في
أمرك ما أنت قاض، فإذا سهل الممشى وذهبت حطمة الناس([1027])، جئتك ففعلت ما أحببت. قال: ثمّ
أقبل ابن عباسGعلينا فقال: مهلاً معاشر قريش، أن
تقولوا عند موت معاوية: ذهبت بنو معاوية، وانقطع ملكهم، ذهب لعمر الله جدّها، وبقي
من ملكها وشرّها بقيّة وهي أطول ممّا مضى، الزموا مجالسكم وأعطوا بيعتكم. قال: فما
برحنا حتى جاء رسول خالد، فقال: يقول لك الأمير: لا بدّ أن تأتينا. قال: فإن كان
لا بدّ، فلا بدّ ممّا لا بدّ منه، يا نوار هلمي ثيابي، ثمّ قال: وما ينفعكم إتيان
رجل رجلين إن جلس([1028])
لم يضرّكم؟ قال: فقلت له: أتبايع ليزيد([1029])، وهو يشرب الخمر، ويلهو بالقيّنات([1030])، ويشتهر بالفواحش؟ قال: مه([1031])، فأين ما قلت لكم؟ وكم بعده من آت
وهو لا يشرب، أو هو شرّ من شاربها، أنتم إلى بيعته سراع؟ أما والله إنّي لأنهاكم،
وأنا أعلم أنّكم فاعلون ما أنتم فاعلون، حتى يصلب مصلوب قريش بمكّة، يعني عبد الله
بن الزبيرG([1032])([1033]).
كتاب يزيد بالبيعة إلى أهل المدينة المنورة
قال: وذكروا أنّ نافع بن جبير قال: إنّي بالشام يوم موت معاوية (رحمه الله تعالى ورضي عنه)، وكان يزيد غائباً عنه، واستخلف معاوية الضحاك بن قيسE([1034]) بعده، حتى يقدم يزيد، فلما مات معاوية خرج الضحاك على الناس، فقال: لا يحملنّ اليوم نعش أمير المؤمنين إلّا قرشي. قال: فحملته قريش ساعة. ثمّ قال أهل الشام: أصلح الله الأمير، اجعل لنا من أمير المؤمنين نصيباً في موته، كما كان لنا في حياته. قال: فاحملوه. فحملوه، وازدحموا عليه، حتى شقوا البرد([1035]) الذي كان عليه صدعين([1036])([1037]).
قال: فلمّا قدم يزيد دمشق، وذلك بعد موت أبيه إلى عشرة أيام، فكتب([1038])إلى خالد بن الحكم، وهو عامل المدينة المنورة: أمّا بعد، فإنّ معاوية بن أبي سفيانE، عبد الله تعالى استخلفه الله على العباد، ومكّن له في البلاد، وكان من حادث قضاء الله تعالى جلّ ثناؤه، وتقدّست أسماؤه فيه، ما سبق في الأوّلين والآخرين لم يدفع عنه ملك مقرّب، ولم يحاش عنه نبيّ مرسل([1039])، فعاش حميداً، ومات فقيداً، وقد قلدنا الله}ما كان إليه، فيالها مصيبة ما أجلّها، ونعمة ما أعظمها، نقل الخلافة، فنستوزعه الشكر، ونستلزمه الحمد، ونسأله الخيرة في الدارين معاً، ومحمود العقبى للآخرة والأُولى، إنّه وليّ ذلك، وكلّ شيء بيده لاشريك له، وإنّ أهل المدينة المنورة قومنا ورجالنا، ومَن لم نزل على أحسن الرأي فيهم، والاستعداد بهم، واتّباع أثر الخليفة فيهم، والاحتذاء على مثاله لديهم، من الإقبال عليهم، والتقبّل من محسنهم، والتجاوز عن مسيئهم، فبايع لنا قومنا، ومن قبلك من رجالنا، بيعة منشرحة بها صدوركم، طيبة عليها أنفسكم، وليكن أوّل مَن يبايعك من قومنا وأهلنا: الحسينE، وعبد الله بن عمرG([1040])، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن جعفرF([1041])، ويحلفون على ذلك بجميع الأيمان اللازمة، كلّها لازمتهم، وإنّ صدقة أموالهم، غير عشرها، وحرية رقيقهم، وطلاق نسائهم، أي يحلفون بهذه الصفات بالثبات على الوفاء، بما يُعطوا من بيعتهم، ولا قوّة إلّا بالله تعالى، والسلام([1042]).
إباية القوم الممتنعين على البيعة لمعاوية على ابنه يزيد
قال: وذكروا أنّ خالد بن الحكم، لـمّا أتاه الكتاب من يزيد فظع به([1043])، فدعا مروان بن الحكم([1044])، وكان على المدينة المنورة قبله، فلما دخل عليه مروان، وذلك في أوّل الليل، قال له خالد: احتسب صاحبك يا مروان، فقال له مروان: اكتم ما بلغك، إنّا لله وإنّا إليه راجعون. ثمّ أقرأه الكتاب، وقال: ما الرأي؟ فقال: أرسل الساعة إلى هؤلاء النفر، فخذ بيعتهم، فإنّهم إن بايعوا لم يختلف على يزيد أحد من أهل الشام، فعجِّل عليهم قبل أن يفشى الخبر فيمتنعوا. فأرسل إلى الحسين بن عليّ G، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمرF، فلمّا أتاهم الرسول قال عبد الله بن الزبيرGللحسينE: ظنّ يا أبا عبد الله فيما أرسل إلينا؟ فقال الحسينE: «لم يرسل إلينا إلّا للبيعة»، قال: فما ترى؟ قال: «آتيه، فإن أراد تلك امتنعت عليه»، فدعا الحسينEمواليه وأهل بيته، وأقعدهم على الباب، وقال لهم: «إن ارتفع صوتي فاقحموا عليّ الدار، وإلّا فمكانكم حتى أخرج إليكم». ثمّ دخل، فأقرأه الكتاب: فقال الحسينE: «لا خير في بيعة سرّ، والظاهرة خير، فإذا حضر الناس كان أمراً واحداً». ثمّ وثب، فقال مروان لخالد: أشدد يدك بالرجل، فلا يخرج حتى يبايعك، فإن أبى فاضرب عنقه. قال له ابن الزبير: قد علمت أنّا كنّا أبينا البيعة ليزيد؛ إذ دعانا إليها معاويةE، وفي نفسه علينا من ذلك ما لا تجهله، ومتى نبايعك ليلاً على هذه الحال، يرى أنّك أغضبتنا على أنفسنا، دعنا حتى نصبح، وتدعو الناس إلى البيعة، فنأتيك فنبايعك بيعة سليمة صحيحة. فلم يزالا به حتى خلى عنهما وخرجا. فقال مروان لخالد: تركتهما، والله لا تظفر بمثلها منهما أبداً، فقال خالد: ويحك! أتشير عليّ أن أقتل الحسين، فوالله ما يسرّني أن لي الدنيا وما فيها، وأني ألقى الله} بدمه، ووالله ما أظنّ رجلاً لقى الله تعالى بدمه إلّا خفيف الميزان يوم القيامة. فقال له مروان مستهزئاً: إن كنت إنّما تركت ذلك لذلك فقد أصبت([1045]).
خلع أهل المدينة المنورة يزيد بن معاوية (رض)([1046])
قال: وذكروا أنّ يزيد بن معاوية([1047]) عزل خالد بن الحكم عن المدينة
المنورة، وولّاها عثمان بن محمد بن أبي سفيان الثقفي([1048])، وخرج الحسين بن عليG،
وعبد الله بن الزبيرGإلى مكّة المشرفة([1049]) وأقبل عثمان بن محمد من الشام
والياً علىها أي المدينة المنورة ومكّة المشرّفة على الموسم في رمضان، فلمّا استوى
على المنبر بمكّة المشرّفة رعف([1050])، فقال رجل مستقبله: جئت والله
بالدم، فتلقّاه رجل آخر بعمامته. فقال: مه، والله عم الناس. ثمّ قام يخطب، فتناول
عصا لها شعبتان، فقال: مه، شعب والله أمر الناس، ثمّ نزل. قال الناس للحسينE: يا أبا عبد الله، لو تقدّمت فصلّيت بالناس؟ قال: فإنّه ليهمّ
بذلك إذ جاء المؤذّن، فأقام الصلاة، فتقدّم عثمان فكبّر، فقيل للحسينE: يا أبا عبد الله، إذا أبيت أن تتقدّم فاخرج. فقال: «الصلاة في الجماعة أفضل».
قال: فصلّى، ثمّ خرج، فلمّا انصرف عثمان بن محمد من الصلاة، بلغه أنّ الحسينEخرج. قال: اركبوا كلّ بعير بين
السماء([1051]) فاطلبوه. فطُلب، فلم يُدرك. قال:
ثمّ قدم المدينة المنورة، فأقبل ابن مينا بسِراج([1052]) له من الحرّة، يريد الأموال التي
كانت لمعاويةE، فمُنع منها، وأزاحه أهل
المدينة المنورة عنها، وكانت أموالاً اكتسبها معاوية، ونخيلاً جاء منها مائة ألف
وستّون ألفاً، ودخل نفر من قريش والأنصارFعلى عثمان، فكلّموه فيها فقالوا:
قد علمتَ أنّ هذه الأموال كلّها لنا، وأنّ معاوية آثر علينا في إعطائنا، ولم يعطنا
قطّ درهماً فما فوقه، حتى مضّنا([1053]) الزمان، وتألثنا من([1054]) المجاعة، فاشتراها منّا بجزء من
مائة من ثمنها. فأغلظ لهم عثمان في القول، وأغلظوا له، فقال لهم: لأكتبنّ إلى أمير
المؤمنين بسوء رأيكم، وما أنتم عليه من كمون الأضغان القديمة، والأحقاد التي لم
تزل في صدوركم، فافترقوا على موجدة([1055])، ثمّ اجتمع رأيهم على منع ابن
مينا القيّم عليها، فكفّ ابن مينا عن العمل فيها فكتب عثمان بن محمد إلى يزيد بن
معاوية.
قال عبد الله بن جعفرG: جاءني كتاب عثمان بن محمد بعد هدأة، فلم ألبث أن جاءني رسوله([1056])، فدخلت عليه، والشمعة بين يديه، وهو مغضب قد حسر عن ذراعيه، والكتاب بين يديه، فقال: دونك يا أمير المؤمنين يا ابن جعفر([1057]) هذا الكتاب، فاقرأه، فرأيت كتاباً قبيحاً، فيه تعريض لأهل المدينة المنورة وتحريش. ثمّ قال: والله لأطأنّهم وطأة آتي منها على أنفسهم. قال ابن جعفر (رضي الله تعالى عنهما): فقلت له: إنّ الله تعالى لم يزل يعرف أباك، إنّ في الرفق خيراً، فإن رأيت أن ترفق بهم وتتجاوز عنهم فعلت، فإنّما هم أهلك وقومك وعشيرتك، وإنّما تقتل بهم نفسك إذا قتلتهم. قال: أقتل نفسي وأشفي نفسي. فلم أزل ألحّ عليه، وأرفقه عليهم، وكان لي سامعاً ومطيعاً، قال لي: إنّ ابن الزبير حيث علمت من مكّة المشرفة، وزعم هو أنّه قد نصب الحرب، فأنا أبعث الجيوش، وآمر صاحب أوّل جيش أبعثه أن يتّخذ المدينة المنورة طريقاً، وأن لا يقاتل، فإن أقروا بالطاعة، ونزعوا عن غيهم وضلالهم، فلهم عليّ عهد الله تعالى وميثاقه، أنّ لهم عطاءين في كلّ عام، ما لا أفعل بأحد من الناس، عطاء في الشتاء، وعطاء في الصيف، ولهم عليّ أن أجعل الحنطة عندهم كسعر الخبط، والخبط عندهم يومئذٍ سبع آصع([1058]) بدرهم، والعطاء الذي يذكرون أنّه احتبس عنهم في زمان معاويةEفهو عليّ أن أخرجه لهم وافراً كاملاً، فإن أنابوا وقبلوا، جاوزوا إلى ابن الزبيرG، وإن أبوا قاتلهم، ثمّ إن ظفر بها أنهبها ثلاثاً، هذا عهدي إلى صاحب جيشي لمكانك ولطلبتك، ولما زعمت أنّهم قومي وعشيرتي. قال عبدالله بن جعفرG: فرأيت هذا لهم فرجاً، فرجعت إلى منزلي فكتبت إليهم من ليلتي كتاباً إلى أهل المدينة المنورة، أعلمهم قول يزيد، وأحضهم على الدعة والتسليم، والرضا والقبول لما بذل لهم، وأنهاهم أن يتعرّضوا لجيوشه، وقلت لرسولي: اجهد السير، فدخلها في عشر، فوالله ما أرادوا ذلك، وقالوا: والله لا يدخلها عنوة أبداً.
كتاب يزيد إلى أهل المدينة المنورة
قال: وذكروا أنّه كتب يزيد إلى أهل المدينة المنورة، وأمر عثمان بن محمد يقرأه عليهم، فقدم الكتاب المدينة المنورة، وعثمان خائف منهم، فقرأه عليهم، فإذا فيه: أمّا بعد، فإنّي قد لبستكم([1059]) فأخلفتكم، ورفعتكم حتى أخرقتكم، ورفعتكم على رأسي، ثمّ وضعتكم على بطني، وأيم الله لئن أمرت عليكم أن أضعكم تحت رجلي لأطأكم وطأة أقل منها عددكم، وأترككم أحاديث تتناسخ كأحاديث عاد وثمود، وأيم الله لايأتيكم منّي أولى من عقوبتي، فلا أفلح مَن ندم.
ما أجمعوا عليه ورأوه من إخراج بني أُميّة
قال: وذكروا أنّه لـمّا قُرئ الكتاب، تكلّم عبد الله بن مطيع ورجال معه كلاماً قبيحاً، فلما استبان لهم أنّ يزيد باعث الجيوش إليهم، أجمعوا على خلافهم، واختلفوا في الرياسة أيّهم يقوم بهذا الأمر. قال قائل: ابن مطيع. وقال قائل: إبراهيم بن نعيم. ثمّ اجتمع رأيهم أن يقوم بأمرهم ابن حنظلة، وهرب عثمان بن محمد منهم ليلاً فلحق بالشام، ثمّ أخذ مروان ابن الحكم وكبراء بني أُميّة، فأخرجوهم عن المدينة المنورة، فقالوا بنو أُميّة: الشقة بعيدة، ولا بدّ لنا ممّا يصلحنا، ولنا عيال وصبية، ونحن نريد الشام. فاستنظروا عشرة أيام، فاُنظروا. ثمّ اجتمع رأي أهل المدينة المنورة أن يحلفوا كبراء بني أُميّة عند منبر رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، لئن لقوا جيش يزيد ليردونهم عنهم إن استطاعوا، فإن لم يستطيعوا مضوا إلى الشام ولا يرجعوا معهم، فحلفوا لهم على ذلك، وشرطوا عليهم أن يقيموا بذي خشب عشرة أيام، فخرجوا من المدينة المنورة، وتبعهم الصبيان، وسفهاء الناس وسفلتهم يرمونهم بالحجارة، حتى انتهوا إلى ذي خشب، ولم يحرك أحد من آل عثمان بن محمد، ولم يخرج من المدينة المنورة، فلما رأت بنو أُميّة ما صنع بهم أهل المدينة من إخراجهم منها، اجتمعوا إلى مروان، فقالوا: يا أبا عبد الله([1060]) ما الرأي؟ قال: مَن قدر منكم أن يغيب حرمته فليفعل، فإنّما الخوف على الحرمة، فغيّبوا حرمهم. فأتى مروان عبد الله بن عمرG، فقال: يا أبا عبد الرحمن، بلغني أنّك تريد الخروج إلى مكّة المشرفة، وتغيب عن هذا الأمر، فأحب أن أوجه عيالي معك. قال ابن عمرG: إنّي لا أقدر على مصاحبة النساء. قال: فتجعلهم في منزلك مع قومك قال لا آمن أن يدخل على قومي من أجل مكانهم. فكلّم مروان علي بن الحسينG، فقال: «نعم»، فضمهن عليّ إليه، وبعثهم مع عياله. قال: ثم ارتحل القوم من ذي خشب على أقبح إخراج يكون، واشتثاث([1061])؛خوفاً منهم أن يبدو للقوم في حبسهم، وجعل مروان يقول لابنه عبد الملك: يا بني، إنّ هؤلاء القوم لم يرثوا ولم يستشيروا، فقال ابنه: وكيف إذ لم يقتلوا أو يحبسوا، فإن بعث إلينا بعث كنا في أيديهم: وما أخوفني أن يفطنوا بهذا فيبعثوا في طلبنا فالوحا الوحا، ثمّ النجا.
إرسال يزيد الجيوش إليهم
قال: فلمّا أجمع رأي يزيد على إرسال الجيوش، صعد المنبر، فحمد الله تعالى وأثنى عليه، ثمّ قال: أمّا بعد أهل الشام، فإنّ أهل المدينة أخرجوا قومنا منها، والله لأن تقع الخضرا على الغبرا([1062]) أحبّ إليّ من ذلك. وكان معاويةEأوصى يزيد فقال له: إن رابك منهم ريب، فعليك بأعور بني مرّة مسلم بن عقبة، فدعا به فقال: سر إلى هذه المدينة بهذه الجيوش، وإن شئت أن أعفيك أعفيتك، فإنّي أراك مدنفاً منهوكاً. فقال: نشدتك الله يا أمير المؤمنين، أن لا تبعث غيري، فإنّي رأيت في النوم شجرة عرفد([1063]) تصيح أغصانها: يا ثارات عثمان بن عفان، فأقبلتُ إليها، وجعلتْ الشجرة تقول: إليّ يا مسلم بن عقبة، فأتيت فأخذتها، فعبرت ذلك أن أكون أنا القائم بأمر عثمانE، والله ما صنعوا الذي صنعوا إلّا أنّ الله تعالى أراد بهم الهلاك. فقال يزيد: فسر على بركة الله تعالى، فأنت صاحبهم، فخرج مسلم فعسكر وعرض الأجناد، فلم يخرج معه أصغر من بن([1064]) عشرين، ولا أكبر من بن خمسين على خيل عراب، وسلاح شاكٍ، وأداة هايلة، ووجّه معه عشرة آلاف بعير تحمل الطعام والزاد حتى خرج، وخرج معه يزيد فودّعه.
قال: إن حدث بك حدث فأمر الجيوش إلى حصين بن نمير، فانهض بسم([1065]) إلى ابن الزبير، واجعل المدينة طريقاً إليه، فإن صدوك أو قاتلوك فاقتل مَن ظفرت به مَن كان! وأنهبها ثلاثاً! فقال مسلم بن عقبة: أصلح الله الأمير، لست بآخذ من كلّ ما عهدت به إليَّ إلّا بحرفين. قال يزيد: حسبك وما هما؟ ويحك. قال: اِقْبَل من المقبل، وأقتل المدبر العاصي. فقال يزيد: حسبك، ولكن البيان لا يضرك، والتأكيد ينفعك، فإذا قدمت المدينة فمَن عاقك عن دخولها، ونصب لك الحرب، فالسيف السيف، أجهز على جريحهم، وأقبِل على مدبرهم، وإياك أن تبقي عليهم، وإن لم يتعرّضوا لك، فامضِ إلى ابن الزبيرG.
فمضت الجيوش، فلمّا نزلوا بوادي القرى، لقيتهم بنو أُميّة خارجين من المدينة المنورة، فرجعوا معهم، قال فاستخبرهم مسلم بن عقبة عمّا خلفهم، وعمّا لقوا، وعن عددهم. فقال مروان: وإنّ عددهم كثير، أكثر ممّا جئت به من الجيوش، ولكن عامّتهم ليس لهم نيات ولا بصائر، وفيهم قوم قليل لهم نية وبصيرة، ولكن لا بقاء لهم مع السيف، ليس لهم كراع ولا سلاح، والسلاح فيهم قليل وقد خندقوا عليهم وحصّنوا وشبكوا المدينة بالبناء. قال مسلم: هذه أشدّها علينا، ولكنّا نقطع عليهم مشربهم، ونردم عليهم خندهم([1066]). فقال مروان: عليه رجال لا يسلِّمونه، ولكن عندي وجه سأخبرك به. قال: هاته. فقال: اطوه، ودعه حتى يحضر ذاك. قال: فدعه إذاً.
ثمّ قال لهم مسلم: تريدون أن تسيروا إلى أمير المؤمنين، أو تقيموا موضعكم هذا، وتسيروا([1067]) معنا إلى المدينة المنورة؟ قال بعضهم: نسير إلى أمير المؤمنين، ونحدث به عهداً. فقال مروان: أمّا أنا فراجع. فقال بعضهم لبعض: قد حلفنا لهم عند المنبر الشريف لئن استطعنا أن نرد الجيوش عنهم نرده فكيف بالرجوع إليهم. فقال مروان: أمّا أنا فراجع إليه. فقال له قوم: ما نرى أن تفعل، فإنّما تقتلون بهؤلاء أنفسكم، والله لا أكثرنا عليهم لمسلم جمعاً أبداً أبدا.
فقال مروان: أنا والله ماضٍ مع مسلم إلى المدينة، فمدرك ثأري من عدوي، وممّن أخرجني من بيتي، وفرّق بيني وبين أهلي، وإن قتلت بهم نفسي، فلم يرجع مع مسلم من بني أُميّة غير مروان وابنه عبد الملك، وكان مجدوراً فجعله بذي خشب.
فلمّا أيقن أهل المدينة بقدوم الجيوش إليهم تشاوروا في الخندق وقالوا قد خندق رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فخندقوا وشبكوا المدينة المنورة من كلّ نواحيها. ثمّ جمع عبد الله بن حنظلةEأهل المدينة المنورة عند المنبر، فقال: تبايعوني على الموت وإلّا فلا حاجة في بيعتكم. فبايعوه على الموت، ثمّ صعد المنبر، فحمد الله تعالى وأثنى عليه، ثمّ قال: أيّها الناس، إنّما خلعتم وخرجتم غضباً لدينكم، فأبلوا إلى الله تعالى بلاءً حسناً ليوجب لكم به الجنّة ومغفرته، ويحلّ بكم رضوانه، واستعدوا بأحسن عدتكم، وتأهبوا بأكمل أُهبَتِكم، فقد أُخبرتُ أنّ القوم قد نزلوا بذي خشب، ومعهم مروان بن الحكم، والله تعالى إن شاء مهلكه بنقضه العهد والميثاق عند منبر رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، فتصايح الناس، وجعلوا ينالون منه ويسبّونه. فقال لهم: إنّ الشتم ليس بشيء، ولكن نصدِّقهم اللقاء، والله ما صدق قوم قط إلّا نصروا، ثمّ رفع يديه إلى السماء وقال: اللّهم إنّا بك واثقون، وعليك متوكلون، وإليك ألجأنا ظهورنا، ثمّ نزل.
وقال: وكان عبد الله بن حنظلةEلا يبيت إلّا في المسجد الشريف، وكان لا يزيد على شربة من سويق يفطر عليها إلى مثلها من الغد لأجل التموّن.
قدوم الجيوش إلى المدينة المنورة
قال: وذكروا أنّ أهل الشام لـمّا انتهوا إلى المدينة عسكروا بالجرف، ومشوا رجالاً من رجالهم، فأحدقوا بالمدينة المنورة من كلّ ناحية لا يجدون مدخلاً، لأنّهم قد خندقوها عليهم، والناس متلبسون السلاح، قد قاموا على أفواه الخنادق، وقد حرصوا أن لا يتكلّم منهم متكلِّم، وجعل أهل الشام يطوفون بها والناس يرمونهم بالحجارة والنبل من فوق الآكام والبيوت، حتى خرجوا فيهم وفي خيلهم، فقال مسلم لمروان: أين ما قلت لي بوادي القرى؟ فخرج مروان حتى جاء بني حارثة، فكلّم رجلاً منهم، ورغّبه في الضيعة، وقال: افتح لنا طريقاً، فأنا أكاتب بذلك إلى أمير المؤمنين، ومتضمن لك عنه شطر ما كان بذل لأهل المدينة من العطاء وتضعيفه، ففتح له طريقاً، ورغب فيما بذل له، وتقبّل ما تضمّن عن يزيد، فاقتحمت الخيل، فجاء الخبر إلى عبد الله بن حنظلة، فأقبل، وكان من ناحية الطورين، وأقبل عبد الله بن مطيع، وكان من ناحية ذناب، وأقبل ابن أبي ربيعة، فاجتمعوا جميعاً بمَن معهم، بحيث اقتحم عليهم أهل الشام، فاقتتلوا حتى عاينوا الموت، ثمّ تفرّقوا.
غلبة أهل الشام أهل المدينة المنورة
قال: وذكروا أنّ عبد الله بن أبي سفيانEقال: وقعت مع قوم عند مسجد بني عبد الأشهل، منهم عبد الله بن زيد صاحب رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وقاتل مسيلمة الكذّاب، ومعه عبد الله بن حنظلة، ومحمد بن سعد بن أبي وقاص، وإبراهيم بن فارط، وإبراهيم بن نعيم بن النجار، فهم يقاتلون ويقولون للناس: أين الفرار؟ والله لأن يُقتل الرجل مقبلاً خير له من أن يُقتل مدبراً.
قال: فاقتتلوا ساعة، والنساء والصبيان يصيحون ويبكون على قتلاهم، حتى جاءهم ما لا طاقة لهم به، وجعل مسلم يقول: مَن جاء برأس رجل فله كذا وكذا، وجعل يغري قوماً لا دين لهم، فقتلوا وظهروا على أكثر المدينة المنورة. قال: وكان على بشر ابن حنظلة يومئذٍ درعان، فلمّا هزم القوم طرحهما. ثمّ جعل يقاتلهم وهو حاسر حتى قتلوه، ضربه رجل من أهل الشام ضربة بالسيف قطع منكبه، فوقع ميتاً.
فلمّا قُتل ابن حنظلة صار أهل المدينة كالنعم بلا راعٍ، شرود، يقتلونهم أهل الشام من كلّ وجه، فأقبل محمد بن عمرو بن حزم الأنصاريE، وإن جراحه لتنفث دماً، وهو يقاتل ويحمل على الكردوس منهم فيفض جماعتهم، وكان فارساً، فحمل عليه أهل الشام حملة واحدة حتى نظموه بالرماح، فمال ميتاً.
فلمّا قتلEانهزم مَن بقي من الناس في كلِّ وجه، ودخل القوم المدينة، فجالت خيولهم فيها يقتلون وينهبون.
قال: وخرج يومئذٍ عبد الله بن زيد بن عاصم صاحب رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، والخيل تسرع في كلّ وجه قتلاً ونهباً، فقيل لهE: لو علم القوم باسمك وصحبتك لم يهيجوك، فلو أعلمتهم بمكانك؟ فقال: والله، لا أقبل لهم أماناً، ولا أبرح حتى أُقتَل، لا أفلح مَن ندم. وكان رجلاً أبيض طويلاً أصلع، فأقبل عليه رجل من أهل الشام وهو يقوم: والله، لا أبرح حتى أضرب صلعتك ـ وهو حاسرـ فقال له عبد الله: شرٌّ لك خير لي. قال: فضربه بفأس في يده، فرأيت نوراً ساطعاً في السماء، فسقط ميتاً. وكان يومه ذلك صائماً (رحمه الله تعالى).
قال: فجعل مسلم يطوف على فرس له ـ ومعه مروان بن الحكم ـ على القتلى، فمر على عبد الله بن حنظلة، وهو مادٌّ أصبعه السبابة. فقال مروان: أما والله لئن نصبتها ميتاً فطالما نصبتها حياً، داعياً إلى الله تعالى.
ومرّ على إبراهيم بن نعيمE، ويده على فرجه، فقال: أما والله لئن حفظته في الممات لقد حفظته في الحياة.
ومرّ على محمد بن عمرو بن حزمEوهو على وجهه واضعاً جبهته بالأرض، فقال: أما والله لئن كنت على وجهك في الممات لطالما افترشته حياً ساجداً لله تعالى. فقال مسلم: والله، ما أرى هؤلاء إلّا من أهل الجنّة، لا يسمع هذا منك فتكرههم على الطاعة، أي الباقين. فقال مروان: إنّهم بدّلوا وغيّروا.
ومر على عبد الله بن زيدEوبين عينيه أثر السجود، فلمّا نظر إليه مروان عرفه، وكره أن يعرِّفه لمسلم فيحز رأسه، أي رأس عبد الله بن زيد. فقال له مسلم: مَن هذا؟ فقال: بعض هذه الموالي وجاوزه، فقال له مسلم: كلا وبيت الله، لقد نكبت عنه لشيء. فقال له مروان هذا صاحب رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) عبد الله بن زيدG. فقال: ذاك أخزى ناكث بيعته حزّوا رأسه.
وكان قصر بني حارثة أماناً لـمَن أراد أهل الشام أن يؤمِّنوه، وكان بنو حارثة آمنين ما قُتل منهم أحد، وكان كلّ مَن نادى باسم الأمان إلى أحد من قبيلة أمّنوه رجلاً كان أو امرأة، ثمّ ذبّوا عنه حتى يبلغوه قصر بني حارثة، فأجير يومئذٍ رجال كثير ونساء كثيرة، فلم يزالوا في قصر بني حارثة حتى انقضت الثلاث.
قال: وأوّل دور انتُهبت والحرب قائمة دور بني عبد الأشهل، فما تركوا في المنازل من أثاث ولا حلي ولا ثياب ولا فراش إلّا نُقض صوفه، حتى الحمام والدجاج كانوا يذبحونها، فدخلوا إلى دار محمد بن مسلمةE، فصاح النساء، فأقبل زيد بن محمد بن مسلمةEإلى الصوت، فوجد عشرة ينتهبون، فقاتلهم ومعه رجلان من أهله حتى قتل الشاميون جميعاً، وخلّصوا ما أُخذ منهم، فألقوا متاعهم في بئر لا ماء فيها، وأُلقي عليها التراب، ثم أقبل نفر من أهل الشام، فقاتلوهم أيضاً، حتى قتل زيد بن محمدEأربعة عشر رجلاً، فضربوه بالسيف منهم أربعة في وجهه.
ولزم أبو سعيد الخدريEفي بيته، فدخل عليه نفر من أهل الشام، فقالوا: أيّها الشيخ، مَن أنت؟ فقال: أنا أبو سعيد الخدري صاحب رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، فقالوا: ما زلنا نسمع عنك، فبحظك أخذت في تركك قتالنا، وكفك عنّا، ولزوم بيتك، ولكن أخرج إلينا ما عندك. قال: والله ما عندي مال، فنتفوا لحيته، وضربوه ضربات، ثمّ أخذوا كلّ ما وجدوه في بيته حتى الصوف، وحتى زوج حمام كان له.
وكان جابر بن عبد اللهEيومئذٍ قد ذهب بصره، فجعل يمشي في بعض أزقّة المدينة المنورة، وهو يقول: تعس مَن أخاف الله ورسوله. فقال له رجل: ومن أخاف الله ورسوله؟ فقال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقول: «مَن أخاف المدينة فقد أخاف ما بين جنبي». فحمل عليه رجل بالسيف ليقتله، فترامى عليه مروان فأجاره، وأمر مَن يدخله منزله، ويغلق عليه بابه.
وكان سعيد بن المسيب (رحمه الله تعالى) لم يبرح من المسجد، ولم يكن يخرج إلّا من الليل إلى الليل، وكان يسمع إذا جاء وقت الأذان أذاناً يخرج من القبر الشريف، حتى أمن الناس، فكان سعيد (رحمه الله تعالى) يقول: ما رأيت خيراً من الجماعة.
ثمّ أمر مسلم بالأُسارى، فغُلِّلوا بالحديد، ثمّ دعا إلى بيعة يزيد، فكان أوّل مَن بايع مروان بن الحكم، ثمّ أكابر بني أُميّة، حتى أتى على آخرهم.
ثمّ دعا بني أسد، وكان عليهم حنقاً، فقال لهم: أتبايعون لعبد الله يزيد بن أمير المؤمنين ولـمَن استخلف عليكم بعده، على أنّ أموالكم ودماءكم وأنفسكم خول له، يقضي فيها ما شاء؟ فقال يزيد بن عبد الله بن زمعةE: إنّما نحن نفر من المسلمين لنا ما لهم وعلينا ما عليهم. فقال مسلم: والله لأقيلك، ولا تشرب لنا البارد بعدها أبداً، فأمر به، فضُربت عنقه.
ثمّ أُتي بمعقل بن سنانE، وكان معقلEحاملاً لواء قومه يوم الفتح مع رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، فلمّا دخل عليه قال له: أعطشت يا معقل؟ قال: نعم أصلح الله الأمير، قال: حيصوا له شربة من سويق اللوز بالعسل والثلج الذي زودنا به أمير المؤمنين، فلما شربها قال له: رويت؟ قال: نعم. فقال مسلم: أما والله لا تبولها من مثانتك أبداً. فقُدِّم، فضُربت عنقه، ثمّ قال: ما كنت لأدعك بعد كلام سمعته منك تطعن به على إمامك. وكان من معقلEبعض الطعن على يزيد قبل ذلك، فيما بينه وبين مسلم، على الاستراحة بذلك.
ثمّ أمر بمحمد بن أبي الجهمEوجماعة من وجوه قريش والأنصار، وخيار الناس والصحابة F، أتي بعبد الله بن الحارث مغلولاً، فقال مسلم: أنت القائل: اقتلوا سبعة عشر رجلاً من بني أُميّة، لا تروا شراً أبداً؟ قال: قد قلتها، ولكن لا يسمع لأسير أمر، أرسل يدي، وبرئت منّي الذمة، إنّما نزلت بعهد الله وميثاقه، وأيم الله لو أطاعوني وقبلوا منّي ما أشرتُ عليهم، ما تحكّمتَ فيهم أنت أبداً. فقال له مسلم: والله، لأقدّمنّك إلى نار تلظى. ثمّ أمر به فضُربت عنقه.
فقال مروان: قد والله سقيتني من دماء هؤلاء القوم، إلّا ما كان من قريش، فإنّك أبحتها وأفنيتها.
فقال مسلم: والله لا أعلم عند أحدٍ غشاً لأمير المؤمنين إلّا سألت الله تعالى يسقيني دمه. فقال: إنّ عند أمير المؤمنين عفواً لهم، وحلماً عنهم ليس عندك. وجعل مروان يعتذر إلى قريش، ويقول: والله لقد ساءني قتل مَن قُتِل منكم. فقالت له قريش: أنت والله الذي قتلتنا، ما عَذَرك الله ولا الناس، لقد خرجت من عندنا، وحلفت لنا عند منبر رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) لتردنّهم عنّا، فإن لم تستطيع([1068]) لتمضين ولا ترجع معهم، فرجعت، ودللت على العورة، وأعنت على المهلكة، فالله لك بالجزاء.
قال: فبلغ عدّة قتلى الحرّة يومئذٍ من قريش والأنصار والمهاجرين ووجوه الناس (رحمهم الله تعالى)، ألفاً وسبع مئة، وسائرهم من الناس عشرة آلاف، سوى النساء والصبيان.
قال أبو معشر: دخل رجل من أهل الشام على امرأة نفساء من نساء الأنصار ومعها صبي لها، فقال لها. هل من مال؟ قالت: لا والله، ما تركوا لي شيئاً. فقال: والله لتخرجن إليّ شيئاً أو لأقتلنّك وصبيك هذا. فقالت له: ويحك إنّه ولد أبي كبشة الأنصاري صاحب رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، ولقد بايعتُ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) معه يوم بيعة الشجرة، على أن لا أزني، ولا أسرق، ولا أقتل ولدي، ولا بهتان أفتريه، فما أتيت شيئاً، فاتّق الله تعالى. ثمّ قالت لابنها: يا بني، والله لو كان عندي شيء لفديتك به. قال: فأخذ برِجْل الصبي، والثدي في فمه، فجذبه من حجرها، فضرب به الحايط فانتثر دماغه في الأرض، قال: فلم يخرج من البيت حتى اسودّ نصف وجهه، وصار مثلاً.
قال أبو معشر: قال لي رجل: بينا أنا في بعض أسواق الشام، إذا رجل ضخم، فقال لي: مَن أنت؟ قلت: رجل من أهل المدينة. قال: من أهل الخبيثة؟ قال: فقلت سبحان الله! رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) طيّب شمَّها([1069])، وسميتها أنت خبيثة! قال: فبكى. فقلت: ما يبكيك، قال: العجب والله، كنت أغزو الصائبية([1070]) كلّ عام زمن معاويةE، فأتيت في المنام فقيل لي: إنّك تغزو المدينة، وتقتل فيها رجلاً يُقال له: محمد بن عمر، وتكون بقتله من أهل النار.
قال: فقلت: ما هذا؟ وما شأن المدينة؟ ولا يقع في نفسي مدينة الرسول (عليه الصلاة والسلام). قال: فقلت: لعلّها بعض مداين الروم، فكنت أغزو ولا أسلّ فيها سيفاً، حتى مات معاوية، وكان يزيد، فضرب قرعة بعث المدينة. قال: فقلت: هي هذه والله، فأردت أن يأخذوا منّي بديلاً، فأبوا، فقلت في نفسي: أمّا إذ([1071]) أبوا، فإنّي لا أسلّ فيها سيفاً. قال: فحضرت الحرّة، فخرج أصحابي يقاتلون، وجلست في فسطاطي([1072])، فلمّا فرغوا من القتال، جاءنا أصحابنا، فقالوا: قد دخلنا وفرغنا من الناس. قال فقال بعض أصحابي لبعض: تعالوا حتى ننظر إلى القتلى، فقلّدت سيفي وخرجت، فجعلنا ننظر إلى القتلى ونقول: هذا فلان، وهذا فلان، فإذا رجل في بعض تلك الدارات في يده سيف، وقد شُدّت شدقاه، وحوله صرعى من أهل الشام، فلمّا أبصرني قال: يا كلب احقن عنّي دمك. قال فنسيت والله كلّ شيء، فحملت عليه، فقاتلته فقتلته، فسطع نور بين عينيه وسقط في يدي، قلت: مَن هذا؟ فقيل لي: هذا محمد بن عمر بن حزمE، فجعلت أدور مع أصحابي، فيقولون: هذا فلان، فمر إنسان لا يُعرف، فقال: مَن قتل هذا؟ ويحكم! يريد محمد بن عمروEقتله الله، والله لا يرى الجنة بعينه أبداً.
عدّة مَن قُتل من أصحاب النبي (صلّى الله عليه وسلّم) وغيرهم
قال: وذكروا أنّه قُتل يوم الحرّة من أصحاب النبي (صلّى الله عليه وسلّم) ثمانون رجلاً، ولم يبقَ بدريٌّ بعد ذلك من قريش، ومن الأنصار سبع مئة، ومن سائر الناس من الموالي والعرب والتابعين عشرة آلاف، وكانت الوقعة في ذي الحجّة لثلاث بقين منها سنة ثلاث وستّين. قالوا: وكان الناس يعجبون من ذلك أنّ ابن الزبيرGلم يصلوا إليه إلى ستّة أشهر، ولم يكن مع ابن الزبير إلّا نفر قليل، وكان بالمدينة أكثر من عشرة آلاف رجل، ما استطاعوا أن يناهضوهم إلى الليل.
كتاب مسلم إلى يزيد
قال: وذكروا أنّ مسلماً لـمّا فرغ من قتال أهل المدينة ونهبها، كتب إلى يزيد بن معاويةE: بسم الله الرحمن الرحيم، لعبد الله يزيد بن معاوية أمير المؤمنين من مسلم بن عقبة، سلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فإنّي أحمد إليك الله الذي لا إله إلّا هو، أمّا بعد: تولّى الله تعالى حفظ أمير المؤمنين والكفاية له، فإنّي أخبر أمير المؤمنين أبقاه الله تعالى، أنّي خرجت من دمشق ونحن على التعبئة التي رأى أمير المؤمنين يوم فارقنا بالعافية، فلقينا أهل بيت أمير المؤمنين بوادي القرى، فرجع معنا يا أمير المؤمنين مروان بن الحكم، فكان لنا عوناً على عدونا، وإنّا انتهينا إلى المدينة فإذا أهلها قد خندقوا عليها الخنادق، وأقاموا على أنقابها الرجال بالسلاح، وأدخلوا ماشيتهم، وما يحتاجون لحصارهم سنة فيما كانوا يقولون، وإنّا أعذرنا إليهم، وأخبرناهم بعهد أمير المؤمنين، وما بذل لهم، فأبوا، ففرّقت أصحابي على أفواه الخنادق، فولت ابن منير([1073])، ناحية ذناب وما ولاها، وعلى الموالي وجّهت حبيش بن دجلة إلى ناحية بني سلمة، ووجّهت عبد الله بن مسعدة إلى ناحية بقيع الغرقد، وكنت ومَن معي من قواد أمير المؤمنين ورجاله في وجوه بني حارثة، فأدخلنا الخيل عليهم حين ارتفع النهار، من ناحية بني عبد الأشهل بطريق فتحه لنا رجل منهم بما دعاه مروان بن الحكم إلى صنيع أمير المؤمنين، وما تضمّن له عنه من قرب المكان، وجزيل العطاء، وإيجاب الحقّ، وقضاء الذمام، وقد بعثت به إلى أمير المؤمنين، وأرجو من الله}، أن يلهم خليفته وعبده عرفان ما أولى من الصنع وأسدى من الفعل، وكان أكرم الله تعالى أمير المؤمنين من محمود مقام مروان بن الحكم، وجميل مشهده، وشديد بأسه، وعظيم نكايته لعدو أمير المؤمنين، ما لا إخال ذلك ضائعاً عند إمام المسلمين وخليفة ربِّ العالمين إن شاء الله تعالى، وسلّم الله تعالى رجال أمير المؤمنين، فلم يصيب منهم أحد، ولم يقم لهم عدوهم من ساعات نهارهم أربع ساعات، فما صلّيت الظهر أصلح الله تعالى أمير المؤمنين إلّا في مسجدهم، بعد القتل الذريع، والانتهاب العظيم، وأوقعنا بهم السيوف فقتلنا وقتلنا، وأسرنا وقتلنا من أشرف لنا منهم، وأجهزنا على جريحهم، وانتهبناها ثلاثاً كما قال أمير المؤمنين، أعزّ الله تعالى نصره، وجُعلت دور بني الشهيد المظلوم عثمان بن عفانE، في حرز وأمان، فالحمد لله الذي شفا صدري من قتال أهل الخلاف القديم، والنفاق العظيم، فطال ما عتوا قديماً وطغوا.
وكتبتُ إلى أمير المؤمنين، وأنا في منزل سعيد بن العاص مدنفاً مريضاً، ما أراني إلّا لما بي، فما كنت أبالي، متى متّ بعد يومي هذا، وكتبت لهلال المحرّم سنة ثلاث وستّين. فلمّا جاءه الكتاب، أرسل إلى عبد الله بن جعفرGوإلى ابنه معاوية بن يزيد، فأقرأهما الكتاب، فاسترجع عبد الله بن جعفر وأكثر، وبكى معاوية بن يزيد، حتى كادت نفسه تخرج، وأطال بكاؤه، فقال يزيد لعبد الله بن جعفر: ألا أجبتك إلى كلّ شيء طلبت، وأسعدتك فيما سألت لهم، فبذلت لهم العطاء وأجزلت لهم الإحسان، وأعطيت العهود والمواثيق على ذلك؟ فقال عبد الله بن جعفر: فمن هنالك استرجعت، وتأسّفت عليهم، إذ اختاروا البلاء على العافية، والفاقة على النعمة، ورضوا بالحرمان دون العطاء، وقال يزيد لابنه معاوية: فمَن بكاؤك يا بني([1074])؟ قال: أبكي على قتيل من قتل من قريش، وإنّا قتلنا بهم أنفسنا. فقال يزيد: فهو ذاك، قتلت بهم نفسي وشفيتها، قال: وسأل مسلم بن عقبة قبل أن يرتحل عن المدينة المنورة عن علي بن الحسينG([1075])، أحاضر هو؟ فقيل له: نعم. فأتاه علي بن الحسين، ومعه ابناه، فرحّب بهم، وسهل وقرّبهم، وقال: إنّ أمير المؤمنين أوصاني بك. فقال علي بن الحسين: وصل الله أمير المؤمنين وأحسن جزاه. ثمّ انصرف عنه.
ولم يكن نصب للحراب أحد من بني هاشم، ولزموا بيوتهم، فسلموا، إلّا ثلاثة منهم تعرّضوا للقتال، فأصيبوا.
موت مسلم بن عقبة ونبشه
قال: وذكروا أنّ مسلم بن عقبة ارتحل عن المدينة المنورة، وهو يجود بنفسه، يريد ابن الزبيرGبمكّة المشرفة، فنزل في بعض الطريق، فدعا حصين بن نمير. فقال له: يا ابن ذعة([1076]) الحمار، إنّه كان من عهد أمير المؤمنين، إن حدث بي حدث الموت أن أعهد إليك، فاسمع، فإنّي عالم بك، لا تمكن قريشاً من أذنك إذا قدمت مكّة فتبول (أي قريش فيها)، فإنّما هو الوفاق، ثمّ النفاق ثمّ الانصراف ثمّ مات فدُفن في بيت المشلل، فلمّا تفرّق القوم عنه، أتته أُمّ ولد ليزيد بن زمعة، وكانت من وراء العسكر تترقب موته، فنبشت عنه، فلمّا انتهت إلى لحده، وجدت أسود من الأساود منطوياً في رقبته، فاتحاً فاه، فتهيبته. ثمّ لم تزل حتى تنحى لها عنه فصلبته على المشلل. فقال الضحاك: فحدّثني من رآه مصلوباً يرمى كما يرمى قبر أبي رغال([1077]).
فضائل قتلى أهل الحرّة (رحمهم الله تعالى)
قال: وذكروا أن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) خرج في سفر من أسفاره فلمّا مرّ بحرة بني زهرة، وقف فاسترجع. فقالوا: ما هو يا رسول الله؟ فقال (صلّى الله عليه وسلّم): «يقتل في هذه الحرّة خيار أُمّتي بعد أصحابي».
قال: وذكروا أنّ عبد الله بن سلامEوقف بالحرّة زمان معاويةE. فقال: أجد في كتاب يهودا الذي لم يُبدّل ولم يُغيّر، أنّها تكون ها هنا مقتلة قوم يحشرون يوم القيامة واضعي سيوفهم على رقابهم، حتى يأتوا الرحمن تبارك وتعالى، فيقفون بين يديه، فيقولون: قتلنا فيك.
قال: وذكروا أنّ داود بن الحصين قال: عندنا قتلى من قتلى الحرّة، فقل ما حركت إلّا فاح منها ريح المسك.
وقال بعضهم: عن عبد الله بن أبي سفيان عن أبيه، قال: رأيت عبد الله بن حنظلةEفي منامي بأحسن صورة، معه لؤلؤة، فقلت: يا أبا عبد الرحمن، أما قُتِلت؟ قال: بلى، فلقيت ربّي، فأدخلني الجنّة، فأنا أسرح في ثمارها حيث شئت، قلت: فأصحابك فما صُنِع بهم؟ قال: هم حول لوائي هذا الذي ترى، لم تحل عقده بعد.
وقال ابن سيرين (رحمه الله تعالى): رأيت كثير بن أفلحEفي النوم، فقلت له: ألست قد استُشهدت؟ قال: ليس في الإسلام شهادة، ولكنّها الندباء. وقال الأعرج (رحمه الله تعالى): كان الناس لا يلبسون المصبوغ من الثياب قبل الحرّة، فلمّا قُتِل الناس بالحرّة استحبّوا أن يلبسوها وقالوا: لقد مكث النوح في الدور على أهل الحرّة سنة ما يهدءون.
وقال عبد الله بن أبي بكرG: كان أهل المدينة أعزّ الناس وأهيَبهم، حتى كانت الحرّة، فأجترأ الناس عليهم.
قال الزهري (رحمه الله تعالى): بلغ القتلى يوم الحرّة من قريش والأنصار، ومهاجرة العرب ووجوه الناس سبع مئة، وسائر الناس عشرة آلاف من أخلاط الناس والموالي والعبيد. قال: وأصيب نساء وصبيان، وكان قدوم أهل الشام المدينة المنورة لثلاث بقين من ذي الحجّة، سنة ثلاث وستّين، فانتهبوها ثلاث أيام([1078]) حتى رأوا هلال المحرّم، ثمّ أمسكوا بعد أن لم يبقوا أحداً بها طرق([1079])، وقُتِل بها من أصحاب النبي (صلّى الله عليه وسلّم) ثمانون رجلاً (رضي الله تعالى عنهم)، ولم يبقَ بعد ذلك بدري.
وقالوا: قال عيسى بن حنظلة: قلت لعبد الله بن مطيع: كيف نجوت يوم الحرّة؟ قال: رأيت ما رأيت من غلبة أهل الشام، وصنع بنو حارثة الذي صنعوا من إدخالهم علينا وولي الناس، فذكرت قول الحارث بن هشام يوم بدر، وعلمت أنّه لا يضر عدوي مشهدي، ولا ينفع وليتي([1080])، فتواريت، ثمّ لحقت بابن الزبيرG، وكنت أعجب كلّ العجب أنّ ابن الزبير لم يصلوا إليه ستّة أشهر، ولم يكن معه إلّا نفر قليل من الخروج، وكان معنا يوم الحرّة ألفا رجل، كلّهم ذو([1081]) حفاظ، فما استطعنا أن نحبسهم يوماً إلى الليل.
ذكر اختلاف الرواة في وقعة الحرّة وخبر يزيد
قال: وذكروا أنّه لما بويع يزيد بن معاوية أتى الحسينEحتى قدم مكّة المشرفة، فأقام هو وابن الزبير F. قال: وقدم عمرو بن سعيد بن العاص([1082]) في شهر رمضان أميراً على المدينة المنورة وعلى الموسم، وعزل الوليد بن عقبة([1083])، فلمّا استوى على المنبر الشريف رعف، فقال أعرابي مستقبله: مه مه! جاءنا والله بالدم فتلقاه بعمامته رجل، فقال مه! عم والله الناس، ثمّ قام يخطب، فناوله عصا لها شعبتان، فقال: مه! شعب الناس والله.
ثمّ خرج فلمّا انصرف عمرو بلغه أنّ الحسينEخرج، فقال عمرو: اركبوا كلّ بعير بين السماء والأرض فاطلبوه. قال: فكان الناس يعجبون من قوله هذا. قال: فطلبوه فلم يدركوه، فأرسل عبد الله بن جعفرEابنه عوناً ومحمداً ليردوا الحسينE، فأبى أن يرجع، وخرج الحسين بابني عبد الله بن جعفر معه، ورجع عمرو بن سعيد بن العاص إلى المدينة، فأرسل إلى ابن الزبيرE، فأبى أن يأتيه، وامتنع برجال معه من قريش وغيرهم.
قال: فبعث عمرو بن سعيد جيشاً من
المدينة يقاتلون ابن الزبير. قال: وضرب على أهل الديوان البعث إلى مكّة المشرّفة،
وهم كارهون للخروج. فقال لهم: إمّا أن تأتوا ببدل، وأمّا أن تخرجوا. فقال: فجاء
الحارث بن مالك بن بوصا([1084]) برجل استأجره بخمس مئة درهم إلى عمرو بن سعيد. فقال:
قد جئتك برجل بدلي. فقال الحارث للرجل الذي استأجره هل لك أن أزيدك خمس مئة أُخرى،
وتنكح أُمّك؟ فقال له: أما تستحي؟! فقال: إنّما حُرِّمت عليك أُمّك في مكان واحد،
وحُرِّمت عليك الكعبة في كذا كذا مكان من القرآن. قال فجاء به إلى عمرو بن سعيد،
فقال: قد جئتك ببديلي لو أمرته أن ينكح أُمّه لنكحها. فقال له عمرو: لعنك الله من
شيخ. قال: فبعثهم إلى مكّة فقاتلوا ابن الزبير، فهزم عمرو ابن الزبير، فقام أخوه
عبد الله بن
مسعدة العواري([1085])، يخطب الناس بالمدينة المنورة.
فقال في خطبته: أهل الشام جند الله الأعظم، وأهل الشام خير الخلق.
فقال الحارث بن مالك: ائذن لي أن أتكلّم. فقال: اجلس لا أجلسك الله من شيخ. قال: فتشهّد الحارث، وقال: لعمر الله، لنحن خير من أهل الشام، ما نقمت من أهل المدينة إلّا أنّهم قتلوا أباك وهو يسرق لقاح النبي (صلّى الله عليه وسلّم)، أنسيت طعنة أبي قتادةEاست أبيك بالرمح، فخرج منه جلوص([1086]) مثل هذا، وأشار إلى ساعده، ثمّ جلس.
ولاية الوليد المدينة المنورة وخروج الحسين بن عليG
قال: وذكروا أنّ يزيد بن معاوية، عزل عمرو بن سعيد، وأمّر الوليد بن عقبة، وخرج الحسين بن علي إلى مكّة المشرّفة، فمال الناس إليه، وكثروا عنده واختلفوا إليه، وعبد الله بن الزبير فيمَن يأتيه. قال: وأتاه كتاب أهل الكوفة فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم، لحسين بن عليG، من سليمان بن صرد([1087])، والمسيب([1088])، ورفاعة بن شدّاد([1089])، وشيعته من المؤمنين والمسلمين من أهل الكوفة. أمّا بعد، فالحمد لله الذي قصم عدوّك الجبار العنيد، الذي اعتدى على هذه الأُمّة، فانتزعها حقوقها، واغتصبها أُمورها، وغلبها على نفسها، وتأمّر عليها على غير رضاها، ثمّ قتل خيارها، واستبقى شرارها; فبُعداً له كما بَعُدت ثمود، إنّه ليس علينا إمام، فاقدم علينا، لعلّ الله تعالى أن يجمعنا بك على الهدى، فإنّ النعمان بن بشير([1090])Eفي قصر الإمارة، لسنا نجتمع معه في جمعة، ولا نخرج معه إلى عيد، ولو بلغنا مخرجك أخرجناه من الكوفة، وألحقناه بالشام والسلام.
[إرسال مسلم إلى الكوفة وشهادته فيها]
قال: فبعث الحسين بن عليGمسلم بن عقيلE([1091]) إلى الكوفة يبايعهم له، وكان على
الكوفة النعمان بن بشيرE. فقال النعمان: لابن بنت رسول
الله (صلّى الله عليه وسلّم) أحبّ إلينا من ابن بجدل. قال: فبلغ ذلك يزيد، فأراد
أن يعزله. فقال لأهل الشام: أشيروا عليّ، مَن أن أستعمل([1092]) على الكوفة؟ فقالوا: أترضى
بمعاوية؟ قال: نعم، قالوا: فإن الصكّ بإمرة عبيد الله بن زياد([1093]) على العراقين([1094])
قد كُتب في الديوان. قال: فاستعمله على الكوفة ـ أي ابن زياد ـ فقدم الكوفة قبل أن
يقدم الحسينE، وبايع له مسلم بن عقيل أكثر من ثلاثين ألفاً من أهل الكوفة،
فنهضوا معه يرون([1095]) عبيد الله بن زياد، فجعلوا كلّما
أشرفوا على زقاق، انسلّ عنه منهم ناس، حتى بقي مسلم في شرذمة قليلة. قال: فجعل ناس
يرمونه بالآجرّ من فوق البيوت على مسلم([1096])، فلمّا رأى ذلك دخل دار هانىء بن
عروة المرادي([1097])، وكان له فيهم رأي. فقال لها هانىء
بن عروة: إنّ لي من ابن زياد مكاناً، وسوف أتمارض له، فإذا جاء يعودني، فاضربوا
عنقه، قال: فقيل لابن
زياد: إنّ هانىء بن عروة شاكٍ يقيء الدم. قال: وشرب المغرة، فجعل يقئها.
قال: فجاء ابن زياد يعوده، وقال لهم هانىء: إذا قلت لكم اسقوني، فاخرج إليه واضرب
عنقه، فقال: اسقوني. فأبطأوا عليه، فقال: ويحكم! اسقوني وإن كانت فيه نفسي. قال:
فخرج عبد الله([1098]) بن زياد ولم يصنع الآخر شيئاً،
وكان من أشجع الناس، ولكنّه أخذته كبرة([1099])، فقيل لابن زياد: والله، إنّ في
البيت رجلاً مسـلحاً. قال: فأرسل ابن زياد إلى هانىء فدعاه. قال: إنّي شـاكٍ لا أسـتطيع.
فقال: ائتوني به وإن كان شـاكياً، قال: فأخرج له دابّة، فركب ومعه عصاه وكان أعرج،
فجعل يسير قليلاً ويقف، ويقول: ما لي أذهب إلى ابن زياد؟ فما زال ذلك دأبه حتى دخل
على عبيد الله بن زياد. فقال له عبيد الله بن زياد: يا هانىء، أما كانت يد زياد([1100]) عندك بيضا([1101])؟ قال: بلى. قال: فيدي؟ قال: بلى،
فقال: يا هناه، قد كانت لكم عندي
يد بيضا([1102])، وقد أمّنتك نفسك ومالك، وتناول
العصا التي كانت بيد هانىء، فضـرب بها وجهه حتى كسره بها، ثمّ قدّمه فضـرب عنقه.
قال: وأرسل جماعة
إلى مسلم بن عقيلE، فخرج عليهم بسيفه، فما زال يناوشهم ويقاتلهم ويقاتلونه حتى خرج([1103]) وأُسر، فلمّا أُسر بعث الرجال،
فقال: «اسقوني مآ([1104])». قال: ومعه رجل من بني أبي معيط([1105])، ورجل من بني سليم يُقال له: شهر
بن حوشب([1106]). فقال له شهر ابن حوشب: لأسقيك([1107]) إلّا من البئر. فقال المعيطي:
والله لا نسقيه إلّا من الفرات، قال: فأمر غلاماً له، فأتاه بإبريق من ماء، وقدح
قوارير ومنديل. قال: فسقاه فتمضمض مسلم، فخرج الدم، فما زال يمسح الدم، ولا يسيغ
شيئاً منه حتى قال: «أخّره عنّي»،
قال: فلمّا أصبح دعا به عبيد الله بن زياد وهو قصير، فقدِّمه لتُضرب عنقه، فقال: «دعني حتى أوصي»، فقال: أوصِ.
فنظر مسلم في وجوه الناس فقال لعمر بن سعيد([1108]): «ما أرى هاهنا من قريش غيرك، فاُدنُ مني حتى أكلِّمك»،
فدنا منه، فقال له: «هل لك أن تكون سيِّد قريش
ما كانت قريش؟ إنّ الحسين ومَن معهFوهم تسعون بين رجل
وامرأة في الطريق فارددهم، واكتب إليهم بما أصابني». قال: فضُربت عنقه، وألقاه عمرو
لعبيد الله وقال: أتدري ما قال؟ فقال عبيد الله: اكتم على ابن عمِّك. قال: هو أعظم
من ذلك، فقال له عبيد الله: فأيّ شيأ([1109]) هو؟ قال: أخبرني أنّ الحسين ومَن
معه وهم تسعون إنساناً ما بين رجل وامرأة. قد أقبلوا، فقال: أما والله، لو إليَّ
أسرّ لرددتهم، لا والله لا يقاتلهم غيرك([1110]).
قتال عمرو بن سعيد([1111]) الحسينE وقتله
قال: وذكروا أنّ عبيد الله بن زياد، بعث جيشاً أمّر عليهم عمرو بن سعيد، وقد جاء الحسينEالخبر، فهمّ أن يرجع ومعه خمسة من بني عقيلFفقالوا له: ترجع وقد قُتل أخونا، وقد جاءك من الكتب ما نثق به؟! فقال الحسين لبعض أصحابه: «والله، ما لي عن هؤلاء صبر»، يعني بني عقيل F. قال: فلقيه الجيش على خيولهم بوادي السباع([1112]). فلقوهم وليس معهم ماء. فقالوا: يا بن بنت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) اسقنا. قال: «فأخرج لكلّ فارس صحفة من ماء»، فسقاهم بقدر ما يمسك برمق أحدهم([1113]). ثمّ قالوا: سر يا بن بنت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، فما زالوا يرجونه، وأخذوا به على الجرف حتى نزلوا بكربلا([1114])، فقال الحسين: «أي أرض هذه؟»، قالوا: كربلا، قال: «هذي كرب وبلا». قال: فنزلوا وبينهم وبين المآ([1115]) ربوة، فأراد الحسين وأصحابهFالمآ([1116]) فحالوا بينهم وبينه. فقال شهر بن حوشب([1117]): لا تشربون أبداً حتى تشربون الحميم. فقال عباس بن عليG([1118]): «يا أبا عبد الله، نحن على الحقّ فنقاتل؟»، قال: «نعم». قال: فركب فرسه، وحمل هو وبعض أصحابه على الخيول، ثمّ حمل عليهم فكشفهم عن المآ([1119])حتى شربوا واستقوا.
ثمّ بعث عبيد الله بن([1120])عمرو بن سعيد يقاتلهم. قال الحسينE: «يا عمرو، اختر ثلاث خصال، إما أن تتركني أرجع كما جئت، فإن أبيت هذه فأُخرى، سيّرني إلى التُرك أقاتلهم حتى أموت، أو تسيّرني إلى يزيد»([1121]). قال: فأرسل عمرو إلى ابن زياد بذلك فهمّ ابن زياد أن يسيره إلى يزيد. فقال شهر بن حوشب([1122]): أمكنك الله من عدوك وتسيره إلى يزيد، إن رأى([1123]) مكروهاً، وليكوننّ من يزيد بالمكان الذي لا تناله أنت، ولا غيرك من أهل الأرض، لا تسيره ولا تبلعه ريقه حتى تنزل([1124]) على حكمك. قال: فأرسل إليه يقول: لا، إلّا أن تنزل على حكم ابن زياد. قال: فقال الحسين:«أنزل على حكم ابن زانية؟ لا والله، لا أفعل، الموت دون ذلك وأحلى».
قال: وأبطأ عمرو بن سعيد عن قتاله. فأرسل عبيد الله بن زياد إلى شهر بن حوشب إن تقدم عمرو يقاتل، وإلّا فاقتله، وكن أنت مكانه([1125]). قال: وكان مع عمرو بن سعيد قريب من ثلاثين رجلاً من أهل الكوفة، فقالوا: يعرض عليكم ابن بنت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ثلاث خصال لا تقبلوا منها شيئاً؟ فتحولوا مع الحسينE، فقاتلوا.
قال: فرأى رجل من أهل الكوفة عبد الله بن الحسين بن عليFعلى فرس([1126])، وكان مراهقاً. قال: لأقتلنّ هذا الفتى، فقيل له: ويحك، ما تصنع بهذا، فدعه، قال: فحمل عليه فضربه، فقطع يده، ثمّ ضربه ضربة فقتله، ثمّ قُتلوا جميعاً (رحمهم الله تعالى ورضي الله عنهم)، فقُتل يومئذٍ الحسين بن عليّ، وعباس بن عليّ، وعثمان بن علي([1127])، وأبو بكر بن علي([1128])، وجعفر بن عليF([1129])، وعن أُمّهم أُمّ البنين بنت حرام الكلابية([1130])، وإبراهيم بن عليّ، أُمّه أُمّ ولد([1131])، وعبد الله بن عليّ([1132])، وخمسة من بني عقيلF، وابنان لعبد الله بن جعفر: عون([1133])، ومحمدF([1134])، وثلاثة من بني هاشم، ونساء من نسائهم، أي أسّروهن وفيهم فاطمة بنت الحسين بن علي([1135])، أكبرهم علي بن الحسين، وفيهم محمد بن علي، أبو جعفر([1136])، ومحمد بن الحسين بن علي([1137])(رضوان الله عليهم أجمعين).
قدوم أسرى مَن أُسِّر من آل عليّFعلى يزيد
قال وذكروا أنّ أبا معشرEقال: حدّثني
محمد بن الحسين بن عليF، قال:«دخلنا على يزيد، ونحن اثنا عشر غلاماً مغلّلين في
الجامع وعلينا قمص([1138]).فقال يزيد: أحررتم([1139])أنفسكم بعبيد أهل
العراق؟ وما علمت بخروج أبي عبيد الله([1140])حين خرج، ولا بقتله
حين قُتل». قال:
فقال علي بن الحسينG: (ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ *
ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ)([1141]). قال: فغضب يزيد، وجعل يعبث بلحيته، ثمّ قال: ما أصاب
من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير([1142])، يا أهل الشام ما ترون من هؤلاء القوم؟
فقال رجل من أهل الشام لا تتخذون من أكلب سوء جرواً. فقال
النعمان بن بشيرE: يا أمير
المؤمنين، اصنع بهم ما كان يصنع رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) بهم لو رآهم على
هذا الحال. فقالت فاطمة بنت الحسينE: «يا يزيد بنات رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)!!». قال: فبكى يزيد حتى كادت نفسه تفيض، وبكى أهل الشام
حتى علت أصواتهم. ثمّ قال: حلّوا عنهم، واذهبوا بهن إلى الحمّام، واغسلوهن،
واضربوا عليهن القباب. ففعلوا، وأمال عليهم المطبخ، وكساهم، وأخرج لهم الجوائز
الكثيرة من الأموال والكسوة، ثمّ قال: لو كان بينهم وبين عاضّ بطر([1143]) أُمّه نسبٌ ما قتلهم، ارجعوا بهن إلى المدينة المنوّرة.
قال: فبعث بهم مَن صار بهم إلى المدينة المنورة([1144]).
أنساب الأشراف
أبو بكر أحمد بن يحيى بن جابر بن داود
البغدادي البلاذري
(ت279هـ)
ترجمة المؤلف
أبو بكر أحمد بن يحيى بن جابر بن داود البغدادي الكاتب، سمع ـ بدمشق وبأنطاكية وبالعراق ـ جماعة، منهم أبو عبيد القاسم بن سلام، وعثمان بن أبي شيبة، وعلي بن المديني، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي. وروى عنه جماعة. كان أديباً راوية، له كتب جياد، ومدح المأمون بمدائح، وجالس المتوكل، وتوفى في أيام المعتمد سنة (279هـ)، وسوس في آخر عمره([1145]).
مؤلفاته
إنّ النص على مؤلفاته كاملة يرجع إلى كتاب الفهرست لمحمد بن إسحاق النديم، وقد ذكرها كما يأتي:
1. أنساب الأشراف.
2. كتاب البلدان الصغير.
3. كتاب البلدان الكبير ولم يتمّه.
4. كتاب الأخبار والأنساب.
5. كتاب عهد أردشير، ترجمه بشعر.
بين يدي الكتاب
يعتبر هذا الكتاب من أضخم الموسوعات وأهمها في أنساب قبائل مضر وأخباره،ليس في مكتبات العالم منه سوى نسختين، في الرباط واستنبول، ويقال: إن كتاب أنساب الأشراف للبلاذري لم تكن توجد له نسخة كاملة في جميع العراق ـ محل تأليفه ـ في القرن الخامس للهجرة، حتى عثر محمد بن أحمد البخاري ( المتوفى سنة 483 ه ) على نسخة منه في عشرين مجلداً في مصر. والنساخ ينقلونه في مجلدين، أو أربعة، أو عشرين حسب حاجاته([1146]).
وقد طُبعت أجزاؤه بصورة متفرقة وحُققت من قبل أكثر من محقق كما مبين أدناه:
(الجزء الأول) تحقيق الدكتور محمد حميد الله، نشر معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية بالاشتراك مع دار المعارف بمصر.
(الجزء الثاني) تحقيق محمد باقر المحمودي، ط1، 1394/1974م، نشر مؤسسة الأعلمي للمطبوعات.
(الجزء الثالث) تحقيق محمد باقر المحمودي، ط1، 1394/1974م، نشر دار التعارف، ط1، 1397هـ/1977م.
(الجزء الرابع) تحقيق عبد العزيز الدوري، طبع سنة 1978 م / 1398 ه، نشر جمعية المستشرقين الألمانية، بيروت.
(الجزء الخامس منه) تحقيق إحسان عبّاس، جمعية المستشرقين الألمانية، سنة 1400هـ/1979م.
(الجزء السادس منه) ولم يثبت عليه هوية المعلومات.
(الجزء السابع منه) تحقيق سهيل زكّار، ط1، نشر دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان.
(الجزء الثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر منه) تحقيق وتقديم سهيل زكّار ورياض زركلي، ط1، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.
وكغيره من الكتب أخذنا منه موضع الحاجة، أي: ما يتعلق بترجمة الإمام الحسين× ونهضته المباركة ومقتله×.
منهجنا في التحقيق
1. اعتمدنا النسخة الخطِّية المحفوظة في المكتبة الظاهرية بدمشق برقم (1107)، المنسوخة في القرن الثامن أو التاسع. وقد صححنا بعض الكلمات التي نحتمل خطأها أو لوجود قرينة على خطئها وأشرنا إلى ذلك في الهامش بعبارة هكذا في الأصل، والصحيح كذا.
2. اعتمدنا على التراجم والمعاني اللغوية والأماكن والبلدان على ما تقدّم في كتاب ترجمة الإمام الحسين× لابن سعد وكتاب مقتل الحسين× لابن خياط، وأشرنا إلى ذلك بعبارة تقدّمت ترجمته أو تقدّم بيان معناه أو بيان موقعه في صفحة كذا، وأمّا مَن لم يُترجم له فيما تقدّم فترجمنا له، وبينّا ما لم يُبين معناه من الكلمات أو موقعه من الأماكن.
3. تخريج الآيات والمصادر الأولية للروايات والأمثال والشعر.
4. بعض الألفاظ التي نحتمل خطأها في الأصل صحّحناها في الهامش لأهمّيتها. ولا يشار إليها في حال التكرار ضمن نفس الكتاب.
5. اعتمدنا في ترجمة بعض الشخصيات التي ورد ذكرها في الكتاب على ما مرّ ذكره في الكتاب السابق، وترجمنا لمن لم يذكر سابقاً، وكذلك بالنسبة إلى المعاني اللغوية والأماكن والبلدان.
أنساب الأشراف
أَمْرُ الحسين بن عليّ بن أبي طالب×
قالوا: كان الحسن([1147]) أسنّ من الحسين بسنة، ويُقال: بأقلّ منها([1148]).
وكان الحسين يُكنّى أبا عبد الله، وكان شجاعاً سخيّاً، وكان يُشبَّه بالنبيّ (صلّى الله عليه وسلّم)، إلّا أنّ الحسن كان أشبه وجهاً بوجه رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) منه([1149])، ويُقال: إنّه كان يشبه رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) من سِرّته إلى قدميه([1150]).
وقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): «حسينٌ منّي وأنا منه، أحبّ الله مَن أحبّ حسيناً، حسين سبطٌ من الأسباط»([1151]).
حدّثنا محمد
بن مُصَفي([1152]) الحمصيّ، ثنا العباس بن الوليد، عن شعبة، عن بُرَيد بن
أبي مريم، عن أبي الحوراء السّعداء([1153])السعدي، قال: قلت لحسين بن عليّ: ما تذكر
من رسول الله؟ قال: أتى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) بتمرٍ من تمر الصّدقة،
فأخذت منه تمرة فجعلت ألوكها، فأخذها بلعابها حتّى ألقاها في التّمر، وقال: إنّ آل
محمد لا تحلّ لهم الصّدقة. قال: وكان يقول: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإنّ
الكذب ريبة، وإنّ الصّدق طمأنينة([1154]).
وحدّثني هشام بن عمّار، ثنا عيسى بن يونس، ثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، قال: سمع رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) بكاء حسن أو حسين، فقام فزعاً، فقال: «أيّها النّاس، إنّ الولد فتنة، لقد قمت إليه وما أعقل»([1155]).
حدّثني محمد بن سعد، عن الواقديّ، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ، عن عليّ×([1156]) قال: «ولد لي ابنٌ سمّيته حرباً، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): ما سمّيتموه؟ قلنا: سمّيناه حرباً، فقال: هو حسن، ثمَّ وُلِد لي ابنٌ آخر فسمّيته حرباً، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): ما سمّيتموه؟ قلنا: حرباً، قال: هو حسين، ثمّ وُلِد لي ابن آخر فسميته حرباً، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ما سميتموه؟ قلنا: حرباً، قال: هو محسن، إنّي سميت بنيّ هؤلاء بأسماء ولد هارون: شُبَّر وشُبَير ومُشبّر»([1157]).
[ولْد الإمام الحسين×]
فوَلَد حسينٌ عليّاً الأكبر([1158]) وأُمّه ثقفيّة([1159])، قُتل بالطّف، وكان يُقاتل وهو يقول:
أنا عليُّ بن الحسين بن عليّ |
|
أنا وبيت الله أولى بالنبي |
من شمرٍ([1160]) وشبثٍ([1161]) وابن الدَّعي([1162])([1163])
وعليّاً الأصغر([1164]) وهو الذي أعقب، وأُمّه أُمّ ولد تسمّى سلافة([1165]).
قال الزُهري([1166]): ما رأيتُ قرشياً قطّ أفضل من عليّ بن الحسين([1167]).
ومات بالمدينة وهو ابن ثماني وخمسين سنة، و يُقال: ابن ستّين، ويُكنّا([1168]) أبا محمَّد، وكانت وفاته في سنة أربع وتسعين، ودُفن بالبقيع، ويُقال: مات في سنة اثنتين وتسعين([1169]).
وفاطمة بنت الحسين([1170])، أُمّها أُمّ إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله([1171]).
وسكينة([1172])، أُمّها الرَّباب([1173]) بنت امرئ القيس، وقد ذكرنا أمرها فيما تقدّم.
وكانت فاطمة بنت الحسين عند الحسن بن الحسن بن علي([1174])، ثمّ خلف عليها عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان([1175]).
فوَلَد عليّ بن حسين: محمّداً([1176])، وعبد الله، وحسيناً، وأُمّهم أُمّ عبد الله بنت الحسن بن عليّ. وعمراً([1177]) وزيداً([1178]) لأُمّ ولد، وعليّاً([1179]) وخديجة لأُمّ ولد، وأُمّ موسى، وأُمّ حسن، وكلثم، ومليكة، لأُمّهات أولاد شتّى([1180]).
فوَلَد محمّد بن عليّ جعفراً([1181])، وعبد الله، أُمّهما أُمّ فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر، فإلى جعفر بن محمّد بن عليّ تُنسب الجعفريّة، وهو أبو موسى بن جعفر([1182]). وكان يُكنّى أبا عبد الله، ومات بالمدينة.
وأمّا عبد الله بن محمّد، فكان يُلقّب دورقاً([1183])، مات بالمدينة وله عقب.
وأمّا زيد بن عليّ بن الحسين، فكان يُكنّى أبا الحسين، قُتل بالكوفة. وكانت ميمونة بنت حسين بن زيد بن عليّ بن الحسين عند المهدي، وكان حسين بن زيد أعمى، وكان لزيد ابن يُقال له: عيسى، مات بالكوفة.
وأمّا عليّ بن عليّ بن الحسين، فكان يُلقّب الأفطس، وله عقب.
[استشارة ابن عبّاس في الخروج]
حدّثني بكر بن الهيثم، حدّثني عليّ بن عبد الله المديني، عن سفيان بن عُيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاووس، عن ابن عبّاس([1184]) قال: استشارني الحسين في الخروج، فقلت: والله، لولا أنّ يزري ذلك بي وبك لنشبت([1185]) يديَّ في رأسك، فقال: «والله، لإن أُقتل بمكان كذا وكذا أحبُّ إليّ من أن تُستحلّ بي هذه الحرمة غداً»([1186]).
[إخبار أمير المؤمنين× بالمغيَّبات]
حدّثني يوسف بن موسى، ثنا حكام، أنبأ عمرو بن معروف، عن ليث، عن مجاهد، قال: قال عليٌّ ـ وهو بالكوفة ـ: «كيف أنتم إذا أتاكم أهل بيت نبيِّكم يحمل قويُّهم ضعيفَهم؟ قالوا: نفعل ونفعل. فحرّك رأسه، ثمّ قال: توردون! ثمّ قال: تعردون([1187])! ثمّ تطلبون البراءة ولا براءة لكم»([1188]).
[موقف الإمام الحسين× من الصُّلح]
قالوا: وكان الحسين بن عليّ منكراً
لصلح الحسن([1189])
[مع]
معاوية([1190])، فلمّا وقع
ذلك الصُّلح دخل جندب بن عبد الله الأزديّ([1191])، والمسيَّب
بن نَجبة الفزاريّ([1192])، وسليمان بن
صرد الخزاعيّ([1193])، وسعيد بن
عبد الله الحنفيّ([1194]) على الحسين
وهو قائم في قصـر الكوفة، يأمر غلمته بحمل المتاع ويستحثّهم، فسلّموا عليه، فلمّا
رأى ما بهم من الكآبة وسوء الهيئة، تكلّم فقال: «إنّ أمر الله كان قدراً مقدوراً([1195])، إنّ أمر الله كان
مفعولاً»([1196]). وذكر كراهته
لذلك الصّلح وقال: «لكنت طيّب النَّفس بالموت دونه، ولكنّ أخي عزم عليَّ وناشدني؛ فأطعته
وكأنّما يحزّ أنفي بالمواسي، ويُشـرِّح قلبي بالمُدى([1197])، وقد قال الله عزّ
وجل: (ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ)([1198]). وقال: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ
ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ)([1199])». فقال له
جندب: والله، ما بنا إلّا أن تضاموا وتنتقصوا، فأمّا نحن فإنّا نعلم أنّ القوم
سيطلبون مودّتنا بكلِّ ما قدروا عليه، ولكن حاشَ لله أن نؤازر الظّالمين ونظاهر
المجرمين، ونحن لكم شيعة ولهم عدو. وقال سليمان بن صرد الخزاعيّ: إنّ هذا الكلام
الذي كلّمك به جندب هو الذي أردنا أن نكلّمَك به كلُّنا. فقال: «رحمكم الله صدقتم
وبررتم».
وعرّض له سليمان بن صرد وسعيد بن عبد الله الحنفيّ بالرُّجوع عن الصُّلح، فقال: «هذا ما لا يكون
ولا يصلح».
قالوا: فمتى أنت سائر؟ قال: «غداً إن شاء الله». فلمّا سار خرجوا معه، فلمّا
جاوزوا دير هند([1200]) نظر الحسين
إلى الكوفة فيمثّل([1201]) قول زميل بن أُبير الفزاريّ، وهو ابن
أُمّ دينار:
فما عن قلىً فارقت دار معاشر |
|
هم المانعون باحتي وذماري |
ولكنّه ما حُمّ لا بدّ واقعٌ |
|
نظار ترقّب ما يحمُّ نظارِ([1202]) |
قالوا: ولمّا بايع الحسنُ معاويةَ ومضى، تلاقت الشّيعة بإظهار الحسرة والنَّدم على ترك القتال والإذعان بالبيعة، فخرجت إليه جماعة منهم فخطّؤوه في الصُّلح، وعرضوا له بنقض ذلك، فأباه، وأجابهم بخلاف ما أرادوه عليه، ثمّ إنّهم أتوا الحسين فعرضوا عليه ما قالوا للحسن وأخبروه بما ردّ عليهم، فقال: «قد كان صلحٌ وكانت بيعةٌ كنت لها كارهاً، فانتظروا ما دام هذا الرَّجل حيّاً، فإن يهلك نظرنا ونظرتم». فانصرفوا عنه، فلم يكن شيء أحبّ إليهم وإلى الشّيعة من هلاك معاوية، وهم يأخذون أعطيتهم ويغزون مغازيهم.
قالوا: وشخص محمَّد بن بشر الهمدانيّ([1203]) وسفيان بن ليلىالهمدانيّ([1204]) إلى الحسن وعنده الشّيعة الذين قدموا عليه أوّلاً، فقال له سفيان كما قال له بالعراق: السَّلام عليك يا أمير المؤمنين. فقال له: «اجلس لله أبوك، والله، لو سرنا إلى معاوية بالجبال والشّجر ما كان إلّا الذي قضـي». ثمّ أتيا الحسين، فقال: «ليكن كلّ امرئ منكم حلساً من أحلاس بيته([1205]) ما دام هذا الرَّجل حيّاً، فإن يهلك وأنتم أحياء رجونا أن يخير الله لنا ويؤتينا رشدنا، ولا يَكلنا إلى أنفسنا، فـ(ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ)([1206])».
[حجر بن عَدِي وصُلْح الإمام الحسن×]
قالوا: وكان حجر بن عَدِي([1207]) أوّل مَن يذمّ الحسن على الصُّلح، وقال له قبل خروجه من الكوفة: خرجنا من العدل ودخلنا في الجَور، وتركنا الحقّ الذي كنّا عليه، ودخلنا في الباطل الذي كنّا نذمّه، وأعطينا الدَّنية ورضينا بالخسيسة، وطلب القوم أمراً، وطلبنا أمراً؛ فرجعوا بما أحبّوا مسرورين، ورجعنا بما كرهنا راغمين. فقال له: «يا حجر، ليس كلّ النَّاس يحبّ ما أحببت، إنّي قد بلوت النَّاس، فلو كانوا مثلك في نيّتك وبصيرتك لأقدمت». وأتا([1208]) الحسين، فقال له: يا أبا عبد الله، شريتم العزَّ بالذلِّ، وقبلتم القليلَ بترك الكثير، أطعني اليوم واعصني سائر الدَّهر، دع رأي الحسن واجمع شيعتك، ثمَّ ادعُ قيس بن سعد بن عبادة وابعثه في الرِّجال، وأخرجُ أنا في الخيل، فلا يشعر ابن هندٍ إلّا ونحن معه في عسكره، فنضاربه حتي([1209]) يحكم الله بيننا وبينه وهو خير الحاكمين، فإنّهم الآن غارون([1210]). فقال: «إنّا قد بايعناه وليس إلى ما ذكرت سبيل»([1211]).
[مخاطبة أهل الكوفة الإمام الحسين× بعد شهادة الإمام الحسن×]
قالوا: فلمّا
تُوفّي الحسن بن عليّ اجتمعت الشّيعة، ومعهم بنو جعدة بن هبيرة بن
أبي وهب المخزوميّ، وأُمّ جعدة أُمّ هانئ بنت
أبي طالب في دار سليمان بن صرد، فكتبوا إلى الحسين كتاباً بالتَّعزية، وقالوا في
كتابهم: إنّ الله قد جعل فيك أعظم الخلف ممَّن مضى، ونحن شيعتك المصابة بمصيبتك،
المحزونة بحزنك، المسرورة بسرورك، المنتظرة لأمرك.
وكتب إليه بنو جعدة يخبرونه بحُسن رأي أهل الكوفة فيه، وحبّهم لقدومه، وتطلّعهم إليه، وقد لقوا من أنصاره وإخوانه مَن يُرضي هديه، ويُطمأنّ إلى قوله، ويُعرف نجدته وبأسه، فأفضوا إليهم بما هم عليه من شنآن ابن أبي سفيان والبراءة منه، ويسألونه الكتاب إليهم برأيه.
فكتب إليهم: «إنّي لأرجو أن يكون رأي أخيwفي الموادعة، ورأيي في جهاد الظّلمة رشداً وسداداً، فالصقوا بالأرض، واخفوا الشَّخص، واكتموا الهوى([1212])، واحترسوا من الأظنّاء([1213])ما دام ابن هند حيّاً، فإن يحدث به حدث وأنا حيٌّ يأتكم رأيي إن شاء الله»([1214]).
[اختلاف النَّاس إلى الحسين×]
وكان رجال من أهل العراق وأشراف أهل الحجاز يختلفون إلى الحسين؛ يُجلّونه ويُعظّمونه ويذكرون فضله، ويدعونه إلى أنفسهم ويقولون: إنّا لك عضد ويد. ليتّخذوا الوسيلة إليه، وهم لا يشكّون في أنّ معاوية إذا مات لم يعدل النّاس بحسين أحداً، فلمّا كثر اختلاف النّاس إليه، أتى عمرو بن عثمان بن عفان([1215])، مروانَ بن الحكم([1216])، وهو إذ ذاك عامل معاوية على المدينة، فقال له: قد كثر اختلاف النّاس إلى حسين، ووالله إنّي لأرى أنّ لكم منه يوماً عصيباً. فكتب مروان ذلك إلى معاوية، فكتب إليه معاوية: أن اترك حسيناً ما تركك، ولم يظهر لك عداوته ويبدي صفحته، واكمن عنه كمون الثَّرى([1217]) إن شاء الله، والسَّلام.
وكتب معاوية إلى الحسين: أمّا بعد، فقد أُنهيت إليَّ عنك أُمور، إن كانت حقّاً فإنّي لم أكن أظنّها بك رغبة عنها، وإن كانت باطلاً فأنت أسعد النَّاس بمجانبتها، وبحظّ نفسك تبدأ، وبعهد الله توفي، فلا تحملني على قطيعتك والإساءة إليك، فإنّي متى أنكرك تنكرني، ومتى تكُدني أكدك، فاتّقِ الله يا حسين، في شقّ عصا الأُمّة، وأن تردهم في فتنة.
فكتب إليه الحسين كتاباً غليظاً يعدّد عليه فيه ما فعل في أمر زياد وفي قَتْل حجر، ويقول له: «إنّك قد فُتنت بكيد الصَّالحين مُذ خُلقت، فكدني ما بدا لك». وكان آخر الكتاب: «والسَّلام على مَن اتّبع الهدى»([1218]).
فكان معاوية يشكو ما كتب به الحسين إليه إلى النَّاس، فقيل له: اكتب إليه كتاباً تعيبه وأباه فيه. فقال: ما عسيت فيه أن أقول في أبيه إلّا أن أكذب، ومثلي لا يعيب أحداً بالباطل، وما عسيت أن أقول في حسين ولست أراه للعيب موضعاً، إلّا أنّي قد أردت أن أكتب إليه فأتوعّده وأتهدّده، ثمّ رأيت أن لا أجيبه([1219]).
ولم يقطع معاوية عن الحسين شيئاً كان يصله ويبرّه به، وكان يبعث إليه في كلّ سنة ألف ألف درهم، وعروض وهدايا من كلّ ضرب([1220]).
[محاولة أخذ البيعة ليزيد بن معاوية من الحسين بن عليّ×]
فلمّا تُوفّي معاويةwللنصف من رجب سنة ستّين ووَلِيَ يزيد بن معاوية([1221]) الأمر بعده، كتب يزيد إلى عامله الوليد بن عتبة بن أبي سفيان([1222]) في أخذ البيعة على الحسين، وعبد الله بن عمر([1223])، وعبد الله بن الزُّبير([1224])، فدافع الحسين بالبيعة، ثمَّ شخص إلى مكَّة فلقيه عبد الله بن مطيع العدويّ([1225]) من قريش، فقال له: جُعلتُ فداك أين تريد؟ قال: «أمّا الآن فأُريد مكّة، وأمّا بعد أن آتى مكّة فإنّي أستخير الله». فقال: خار الله لك([1226]) يا بن بنت رسول الله، وجعلني فداك، فإذا أتيت مكّة فاتّقِ الله ولا تأتِ الكوفة، فإنّها بلدة مشؤومة بها قُتل أبوك وطُعن أخوك، وأنا أرى أن تأتي الحرم فتلزمه، فإنّك سيّد العرب، ولن يعدل أهل الحجاز بك أحداً، ووالله لئن هلكت لنُستَرَقَنَّ بعدَك.
ويُقال: إنّه كان لقيه على ماء في طريقه حين توجّه إلى الكوفيين من مكّة([1227])، فقال له: إنّي أرى لك أن ترجع إلى الحرم فتلزمه، ولا تأتي الكوفة.
ولمّا نزل الحسين مكّة جعل أهلها يختلفون إليه، ومَن كان بها من المعتمرين وأهل الآفاق، وابن الزُّبير بمكَّة قد لزم جانب الكعبة يصلِّي ويطوف، ويأتي الحسين وهو أثقل النَّاس عليه([1228]).
وحدّثت عن أبي مِخنَف، عن عبد الملك بن نوفل، عن مساحق، عن أبي سعيد المقري([1229]) قال: رأيتُ حسيناً يمشي بين رَجُلين حين دخل مسجد رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وهو يقول:
|
ـح مغيراً ولا دعيت يزيدا |
|
يوم أعطى مخافة الموت ضيماً |
|
والمنايا ترصدنني أن أحيدا([1232]) |
فعلمت أنّه لا يلبث إلّا قليلاً حتَّى يخرج، فما لبث أن خرج لحق بمكّة، ثمّ خرج منها إلى العراق([1233]).
وقال العتبيّ: حجب الوليد بن عتبة أهل العراق عن الحسين، فقال الحسين: «يا ظالماً لنفسه، عاصياً لربِّه، عَلامَ تحول بيني وبين قوم عرفوا من حقّي ما جهلته أنت وعمُّك؟»، فقال الوليد: ليت حلمَنا عنك لا يدعو جهلَ غيرنا إليك، فجناية لسانك مغفورة لك ما سكنت يدك، فلا يخطر بها فتخطر بك، ولو علمت ما يكون بعدنا لأحببتنا كما أبغضتنا([1234]).
[أشراف الكوفة يكاتبون الحسين× بعد امتناعه عن بيعة يزيد]
وبلغ الشّيعة من أهل الكوفة موت معاوية، وامتناع الحسين من البيعة ليزيد، فكتبوا إليه كتاباً صدّروه:من سليمان بن صُرد، والمسيّب بن نَجَبة، ورفاعة بن شدّاد([1235])، وحبيب بن مُظهر([1236]) ـ وبعضهم يقول مطهّر ـ وشيعته من المؤمنين والمسلمين من أهل الكوفة.
أمّا بعد، فالحمد لله الذي قصم عدوّك الجبّار العنيد، الذي انتزا([1237]) على هذه الأُمّة فابتزّها أمرها وغصبها فيئها، وتأمّر عليها بغير رضاً منها، ثمّ قتل خيارها واستبقى شرارها، وجعل مال الله دولةً بين أغنيائها، فبُعداً له كما بَعُدت ثمود، وليس علينا إمام، فاقدم علينا لعلّ الله يجمعنا بك على الحقّ، واعلم أنّ النُّعمان بن بشير([1238]) في قصر الإمارة، لسنا نجمع معه جمعة، ولا نخرج معه إلى عيد، ولو بلغنا إقبالك إلينا أخرجناه فألحقناه بالشّام، والسّلام([1239]).
وكان معاويةُ ولّى النّعمانَ الكوفةَ بعد عبد الرّحمن بن أُمّ الحكم([1240]) وكان النّعمان عثمانيّاً([1241]) مجاهراً ببغض عليّ، سيّء القول فيه.
وبعثوا بالكتاب مع عبد الله بن سبُع الهمدانيّ([1242])، وعبد الله بن وال التيميّ([1243])، فقدما بالكتاب على الحسين لعشر ليالٍ خلون من شهر رمضان بمكّة، ثمّ سرّحوا بعد ذلك بيومين قيس بن مُسهر بن خليد الصيداويّ من بني أسد([1244])، وعبد الرّحمن بن عبد الله بن الكدر الأرحبيّ([1245])، وعُمارة بن عبد السّلوليّ([1246]) فحملوا معهم نحواً من خمسين صحيفة، الصّحيفة من الرَّجل والاثنين والثّلاثة والأربعة، وكتبوا معهما: أمّا بعد، فحيّ هلا، فإنّ النّاس منتظرون، لا إمام لهم غيرك، فالعجل، ثمّ العجل، ثمّ العجل، والسّلام([1247]).
قالوا: وكتب إليه أشراف أهل الكوفة: شَبَث بن ربعي اليربوعيّ، ومحمَّد بن عمير بن عطارد بن حاجب التّميميّ([1248])، وحجّار بن أبجر العجليّ([1249])، ويزيد بن الحرث بن يزيد بن رويم([1250])، وعَزْرة بن قيس الأحمسيّ([1251])، وعمرو بن الحجَّاج الزبيديّ([1252]): أمّا بعد، فقد اخضـرّ الجناب([1253])، وأينعت الثّمار، وطُمَّت([1254]) الجمام([1255])، فإذا شئت فاقدم علينا، فإنّما تقدم على جندٍ لك مجنّد، والسَّلام([1256]).
[إرسال مسلم بن عقيل إلى العراق]
فتلاحقت الرُّسُل كلّها واجتمعت عنده، فأجابهم على آخر كتبهم، وأعلمهم أن قد قدم مسلم بن عقيل بن أبي طالب([1257]) ليعرف طاعتهم وأمرهم، ويكتب إليه بحالهم ورأيهم.
ودعا مسلماً فوجّهه مع قيس بن مُسهر، وعُمارة بن عبد، وعبد الرّحمن بن عبد الله بن ذي الكدر، فكتب إليه مسلم من الطّريق: إنّي توجهت مع دليلين من أهل المدينة فضلّا عن الطَّريق، واشتدّ عليهما العطش حتّى ماتا، وصرنا إلى الماء فلم ننجُ إلّا بحشاشة([1258]) أنفسنا، وقد تطيّرت من وجهي هذا، فإن رأيت أن تعفيني منه وتبعث غيري فافعل.
فكتب إليه الحسين: أمّا بعد، فقد خشيت أن يكون الذي حملك على الكتاب إليَّ بالاستعفاء من وجهك الجبن([1259])، فامضِ لما أمرتك به.
فمضى لوجهه([1260])، وكان من حين([1261]) مقتله ما قد ذكرناه في خبر([1262]) وِلْد عقيل بن أبي طالب([1263]).
وكان مخرج مسلم بالكوفة يوم الثلاثاء لثمان ليالٍ خلون من ذي الحجّة سنة ستّين، ويُقال: يوم الأربعاء لتسع خلون من ذي الحجّة سنة ستّين، يوم عرفة بعد خروج الحسين من مكّة مقبلاً إلى الكوفة بيوم، وكان الحسين خرج من المدينة إلى مكّة يوم الأحد، لليلتين بقيتا من رجب سنة ستّين، ودخل مكّة ليلة الجمعة لثلاث ليالٍ خلون من شعبان، فأقام بمكّة شعبان وشهر رمضان وشوال وذو القعدة([1264])، ثمّ خرج منها يوم الثلاثاء لثمان ليالٍ خلون من ذي الحجّة يوم التّروية، وهو اليوم الذي خرج فيه مسلم بالكوفة، وقد يُقال: إنّه خرج بالكوفة يوم الأربعاء وهو يوم عرفة([1265]).
[خروج الحسين بن عليّ× من مكّة إلى الكوفة]
وحدّثني بعض قريش أنّ يزيد كتب إلى ابن زياد([1266]): بلغني مسير حسين إلى الكوفة وقد ابتُلي به زمانك من بين الأزمان، وبلدك من بين البلدان، وابتُليت به من بين العمّال، وعندها تُعتق أو تعود عبداً كما يُعتبد العبيد([1267]).
قالوا: ولـمّا كتب أهل الكوفة إلى الحسين بما كتبوا به فاستخفّوه للشخوص، جاءه عمر بن عبد الرّحمن بن الحرث بن هشام المخزوميّ([1268]) بمكّة، فقال له: بلغني أنّك تريد العراق، وأنا مشفقٌ عليك من مسيرك؛ لأنّك تأتي بلداً فيه عمّاله وأُمراؤه، ومعهم بيوت الأموال، وإنّما النّاس عبيد الدّينار والدّرهم، فلا آمن عليك أن يقاتلك مَن وعدك نصره، ومَن أنت أحبّ إليه ممّن يقاتلك معه. فقال له: قد نصحت ويقضي الله([1269]).
وأتاه عبد الله بن عبّاسفقال له: يا بن عمّ، إنّ النّاس قد أرجفوا بأنّك سائرٌ إلى العراق. فقال: نعم. قال ابن عبّاس: فإنّي أُعيذك بالله من ذلك، أتذهب ـ رحمك الله ـ إلى قوم قد قتلوا إمامهم وأميرهم، وضبطوا([1270]) بلادهم، ونفوا عدوهم؟! فإن كانوا قد فعلوا فسـر إليهم، وإن كانوا إنّما دعوك إليهم وأميرهم عليهم قاهرٌ لهم، وعمّاله يجبون([1271]) خراج بلادهم، فإنّما دعوك إلى الحرب والقتال، فلا آمن أن يغرّوك ويكذبوك ويستنفروا إليك، فيكونوا أشدّ النّاس عليك. قال الحسين: «وإنّي أستخير الله وأنظر».
ثمَّ عاد ابن عبّاس إليه، فقال: يا بن عمّ، إنّي أتصبّر فلا أصبر، إنّي أتخوّف عليك الهلاك، إنّ أهل العراق قوم غدرٍ، فأقم بهذا البلد فإنّك سيّد أهل الحجاز، فإن أرادك أهلُ العراق وأحبّوا نصرك فاكتب إليهم: أن ينفوا عدوّهم، ثمّ صر إليهم، وإلّا فإنّ في اليمن جبالاً وشعاباً([1272]) وحصوناً([1273]) ليس بشيء من العراق مثلها، واليمن أرضٌ طويلةٌ عريضة ولأبيك بها شيعة فأتها، ثمَّ ابثث([1274]) دعاتك وكتبك يأتِك الناس.
فقال له الحسين: «يا بن عمّ، أنت النّاصح الشّفيق، ولكنّي قد أزمعت المسير ونويته»، فقال ابن عبّاس: فإن كنت سائراً فلا تسرِ بنسائك وأصبيتك، فوالله، إنّي لخائف أن تُقتل كما قُتل عثمان، ونساؤه ينظرن إليه. ثمَّ خرج ابن عبّاس من عنده فمرّ بابن الزّبير، فقال له: قرّت عينك يا بن الزّبير بشخوص الحسين عنك، وتخليته إيّاك والحجاز. ثمَّ قال:
يا لَكِ من قُبّرةٍ بمعمَر([1275]) |
|
خلا لك الجوُّ فبيضـي واصفُري |
ونَقِّري ما شئتِ أن تُنقِّري([1276])
ورُوي أنّ ابن عبّاس خرج من عند حسينٍ وهو يقول: واحسيناه، أنعي حسيناً لـمَن سمع([1277]).
وحدّثني أحمد بن إبراهيم الدّورقيّ، ثنا شَبَابَة بن سوَّار، عن رجل ـ قال: أحسبه يحيى بن إسماعيل بن سالم الأزدي ـ عن الشّعبيّ قال: لمّا أراد الحسين الخروج من مكّة إلى الكوفة، قال له ابن عمر حين أراد توديعه: أطعني وأقم ولا تخرج، فوالله، ما زواها الله عنكم إلّا وهو يريد بكم خيراً. فلمّا ودّعه قال: استودعك الله من مقتول([1278]).
وحدّثني أحمد بن إبراهيم، عن شَبَابَة، عن يحيى بن إسماعيل، عن الشّعبيّ: أنّ ابن عمر كان بمكّة، فقدم المدينة، فأُخبر بخروج الحسين، فلحقه على مسيرة ثلاث ليالٍ من المدينة، فقال له: أين تريد؟ قال: العراق، قال: لا تأتهم؛ لأنّك بضعةٌ من رسول الله، والله، لا يليها منكم أحدٌ أبداً، وما صرفها الله عنكم إلّا هو خيرٌ لكم، فقال: «هذه بيعتهم وكتبهم»، فاعتنقه ابن عمر وبكى، وقال: استودعك الله من قتيل، والسّلام([1279]).
وحدّثني الحسين بن عليّ، عن يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عيّاش، قال: كتب الأحنف([1280]) إلى الحسين ـ وبلغه أنّه على الخروج ـ: اصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون([1281])([1282]).
قالوا: وعرض ابن الزُّبير على الحسين أن يقيم بمكّة فيبايعه ويبايعه النّاس ـ وكأنّما أراد بذلك أن لا يتّهمه وأن يعذر في القول ـ فقال الحسين: «لئن أُقتل خارجاً من مكّة بشبر أحبّ إليَّ أن أُقتل فيها، ولئن أُقتل خارجاً منها بشبرين أحبّ إليَّ من أن أُقتل خارجاً منها بشبر»([1283]).
[ابن الأشدق يعترض الحسين×]
قالوا: واعترضت الحسين رُسُل عمرو
بن سعيد الأشدق([1284]) وعليهم أخوه
يحيى بن سعيد بن العاصي بن أبي أحيحة([1285])، فقالوا له:
انصرف، إلى أين تذهب؟ فأبى عليهم، وتدافع الفريقان فاضطربوا بالسّياط، ثمّ إنّ
حسيناً وأصحابه امتنعوا منهم امتناعاً قويّاً، ومضـى الحسين على وجهه، فنادوه: يا
حسين، ألا تتّقي الله؟! أتخرج من الجماعة؟!([1286]).
[في التنعيم]
قالوا: ولقي الحسين بالتَّنعيم([1287]) عِيراً([1288]) قد أُقبل
بها من اليمن، بعث بها بُجَير بن ريسان الحميريّ إلى يزيد بن معاوية، وكان عامله
على اليمن، وعلى العِير
وَرْسٌ([1289])
وحُلَلٌ([1290])، ورُسُله
فيها ينطلقون إلى يزيد، فأخذها الحسين فانطلق بها معه، وقال لأصحاب الإبل: «لا أُكرهكم، مَن
أحبّ أن يمضي معنا إلى العراق وفيّناه كِراه، وأحسنّا صحبته، ومَن أحبّ أن يفارقنا
من مكاننا هذا أعطيناه من الكِراء على قدر ما قطع من الأرض». فأوفى مَن
فارقه حقّه بالتَّنعيم، وأعطى مَن مضى معه وكساهم، فيُقال: إنّه لم يبلغ كربلا
منهم إلّا ثلاثة نفر، فزادهم عشـرة دنانير عشـرة دنانير، وأعطاهم جَمَلاً جَمَلاً،
وصرفهم([1291]).
[الفرزدق يلتقي الحسين×]
ولـمّا صار الحسين إلى الصّفاح([1292]) لقيه الفرزدق ابن غالب الشّاعر([1293])، فسأله عن أمر النّاس وراءه، فقال له الفرزدق: الخبير سألت، إنّ قلوب النّاس معك وسيوفهم مع بني أُميّة، والقضاء من السّماء، والله يفعل ما يشاء. فقال الحسين: صدقت([1294]).
وحدّثني إسحاق الفرويّ أبو موسى، عن سفيان بن عُيينة، عن لبطة بن الفرزدق، عن أبيه قال: لقيني الحسين وهو خارج من مكّة، في جماعة عليهم يلامق([1295]) الدّيباج، فقال: ما وراءك؟ قلتُ: أنت أحبّ النّاس إلى النّاس، والسّيوف مع بني أُميّة، والقضاء من السّماء([1296]).
حدّثني أبو مسعود الكوفيّ، عن عوانة بن الحكم، عن لبطة بن الفرزدق قال: أخبرني أبي قال: لقيتُ الحسين فقلت له: القلوب معك والسيوف مع بني أُميّة. وإذا في لسانه ثقل من برسام([1297]) كان عرض له بالعراق([1298]).
حدّثني أحمد بن إبراهيم الدّورقيّ، ثنا وهب بن جرير، عن أبيه، عن الزُّبير بن الخرّيت قال: سمعت الفرزدق، قال: لقيت الحسين بذات عرق([1299]) وهو يريد الكوفة، فقال لي: ما ترى أهل الكوفة صانعين، فإنّ معي جملاً من كتبهم. قلت: يخذلونك فلا تذهب؛ فإنّك تأتي قوماً قلوبهم معك وأيديهم عليك. فلم يطعني([1300]).
[تخوّف أهل البيت على الإمام الحسين×]
قالوا: ولحق الحسين عون بن عبد الله بن جعدة بن هبيرة([1301])، بذات عرق بكتاب من أبيه يسأله فيه الرُّجوع، ويذكر ما يخاف عليه من مسيره، فلم يعجبه.
وبلغ ابن الحنفية([1302]) شخوص الحسين وهو يتوضّأ، فبكى حتَّى سُمع وقع دموعه في الطست.
وحدّثنا عبّاس بن هشام بن الكلبيّ، ثنا معاوية بن الحرث، عن شمر أبي عمرو، عن عروة بن عبد الله الجعفيّ قال: كان عبد الله بن يسار ـ ويسار هو أبو عقب([1303]) ـ قدم علينا فقال: إنّ حسيناً قادم فانصروه. وجعل يحضّ على القتال معه، وكان يقول: يقتلني رجل يُقال له: عبيد الله. فتطلّبه ابن زياد فتوارى وتزوّج امرأة من مراد، فأتاه عبيد الله بن الحرّ([1304]) فاستخرجه، ثمّ أتى به السَّبخة فقتله.
[بلوغ خبر خروج الحسين× إلى ابن زياد]
قالوا: ولـمّا بلغ عبيد الله بن زياد إقبال الحسين إلى الكوفة، بعثه([1305]) الحصين بن تميم بن أسامة التَّميميّ([1306])، ثمّ أحد بني جشيش بن مالك بن حنظلة([1307]) ـ صاحب شُرَطه ـ حتّى نزل القادسية([1308])، ونظّم الخيل بينها وبين خفان([1309])، وبينها وبين القطقطانة([1310]) إلى لعلع([1311]).
[كتاب الإمام الحسين× إلى أهل الكوفة]
وكتب الحسين حين بلغ الحاجز([1312]) مع قيس بن مُسهر الصَّيداويّ من بني أسد، إلى أهل الكوفة: «أمّا بعد، فإنّ كتاب مسلم بن عقيل جاءني يُخبرني فيه بحسن رأيكم، واجتماع ملئكم على نصـرنا، والطَّلب بحقّنا، فأثابكم الله على ذلك أعظم الأجر، فاكمشوا([1313]) أمركم، وجدّوا فيه فإنّي قادم عليكم في أيّامي إن شاء الله، والسّلام». وقد كان مسلم كتب إليه قبل أن يُقتل ببضع وعشرين ليلة: أمّا بعد، فإنّ الرّائد لا يكذب أهله([1314])، إنّ جميع أهل الكوفة معك، فأقبل حين تنظر في كتابي.
[مقتل قيس بن مُسهر الصّيداويّ]
فلمّا صار قيس بن مُسهر بالقادسية أخذه الحصين بن تميم فبعث به إلى ابن زياد، فأمره أن يصعد القصر فيلعن عليّاً ويُكذِّب الحسين على القصر، فلمّا رقيه قال: أيّها النّاس، إنّ الحسين بن عليّ خير خلق الله وقد فارقتُه بالحاجز، فأجيبوه وانصروه. ثمّ لعن زياداً وابنه، واستغفر الله لعليٍّ، فأمر ابن زياد فرُمي به من فوق القصر، فتقطَّع وماتw([1315]).
[زهير بن القين البجليّ يغادر مكَّة]
قالوا: وكان زهير بن القين البجليّ([1316]) بمكّة، وكان عثمانيّاً([1317])، فانصرف من مكّة متعجِّلاً، فضمّه الطّريق وحسيناً، فكان يسايره ولا ينازله، ينزل الحسين في ناحية وزهير في ناحية، فأرسل الحسين إليه في إتيانه، فأمرته امرأته ديلم بنت عمرو أن يأتيه فأبى، فقالت: سبحان الله! أيبعث إليك ابن بنت رسول الله فلا تأتيه؟! فلمّا صار إليه ثمّ انصرف إلى رحله قال لامرأته: أنتِ طالق، فالحقي بأهلك، فإنّي لا أُحبّ أن يصيبكِ بسببي إلّا خيراً. ثمّ قال لأصحابه: مَن أحبّ منكم أن يتبعني، وإلّا فإنّه آخر العهد. وصار مع الحسين([1318]).
[مقتل مسلم وهانئ وابن يقطر]
ولقي الحسينَ ومَن معه رجلٌ يُقال له بكر بن المعَنقة بن رود([1319])، فأخبرهم بمقتل مسلم بن عقيل وهانئ([1320])، وقال: رأيتهما يُجَرّان بأرجلهما في السّوق. فطلب إلى الحسين في الانصـراف، فوثب بنو عقيل فقالوا: والله، لا ننصرف حتّى ندرك ثأرنا أو نذوق ما ذاق أخونا. فقال حسين: «ما خيرٌ في العيش بعد هؤلاء». فعُلم أنّه قد عزم رأيه على المسير، فقال له عبد الله بن سليم([1321])، والمدري بن الشمعل([1322]) الأسديان: خار الله لك. فقال: رحمكما الله. ثمّ سار إلى زُبالة([1323]) وقد استكثر من الماء، وكان كلّما مرّ بماء اتّبعه منه قوم. وبعث الحسين أخاه من الرَّضاعة ـ وهو عبد الله بن يقطر([1324])ـ إلى مسلم قبل أن يعلم أنّه قُتل، فأخذه الحصين بن تميم وبعث به إلى ابن زياد، فأمر أن يُعلى به القصـر؛ ليلعن الحسين وينسبه وأباه إلى الكذب، فلمّا علا القصر قال: إنّي رسول الحسين ابن بنت رسول الله إليكم؛ لتنصـروه وتؤازروه على ابن مرجانة وابن سميّة الدّعي وابن الدّعي لعنه الله. فأمر به فأُلقي من فوق القصـر إلى الأرض فتكسّرت عظامه وبقي به رمق، فأتاه رجل([1325]) فذبحه، فقيل له: ويحك! ما صنعت؟! فقال: أحببت أن أُريحه([1326]).
فلمّا بلغ الحسين قتلُ ابن يقطر خطب، فقال: «أيّها النّاس، قد خذلتنا شيعتُنا([1327])، وقُتل مسلم وهانئ وقيس بن مُسهر وابن يقطر، فمَن أراد منكم الانصـراف فلينصـرف». فتفرّق النّاس الذين صحبوه ليرى شيئاً([1328])، فأخذوا يميناً وشمالاً حتّى بقي في أصحابه الذين جاؤوا معه من الحجاز([1329]).
[مواقفة جيش الحرّ بن يزيد التّميميّ للحسين]
وأقبل الحسين حتّى نزل أشراف([1330]) فلمّا كان السَّحر أمر فتيانه فاستقوا الماء فأكثروا، ثمّ سار من أشراف فرسموا([1331]) صدر يومهم حتّى انتصف النّهار، فما كان بأسرع من أن طلعت عليهم هوادي([1332]) الخيل، فلمّا رأوها من بعيد حسبوها نخلاً ثمّ تبيّنوها، فأمر الحسين بأبنيته فضُربت، وجاء القوم وهم ألف فارس مع الحرّ بن يزيد التّميميّ، ثمّ اليربوعيّ([1333]) حتّى وقف الحرُّ وخيله مقابلي الحسين، وذلك في حرّ الظّهيرة، فقال الحسين لفتيانه: «اسقوا القوم وارووهم، ورشّفوا([1334]) الخيل ترشيفاً». ففعلوا.
وكان مجيء الحرِّ إليه من القادسية، قدّمه الحصين بن تميم بين يديه في ألف، فلم يزل مواقفاً للحسين، وصلّى الحسين فصلّى خلفه، ثمّ قال للحرِّ وأصحابه: «إن تتّقوا الله وتعرفوا الحقّ لأهله يكن ذلك أرضى لله، وإن أنتم كرهتمونا وجهلتم حقّنا، وكان رأيكم غير ما أتتني به كتبكم وقدمت به عليَّ رُسُلُكم انصرفت عنكم»([1335]).
فقال له: أما والله، ما ندري ما هذه الكتب التي تذكرها. فأخرج الحسين خرجين([1336]) مملوءين صُحُفاً، فنشرها بين أيديهم، فقال الحرّ: فإنّا ليس من هؤلاء الذين كتبوا إليك، وقد أُمرنا إن نحن لقيناك أن لا نقاتلك وأن نُقدِمك الكوفة على عبيد الله بن زياد. فقال الحسين: «الموت أدنى إليك من ذلك». ثمّ قال لأصحابه: «قوموا فاركبوا». فركبت النّساء، ثمّ أراد الانصـراف وأمر به أصحابه، فلمّا ذهبوا لينصرفوا حال القوم بينهم وبين ذلك، فقال الحسين للحرّ: «ثكلتك([1337]) أُمّك، ما تريد؟». فقال الحرّ: والله، لو غيرك يقولها ما تركت ذكر أُمّه، ولكنّه والله، ما لي إلى ذكر أُمّك من سبيل إلّا بأحسن ما أقدر عليه. فقال الحسين: «فما تريد؟». قال: أُريد أن أقدمك على عبيد الله بن زياد. قال: «فإنّي والله لا أتبعك». فقال الحرُّ: وأنا والله لا أدعك.
فلمّا ترادّا الكلام قال له الحرُّ: لم أؤمر بقتالك، وإنّما أُمرت أن أقدم بك الكوفة، فإذا أبيت فخذ طريقاً لا يُدخلك الكوفة ولا يردّك إلى المدينة، يكون بيني وبينك نصفاً، حتّى أكتب إلى الأمير عبيد الله بن زياد، وتكتب أنت إلى يزيد بن معاوية إن أحببت ذلك، أو إلى ابن زياد إن شئت، فلعلّ الله أن يرزقني العافية من أن أُبتلى بشيءٍ من أمرك([1338]).
[الحسين× في طريق العذيب والقادسية]
فتياسر الحسين إلى طريق العذيب([1339]) والقادسية، وبينه حينئذٍ وبين العذيب ثمانية وثلاثون ميلاً.
ثمّ إنّ الحسين سار في أصحابه، والحرُّ بن يزيد يسايره. وخطب الحسين× فقال: «إنّ هؤلاء قومٌ لزموا طاعة الشّيطان، وتركوا طاعة الرّحمن، فأظهروا الفساد، وعطّلوا الحدود، واستأثروا بالفيء([1340])، وأنا أحقّ مَن غيّر، وقد أتتني كتبكم وقدمتْ عليَّ رسلُكم، فإن تُتمّوا على بيعتكم تُصيبوا رشدكم». ووبّخهم بما فعلوا بأبيه وأخيه قبله([1341]).
فقام زهير بن القين فقال: والله، لو كنّا في الدّنيا مخلّدين لآثرنا فراقها في نصرتك ومواساتك.فدعا له الحسين بخير. وأقبل الحرُّ بن يزيد يقول: يا حسين، أُذكّرك الله في نفسك، فإنّي أشهد لئن قاتلت لتُقاتلنّ ولئن قوتلت لتهلكنّ. فقال الحسين: «أبالموت تخوّفني؟! أقول كما قال أخو الأوس:
سأمضي فما بالموت عارٌ على الفتى |
|
إذا ما نوى حقّاً وجاهد مسلماً |
وآسى الرّجال الصّالحين بنفسه |
|
وفارق مثبوراً([1342]) وحالف محرماً |
فإن عشتُ لم أُذمم وإن متّ لم أُلَم |
|
كفى لك ذلاًّ أن تعيش وتُرغماً» |
فلمّا سمع ذلك الحرُّ بن يزيد
تنحّى بأصحابه في ناحية عذيب الهجانات([1343])
ـ وهي التي كانت هجائن النّعمان بن المنذر([1344]) ترعى بها ـ
وإذا هم بأربعة نفر مقبلين من الكوفة على رواحلهم، يجنبون([1345]) فرساً لنافع
بن هلال([1346]) يُقال له:
الكامل، وكان الأربعة النّفر: نافع بن هلال المراديّ، وعمرو بن خالد الصيداوي)[1347](، وسعد مولاه،ومجمع بن عبد الله العائذيّ من
مذحج([1348]). فقال
الحرّ: إنّ هؤلاء القوم ليسوا ممَّن أقبل معك، فأنا حابسهم أو رادّهم. فقال الحسين:
«إذاً أمنعهم ممَّا
أمنع منه نفسي، إنّما هؤلاء أنصاري وأعواني، وقد جعلت لي ألّا تعرض لي حتّى يأتيك
كتاب ابن زياد». فكفّ عنهم. وسألهم الحسين عن النّاس فقالوا: أمّا
الأشراف فقد أُعظمت رشوتهم، ومُلئت غرايرهم([1349])؛ ليُستمال
ودّهم وتستنزل نصائحهم، فهم عليك ألب([1350]) واحد، وما
كتبوا إليك إلّا ليجعلوك سوقاً ومكسباً، وأمّا سائر النّاس بعد فأفئدتهم تهوي
إليك، وسيوفهم غداً مشهورة عليك.
وكان الطرمّاح بن عَدي([1351]) دليل هؤلاء النّفر، فأخذ بهم على الغريّين، ثمَّ ظعن بهم في الجوف، وخرج بهم على البيضة إلى عذيب الهجانات، وكان يقول وهو يسير:
يا ناقتي لا
تُذعريمن زَجري |
|
وشمّري قبل طلوع الفجر |
بخير رُكبانٍ
وخيرِ سَفر |
|
حتّى تجلّي بكريم النّجر([1352]) |
أتى به الله بخير
أمر |
|
ثمّت أبقاه بقا الدهر |
فدنا الطرمّاح بن عَدي من الحسين،
فقال له: والله، إنّي لأنظر فما أرى معك كبير أحد، ولو لم يقاتلك إلّا هؤلاء الذين
أراهم ملازمين لك مع الحرّ لكان ذلك بلاء، فكيف وقد رأيت قبل خروجي من الكوفة بيوم
ظهر الكوفة مملوءاً رجالاً، فسألت عنهم، فقيل: عرضوا ليوجهوا إلى الحسين ـ أو قال:
ليسرّحوا ـ فنشدتُك اللهَ إن قدرت أن لا تتقدّم إليهم شبراً إلّا فعلت. وعرض عليه
أن ينزله
أجأ([1353])
أو سلمى أحد جبلي طيء، فجزّاه خيراً، ثمّ ودّعه ومضـى إلى أهله، ثمَّ أقبل يريده
فبلغه مقتله، فانصرف([1354]).
[ابن زياد وأخذه الحذر]
وحدّثنا سعدويه، ثنا عبّاد بن العوّام، حدّثني حضين، حدّثني هلال بن إساف، قال: أمر ابن زياد، فأخذ ما بين طريق واقصة([1355]) إلى طريق الشّام إلى طريق البصرة، فلا يترك أحد([1356]) يلج ولا يخرج، فانطلق الحسين يسير نحو طريق الشّام يريد يزيد بن معاوية([1357])، فتلقته الخيول، فنزل كربلاء.
وكان فيمَن بعث إليه، عمر بن سعد بن أبي وقاص([1358])، وشمر بن ذي الجوشن، وحصين بن نمير، فناشدهم الحسين أن يسيّروه إلى يزيد فيضع يده في يده([1359])، فأبوا إلّا حكم ابن زياد، وكان ابن زياد ممَّن بعث إليه الحرّ بن يزيد الحنظليّ، فقال: ألا تقبلون ما يسألكم من إتيان يزيد؟! فوالله، لو سألكم هذا التّركُ والدّيلمُ ما كان ينبغي أن تمنعوهم إياه. فضـرب الحرُّ وجه فرسه وصار مع الحسين، فلمّا دنا منه سلّم عليه وعلى أصحابه، وقاتل أصحاب ابن زياد، فقتل منهم رجلين، ثمّ قُتل([1360]).
[الإمام الحسين× في قصر ابن مقاتل]
قالوا: ومضى الحسين إلى قصر ابن مقاتل([1361]) فنزل به، فإذا هو بفسطاطٍ([1362]) مضـروب، فسأل عن صاحبه، فقيل له: عبيد الله بن الحرِّ الجعفيّ. فبعث إليه رسولاً يدعوه فقال للرسول: إنّي والله، ما خرجت من الكوفة إلّا كراهة أن يدخلها الحسين وأنا بها، فإن قاتلته كان ذلك عند الله عظيماً، وإن كنت معه كنت أوّل قتيل في غير غناء عنه، ووالله لا أراه ولا يراني. فانتعل الحسين وأتاه، فدعاه إلى الخروج معه وأعاد عليه القول الذي قاله لرسوله، فقال الحسين: «فإذا امتنعت من نصرتي فلا تظاهر عليّ». فقال: أمّا هذا فكن آمناً منه. ثمَّ إنّه أظهر النّدم على تركه نصـرة الحسين، فقال في ذلك شعراً سنكتبه في موضعه إن شاء الله تعالى([1363]).
وكان أنس بن الحرث الكاهليّ([1364]) سمع مقالة الحسين لابن الحرِّ، وكان قدم من الكوفة بمثل ما قدم له ابن الحرِّ، فلمّا خرج من عند ابن الحرِّ سلّم على الحسين وقال له: والله، ما أخرجني من الكوفة إلّا ما أخرج هذا؛ من كراهة قتالك أو القتال معك، ولكنّ الله قد قذف في قلبي نصـرتك وشجّعني على المسير معك. فقال له الحسين: «فاخرج معنا راشداً محفوظاً».
[أمر ابن زياد بأن يُشدّدوا على الحسين]
وأقبل الحسين حتّى دخل رحله، فخفق برأسه خفقةً فرأى في منامه قائلاً يقول: القوم يسيرون والمنايا تسري إليهم([1365]).
ثمّ سار فلم يزل يتياسر حتّى صار إلى نينوى([1366])، فإذا راكبٌ قد أقبل على نجيب([1367]) له من الكوفة، فلمّا انتهى إليهم سلّم على الحرِّ بن يزيد ولم يسلِّم على الحسين، ثمّ دفع الى الحرُّ كتاباً من ابن زياد فيه:
أمّا بعد، فجعجع([1368]) بحسين حيث يبلغك كتابي ويقدم عليك رسولي، ولا تنزله إلّا العراء في غير حصنٍ وعلى غير ماء.
فقال الحرُّ: هذا كتاب الأمير عبيد الله. وقرأه وأخذهم بالنّزول، فأنزلهم في غير قرية وعلى غير ماء، وسألوه أن ينزلوا بنينوى والغاضرية([1369])، فأبى ذلك عليهم. فأشار عليه زهير بن القين بن الحرث البجليّ أن يقاتلهم، فقال: هؤلاء أيسر علينا فنقاتلهم حتّى ننحاز إلى بعض هذه القرى التي على الفرات. فلم يفعل ونزل، وذلك يوم الخميس لليلتين خلتا من المحرَّم سنة إحدى وستّين.
[قدوم عمر بن سعد بن أبي وقاص]
فلمّا كان من الغد قدم عليهم عمر بن سعد بن أبي وقاص من الكوفة في أربعة آلاف، وكان عبيد الله بن زياد أراد توجيه عمر بن سعد إلى دَسْتَبي([1370])؛ لأنّ الدّيلم([1371]) كانوا خرجوا إليها وغلبوا عليها، فولّاه الرَّي([1372]) ودَسْتَبي، فعسكر للخروج إليها بحمَّام أعين([1373])، فلمّا ورد أمر الحسين على ابن زياد أمره أن يسير إلى الحسين، فإذا فرغ منه سار إلى عمله، فاستعفاه عمر من قتال الحسين، فقال: نعم أعفيك على أن تردّ عهدنا على الرَّي ودَسْتَبي. فقال له: اُنظرني يومي هذا. فجاءه حمزة بن المغيرة بن شعبة([1374]) وهو ابن أُخته، فقال له: يا خال، إن سرت إلى الحسين أثمت بربِّك، وقطعت رحمك، فوالله لأن تخرج من دنياك ومالك خير من أن تلقى الله بدم الحسين([1375]).
ثمّ أتى عمر بن سعد ابن زياد، فقال: إمّا أن تخرج إلى الحسين بجندنا، وإمّا أن تدفع إلينا عهدنا. فألحّ عليه في الاستعفاء، وألحّ ابن زياد بمثل مقالته، فشخص عمر بن سعد إلى الحسين في أربعة آلاف حتّى نزل بإزائه، ثمّ بعث إليه يسأله عن سبب مجيئه، فقال: «كتب إليّ أهل الكوفة في القدوم، فأمّا إذ كرهوني فإنّي أنصرف». وكان رسول عمر إليه قرّة بن قيس الحنظليّ([1376])، فقال له حبيب بن مظهر: ويحك يا قرّة! أترجع إلى القوم الظّالمين؟! فقال: أصير إلى صاحبي بالجواب، ثمّ أرى رأيي. وكتب عمر بن سعد إلى ابن زياد بقول الحسين، فقال ابن زياد:
الآن إذ عَلِقَتْ مخالبُنا به |
|
يرجو النّجاةَ ولاتَ حينَ أوان([1377]) |
وكتب إلى عمر: اعرض على الحسين أن يبايع يزيد بن معاوية هو وجميع أصحابه، فإذا فعل ذلك رأينا رأينا. فلم يفعله([1378]).
قالوا: ولمّا سرّح ابن زياد عمر بن سعد من حمّام أعين، أمر النّاس فعسكروا بالنّخيلة([1379])، وأمر أن لا يتخلّف أحدٌ منهم، وصعد المنبر فقرّظ معاوية وذكر إحسانه وإدراره الأُعطيات، وعنايته بأُمور الثّغور، وذكر اجتماع الأُلفة به وعلى يده، وقال: إنّ يزيد ابنه المتقيّل له([1380])، السّالك لمناهجه، المحتذّي لمثاله، وقد زادكم مائة مائة في أعطيتكم، فلا يبقينّ رجل من العرفاء([1381]) والمناكب([1382])، والتجّار والسّكان إلّا خرج فعسكر معي، فأيّما رجل وجدناه بعد يومنا هذا متخلّفاً عن العسكر برئت منه الذّمة([1383]).
[معسكر ابن زياد بالنّخيلة]
ثمّ خرج ابن زياد فعسكر وبعث إلى الحصين بن تميم ـ وكان بالقادسية في أربعة آلاف ـ فقدم النّخيلة في جميع مَن معه، ثمّ دعا ابنُ زياد كثيرَ بن شهاب الحارثيّ([1384])، ومحمّد بن الأشعث بن قيس([1385])، والقعقاع بن سويد بن عبد الرّحمن المنقريّ([1386])، وأسماء بن خارجة الفزاريّ([1387])، وقال: طوّفوا في النّاس فمروهم بالطّاعة والاستقامة، وخوّفوهم عواقب الأُمور والفتنة والمعصية، وحثّوهم على العسكرة. فخرجوا فعذّروا وداروا بالكوفة، ثمّ لحقوا به، غير كثير بن شهاب، فإنّه كان مبالغاً يدور بالكوفة يأمر النّاس بالجماعة ويحذّرهم الفتنة والفرقة، ويخذّل عن الحسين.
وسرّح ابن زياد أيضاً حصين بن تميم
في الأربعة الآلاف الذين كانوا معه إلى الحسين،
بعد شخوص عمر بن سعد بيوم أو يومين، ووجّه أيضاً إلى الحسين حجّار بن
أبجر العجليّ في ألف، وتمارض شبث بن ربعي، فبعث إليه فدعاه وعزم عليه أن يشخص إلى
الحسين في ألف، ففعل. وكان الرّجل يبعث في ألف، فلا يصل إلّا في ثلاثمائة أو
أربعمائة وأقلّ من ذلك كراهةً منهم لهذا الوجه. ووجّه أيضاً يزيد بن الحارث بن
يزيد بن رويم في ألف أو أقلّ.
ثمّ إنّ ابن زياد استخلف على الكوفة عمرو بن حريث([1388]) وأمر القعقاع بن سويد بن عبد الرّحمن بن بجير المنقريّبالتطواف بالكوفة في خيل، فوجد رجلاً من همْدان قد قدم يطلب ميراثاً له بالكوفة، فأتى به ابن زياد فقتله، فلم يبقَ بالكوفة محتلم إلّا خرج إلى العسكر بالنّخيلة. ثمّ جعل ابن زياد يرسل العشرين والثّلاثين والخمسين إلى المائة، غدوة وضحوة ونصف النّهار وعشية من النّخيلة، يمدّ بهم عمر بن سعد.
وكان عمر يكره أن يكون هلاك الحسين على يده، فلم يكن شيء أحبُّ إليه من أن يقع الصّلح. ووضع ابن زياد المناظر([1389]) على الكوفة لئلّا يجوز أحدٌ من العسكر؛ مخافة لأنْ يلحق الحسين مغيثاً له، ورتَّب المسالح([1390]) حولها، وجعل على حرس الكوفة والعسكر زحر بن قيس الجعفي([1391])، ورتّب بينه وبين عسكر عمر بن سعد خيلاً مضمّرة مقدّحة([1392])، فكان خبر ما قبله يأتيه في كلّ وقت([1393]).
[عمّار بن أبي سلامة]
وهمّ عمّار بن أبي سلامة الدّالانيّ([1394]) أن يفتك بعبيد الله بن زياد في عسكره بالنّخيلة فلم يمكنه ذلك. فلطف حتّى لحق بالحسين فقتل معه.
[حبيب بن مظاهر يطلب العون]
وقال حبيب بن مظهر للحسين: إنّ هاهنا حيّاً من أسد أعراباً ينزلون النّهرين، وليس بيننا وبينهم إلّا روحه، أفتأذن لي في إتيانهم ودعائهم، لعلّ الله أن يجر بهم إليك نفعاً أو يدفع عنك مكروهاً؟ فإذن له في ذلك، فأتاهم فقال لهم: إنّي أدعوكم إلى شرف الآخرة وفضلها وجسيم ثوابها، أنا أدعوكم إلى نصر ابن بنت نبيِّكم، فقد أصبح مظلوماً، دعاه أهل الكوفة لينصروه، فلمّا أتاهم خذلوه وعدوا عليه ليقتلوه، فخرج معهم منهم سبعون.
وأتى عمر بن سعد رجل ممَّن هناك، يُقال له: جبلة بن عمرو([1395])فأخبره خبرهم، فوجّه أزرق بن الحارث الصّيداوي([1396]) في خيل، فحالوا بينهم وبين الحسين، ورجع ابن مظهر إلى الحسين فأخبره الخبر، فقال: «الحمد لله كثيراً».
وكان فراس بن جعدة بن هبيرة المخزوميّ([1397]) مع الحسين وهو يرى أنّه لا يخالف، فلمّا رأى الأمر وصعوبته هاله ذلك؛ فأذن له الحسين في الانصراف فانصرف ليلاً.
[مَنعُ الإمام الحسينِ× من الماء]
وجاء كتاب ابن زياد إلى عمر بن سعد أن حِل بين حسين وأصحابه وبين الماء، فلا يذوقوا منه قطرة، كما صُنع بالتّقي الزّكي المظلوم عثمان. فبعث خمسمائة فارس فنزلوا على الشّـريعة وحالوا بين الحسين وأصحابه وبين الماء ومنعوهم أن يستقوا منه، وذلك قبل قتل الحسين بثلاثة أيّام.
وناداه عبد الله بن حصن الأزديّ([1398]): يا حسين، ألا تنظر إلى الماء كأنّه كبد السّماء، والله لا تذوق منه قطرة حتّى تموت عطشاً. فقال الحسين: «اللّهم اقتله عطشاً، ولا تغفر له أبداً». فمات بالعطش، كان يشرب حتّى يبغر([1399]) فما يُروى، فما زال ذاك دأبه حتّى لفظ نفسه([1400]).
فلمّا اشتدّ على الحسين العطش بعث العبّاس بن عليّ بن أبي طالب([1401]) ـ وأُمّه أُمّ البنين بنت حزام من بني كلاب([1402]) ـ في ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً، وبعث معهم بعشـرين قِرْبَة، فجاؤوا حتّى دنوا من الشّريعة، واستقدم أمامهم نافع بن هلال المراديّ، ثمّ الجمليّ، فقال له عمرو بن الحجّاج الزّبيديّ ـ وكان على منع الماء ـ: مَن الرّجل؟ قال: نافع بن هلال. قال: مجئ([1403]) ما جاء بك؟ قال: جئنا لنشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا عنه([1404]). قال: اشرب هنيئاً. قال: أفأشرب والحسين عطشان ومَن ترى من أصحابه؟! فقال: لا سبيل إلى سقي هؤلاء، إنّما وُضعنا بهذا المكان لنمنعهم الماء. فأمر أصحابه باقتحام الماء ليملؤوا قِرَبَهم، فثار إليهم عمرو بن الحجّاج وأصحابه، فحمل عليهم العبّاس ونافع بن هلال فدفعوهم، ثمّ انصرفوا إلى رحالهم وقد ملؤوا قِرَبَهم. ويُقال: إنّهم حالوا بينهم وبين ملئها، فانصرفوا بشيءٍ يسير من الماء([1405]).
ونادى المهاجر بن أوس التّميميّ([1406]): يا حسين، ألا ترى إلى الماء يلوح كأنّه بطون الحيّات، والله لا تذوقه أو تموت. فقال: «إنّي لأرجو أن يوردنيه الله ويحلئكم([1407]) عنه». ويُقال: إنّ عمرو بن الحجّاج قال: يا حسين، هذا الفرات تلغ فيه الكلاب وتشرب منه الحمير والخنازير، والله لا يذوق([1408]) منه جرعةً حتّى يذوق الحميم في نار جهنم([1409]).
[شمر بن ذي الجوشن يغيّر رأي ابن زياد]
قال: وتواقف الحسين وعمر بن سعد خلوين([1410]) فقال الحسين: «اختاروا منّي الرُّجوع إلى المكان الذي أقبلت منه، أو أن أضع يدي في يد يزيد فهو ابن عمّي ليرى رأيه فيَّ، وإمّا أن تسيِّروني إلى ثغر من ثغور المسلمين، فأكون رجلاً من أهله ليَ ما له وعليَّ ما عليه».
ويُقال: إنّه لم يسله إلّا أن يشخصه إلى المدينة فقط.
فكتب عمر بن سعد إلى عبيد الله بن زياد بما سأل، فأراد عبيد الله أن يجيبه إلى ذلك، فقال له شمر بن ذي الجوشن الكلابيّ ثمّ الضّبابيّ: لا تقبلنّ منه إلّا أن يضع يده في يدك، فإنّه إن لم يفعل ذلك كان أَولى بالقوّة والعزّ، وكنت أَولى بالضّعف والعجز، فلا ترضَ إلّا بنزوله على حكمك هو وأصحابه، فإن عاقبت كان ذلك لك، وإن غفرت كنت أَولى بما يفعله([1411])، لقد بلغني أنّ حسيناً وعمر يجلسان ناحية من العسكر يتناجيان ويتحادثان عامّة ليل. فقال ابن زياد: نِعمَ ما رأيت، فاخرج بهذا الكتاب إلى عمر بن سعد، فليعرض على حسين وأصحابه النّزول على حكمي، فإن فعلوا فابعث بهم إليَّ سِلماً، وإن أبوا قاتَلَهم، فإن فعل فاسمع له وأطعه، وإن أبى أن يقاتلهم فأنت أمير النّاس، وثب عليه فاضرب عنقه وابعث إليَّ برأسه.
وكان كتابه إلى عمر: أمّا بعد، فإنّي لم أبعثك إلى حسين لتطاوله، وتمنّيه السّلامة، وتكون له عندي شافعاً، فاُنظر إن نزل حسين وأصحابه على الحكم فابعث بهم إليَّ سلماً، وإن أبوا فازحف إليهم حتّى تقتلهم وتمثِّل بهم، فإنّهم لذلك مستحقّون، وإن قتلت حسيناً فأوطئ الخيل صدره وظهره لنذرٍ نذرتُه وقول قلتُه، فإنّه عاقٌّ مشاقٌّ قاطعٌ ظلوم، فإن فعلت ذلك جزيناك جزاء السّامع المطيع، وإن أنت أبيت فاعتزل عملنا وجندنا، وخلّ بين شمر بن ذي الجوشن وبين العسكر وأمر النّاس، فإنّا قد أمرناه فيك بأمرنا، والسّلام.
فلمّا أوصل شمر الكتاب إليه قال عمر: يا أبرص! ويلك لا قرّب الله دارك، ولا سهّل محلتك، وقبّحك وقبّح ما قدمت له، والله إنّي لأظنّك ثنيته عن قبول ما كتبت به إليه. فقال شمر: أتمضي لأمر الأمير وإلّا فخلّ بيني وبين العسكر وأمر النّاس. فقال عمر: لا ولا كرامة، ولكنّي أتولّى الأمر. قال: فدونك.
[ابن سعد يزحف نحو معسكر الحسين×]
فجعل عمر شمراً على الرّجال، ونهض بالنّاس عشية الجمعة، ووقف شمر فقال: أين بنو أختنا؟ يعني: العبّاس، وعبد الله([1412])، وجعفر([1413])، وعثمان([1414]) بني عليّ بن أبي طالب، وأُمّهم أُمُّ البنين بنت حزام بن ربيعة أخي لبيد بن ربيعة الكلابيّ الشّاعر، فخرجوا إليه، فقال: لكم الأمان. فقالوا: لعنك الله ولعن أمانك، أتؤمننا وابن بنت رسول الله لا أمان له!([1415]).
ثمّ إنّ عمر بن سعد نادى: يا خيل الله، اركبي وابشـري. فركب في النّاس وزحف نحو الحسين وأصحابه بعد صلاة العصر، والحسين جالس أمام بيته محتبياً([1416]) بسيفه، فقال العبّاس بن عليّ: «يا أخي، أتاك القوم». فنهض فقال: «يا عباس، اركب، بنفسي أنت يا أخي حتّى تلقاهم فتقول لهم: ما بدا لكم وما تريدون؟». فأتاهم العبّاس في عشرين فارساً فيهم زهير بن القين وحبيب بن مظهر، فسألوهم عن أمرهم، فقالوا: جاء أمر الأمير أن نعرض عليكم النّزول على حكمه أو نناجزكم([1417]). فانصـرف العبّاس وحده راجعاً فأخبر الحسين بقولهم، وقال لهم حبيب بن مظهر: والله، لبئس القوم عند الله قومٌ قتلوا ذرّية نبيِّهم وعترته، وعبّاد أهل المِصـر. فقال له عزرة بن قيس: إنّك لتزكّي نفسك. وقال عزرة لزهير بن القين: كنت عندنا عثمانيّاً فما بالك؟! فقال: والله، ما كتبت إلى الحسين ولا أرسلت إليه رسولاً، ولكنّ الطّريق جمعني وإيّاه، فلمّا رأيته ذكرت به رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وعرفت ما تقدّم عليه من غدركم ونكثكم وميلكم إلى الدّنيا، فرأيت أن أنصره وأكون في حزبه حفظاً لما ضيَّعتم من حقّ رسول الله.
فبعث الحسين إليهم يسألهم أن ينصرفوا عنه عشيتهم حتّى ينظر في أمره، وإنّما أراد أن يُوصي أهله، ويتقدّم إليهم فيما يريد.
فأقبل عمر بن سعد على النّاس فقال: ما ترون؟ فقال عمرو بن الحجّاج بن سلمة الزّبيديّ: سبحان الله! لو كان هؤلاء من الدّيلم ثمّ سألوك هذه المنزلة لكان ينبغي أن تجيبهم إليها. وقال له قيس بن الأشعث بن قيس([1418]): أجبهم إلى ما سألوا، فلعمري ليصبحنّك بالقتال غداً. فقال: والله، لو أعلم أنّهم يفعلوا ما أخّرتهم. فانصرفوا عنه تلك العشية([1419]).
[ليلة عاشوراء]
وعرض الحسين على أهله ومَن معه أن يتفرّقوا ويجعلوا الليل جَمَلاً([1420])، وقال: «إنّما يطلبونني وقد وجدوني، وما كانت كُتُب مَن كَتَب إليَّ فيما أظنّ إلّا مكيدةً لي، وتقرّباً إلى ابن معاوية فيَّ». فقالوا: قبّح الله العيشَ بعدك.
وقال مسلم بن عوسجة الأسديّ([1421]): أنخلّيك ولم نُعذر إلى الله فيك في أداء حقّك؟! لا والله حتّى أكسر رمحي في صدورهم، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولو لم يكن سلاحي معي لقذفتُهم بالحجارة دونك.
وقال له سعيد بن عبد الله الحنفيّ نحو ذلك، فتكلّم أصحابه بشبيه لهذا الكلام، وكان مع الحسين حُوَيّ مولى أبي ذرّ الغفاريّ([1422]). فجعل يعالج سيفه ويصلحه ويقول:
يا دهرُ أُفٍّ لك
من خليل |
|
كم لك بالإشراق والأصيل |
من طالبٍ وصاحبٍ
قتيل |
|
والدّهر لا يقنع بالبديل |
وإنّما الأمر إلى الجليل |
|
وكلّ حيٍّ سالكٌ سبيل |
وردّدها حتّى حُفظت، وسمعتها زينب بنت عليّ([1423])، فنهضت إليه تجرّ ثوبها وهي تقول: «واثكلاه، ليت الموت أعدمني الحياة، اليوم ماتت فاطمة أُمّي وعليّ أبي والحسن أخي، يا خليفة الماضي وثمال([1424])الباقي». فقال الحسين: «يا أُخيّة، لا يُذهبنَّ حلمك الشّيطان». قالت: «أتغتصب نفسَك اغتصاباً؟!». ثمَّ لطمت وجهها وشقَّت جيبها وهو يُعزّيها ويُصبّرها.
ثمَّ أمر أصحابه أن يقرّبوا بعض بيوتهم من بعض، وأن يُدخلوا بعض الأطناب([1425]) في بعض، وأن يقفوا بين البيوت فيستقبلوا القوم من وجهٍ واحد والبيوت من وراءهم وعن أيمانهم وشمائلهم، وقد حفّت بهم البيوت، إلّا الوجه الذي يأتيهم عدوّهم منه. ولمّا جنَّ الليل على الحسين وأصحابه قاموا الليل كلّه يُصلّون ويسبّحون ويستغفرون، ويدعون ويتضرّعون([1426]).
مقتل الحسين بن عليّ÷
[يوم عاشوراء وتعبئة الجيش]
قالوا: فلمّا صلّى عمر بن سعد الغداة وذلك يوم السّبت، ويُقال يوم الجمعة عاشوراء، خرج فيمَن معه من النّاس، وعبّأ الحسين أصحابه صلاة الغداة، وكان معه اثنان وثلاثون فارساً وأربعون راجلاً، فجعل زهير بن القين في ميمنة أصحابه، وحبيب بن مظهر في ميسرة أصحابه، وأعطى رايته العبّاس بن علي أخاه، وجعل البيوت في ظهورهم.
وكان الحسين أمر، فأُتي بقصبٍ وحطبٍ إلى مكانٍ من ورائهم منخفض، كأنّه ساقية وكانوا حفروه في ساعة من الليل فصار كالخندق، ثمّ ألقوا فيه ذلك القصب والحطب، وقالوا: إذا غدوا فقاتلونا ألهبنا فيه النّار؛ لئلّا يأتونا من ورائنا. ففعلوا([1427]).
وجعل عمر بن سعد على ميمنته عمرو بن الحجّاج الزّبيديّ، وعلى ميسـرته شمر بن ذي الجوشن الضَّبابيّ، وعلى الخيل عَزرة بن قيس الأحمسيّ، وعلى الرّجّالة شَبَث بن ربعي الرّياحيّ، وأعطى الرّاية دريداً مولاه([1428]).
وأمر الحسين بفسطاط فضُرب، فأطلى فيه بالنّورة، ثمّ أُتي بجفنةٍ([1429]) أو صحفةٍ([1430]) فميث([1431]) فيها مسك، وتطيَّب منه، ودخل بُرير بن خضير الهمدانيّ([1432]) فأطلى بعده، ومسَّ من ذلك المسك، وتحنّط الحسين وجميع أصحابه، وجعلت النَّار تلتهب خلف بيوت الحسين وأصحابه، فقال شمر بن ذي الجوشن: يا حسين، تعجّلت النَّار. فقال: «أنت تقول هذا يا بن راعية المعزى! أنت والله أَولى بها صليّاً». فقال مسلم بن عوسجة: يا بن رسول الله، ألا أرميه بسهم؟ فإنّه قد أمكنني. فقال الحسين:«لا ترمِه؛ فإنّي أكره أن أبدأهم»([1433]).
[الحسين× يخطب عسكر ابن سعد]
وكان مع الحسين فرس يُدعى لاحقاً ـ
يُقال إنّ عبيد الله بن الحرِّ أعطاه إيّاه حين لقيه([1434]) ـ فحمل عليه
ابنه عليّ بن الحسين، ثمَّ دعا براحلته فركبها ونادى بأعلى صوته: «أيّها النّاس،
اسمعوا قولي». فتكلّم
بكلام عدَّد فيه فضل أهل بيته، ثمّ قال: «أتطلبوني بقتيلٍ منكم قتلتُه، أو
بمال استهلكتُه، أو بقصاصٍ من جراحة جرحتُها؟!». فجعلوا لا يكلّمونه. ثمّ نادى: «يا شبث بن ربعي،
يا حجّار بن أبجر، يا قيس بن الأشعث، يا يزيد بن الحارث، ألم تكتبوا إليَّ: أن قد
أينعت الثّمار، واخضرّ الجناب([1435])،وطمت الجمام،
وإنّما تقدم على جندٍ لك مجنّد؟!». قالوا: لم نفعل. ثمّ قال: «أيّها النّاس، إذ
كرهتموني فدعوني أنصـرف إلى مأمني». فقال له قيس بن الأشعث: أوَ لا
تنزل على حكم بني عمّك، فإنّهم لن يُروك إلّا ما تحبّ؟ فقال: «إنّك أخو أخيك،
تريد أن يطلبك بنو هاشم بأكثر من دم مسلم بن عقيل الذي غرّه أخوك؟! والله، لا
أُعطي بيدي إعطاء الذّليل، ولا أفرّ فرار العبد، عباد الله، ([وَ]ﭕﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ*
ﭣ
ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ)([1436])». وبكين
أخواته فسكّتهنَّ، ثمّ قال: «لا يبعد الله ابن عباس». وكان نهاه أن يخرجهنَّ معه([1437]).
[خطبة زهير بن القين]
وقال لهم زهير بن القين: عباد الله، إنّ ولد فاطمة([1438]) أحقّ بالنّصر والودّ من ولد سمية، فإن لم تنصـروهم فلا تقتلوهم، وخلّوا بين هذا الرّجل وابن عمّه يزيد، فلعمري إنّ يزيد ليرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين. فرماه شمر بسهم، وقال: اسكتْ، أسكتَ اللهُ نأمتك([1439]). فقال له زهير: أبشر بالحَرِّ يوم القيامة. فقال له شمر: إنّ الله قاتلك وقاتل أصحابك عن ساعة([1440]).
[كلمة بُرير والحرّ]
وكلّمهم بُرير بن خضير وغيره ووعظوهم، وذكروا غرورهم الحسين بكتبهم، وقال الحرُّ بن يزيد اليربوعيّ ـ وهو الذي كان يساير الحسين ويوافقه ـ: والله، لا أختار النّار على الجنّة. ثمّ ضرب فرسه وصار إلى الحسين فقُتل معه، وقال له الحسين حين صار إليه: «أنت والله الحرُّ في الدّنيا والآخرة».
وفي الحرِّ بن يزيد يقول الشاعر:
لنعم الحرّ حرّ
بني رياحٍ |
|
وحرٌّ عند مختلف الرّماح |
وأقبل الحرُّ على أهل الكوفة وهو عند الحسين، فقال: لأُمّكم الهَبَل والعُبْر([1441])! دعوتموه حتّى إذا أتاكم أسلمتموه، فصار في أيديكم كالأسير، قد حلأتموه([1442]) ونساءه وأصحابه عن ماء الفرات الجاري الذي يشربه اليهود والنّصارى والمجوس، ويتمرّغ فيه خنازير السّواد، لبئسما خلفتم به محمّداً في ذرّيته، فدعوا هذا الرّجل يمضي في بلاد الله، أما أنتم مؤمنون، وبنبوّة محمّد مصدِّقون ولا بالمعاد موقنون؟
فحملت عليه رجّالة لهم، فرمته بالنّبل، فأقبل حتّى وقف أمام الحسين، وزحف عمر بن سعد نحوهم، ونادى يا دريد، أدنِ رايتك، فأدناها، ثمّ وضع عمر سهماً في كبد قوسه ورمى، وقال: اشهدوا أنّي أوّل مَن رمى.
[مبارزة عبد الله بن عمير الكلبيّ]
فلمّا رمى عمر ارتمى النّاس، وخرج يسار مولى زياد، وسالم مولى ابن زياد فدعوا إلى المبارزة، فقال عبد الله بن عمير الكلبيّ([1443]): أبا عبد الله رحمك الله، إئذن لي أخرج إليهما. فخرج رجل آدم طوال شديد السّاعدين بعيد ما بين المنكبين، فشدّ عليهما فقتلهما وهو يقول:
إن تنكروني فأنا
ابن كلب |
|
حسبيَ بيتي في كليبٍ حسبي |
إنّي امرؤٌ ذو
مرّةٍ وعصب |
|
ولست بالخوّار عند النّكب |
إنّي زعيمٌ لك
أُمّ وهب |
|
بالطّعن فيهم مقدماً والضّـرب |
ضرب غلام مؤمنٍ بالربّ
|
فأقبلت إليه امرأته فقالت: قاتل ـ بأبي أنت وأُمّي ـ عن الحسين ذريّة محمّد. فأقبل يردّها نحو النساء([1444]).
[حملة عمرو بن الحجّاج]
وحمل عمرو بن الحجّاج الزّبيديّ وهو في الميمنة، فلمّا دنا من الحسين وأصحابه جثوا له على الرُّكب، وأشرعوا الرّماح نحوه ونحو أصحابه، فلم تقدم خيلهم على الرّماح ورجعت، فرشقوهم بالنّبل، فصرعوا منهم رجالاً وجرحوا آخرين، وحمل شمر من قِبَل الميسـرة في الميسرة([1445])، فاستقبلوهم بالرّماح فلم تقدم الخيل عليها، فانصـرفوا، فرموهم بالنّبل حتّى صرعوا منهم رجالاً وجرحوا آخرين.
[دعوة مستجابة للإمام الحسين×]
وقال رجل من بني تميم يُقال له: عبد الله بن حوزة([1446])، وجاء حتّى وقف بحيال الحسين، فقال: أبشر يا حسين بالنّار. فقال: «كلّا، إنّي أقدم على ربٍّ رحيم وشفيعٍ مطاع». ثمّ قال: «مَن هذا؟» قالوا: ابن حوزة. قال: «حازه الله إلى النّار». فاضطرب به فرسه في جدول، فتعلّقت رجله بالرّكاب ووقع رأسه في الأرض، ونفر الفرس فجعل يمرُّ برأسه على حجرٍ وأصل شجرة حتّى مات. ويُقال: بقيت رجله اليسرى في الرّكاب فشدّ عليه مسلم بن عوسجة الأسديّ فضـرب رجله اليمنى فطارت، ونفر به فرسه يضرب به كلَّ شيءٍ حتّى مات([1447]).
[مبارزة بُرير بن خضير]
وبارز يزيد بن معقل([1448]) برير بن خضير، فضرب بريراً ضربة خفيفة وضربه برير ضربة قدّت([1449]) المغفر، وجعل ينضنض([1450]) سيفه في دماغه.
وحمل رضيُّ بن منقذ العبديّ([1451]) فاعتنق بريراً فاعتركا ساعةً، ثمّ إنّ بريراً قعد على صدره، فقال رضيُّ: أين أهل المصاع([1452]) والدفاع؟ فحمل كعب بن جابر بن عمرو الأزديّ([1453]) بالرّمح فطعنه في ظهره، فلمّا وجد برير مسَّ الرّمح عضّ أنف رضيٍّ فقطع طرفه، وشدّ عليه كعب فضـربه بسيفه حتّى قتله. فلمّا رجع كعب بن جابر، قالت له أخته النّوار بنت جابر([1454]): أعنت على ابن فاطمة، وقتلت بريراً سيّد القرّاء، لقد أتيت عظيماً، والله لا أطعمك أبداً([1455]).
[مبارزة عمرو بن قرظة الأنصاريّ]
وخرج عمرو بن قَرظة بن كعب الأنصاريّ([1456]) يُقاتل دون الحسين وهو يقول:
قد علمت كتيبة
الأنصار |
|
أنّي سأحمي حوزة الذِّمار |
أضرب غير نكسٍ شار
وقاتل حتّى قُتل، وكان الزُّبير بن قَرظة بن كعب([1457]) أخوه مع عمر بن سعد فنادى: يا حسين، يا كذّاب يا بن الكذّاب، أضللت أخي وغررته حتّى قتلته. فقال حسين: «إنّ الله لم يضلّ أخاك، ولكنّه هداه وأضلّك». فقال: قتلني الله إن لم أقتلك. وحمل على الحسين فاعترضه نافع بن هلال المراديّ فطعنه فصرعه، فاستُنقذ وبرأ بعد([1458]).
وقال بعضهم: اسم ابن قرظة الذي كان مع عمر بن سعد: عليّ.والأوّل قول الكلبيّ.
[شجاعة الحرّ بن يزيد]
وقتل الحرُّ بن يزيد رجلين بارزاه، أحدهما: من شقرة من بني تميم يُقال له: يزيد بن سفيان([1459])، والآخر من بني زُبيد، ثمّ من بني قطيعة يُقال له: مزاحم بن حريث([1460])، فقال عمرو بن الحجّاج حين رأى ذلك: يا حمقى، أتدرون مَن تقاتلون؟! إنّما تقاتلون نقاوة فرسان أهل المِصـر، وقوماً مستقتلين([1461]) مستميتين، فلا يبرزنّ لهم منكم أحد، فإنّهم قليل، وقلّ ما يبقون، والله لو لم ترموهم إلّا بالحجارة لقتلتموهم. فقال عمر: صدقت، هذا الرّأي. ونادى: ألا لا يبارزنّ رجل منكم رجلاً من أصحاب الحسين([1462]).
[مصرع مُسْلِم بن عوسجة]
ثمّ إنّ عمرو بن الحجّاج حمل على الحسين من نحو ميمنة عمر بن سعد، ممّا يلي الفرات، واضطربوا ساعة، فصرع مسلم بن عوسجة الأسدي أوّل أصحاب الحسين، فلم يلبث أن مات، فصاحت جارية له: يا بن عوسجتاه، يا سيّداه. وكان الذي قتله مسلم بن عبد الله الضّبابيّ([1463])، وعبد الرّحمن بن خشكارة البجليّ([1464])([1465]).
وسُرَّ أصحاب عمرو بن الحجّاج بقتل مسلم، فقال لهم شبث بن ربعي: ويْحَكُم! أتفرحون بقتل مسلم، والله لقد رأيته يوم سلق أذربيجان([1466]) قتل ستّة من المشـركين قبل أن تتامّ([1467]) خيول المسلمين، أفيُقتل منكم مثله وتفرحون؟!([1468]).
[الإمام الحسين× في مواجهة الطغاة]
وحدّثنا عمر بن شبّه، ثنا أبو أحمد الزّبيريّ، يحدّثني عمّي الفضيل بن الزّبير، عن أبي عمر البزّار، عن محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي([1469])، قال: كنّا مع الحسين بنهري كربلاء، فجاءنا رجل فقال: أين حسين؟ قال: «ها أنذا». قال: أبشر بالنّار، تردها السّاعة. قال: «بل أبشـر بربٍّ رحيم، وشفيعٍ مُطاع، فَمَن أنت؟» قال: محمد بن الأشعث. ثمّ جاء رجلٌ آخر، فقال: أين الحسين؟ قال: «ها أنذا». قال: أبشـر بالنّار تردها السّاعة. قال: «بل أبشـر بربٍّ رحيم، وشفيعٍ مُطاع، فمَن أنت؟» قال: شمر بن ذي الجوشن. فقال الحسين: «الله أكبر، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلّم): إنّي رأيت كلباً أبقع يلغ في دماء أهل بيتي»([1470]).
قال: ثمَّ قُتل الحسين فحُمل رأسه إلى يزيد وحُملنا، فأقعدني يزيد في حجره، وأقعد ابناً له في حجره، ثمَّ قال لي: أتصارعه؟ فقلت: «أعطني سكيناً وأعطه سكيناً ودعني وإيّاه». فقال: ما تدعون عداوتنا صغاراً وكباراً([1471]).
[مقتل عبد الله بن عمير الكلبيّ]
وحمل شمر في الميسرة، فثبتوا له وطاعنوه ونادى أصحابه، فحمل على الحسين وأصحابه من كلّ جانب، وقُتِل عبد الله بن عمير الكلبي، فجعلت امرأته تبكي عند رأسه، فأمر شمر غلاماً له يُقال له: رستم([1472])، فضرب رأسها بعمود حتّى شدخه([1473])، فماتت مكانها([1474]).
[حملة الحصين بن تميم]
قالوا: وركب الحسين دابةً له، ووضع المصحف في حجره بين يديه، فما زادهم ذلك إلّا إقداماً عليه. ودعا عمر بن سعد الحصين بن تميم، فبعث معه المجفّفة([1475]) وخمسمائة من المرامية، فرشقوا الحسين وأصحابه بالنّبل حتى عقروا خيولهم، فصاروا رجالة كلّهم. واقتتلوا نصف النّهار أشدّ قتال وأبرحه([1476])، وجعلوا لا يقدرون على إتيانهم إلّا من وجهٍ واحد؛ لاجتماع أبنيتهم وتقاربها، ولمكان النّار التي أوقدوها خلفهم، وأمر عمر بتخريق أبنيتهم وبيوتهم، فأخذوا يخرقونها برماحهم وسيوفهم، وحمل شمر في الميسرة حتّى طعن فسطاط الحسين برمحه ونادى: عَليَّ بالنّار حتّى أحرق هذا البيت على أهله. فصحنَ النساء وولولنَ وخرجنَ من الفسطاط، فقال الحسين: «ويحك! أتدعو بالنّار لتحرق بيتي على أهلي؟!». وقال شبث بن ربعي: يا سبحان الله! ما رأيت موقفاً أسوأ من موقفك، ولا قولاً أقبح من قولك. فاستحيا شمر منه([1477]).
[مصرع حبيب بن مظهر]
وحمل عليه زهير بن القين في عشرة نفر، فكشفه وأصحابه عن البيوت، وشدّ الحصين بن تميم على حبيب بن مظهر، فشدّ حبيب على الحصين فضرب وجه فرسه بالسّيف، فشبّ([1478]) ووقع عنه فاستنقذه أصحابه، وجعل حبيب يقول:
أنا حبيبٌ وأبي مظهر |
|
فارسُ هيجاءٍ وحربٍ مسعر |
وأنتم منّا لعمري أكثر |
|
ونحن أوفى منكم وأصبر |
ونحن أعلى حجّةً وأظهر |
|
حقّاً وأبقى منكم وأعذر |
فقاتل قتالاً شديداً، وحمل على رجل من بني تميم، يُقال له: بديل بن صريم([1479])، فضـربه بالسّيف على رأسه فقتله، وحمل عليه رجلٌ من بني تميم آخر فطعنه فوقع، ثمّ ذهب ليقوم فضربه الحصين بن تميم بالسّيف على رأسه فسقط، ونزل إليه التّميميّ فاحتزّ رأسه، وأخذه الحصين فعلّقه في عنق فرسه ساعة، ثمَّ دفعه إلى التّميميّ يتقرَّب به إلى ابن زياد، فأتى به الكوفة فرآه القاسم بن حبيب بن مظهر([1480])، فسأله أن يدفع إليه رأس أبيه ليدفنه فأبى، فحقد ذلك عليه حتّى قتله في أيّام مصعب بن الزّبير([1481])، وهو قائل([1482]) نصف النّهار، ضربه بسيفه حتّى برد([1483])([1484]).
[مصرع الحرِّ بن يزيد الرياحيّ]
وقاتل الحرّ بن يزيد وهو يقول:
أضرب في أعراضهم بالسّيف |
|
عن خير مَن حلّ مِنى والخيف([1485]) |
فقاتل هو وزهير بن القين قتالاً شديداً، وشدّت رجّالة على الحرّ فقُتل.
[مصرع سعيد بن عبد الله الحنفيّ]
وحضرت الصّلاة فصلّى الحسين بأصحابه صلاة الخوف، فلمّا فرغوا شدّ عليهم العدو، فاقتتلوا بعد الظّهر قتالاً شديداً، ووصل إلى الحسين فاستهدف دونه سعيد بن عبد الله الحنفيّ، فما زال يرمى حتّى سقط. ويُقال: إنّه استهدف دونه رجلٌ من بني حنيفة غير سعيد بن عبد الله.
[مصرع زهير بن القين]
وقاتل زهير بن القين وهو يقول:
أنا زهير وأنا ابن
القين |
|
أذودهم بالسّيف عن حسينِ
|
وجعل يقول:
أقدِم هُديت
هادياً مهدياً |
|
فاليوم تلقى جدّك
النّبيا
|
وحَسناً والمرتضى عليّاً
|
فشدّ عليه مهاجر بن أوس التّميمي، وكثير بن عبد الله([1486]) الشّعبيّ فقتلاه.
[مصرع حُوَيّ]
وقاتل حُوَيّ مولى أبي ذر بين يدي الحسين، وهو يقول:
كيف ترى الفجّارُ ضربَ الأسود |
|
بالسّيف صلتاً عن بني محمّد |
أذبُّ عنهم
باللسان واليد |
|
أرجو به الجنّة يوم المورد |
فلم يزل يكدّ([1487]) حتّى قُتل.
[بشير بن عمرو الحضرميّ]
وقاتل بشير بن عمرو الحضرميّ([1488]) وهو يقول:
اليوم يا نفس
ألاقي الرّحمن |
|
واليوم تُجزين بكلّ إحسان |
لا تجزعي فكلّ شيء
فانٍ |
|
والصّبر أحظى لك عند الدّيّان |
[مصرع عبد الرّحمن بن عبد الله بن الكدن]
وجعل عبد الرّحمن بن عبد الله بن الكَدَن يقول:
إنّي لِـمَن
ينكرني ابن الكَدَن |
|
إنّي على دين حسينٍ وحسن |
وقاتل حتّى قُتل.
[مصرع نافع بن هلال]
وكان نافع بن هلال قد سوّم نبله، أي: أعلمها، فكان يرمي بها ويقول:
أرمي بها
مُعلِّماً أفواقَها |
|
والنّفس لا ينفعها إشفاقُها |
فقتل اثني عشر رجلاً من أصحاب عمر بن سعد، ثمّ كُسرت عضده وأُخذ أسيراً، فضـرب شمرٌ عنقه.
قالوا: فلمّا رأى بقيّة أصحاب الحسين أنّهم لا يقدرون على أن يمتنعوا ولا يمنعوا حسيناً، تنافسوا في أن يُقتلوا، فجعلوا يقاتلون بين يديه حتّى يُقتلوا([1489]).
[مصرع عابس بن أبي شبيب]
وجاء عابس بن أبي شبيب([1490]) فقال: يا أبا عبد الله، والله ما أقدر على أن أدفع عنك القتل والضّيم بشيء أعزّ عليَّ من نفسي، فعليك السّلام. وقاتل بسيفه فتحاماه([1491]) النّاس لشجاعته، ثمّ عطفوا عليه من كلّ جانب، فقُتل([1492]).
[الضّحّاك بن عبد الله المشرقيّ يتخلّى عن الحسين×]
ولمّا رأى الضّحّاك بن عبد الله المشرقيّ([1493]) ـ من همْدان ـ أنّه قد خَلُص([1494]) إلى الحسين وأهل بيته، وقُتل أصحابه، قال: كنت رافقتك على أن أُقاتل معك ما وجدت مقاتلاً، فائذَن لي في الانصراف، فإنّي لا أقدر على الدّفع عنك ولا عن نفسي. فأذِنَ له، فعرض له قوم من أصحاب عمر بن سعد من اليمامة، ثمّ خلّوا سبيله، فمضى([1495]).
[مصرع يزيد بن زياد الكنديّ]
وتركه([1496]) أبو الشعثاء يزيد بن زياد بن المهاصر بن النّعمان الكنديّ([1497]) بين يدي الحسين، فرمى ثمانية أسهم، أصاب منها خمسة، فقتلت خمسة نفر وقال:
أنا يزيدُ وأبي المهاصر |
|
|
يا ربِّ إنّي للحسين ناصر |
|
ولابن سعدٍ رافضٌ مهاجر |
وكان أبو الشّعثاء مع مَن خرج مع عمر بن سعد، ثمّ صار إلى الحسين حين ردّوا ما سأل، ولم ينفذوه، فقاتل حتّى قُتل([1500]).
[مصرع صحابة آخرين]
وقُتل مع الحسين زياد بن عمرو بن عريب الصّائديّ من همْدان([1501])، وكان يُكنّى أبا ثمامة، وقاتل مع الحسين جياد بن الحارث السلمانيّ([1502]) من مراد، فقُتل، وقُتل معه سوّار بن أبي خُمير([1503]) ـ أحد بني فهم الجابريّ من همْدان ـ أصابته جراحة فمات منها، وسيف بن الحارث بن سريع الهمْدانيّ، ومالك بن عبد الله بن سريع([1504])، وهو ابن عمّه وأخوه لأُمّه. وقاتل بدر بن المغفل بن جعونة بن عبد الله بن حطيط بن عتبة بن الكداع الجعفيّ([1505]) وجعل يقول:
فقُتل.
وقُتل مع الحسين الحجّاج بن مسروق بن مالك بن كثيف بن عتبة بن الكداع الجعفيّ([1508]) أيضاً، وقُتل مجمع بن عبد الله بن مجمع، من عائذ الله بن سعد العشيرة. وقُتل معه عبد الأعلى بن زيد بن الشّجاع الكلبيّ([1509]). وقُتل معه عبد الله وعبد الرّحمن ابنا عزرة الغفاريّ([1510])([1511]).
[عليّ الأكبر أوّل قتيل من آل أبي طالب]
قالوا: وكان أوّل قتيل من آل أبي طالب عليّ الأكبر بن الحسين بن عليّ([1512])، قتله مرّة بن منقذ بن الشّجاع العبديّ.
[مصرع عبد الله بن مسلم]
ورمى عمرو بن صبيح الصّيداويّ([1513]) عبد الله بن مسلم بن عقيل([1514])، واعتوره([1515]) النّاس فقتلوه، ويُقال: إنّ رقادالجنبيّ كان يقول: رميت فتىً من آل الحسين ويده على جبهته، فأثبتُّها فيها، وجعلت أنضنض سهميحتّى نزعته من جبهته، وبقي النّصل فيها([1516]).
[مصرع عون بن عبد الله]
وحمل عبد الله بن قطبة الطائيّ([1517]) على عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب([1518]) فقتله.
[مصرع عبد الرّحمن بن عقيل]
وشدّ نشر بن شوط العثمانيّ([1519])، وعثمان بن خالد الجهنيّ([1520]) على عبد الرّحمن بن عقيل([1521]) فقتلاه.
[مصرع محمّد بن عبد الله بن جعفر]
وحمل عامر بن نهشل ـ من بني تيم الله بن ثعلبة ـ على محمّد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب([1522]) فقتله.
[مصرع جعفر بن عقيل]
ورمى عبد الله بن عروة الخثعميّ([1523]) جعفر بن عقيل([1524]) بسهم ففلق قلبه.
[مصرع القاسم بن الحسن]
وقتل عمرو بن سعيد بن نفيل الأزديّ([1525]) القاسمَ بن الحسن([1526])، فصاح: يا عمّاه! فوثب الحسين وثبة ليث، فضرب عمراً فأطنّ([1527]) يده، وجاء أصحابه ليستنقذوه فسقط بين حوافر الخيل فتوطأته حتّى مات.
[مصرع أبي بكر بن الحسن]
ورمى عبد الله بن عقبة الغنويّ أبا بكر بن الحسن بن عليّ([1528]) بسهم فقتله([1529])، ففي ذلك يقول ابن أبي عقب:
وعند غنيٍّ قطرة من دمائنا |
|
وفي أسدٍ أُخرى تُعدّ وتُذكر([1530]) |
وقال بعضهم: قتل حرملةُ بن كاهل الأسديّ([1531])، ثمّ الوالبيّ العبّاسَ بن عليّ بن أبي طالب مع جماعة وتعاوروه، وسلب ثيابه حكيم بن طفيل الطائيّ([1532]). ورمى الحسين بسهم فتعلّق بسرباله([1533]).
[مصرع عبد الله بن حسين×]
ورمى حرملة بن كاهل الوالبيّ عبد الله بن حسين([1534]) بسهم فذبحه.
[مصرع عبد الله بن عليّ×]
وشدّ هانئ بن ثبيت الحضرميّ([1535]) على عبد الله بن عليّ، فقتله وجاء برأسه.
[مصرع عثمان بن عليّ×]
وقُتل عثمان بن عليّ أيضاً، رماه خَوْلِي بن يزيد([1536]) بسهم، ثمّ شدّ عليه رجل من بني أبان بن دارم فقتله([1537]).
[عطش الحسين×]
قالوا: واشتدّ
عطش الحسين بن عليّ÷ فدنا ليشرب من الماء، فرماه
حصين بن
تميم بسهم
فوقع في فمه، فجعل يتلقّى الدّم من فمه ويرمي به، ثمّ جعل يقول: «اللّهم أحصهم
عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تذر على الأرض منهم أحداً». ويُقال:
إنّه لمّا فُضّ عسكره مضى يريد الفرات، فرماه رجل من بني أبان بن دارم فأصاب حنكه،
فقال: «اللّهم إنّي أشكو إليك ما يُفعل بي»([1538]).
[شمر يحول بين الحسين× ورَحْله]
قالوا: ثمّ إنّ شمر بن ذي الجوشن أقبل في عشرة أو نحوهم من رجال أهل الكوفة قِبَل منزل الحسين الذي فيه ثقله وعياله، فمشى نحوهم فحالوا بينه وبين رحله، فقال لهم: «ويْحَكُم! إن لم يكن لكم دين، فكونوا في أمر دنياكم أحراراً، امنعوا أهلي من طغامكم([1539]) وسفهائكم»([1540]).
فقال له شمر: ذاك لك، يا بن فاطمة. وأقدم عليه بالرجّالة، منهم أبو الجنوب عبد الرّحمن بن زياد بن زهير الجعفيّ([1541]) وخَوْلِي بن يزيد الأصبحيّ، والقاسم بن عمرو بن نذير الجعفيّ([1542]) ـ وكان فيمَن اعتزل عليّاً ـ وصالح بن وهب اليزنيّ([1543])، وسنان بن أنس النخعيّ([1544]). فجعل شمر يُحرِّضهم عليه، فقال لأبي الجنوب: أقدم على حسين. فقال له: وما يمنعك أنت من ذلك؟ فقال: إليّ تقول هذا؟ فقال أبو الجنوب: هممت أن أخضخض([1545])سناني في عينك. وانصرف عنه شمر. وكان أبو الجنوب شجاعاً مقداماً.
ثمّ إنّ شمراً أقبل في خمسين من الرجّالة، فأخذ الحسين يشدّ عليهم فينكشفون عنه، حتّى إذا أحاطوا به ضاربهم حتّى كشفهم عن نفسه.
وشدّ بحر بن كعب بن عبيد الله([1546]) على الحسين، فلمّا أهوى إليه بالسّيف غدا غلام ممّن مع الحسين إلى الحسين فضمّه الحسين إليه، فقال الغلام: يا بن الخبيثة! أتقتل عمّي؟! فضـربه بالسّيف، فاتّقاه الغلام بيده فعلّقها بجلدةٍ منها([1547]).
[اللحظات الأخيرة]
ولمّا بقي الحسين في ثلاثة نفر أو أربعة دعا بسراويل محشوّة فلبسها، فذكروا أنّ بحر بن كعب التيميّ سلبه إيّاها حين قُتل، فكانت يداه في الشّتاء تنضحان الماء، وفي الصّيف تيبسان فكأنّهما عودان([1548]).
وكان الحسين يحمل على الرجّالة عن يمينه وشماله حتّى ينذعروا([1549])، وعليه قميص من خزٍّ أو جبّة، وهو مُعتمّ فما رأى النّاس أربط جأشاً([1550]) ولا أمضى جناناً([1551]) منه، ينكشفون عنه انكشاف المعزى إذ شدّ فيها الذّئب.
قالوا: ومكث الحسين طويلاً، كلّما انتهى إليه رجل فأمكنه قتله انصرف عنه؛ كراهة أن يتوّلى قتله، ثمّ إنّ رجلاً يُقال له: مالك بن النّسير الكنديّ([1552]) ـ وكان فاتكاً لا يُبالي على ما أقدم ـ أتاه فضربه على رأسه بالسّيف وعليه بُرنُس([1553]) فقطع البُرنُس وأصاب السّيف رأسه فأدماه حتّى امتلأ البُرنُس دماً، فألقى البُرنُس ودعا بقَلَنْسُوة([1554]) فلبسها، وقال للرجل: «لا أكلت بها ولا شربت، وحشرك الله مع الظّالمين».
وأخذ الكنديّ البُرنُس، فيُقال: إنّه لم يزل فقيراً، وشُلّت يداه([1555]).
وقالت زينب بنت عليّ لعمر بن سعد: «يا عمر، أَيُقتل أبو عبد الله وأنت تنظر؟!». فبكى وانصرف بوجهه عنها([1556]).
[مصرع أبي عبد الله الحسين×]
ونادى
شمر في النّاس: ويلكم، ما بالكم تحيدون عن
هذا الرَّجل؟! ما تنتظرون؟! اقتلوه، ثكلتكم أُمهاتكم. فحملوا عليه من كلّ جانب، فضـربه
زُرعة بن
شريك التيميّ([1557])
على كتفه اليسـرى، وضُرب على عاتقه، وهو ينوء ويكبو([1558]).
وحمل عليه ـ وهو في تلك الحال ـ سنان بن أنس بن عمرو النخعيّ فطعنه بالرّمح فوقع، ثمّ قال لخَوْلِي بن يزيد الأصبحيّ: احتز رأسه. فأراد أن يفعل فضعف وأرعد، فقال له سنان: فتّ الله في عضدك، وأبان([1559]) يدك. ونزل إليه فذبحه، ثمّ دفع رأسه إلى خَوْلِي([1560]).
وكان قد ضُرب قبل ذلك بالسّيوف وطُعن، فوُجد به ثلاث وثلاثون طعنة، وأربع وثلاثون ضربة، و يُقال: إنّ خَوْلِي بن يزيد هو الذي تولّى احتزاز رأسه، بإذن سنان([1561]).
[سلب الإمام الحسين×]
وسُلب
الحسين ما كان عليه، فأخذ قيس بن الأشعث بن قيس الكنديّ قطيفة([1562]) له ـ وكانت من خزٍّ ـ فسُمِّي قيس قطيفة، وأخذ نعليه
رجل من بني أود يُقال له الأسود، وأخذ سيفه رجل من بني نهشل بن دارم، ومال النّاس
على الوَرْس والحُلَل والإبل فانتهبوها، وأخذ الرُّحَيل بن زهير الجعفيّ([1563])، وجرير بن مسعود الحضرميّ([1564])،
وأسيد بن مالك الحضـرميّ([1565]) أكثر تلك الحُلَل والوَرْس، وأخذ أبو الجنوب الجعفيّ جَمَلاً كان يستقي عليه الماء، وسمّاه حسيناً. وكان
سويد بن عمرو بن أبي المطاع([1566]) قد صُرِع فأُثخن([1567]) فسمع قائلاً يقول: قُتل الحسين. فنهض بسكين معه
فقاتل به، فقتله عزرة بن بطان التغلبيّ، وزيد بن رقاد الجنبيّ، فكان آخر قتيل([1568]).
وجاذبوا النّساء ملاحفهنّ([1569])عن ظهورهن، فمنع عمر بن سعد من ذلك، فأمسكوا([1570]).
[أمر ابن سعد بوطئ جسد الحسين×]
ونادى عمر بن سعد في أصحابه: مَن ينتدب([1571]) للحسين فيُوطّئه فرسه؟ فانتدب عشـرة، منهم إسحاق بن حيوة الحضرميّ([1572]) ـ وهو الذي سلب الحسين قميصه فبرص ـ فداسوا الحسين بخيولهم حتّى رضّوا ظهره وصدره([1573]).
[سنان بن أنس على باب ابن سعد]
وكان سنان بن أنس شجاعاً وكانت به لوثة([1574]).
قال هشام بن محمّد الكلبيّ: قال لي أبي محمّد بن السّائب: أنا رأيته وهو يُحدِث في ثوبه، وكان هرب من المختار بن أبي عبيد الثّقفيّ([1575]) إلى الجزيرة، ثمّ انصرف إلى الكوفة.
قالوا: وأقبل سنان حتّى وقف على باب فسطاط عمر بن
سعد، ثمّ نادى
بأعلى صوته:
أوقر ركابي فضّةً وذهباً |
|
أنا قتلت الملك المحجّبا |
قتلتُ خير النّاس أُمّاً وأبا |
|
وخيرهم إذ يُنسبون نسبا |
وخيرهم في قومهم مركبا |
فقال له عمر بن سعد: أشهد أنّك مجنون ما صحَحت قط، أدخلوه إليّ. فلمّا دخل حذفه([1576]) بالقضيب، ثمّ قال: يا أحمق، أتتكلّم بهذا؟! والله لو سمعك ابن زياد لضرب عنقك([1577]).
[عقبة بن سمعان والمرقّع]
وكان مع الحسين× عقبة بن سمعان([1578]) مولى الرّباب بنت امرئ القيس الكلبية، أُمّ سكينة بنت الحسين، فقال له عمر بن سعد: مَن أنت؟ قال: مملوك. فخلّى سبيله([1579]).
وكان المرقّع بن قمامة الأسديّ([1580]) مع الحسين، فجاء قوم من بني أسد فأمّنوه فخرج إليهم، فلمّا قدم به عمر على ابن زياد أخبره خبره، فسيّره إلى الزّارة([1581]) من البحرين([1582]).
[مجموع القتلى]
قالوا: وكان جميع مَن قُتل مع الحسين من أصحابه اثنين وسبعين رجلاً، ودفن أهلُ الغاضرية من بني أسد جثّةَ الحسين، ودفنوا جثث أصحابه (رحمهم الله) بعدما قُتلوا بيوم([1583])، وقُتل من أصحاب عمر بن سعد ثمانية وثمانون رجلاً، سوى مَن جُرح منهم، فصلّى عمر عليهم ودفنهم([1584]).
[حمل خولي الرّأس الشّريف]
وبعث عمر برأس الحسين من يومه مع خَوْلِي بن يزيد الأصبحيّ من حِميَر، وحميد بن مسلم الأزديّ([1585]) إلى ابن زياد، فأقبلا به ليلاً فوجدا باب القصر مغلقاً، فأتى خَوْلِي به منزله، فوضعه تحت أجانة([1586]) في منزله، وكان في منزله امرأة يُقال لها: النّوار بنت مالك الحضـرميّ([1587])، فقالت له: ما الخبر؟ قال: جئت بغنى الدّهر، هذا رأس الحسين معكِ في الدّار. فقالت: ويلك! جاء النّاس بالفضّة والذّهب وجئت برأس ابن بنت رسول الله! والله لا يجمع رأسي ورأسك شيءٌ أبداً([1588]).
[عيال الحسين× ومرورهم على مصارع القتلى]
وأقام عمر بن سعد يومه والغد، ثمّ أمر حُميد بن بُكير الأحمريّ([1589])، فنادى في النّاس بالرّحيل إلى الكوفة، وحمل معه أخوات الحسين وبناته ومَن كان معه من الصّبيان، وعليّ بن الحسين الأصغر([1590]) مريض، فلطمنَ النّسوة وصحنَ حين مررنَ بالحسين، وجعلت زينب بنت عليّ تقول: «يا محمداه! صلّى عليك ملك السّماء، هذا حسين بالعراء([1591])، مزمّلٌ([1592]) بالدماء، مقطّع الأعضاء، يا محمداه! وبناتك سبايا، وذرّيتك مقتّلةٌ تسفي([1593]) عليها الصّبا([1594])»؛ فأبكت كلّ عدو ووليّ([1595]).
[حزّ الرّؤوس]
واحتُزّت رؤوس القتلى، فحُمل إلى ابن زياد اثنان وسبعون رأساً مع شمر بن ذي الجوشن، وقيس بن الأشعث، وعمرو بن الحجّاج الزبيديّ، وعَزرة بن قيس الأحمسيّ من بجيلة، فقدموا بالرؤوس على ابن زياد([1596]).
[الإمام السجاد× بين يدي ابن زياد]
وحدّثني بعض الطّالبيين: أنّ ابن زياد جعل في عليّ بن الحسين جعلاً([1597])، فأُتي به مربوطاً، فقال له: ألم يقتل اللهُ عليَّ بن الحسين؟ فقال:«كان أخي يُقال له: عليّ بن الحسين، وإنّما قتله النّاس». قال: بل قتله الله. فصاحت زينب بنت عليّ: «يا بن زياد، حسبك من دمائنا، فإن قتلته فاقتلني معه»، فتركه([1598]).
وروى حمّاد بن زيد، عن يحيى بن سعيد قال: ما رأيت قرشياً أفضل من عليّ بن الحسين.
قال: وكان يقول: «يا أيّها النّاس، احببتمونا حبّ الإسلام، فما برح حبّكم حتّى صار علينا عاراً»([1599]).
[حمل الرّؤوس إلى ابن زياد]
وقال أبو مخنف: لمـّا قُتل الحسين جيء برؤوس مَن قُتل معه من أهل بيته وأصحابه إلى ابن زياد، فجاءت كندة بثلاثة عشـر رأساً، وصاحبهم قيس بن الأشعث، وجاءت هوازن بعشرين رأساً، وصاحبهم شمر بن ذي الجوشن، وجاءت بنو تميم بسبعة عشر رأساً، وجاءت بنو أسد بستّة عشر رأساً، وجاءت مذحج بسبعة رؤوس، وجاء سائر قيس بتسعة أرؤس([1600]).
قالوا: وجعل ابن زياد ينكث بين ثنيتي الحسين بالقضيب، فقال له زيد بن أرقم([1601]): اعلُ بهذا القضيب غير هاتين الثّنيتين، فوالله لقد ركبت([1602]) شفتي رسول الله عليهما يقبّلهما. ثمّ جعل الشّيخ يبكي، فقال له: أبكى الله عينيك، فوالله لولا أنّك شيخ قد خرفت لضـربت عنقك. فنهض وهو يقول للناس: أنتم العبيد بعد اليوم يا معشر العرب! قتلتم ابن فاطمة، وأمّرتم ابن مرجانة؟! فهو يقتل خياركم ويستعبد شراركم، فبُعداً لـمَن رضي بالعار والذّل([1603]).
[أمر ابن زياد بضرب عنق زين العابدين×]
ولـمّا أُدخل أهل الحسين على ابن زياد نظر إلى عليّ بن الحسين، فقال: اُنظروا، أنبت([1604])؟ قيل: نعم. قال: اضربوا عنقه. فقال: «إن كانت بينك وبين هؤلاء النّسوة قرابة فابعث معهنَّ رجلاً يحافظ عليهنّ». فقال: أنت الرّجل. فبعث به معهنَّ([1605]).
[كـرامات الإمام الحسين× بعد شهادته]
حدّثنا سعيد بن سليمان، ثنا عباد بن العوّام، عن أبي حصين قال: لمـّا قُتل الحسين مكثوا شهرين أو ثلاثة وكأنّما تلطّخ الحيطان بالدّم من حين صلاة الغداة إلى طلوع الشّمس.
وحدّثني عمر بن شبّه، عن موسى بن إسماعيل، عن حمّاد بن سلمة، عن سالم القاص، قال: مُطرنا أيّام قتل الحسين دماً([1606]).
حدّثني عمر بن شبّه، عن عفّان، عن حمّاد، عن هشام، عن محمّد بن سيرين([1607]) قال: لم تُرَ هذه الحمرة في آفاق السماء حتّى قُتل الحسين([1608]).
حدّثنا عمرو بن وهب، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل: أنّ السّماء أظلمت يوم قتل الحسين، حتّى رأوا الكواكب.
[موقف عبد الله بن عفيف الأزديّ الغامديّ]
قالوا: وخطب ابن زياد فقال: الحمد لله الذي قتل الكذّاب ابن الكذّاب الحسين وشيعته. فوثب عبد الله بن عفيف الأزديّ ثمّ الغامديّ([1609]) ـ وكان شيعيّاً ـ وكانت عينه اليسـرى ذهبت يوم الجَمَل، واليمنى يوم صفِّين، وكان لا يفارق المسجد الأعظم، فلمّا سمع مقالة ابن زياد قال له: يا بن مرجانة، إنّ الكذّاب ابن الكذّاب أنت وأبوك، والذي ولّاه وأبوه، يا بن مرجانة، أتقتلون أبناء النّبييّن وتتكلَّمون بكلام الصدّيقين؟! فقال ابن زياد: عليَّ به. فنادى بشعار الأزد: (مبرور، يا مبرور). وحاضروا الكوفة من الأزد يومئذٍ سبعمائة ـ فوثبوا فتخلّصوه حتّى أتوا به أهله، فقال ابن زياد للأشراف: أما رأيتم ما صنع هؤلاء. قالوا: بلى. قال: فسيروا أنتم يا أهل اليمن، حتّى تأتوني بصاحبكم، وأمتثل صنيع أبيه في حجر حين بعث أهل اليمن.
وأشار عليه عمرو بن الحجّاج بأن يحبس كلّ مَن كان في المسجد من الأزد، فحُبسوا وفيهم عبد الرّحمن بن مخنف وغيره، فاقتتلت الأزد وأهل اليمن قتالاً شديداً، واستبطأ [ابن] زياد أهل اليمن، فقال لرسولٍ بعثه إليهم: اُنظر بينهم. فرأى أشدّ قتال، فقالوا: قل للأمير: إنّك لم تبعثنا إلى نبط الجزيرة([1610]) ولا جرامقة([1611]) الموصل، إنّما بعثتنا إلى الأزد، إلى أسود الأجم، ليسوا بيضة تُحسى ولا حرملة([1612]) توطأ.
فقُتل من الأزد عبيد الله بن حوزة الوالبيّ، ومحمّد بن حبيب البكريّ، وكثرت القتلى بينهم، وقويت اليمانيّة على الأزد، وصاروا إلى خُصٍّ([1613]) في ظهر دار ابن عفيف فكسـروه واقتحموا، فناولته ابنته سيفه فجعل يذبّ به، وشدّوا عليه من كلّ جانب، فانطلقوا به إلى ابن زياد وهو يقول:
أُقسم لو يفسح لي من بصـري |
|
شقّ عليكم موردي وصدري |
وخرج سفيان بن يزيد بن المغفل ليدفع عن ابن عفيف، فأخذوه معه، فقُتل ابن عفيف وصُلب بالسّبخة، وأُتي بجندب بن عبد الله، فقال له ابن زياد: والله، لأتقربنَّ إلى الله بدمك. فقال: إنّما تتباعد من الله بدمي. وقال لابن المغفل: قد تركناك لابن عمّك سفيان بن عوف، فإنّه خيرٌ منك([1614]).
وجعل عمر بن سعد يقول: ما رجع أحدٌ إلى أهله بشرٍّ ممّا رجعتُ به، أطعتُ الفاجر الظالم ابن زياد، وعصيت الحكم العدل، وقطعتُ القرابة الشّريفة.
[كرامة أُخرى]
حدّثني عمر بن شبّه، عن أبي عاصم، عن قرّة بن خالد، عن أبي رجاء قال: قال جارٌ لي حين قُتل الحسين: ألم ترَ كيف فعل الله بالفاسق ابن الفاسق. فرماه الله بكوكبين([1615]) في عينيه([1616]).
[الرّأس الشّريف بين يدي يزيد]
قالوا: ونصب ابن زياد رأس الحسين
بالكوفة وجعل يُدار به فيها، ثمّ دعا
زحر بن قيس الجعفيّ فسرّح معه برأس الحسين ورؤوس أصحابه وأهل بيته إلى يزيد بن
معاوية، وكان مع زُحر أبو بردة بن عوف الأزديّ، وطارق بن أبي ظبيان الأزديّ، فلمّا
قدموا عليه قال: لقد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين، لعن الله ابن سميّة، أما
والله لو كنت أنا صاحبه لعفوت عنه، رحم الله الحسين، فقد قتله رجلٌ قطع الرّحم
بينه وبينه قطعاً. ولم يصل زحر بن قيس بشيء([1617]).
العمريّ، عن الهيثم، عن عبد الملك بن عمير أنّه قال: رأيت في هذا القصـر عجباً، رأيت رأس الحسين على تُرْس موضوعاً بين يدي ابن زياد، ثمّ رأيت رأس ابن زياد بين يدي المختار، ثمّ رأس المختار بين يدي مصعب، ثمّ رأس مصعب بن يدي عبد الملك بن مروان([1618]).
وقال الهيثم بن عدي، عن عوانة: لـمّا وُضع رأس الحسين بين يدي يزيد تمثّل ببيت الحصين بن الحمام المرّي([1619]):
يفلّقنَ هاماً من رجالٍ أعزّةٍ |
|
علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما |
حدّثني
عمرو النّاقد وعمر بن شبّه قالا: ثنا
أبو أحمد الزّبيريّ، عن عمّه فضيل بن
الزّبير، عن أبي عمر البزّار، عن محمّد بن عمرو بن الحسن، قال: لـمّا وُضع رأس
الحسين بن عليّ بين يدي يزيد، قال متمثِّلاً:
يفلّقنَ هاماً من رجال أعزّةٍ |
|
علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما([1620]) |
قالوا: وأمر عبيد الله بن زياد بعليِّ بن الحسين فغُلّ بغُلٍّ([1621]) إلى عنقه، وجهّز نساءه وصبيانه، ثمّ سرّح بهم مع محفز بن ثعلبة من عائذة قريش([1622]) وشمر بن ذي الجوشن. وقوم يقولون: بعث مع محفز برأس الحسين أيضاً، فلمّا وقفوا بباب يزيد رفع محفز صوته، فقال: يا أمير المؤمنين، هذا محفز بن ثعلبة أتاك باللئام الفجرة. فقال يزيد: ما تحفّزت عنه أُمّ محفز ألأم وأفجر([1623]).
وبعث يزيد برأس الحسين إلى نسائه، فأخذته عاتكة ابنته ـ وهي أُمّ يزيد بن عبد الملك ـ فغسّلته ودهنته وطيّبته. فقال لها يزيد: ما هذا؟! قالت: بعثتَ إليَّ برأس ابن عمّي شعثاً، فلممته([1624]) وطيّبته. ودفن رأس الحسين في حائطٍ بدمشق، إمّا حائط القصر وإمّا غيره، وقال قوم: دُفن في القصر، حُفر له وأُعمق([1625]).
قالوا: وجعل يزيد ينكث بالقضيب ثغر الحسين حين وُضع رأسه بين يديه، فقال أبو برزة الأسلميّ([1626]): أتنكث ثغر الحسين؟! لقد أخذ قضيبك من ثغره مأخذاً، ربما رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يرشفه، أما إنّك يا يزيد تجيء يوم القيامة وشفيعك ابن زياد، ويجيء الحسين وشفيعه محمّد. ثمّ قام. ويُقال: إنّ هذا القائل رجل من الأنصار([1627]).
وحدّثني ابن برد الأنطاكيّ الفقيه، عن أبيه، قال: ذكروا أنّ رجلاً من أهل الشّام نظر إلى ابنةٍ لعليٍّ، فقال ليزيد: هب لي هذه. فأسمعته زينب كلاماً، فغضب يزيد وقال: لو شئتُ أن أهبها له فعلت. أو نحو ذلك([1628]).
وقال يزيد حين رأى وجه الحسين: ما رأيت وجهاً قط أحسن منه. فقيل: إنّه كان يشبه رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم). فسكت([1629]).
وصيّح نساءٌ من نساء يزيد بن معاوية وولولنَ حين أُدخل نساء الحسين عليهنّ، وأقمنَ على الحسين مأتماً([1630]). ويُقال: إنّ يزيد أذِن لهن في ذلك. وأعطى يزيد كلّ امرأة من نساء الحسين ضعف ما ذهب لها([1631])، وقال: عجّل ابن سميّة لعنة الله عليه.
[عودة سبايا أهل البيت× إلى المدينة]
وبعث يزيد بالنّساء والصّبيان إلى المدينة مع رسولٍ وأوصاه بهم، فلم يزل يرفق بهم حتّى وردوا المدينة، وقال لعليّ بن الحسين: إن أحببت أن تقيم عندنا بررناك([1632]) ووصلناك. فاختار إتيان المدينة، فوصله وأشخصه إليها([1633]).
ولمـّا بلغ أهل المدينة مقتل الحسين كثر النّوائحوالصّوارخ عليه، واشتدّت الواعية([1634]) في دُور بني هاشم، فقال عمرو بن سعيد الأشدق: واعيةٌ بواعية عثمان. وقال مروان حين سمع ذلك:
وقال عمرو بن سعيد: وددت والله أنّ أمير المؤمنين لم يبعث إلينا برأسه. فقال مروان: بئس ما قلت، هاته:
يا حبذا بردك في اليدين |
|
ولونك الأحمر في الخدّين([1637]) |
وحدّثنا عمر بن شبّه، حدّثني أبو بكر عيسى بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه قال: «رعف([1638]) عمرو بن سعيد([1639]) على منبر رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)». فقال بيّار الأسلمي ـ وكان زاجراً ـ: إنّه ليوم دم. قال: فجيء برأس الحسين فنُصب، فصـرخ له نساء أبي طالب، فقال مروان:
عجّت نساء بني زبيد عجّة |
|
كعجيج نسوتنا غداة الأزيب |
ثمَّ صحن أيضاً فقال مروان:
ضربتْ دَوْسر([1640]) فيهم ضربة |
|
أثبتت أركان مُلكٍ فاستقر |
وقام ابن أبي حبيش ـ وعمرو يخطب ـ فقال: رحم الله فاطمة. فمضى في خطبته شيئاً، ثمّ قال: واعجباً لهذا الألثغ([1641])! وما أنت وفاطمة؟! قال: أُمّها خديجة. يريد أنّها من بني أسد بن عبد العزّى. قال: نعم والله، وابنة محمّد، أخذتها يميناً وأخذتها شمالاً، وددت والله أنّ أمير المؤمنين كان نحّاه عنّي، ولم يرسل به إليّ، ووددت والله أنّ رأس الحسين كان على عنقه، وروحه كانت في جسده.
[قاتل الحسين×]
قال عوانة بن الحكم: قُتل الحسين بكربلاء، قتله سنان بن أنس، واحتزّ رأسه خَوْلي بن يزيد، وجاء به إلى ابن زياد، فبعث به إلى يزيد مع محفز بن ثعلبة([1642]).
ويُقال: إنّ الحجّاج([1643]) سأله كيف صُنع بالحسين؟ فقال: دسرته([1644]) بالرّمح دسراً، وهبرته([1645]) بالسّيف هبراً. فقال الحجّاج: لا تجتمعان في الجنّة والله أبداً. وقال: ادفعوا إليه خمسمائة درهم. فلمّا خرج قال: لا تعطوه شيئاً([1646]).
قال: وكان الحسين يوم قُتل ابن ثمان وخمسين سنة، وذلك في سنة إحدى وستّين يوم عاشوراء.
وقال الواقديّ: قتل الحسينَ شمرُ بن ذي الجوشن وقد نصل([1647]) خضاب لحيته، وكان يخضب بسواد، وأوطأه شمر فرسه، وذلك في يوم عاشوراء سنة إحدى وستّين وهو ابن ثمان وخمسين سنة، ويُقال: ابن ستّ وخمسين([1648]).
[بعث يزيد الرأس الشريف إلى المدينة]
وقال الكلبيّ: ولد الحسن في سنة ثلاث من الهجرة، والحسين في سنة أربع. قال: وبعث يزيد برأسه إلى المدينة فنُصب على خشبة، ثمّ رُدَّ إلى دمشق فدُفن في حائطٍ بها، و يُقال: في دار الإمارة. ويُقال: في المقبرة.
[شماتة يزيد بقتل الحسين×]
حدّثني شجاع بن مخلد الفلاس، عن جرير، عن مغيرة، قال: قال يزيد حين قُتل الحسين: لعن الله ابن مرجانة، لقد وجده بعيد الرّحم منه([1649]).
حدّثني هشام بن عمّار، حدّثني الوليد بن مسلم، عن أبيه قال: لمـّا قُدم برأس الحسين على يزيد بن معاوية وأُدخل أهله الخضراء بدمشق تصايحت بنات معاوية ونساؤه، فجعل يزيد يقول:
يا صيحةً تُحمد من صوائح |
|
ما أهونَ الموت على النّوائح |
إذا قضى الله أمراً كان مفعولاً، قد كنّا نرضى من طاعة هؤلاء بدون هذا([1650]).
ولـمّا أُدخل عليّ بن الحسين على يزيد، قال: يا حبيب! إنّ أباك قطع رحمي وظلمني، فصنع الله به ما رأيت. فقال عليّ بن الحسين: «(ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ)([1651])». فقال يزيد لخالد ابنه: أجبه. فلم يدرِ ما يقول، فقال يزيد: قل له:(ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ)([1652]).
[مكافأة يزيد قتلة الإمام الحسين×]
وحدّثني العمريّ، عن الهيثم بن عدي، عن مجالد بن سعيد، قال: كتب يزيد إلى ابن زياد: أمّا بعد، فزد أهل الكوفة أهل السّمع والطّاعة في أُعطياتهم مائة مائة([1653]).
[رثاء الإمام الحسين×]
قال الهيثم بن عدي، قال سليمان بن قتّة([1654]):
إنّ قتيل الطّفّ من آل هاشمٍ |
|
أذلَّ رقاباً من قريشٍ فذلّتِ |
وكانوا لنا غُنماً فعادوا رزيّةً |
|
لقد عَظُمت تلك الرّزايا وجلّتِ |
وعند غنّي قطرة من دمائنا |
|
سنجزيهم يوماً بها حيثُ حلّتِ |
مررت على أبيات آل محمّدٍ |
|
فألفيتُها أمثالها يوم حلّتِ([1655]) |
وقال أبو دهبل الجُمحيّ([1656]):
يبيت السّكارى من أُميّة نُوّماً |
|
وبالطّفّ قتلى ما ينام قتيلها([1657]) |
وقالت زينب بنت عقيل([1658]) ترثي قتلى أهل الطفّ، وخرجت تنوح بالبقيع:
ماذا تقولون إن قال النّبيُّ لكُم |
|
ماذا فعلتم وأنتم آخر الأُممِ |
بأهل بيتي وأنصاري أما لكُم |
|
عهدٌ كريمٌ؟ أما توفون بالذّممِ |
ذرّيتي وبنو عمّي بمضيعةٍ |
|
منهم أُسارى وقتلى ضُرّجوا بدمِ |
ما كان ذا جزائي إذا نصحتُكم |
|
أن تخلفوني بسوءٍ في ذوي رحمي([1659]) |
فقال أبو الأسود الدؤليّ([1660]) يقول([1661]): (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ)([1662]).
وكانت زينب هذه عند علي بن يزيد بن ركانة من بني المطلب بن عبد مناف، فولدت له وُلداً، منهم: عبدة، ولدت وهب بن وهب أبا البختري القاضي([1663]).
وقال المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب([1664]):
أضحكني الدّهر وأبكاني |
|
والدّهر ذو صرفٍ وألوان |
يا لهفَ نفسـي وهى النّفس |
|
لا تنفكّ من همٍّ وأحزان |
على أُناسٍ قتّلوا تسعة |
|
بالطّف أمسوا رهنَ أكفان |
وستّة ما إن أرى مثلهم |
|
بني عقيلٍ خير فرسان([1665]) |
قال عبد الرّحمن بن الحكم([1666]) أخو مروان بن الحكم بن أبي العاص:
لَهَامٌ بجنب الطّفّ أدنى قرابةً |
|
من ابن زياد العبد ذي الحسب الوغل([1667]) |
سميّةُ أمسى نسلُها عدد الحصا |
|
وبنت رسول الله ليس لها نسل |
فذُكر أنّه أنشدَ يزيد هذه الأبيات، فضرب صدره وقال: اسكت([1668]).
وقال الهيثم: خرج رجل من الأزد فيمَن وُجّه إلى الحسين، فنهته امرأتُه، فلمّا رجع قال:
ما لم تُخبري عنّي وأنتِ ذميمةٌ |
|
غداة حسينٍ والرّماح شوارع |
ألم آت أقصى ما كرهت ولم يُعب |
|
عليّ غداة الرّوع ما أنا صانع([1669]) |
حدّثني أحمد بن إبراهيم الدّورقيّ، ثنا وهب بن جرير، عن أبيه، عن هشام بن حسّان، عن ابن سيرين، عن أنس بن مالك، قال: لمّا جيء برأس الحسين إلى ابن زياد وُضع بين يديه في طست، فجعل ينكت في وجهه بقضيب، ويقول: ما رأيت مثل حُسن هذا الوجه قط. فقلتُ إنّه كان يشبه النّبي (صلّى الله عليه وسلّم)([1670]).
حدّثنا حفص بن عمر، عن الهيثم بن عدي، عن أبي يعقوب، عن عبد الملك بن عمير قال: لقد رأيتُ في قصر الكوفة عجباً، رأيت رأس الحسين بين يدي ابن زياد على تُرس، ثمّ رأيت رأس ابن زياد بين يدي المختار على تُرس، ثمّ رأيت رأس المختار بين يدي مصعب على تُرس، ثمّ رأيت رأس مصعب بين يدي عبد الملك بن مروان على تُرس([1671]).
وقال سراقة البارقيّ([1672]):
عينُ بكّي بعبرةٍ وعويل |
|
واندُبي إن ندبتِ آلَ الرّسول |
خمسةٌ منهم لصُلبِ عليٍّ |
|
قد أُبيدوا وسبعةٌ لعقيل([1673]) |
[موجز لما جرى للحسين بعد خروجه من مكّة]
قال المدائنيّ: قُتل الحسين، والعبّاس، وعثمان، ومحمّد([1674]) ـ لأُمّ ولد ـ بنو عليّ. وعليّ بن الحسين، وعبد الله، وأبا بكر، والقاسم بنو حسين([1675]). وعون ومحمّد ابنا عبد الله بن جعفر، وعون وعبد الرحمن وعبد الله بنعقيل، وعبد الله بن مسلم بن عقيل، ومحمّد بن أبي سعد بن عقيل([1676]).
[مكاتبة أهل الكوفة]
حدّثنا سعيد بن سليمان، ثنا عبادة بن العوّام، عن حصين: أنّ أهل الكوفة كتبوا إلى الحسين: إنّا معك ومعنا مائة ألف سيف، فبعث إليهم مسلم بن عقيل، فنزل بالكوفة دار هانئ بن عروة، فبعث إليه ابن زياد فأُتي به، فضربه بقضيبٍ كان معه، ثمّ أمر به فكُتِّف فضـُربت عنقه، فبلغ ذلك مسلم بن عقيل فخرج في ناس كثير([1677]).
[مقتل مسلم بن عقيل]
قال
حصين: فحدّثني هلال بن إساف، قال: لقد تفرّقوا عنه، فلمّا قلّت الأصوات قيل لابن
زياد: ما نرى معه كبير أحد. فأمر فرُفعت جرادي([1678]) فيها النّار حتّى نظروا، فإذا ليس مع مسلم إلّا قدر
خمسين، فقال ابن زياد للناس: تميّزوا أرباعاً. فانطلق كلّ قوم إلى رأس ربعهم، فنهض
إليهم قومٌ قاتلوا مع مسلم فجرح مسلم جراحة، وقُتل ناس من أصحابه، ولجأ إلى دار من
دور كندة([1679]). فجاء رجل([1680]) إلى محمّد بن
الأشعث وهو جالس عند ابن زياد فأخبره بذلك، فقال لابن زياد: إنّه قال لي: إنّ
مسلماً في دار فلان. فقال: ائتوني به. فدخل عليه وهو عند امرأة قد أوقدت ناراً،
فهي تغسل عنه الدّم، فقالوا له: انطلقْ إلى الأمير. فقال: عفواً؟ قالوا: ما نملك
ذلك. فانطلقَ معهم، فلّما رآه أمر به فكُتِّف، وقال: أجئت يا بن حلية لتنزع
سلطاني؟! وأمر به فضُربت عنقه. قال: وحلية أُمّ مسلم بن عقيل، وهي أُمّ ولد([1681]).
[منع الحسين× من مواصلة مسيره الى الكوفة]
ثمّ أمر بأخذ ما بين واقصة إلى طريق الشّام إلى طريق البصرة. وأقبل الحسين وهو لا يشعر بشيءٍ حتّى لقي الأعراب فسألهم، فقالوا: والله ما ندري غير أنّا لا نقدر على أن نخرج أو نلج. فانطلق يسير نحو الشام إلى يزيد، فلقيته الخيول بكربلاء فناشدهم الله، وكان بعث إليه عمر بن سعد، وشمر بن ذي الجوشن، وحصين بن نمير، فناشدهم الله أن يسيّروه إلى يزيد فيضع يده في يده، فقالوا: لا، إلّا على حكم ابن زياد. وكان فيمَن بُعث إليه الحرّ بن يزيد الحنظليّ، فقال لهم: يا قوم لو سألتْكم هذا التّركُ والدّيلمما حلّ لكم أن تمتنعوا منه!! فأبَوا إلّا أن يحملوه على حكم ابن زياد، فركب وصار مع الحسين، ثمّ كرّ على أصحاب ابن زياد فقاتلهم، فقتل منهم رجلين ثمَّ قُتل([1682]).
وذكر أنّ زهير بن القين البجليّ لقي الحسين وكان حاجّاً فأقبل معه([1683]). قالوا: وأخرج إليه ابن زياد ابن أبي جريرة المراديّ([1684])، وعمرو بن الحجّاج، ومعنا السلميّ([1685]).
قال حصين: فحدّثني سعد بن عبيدة قال: إنّ أشياخنا من أهل الكوفة لوقوفٌ على تلّ يبكون ويقولون: اللهمّ أنزل عليه نصرك. فقلت: يا أعداء الله، ألا تنزلون فتنصرونه([1686]).
قال: وأقبل الحسين يكلِّم مَن بعث إليه ابن زياد، وإنّي لأنظر إليه وعليه جبّة بُرد، فلمّا أبَوا ما قال لهم انصرف إلى مصافِّه، وإنّهم لمائة رجل أو قريبٌ من مائة، فيهم مِن صُلْب عليٍّ خمسة، وستّة عشر من الهاشميين، وفيهم رجلٌ من سليم حليفٌ لهم، ورجلٌ من كنانة حليفٌ لهم.
قال حصين: وأخبرني سعد بن عبيدة، قال: إنّا لمستنقعون في الماء مع عمر بن سعد إذ أتاه رجل فسارّه، فقال: بعث إليك ابن زياد ابن حويزة بن بدر التّميميّ([1687])، وأمره إن أنت لم تقاتل أن يضرب عنقك. قال: فخرج فوثب على فرسه، ثمَّ دعا بسلاحه وصار إليهم فقتلهم، فجيء برأس الحسين إلى ابن زياد، فوُضع بين يديه، وجعل ينكته بقضيب له ويقول: أرى أبا عبد الله قد كان شمط([1688]). وأمر ببناته ونسائه، فكان أحسن ما صنع بهنَّ أن أمر لهن بمنزل في مكان معتزل، وأجرى عليهنَّ رزقاً، وأمر لهنَّ بكسوة ونفقة([1689]).
ولجأ ابنان لعبد الله بن جعفر([1690]) إلى رجلٍ من طيء، فضرب أعناقهما، وأتى ابن زياد برؤسهما، فهمَّ بضرب عنقه، وأمر بداره فهُدمت([1691]).
قال حصين: فلمّا قُتل الحسين لبثوا شهرين أو ثلاثة وكأنّما تلطّخ الحوائط بالدّماء، من صلاة الصّبح إلى ارتفاع الشّمس.
قال حصين: فحدّثني مولى ليزيد بن معاوية، قال: لمّا وُضِعَ رأسُ الحسين بين يدي يزيد رأيته يبكي ويقول: ويلي على ابن مرجانة، فعل الله به كذا، أما والله لو كانت بينه وبينه رحم ما فعل هذا([1692]).
[حديث ابن عمر وكرامات الإمام الحسين× بعد شهادته]
حدّثني عبيد الله بن محمّد بن عائشة، عن مهدي بن ميمون، عن محمّد بن أبي يعقوب الضّبيّ، عن ابن أبي نعيم قال: سأل رجلٌ ابنَ عمر عن دم البعوض يصيب المُحْرِم؟ فقال له: من أين أنت؟ قال: أنا من أهل العراق. فقال: وا عجباً من قوم يسألون عن دم البعوض، وقد سفكوا دم ابن بنت نبيِّهم!!([1693]).
وحدّثني أبو خيثمة، ثنا وهب بن جرير، عن أبيهم([1694]) أبيه، قال: بعث ابن زياد عمر بن سعد على جيش وبعث معه شمر بن ذي الجوشن، وقال له: اذهب معه، فإن قَتَلَ الحسينَ وإلّا فاقتله وأنت على النّاس. فلقوه في تسعة عشر من أهل بيته، فقال: يا أهل الكوفة، كتبتم إليَّ في القدوم، ثمّ صنعتم ما أرى، فأنا أنزل على حكم يزيد. قالوا: انزل على حكم الأمير. قال: ما كنت لأنزل على حكم ابن مرجانة. وقاتل ومَن معه حتّى قُتلوا([1695]).
فقال الشّاعر:
فأيّ رزيّةٍ عدلت حسيناً |
|
غداة سطت به كفّا سنان([1696]) |
وحدّثنا عمر بن شبّه، ثنا الصّلت بن مسعود الجحدريّ، ثنا عاصم بن قرهد، عن أبي بكر الهذليّ، عن الحسن: أنّه لـمّا قُتل الحسين بكى حتّى اختلج([1697]) جنباه، ثمّ قال: وا ذُلّ أُمّةٍ قَتل ابنُ دعيِّها([1698]) ابنَ نبيِّها([1699]).
وحُدِّثتُ عن أبي عاصم النّبيل، عن ابن جريج، عن ابن شهاب قال: ما رُفع حجر بالشّام يوم قُتل الحسين إلّا عن دم([1700]).
حدّثنا يوسف بن موسى، عن جرير، عن الأعمش: أنّ رجلاً أحدث على قبر الحسين فجُذم وبرص وجُنّ، فوِلْدُه يتوارثون ذلك([1701]).
أحمد بن داوُد الدينوري
(ت282هـ)
ترجمة المؤلف
أبو حنيفة أحمد بن داود الدِينَوَرِي (نسبة إلى الدِينَوَروهي بين همَدان وكرمنشاه في إيران( من أصل كردي، من علماء المسلمين الذين أحبّوا الرحلات، فزار الكثير من بلاد العرب مثل: المدينة المنورة، وبغداد وفلسطين. كان نحوياً ولغوياً وفلكياً ومهندساً، أخذ علمه عن العلماءالبصريينوالكوفيين، وكان راوية للحديث، ثقة فيما يرويه. له عدّة مؤلفات في مختلف العلوم تزيد على العشرين كتاباً.
كما عُرف الدينوري بتفوقه في علم النبات؛ حيث أسسه على التجربة والاستنتاج، وقضى حياته في البحث والتأليف والتعليم، ودرس تربة بلاد العرب والطريقة العلمية لزراعة النباتات المهمة. فكان الدينوري بحقٍّ أوّل المؤلفين المسلمين في علم النبات، ولقب بشيخ علماء النبات.
قال فيه الذهبيفي سير أعلام النبلاء: «صدوق كبير الدائرة، طويل الباع، ألّف في النحو واللغة والهندسة والهيئة والوقت، وأشياء». توفي سنة (282 هـ/895 م)([1702]).
مؤلفاته
1. كتابفي تفسير القرآن، 13مجلد.
2. كتابالفصاحة.
3. كتابالشعر والشعراء.
4. إصلاح المنطق، (في اللغة العربية).
5. كتابالبلدان، (في الجغرافية).
6. كتابالجبر والمقابلة، (في الرياضيات).
7. كتاب النبات، (في علم النبات).
8. كتاب الأنواء، (في علم الفلك والطقس والأنواء الجوية).
9. الجمع والتفريق.
10.جواهر العلم.
11.الزيج، (وهي جداول حسابية لمواقع النجوم في السماء).
12.ضمائر القرآن، كتاب في قواعد اللغة العربية.
13.كتاب البحث وحساب الدور.
14.كتاب البيان، (في اللغة العربيةوالنحو).
15.كتاب القبلة والزوال، (في تحديد اتجاه قبلة الصلاة).
16.كتاب الرد على لغزة الأصفهاني.
17.كتاب الوصايا.
18.ما يلحن فيه العامّة.
19.نوادر الجبر، (في الجبروالرياضيات).
20.كتاب الكسوف.
21.الأخبار الطوال، وهو هذا الكتاب الذي بين يديك، وهو من كتب المقاتل الموجزة.
بين يدي الكتاب
يبدأ الكتاب بالحديث عن أولاد آدم×وتفرقهم في الأرض، ثم يورد باختصار شيئاً من تاريخ الأنبياء^ إلى النبيّ إسماعيل×، ثم يذكر تاريخ ملوك الفرس مفصلاً، ومَن عاصرهم في جزيرة العرب، وبلاد الروم خاصة الإسكندر الروماني، ويشير إشارة موجزة إلى مولد نبيّ الإسلام محمد’وبعثته وعدد سنوات لبثه في مكة والمدينة ثم وفاته.
ثم يذكر الفتوحات الإسلامية في بلاد فارس دون غيرها، ويتتبع الأحداث فيها حتى سقوط آخر ملوكهم يزدجردومقتله في سنة 30هـ. ثم يشير للأحداث والفتن التي وقعت بين المسلمين، فيذكر مقتل عثمان، وبيعة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب× في إشارة موجزة، ثم يفصل في معركة الجمل وصفين وظهور الخوارج، ومقتل الإمام علي× على أيديهم، وبيعة الإمام الحسن×، ومقتل الإمام الحسين×، ويفصل في ذلك تفصيلاً دقيقاً. ثم يتعرض للحديث عن فتنة عبد الله بن الزبير، وظهور المختار بن أبي عبيد، وبعض الثورات، ثم يؤرخ للأحداث الداخلية في الدولة الأُموية، ثم ظهور الدعوة العباسية حتى وفاة المعتصم بن الرشيد سنة 227هـ، ويقف عند هذا التاريخ، مع أنه قد عاش إلى سنة 282هـ([1703]).
والذي يهمنا من هذا الكتاب ما ذكره المؤلف من موت معاوية إلى شهادة الإمام الحسين× والأحداث التي وقعت بعد شهادته×.
منهجنا في التحقيق
1. اعتمدنا النسخة الخطية الموجودة في المكتبة المركزية في جامعة طهران تحت التسلسل (3393)، تاريخ النسخ (590هـ).
2. اعتمدنا في التحقيق على تخريج المصادر الأولية للروايات من كتب العامّة والخاصّة.
3. ترجمة بعض الشخصيات التي لم يُترجم لها في ما سبق، وكذلك بالنسبة الى المعاني اللغوية والأماكن والبلدان.
4. بعض الألفاظ التي نحتمل خطأها في الأصل صحّحنا في الهامش لأهمّيتها. ولا يشار إليها في حال التكرار ضمن نفس الكتاب.
5. أضفنا بعض العناوين لأهمّيتها وجعلناها بين معقوفتين.
الأخبار الطوال
[موت معاوية([1704])]
قالوا: ولمـّا دخلت سنة ستّين مرض مرضه الذي مات فيه، فأرسل إلى ابنه يزيد([1705])، وكان غائباً عن مدينة دمشق، فلمّا أبطأ عليه دعا الضحّاك بن قيس الفهري([1706]) كان على شُرَطه، ومسلم بن عقبة المرّي([1707]) وكان على حرسه فقال لهما: أبلغا يزيداً([1708]) وصيّتي، وأعلماه أنّي آمره في أهل الحجاز أن يُكرم مَن قدِم عليه منهم، ويتعاهد مَن غاب عنه من أشرافهم، فإنّهم أصلهم([1709])، وإنّي آمره في أهل العراق أن يرفق بهم، ويداريهم، ويتجاوز عن زلّاتهم، وإنّي آمره في أهل الشام أن يجعلهم عيبته، وبطانته([1710])، وألّا يطيل حبسهم في غير شاوهم([1711])؛ لئلّا يجرّوا على أخلاق غيرهم.
وأعلِماه أنّي لست أخاف عليه إلّا أربعة رجال: الحسين بن علي، وعبد الله بن عمر([1712])، وعبد الرحمن بن أبي بكر([1713])، وعبد الله بن الزبير([1714]). فأمّا الحسين بن علي، فأحسب أهل العراق غير تاركيه حتّى يُخرجوه، فإن فعل وظفرت به، فاصفح عنه.
وأمّا عبد الله بن عمر، فإنّه رجلٌ قد وقَذته([1715]) العبادة، وليس بطالبٍ للخلافة، إلّا أن يأتيه عفواً. وأمّا عبد الرحمن بن أبي بكر، فإنّه ليس له في نفسه من النباهة والذكر عند الناس ما يمكّنه طلبها، ويحاول التماسها، إلّا أن يأتيه عفواً.
وأمّا الذي يجثم([1716]) لك جثوم الأسد، ويراوغك روغان الثعلب، فإن أمكنَته فرصة وثب([1717])، فذاك عبد الله بن الزبير، فإن فعل وظفرت به، فقطّعه إرباً إرباً، إلّا أن يلتمس منك صلحاً، فإن فعل فاقبل منه، واحقن([1718]) دماء قومك بجهدك، وكفّ عاديتهم([1719]) بنوالك([1720])، وتغمدهم([1721]) بحلمك. ثمّ قدِم عليه يزيد، فأعاد عليه هذه الوصية، ثمّ قضى([1722]).
فأقبل الضحّاك بن قيس حتّى أتى المسجد الأعظم، فصعد المنبر، ومعه أكفان معاوية، فقال: أيّها الناس، إنّ معاوية بن أبي سفيان كان عبداً من عبيد الله، ملّكه عباده، فعاش بقدرٍ ومات بأجل، وهذه أكفانه كما ترون، ونحن مُدرِجوه فيها، ومُدخلوه قبره، ومخلّون بينه وبين ربّه، فمَن أحبَّ منكم أن يشهد جنازته فليحضر بعد صلاة الظهر. ثمّ نزل، وتفرّق الناس، حتّى إذا صلّوا الظهر اجتمعوا فأصلحوا جهازه، وحملوه حتّى واروه([1723]).
[مبايعة يزيد ومحاولة أخذ البيعة من الإمام الحسين×]
وانصرف يزيد فدخل الجامع، ودعا الناس إلى البيعة، فبايعوه، ثمّ انصـرف إلى منزله.
ومات معاوية وعلى المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان([1724])، وعلى مكّة يحيى بن حكيم بن صفوان بن أُميّة([1725])، وعلى الكوفة النعمان بن بشير الأنصاري([1726])، وعلى البصـرة عبيد الله بن زياد([1727]).
فلم يكن ليزيد همّة حين ملَكَ إلّا بيعة هؤلاء الأربعة نفر، فكتب إلى الوليد بن عتبة يأمره أن يأخذهم بالبيعة أخذاً شديداً لا رخصة فيه، فلمّا ورد ذلك على الوليد قُطع به([1728])، وخاف الفتنة، فبعث إلى مروان([1729])، وكان الذي بينهما متباعداً، فأتاه فأقرأه الوليد الكتاب واستشاره، فقال له مروان: أمّا عبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن أبي بكر، فلا يُخاف ناحيتهما؛ فليسا بطالبينِ شيئاً من هذا الأمر، ولكن عليك بالحسين بن علي×، وعبد الله بن الزبير، فابعث إليهما الساعة، فإن بايعا وإلّا فاضرب أعناقهما([1730]) قبل أن يُعلَن الخبر، فيثب كلّ واحدٍ منهما ناحيةً، ويُظهِر الخلاف([1731]).
فقال الوليد لعبد الله بن عمرو بن عثمان([1732]) ـ وكان حاضراً، وهو حينئذٍ غلامٌ حين راهق([1733])ـ: انطلق يا بني إلى الحسين بن علي× وعبد الله بن الزبير، فادعُهما. فانطلق الغلام حتّى أتى المسجد، فإذا هو بهما جالسَين يتحدّثان، فقال: أجيبا الأمير. فقالا للغلام: «انطلق، فإنّا سايران إليه على أثرك». فانصرف الغلام. فقال ابن الزبير للحسين×: فيمَ تراه بعث إلينا في هذه الساعة؟. قال الحسين×: «أحسب معاوية قد مات، فبعث إلينا للبيعة». قال ابن الزبير: ما أظنُّ غيره. وانصرفا إلى منازلهما.
فأمّا الحسين×، فجمع نفراً من مواليه وغلمانه، ثمّ مشى نحو دار الإمارة، وأمر فتيانه أن يجلسوا بالباب، فإن سمعوا صوته اقتحموا الدار([1734]).
ودخل الحسين على الوليد، وعنده مروان، فجلس إلى جانب الوليد، فأقرأه الوليد الكتاب، فقال الحسين: «إنّ مثلي لا يُعطي بيعته سرّاً، فأنا طوع يديك، فإذا جمعتَ الناس لذلك حضرتُ، فكنتُ واحداً منهم».
وكان الوليد رجلاً يحبّ العافية، فقال للحسين: فانصـرف إذاً حتّى تأتينا مع النّاس. فانصرف([1735])، فقال مروان للوليد: عصيتني، والله، لا يمكّنك من مثلها أبداً. قال الوليد: ويحك! أتُشير عليَّ بقتل الحسين× بن فاطمة؟! والله، إنّ الذي يُحاسب يوم القيامة بدم الحسين لخفيف الميزان عند الله([1736]).
وتحرّز([1737]) ابن الزبير في منزله، وراوغ([1738]) الوليد حتّى إذا جنّ عليه الليل سار نحو مكّة، وتنكّب([1739]) الطريق الأعظم فأخذ على طريق الفرع.
ولمّا أصبح الوليد بلغه خبره، فوجّه في أثره حبيب بن كرين([1740]) في ثلاثين فارساً، فلم يقَع له على أثر، وشغلوا يومهم ذلك كلّه بطلب ابن الزبير([1741]).
[خروج الإمام الحسين× من المدينة]
فلمّا أمسوا، وأظلم الليل مضـى الحسين أيضاً نحو مكّة، ومعه أُختاه: زينب([1742])، وأُمّ كلثوم([1743])، ووُلْد أخيه، وإخوته: أبو بكر([1744])، وجعفر([1745])، والعباس([1746])، وعامّة مَن كان معه بالمدينة من أهل بيته، إلّا أخاه محمد بن الحنفيّة([1747])، فإنّه أقام.
وأمّا عبد الله بن عباس([1748])، فقد كان خرج قبل ذلك بأيّام إلى مكّة.
وجعل الحسين× يطوي المنازل، فاستقبله عبد الله بن مطيع([1749])، وهو مُنصـرف من مكّة يُريد المدينة، فقال له: أين تريد؟ قال الحسين: «أمّا الآن فمكّة». فقال: خار الله لك([1750])، غير أنّي أُحبّ أن أُشير عليك برأيي. قال الحسين: «وما هو؟». قال: إذا أتيت مكّة فأردتَ الخروج منها إلى بلدٍ من البلدان، فإيّاك والكوفة؛ فإنّها بلدةٌ ميشومة، بها قُتل أبوك، وبها خُذل أخوك، واُغتيل بطعنةٍ كادت تأتي على نفسه، بل الزمْ الحرم؛ فإنّ أهل الحجاز لا يعدلون بك أحداً، ثمّ ادعُ إليك شيعتك من كلّ أرضٍ، فسيأتونك جميعاً([1751]). قال له الحسين: «يقضي الله ما أحبَّ».
ثمّ حبس عنانه، ومضى حتّى وافى([1752]) مكة، ونزل شِعب علي×([1753])، واختلف الناس إليه، فكانوا يجتمعون عنده حَلقاً حَلقاً، وتركوا عبد الله بن الزبير، وكانوا قبل ذلك ينحفلون([1754]) عليه، فساء ذلك ابن الزبير، وعلم أنّ الناس لا يحفلون به([1755]) والحسين مُقيمٌ في البلد، فكان يختلف إلى الحسين صباحاً ومساءً([1756]).
ثمّ إنّ يزيد عزل يحيى بن حكيم بن صفوان بن أُميّة عن مكة، واستعمل عليها عمرو بن سعيد بن العاص بن أُميّة.
[مكاتبة أهل الكوفة للإمام الحسين×]
قالوا: ولمّا بلغ أهل الكوفة وفاة معاوية وخروج الحسين بن علي× إلى مكة، اجتمع جماعة من الشيعة في منزل سليمان بن صُرد([1757])، فاتفقوا على أن يكتبوا إلى الحسين× يسألونه القُدوم عليهم، ليُسلّموا الأمر إليه، ويطردوا النعمان بن بشير، فكتبوا إليه بذلك، ثمّ وجّهوا بالكتاب عبيد الله بن سُبيع الهمداني([1758])، وعبد الله بن ودّاك السُّلمي([1759])، فوافوا([1760]) الحسين بمكة لعشرٍ خلون من شهر رمضان، فأوصلوا الكتاب إليه.
ثمّ لم يُمسِ الحسين يومه ذلك حتّى ورد عليه بشر بن مُسهر الصيداوي([1761])، وعبد الرحمن بن عبيد الأرحبيّ([1762])، ومعهما خمسون كتاباً من أشراف أهل الكوفة ورؤسائها، كلّ كتابٍ منها من الرجلين، والثلاثة، والأربعة بمثل ذلك.
فلمّا أصبح وافاه هانئ بن هانئ السبيعي([1763])، وسعيد بن عبد الله الخثعمي([1764])، ومعهما أيضاً نحوٌ من خمسين كتاباً.
فلمّا أمسى أيضاً في ذلك اليوم، ورد عليه سعيد بن عبد الله الثقفي([1765])، ومعه كتابٌ واحد من شبث بن ربعي([1766])، وحجّار بن أبجر([1767])، ويزيد بن الحارث([1768])، وعروة بن قيس([1769])، وعمرو بن الحجّاج([1770])، ومحمد بن عمير بن عطارد([1771])، وهؤلاء كانوا الرؤساء من أهل الكوفة، فتتابعت عليه ـ في أيّام رُسل أهل الكوفة ـ من الكتب ما ملأ منه خُرجين([1772]).
[كتاب الإمام الحسين× لأهل الكوفة]
فكتب إليهم جميعاً كتاباً واحداً، ورفعه إلى هانئ بن هانئ، وسعيد بن عبد الله، نسخته: «بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن علي× إلى مَن بلغه كتابي هذا، من شيعته وأوليائه بالكوفة، سلامٌ عليكم، أمّا بعدُ، فقد أتاني كتبكم، وفهمت ما ذكرتم من محبّتكم لقدومي عليكم، وإنا باعثٌ إليكم بأخي وابن عمّي، وثقتي من أهلي، مسلم بن عقيل([1773])؛ ليعلم لي كُنه([1774]) أمركم، ويكتب إليّ ما يتبيّن له من اجتماعكم، فإن كان أمركم على ما أتاني به كتبكم، وأخبرتني به رُسلكم، أسرعت القُدوم عليكم إن شاء الله، والسّلام»([1775]).
[إرسال مسلم بن عقيل الى الكوفة]
وقد كان مسلم بن عقيل خرج معه من المدينة
إلى مكّة، فقال له الحسين×: «يا بن عمّ، قد
رأيتُ أن تسير إلى الكوفة، فتنظر ما اجتمع عليه رأي أهلها، فإن كانوا على ما أتتني
به كتبهم، فعجِّل عليّ بكتابك؛ لأُسرع القُدوم عليك، وإن يكن الأُخرى، فعجّل
الانصـراف». فخرج مسلم على طريق المدينة ليُلمّ([1776]) بأهله، ثمّ
استأجر دليلين من قيس، فسار فضلّا ذات ليلةٍ، فأصبحا وقد تاها([1777])،
واشتدّ عليهما العطش والحرّ، فانقطعا، فلم يستطيعا المشـي، ولم يلبث الدليلان أن
ماتا ونجا مسلم، ومَن كان معه من خدمه([1778])،
بحشاشة الأنفس([1779]) حتّى أفضوا([1780])
إلى الطريق فلزموه، حتّى وردوا الماء، وأقام مسلم بذلك الماء، وكتب إلى الحسين مع
رسولٍ([1781]) استأجره من
أهل ذلك الماء، يُخبره خبره وخبر الدليلين، وما لاقى، ويُعلمه أنّه قد تطيّر([1782])
من الوجه الذي توجّه له، ويسأله أن يعفيه، ويوجّه غيره، ويُخبره أنّه مُقيم بمنزله
ذلك من بطن الحريث([1783]).
فسار الرسول حتّى وافى مكّة، وأوصل الكتاب إلى الحسين، فقرأه وكتب في جوابه: «أمّا بعدُ، فقد ظننتُ أنّ الجبن قد قصّـر بك عمّا وجّهتُك فيه، فامضِ لمِا أمرتك، فإنّي غير مُعفيك، والسلام([1784])»([1785]).
[مسلم في الكوفة]
فسار مسلم حتّى وافى الكوفة،
ونزل في الدّار التي تُعرف
بدار المختار بن
أبي عبيدة([1786])،
ثمّ عُرفت اليوم بدار المسيّب([1787])، فكانت
الشيعة يختلف([1788]) إليه، فيقرأ
عليهم كتاب الحسين، ففشا أمره بالكوفة، حتّى بلغ ذلك النعمان بن بشير
ـ أميرها ـ فقال: لا أُقاتل إلّا مَن
قاتلني، ولا أنب([1789]) إلّا على
مَن يثب عليّ، ولا آخذ
بالقِرفة([1790])
والظنّة، فمَن أبدى صفحته، ونكث بيعته([1791]) ضربته بسيفي
ما ثبت قائمه في يدي، ولو لم يكن معي أحد يساعدني. وكان يُحبّ العافية ويغتنم
السلامة، فكتب مسلم بن سعيد الحضرمي([1792])،
وعمارة بن عقبة([1793])
ـ وكانا عين ليزيد بن معاوية ـ إلى يزيد يُعلمانه قُدوم مسلم بن عقيل الكوفة،
داعيةً للحسين× بن علي×،
وأنّه قد أفسد قلوب أهلها عليه، فإن يكُ لك في سلطانك حاجة، فبادر إليه بمَن يقوم
بأمرك، ويعمل بمثل عملك في عدوّك، فإنّ النعمان رجلٌ ضعيفٌ و مُتضاعف، والسلام([1794]).
فلمّا ورد الكتاب على يزيد أمر بعهدٍ، فكتب لعبيد الله بن زياد على الكوفة، وكتب إليه أن يبادر إلى الكوفة، فتطلب مسلم بن عقيل طلب الحرز([1795]) حتّى تظفر به، فتقتله، أو تنفيه عنها. ودفع الكتاب إلى المسلم بن عمرو الباهلي([1796]) ـ أبي قتيبة بن مسلم([1797]) ـ وأمره بإغذاذ([1798]) السّير. فسار مسلم حتّى وافى البصرة، وأوصل الكتاب إلى عبيد الله بن زياد.
[كتاب الإمام الحسين× لأهل البصرة]
وقد كان الحسين بن علي× كتب كتاباً إلى شيعته من أهل البصـرة مع
مولًى له يُسمّى سلمان ـ نسخته: «بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن علي×
إلى مالك بن مسمع([1799])، والأحنف بن قيس([1800])، والمنذر بن
الجارود([1801])، ومسعود بن
عمرو([1802])، وقيس بن الهيثم([1803])، أمّا بعدُ، فإنّي
أدعوكم إلى إحياء معالم الحقّ، وإماتة البدع، فإن تجيبوا تهتدوا سُبل الرشاد،
والسلام».
فلمّا أتاهم هذا الكتاب كتموه جميعاً إلّا المنذر بن الجارود، فإنّه أفشاه؛ لتزويجه هنداً ابنته من عبيد الله بن زياد، فأقبل حتّى دخل عليه، فأخبره بالكتاب، وحكى له بما فيه. فأمر عبيد الله بن زياد بطلب الرسول، فطلبوه، فأتوه به، فأمر فضُرب عنقه([1804]).
ثمّ أقبل حتّى دخل المسجد الأعظم، واجتمع له الناس، فقام، فقال: أنصف القارة([1805]) مَن راماها، يا أهل البصرة، وإنّ أمير المؤمنين قد ولّاني مع البصرة الكوفة، وأنا سائرٌ إليها، وقد خلّفت عليكم أخي عثمان بن زياد([1806])، فإيّاكم والخلاف والإرجاف([1807])، فوَ الذي لا إله غيره، لئن بلغني عن رجلٍ منكم أنّه خَالَف أو أرجف، لأقتلنّه ووليّه، ولآخذنّ الأدنى بالأقصى، والبريء بالسقيم حتّى تستقيموا، وقد أُعذر مَن أنذر. ثمّ نزل وسار. وخرج معه أشراف أهل البصرة: شريك بن الأعور([1808])، والمنذر بن الجارود.
[وصول ابن زياد للكوفة]
فسار حتّى وافى الكوفة، فدخلها، وهو متلثِّم، وقد كان الناس بالكوفة يتوقّعون قدوم الحسين× عليهم، فكان ابن زياد لا يمرُّ بجماعةٍ إلّا ظنّوا أنّه الحسين، فيقومون له، ويدعون ويقولون: مرحباً بك يا بن رسول الله، قدمت خير مقدم. فنظر ابن زياد من تباشرهم بالحسين إلى ما ساءه، وأقبل حتّى دخل المسجد الأعظم، ونُوديَ في الناس، فاجتمعوا، وصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: يا أهل الكوفة، إنّ أمير المؤمنين قد ولّاني مِصـرَكم، وقسم فيئكم، وأمرني بإنصاف مظلومكم، والإحسان إلى سامعكم ومُطيعكم، والشدّة على عاصيكم ومُريبكم، وأنا مُنتهٍ في ذلك إلى أمره، وإنّي لمطيعكم كالوالد الشفيق، ولمخالفكم كالسّم الناقع([1809])، فلا تيقينّ([1810]) أحدٌ منكم إلّا على نفسه([1811]). ثمّ نزل، فأتى القصر، فنزله، وارتحل النعمان بن بشير نحو موطنه بالشام.
[مسلم في دار هانئ]
وبلغ مسلم بن عقيل قُدوم عبيد الله بن زياد، وانصراف النعمان، وما كان من خطبة ابن زياد ووعيده، فخاف على نفسه، فخرج من الدار التي كان فيها بعد عتمةٍ([1812])، حتى أتى دار هانئ بن عروة المَذحَجِي([1813])، وكان من أشراف أهل الكوفة، فدخل داره الخارجة، وأرسل إليه وكان في دار نسائه، يسأله الخروج إليه، فخرج إليه.
وقام مسلم، فسلّم عليه، وقال: «إنّي أتيتك لتُجيرني وتضيّفني». قال له هانئ: لقد كلّفتني شططاً([1814]) من الأمر، ولولا دخولك منزلي لأحببتُ أن تنصرف عنّي، غير أنّه قد لزمني ذمامٌ لذلك([1815]). فأدخله دار نسائه، وأفرد له ناحيةً منها. وجعلت الشيعة تختلف إليه في دار هانئ([1816]).
[شريك في دار هانئ واقتراحه على مسلم قتل ابن زياد]
وكان هانئ بن عروة مواصلاً لشريك بن الأعور البصري، الذي قدم مع ابن زياد ـ وكان ذا شرفٍ بالبصرة وخطر ـ فانطلق هانئ إليه حتّى أتى به منزله، وأنزله مع مسلم بن عقيل في الحجرة التي كان فيها.
وكان شريك من كبار الشيعة بالبصرة، وكان يحثُّ هانئاً على القيام بأمر مسلم، وجعل مسلم يبايع مَن أتاه من أهل الكوفة، ويأخذ عليهم العهود والمواثيق المؤكّدة.
ومرض شريك بن الأعور في منزل هانئ بن عروة مرضاً شديداً، وبلغ ذلك عبيد الله بن زياد، فأرسل إليه يُعلمه أنّه يأتيه عائداً. فقال شريك لمسلم بن عقيل: إنّما غايتك، وغاية شيعتك هلاك هذه([1817]) الطاغية، وقد أمكنك الله منه، هو صائرٌ إليّ ليعودني، فقم فادخل الخزانة حتّى إذا اطمأنّ عندي، اُخرج إليه، فاقتله، ثمّ سِر إلى قصـر الإمارة، فاجلس فيه؛ فإنّه لا ينازعك فيه أحدٌ من الناس، وإن رزقني الله العافية سرتُ إلى البصرة، فكفيتُك أمرها، وأُبايع لك أهلها. فقال هانئ بن عروة: ما أُحبُّ أن يُقتل ابن زياد في داري. فقال له شريك: ولِمَ؟ فو الله، إنّ قتله لقربانٌ إلى الله.
ثمّ قال شريك لمسلم: لا تقصّر في ذلك. فبينا هم على ذلك إذ قِيل لهم: الأمير بالباب. فدخل مسلم بن عقيل الخزانة، ودخل عبيد الله على شريك، فسلّم عليه، فقال: ما الذي تجِد وتشتكي؟ فلمّا طال سؤاله إيّاه استبطأ شريك خروج مسلم، جعل يقول ـ يُسمع مسلماً ـ:
ما تنظرون بسلمى عند فُرصتها |
|
فقد وفى ودّها واستوسق الصّـَرم([1818]) |
وجعل يردّد ذلك. فقال ابن زياد لهانئ: أيهجر؟ ـ يعني يهذي ـ قال هانئ: نعم، أصلح الله الأمير، لم يزل هكذا منذ أصبح.
ثمّ قام عبيد الله فخرج، وخرج مسلم بن عقيل من الخزانة، فقال له شريك: ما الذي منعك منه إلّا الجبن والفشل؟ قال مسلم: «منعني منه خلّتان: إحديهما: كراهية هانئ لقتله في منزله، والأُخرى: قول رسول الله’: إنّ الإيمان قيد الفتك، لا يفتك مؤمن»([1819]). قال له شريك: أما والله، لو قتلته لاستقام لك أمرك، واستوسق([1820]) لك سلطانك.
ولم يعِشْ شريك بعد ذلك إلّا ثلاثاً حتّى تُوفِّي. وشَيَّع ابن زياد جنازته، وتقدّم فصلّى عليه. ولم يزَل مسلم بن عقيل يأخذ البيعة على أهل الكوفة، حتّى بايعه منهم ثمانية عشر ألف رجل في سترٍ ورفق.
[ابن زياد يتطلب مسلم في الكوفة]
وخفيَ على عبيد الله بن زياد موضع مسلم بن عقيل، فقال لمولًى له من أهل الشام يُسمّى معقلاً([1821])، وناوله ثلاثة ألف([1822]) درهم في كيسٍ، وقال: خُذْ هذا المال، وانطلق، فالتمس مسلم بن عقيل، وتأنّ([1823]) لذلك بغاية التأتّي. فانطلق الرجل حتّى دخل المسجد الأعظم، وجعل لا يدري كيف يتأتّى للأمر، ثمّ إنّه نظر إلى رجلٍ يُكثر الصلاة إلى ساريةٍ من سواري المسجد، فقال في نفسه: إنّ هؤلاء الشيعة يُكثرون الصلاة، وأحسب هذا منهم. فجلس الرجل حتّى إذا انفتل([1824]) من صلاته، قام فدنا منه وجلس، فقال: جُعلت فداك، فإنّي رجلٌ من أهل الشام، مولًى لذي الكلاغ([1825])، وقد أنعم الله علىّ بحبِّ أهل بيت رسول الله’،وحُبّ مَن أحبّهم، ومعي هذه الثلاثة ألف([1826])درهم، وأحبُّ إيصالها إلى رجلٍ منهم، بلغني أنّه قدم هذا المصر داعيّةً للحسين× بن علي×، فهل تدلّني عليه، فأُوصل هذا المال إليه؛ ليستعين به على بعض أُموره، أو يضعه حيث يحبّ من شيعته.
فقال له الرجل: وكيف قصدتني بالسؤال عن ذلك، دون
غيري ممَّن هو في المسجد؟ قال: لأنّي رأيت عليك سيماء([1827])
الخير، فرجوت أن تكون ممّن يتولّى
أهل بيت رسول الله’.
قال له الرجل: ويحك، فقد وقعت على بغيتك، أنا رجلٌ من إخوانك، واسمي مسلم بن عوسجة([1828])، وقد سُررت بك، وساءني ما كان من حنين قلبك، بأنّي رجلٌ من شيعة أهل هذا البيت، خوفاً من هذا الطاغية ابن زياد، فأعطني ذمّة الله وعهده أن تكتم هذا الأمر من جميع الناس. فأعطاه من ذلك ما أراد. فقال له مسلم بن عوسجة: انصرف يومك هذا، فإذا كان غداً فأتني في منزلي، حتّى أنطلق معك إلى صاحبنا ـ يعني: مسلم بن عقيل ـ فأُوصلك إليه.
فمضى الشاميّ، فبات ليلةً، فلمّا أصبح، غدا إلى مسلم بن عوسجة في منزله، فانطلق به حتّى أدخله إلى مسلم بن عقيل، فأخبره بأمره، ودفع إليه الشامي ذلك المال وبايعه.
فكان الشامي يغدو إلى مسلم بن عقيل، فلا يُحجب عنه، فيكون نهاره كلّه عنده، فيتعرّف أخبارهم، فإذا أمسى وأظلم عليه الليل دخل على عبيد الله بن زياد، فأخبره بجميع قصصهم، وما قالوا وفعلوا في ذلك اليوم، وأعلمه نزول مسلم في دار هانئ بن عروة([1829]).
[ابن زياد يأمر باحضار هانئ]
ثمّ إنّ محمد بن الأشعث([1830])،
وأسماء بن خارجة([1831])
دخلا على ابن زياد مُسلّمين،
فقال لهما: ما فعل هانئ بن عروة؟ فقالا: أيّها الأمير، إنّه عليلٌ منذ أيّام. فقال
ابن زياد: وكيف؟ وقد بلغني أنّه يجلس على باب داره عامّة نهاره، فما يمنعه من
إتياننا، وما يجب عليه من حقّ التّسليم؟ قالا: سنُعلِمه ذلك، ونُخبره باستبطائك
إيّاه.
فخرجا من عنده، وأقبلا حتّى دخلا على هانئ بن عروة منزله، فأخبراه بما قال لهما ابن زياد، وما قالا له، ثمّ قالا: أقسمنا عليك إلّا قمتَ معنا إليه الساعة؛ لنسُلّ سخيمة([1832]) قلبه. فدعا ببغلته، فركبه([1833])، ومضى معهما، حتّى إذا دنا من قصر الإمارة جبنتنفسه. فقال لهما: إنّ قلبي قد أوجس من هذا الرجل خيفةً. قالا: ولِمَ تُحدّث نفسك بالخوف، وأنت بريء الساحة؟ فمضـى معهما حتّى دخلوا على ابن زياد، فأنشأ ابن زياد يقول مُتمثِّلاً:
أُريدُ حياته ويُريدُ قتلي |
|
عَذِيرَك من خَلِيلك من مُراد |
قال هانئ: وما ذاك أيّها الأمير؟ قال ابن زياد: وما يكون أعظم من مجيئك بمسلم بن عقيل، وإدخالك إيّاه منزلك، وجمعك له الرجال ليبايعوه؟ فقال له هانئ: ما فعلتُ أيّها الأمير، وما أعرف من هذا شيئاً. فدعا ابن زياد الشامي، وقال: يا غلام، ادعُ لي معقلاً. فدخل عليهم. فقال ابن زياد لهانئ بن عروة: أتعرف هذا؟ فلمّا رآه علم أنّه إنّما كان عيناً عليهم. فقال هانئ: أصدُقك ـ والله ـ أُيّها الأمير، إنّي والله، ما دعوت مسلم بن عقيل، وما شعرت به. ثمّ قصّ عليه قصّته على وجهها.
ثمّ قال: فأمّا الآن، فإنّي مُخرجه من داري، لينطلق حيث شاء، وأُعطيك عهداً وثيقاً أن أرجع إليك.
قال ابن زياد: لا تفارقني حتّى تأتيني به. قال هانئ: أَوَ يجمُلُ بي أن أُسلِّم ضيفي وجاري للقتل؟! والله، لا أفعل ذلك أبداً. فاعترضه ابن زياد بالخيزرانة([1834])، فضـرب وجهه، فكسـر أنفه، وشقّ حاجبه، وأمر به، فأُدخل بيتاً.
وبلغ مذحج أنّ ابن زياد قتل هانئاً، فاجتمعوا بباب القصـر وصاحوا، فقال ابن زياد لشريح القاضي([1835]) ـ وكان عنده ـ: اُدخل إلى صاحبهم، فاُنظر إليه، ثمّ اُخرج إليهم، فأعلمهم أنّه حيّ. ففعل.
فقال له([1836]) سيّدهم عمرو بن الحجّاج: أمّا إذ كان صاحبكم حيّاً فما تعجّلكم الفتنة؟ انصـرفوا. فانصرفوا، فلمّا عَلِم ابن زياد أنّهم قد انصرفوا أمر بهانئ، فأُتي به السوق، فضُـرب عنقه هناك.
[خروج مسلم لنجدة هانئ]
ولمـّا بلغ مسلم بن عقيل قَتْل هانئ بن عروة، نادى فيمَن كان بايعه، فاجتمعوا إليه، فعقد لعبد الرحمن بن كري الكندي([1837]) على كندة وربيعة، وعقد لمسلم بن عوسجة على مذحج وأسد، وعقد لأبي ثمامة الصيداوي([1838]) على تميم وهمْدان، وعقد للعباس بن جعدة بن هبيرة([1839]) على قريش والأنصار، فتقدّموا حتّى أحاطوا بالقصر، واتّبعهم هو في بقيّة الناس.
وتحصّن عبيد الله بن زياد في القصر مع مَن حضر مجلسه في ذلك الوقت بين أشراف أهل الكوفة، والأعوان، والشُّرَط([1840])، وكانوا مقدار مائتي رجل، فقاموا على سور القصـر يرمون القوم بالمَدَر([1841]) والنشّاب([1842])، ويمنعونهم من الدّنو من القصـر، فلم يزالوا كذلك حتّى أمسوا.
وقال عبيد الله بن زياد لمَن كان عنده من أشراف أهل الكوفة: ليُشـرف كلّ رجلٍ منكم في ناحية السور، فخوّفوا القوم.
فأشرف
كثير بن هاشم([1843])،
ومحمد بن الأشعث، والقعقاع بن سور([1844])،
وشبث بن
ربعي، وحجّار بن أبجر، وشمر بن ذي الجوشن([1845])،
فنادوا: يا أهل
الكوفة، اتقوا الله لا تستعجلوا الفتنة، ولا تشقّوا عصا هذه الأُمّة، ولا توردوا
على أنفسكم خيول أهل الشام، فقد ذقتموهم، وجرّبتم شوكتهم.
[خذلان الناس لمسلم]
فلمّا سمع أصحاب مسلم بن عقيل مقالتهم فتروا بعض الفتور، وكان الرجل من أهل الكوفة يأتي أباه وأخاه وابن عمّه، فيقول له: انصرف، فإنّ الناس يكفونك. وتجيء المرأة إلى ابنها، فتتعلّق به حتّى يرجع.
فصلّى مسلم العشاء في المسجد، وما معه إلّا زهاء ثلاثين رجلاً، فلمّا رأى ذلك مضـى مُنصرفاً ماشياً، ومشوا معه، فأخذ نحو كندة، فلمّا مضى قليلاً التفت، فلم يرَ منهم أحداً، ولم يُصِب إنساناً يدلّه على الطريق، فمضى هائماً([1846]) على وجهه في ظلمة الليل حتّى دخل حيّ كندة.
[مسلم في دار طوعة]
فإذا امرأة([1847]) قائمة على باب دارها تنظر ابنها ـ وكان ممَّن خفَّ([1848]) مع مسلم ـ فآوته وأدخلته منزلها، وجاء ابنها، فقال: مَن هذا في الدار؟ فأعلمته، وأمرته بالكتمان.
وإنّ ابن زياد لـمّا فقد الأصوات، ظنّ أنّ القوم دخلوا المسجد، فقال: اُنظروا، هل ترون في المسجد أحداً؟ ـ وكان المسجد مع القصر ـ فنظروا فلم يروا أحداً، وجعلوا يشعلون أطناب([1849]) القصب، ثمّ يقذفون بها في رحبة([1850]) المسجد؛ ليُضيء لهم، فلم يروا أحداً. فقال ابن زياد: إنّ القوم قد خذلوا مسلماً وانصرفوا.
فخرج فيمَن كان معه، فجلس في المسجد، ووضِعت بين يديه الشموع والقناديل، وأمر مُنادياً فنادى بالكوفة: برئت الذمّة من رجلٍ من العرفاء([1851])، والشُّرط، والحرس لم يحضر المسجد.
فاجتمع الناس، ثمّ قال: يا حصين بن نمير([1852]) ـ وكان على الشّرطة ـ ثكلتك([1853]) أُمّك إن ضاع باب سكّةٍ([1854]) من سِكك الكوفة، فإذا أصبحت غداً فاستقرئ الدور داراً داراً، حتّى تقع عليه. وصلّى ابن زياد العشاء في المسجد، ثمّ دخل القصر.
فلمّا أصبح جلس للناس، فدخلوا عليه، ودخل في أوائلهم محمد بن الأشعث، فأقعده معه على سريره.
[وشاية ابن طوعة بمسلم]
وأقبل ابن تلك المرأة ـ التي مسلم في بيتها ـ إلى عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، وهو حينئذٍ غلامٌ حين راهق، فأخبره بمكان مسلم عنده.
فأقبل عبد الرحمن إلى أبيه محمد بن الأشعث، وهو جالس مع ابن زياد، فأسرّ إليه الخبر، فقال ابن زياد: ما سارّك به ابنك؟ قال: أخبرني أنّ مسلم بن عقيل في بعض دورنا. فقال: انطلق، فأتني به الساعة. وقال لعبيد بن حريث([1855]): ابعث مائة رجل من قريش. وكره أن يبعث إليه غير قريش؛ خوفاً من العصبية([1856]) أن تقع. فأقبلوا حتّى أتوا الدار التي فيها مسلم بن عقيل، فاقتحموها، فقاتلهم، فرُميَ، فكُسر فوه، وأُخذ، فأُتي ببغلةٍ فركبها، وساروا به إلى ابن زياد([1857]).
[قتل مسلم بن عقيل]
فلمّا دخل عليه، وقد اكتنفته([1858]) الجلاوزة([1859])، قالوا له: سلِّم على الأمير. فقال: «إن كان يُريد الأمير قتلي، فما أنتفع بسلامي عليه، وإن لم يرِد قتلي فسيكثر عليه سلامي»([1860]). فقال له ابن زياد: وكأنّك ترجو البقاء.
فقال له مسلم: «فإن كنتَ مُزمَعاً([1861])على قتلي، فدعني أُوصِي إلى بعض مَن هاهنا من قومي». قال له: أوصِ بما شئت. فنظر إلى عمر بن سعد بن أبي وقّاص([1862])، فقال له: «اُخلُ معي في طرف هذا البيت حتّى أُوصي إليك، فليس في القوم أقرب إليّ، ولا أوْلى بي منك». فتنحّى معه ناحيةً، فقال له: «أتقبل وصيتي؟». قال: نعم. قال مسلم: «إنّ عليّ هاهنا لدَيناً، مقدار ألف درهم، فاقضِها عنّي، وإذا أنا قُتلت فاستوهب من ابن زياد جسدي؛ لئلا يُمثَّل به، وابعث إلى الحسين× رسولاً من قِبَلك، تُعلمه حالي، وما صرت إليه من غدر هؤلاء الذين يزعمون أنّهم شيعته، وأخبره بما كان من نكْثهم، بعد أن بايعني منهم ثمانية عشر ألف رجل؛ لينصرف إلى حرم الله، فيقيم به، ولا يغترّ بأهل الكوفة» ـ وقد كان مسلم كتب إلى الحسين× أن يُقدم ولا يلبث ـ قال له عمر بن سعد: لك عليّ ذلك كلّه، وأنا به زعيم([1863]). فانصرف إلى ابن زياد، فأخبره بكلّ ما أوصى به إليه مسلم. فقال له ابن زياد: قد أسأت في إفشائك ما أسرّه إليك، وقد قيل: إنّه لا يخونك الأمين، وربّما ائتمنت الخائن([1864]).
وأمر ابن زياد بمسلم بن عقيل فرُقيَ([1865]) به إلى ظهر القصر، ممّا يلي الرحبة، حتى إذا رأوه ضُربت عنقه هناك، فسقط رأسه إلى الرحبة، ثمّ أُتبع الرأس بالجسد، وكان الذي ضرب عنقه أحمر بن بكير([1866]).
وفي ذلك يقول عبد الرحمن بن الزبير الأسدي([1867]):
فإن كنتِ لا تدرين ما الموت فاُنظري |
|
إلى هانئ في السوق وابن عقيل |
إلى بطلٍ قد هشّم السيف أنفه |
|
وآخر يهوي من ضمار([1868])
قتيل |
أصابهما ريب الزمان فأصبحا |
|
أحاديث مَن يسعى بكلّ سبيل |
ترى جسداً قد غيّر الموتُ لونه |
|
ونضحُ دمٍ قد سال كلّ مسيل([1869]) |
ثمّ بعث عبيد الله بن زياد برؤُسهما([1870]) إلى يزيد، وكتب إليه بالنبأ فيهما، فكتب إليه يزيد: ثمّ لم تعدُ الظنّ بك، وقد فعلت فعل الحازم الجليد، وقد سألتُ رسوليك عن الأمر، ففرشاه([1871]) لي، وهما كما ذكرت في النصح، وفصل الرأي، واستوصِ بهما. وقد بلغني أنّ الحسين بن علي قد فصل([1872]) من مكة مُتوجهاً إلى ما قِبَلك، فأدل العيون، وضَعِ الأرصاد([1873]) على الطرق، وأقم أفضل القيام، غير ألّا تقاتل إلّا مَن قاتلك، واكتب إلي بالخبر في كلّ يوم([1874]).
وكان أنفذ([1875]) الرأسين إليه مع هانئ بن أبي حيّة الهمداني، والزبير بن الأروح([1876]) التميمي، وكان قَتْل مسلم بن عقيل يوم الثلاثاء لثلاث ليالٍ خلون من ذي الحجّة سنة ستّين([1877])، وهي السنة التي مات فيها معاوية.
[خروج الإمام الحسين× إلى الكوفة]
وخرج الحسين× من مكّة في ذلك اليوم، وابن زياد وجّه الحُصين بن نُمير ـ وكان على شُرَطه ـ في أربعة ألف([1878]) فارس من أهل الكوفة، وأمره أن يُقيم بالقادسية([1879]) إلى القُطْقُطَانة([1880])، فيمنع مَن أراد النفوذ من ناحية الحجاز إلى الكوفة، إلّا مَن كان حاجّاً أو مُعتمراً، أو مَن لا يُتّهم بممالأة([1881]) الحسين.
قالوا: ولـمّا ورد كتاب مسلم بن عقيل على الحسين×: «إنّ الرائدَ لا يكذبُ أهلَه([1882])، وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشـر ألف رجل، فأقدم؛ فإنّ جميع الناس معك، ولا رأي لهم في آل أبي سفيان».
[محاولة ابن عباس ثني الإمام الحسين عن الخروج من مكّة]
فلمّا عزم على الخروج، وأخذ في
الجهاز([1883])،
وبلغ ذلك عبد الله بن عباس، فأقبل حتّى دخل على الحسين، فقال له: يا بن عمّ، قد بلغني أنّك
تُريد المسير إلى العراق. قال الحسين: «أنا على ذلك». قال عبد
الله: أُعيذك بالله يا بن عمّ من ذلك. قال الحسين: «قد عزمتُ، ولا بدّ من المسير إلى
العراق وأنا على ذلك». قال عبد الله: أُعيذك بالله أن تسير إلى قومٍ
طردوا أميرهم عنهم، وضبطوا([1884])
بلادهم؟ فإن كانوا فعلوا ذلك فسـِر إليهم، وإن كانوا إنّما يدعونك إليهم، وأميرهم
عليهم، وعمّاله يجبونهم([1885])،
فإنّهم إنّما يدعونك إلى الحرب، ولا آمنهم أن يخذلوك. قال الحسين:
«يا بن عمّ، سأنظر فيما قلت»([1886]).
وبلغ عبد الله بن الزبير ما يهمُّ به الحسين، فأقبل حتّى دخل عليه، فقال له: لو أقمتَ بهذا الحرم، وبَثَثْت([1887]) رُسُلَك في البلدان، وكتبت إلى شيعتك بالعراق أن يقدموا عليك، فإذا قويَ أمرك نفيت عمّال يزيد عن هذا البلد، وعليّ لك المكانفة([1888]) والمؤازرة، وإن عملتَ بمشورتي، وطلبتَ هذا الأمر بهذا الحرم؛ فإنّه مجمع أهل الآفاق، ومورد([1889]) أهل الأقطار، لم يعدمك بإذن الله، إذ ذاك ما تُريد، ورجوت أن تناله([1890]).
قالوا: ولمـّا كان في اليوم
الثالث عاد عبد الله بن عباس إلى الحسين، فقال له:
يا بن عمّ، لا تقرب أهل الكوفة؛ فإنّهم قومٌ غَدَرة! وأقِم بهذه البلدة، فإنّك
سيّد أهلها، فإن أبيت فَسِـر إلى اليمن، فإنّ بها حصوناً([1891])
وشعاباً([1892])،
وهي أرضٌ طويلةٌ عريضة، ولابد لك فيها شيعة؛ فتكون عن الناس في عزلة، وتَبُثّ دُعاتك
في الآفاق، فإنّي أرجو إن فعلت ذلك أتاك الذي تُحبّ في عافية. قال الحسين×: «يا بن عمّ، والله، إنّي لأعلم أنّك ناصحٌ مشفق، غير
أنّي قد عزمت على الخروج». قال ابن عباس: فإن كنت لا محالة سائراً، فلا تُخرج
النساء والصبيان؛ فإنّي لا آمن أن تُقتل كما قُتل ابن عفّان، وصبيته ينظرون إليه.
قال الحسين×: «ما أرى إلّا الخروج بالأهل
والولد». فخرج ابن عباس من عند الحسين، فمرّ بابن الزبير وهو جالسٌ في المسجد،
فقال له: قرّت عينك يا بن الزبير، بخروج الحسين×.
ثمّ تمثّل:
خلا لك الجوّ فبيضـي واصفري |
|
وتنقِّري ما شئت أن تُنقِّري([1893]) |
[إعتراض شرطة السلطة رَكْبَ الإمام الحسين×]
قالوا:
ولـمّا خرج الحسين× من مكّة اعترضه صاحب شُرَط
أميرها ـ عمرو بن
سعيد بن العاص([1894])ـ في جماعةٍ
من الجند، فقال: إنّ الأمير يأمرك بالانصـراف، فانصـرف وإلّا منعتك.
فامتنع عليه الحسين×، وتدافع الفريقان، واضطربوا بالسياط. وبلغ ذلك عمرو بن سعيد، فخاف أن يتفاقم الأمر، فأرسل إلى صاحب شُرَطه، يأمره بالانصراف.
[الإمام الحسين× يصادر قافلة مؤن متوجهة إلى يزيد]
قالوا: ولـمّا فصلالحسين من مكّة سائراً، ووصل إلى التنعيم([1895]) لحق عِيراً مقبلة من اليمن، وعليها ورْسٌ([1896]) وحِنّاء، يُنطلق به إلى يزيد بن معاوية، فأخذها وما عليها، وقال لأصحاب الإبل: «مَن أحبّ منكم أن يسير معنا إلى العراق أوفيناه كِراه، وأحسنّا صحبته، ومَن أحبّ أن يفارقنا من هاهنا، أعطيناه من الكِرى([1897]) بقدر ما قطع من الأرض وَفَيْنا له ذلك». فاختار مفارقتهم بعض القوم، ففارقه قومٌ، ومضى معه آخرون([1898]).
[لقاء الفرزدق بالإمام الحسين×]
ثمّ سار حتى إذا انتهى إلى الصفاح([1899]) لقيه الفرزدق([1900]) الشاعر مُقبلاً من العراق يُريد مكّة، فسلّم على الحسين×، فقال له الحسين×: «كيف خلّفت الناس بالعراق؟». قال: خلّفتهم، وقلوبهم معك، وسيوفهم عليك([1901]). ثمّ ودّعه.
[كتاب الإمام الحسين× لأهل الكوفة من بطن الرمة]
ومضى الحسين× حتّى إذا صار ببطن الرّمة([1902])، كتب إلى الكوفة: «بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين× بن علي× إلى إخوانه من المؤمنين بالكوفة، سلامٌ عليكم، أمّا بعدُ، فإنّ كتاب مسلم بن عقيل ورد عليَّ باجتماعكم لي، وتشوّقكم إلى قدومي، وما أنتم عليه منطوون من نصـرنا، والطلب بحقّنا، فأحسن الله لنا ولكم الصنع، وأثابكم على ذلك بأفضل الذخر، وكتابي إليكم من بطن الرّمة، وأنا قادمٌ عليكم، فإنّي حثيث([1903]) السير إليكم، والسلام»([1904]).
ثمّ بعث بالكتاب مع قيس بن مُسْهر، فسار حتّى وافىالقادسية، فأخذه الحصين بن نمير، وبعث به إلى عبيد الله بن زياد، فلمّا أُدخل عليه غلّظ لعبيد الله، فأمر به أن يُطرح من أعلى سور القصر إلى الرحبة، فطُرح، فمات([1905]).
وسار الحسين× من بطن الرّمة، فلقيه عبد الله بن مُطيع العدوي، وهو مُنصـرفٌ من العراق، فسلّم على الحسين×، فقال: بأبي أنت وأُمّي يا بن رسول الله’، ما أخرجك من حرم الله وحرم جدّك؟ فقال: إنّ أهل الكوفة كتبوا إليَّ يسألونني أن أقدم عليهم؛ لمِا رجَوت من إحياء معالم الحقّ، وإماتة البدع. قال له ابن مطيع: أُنشدك الله بأبي أنت، أن تأتي الكوفة، فو الله، لئن أتيتها لتُقتَلنّ. قال له الحسين×: (ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ)([1906]). ثمّ ودّعه ومضى([1907]).
[لقاء الإمام الحسين بزهير بن القين والتحاقه بالركب الحسيني]
ثمّ سار حتّى انتهى إلى زَرُور([1908])، فنظر إلى فسطاطٍ([1909]) مضروب، فسأل عنه، فقِيل له: هو لزهير بن القين([1910])، وكان حاجّاً أقبل من مكّة يُريد الكوفة. فأرسل إليه الحسين، أن القِني أُكلّمك. فأبى أن يلقاه. وكانت مع زهير زوجته، فقالت: سُبحان الله، يبعث إليك ابن رسول الله’ فلا تأتيه! فقام يمشي إلى الحسين، فلم يلبث أن انصـرف، وقد أشرق وجهه، فأمر بفسطاطه فَقُطع من مكانه، فحُمل فضُرب إلى ألزق([1911]) فسطاط الحسين×.
ثمّ قال لامرأته: أنتِ طالق، فتقدّمي مع أخيك حتّى تصلي إلى منزلك؛ فإنّي قد وطّنتُ نفسـي على الموت.
ثمّ قال لـمَن كان معه من أصحابه: مَن أحبَّ منكم الشهادة فليقم معي، ومَن كرهها فليقدم. فلم يقم معه منهم أحد، وخرجوا مع المرأة وأخيها حتى لحقوا بالكوفة([1912]).
[وصول خبر مقتل مسلم وقيس بن مسهر للإمام الحسين×]
قالوا: ولمّا رحل الحسين من زَرود، تلقّاه رجلٌ من بني أسد([1913])، فسأله عن الخبر، فقال: لم أخرج من الكوفة حتّى قُتل مسلم بن عقيل، وهانئ بن عروة، ورأيت الصبيان يجرّون بأرجلهما. فقال: «إنّا لله وإنّا إليه راجعون، عند الله نحتسب أنفسهما». فقيل له: ننشدك الله يا بن رسول الله’ في نفسك، وأنفس أهل بيتك وهؤلاء الذين تراهم معك، انصـرف إلى موطنك، ودع المسير إلى الكوفة، فو الله، ما لك بها ناصر. فقال بنو عقيل ـ وكانوا معه ـ: ما لنا بعد أخينا مسلم في العيش من حاجة، ولسنا براجعين حتّى نموت. فقال الحسين×: «فما الخير في العيش بعد هؤلاء».
وسار، فلمّا وافى زُبَالَة([1914]) وافاه بها رسول محمد بن الأشعث بما كان سأله مسلم أن يكتب به إليه من أمره، وخذلان أهل الكوفة له، بعد أن بايعوه، وكان مسلم سأل محمد بن الأشعث ذلك. فلمّا قرأ الكتاب استيقن بصحّة الخبر، فأفظعه قَتلُ مسلم بن عقيل، وهانئ بن عروة.
ثمّ أخبره الرسول بقتل قيس بن مُسهْر ـ رسوله الذي وجّهه من بطن الرّمة ـ وقد كان صحبه قومٌ من منازل الطريق، فلمّا سمعوا خبر مسلم، وقد كانوا ظنّوا أنّه يقدم على أنصار وعُضَد([1915])، تفرّقوا عنه فلم يبقَ معه إلّا خاصّته.
[استقبال الإمام الحسين× جيش الحر بالماء]
فسار حتّى انتهى إلى بطن العقيق([1916])، فلقيه رجلٌ من بني عكرمة، فسلّم عليه، فأخبره بتوطيد([1917]) ابن زياد الخيل ما بين القادسية إلى العُذَيب([1918]) رصداً له.
ثمّ قال: انصرف بنفسي أنت، فو الله، ما تسير إلّا إلى الأسِنّة والسيوف، ولا تتكلنّ على الذين كتبوا إليك؛ فإنّ أُولئك أوّل الناس مبادرةً([1919]) إلى حربك. قال له الحسين×: «قد ناصحت وبالغت، فجُزيت خيراً». ثمّ سلّم عليه، ومضى حتّى نزل بشـراة([1920])، بات بها ثمّ ارتحل وسار، حتى اذا انتصف النهار، واشتدّ الحرّ، وكان ذلك في القيظ([1921]) تبينت لهم الخيل. فقال الحسين× لزهير بن القين: «أما هاهنا مكانٌ يُلجأ إليه، أو شَرَف([1922]) نجعله خلف ظهورنا، ونستقبل القوم من وجهٍ واحد؟». قال له زهير: بلى، هذا جبل ذي جشم([1923])، يستره عنك، فمِلْ بنا إليه، فإن سبقت إليه فهو كما تُحبّ. فسار حتّى سبق إليه، وجعل الجبل وراء ظهوره([1924]).
وأقبلت الخيل، وكانوا ألف فارس مع الحرّ بن يزيد التميمي ثمّ اليربوعي([1925])، حتّى إذا دنوا أمر الحسين فتيانه أن يستقبلوهم بالماء، فشربوا، فتغمّرت([1926]) خيلهم، ثمّ جلسوا جميعاً في ظلّ خيولهم، وأعنّتها في أيديهم، حتّى إذا حضرت الظهر، قال الحسين للحرّ: «أتُصلّي معنا، أو تُصلّي بأصحابك، وأُصلّي بأصحابي؟»، قال الحرّ: بل، نُصلّي جميعاً بصلاتك. فتقدّم فصلّى بهم جميعاً.
فلمّا انفتل الحسين من صلاته، حوّل وجهه إلى القوم، ثمّ قال: «أُيّها الناس، معذرةً إلى الله وإليكم، إنّي لم آتكم حتّى أتتني كتبكم، وقدِمت عليَّ رُسلكم، فإن أعطيتموني ما أطمئنّ إليه وأثق به من عهودكم ومواثيقكم، دخلنا معكم مِصركم، وإن يكن الأُخرى انصرفت من حيث جئت».
فأُسكت القوم، فلم يردّوا عليه شيئاً، حتّى إذا جاء وقت العصـر نادى مؤذّن الحسين: الأذان. ثمّ أقام، وتقدّم الحسين، فصلّى بالفريقين، ثمّ انفتل إليهم، وأعاد مثل ذلك القول.
فقال الحرّ بن يزيد: والله، ما ندري ما هذه الكتب الذي تذكر. فقال الحسين×: «يا غلام ايتني بالخُرْجَين اللذين فيهما كتبهم». فأتى بخُرْجين مملوءين كتباً، فنُثرت بين يدي الحرّ وأصحابه، فقال له الحرّ: يا هذا، لسنا ممّن كتب إليك شيئاً من هذه الكتب، وقد أُمرنا ألّا نفارقك إذا لقيناك، حتى نُقدِم بك الكوفة على الأمير عبيد الله ابن زياد. فقال الحسين×: «الموت دون ذلك».
[منع الإمام الحسين× من العودة الى الحجاز]
ثمّ أمر بأثقاله، فحُملت، وأمر أصحابه، فركبوا، ثمّ ولّا([1927]) وجهه نحو الحجاز مُنصـرفاً، فحال القوم بينه وبين ذلك. فقال الحسين× للحرّ: «ما الذي تُريد؟». قال: أُريد والله، أن انطلق بك إلى الأمير عبيد الله بن زياد. قال الحسين×: «إذن والله، أُنابذك([1928]) الحرب».
فلمّا كثر الجدال بينهما قال الحرّ: إنّي لم أُومر بقتالك، وإنّما أُمرت ألّا أُفارقك، وقد رأيت رأياً فيه السلامة من حربك، تجعل بيني وبينك، حتّى يأتينا رأي الأمير. قال الحسين: «فخذ هاهنا». فأخذ مُتياسراً عن طريق العُذيب ـ ومن ذلك المكان إلى العُذيب ثمانية وثلاثين ميلاً ـ فسارا جميعاً حتّى انتهوا إلى عُذيب الحمامات([1929])، فنزلوا جميعاً، وكلّ فريقٍ منهما على غلوة([1930]) من الآخر([1931]).
[امتناع عبيد الله بن الحر من الإلتحاق مع الإمام الحسين×]
ثمّ ارتحل الحسين× من موضعه ذلك مُتيامناً عن طريق الكوفة، حتّى انتهى إلى قصـر بني مقاتل([1932])، فنزلوا جميعاً هناك، فنظر الحسين× إلى فسطاطٍ مضـروب، فسأل عنه، فأُخبر أنّه لعبد الله بن الحرّ الجعفي([1933])، وكان من أشراف أهل الكوفة، وفرسانهم.
فأرسل الحسين× إليه بعض مواليه يأمره بالمسير إليه، فأتاه الرسول، فقال: هذا الحسين× بن علي×، يسألك أن تسير إليه. فقال عبيد الله: والله، ما خرجت من الكوفة إلّا لكثرة مَن رأيته خرج لمحاربته، وخذلان شيعته له، فعلمتُ أنّه مقتولٌ ولا أقدر على نصـره، فلست أُحبّ أن يراني ولا أراه. فانتقل الحسين× حتّى مشى، ودخل عليه، فنبّهه ودعاه إلى نصرته.
فقال عبيد الله: والله، إنّي لأعلم أنّ مَن شايعك كان السعيد في الآخرة، ولكن ما عسى أن أُغني عنك، ولم أُخلّف لك بالكوفة ناصراً، فأُنشدك الله أن تحملني على هذه الخطّة([1934])؛ فإنّ نفسـي لم تسمح بالموت، ولكن هذه فرسي الملُحِقة، والله، ما طلبت عليها شيئاً قطُّ إلّا لحقته، وما طلبني وأنا عليها أحدٌ قطُّ إلّا سبقته، فخذها، وهي لك. قال الحسين×: «أمّا إذ رغبت بنفسك عنّا، فلا حاجة لنا إلى فرسك»([1935]).
[الحرّ بن يزيد يُلازم الحسين×]
وسار الحسين× من قصر بني مقاتل، ومعه الحرّ بن يزيد، كلّما أراد الحسين× أن يميل نحو البادية منعه، حتّى انتهى إلى المكان الذي يُسمّى كربلاء، فمال قليلاً مُتيامناً حتّى انتهى إلى نينوى([1936])، فإذا هو براكبٍ على نجيب([1937])، مُقبلٌ من الكوفة، فوقفوا جميعاً ينتظرونه. فلـمّا انتهى إليهم سلّم على الحرّ، ولم يسلّم على الحسين×.
ثمّ ناول الحرّ كتاباً من عبيد الله بن زياد، فقرأه، فإذا فيه: أمّا بعدُ، فجعجع([1938]) بالحسين وأصحابه بالمكان الذي يوافيك فيه كتابي، ولا تحلّه إلّا بالعراء، على غير حمَرٍ([1939]) ولا ماءٍ، وقد أمرتُ حامل كتابي هذا أن يخبرني بما يكون منك في ذلك، والسلام. فقرأ الحرّ الكتاب، ثمّ ناوله الحسين×، وقال: لا بدّ من انقياد أمر الأمير عبيد الله بن زياد، فانزل بهذا المكان، ولا تجعل للأمير عليّ علّة.
فقال الحسين×: «تقدّم بنا قليلاً إلى هذه القرية التي هي منّا على غَلْوَة، وهي الغاضرية([1940])، أو هذه الأُخرى التي تُسمّى السقَبة([1941])، فننزل في إحداهما». قال الحرّ: إنّ الأمير كتب إليّ أن أحلّك على غير ماءٍ، ولا بدّ من الانتهاء إلى أمره.
فقال زهير بن القين للحسين: بأبي أنت وأُمّي يا بن رسول الله’، والله، لو لم يأتِينا([1942]) غير هؤلاء لكان لنا فيهم كفاية، فكم([1943]) بمَن سيأتينا؟ فهلمّ بنا نناجز هؤلاء؛ فإنّ قتال هؤلاء أيسر علينا من قتال مَن يأتينا من غيرهم. قال الحسين: «إنّي أكره أن أبدأهم بقتال، حتّى يبدأونا». فقال له زهير: فهاهنا قريةٌ بالقرب منّا على شطّ الفرات، وهي في عاقول([1944]) حصينة، الفرات يحدق([1945]) بها، إلّا من وجهٍ واحد. فقال الحسين× للحرّ: «سِرْ بنا أيضاً قليلاً، ثمّ ننزل».
فسار معه حتّى ورد إلى كربلاء، فوقف الحرّ وأصحابه أمام الحسين× وأصحابه، ومنعوهم من المسير، فقال: انزل بهذا المكان، فالفرات منك قريب. قال الحسين×: «وما اسم هذا المكان؟». قِيل له: كربلاء. قال: «ذات كربٍ وبلاء، ولقد مرَّ أبي بهذا المكان عند مسيره إلى صفِّين، وأنا معه، فسأل عنه، فأُخبر باسمه، فقال: هاهنا محطُّ ركابهم، وهاهنا مهراق([1946]) دمائهم»، فسُئِل عن ذلك، فقال: «ويلُ لآل محمد، ينزلون هاهنا»([1947]).
ثمّ أمر بأثقاله، فحُطّت بذلك المكان يوم الأربعاء، غرّة المحرّم من سنة إحدى وستّين([1948])، قُتل بعد ذلك بعشرة أيّام، وكان قتله يوم عاشوراء([1949]).
[وصول جيش ابن سعد إلى كربلاء وبدء المحادثات]
فلمّا كان اليوم الثاني من نزوله كربلاء، وافاه عمر بن سعد في أربعة آلاف.
وكانت قصّة خروج عمر بن سعد: أنّ عبيد الله بن زياد ولّاه الري ودَسْتَبى([1950])، وثغر الدّيلم، وكتب له عهده عليها، فعسكر للمسير إليها، فحدث أمر الحسين، فأمر ابن زياد أن يسير إلى محاربة الحسين×، فإذا فرغ منه سار إلى ولايته. فتلكّأ عمر بن سعد على ابن زياد، وكره محاربة الحسين. فقال له ابن زياد: فاردُد علينا عهدنا. قال: فأسير إذاً. فسار في أصحابه أُولئك الذين نُدبوا([1951]) معه إلى الري ودَسْتَبى، حتّى وافى الحسين×، وانضمّ إليه الحرّ بن يزيد فيمَن معه.
ثمّ قال عمر بن سعد لقرّه بن سفيان الحنظلي([1952]): انطلق إلى الحسين، فاسأله ما قدمك([1953]). فأتاه، فأبلغه. فقال الحسين×: «أبلِغه عنّي، أنّ أهل هذا المصر كتبوا إليّ، يذكرون أن لا إمام لهم، ويسألوني القُدوم عليهم، فرتعت([1954]) بهم، فغدروا بي، بعد أن بايعني منهم ثمانية عشر ألف رجل، فلمّا دنوت، وعلمت غرور([1955]) ما كتبوا به، أردت الانصراف إلى حيث منه أقبلت، فمنعني الحرّ بن يزيد، وسار بي حتّى جعجع بي في هذا المكان، ولي بك قرابةٌ قريبة، ورحمٌ ماسّة، فأطلقني حتّى انصرف»([1956]).
فرجع قرّة إلى عمر بن سعد بجواب الحسين×. فقال عمر: الحمد لله، والله، إنّي لأرجو أن أُعفا عن محاربته.
ثمّ كتب إلى ابن زياد يُخبره ذلك. فلمّا وصل كتابه إلى ابن زياد كتب إليه في جوابه: قد فهمت كتابك، فاعرض على الحسين× البيعة ليزيد، فإذا بايع و جميع مَن معه، فأعلمني ذلك ليأتيك رأيي([1957]). فلمّا انتهى كتابه إلى عمر بن سعد، قال: ما أحسب ابن زياد يُريد العافية.
فأرسل عمر بن سعد بكتاب ابن زياد إلى الحسين. فقال الحسين للرسول: «لا أُجيب ابن زياد إلى ذلك أبداً، فهل هو إلّا الموت، فمرحباً به».
[عسكرة ابن زياد بالنخيلة]
فكتب عمر بن سعد إلى ابن زياد بذلك، فغضب، فخرج بجميع أصحابه إلى النّخيلة([1958]). ثمّ وجّه منها: الحصين بن نمير، وحجّار بن أبجر، وشبث بن ربعي، وشمر بن ذي الجوشن؛ ليعاونوا عمر بن سعد على أمره.
فقال: فأمّا شمر، فنفذ لمِا وجّهه له، وأمّا شَبَث فاعتلّ بمرضٍ. فقال له ابن زياد: أتتمارض؟ إن كنت في طاعتنا فاخرُج إلى قتال عدوّنا. فلمّا سمع شَبَث ذلك خرج. ووجّه ابن زياد أيضاً الحارث بن يزيد بن رويم.
وكان ابن زياد إذا وجّه الرجل إلى قتال الحسين× في الجمع الكثير، يصلون إلى كربلاء، ولم يبقَ منهم إلّا القليل، كانوا يكرهون قتال الحسين×، فيردعون، ويتخلّفون. فبعث ابن زياد سويد بن عبد الرحمن المنقري في خيلٍ إلى الكوفة، وأمره أن يطوف فيها، فمَن وجده قد تخلّف أتاه به.
فبينا هو يطوف في أحياء الكوفة، إذ وجد رجلاً من أهل الشام قد كان قدم الكوفة في طلب ميراثٍ له، فأرسل به إلى ابن زياد، فأمر به، فضُـربت عنقه. فلمّا رأى الناس ذلك خرجوا.
[منع الإمام الحسين ومن معه من الماء]
قالوا: وورد كتاب ابن زياد على عمر بن سعد: أن امنع الحسين× وأصحابه الماء، فلا يذوقوا منه حُسوةً([1959])، كما فعلوا بالتقي عثمان بن عفّان.
فلمّا ورد على عمر بن سعد ذلك، أمر عمرو بن الحجّاج أن يسير في خمسمائة راكب، فيُنيخ على الشريعة، ويحولوا بين الحسين وأصحابه وبين الماء، وذلك قبل مقتله بثلاثة أيّام، فمكث أصحاب الحسين عطاشى.
قالوا: ولمّا اشتدّ بالحسين× وأصحابه العطش، أمر أخاه العباس بن علي
ـ وكانت أُّمّه([1960])
من بني عامر بن صعصعة ـ أن يمضي في ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً، مع كلّ رجلٍ قربة
حتّى يأتوا الماء، فيحاربوا عليه مَن حال بينهم وبينه.
فمضى العباس نحو الماء، وأمامهم نافع بن هلال([1961])، حتّى دنوا من الشـريعة، فمنعهم عمرو بن الحجّاج، فجالدهم([1962]) العباس على الشريعة بمَن معه، حتّى أزالوهم عنها، واقتحم رجّالة الحسين× الماء، فملأوا القرب، ووقف العباس في أصحابه يَذبّون([1963]) عنهم، حتّى أوصلوا الماء إلى عسكر الحسين.
[زحف جيش ابن سعد إلى معسكر الإمام الحسين×]
وكتب
ابن زياد إلى عمر بن سعد: أمّا بعدُ، فإنّي لم أبعثك إلى الحسين× لتطاوله الأيّام، ولا لتُمنّيه السلامة والبقاء، ولا
لتكون شفيعه إليّ، فاعرض عليه وعلى أصحابه النزول على حكمي، فإن أجابوا إلى ذلك
فابعث به وبأصحابه إليّ، وإن أبوا فارجف([1964]) إليه؛ فإنّه عاقٌّ شاقّ، فإن لم تفعل فاعتزل جندنا، وخلّ بين شمر بن
ذي الجوشن وبين العسكر، فإنّا قد أمرناه بأمرنا([1965]).
فنادى عمر بن سعد في أصحابه أن انهدوا([1966]) إلى القوم. فنهض إليهم عشية الخميس وليلة الجمعة، لتسع ليالٍ مضينَ من المُحرّم، فسألهم الحسين× تأخير الحرب إلى غدٍ، فأجابوه([1967]).
قالوا: وأمر الحسين× أصحابه أن يقدّموا بعض مضاربهم إلى بعض، ويكونوا أمام البيوت، وأن يحفروا من وراء البيوت أُخدوداً([1968])، وأن يُضرموا فيه حطباً وقصباً كثيراً؛ لئلّا يؤتَوا من أدبار البيوت، فيدخلوها.
[يوم عاشوراء وبدء القتال]
قالوا: ولمـّا صلّى عمر بن سعد الغداة نهد بأصحابه، وعلى ميمنته عمرو بن الحجّاج الزبيدي، وعلى ميسرته شمر بن ذي الجوشن ـ واسم ذي الجوشن: شرحبيل بن عمرو بن معاوية، من آل الوحيد، من بني عامر بن صعصعة ـ وعلى الخيل عروة بن قيس، وعلى الرجّالة شبث بن ربعي، والراية بيد زيد مولى عمر بن سعد.
وعبّأالحسين أيضاً أصحابه، وكانوا اثنين وثلاثين فارساً وأربعين راجلاً، فجعل زهير بن القين على ميمنته، وحبيب بن مظاهر([1969]) على ميسرته، ودفع الراية إلى أخيه العباس بن علي، ثمّ وقف، ووقفوا معه أمام البيوت.
وانحاز الحرّ بن يزيد ـ الذي كان جعجع بالحسين× ـ إلى الحسين×، فقال له: قد كان منّي الذي كان، وقد أتيتك مواسياً لك بنفسي، أفترى ذلك لي توبةً من مَّا كان منّي؟ قال الحسين×: «نعم، إنّها لك توبة، فابشر، فأنت الحرّ في الدنيا، وأنت الحرّ في الآخرة، إن شاء الله»([1970]).
[شهداء الطف من الأصحاب وبني هاشم]
قالوا: ونادى عمر بن سعد مولاه زيداً، أن قدّم الراية، فتقدّم بها. ونشبت الحرب، فلم يزل أصحاب الحسين يقاتلون ويُقتلون، حتى لم يبقَ معه غير أهل بيته، فكان أوّل مَن تقدّم منهم فقاتل عليّ بن الحسين([1971])، وهو عليّ الأكبر([1972])، فلم يزل يقاتل حتّى قُتل، طعنه مرّة بن منقذ العبدي، فصرعه، وأخذته السيوف فقُتل.
ثمّ قُتل عبد الله بن مسلم بن عقيل([1973])، رماه عمرو بن صبيح الصيداوي([1974])، فصرعه([1975]).
ثمّ قُتل عَدي([1976]) بن عبد الله بن جعفر بن([1977]) الطيّار، قتله عمرو بن نهشل التميمي([1978]).
ثمّ قُتل عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب([1979])، رماه عبد الله بن عروة الخثعمي([1980]) بسهمٍ، فقتله([1981]).
ثمّ قُتل محمد بن عقيل بن أبي طالب×([1982])، رماه لقيط بن ناصر الجهني([1983]) بسهمٍ، فقتله.
ثمّ قُتل القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب([1984])، ضربه عمرو بن سعد بن مقبل([1985]) الأسدي([1986]).
ثمّ قُتل أبو بكر بن الحسين× بن علي([1987])، رماه عبد الله بن عقبة الغنوي([1988]) بسهمٍ، فقتله.
[مقتل العباس وإخوته]
قالوا: ولمّا رأى ذلك العباس بن علي× قال لإخوته([1989]) ـ عبد الله، وجعفر، وعثمان، وأُمّهم جميعاً أُمّ البنين العامرية من آل الوحيد ـ: «تقدّموا، بنفسـي أنتم، فحاموا عن سيّدكم حتّى تموتوا دونه». فتقدّموا جميعاً، فساروا أمام الحسين×، يَقُونه بوجوههم، ونحورهم.
فحمل هانئ بن ثويب الحضرمي([1990]) على عبد الله بن علي×، فقتله. ثمّ حمل على أخيه جعفر بن علي×، فقتله.
ورمى يزيد الأصبحي([1991]) عثمان بن علي× بسهمٍ فقتله، واجتزّ رأسه([1992])، فأتى به عمر بن سعد، قال: أثِبني. فقال له عمر: عليك بأميرك ـ يعني عبيد الله ـ فسَلْه أن يُثيبك.
وبقيَ العباس بن علي× قائماً أمام الحسين× يقاتل دونه، ويميل معه حيث مال، حتّى قُتل.
[مقتل الإمام الحسين×]
وبقيَ الحسين× وحده، فحمل عليه مالك بن بشر الكندي([1993])، فضـربه
بالسيف على رأسه×، وعليه بُرنُس([1994]) خَزّ،
فقطعه، وأفضى السيف إلى رأسه فجرحه، فألقى الحسين×
البُرنُس، ودعا بقَلَنسوة([1995])،
فلبسها، ثمّ اعتمّ بعمامة، وجلس، فدعا بصبيٍّ له صغير([1996])، فأجلسه في
حجره، فرماه رجلٌ من بني
أسد([1997]) ـ وهو في
حجر الحسين× ـ بمشقصٍ([1998])،
فذبحه.
وبقيَ الحسين× مليّاً جالساً، ولو شاءوا أن يقتلوه قتلوه، غير أنّ كلّ قبيلةٍ كانت يتّكل على غيرها، ويكره قتله.
وعطش، فدعا بقدحٍ من ماء، فلمّا وضعه في فمه، رماه الحصين بن نمير بسهمٍ، فدخل في فيه، فحال بينه وبين شربه، فوضع القدح.
ولمّا رأى القوم قد أحجموا([1999]) عنه، قام يتمشّى على المسناة([2000]) نحو الفرات، فحالوا بينه وبين الماء، فانصرف إلى موضعه الذي كان فيه.
فانتزع([2001]) له رجلٌ من القوم بسهمٍ، فأثبته في عاتقه، فنزع× السهم.
وضربه زرعة بن شَريك التميمي بالسيف، واتقاه الحسين× بيده، فأسرع السيف في يده.
وحمل عليه سنان بن أنس النخعي([2002])، فطعنه، فسقط.
ونزل إليه خوْليبن يزيد الأصبحي([2003]) ليجتزّ رأسه، فأُرعدت يداه، فنزل إليه أخوه شبل بن يزيد، فاجتزّ رأسه، فدفعه إلى أخيه خولي([2004]).
ثمّ مال الناس على ذلك الوَرْس الذي كان أخذه من العِير، وإلى ما في المضارب، فانتهبوه.
[الناجون من المعركة]
ولم ينجُ من أصحاب الحسين× ووُلْده ووُلْد أخيه وأهل بيته أحد إلّا ابناه: علي×، وقد راهق([2005])، وعمر([2006])، وقد كان بلغ أربع سنين.
ولم يسلم من أصحابه إلّا رجلان:
أحدهما: المرقّع بن ثُمامة الأسدي([2007])، بعث به عمر بن سعد إلى ابن زياد فسيّره إلى الربذة([2008])، فلم يزل بها حتّى هلك يزيد، وهرب عبيد الله إلى الشام، فانصرف المرقّع إلى الكوفة.
والآخر: مولًى للرباب([2009]) ـ أُمّ سكينة ـ أخذوه بعد قتل الحسين×، فأرادوا ضرب عنقه، فقال لهم: إنّي عبدٌ مملوك. فخلّوا سبيله.
[بعث الرأس الشريف الى ابن زياد]
وبعث عمر بن سعد برأس الحسين× من ساعته إلى عبيد الله بن زياد مع خَوْليبن يزيد الأصبحي([2010]).
[رحيل ابن سعد الى الكوفة وحمل السبايا والرؤوس]
وأقام عمر بن سعد بكربلاء بعد مقتل الحسين× يومين، ثمّ أذّن في الناس بالرحيل، وحُملت الرؤس على أطراف الرماح، وكانت اثنين وسبعين رأساً، جاءت هوازن باثنين وعشرين رأساً، وجاءت تميم بتسعة وعشرين رأساً([2011]) مع الحصين بن نمير، وجاءت كندة بثلاثة عشر رأساً مع قيس بن الأشعث، وجاءت بنو أسد بستة رؤس مع هلال الأعور([2012])، وجاءت الأزد بخمس([2013]) رؤس مع عيهمة بن زهير([2014])، وجاءت ثقيف باثني عشـر رأساً مع الوليد بن عمرو([2015])([2016]).
وأمر عمر بن سعد بحمل نساء الحسين، وخواته([2017])، وبناته، وجواريه، وحشمه([2018]) في المحامل المستورة على الإبل([2019]).
قالوا: وكان بين وفاة رسول الله’، وبين اليوم الذي قُتل فيه الحسين× خمسون عاماً([2020]).
[الرأس الشريف بين يدي ابن زياد]
قالوا: ولمـّا دخل رأس الحسين فوُضع بين يدي ابن زياد، جعل ابن زياد ينكت بالخيزرانة ثنايا([2021]) الحسين×، وعنده زيد بن أرقم([2022]) صاحب رسول الله’، فقال: ارفع قضيبك عن هذه الثنايا، فو الله، لقد رأيتُ رسول الله’ يلثمها([2023]). ثمّ خنقته العبرة، فبكى.
فقال له ابن زياد: ممَّ تبكي؟ أبكى الله عيناك([2024])، والله، لولا أنّك شيخٌ قد خرفت، لضـربت عنقك([2025]).
قالوا: وكانت الرؤس قد تقدّم بها شمر بن ذي الجوشن أمام عمر بن سعد.
قالوا: واجتمع أهل الغاضرية فدفنوا أجساد القوم.
[ندم ابن سعد]
ورُويَ عن حميد بن مسلم، قال: كان عمر بن سعد لي صديقاً، فأتيته عند مُنصرفه من قتال الحسين×، فسألته عن حاله، فقال: لا تسألني عن حالي؛ فإنّه ما رجع غائبٌ إلى منزله قط بشـرّ ممّا رجعتُ به، قطعتُ القرابة القريبة، وارتكبتُ الأمر العظيم([2026]).
[الرأس الشريف والسبايا بين يدي يزيد]
قالوا: ثمّ إنّ ابن زياد جهّز علي بن الحسين× ومَن كان معه من حرمه، ووجّه بهم إلى يزيد بن معاوية مع زحر بن قيس([2027]) ومِحْقَن بن ثعلبة([2028])، وشمر بن ذي الجوشن. فساروا حتّى قدموا الشام، ودخلوا على يزيد بن معاوية وهو بمدينة دمشق، وأُدخل معهم رأس الحسين×، فرُميَ بين يديه.
ثمّ تكلّم شمر بن ذي الجوشن([2029])، فقال: يا أمير المؤمنين، ورد علينا هذا في ثمانية عشر رجلا ًمن أهل بيته، وستّين رجلاً من شيعته، فسِرنا إليهم، فسألناهم النزول على حكم أميرنا عبيد الله بن زياد، والقتال، فاختاروا القتال، فعدونا عليهم عند شروق الشمس، فأحطْنا بهم من كلّ جانبٍ، فلمّا أخذت السيوف منهم مأخذها جعلوا يلوذون([2030]) إلى غير وِزْر([2031])، لَوَذان الحمام من الصقور، فما كان إلّا مقدار جزر جزور([2032])، أو نومة قائل([2033])، حتّى أتيناهم على آخرهم، فهاتيك أجسادهم مُجرّدة، وثيابهم مُرمّلة، وخدودهم مُعفّرة، ويسفي([2034]) عليهم الرياح، زوّارهم العُقبان([2035])، ووفودهم الرّخم([2036]).
فلمّا سمع ذلك يزيد دمعت عيناه، وقال: ويحكم، قد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين×([2037])، لعن الله ابن مرجانة، أما والله، لو كنت صاحبه لعفوت عنه، ورحم الله أبا عبد الله×!
ثمّ تمثّل:
تفلِّقن هاماً من رجالٍ أعزّةٍ |
|
علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما([2038]) |
ثمّ أمر بالذرّية، فأُدخلوا دار نسائه.
وكان يزيد إذا حضر غداؤه دعا علي بن الحسين وأخاه عمر بن الحسين× فيأكلان معه، فقال ذات يوم لعمر بن الحسين: هل تصارع ابني هذا؟ يعني خالداً، وكان من أقرانه. فقال عمر: بل أعطِني سيفاً، وأعطِه سيفاً حتّى أُقاتله، فتنظر أيّنا أصبر. فضمّه يزيد إليه، وقال: شنشنةٌ أعرفها من أخزم([2039])، هل تلد الحيّة إلّا الحيّة.
[عودة السبايا الى المدينة المنورة]
قالوا: ثمّ أمر بتجهيزهم بأحسن جهاز، وقال لعلي بن الحسين×: انطلق مع نسائك حتّى تبلغهنّ وطنهنّ.
ووجّه معه رجلاً في ثلاثين فارساً، يسير أمامهم، وينزل حجزةً([2040]) عنهم، حتّى انتهى إلى المدينة([2041]).
[ندم عبيد الله بن الحر]
قالوا: وإنّ عبيد الله بن الحرّ ندم على تركه إجابة الحسين× حين دعاه بقصـر بني مقاتل إلى نصرته، فقال:
فيا لكِ حسـرةً ما دُمتُ حيّاً |
|
تردّد بين حلقي والتّراقي |
حسينٌ حين يطلُب بذل نصـري |
|
على أهلِ العداوةِ والشّقاقِ |
فما أنسى غداة يقول حزناً |
|
أتتركني وتُزمِع بانطلاقِ |
فلو فَلقَ التّلهفُ قلبَ حيٍّ |
|
لهمَّ القلبُ منِّي بانفلاقِ |
ثمّ مضى نحو أرض الجبل مغاضباً لابن زياد، واتّبعه أُناسٌ من صعاليك([2042])الكوفة([2043]).
تاريخ اليعقوبي
أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب الكاتب
المعروف بابن واضح الأخباري
(ت284 هـ)
ترجمة المؤلف
أحمد اليعقوبي: هو أبو العباس أحمد بن إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح اليعقوبي، كاتب ومؤرخ وجغرافي مسلم، عاش في زمن الدولة العباسية، فيُعدّ أحد مؤرخي أواخر القرن التاسع الميلادي، ينتمي لطبقة الكتّاب وقد قامت شهرته على أثرين من آثاره هما: كتاب تاريخ ابن واضحأو تاريخ اليعقوبي؛ وفيه تحدّث عن تاريخ الشعوب ما قبل الإسلام وتاريخ الإسلام حتى سنة (258هـ)/(872م(. وكتاب البلدان، وتحدّث فيه عن كبريات المدن في بلاد الإسلام.
ولد في بغدادوقضى بعض حياته في أرمينياوخراسانثم هاجر إلى الهندوالمغربومصر، توفي في مصر سنة (284هـ) ـ (897م)، وقيل: (292هـ)، وقيل: (298هـ).
أعماله ومؤلفاته
زار اليعقوبي كثيراً من البلدان منها: أرمينيا،وخراسان،والهند،وفلسطين،ومصر،وبلاد المغرب وغيرها.
ولا يزال كتابه(كتاب البلدان( يعتبر من أهم المخطوطات الجغرافية التي وصلتنا منذ أيام الخلافات الإسلامية ولا تزال موجودة حتى وقتنا الحاضر، وهي موجودة حالياً في مدينة ميونخ بألمانيا. ولقد نشره اليعقوبي قبل مماته بقليل.
ويوصف أسلوبه بكونه أسلوباً وصفياً سلساً شيقاً في عرض المعلومات يميل إلى التحليل العقلي والمنطقي، وقد قسَم المنطقة التي غطّاها كتابه إلى أربعة أقسام حسب تقسيم الجهات الأصلية، الشرق والغرب و الجنوب ـ القبلة ـ (مطلع سهيل)،والشمال (كرسي بنات نعش).
ويعدّ اليعقوبي مجدداً في تقسيمه المناطق التي وضعها على أساس الولايات، بالإضافة إلى ذلك فإنّه قد سجّل معلومات قيِّمة عن طرق المواصلات في عصره جلبت انتباه واهتمام الكثيرين، وأبدع في وصف بغدادوسامراء؛ إذ أخذت هاتان المدينتان ربع كتابه([2044]).
بين يدي الكتاب
يمتاز هذا الكتاب باتصافه بالعمل الموسوعي في التاريخ الإسلامي، وقد طُبع لأول مرة في ليدنسنة 1860م، ثم في النجف (مطبعة الغري) في ثلاثة أجزاء.
كما أن مؤلفه قام بتصنيفه في قسمين: تناول في الأول تاريخ العالم منذ بدء الخليقة، وجعل الثاني خاصاً بالتاريخ الإسلامي حتى أيام المعتمد على الله العباسي، حوادث سنة 259هـ (872م) قبل وفاته بـ(33) سنة، ومن ضمن الحوادث التي ذكرها فيه محاولة أخذ البيعة من الإمام الحسين× وخروجه من المدينة وكتب أهل العراق إليه وإرساله مسلم بن عقيل× إلى الكوفة وشهادته، ثم ذكر شهادة الإمام الحسين× وسبي عياله، وقد ذكر شيئاً من مناقب الإمام الحسين×، وأخيراً ذكر بعض ولد الإمام الحسين×.
منهجنا في التحقيق
1. اعتمدنا النسخة المطبوعة في مطبعة بريل سنة 1883م، نشر مكتبة ليدن.
2. تخريج الآيات والمصادر الأولية للروايات والأمثال والشعر.
3. اعتمدنا في التحقيق على تخريج المصادر الأولية من كتب العامّة والخاصّة.
4. اعتمدنا في ترجمة بعض الشخصيات التي ورد ذكرها في الكتاب على ما مر ذكره في الكتب السابقة، وترجمنا لـمَن لم يرد ذكره فيما سبق، وكذلك بالنسبة إلى المعاني اللغوية والأماكن والبلدان.
5. بعض الألفاظ التي نحتمل خطأها في الأصل صحّحناها في الهامش لأهمّيتها. ولا يشار إليها في حال التكرار ضمن نفس الكتاب.
6. إضافة بعض العناوين لتوضيح المتن، وقد وضعناها بين معقوفتين.
تاريخ اليعقوبي
|
أيام يزيد بن معاوية
[محاولة أخذ البيعة من الإمام الحسين×]
وملك يزيد بن
معاوية([2045])، وأُمّه ميسون بنت بحدل الكلبيّ، في مستهلّ رجب سنة 60، وكانت الشمس
يومئذٍ في الثور درجة وعشرين دقيقة، والقمر في العقرب...([2046]) درجات وثلاثين دقيقة، وزحل في السرطان إحدى عشرة درجة، والمشتري في الجدي
تسع عشرة درجة، والمرّيخ في الجوزاء اثنتين وعشرين درجة وثلاثين دقيقة، والزهرة في
الجوزاء ثماني درجات وخمسين دقيقة، وعطارد في الثور عشرين درجة وثلاثين دقيقة،
وكان غائباً فلمّا قدم دمشق كتب إلى الوليد بن
عتبة بن أبي سفيان([2047])، وهو عامل المدينة: إذا أتاك كتابي هذا، فأحضر الحسين بن عليّ، وعبد الله
بن الزبير([2048])، فخذهما بالبيعة لي، فإن امتنعا فاضرب أعناقهما، وابعث لي برؤوسهما، وخُذ
الناس بالبيعة، فمَن امتنع فأنفذ فيه الحكم، وفي الحسين بن علي وعبد الله بن
الزبير، والسلام([2049]).
فورد الكتاب على الوليد ليلاً، فوجّه إلى الحسين وإلى عبد الله بن الزبير، فأخبرهما الخبر، فقالا: نصبح ونأتيك مع الناس، فقال له مروان([2050]): إنّهما والله إن خرجا لم ترهما، فخذهما بأن يبايعا، وإلّا فاضرب أعناقهما، فقال: والله ما كنت لأقطع أرحامهما!
[خروج الإمام الحسين× من المدينة وكتب أهل العراق إليه]
فخرجا من عنده وتنحيّا من تحت ليلتهما، فخرج الحسين إلى مكّة([2051])، فأقام بها أيّاماً، وكتب أهل العراق إليه، ووجّهوا بالرسل على أثر الرسل، فكان آخر كتاب ورد عليه منهم كتاب هانئ بن أبي هانئ([2052])، وسعيد بن عبد الله الخثعميّ([2053]).
بسم الله الرحمن الرحيم، للحسين بن علي من شيعته المؤمنين والمسلمين، أمّا بعد فحيّ هلا، فإنّ الناس ينتظرونك، لا إمام لهم غيرك، فالعجل ثمّ العجل والسلام.
[إرسال مسلم إلى الكوفة]
فوجّه إليهم مسلم([2054]) بن عقيل بن أبي طالب، وكتب إليهم، وأعلمهم أنّه أثر كتابه، فلمّا قدم مسلم الكوفة([2055]) اجتمعوا إليه، فبايعوه وعاهدوه وعاقدوه، وأعطوه المواثيق على النصرة والمشايعة والوفاء.
وأقبل الحسين من مكّة يريد العراق، وكان يزيد قد ولّى عبيد الله بن زياد([2056]) العراق، وكتب إليه: قد بلغني أنّ أهل الكوفة قد كتبوا إلى الحسين في القدوم عليهم، وانّه قد خرج من مكّة متوجّهاً نحوهم، وقد بُلي به بلدك من بين البلدان، وأيّامك من بين الأيّام، فإن قتلته، وإلّا رجعت إلى نسبك وإلى أبيك عبيد، فاحذر أن يفوتك([2057]).
مقتل الحسين بن علي
وقدم عبيد الله بن زياد الكوفة، وبها مسلم بن عقيل قد نزل على هانئ بن عروة([2058])، وهانئ شديد العلّة([2059])، وكان صديقاً لابن زياد، فلمّا قدم ابن زياد الكوفة أُخبر بعلّة هانئ، فأتاه ليعوده، فقال هانئ لمسلم بن عقيل وأصحابه، وهم جماعة: إذا جلس ابن زياد عندي وتمكّن، فإنّي سأقول اسقوني، فاخرجوا فاقتلوه، فأدخلهم البيت وجلس في الرواق.
وأتاه عبيد الله بن زياد يعوده، فلمّا تمكّن قال هانئ بن عروة: اسقوني! فلم يخرجوا، فقال: اسقوني، ما يؤخِّركم؟ فقال: اسقوني، ولو كانت فيه نفسي. ففهم ابن زياد، فقام، فخرج من عنده، ووجّه بالشُرَط يطلبون مسلماً، وخرج وأصحابه، وهو لا يشك في وفاء القوم، وصحّة نيّاتهم، فقاتل عبيد الله، فأخذوه، فقتله عبيد الله، وجرّ برجله في السوق، وقتل هانئ ابن عروة لنزول مسلم منزله وإعانته إيّاه([2060]).
[مقتل الإمام الحسين×]
وسار الحسين يريد العراق، فلمّا بلغ القُطقُطانة([2061]) أتاه الخبر بقتل مسلم بن عقيل، ووجّه عبيد الله بن زياد لـمّا بلغه قربه من الكوفة، بالحُرّ بن يزيد([2062])، فمنعه من أن يعدل([2063])، ثمّ بعث إليه بعمر بن سعد بن أبي وقّاص([2064]) في جيش، فلقي الحسين بموضع على الفرات([2065]) يُقال له كربلاء([2066])، وكان الحسين في اثنين وستّين، أو اثنين وسبعين رجلاً من أهل بيته وأصحابه، وعمر بن سعد في أربعة آلاف، فمنعوه الماء، وحالوا بينه وبين الفرات، فناشدهم الله}، فأبوا إلّا قتاله أو يستسلم، فمضوا به إلى عبيد الله بن زياد فيرى رأيه فيه، وينفذ فيه حكم يزيد.
فروي
عن علي بن الحسين([2067]) أنّه قال: «إنّي لجالس في العشيّة التي قُتل أبي الحسين بن
علي في صبيحتها، وعمّتي زينب([2068]) تمرّضني، إذ دخل أبي، وهو يقول:
دَهرُ
أُفٍّ لك من خَليلِ |
|
|
من
طالب وصاحب قَتيلِ |
|
والدّهرُ لا يَقنعُ بالبديلِ |
وإنّما
الأمرُ إلى الجليلِ |
|
وكُلّ حي سالِكُ السبيلِ»([2071]) |
ففهمتُ ما قال، وعرفتُ ما أراد، وخنقتني عبرتي، ورددت دمعي، وعرفت أنّ البلاء قد نزل بنا، فأمّا عمّتي زينب، فإنّها لـمّا سمعت ما سمعت، والنساء من شأنهنّ الرقّة والجزع، فلم تملك أن وثبت تجرّ ثوبها حاسرةً، وهي تقول: وا ثكلاه([2072])! ليت الموت أعدمني الحياة اليوم! ماتت فاطمة وعليّ والحسن بن علي أخي، فنظر إليها فردّد غصّته، ثمّ قال: يا أُختي اتّقي الله، فإنّ الموت نازل لا محالة! فلطمت وجهها، وشقّت جيبها، وخرّت مغشياً عليها، وصاحت: وا ويلاه! وا ثكلاه! فتقدّم إليها، فصبّ على وجهها الماء، وقال لها: يا أُختاه، تعزّي بعزاء الله، فإنّ لي ولكلّ مسلم أُسوة برسول الله. ثمّ قال: اني أُقسم عليك، فابرّي قسمي، لا تشقّي عليّ جيباً ولا تخمشي([2073]) عليّ وجهاً، ولا تدعي عليّ بالويل([2074]) والثبور([2075]). ثمّ جاء بها حتى أجلسها عندي، فإني لمريض مدنف([2076])، وخرج إلى أصحابه»([2077]).
[يوم عاشوراء وبدء القتال]
فلمّا كان من الغد خرج فكلّم القوم، وعظّم عليهم حقّه، وذكّرهم الله}ورسوله، وسألهم أن يخلوا بينه وبين الرجوع، فأبوا إلّا قتاله، أو أخذه حتى يأتوا به عبيد الله بن زياد، فجعل يكلِّم القوم بعد القوم والرجل بعد الرجل، فيقولون: ما ندري ما تقول([2078]). فأقبل على أصحابه فقال: «إنّ القوم ليسوا يقصدون غيري، وقد قضيتم ما عليكم فانصرفوا، فأنتم في حلّ»، فقالوا: لا والله، يابن رسول الله، حتى تكون أنفسنا قبل نفسك، فجزاهم الخير([2079]).
[خطاب زهيربن القين لأهل الكوفة]
وخرج زهير بن القين([2080]) على فرس له فنادى: يا أهل الكوفة، نَذارِ لكم من عذاب الله! نَذار عباد الله! وِلْد فاطمة أحقّ بالودّ والنصر من وِلْد سميّة([2081])، فإن لم تنصروهم، فلا تقاتلوهم، أيّها الناس! إنّه ما أصبح على ظهر الأرض ابن بنت نبيّ إلّا الحسين، فلا يعين أحدٌ على قتله ولو بكلمة إلّا نغّصه الله الدنيا، وعذّبه أشدّ عذاب الآخرة([2082]).
[بدء المنازلة واستشهاد الإمام الحسين× ومَن معه]
ثمّ تقدّموا
رجلاً رجلاً، حتى بقي وحده ما معه أحد من أهله، ولا وِلْده، ولا أقاربه، فإنّه
لواقف على فرسه إذ أُتيَ بمولود قد ولد له في تلك الساعة، فأذّن في أُذنه، وجعل يحنِّكه،
إذ أتاه سهم، فوقع في حلق الصبيّ، فذبحه، فنزع الحسين السهم من حلقه، وجعل يلطِّخه
بدمه، ويقول: «والله، لأنت أكرم على الله من الناقة، ولَـمحمّد أكرم على الله من صالح!»، ثمّ أتَى فوضعه مع وِلْده وبني أخيه([2083])، ثمّ حمل عليهم، فقتل منهم خلقاً عظيماً، وأتاه سهم فوقع في لبّته([2084])، فخرج من قفاه،
فسقط، وبادر القوم فاحتزّوا رأسه، وبعثوا به إلى عبيد الله بن زياد، وانتهبوا
مضاربه([2085])، وابتزّوا([2086]) حرمه، وحملوهنّ إلى الكوفة، فلمّا دخلنَ إليها خرجن نساء الكوفة يصرخنَ
ويبكين، فقال عليّ بن الحسين: «هؤلاء يبكين علينا فمن قَتَلنا؟ »([2087]).
[إرسال العيال والرأس الشريف إلى الشام]
وأُخرج عيال الحسين ووِلْده إلى الشام، ونُصب رأسه على رمح، وكان مقتله لعشر ليال خلون من المحرّم سنة (61) واختلفوا في اليوم، فقالوا: يوم السبت، وقالوا: يوم الإثنين، وقالوا: يوم الجمعة، وكان من شهور العجم في تشرين الأوّل([2088]).
قال الخوارزمي([2089]): وكانت الشمس يومئذٍ في الميزان سبع عشرة درجة وعشرين دقيقة، والقمر في الدلو عشرين درجة وعشرين دقيقة، وزحل في السرطان تسعاً وعشرين درجة وعشرين دقيقة، والمُشتري في الجدي اثنتي عشرة درجة وأربعين دقيقة، والزهرة في السنبلة خمس درجات وخمسين دقيقة، وعطارد في الميزان خمس درج وأربعين دقيقة، والرأس في الجوزاء درجة وخمساً وأربعين دقيقة.
ووضع الرأس بين يدي يزيد، فجعل يزيد يقرع ثناياه([2090]) بالقصب([2091]).
[أُمّ سلمة وحديث القارورة]
وكان أوّل صارخة صرخت في المدينة أُمّ سَلمة زوج رسول الله، كان دفع إليها قارورة فيها تربة، وقال لها: «إنّ جبريل أعلمني أنّ أُمّتي تقتل الحسين»، وأعطاني هذه التربة، وقال لي: «إذا صارت دماً عبيطاً([2092]) فأعلمي أنّ الحسين قد قُتل»، وكانت عندها، فلمّا حضر ذلك الوقت جعلت تنظر إلى القارورة في كلّ ساعة، فلمّا رأتها قد صارت دماً صاحت: واحسيناه! وابن رسول الله! فتصارخن النساء من كلّ ناحية، حتى ارتفعت المدينة بالرجّة التي ما سُمع بمثلها قطّ([2093]).
وكان سنّ الحسين يوم قُتِل ست وخمسين سنة، وذلك أنّه ولد في سنة(4) من الهجرة([2094]).
[ما رواه الإمام الحسين× عن رسول الله’]
وقيل للحسين: ما سمعت من رسول الله؟ قال: «سمعته يقول: إنّ الله يحبّ معالي الأُمور ويكره سفسافها([2095])؛ وعقلتُ عنه أنّه يُكَبِّر فأُكبِّر خلفه، فإذا سمع تكبيري أعاد التكبير حتى يكبِّر سبعاً، وعلّمني: قل هو الله أحد، وعلّمني الصلوات الخمس، وسمعته يقول: مَن يُطِع الله يرفعه، ومَن يَعصِ الله يضعه، ومَن يخلص نيّته لله يزينه، ومَن يثق بما عند الله يغنيه، ومَن يتعزز على الله يذلّه»([2096]).
[ما روي عن الإمام الحسين×]
وقال بعضهم: سمعت الحسين يقول: «الصدق عزّ، والكذب عجز، والسرّ أمانة، والجوار قرابة، والمعونة صداقة، والعمل تجربة، والخلق الحسن عبادة، والصمت زين، والشحّ فقر، والسخاء غنى، والرفق لبّ»([2097]).
ووقف الحسين بن علي بالحسن البصري([2098])، والحسن لا يعرفه، فقال له الحسين: «يا شيخ هل ترضى لنفسك يوم بعثك؟» قال: لا! قال: «فتحدِّث نفسك بترك ما لا ترضاه لنفسك من نفسك يوم بعثك؟»، قال: نعم بلا حقيقة. قال: «فمَن أغشّ لنفسه منك لنفسه يوم بعثك، وأنت لا تحدِّث نفسك بترك ما لا ترضاه لنفسك بحقيقة؟» ثمّ مضى الحسين، فقال الحسن البصري: مَن هذا؟ فقيل له: الحسين بن علي، فقال: سهّلتم عليّ([2099]).
[وِلْد الإمام الحسين×]
وكان للحسين من الوِلْد: عليّ الأكبر([2100])، لا بقية له، قُتل بالطّف، وأُمّه ليلى بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفي.
وعليّ الأصغر([2101])، وأُمّه حرار بنت يزدجرد، وكان الحسين سمّاها غزالة([2102]).
وقيل لعليّ بن الحسين: ما أقلّ ولد أبيك؟! قال: «العجب! كيف وِلدتُ له؟!» إنّه كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، فمتى كان يفرغ للنساء؟!([2103])
الآحادوالمثـاني
ابن أبي عاصم الضحّاك أحمد بن عمرو الشيباني
(ت287هـ)
ترجمة المؤلف
أبو بكر بن أبي عاصم، أحمد بن عمرو بن الضحاك بن مخلد الشيباني، الحافظ المحدّث. ولد سنة (206هـ)، ظاهري المذهب.
سمع من والده وجدِّه ومن جدِّه لأُمّه الحافظ موسى بن إسماعيل التبوذكى، وكانت عائلته من كبار العلماء، وقد أُصيب في كتبه فتلفت في فتنة الزنج،ورجع يروى من حفظه الكثير.
وروى الحديث عن عدد كبير من
العلماء منهم: أبو الوليد الطيالسى، وأبو بكر بن
أبي شيبه،ومحمد بن
كثير، ودحيم وهشام بن عمار، وأبو حاتم الرازي، والبخاري،والخوطى.
وحدّث عنه جمٌّ غفير من المحدِّثين، منهم: أبو بكر القباب راوي كتاب السنّة، وابنته أُمّ الضحاك عاتكة والقاضي أبو أحمد العسّال، وأحمد بن بندار، ومحمد بن أحمد الكسائي، وأبو الشيخ وغيرهم.
وليَ قضاء أصبهان، وتوفي لخمس خلون من ربيع الآخر سنة (287هـ)، ودُفن بمقبرة دوشاباذ في أصفهان([2104]).
ومن مؤلفاته
1. المسند الكبير، فيه نحو خمسين ألف حديث.
2. الآحاد والمثاني. وفيه نحو عشرين ألف حديث، فيه فصل في ترجمة الإمام الحسين×، وهو هذا الكتاب الذي بين يديك.
3. كتاب السنّة، وهو أشهر مؤلفاته.
4. كتاب المذكر والتذكير، وغيرها.
بين يدي الكتاب
يُعد هذا الكتاب من كتب التراجم التي لها قيمة علمية كبيرة، فهو من أوائل الكتب التي أفردت الصحابة بالتصنيف، وقد سُمي بالآحاد والمثاني لأنه يذكر حديثا واحداً للصحابي أو حديثين ولا يزيد على ذلك إلا نادراً، على أنه يذكر للحديث الواحد أكثر من إسناد وأكثر من طريق، حتى أنه قد يستفيض في ذكر طرق الحديث الواحد.
استفدنا من الكتاب ذكر ترجمة الإمام الحسين× وذكر شمائله ومكارم أخلاقه وإخبار النبي’ بقتله×.
منهجنا في التحقيق
1. اعتمدنا النسخة الخطية المحفوظة في موقع الآلوكة المجلس العلمي برقم 235.
2. تخريج المصادر الأولية من كتب العامّة والخاصّة، وأشرنا الى مواضع الخلاف بينها في النقل.
3. اعتمدنا في ترجمة بعض الشخصيات التي ورد ذكرها في الكتاب على ما مر ذكره في الكتب السابقة، وترجمنا لمن لم يذكر سابقاً، وكذلك بالنسبة الى المعاني اللغوية والاماكن والبلدان.
الآحاد والمثـاني
ومن ذِكْر الحسين بن عليG
[كنيته ومدّة عمره الشريف]
ويُكنّى: أبا عبد الله.
سمعت أبا بكر بن أبي شيبة([2105]) يقول: قُتل الحسين بن عليEفي سنة إحدى وستّين يوم عاشوراء، وهو ابن ثمان وخمسينسنة([2106]). كان يُخضِّب بالحنّاء والكَتَم([2107])([2108]).
حدّثنا ابن أبي عمر، نا سفيان بن
عيينة، عن جعفر بن محمّـد بن علي بن حسين، قال: قُتل علي وهو ابن ثمان وخمسين،
ولها قُتل الحسين بن علي، ومات لها
علي بن الحسين، ومات لها محمّـد بن علي بن حسينF([2109]).
حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، نا حسين بن علي الجعفي، عن سفيان بن عيينة، قال: سمعت الهذيل يسأل جعفر بن محمّـد: كم كان لعليّEحين قُتل؟ فقال: ثمان وخمسين([2110])، وقُتل لها الحسين بن عليG([2111]).
حدّثنا أبو سعيد الأشجّ، نا حفص بن غياث، قال: سمعت جعفر بن محمّد يذكر عن أبيه، قال: لم يكن بين الحسن والحسينGإلاّ طهر([2112]).
[شمائله ومكارم أخلاقه]
حدّثنا فضل بن سهل، وأبو يحيى محمّـد بن عبد الرحيم، قالا: ثنا حسين بن محمّـد، عن جرير بن حازم، عن محمّـد بن سيرين، عن أنس بن مالكE، قال: أُتيَ عبيد الله بن زياد برأس الحسينE، وكان يُخضِّب بالوسمة([2113]).
حدّثنا بعض أصحابنا، عن عمرو، عن ابن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن علي بن حسين، قال: كان الحسين بن عليEيخضّب بالسواد([2114]).
حدّثنا إبراهيم بن حجاج، ثنا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن علي بن زيد([2115])، عن أنس بن مالكE، قال: لـمّا قُتل الحسين بن علي جيء برأسه إلى عبيد الله بن زياد، فجعل ينكت بقضيبٍ على ثناياه، وقال: إن كان لحسن الثغر. فقلت في نفسـي: لأسؤونك! لقد رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقبِّل موضع قضيبك من فيه([2116]).
حدّثنا يعقوب، ثنا سفيان بن حمزة، عن كثير بن زيد، عن المطّلب، قال:
لمّا أُحيط بالحسين بن عليGقال: «ما اسم هذه الأرض؟» فقيل: كربلا. فقال: «صدق النبيّ (صلّى
الله عليه)، إنّما هي أرض كربٍ وبلا»([2117]).
[نَوْحُ الجنِّ على الإمام الحسين×]
حدّثنا هدبة بن خالد، ثنا حمّاد بن سلمة، عن عمّار بن أبي عمّار، عن أُمّ سلمة I، أنّها قالت: سمعت الجن تنوح على الحسينE([2118]).
حدّثنا إبراهيم بن حجّاج، نا حمّاد بن سلمة، عن عمّار بن أبي عمّار، عن ميمونة، قالت: سمعت الجنّ ينوح على الحسينE([2119]).
[إخبار النبي’بقتل الحسين×]
حدّثنا أبو بكر، ثنا محمّـد بن عبيد، حدّثني شرحبيل بن مدرك الجعفي، عن عبد الله بن نُجَيّ، عن أبيه: أنّه سافر مع عليّE، وكان صاحب مطهرته، فلمّا حاذى نينوى([2120])، وهو منطلقٌ إلى صفِّين، فنادى عليّ: «صبراً أبا عبد الله بشاطئ الفرات». فقلت: ماذا؟! أبا عبد الله؟ فقال: «دخلت على النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) وعيناه تفيضان، فقلت: يا رسول الله، ما لعينيك تفيضان؟ أغضبك أحد؟ فقال: بل قام جبريل× من عندي قبيل، فحدّثني أنّ الحسين بن علي يُقتل بشاطئ الفرات. فقال: هل لك أن اشمّك من تربته؟ فقلت: نعم. فمدّ يده فقبض قبضةً من ترابٍ فأعطانيها، ما ملكت عيني أن فاضتا»([2121]).
حدّثنا أبو بكر، ثنا يعلى بن عبيد، عن موسى الجهني، عن صالح بن أربد النخعي، قال: قالت أُمّ سلمة: دخل الحسين بن عليّ على النبيّ (صلّى الله عليه)، فتطلّعت، فرأيت في يد النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) شيئاً يقلّبه، وهو نائمٌ على بطنه، فقلت: يا رسول الله، تطلّعت فرأيتك تقلّب شيئاً، ودموعك تسيل. فقال: «إنّ جبريل× أتاني بتربته التي يُقتل عليها، فأخبرني أنّ أُمّتي يقتلونه»([2122]).
حدّثنا فضل بن سهل الأعرج، نا محمّـد بن خالد بن عثمان، نا موسى بن يعقوب، عن هاشم بن هاشم، عن عبد الله بن وهب: أنّ أُمّ سلمةIحدّثته: أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) اضطجع ذات يوم للنوم، فاستيقظ وهو خاثر النفس، ثمّ اضطجع، ثمّ استيقظ وفي يده تربةٌ حمراء يقلّبها في يده، فقالت أُمّ سلمة I: يا نبيّ الله، ما هذه التربة؟ قال: «أخبرني جبريل× أنّ هذا يُقتل بأرض العراق، الحسين. فقلت: يا جبريل، أرني تربة الأرض التي يُقتل فيها. وهي هذه»([2123]).
حدثنا هدبة بن خالد، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن علي بن الحسين، حدثني الحسين بن عليGقبل قتله بيوم، قال: «إنّ بني إسرائيل كان لهم ملك!». فذكر في قتل يحيى بن زكريا× حديثاً طويلاً([2124]).
حدّثنا يعقوب بن حميد، نا عبد الله بن ميمون المكّي، ثنا جعفر بن محمد، عن أبيه: أنّه دخل على أبيه رجلان من قريش، فذكر مقتل الحسين بن علي÷ بطوله([2125]).
ومما أسند
حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، نا خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، قال سمعت عمارة بن غزية الأنصاري، يقول: سمعت عبد الله بن علي بن حسين يحدِّث، عن أبيه، عن جدِّهE، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): «إنّ البخيل مَن ذُكرت عنده فلم يصلِّ عليَّ»([2126]).
حدّثنا يعقوب بن حميد، ثنا أنس بن عياض، عن كثير بن زيد، عن علي بن حسين، عن أبيه، قال: «إنّ أعرابياً كان له على النبي (صلّى الله عليه وسلّم) موعد فقدم عليه مع أناس، فقالوا: إن شئت أن تبصر رحالنا ونذهب فنكفيك، وإن شئت أن تذهب فذهب هو فجاء إلى النبي (صلّى الله عليه وسلّم)، فقال: موعدي! فقال: نعم، سل ما شئت. فسأله غنماً وإبلاً، فأعطاه ما سأله، فلمّا أدبر قال النبي (صلّى الله عليه وسلّم): ما ضرّ هذا لو قال كما قالت عجوز بني إسرائيل، قال موسى×: مَن يدلّني على قبر أخي يوسف×؟ قالوا: ما يعلم أحداً([2127]) بذلك إلّا فلانة العجوز. فذهب إليها، فقال: دلّني على قبر أخي يوسف×. قالت: لا أدلّك إلّا أن تعطيني ما أسألك. فقال موسى×: وما تسأليني؟ قالت: أسألك أن أكون رفيقك في الجنّة. فقال موسى×: وما ضرّني أن يجعلك الله}معي حيثما كنت. ما ضرّ هذا لو قال مثلما قالت عجوز بني إسرائيل»([2128]).
ـ أ ـ
1. إبصار العين في أنصار الحسين×، الشيخ محمد بن طاهر السماوي (ت1370هـ)، تحقيق الشيح محمد جعفر الطبـسي، ط1، 1377هـ.ش /1419هـ.ق، نشر مركز الدراسات الإسلاميّة لممثليّة الولي الفقيه في حرس الثورة الإسلاميّة، بيروت ـ لبنان.
2. الآحاد والمثاني، ابن أبي عاصم (ت287هـ)، تحقيق الدكتور باسم فيصل أحمد الجوابرة، ط1، 1411ه/1991م، نشر دار الدراية، السعودية.
3. الاحتجاج، أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي (ت548هـ)، تعليقات وملاحظات السيّد محمد باقر الخرسان، نشر مطابع النعمان النجف الأشرف.
4. الأخبار الطوال، أحمد بن داود الدينوري (ت276هـ)، تحقيق عبد المنعم عامر، ط1، 1960م، القاهرة، نشر دار إحياء الكتاب العربي.
5. الاختصاص، محمد بن محمد بن النعمان المفيد (ت413هـ)، صحّحه وعلّق عليه علي أكبر الغفاري، رتّب فهارسه السيّد محمود الزرندي المحرمي، ط2، 1414هـ، 1993م، نشر جماعة المدرِّسين في الحوزة العلميّة، قم المقدّسة.
6. اختيار معرفة الرجال (رجال الكشـي)، الشيخ محمد بن الحسن الطوسي (ت460هـ)، تحقيق السيِّد مهدي الرجائي، 1404هـ، نشـر مؤسسة آل البيت^ لإحياء التراث.
7. الأدب المفرد، الإمام الحافظ محمد بن إسماعيل البخاري (ت256هـ)، ط1، 1406هـ/1986م، نشر مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت ـ لبنان.
8. الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، محمد بن محمد بن النعمان المفيد (ت413هـ)، تحقيق مؤسّسة آل البيت× لتحقيق التراث، ط2، 1414هـ/ 1993م، نشـر دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت ـ لبنان.
9. أساس البلاغة، جار الله أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشـري (ت 538هـ)، سنة الطبع 1960م، نشر دار ومطابع الشعب، القاهرة.
10.الاستيعاب في معرفة الأصحاب، يوسف بن عبد الله بن عبد البر (ت463هـ)، تحقيق علي محمد البجاوي، ط1، 1412هـ/1992م، نشر دار الجيل، بيروت ـ لبنان.
11.أُسد الغابة في معرفة الصحابة، علي بن أبي الكرم المعروف بابن الأثير (ت630هـ)، نشر دار الكتاب العربي، بيروت ـ لبنان.
12.الإصابة في تميز الصحابة، أحمد بن عليّ بن حجر العسقلاني (ت852هـ)، تحقيق الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، الشيخ عليّ محمد معوض، ط1، 1415هـ، نشر دار الكتب العلميّة، بيروت ـ لبنان.
13.أصدق الأخبار في قصّة الأخذ بالثار، السيِّد محسن بن عبد الكريم الحسيني العاملي (ت1371هـ)، نشر مكتبة بصيرتي، إيران ـ قم.
14.الاصطلاحات الفقهية في الرّسائل العملية، ياسين عيسى العامليّ، ط1، 1413هـ/1993م، دار البلاغة للطباعة والنشر.
15.أطلس الحسين×، عباس الربيعي (معاصر)، ط1، 1432هـ/ 2010م، نشر هيئة قوات الشهيد الصدر، بغداد ـ العراق.
16.إعلام الورى بأعلام الهدى، الفضل بن الحسن الطبرسي (ت548هـ)، تحقيق مؤسسة آل البيت^ لإحياء التراث، ط1، 1417هـ، نشـر مؤسّسة آل البيت^ لإحياء التراث، قم المشرّفة.
17.الأعلام، خير الدين الزركلي (ت1410هـ)، ط5، 1980م، نشـر دار العلم للملايين.
18.أعيان الشيعة، السيّد محسن بن عبد الكريم الأمين (ت1371هـ)، تحقيق وتخريج حسن الأمين، نشر دار التعارف للمطبوعات، بيروت ـ لبنان.
19.الأغاني، أبو الفرجعلي بن الحسين الأصفهاني (ت356هـ)، نشـر دار إحياء التراث العربي.
20.الإفصاح في إمامة أمير المؤمنين×، محمد بن محمد بن النعمان المفيد (ت413هـ)، تحقيق قسم الدراسات الإسلاميّة في مؤسّسة البعثة، ط1، 1412هـ.ق، نشـر مركز مؤسّسة البعثة للطباعة والنشر، قم.
21.كتاب الأفعال، علي بن جعفر بن علي السعدي، أبو القاسم، المعروف بابن القطاع الصقلي ( ت 515 هـ )، الطبعة الأُولى 1403 ه ـ 1983 م، الناشر عالم الكتب.
22.إقبال الأعمال مضمار السبق في ميدان الصدق، السيّد رضي الدين علي بن موسى جعفر بن طاووس (ت644هـ)، المحقق جواد القيومي الأصفهاني، ط1، 1414هـ.ق، نشر مكتب الإعلام الإسلامي، طبع مطابع مكتب الإعلام الإسلامي.
23.الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكُنى والأنساب، ابن ماكولا (ت475هـ)، نشر دار الكتاب الإسلامي، القاهرة.
24.الأُم، محمد بن إدريس الشافعي (ت204هـ)، ط1، 1400ه/1980م، نشـر دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت ـ لبنان.
25.أمالي المحاملي، أبو عبد الله الحسين بن
إسماعيل الضبيّ المحاملي (ت330هـ)، تحقيق وتخريج الدكتور إبراهيم القيسي ط1، 1412هـ/
1991م، نشر المكتبة الإسلامية، الجبيهة ـ عمان.
26.الأمالي، الشيخ محمد بن علي الصدوق (ت381هـ)، تحقيق قسم الدراسات الإسلاميّة، مؤسّسة البعثة، ط1، 1417هـ.ق، نشـر مركز الطباعة والنشـر في مؤسّسة البعثة، طهران، شارع سمية، بين شارعي الشهيد مفتح وفرصت.
27.الأمالي، علي بن الطاهر أبي أحمد الحسين المعروف بالسيّد المرتضى (ت436هـ)، صححه وضبط ألفاظه وعلّق حواشيه السيّد محمد بدر الدين النعساني الحلبي، ط1، 1325هـ/1907م، نشر مكتبة آية الله العظمى المرعشـي النجفي، قم ـ إيران، 1403هـ.ق.
28.الأمالي، الشيخ محمد بن الحسن الطوسي (ت460هـ)، تحقيق قسم الدراسات الإسلاميّة، مؤسّسة البعثة للطباعة والنشر والتوزيع، ط1، 1414هـ، نشـر دار الثقافة، قم.
29.الإمام الصادق×، محمد حسن المظفر (ت1375هـ)، ط3، 1397هـ/
1978م، نشر دار الزهراء، بيروت ـ لبنان.
30.الإمامة والسياسة، عبد الله بن مسلم (ت276ه)، تحقيق طه محمد الزيني، نشر مؤسسة الحلبي وشركاه للنشر والتوزيع، القاهرة.
31.أنساب الأشراف، أحمد بن يحيى البلاذريّ (ت279هـ)، (الجزء الأوّل) تحقيق الدكتور محمد حميد الله، نشر معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية بالاشتراك مع دار المعارف بمصر. (الجزء الثاني) تحقيق محمد باقر المحمودي، ط1، 1394/1974م، نشر مؤسسة الأعلمي للمطبوعات. (الجزء الثالث) تحقيق محمد باقر المحمودي، ط1، 1394/1974م، نشر دار التعارف، ط1، 1397هـ/1977م. (الجزء الخامس منه) تحقيق إحسان عبّاس، جمعية المستشرقين الألمانية، سنة 1400هـ/1979م. (الجزء السادس منه) لم يثبت عليه هوية المعلومات. (الجزء الحادي والثاني والثالث عشر منه) تحقيق وتقديم: سهيل زكّار ورياض زركلي، ط1، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.
32.أنصار الحسين، محمد مهدي شمس الدين (معاصر)، ط2، 1401هـ /1981م، نشر الدار الإسلاميّة.
33.الإيضاح، الفضل بن شاذان الأزدي) ت260هـ)، تحقيق: السيد جلال الدين الحسيني، ط1، 1363 هـ.ش، نشر مؤسسة نشر وطباعة جامعة طهران.
ـ ب ـ
34.بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار، محمد باقر المجلسـي (ت1111هـ)، ط2، 1403ه/1983م، نشر مؤسّسة الوفاء، بيروت ـ لبنان.
35.البداية والنهاية، إسماعيل بن كثير الدمشقي (ت774هـ)، تحقيق علي شيري، ط1، 1408هـ/1988م، نشر دار إحياء التراث العربي، بيروت ـ لبنان.
36.بشارة المصطفى’ لشيعة المرتضى×، عماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري (ت525هـ)، تحقيق: جواد القيومي الأصفهاني، ط1، 1420 هـ.ق، نشـر مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرّفة.
37.بصائر الدرجات الكبرى في فضائل آل محمد^، محمد بن الحسن بن فروخ الصفار (ت290هـ)، تحقيق: الحاج ميرزا محسن (كوچه باغي)، الناشر: مؤسّسة الأعلمي، طهران، طبع في سنة 1362ش/1404هـ.ق.
38.بغية الطلب في تاريخ حلب، عمر بن أحمد ابن العديم (ت 660هـ)، تحقيق وتقديم الدكتور سهيل زكار، 1408 ـ 1988، نشر مؤسسة البلاغ، بيروت ـ لبنان.
39.البلدان، أحمد بن إسحاق اليعقوبي (ت292هـ)، ط1، 1422ه، نشر دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان.
40.البلدان، أحمد بن محمد ابن الفقيه الهمذاني (ت340هـ)، ط1، 1416هـ/ 1996م، تحقيق: يوسف الهادي، نشر عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع.
ـ ت ـ
41.تاج العروس من جواهر القاموس، الإمام محبّ الدين أبو فيض السيد محمد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي الحنفي (ت1205هـ)، تحقيق علي شيري، نشر دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، 1414هـ/1994م.
42.تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، محمد بن أحمد الذهبي (ت748هـ)، تحقيق الدكتور عمر عبد السلام تدمري، ط2، 1409هـ/ 1998م، الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت ـ لبنان.
43.تاريخ الأُمم والملوك، محمد بن جرير الطبري (ت310هـ) [قُوبلت هذه الطبعة على النسخة المطبوعة بمطبعة (بريل) بمدينة ليدن في سنة 1879م] راجعه وصحّحه وضبطه نخبة من العلماء الأجلّاء.
44.تاريخ الخلفاء، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت911هـ)، تحقيق لجنة من الأدباء، نشر دار التعاون، مكّة المكرّمة.
45.التاريخ الصغير، محمد بن إسماعيل البخاري(ت256هـ)، تحقيق: محمود إبراهيم زايد، ط1، 1406هـ، نشر: دار المعرفة ـ بيروت.
46.التاريخ الكبير، محمد بن إسماعيل البخاري (ت256هـ)، نشـر المكتبة الإسلاميّة، ديار بكر ـ تركيا.
47.تاريخ الكوفة، السيّد حسين بن أحمد البراقي (ت1332هـ)، تحقيق: ماجد أحمد العطية، استدراكات السيّد محمد صادق آل بحر العلوم، ط1، 1424ه.ق/1382هـ.ش، نشـر المكتبة الحيدريّة.
48.تاريخ المدينة المنورة، عمر بن شبة النميري (ت262هـ)، تحقيق فهيم محمد شلتوت، تاريخ الطبع 1410هـ.ق، نشر دار الفكر، قم ـ إيران.
49.تاريخ اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب إسحاق بن جعفر بن وهب ابن واضح الكاتب العباسي المعروف باليعقوبي (ت292هـ)، نشر دار صادر، بيروت ـ لبنان.
50.تاريخ بغداد أو مدينة السلام، الإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت463هـ)، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، ط1، 1417هـ/1997م، الناشر دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان.
51.تاريخ خليفة، خليفة بن خياط العصقري (ت240ه/854م)، تحقيق وتقديم: الأُستاذ الدكتور سهيل زكار، دار الفكر للطباعة والنشـر والتوزيع، المكاتب (البناية المركزية)، بيروت ـ لبنان.
52.تاريخ مختصر الدول، العلّامة غريغوريوس الملطي المعروف بابن العبري (ت685هـ)، ط1، نشر دار الميسرة، بيروت ـ لبنان.
53.تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية مَن حلّها من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها، علي بن الحسن المعروف بابن عساكر(ت571هـ)، تحقيق علي شيري، نشر دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، 1415هـ/1995م، بيروت ـ لبنان.
54.تاريخ مواليد الأئمّة^ ووفياتهم، عبد الله بن النصر ابن الخشاب البغدادي (ت567ه).
55.تجارب الأُمم، أحمد بن محمد مسكويه الرازي (ت421هـ)، تحقيق: الدكتور أبو القاسم إمامي، ط2، 1422هـ/2001م، نشر دار سروش للطباعة والنشر.
56.التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة، شمس الدين السخاويّ (ت902هـ)، ط1، 1414هـ، دار الكتب العلميّة، بيروت ـ لبنان.
57.التذكرة الحمدونيّة، ابن حمدون محمّد بن الحسن بن محمّد بن علي (ت562هـ)، تحقيق: إحسان عبّاس و بكر عبّاس، ط1، 1996، نشر دار صادر، بيروت ـ لبنان.
58.ترجمة الإمام الحسين× من طبقات ابن سعد، محمد بن سعد (ت230هـ)، تهذيب وتحقيق: السيِّد عبد العزيز الطباطبائي، نشر الهدف للإعلام والنشر.
59.ترجمة ريحانة رسول الله| الإمام الحسين× من تاريخ مدينة دمشق، علي ابن الحسن المعروف بابن عساكر (ت571هـ)، تحقيق محمد باقر المحمودي، ط2، 1414هـ، الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة، إيران ـ قم.
60.التشريف بالمنن في التعريف بالفتن المعروف بالملاحم والفتن، علي بن موسى بن طاووس (ت664هـ)، تحقيق: مؤسّسة صاحب الأمر#، ط1، 1416هـ، الناشر: مؤسّسة صاحب الأمر#.
61.التعديل والتجريح، سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب الباجي المالكي (ت474هـ)، تحقيق: الأُستاذ أحمد البزار، نشـر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مراكش.
62.تفسير القرآن العظيم، إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي (ت774 هـ)، قدّم له الدكتور يوسف عبد الرحمن المرعشلي، نشر دار المعرفة، بيروت ـ لبنان.
63.تفسير القرآن العظيم، عبد الرحمن بن محمد إبن إدريس الرازي ابن أبي حاتم ( ت 327 ه )، تحقيق أسعد محمد الطيّب، نشر دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت ـ لبنان.
64.تفسير القرآن، عبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت211هـ)، تحقيق الدكتور مصطفى مسلم محمد، ط1، 1410هـ/1989م، نشـر مكتبة الرشد للنشـر والتوزيع، المملكة العربية السعودية ـ الرياض.
65.التفسير (تفسير العياشي)، محمد بن مسعود بن عياش السلمي المعروف بالعياشي (ت320هـ)، تحقيق وتعليق: السيّد هاشم الرسولي المحلاتي، نشـر المكتبة العلمية الإسلاميّة، طهران ـ إيران.
66.تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة، محمد بن الحسن الحرّ العاملي (ت1104هـ)، ط2، 1414هـ، تحقيق ونشر مؤسّسة آل البيت× لإحياء التراث، قم ـ إيران.
67.تقريب التهذيب، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت852هـ)، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، ط2، 1415هـ/1995م، نشر دار المكتبة العلميّة بيروت ـ لبنان.
68.التمهيد، يوسف بن عبد البر (ت463هـ)، تحقيق: مصطفى بن أحمد العلوي، محمد عبد الكبير البكري، سنة الطبع 1387هـ، نشـر وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلاميّة.
69.تنبيه الخواطر ونزهة النواظر، ورام بن أبي فراس المالكي الأشتري (ت605هـ)، ط2، 1368هـ.ش، نشر دار الكتب الإسلامية.
70.تهذيب التهذيب، شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت852هـ)، ط1، 1404هـ/1984م، نشر دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.
71.تهذيب الكمال في أسماء الرجال، جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي (ت742هـ)، تحقيق الدكتور بشار عواد معروف، ط4، 1406هـ/1985م، نشر مؤسّسة الرسالة، بيروت ـ لبنان.
72.التواضع والخمول، عبد الله بن محمد بن عبيد ابن أبي الدنيا (ت281هـ)، تحقيق: محمد عبد القادر أحمد عطا، ط1، 1409هـ/1989م، نشر دار الكتب العلميّة، بيروت ـ لبنان.
73.توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرّواة وأنسابهم وألقابهم وكناهم، محمد بن عبد الله بن محمد القيسـي الدمشقي (ت842هـ)، تحقيق: محمد نعيم العرقسوسيّ، ط2، 1414هـ/1993م، مؤسّسة الرّسالة، بيروت.
ـ ث ـ
74.الثاقب في المناقب، محمد بن عليّ الطوسي المعروف بابن حمزة (من أعلام القرن السادس)، تحقيق: الأستاذ نبيل رضا علوان، ط2، 1412هـ، نشـر مؤسّسة أنصاريان، قم المقدّسة.
75.الثقات، محمد بن حبان بن أحمد أبي حاتم التميمي البستي (ت 354هـ/965م) ط1، 1393هـ/1973م، بمطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد الدكن ـ الهند.
ـ ج ـ
76.جمهرة اللغة، محمد بن الحسن بن دريد الأزدي ( ت 321 هـ )، تحقيق رمزي منير بعلبكي، الطبعة الأُولى 1987 م، الناشر دار العلم للملايين ـ بيروت.
77.الجوهرة في نسب الإمام عليّ وآله، محمد بن أبي بكر الأنصاريّ التاهساني المعروف بالبري، المتوفى في القرن السابع، تحقيق: محمد التونجي، ط1، 1402هـ، مكتبة النوري، دمشق.
78.جمهرة أنساب العرب، علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي (ت456هـ)، تحقيق: لجنة من العلماء، ط1، 1403هـ/1983م، نشر دار الكتب العلميّة، بيروت ـ لبنان.
79.جامع البيان عن تأويل آي القرآن، محمد بن جرير الطبري (ت310 هـ)، ضبط وتوثيق وتخريج: صدقي جميل العطار، نشـر دار الفكر للطباعة والنشـر والتوزيع، 1415هـ/1995م، بيروت ـ لبنان.
80.جمهرة الأمثال، أبو هلال العسكري (ت395هـ)، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم وعبد المجيد قطامش، ط2، 1384هـ/1964م، دار الجيل، بيروت.
81.جواهر التاريخ، عليّ الكوراني العاملي (معاصر)، ط1، 1425هـ /2004هـ، نشـر دار الهدى.
82.جواهر المطالب في مناقب الإمام عليّ بن أبي طالب×، محمّد بن أحمد الدمشقي الباعوني الشافعي (ت871ه)، تحقيق الشيخ محمّد باقر المحمودي، ط1، 1415ه، نشـر مجمع إحياء الثقافة الإسلامية، إيران ـ قم المقدّسة.
83.الجرح والتعديل، الإمام الحافظ شيخ الإسلام أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر التميمي الحنظلي الرازي (ت327هـ)، ط1، 1371هـ/1952م، نشر دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.
84.جواهر التاريخ، علي الكوراني العاملي (معاصر)، ط1، 1430هـ، نشـر باقيات، قم المشرَّفة.
ـ ح ـ
85.حياة الإمام الحسين بن علي÷، باقر شريف القرشي (ت1434هـ)، ط1، 1394هـ/1974م، نشر مطبعة الآداب، النجف الأشرف.
86.حياة الحيوان الكبرى، كمال الدين دميري (ت808هـ)، ط2، 1424ه.ق، نشـر دار الكتب العلميّة، بيروت ـ لبنان.
ـ خ ـ
87.خاتمة المستدرك، ميرزا حسين النوري الطبرسي، (ت1320هـ)، تحقيق: مؤسسة آل البيت^ لإحياء التراث، ط1، 1415هـ، قم ـ إيران.
88.الخرائج والجرائح، قطب الدين الراوندي (ت573هـ)، تحقيق: مؤسّسة الإمام المهدي، ط1، 1409هـ، مؤسّسة الإمام المهدي، قم المقدّسة.
89.خزانة الأدب، عبد القادر بن عمر البغدادي، (ت 1093هـ)، تحقيق : محمد نبيل طريفي/إميل بديع اليعقوب، ط1، 1998م، نشر دار الكتب العلمية، بيروت.
90.الخصال، أبو جعفر محّمد بن عليّ بن الحسين
بن بابويه القمّي الصدوق (ت381هـ)، تحقيق وتصحيح وتعليق: عليّ أكبر الغفاري،
1403هـ/
1362ش، نشـر مؤسسة النشـر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة.
91.خلاصة الأقوال في معرفة الرّجال، الحسن بن يوسف بن المطهر الأسديّ، (ت726هـ)، تحقيق الشيخ جواد القيوميّ، الطبعة الأُولى، سنة الطبع 1417هـ، مؤسّسة نشر الفقاهة.
92.خلاصة تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال، صفي الدين أحمد بن عبد الله الخزرجي الأنصاري اليميني (ت ق10)، ط4، 1411هـ، نشر دار البشائر الإسلاميّة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت ـ لبنان.
ـ د ـ
93.دائرة المعارف الإسلامية، محمد صادق الكرباسي (معاصر)، ط1، نشر المركز الحسيني للدراسات، لندن.
94.درب زبيدة، سعد عبد العزيز سعد الراشد (معاصر)، ط1، 1414هـ/ 1993م، نشر دار الوطن للنشر والإعلام، السعودية ـ الرياض.
95.الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة، صدر الدين السيد علي خان المدني الشيرازي الحسيني (ت1120ه/1708م)، ط2، 1397هـ، تقديم العلّامة الكبير السيد محمد صادق بحر العلوم، نشر مكتبة بصيرتي، قم ـ شارع إرم.
96.درر السمط في خبر السبط، محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي المعروف بابن الأبّار (ت658هـ)، تحقيق: عزّ الدين عمر موسى، ط1، 1407هـ/1987م، نشر دار الغرب الإسلامي، بيروت ـ لبنان.
97.الدّعاء، سليمان بن أحمد الطبرانيّ (ت360هـ)، دراسة وتحقيق مصطفى عبد القادر عطا، ط1، 1413هـ/1993م، دار الكتب العلمية ـ بيروت.
98.دفن شهداء واقعة الطف، عامر الجابري (ت1438هـ/2017م)، ط1، 2013م، تحقيق اللجنة العلمية في مركز الدراسات التخصصية في النهضة الحسينية، نشر مركز الدراسات التخصصية في النهضة الحسينية، النجف الأشرف.
99. دلائل الإمامة، محمد بن جرير الطبري (من أعلام القرن الرابع)، تحقيق: قسم الدراسات الإسلامية ـ مؤسسة البعثة ـ قم، ط1، 1413هـ، نشر مركز الطباعة والنشر في مؤسسة البعثة.
100. دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشـريعة، أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت458هـ)، تحقيق: الدكتور عبد المعطي قلعجي، ط1، 1405ه/1985م، دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان.
ـ ذ ـ
101. ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى، العلّامة أحمد بن عبد الله الطبري (ت694هـ)، سنة 1356هـ، نشر مكتبة القدسي، القاهرة ـ مصر.
102. ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة، محمد بن جمال الدين مكي العاملي (ت 786 ه)، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت^ لإحياء التراث، قم المقدّسة.
103. ذوب النضار، ابن نما الحلي (ت645هـ)، تحقيق: فارس حسون كريم، ط1، 1416، نشر مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرِّسين، قم المشرّفة.
104. الذريعة إلى تصانيف الشيعة، آغا بزرگ الطهراني (ت1389هـ)، ط3، 1403هـ/1983م، نشر دار الأضواء، بيروت ـ لبنان.
105. الذرّية الطاهرة النبويّة، محمد بن أحمد بن حمّاد الدّولابيّ (ت310هـ)، تحقيق السيّد محمد جواد الحسيني الجلالي، ط1، 1407هـ، مؤسّسة النشـر الإسلاميّ التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة.
ـ ر ـ
106. ربيع الأبرار ونصوص الأخبار، جار الله أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري (ت 538هـ)، تحقيق: عبد الأمير مهنا، ط1، 1412ه/1992م، الناشر: مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت ـ لبنان.
107. الأبواب (رجال الطوسي)، أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي (ت460هـ)، تحقيق: جواد القيومي الأصفهاني، ط1، 1415هـ، نشـر مؤسّسة النشـر الإسلامي التابعة لجماعة المدرِّسين، قم المشرَّفة.
108. الرسائل العشر في الأحاديث الموضوعة في كتب السنّة، عليّ الحسيني الميلاني، ط1، 1418هـ، المطبعة ياران، قم المشرّفة.
109. الرّوض المعطار في خبر الأقطار، محمد بن عبد المنعم الحميريّ (ت900هـ)، تحقيق: د. إحسان عبّاس، الطبعة الثّانية، 1984م، مكتبة لبنان.
110. روضة الواعظين، محمد بن الحسن النيسابوري (ت 508هـ)، قدّم له السيّد محمد مهدي السيّد حسن الخرسان، منشورات الشريف الرضي، قم ـ إيران.
ـ ز ـ
111. زواج أم كلثوم (الزواج اللغز)، السيد علي الشهرستاني، ط1، 1425 هـ، مركز الأبحاث العقائدية، قم ـ إيران.
112. زينب الكبرى من المهد إلى اللحد، محمد كاظم القزويني، تحقيق: السيّد مصطفى القزويني، ط1، 1433هـ، انتشارات دار الغدير، بيروت ـ لبنان.
ـ س ـ
113. سرّ السّلسلة العلويّة، أبو نصر سهل بن عبد الله البخاري (من أعلام القرن الرابع)، قدّم له وعلّق عليه العلّامة الكبير السيّد محمد صادق بحر العلوم، ط1، 1413هـ/1371ش، انتشارات الشريف الرضي.
114. السنن، الحافظ أبو عبد الله محمّد بن يزيد القزويني ابن ماجة (ت273هـ)، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، نشر دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.
115. سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، محمّد بن يوسف الصالحي الشامي (942هـ)، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، علي محمّد معوض، ط1، 1414هـ/1993م، دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان.
116. سنن الترمذي، عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي (ت279هـ)، حقّقه وصحّحه عبد الوهاب عبد اللطيف، ط2، 1403هـ/1983هـ، نشـر دار الفكر للطباعة والنشر، بيروت ـ لبنان.
117. السنن الكبرى، أحمد بن الحسين بن علي البيهقي (ت 458هـ)، نشر دار الفكر.
118. سنن أبي داود، سليمان بن الأشعث السجستاني (ت275هـ)، تحقيق وتعليق سعيد محمد اللحام، ط1، 1410هـ/1990م، الناشر دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.
119. السنن الكبرى، أحمد بن شعيب النسائي (ت303هـ)، تحقيق: الدكتور عبد الغفار سليمان البنداري وسيّد كسـروي حسن، ط1، 1411هـ/ 1991م، نشـر دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان.
120. سير أعلام النبلاء، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت748هـ)، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، ط9، 1413هـ/1993م، نشـر مؤسّسة الرسالة، بيروت ـ لبنان.
121. سيرة ابن إسحاق (السّير والمغازي)، محمد بن إسحاق المطلبيّ (ت151هـ)، تحقيق: محمد حميد الله، معهد الدّراسات والأبحاث والتّعريب (ت1396هـ/1976م).
ـ ش ـ
122. شرح أصول الكافي، محمد صالح المازندراني (ت1081هـ)، تحقيق: أبو الحسن الشعراني، ط1، 1421 هـ/2000 م، نشر دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت ـ لبنان.
123. شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار، النعمان بن محمد التميمي المغربي (ت363هـ)، تحقيق: السيّد محمد الحسيني الجلالي، ط2، 1414هـ، نشـر مؤسّسة النشـر الإسلامي التابعة لجماعة المدرِّسين، قم المشرّفة.
124. شرح معاني الآثار، أحمد بن محمد بن سلامة بن عبد الملك بن سلمة الأزدي الحجري (ت321هـ)، حققه وعلّق عليه محمد زهري النجار من علماء الأزهر الشـريف، ط3، 1416هـ/1996م، نشر دار الكتب العلميّة.
125. شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد (ت656هـ)، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، نشر دار إحياء الكتب العربية، 1378هـ/1959م.
126. شعب الإيمان، أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458هـ)، تحقيق محمد السعيد ابن بسيوني زغلول، ط1، 1410ه/1990م، نشـر دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان.
127. الشعر والشعراء، عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت276هـ)، تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر، 1427هـ/2006م، الناشر دار الحديث، القاهرة.
128. الشهيد مسلم بن عقيل، عبد الرزاق المقرّم (ت1391هـ)، تحقيق رسول كاظم عبد السادة، ط1، 1431هـ، نشر أمانة مسجد الكوفة.
129. شواهد التنزيل لقواعد التفضيل في الآيات النازلة في أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم، عبيد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني الحذاء الحنفي النيسابوري، من أعلام القرن الخامس الهجري، تحقيق وتعليق الشيخ محمد باقر المحمودي، ط1، 1411هـ/1990م، نشر مؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية، طهران ـ إيران.
ـ ص ـ
130. الصحاح، تاج اللغة وصحاح العربية، إسماعيل بن حماد الجوهري (ت393هـ)، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، ط1، 1376هـ/1956م، القاهرة، ط4، 1407هـ/1987م، نشر دار العلم للملايين، بيروت ـ لبنان.
131. صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان، علي بن بلبان الفارسي (ت354هـ)، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، ط2، 1414ه/1993م، نشر مؤسّسة الرسالة.
132. صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري (ت256هـ)، الناشر دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، 1401هـ/1981م.
133. الصحيح، محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي النيشابوري، (ت311هـ)، حقّقه وعلّق عليه وخرّج أحاديثه وقدّم له الدّكتور محمد مصطفى الأعظميّ، المكتب الإسلاميّ، ط2، 1412هـ/1992م.
134. الصحيح، مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري (ت261هـ)، طبعة مصحّحة ومقابلة على عدّة مخطوطات ونسخ معتمدة، دار الفكر، بيروت ـ لبنان.
135. الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة، أحمد بن حجر الهيتمي المكّي (ت974هـ)، خرج أحاديثه وعلّق حواشيه وقدّم له عبد الوهاب عبد اللطيف، ط2، 1385هـ/1965م، نشر مكتبة القاهرة، مصر.
ـ ط ـ
136. الطبقات الكبرى، محمد بن سعد (ت230هـ)، نشـر دار صادر، بيروت ـ لبنان.
137. طبقات خليفة، خليفة بن خياط العصفري (ت240هـ)، تحقيق: سهيل زكار، سنة الطبع: 1414هـ/1993م، نشر دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت ـ لبنان.
ـ ع ـ
138. العقد الفريد، ابن عبد ربه الأندلسي (ت328هـ)، طبعة دار الكتاب العربي.
139. العمر والشيب، عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا (ت281هـ)، قدّم له وحققه وعلّق عليه الدكتور نجم عبد الرحمن خلف، ط1، 1412ه/1992م، نشـر مكتبة الرشد للنشر والتوزيع، المملكة العربية السعودية ـ الرياض.
140. عين العبرة في غبن العترة، السيد أحمد آل طاووس (ت677هـ)، نشر دار الشهاب، قم المقدّسة.
141. عيون أخبار الرضا، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي الصدوق (ت381هـ)، صحّحه وقدّم له وعلّق عليه العلّامة الشيخ حسين الأعلمي، ط1، 1404ه/1984م، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت ـ لبنان.
142. كتاب العين، الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت175هـ)، تحقيق الدكتور مهدي المخزومي، ط2، 1409هـ، الناشر مؤسّسة دار الهجرة، إيران ـ بقم المشرّفة.
ـ غ ـ
143. الغارات، إبراهيم بن محمد الثقفي الكوفي (ت283هـ)، تحقيق: السيّد جلال الدين المحدث، طبع مطابع بهمن.
144. الغدير في الكتاب والسنّة والأدب، الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي (ت1392هـ)، ط4، 1397ه/1977م، نشر دار الكتاب العربي، بيروت ـ لبنان.
145. غريب الحديث، عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت276هـ)، صنع فهارسه نعيم زرزور، ط1، 1408ه/1988م، نشر دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان.
ـ ف ـ
146. الفائق في رواة وأصحاب الإمام الصادق×، عبد الحسين الشبستري (معاصر)، ط1، 1418هـ، نشر مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرّفة.
147. الفائق في غريب الحديث، العلّامة جار الله محمود بن عمر (ت538هـ)، تحقيق: إبراهيم شمس الدين، نشر دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان.
148. فتح الباري شرح صحيح البخاري، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت852هـ)، ط2، نشر دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت ـ لبنان.
149. الفتوح، أحمد بن أعثم الكوفي (ت314هـ)، تحقيق: علي شيري، ط1، 1411هـ/1991م، نشر دار الأضواء للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت ـ لبنان.
150. فرسان الهيجاء في تراجم أصحاب سيّد الشّهداء×، ذبيح الله المحلاتيّ (معاصر)، تحقيق وتعريب: محمد شعاع فاخر، ط1، 1428هـ، المكتبة الحيدرية، قم المقدّسة.
151. الفصول المختارة، محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي المعروف الشيخ المفيد (ت413هـ)، تحقيق: السيِّد علي مير شريفي، ط2، 1414هـ/1993م، الناشر: دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت ـ لبنان.
152. الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة، علي بن محمد بن أحمد المالكي المكّي (ت855هـ)، تحقيق: سامي الغريري، ط1، 1422هـ، نشر مؤسسة دار الحديث الثقافية.
153. فضائل الصحابة، أحمد بن حنبل الشيباني (241هـ)، تحقيق: وصي الله بن محمّد عبّاس، ط1، 1403هـ/1983م، جامعة أُمّ القرى، مكّة المكرّمة.
154. فضائل الصحابة، أحمد بن شعيب المعروف بالنسائي (ت303هـ)، نشـر دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان.
155. فوات الوفيات، محمد شاكر الكتبي (ت764هـ)، تحقيق علي محمد بن يعوض الله، ط1، 2000م، نشر دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان.
ـ ق ـ
156. قرب الإسناد، الحميري القمي (ت304هـ)، تحقيق: مؤسسة آل البيت× لإحياء التراث، ط1، 1413هـ، نشر مؤسسة آل البيت^ لإحياء التراث، قم.
157. قاموس الرجال، الشيخ محمد تقي التستري (ت1415هـ)، تحقيق: مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرَّسين، ط1، 1422هـ، قم المشرّفة.
158. قادتنا كيف نعرفهم، السيّد محمد هادي الميلاني (ت1395هـ)، تحقيق وتعليق: السيّد محمد علي الميلاني، مشهد المقدّسة، مراجعة وإشراف السيّد علي الحسيني الميلاني، ط1، 1426هـ، قم المقدّسة.
159. القاموس المحيط، محمد بن يعقوب الفيروز آبادي مجد الدين (ت817هـ).
ـ ك ـ
160. الكافي، محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي (ت238/329هـ)، صحّحه وقابله وعلّق عليه علي أكبر الغفاري، ط2، 1389هـ، نشـر مؤسّسة دار الكتب الإسلاميّة، طهران ـ إيران.
161. الكافئة في إبطال توبة الخاطئة، محمد بن محمد المفيد (ت 413هـ)، تحقيق: علي أكبر زماني نژاد، ط2، 1414 هـ ـ 1993 م، نشر دار المفيد، بيروت، لبنان.
162. كامل الزيارات، جعفر بن محمد بن قولويه (ت367هـ)، تحقيق: الشيخ جواد القيومي، ط1، 1417هـ، نشـر مؤسّسة نشـر الفقاهة.
163. الكامل في التاريخ، عليّ بن أبي الكرم المعروف بابن الأثير (ت630هـ)، نشر دار صادر للطباعة والنشر، بيروت ـ لبنان، 1385ه ـ 1965م.
164. كشف الغمّة في معرفة الأئمّة، عليّ بن أبي الفتح الإربلي (ت693هـ)، ط2، 1405هـ/1985م، نشر دار الأضواء، بيروت ـ لبنان.
165. الكشف والبيان، أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو إسحاق الثعلبيّ (ت427هـ)، تحقيق: ابن عاشور أبو محمد ونظير الساعدي، دار إحياء التراث، ط1، 1422هـ/2002م.
166. كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، علي المتقي بن حسام الدين الهندي البرهان فوري (ت975هـ)، ضبطه وفسّر غريبه وصححه ووضع فهارسه ومفتاحه الشيخ صفوة السقا، الناشر مؤسّسة الرسالة، 1409هـ/1989م، بيروت، شارع سوريا.
167. الكُنى والألقاب، عبّاس القميّ، تقديم هادي الأميني، مكتبة الصدر، طهران.
ـ ل ـ
168. اللباب في تهذيب الأنساب، علي بن أبي الكرم (ابن الأثير) (ت630هـ)، تحقيق الدكتور إحسان عباس، الناشر دار صادر، بيروت ـ لبنان.
169. لسان العرب، محمد بن مكرم ابن منظور الإفريقي المصـري (ت711هـ)، نشـر أدب الحوزة، قم ـ إيران، 1405هـ/1363ش.
170. لسان الميزان، أحمد بن علي بن حجر العسقلانيّ (ت852هـ)، الطبعة الثانية 1971م، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ـ بيروت.
171. لواعج الأشجان في مقتل الحسين×، السيّد العلّامة محسن الأمين العامليّ، (ت1371هـ)، مطبعة العرفان صيدا، 1331هـ.
ـ م ـ
172. مثير الأحزان، جعفر بن محمد بن أبي البقاء هبة الله بن نما الحلي (ت645هـ)، منشورات المطبعة الحيدرية في النجف، 1369هـ/1950م.
173. المجدي في أنساب الطالبيين، علي بن محمد بن علي بن محمد العلوي العمري، تحقيق: الدكتور أحمد المهدوي الدامغانيّ، ط1، 1409هـ، نشر مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي العامّة، طبع مطبعة سيِّد الشهداء×، قم المقدّسة.
174. مجلة الإصلاح الحسيني، مركز الدراسات التخصصية في النهضة الحسينية، العدد الثالث، سنة الطبع 1434، نشر مركز الدراسات التخصصية في النهضة الحسينية، النجف الأشرف.
175. مجمع البحرين، الشيخ فخر الدين الطريحي (ت1085هـ)، تحقيق: السيّد أحمد الحسيني، ط2، 1362هـ ش، نشر مرتضوي.
176. مجمع البيان في تفسير القرآن، أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت548هـ)، تحقيق لجنة من العلماء والمحققين الأخصائيين، ط1، 1415هـ/1995م، الناشر مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت ـ لبنان.
177. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي (ت807هـ)، 1408هـ/1988م، الناشر دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان.
178. المحاسن، أحمد بن محمد بن خالد البرقي (ت374هـ)، عنى بنشره وتصحيحه والتعليق عليه السيّد جلال الدين الحسيني، طبع سنة 1370هـ، نشر دار الكتب الإسلامية، طهران.
179. المحاسن والمساوئ، إبراهيم بن محمد البيهقي (ت بعد 430هـ)، تحقيق: عدنان علي، ط1، 1420 ه ـ 1999 م، الناشر : دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان.
180. المحاضرات والمحاورات، عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت911هـ)، تحقيق: الدكتور يحيى الجبوري، ط1، 1424هـ/2003م، نشـر دار الغرب الإسلامي، بيروت ـ لبنان.
181. المحدِّث الفاصل بين الرّاوي والواعي، الحسن بن عبد الرّحمن الرامهرمزيّ، (ت360هـ)، تحقيق الدّكتور محمد عجّاج الخطيب، الطبعة الثّالثة 1404هـ، دار الفكر، بيروت.
182. المحن، محمد بن أحمد بن تميم التميمي المغربي الإفريقي، أبو العرب ( ت 333 هـ)، تحقيق : د عمر سليمان العقيلي، الطبعة الأُولى1404 ه ـ 1984، الناشر: دار العلوم ـ الرياض ـ السعودية.
183. مختار الصحاح، محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرّازي (ت721هـ)، ضبطه وصحّحه أحمد شمس الدين، ط1، 1415هـ/1994م، دار الكتب العلمية، بيروت.
184. مختصر تاريخ مدينة دمشق، جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور المصـري (ت711هـ)، تحقيق أحمد راتب حموش ومحمد ناجي العمر، المراجعة رياض عبد الحميد مراد، ط1، 1405هـ/1985م، دار الفكر، دمشق.
185. مختصر تاريخ مدينة دمشق، جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور المصـري (ت711هـ)، تحقيق: روحية النحاس، رياض عبد الحميد مراد، محمد مطيع، ط1، 1402هـ/1984م، دار الفكر، دمشق.
186. المخصص، أبو الحسن علي بن إسماعيل النحوي اللغوي الأندلسي المعروف بابن سيده (ت458هـ)، تحقيق لجنة إحياء التراث العربي، نشر دار إحياء التراث العربي، بيروت ـ لبنان.
187. مدينة معاجز الأئمّة الاثني عشر ودلائل الحجج على البشـر، هاشم بن سليمان البحراني (ت1107هـ)، تحقيق: عزّة الله المولائي الهمداني، ط1، 1413ه.ق، نشـر مؤسّسة المعارف الإسلامية، مطبعة بهمن.
188. مراصد الاطّلاع على أسماء الأمكنة البقاع، عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي صفي الدين (ت739هـ)، تحقيق علي محمد البجاوي، 1373 هـ/ 1954م، نشـر الحلبي، تصوير دار المعرفة.
189. مروج الذّهب ومعادن الجوهر، علي بن الحسين بن علي (ت346هـ)، دققها ووضعها وضبطها الأُستاذ يوسف أسعد داغر أمين، دار الكتب اللبنانية سابقاً، ط1، 1385هـ/1965م، بيروت. ط2، 1404ه/ 1363ش/1984م، نشـر دار الهجرة قم، إيران.
190. المزار، الشيخ محمد بن محمد بن النعمان المفيد (ت413ه)، تحقيق: السيد محمد باقر الأبطحي، ط2، 1414هـ، نشـر دار المفيد للطباعة والنشـر والتوزيع، بيروت ـ لبنان.
191. المزار، محمد بن جعفر المشهدي (من أعلام القرن السادس)، تحقيق: جواد القيومي الأصفهاني، ط1، 1419هـ، مؤسّسة النشر الإسلامي، نشر القيوم، قم ـ إيران.
192. مسار الشيعة في مختصـر تواريخ الشـريعة، الشيخ محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي (ت413هـ)، تحقيق: مهدي نجف، ط2، 1414هـ، دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت ـ لبنان.
193. مستدرك سفينة البحار، علي النمازي الشاهرودي (ت1405ه)، تحقيق وتصحيح حسن بن علي النمازي، ط 3، 1418هـ، نشر مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرّفة.
194. مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل، حسين النوري الطبرسي (ت1320ه)، تحقيق: مؤسسة آل البيت^ لإحياء التراث، ط1، 1408ه /1987م، تقريظ لآية الله الشيخ عباس آل كاشف الغطاء.
195. مستدركات علم رجال الحديث، الشيخ علي النمازي الشاهرودي (ت1405هـ)، ط1، 1412هـ، نشر ابن المؤلّف، أصفهان.
196. المستدرك على الصحيحين، الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم النيسابوري (ت405هـ)، إشراف الدكتور يوسف عبد الرحمن المرعشلي، الناشر دار المعرفة، بيروت ـ لبنان.
197. مسند ابن الجعد لمسند بغداد، علي بن الجعد بن عبيد الجوهري (ت230هـ)، مراجعة وتعليق وفهرسة الشيخ عامر أحمد حيدر، ط2، 1417هـ، نشـر دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان.
198. مسند أبي يعلي الموصلي، أحمد بن علي بن المثنى التميمي (ت307هـ)، حققه وخرج أحاديثه حسين سليم أسد، نشر دار المأمون للتراث، دمشق.
199. مسند أحمد، أحمد بن حنبل (ت241هـ)، نشر دار صادر، بيروت ـ لبنان.
200. مسند إسحاق ابن راهويه، الإمام إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنطلي المروزي (ت238هـ)، تحقيق: الدكتور عبد الغفور عبد الحق حسين برد البلوسي، ط1، 1412هـ/1991م، مكتبة الإيمان، المدينة المنورة ـ المملكة العربية السعودية.
201. مسند الشاميين، سليمان بن أحمد الطبراني (ت360هـ)، حقّقه وخرّج أحاديثه حمدي عبد المجيد السلفيّ، الطبعة الثّانية 1417هـ/1996م. مؤسّسة الرّسالة، بيروت.
202. مشاهير علماء الأمصار وأعلام فقهاء الأقطار، محمد بن حبان بن أحمد التميمي البستي (ت354هـ)، حقّقه ووثّقه وعلّق عليه مرزوق على إبراهيم، ط1، 1411هـ/1991م، نشر دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع، المنصورة ـ مصر.
203. مصباح المتهجد، أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي (ت460هـ)، ط1، 1411هـ، مؤسسة فقه الشيعة، بيروت ـ لبنان.
204. المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي، أحمد بن محمد المقري الفيومي (ت770هـ)، نشر دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.
205. مصنف ابن أبي شيبة في الأحاديث والآثار، الحافظ عبد الله بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان ابن أبي بسكر بن أبي شيبة الكوفي العبسـي (ت235هـ)، ضبطه وعلّق عليه الأُستاذ سعيد اللحام، ط1، 1409هـ/1989م.
206. المصنّف في الأحاديث والآثار، عبد الله بن محمّد بن أبي شيبة الكوفي (235هـ)، تحقيق: سعيد اللحام، الإشراف الفني والمراجعة والتصحيح مكتب الدراسات والبحوث في دار الفكر، ط1، 1409هـ/1988م، دار الفكر، بيروت. وبتحقيق: محمّد عوّامة، ط1، 1427هـ/2006م، دار القبلة، جدّة ـ السعودية.
207. المصنّف، أبو بكر عبد الرزّاق بن همام الصنعاني (ت211هـ)، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي.
208. المعارف، أبو محمّد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت276هـ)، تحقيق: دكتور ثروت عكاشة، ط2، 1969م، دار المعارف بمصر، نشر دار المعارف بمصر.
209. معالم الفتن، سعيد أيوب، ط1، 1414هـ/1993م.
210. معالم المدرستين، مرتضى العسكري) معاصر(، ط1، 1410هـ/1990م، نشر مؤسسة النعمان للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت ـ لبنان.
211. المعجم الأوسط، سليمان بن أحمد الطبراني (ت360هـ)، حقّقه طارق بن عوض الله بن محمد، دار الحرمين للطباعة والنشر والتوزيع، 1415هـ/ 1995م.
212. معجم البلدان، ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي (ت626هـ)، نشـر دار إحياء التراث العربي، بيروت ـ لبنان، 1399هـ/ 1979م.
213. المعجم الصغير لرواة الإمام ابن جرير الطبري، أكرم بن محمد زيادة الفالوجي الأثري(معاصر) نشر: الدار الأثرية، الأردن ـ دار ابن عفان، القاهرة.
214. المعجم الكبير، سليمان بن أحمد الطبراني (ت360هـ)، حقّقه وخرّج أحاديثه حمدي عبد المجيد السلفي، ط2، نشر دار إحياء التراث العربي، بيروت ـ لبنان.
215. معجم المؤلفين، عمر كحالة(ت1987م)،نشر مكتبة المثنى، ودار إحياء التراث العربي، بيروت ـ لبنان.
216. المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية بالقاهرة، نشر دار الدعوة.
217. معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة، السيّد أبو القاسم الموسوي الخوئي (ت1413هـ)، ط5، 1413هـ/1992م.
218. معجم لغة الفقهاء، محمد قلعجي، ط2، 1408هـ/1988م، دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت.
219. معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، عبد الله بن عبد العزيز البكريّ الأندلسيّ (ت487هـ)، معارضة وتحقيق وضبط مصطفى السّقا، الطبعة الثّالثة، 1403هـ/1983م، عالم الكتب.
220. معجم مقاييس اللغة، أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا (ت395هـ)، تحقيق وضبط عبد السلام محمد هارون، نشـر مكتب الإعلام الإسلامي، 1404هـ، إيران.
221. معرفة الثقات من رجال أهل العلم والحديث ومن الضعفاء وذكر مذاهبهم وأخبارهم، الإمام الحافظ الناقد أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي الكوفي (ت261هـ)، تحقيق: عبد العليم عبد العظيم البستوي، ط1، 1405ه/1985م، نشر مكتبة الدار بالمدينة المنورة.
222. معرفة علوم الحديث، محمد بن عبد الله الحافظ النيسابوري (ت405هـ)، تحقيق: لجنة إحياء التراث العربي في دار الآفاق الجديدة، ط4، 1400هـ/1980م، نشر دار الآفاق الحديث، بيروت ـ لبنان.
223.
مفاتيح
العلوم، محمد بن أحمد بن يوسف، الكاتب البلخي الخوارزمي
( ت 387 هـ )، تحقيق: إبراهيم الأبياري، ط2، الناشر : دار الكتاب العربي.
224. مفردات ألفاظ القرآن، الرّاغب الأصفهانيّ (ت425هـ)، تحقيق: صفوان عدنان داوودي، الطبعة الثّانية، 1427هـ.
225. مقاتل الطالبيين، أبو الفرج علي بن الحسين الأصفهاني (ت356هـ)، ط2، 1385هـ/1965م، نشر مؤسّسة دار الكتاب للطباعة والنشر، قم ـ إيران.
226. مقتل الحسين× المسمّى باللهوف في قتلى الطفوف، علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس الحسني (ت664هـ)، الأنوار الهدى، قم ـ إيران.
227. مقتل الحسين×، أبو مخنف الأزدي (ت157هـ)، تحقيق: حسين الغفاري، نشر المطبعة العلمية ـ قم.
228. مقتل الحسين×، محمد بن أحمد الخوارزمي (ت568هـ)، تحقيق الشيخ محمد السماوي، ط5، 1431هـ/2010م، نشر دار أنوار الهدى، قم المقدّسة.
229. مكارم الأخلاق، ابن أبي الدنيا (ت281هـ)، تحقيق وتعليق مجدي السيّد إبراهيم، نشر مكتبة القرآن للطبع والنشر والتوزيع، القاهرة.
230. من كربلاء إلى دمشق، محمد عبد الغني السعيدي (معاصر)، ط1، 1435هـ/2014م، نشر دار الأضواء، بيروت ـ لبنان.
231. مناقب آل أبي طالب، الإمام الحافظ مشير الدين أبي عبد الله محمد بن علي ابن شهر آشوب (ت588هـ)، قام بتصحيحه وشرحه ومقابلته على عدّة نسخ خطّية لجنة من أساتذة النجف الأشرف، نشـر محمد كاظم الكتبي صاحب المكتبة والمطبعة الحيدريّة، 1376هـ/1956م، النجف الأشرف.
232. مناقب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب×، الحافظ محمد بن سليمان الكوفي القاضي (من أعلام القرن الثالث)، تحقيق المحقّق الخبير العلّامة الحاج الشيخ محمد باقر المحمودي، ط1، 1412هـ، نشر مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة، قم ـ إيران.
233. مناقب علي بن أبي طالب×، علي بن محمد بن محمد الواسطي الجُلابي الشافعي الشهير بابن المغازلي (ت483ه)، ط1، 1384ه.ش/1426ه.ق، نشـر انتشارات سبط النبي، المطبعة سبحان.
234. المنتخب من كتاب ذيل المذيل من تاريخ الصحابة والتابعين، محمد بن جرير الطبري (ت310هـ)، 1358هـ/1939م، نشر مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت ـ لبنان.
235. المنتظم في تاريخ الملوك والأُمم، أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي (ت597هـ)، دراسة وتحقيق محمد عبد القادر عطا مصطفى عبد القادر عطا، راجعه وصحّحه نعيم زرزور، ط1، 1412هـ/1992م، نشر دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان.
236. منتهى المقال في أحوال الرجال، محمد بن إسماعيل المازندراني (ت1216هـ)، ط1، 1416هـ، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت^ لإحياء التّراث، قم المقدّسة.
237. المنمق في أخبار قريش، محمد بن حبيب البغدادي (ت245هـ)، صحّحه وعلّق عليه خورشيد أحمد فاروق، نشر عالم الكتب.
238. موسوعة الإمام الحسين×، محمد الري شهري (معاصر)، ط1، 1431هـ، نشر دار الحديث، قم ـ إيران.
239. موسوعة طبقات الفقهاء، اللجنة العلمية في مؤسسة الإمام الصادق×، تحقيق جعفر السبحاني، ط1، 1418هـ، نشر مؤسسة الإمام الصادق×.
240. موسوعة كلمات الإمام الحسين×، لجنة الحديث في معهد باقر العلوم×، ط1، 1416هـ/1995م، نشر دار المعروف للطباعة والنشر.
241. الميزان في تفسير القرآن، العلّامة السيِّد محمد حسين الطباطبائي (ت1402هـ)، منشورات جماعة المدرِّسين في الحوزة العلميّة، قم المقدّسة.
ـ ن ـ
242. النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، يوسف بن تغري بردي الأتابكي (ت874هـ)، نشر وزارة الثقافة والارشاد القومي، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر.
243. نزهة النظر في غريب النهج والأثر، عادل عبد الرحمن البدري، نشـر مؤسّسة المعارف الإسلامية، قم، 1420هـ.
244. نساء حول الحسين×، سعيد رشيد زميزم (معاصر)، مراجعة وتحقيق الشيخ محمد صادق تاج، ط1، 1432هـ/2011م، دار الجوادين.
245. نسب معد واليمن الكبير، هشام بن محمد بن السائب الكلبي (ت204هـ)، تحقيق: ناجي حسن، ط1، 1408ه/1988م، نشر عالم الكتب، مكتبة النهضة العربية.
246. نقد الرجال، السيّد مصطفى بن الحسين الحسيني التفرشي (من أعلام القرن الحادي عشر)، تحقيق مؤسّسة آل البيت^ لإحياء التراث، ط1، 1418هـ، الناشر مؤسّسة آل البيت^ لإحياء التراث، قم المشرّفة.
247. نهاية الأرب في فنون الأدب، أحمد بن عبد الوهاب النويري (ت733هـ)، نشر وزارة الثقافة والإرشاد القومي المؤسسة المصـرية العامّة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر.
248. النهاية في غريب الحديث والأثر، مجد الدين المبارك بن أحمد المعروف بابن الأثير (ت606هـ)، تحقيق طاهر أحمد الزاوي، محمود محمد الطناحي، ط4، 1364ش، نشـر مؤسّسة إسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع، قم ـ إيران.
249. نهج البلاغة، خطب الإمام علي×، تحقيق: وشرح الشيخ محمد عبده، ط1، 1412هـ.ق/1370هـ.ش، الناشر دار الذخائر، قم المقدّسة ـ إيران.
ـ هـ ـ
250. الهواتف (مجموعة رسائل ابن أبي الدنيا)، أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد ابن سفيان القرشي، المعروف بـابن أبي الدنيا (281 هـ)، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا، ط1، 1413هـ/1993م، مؤسّسة الكتب الثقافية، بيروت ـ لبنان.
ـ و ـ
251. الوافي بالوفيات، الخليل بن أيبك الصفدي (ت764هـ)، تحقيق: أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى، نشر دار إحياء التراث، بيروت ـ لبنان، 1420هـ/2000م.
252. وقعة صفّين، نصر بن مزاحم المنقري (ت212هـ)، تحقيق وشرح، عبد السلام محمد هارون، ط2، 1382هـ، نشر المؤسّسة العربية الحديثة للطبع والنشر والتوزيع، القاهرة.
ـ ي ـ
253. ينابيع المودّة لذوي القربى، الشيخ سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي (ت1294هـ)، تحقيق: سيد علي جمال أشرف الحسيني، ط1، 1416هـ، نشر دار الأُسوة للطباعة والنشر.
المنازل التي مرَّ بها الإمام الحسين×
في طريقه إلى كربلاء([2129])
1.مكة: خرج منها سحر الثلاثاء: 8/12/60 هجرية ووصل إلى التنعيم، وبينها وبين التنعيم 8 كيلومترات.
2.التَنْعيم: وصلها الثلاثاء: 8/12/60 هجرية وغادرها في نفس اليوم، وبينها وبين الصِّفاح 9 كيلومترات.
3.الصِّفاح: وصلها الثلاثاء: 8/12/60 هجرية، وغادرها الأربعاء: 9/12/60، وبينها وبين ذات عرق 77 كيلومتراً.
4.ذات عِرْق: وصلها الأربعاء 9/12/60 هجرية، وغادرها صباح الخميس 10/12/60، وبينها وبين بئر ماء 138 كيلومتراً.
5.بئر ماء: وصلها الخميس 10/12/60 هجرية، وغادرها الجمعة 11/12/60، وبينها وبين سليلة 120 كيلومتراً.
6.قُرب سليلة: وصلها الجمعة 11/12/60 وغادرها السبت 12/12/60، وبين سليلة ومغيثة 144 كيلومتراً.
7.قُرب مغيثة: وصلها السبت 12/12/60، وغادرها الأحد 13/12/60، وبينها وبين النَقْرة 30 كيلومتراً.
8.النَقْرة: مرَّ بها نهار الأحد 13/12/60، وبينها وبين الحاجر 60 كيلومتراً.
9.الحاجر من بطن رمّة: وصلها الأحد 13/12/60، وغادرها صباح الاثنين 14/12/60، وبينها وبين سميراء 54 كيلومتراً.
10. سَمِيراء، أو سُميراء: مرَّ بها نهار الاثنين 14/12/60، وبينها وبين التوز 30 كيلومتراً.
11. التوز: مرَّ بها نهار الاثنين 14/12/60، وبينها وبين فَيْد 66 كيلومتراً.
12. عيون (ماء): وصلها الاثنين 14/12/60 وغادرها الثلاثاء 15/12/60.
13. فَيْد: مرَّ بها الثلاثاء 15/12/60، وبينها وبين الأجْفَر 42 كيلومتراً.
14. بئر ماء: وصلها الثلاثاء 15/12/60، وغادرها الأربعاء 16/12/60.
15. الأجْفَر: مرَّ بها نهار الأربعاء 16/12/60، وبينها وبين الخُزَيْمة 36 كيلومتراً.
16. الخُزَيْمة: وصلها الأربعاء 16/12/60، وغادرها الخميس 17/12/60، وبينها وبين الزَرُود 18 كيلومتراً.
17. الزَرُود: وصلها الخميس 17/12/60، وغادرها الجمعة 18/12/60، وبينها وبين سُوقة 18 كيلومتراً.
18. سُوقة: وصلها الجمعة 18/12/60، وغادرها السبت 19/12/60، وبينها وبين الثعلبية 30 كيلومتراً.
19. الثَعْلَبيَّة: وصلها ظهر السبت 19/12/60، وغادرها الأحد 20/12/60، وبينها وبين الشُقوق 66 كيلومتراً.
20. بِطَان: مرَّ على مقربة منها نهار الأربعاء: 20/12/60.
21. الشُقوق([2130]): وصلها الأحد 20/12/60، وغادرها الاثنين 21/12/ 60، وبينها وبين زبالة 42 كيلومتراً.
22. الزُبَالة: وصلها الاثنين 21/12/60، وغادرها الثلاثاء 22/12/60، وبينها وبين القاع 42 كيلومتراً.
23. القَاع([2131]): مرَّ بها نهار الثلاثاء 22/12/60، وبينها وبين بطن عقبة 48 كيلومتراً.
24. بَطْنُ عَقَبَة([2132]): وصلها نهار الثلاثاء 22/12/60، وغادرها صباح الأربعاء 23/12/60، وبينها وبين واقصة 42 كيلومتراً.
25. مِياهُ عَرَبْ: مرَّ بها نهار الأربعاء 23/12/60.
26. واقِصَة: مرَّ بها نهار الأربعاء 23/12/60، وبينها وبين شَراف 18 كيلومتراً.
27. شَرَاف: وصلها نهار الأربعاء 23/12/60، وغادرها سحر الخميس 24/12/60، وبينها وبين القَرْعاء 18 كيلومتراً.
28. القَرْعَاء: وصلها نهار الخميس 24/12/60، وبينها وبين المُغيثة 66 كيلومتراً.
29. المُغيثة: مرَّ بها نهار الخميس 24/12/60، وبينها وبين بيْضَة 18 كيلومتراً.
30. ذو حُسَم: مرَّ بها نهار الخميس 24/12/60.
31. بَيْضَة: وصلها الخميس 24/12/60، وبينها وبين عُذَيْب الهَجَانات 24 كيلومتراً.
32. عُذَيْب الهَجَانات: وصلها الجمعة 25/12/60، وغادرها السبت 26/12/60، وبينها وبين الرُهَيْمَة 30 كيلومتراً.
33. أقْسَاسُ مالك: مرَّ بها نهار السبت 26/12/60.
34. الرُهَيْمَة: وصلها السبت 26/12/60، وغادرها الأحد 27/12/60، وبينها وبين قصر بني مقاتل 18 كيلومتراً.
35. قَصْرُ بني مُقَاتِل: وصلها الأحد 27/12/60، وغادرها سحر الاثنين 28/12/60، وبينها وبين القَطْقَطانة 42 كيلومتراً.
36. القَطْقَطانة: وصلها الاثنين 28/12/60، وغادرها بعد صلاة الفجر من يوم الثلاثاء 29/12/60، وبينها وبين نينوى 24 كيلومتراً.
37. نَيْنَوى: وصلها الثلاثاء 29/12/60، وغادرها الخميس 2/1/61، وبينها وبين الطَّف كيلومتراً واحداً.
38. الطَّف: وصلها يوم الخميس 2/1/61، واستُشهد بها يوم الجمعة 10/1/61.
فهرست الأعلام المترجم لهم في هذا المجلد
نضع بين يدي القراء قائمة باسماء الشخصيات المترجم لها في هذا المجلد مع رقم صفحة الترجمة:
1. أبو برزة، نضلة بن عبيد بن الحارث الأسلمي: ص191.
2. أبو بكر بن الحسن بن علي: ص28.
3. أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي المدني: ص135.
4. أبو بكر بن علي بن أبي طالب: ص23.
5. أبو رغال: ص281.
6. أبو سعيد المقبري: ص117.
7. أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري: ص134.
8. أبو هرثم الضبي: ص121.
9. الأحنف بن قيس بن معاوية: ص327.
10.الأدهم بن أُميّة العبدي البصري: ص45.
11.أُسامة بن زيد بن حارثة الكلبي: ص82.
12.إسحاق بن حيوة ـ أو حياة ـ الحضرمي: ص386.
13.أسد ـ ويقال أسيد ـ بن مالك الحضرمي: ص35.
14.أسماء بن خارجة بن حصن: ص153.
15.إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة: ص111.
16.أم سلمة: هند بنت أبي أمية بن المغيرة: ص81.
17.أُمّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب: ص110.
18.الإمام الحسن بن علي بن ابي طالب×: ص70.
19.الإمام جعفر بن محمد الصادق×: ص91.
20.الإمام علي بن أبي طالب×: ص59.
21.الإمام علي بن الحسين السجاد×: ص27.
22.الإمام محمد بن علي الباقر×: ص26.
23.الإمام موسى بن جعفرالكاظم×: ص308.
24.أُميّة بن سعد الطائي: ص49.
25.أنس بن الحارث (الكاهلي): ص39.
26.أنس بن مالك الأنصاري: ص164.
27.بحر ـ ويُقال: أبحر، أو أبجر ـ بن كعب بن عبيد الله التيمي: ص382.
28.بَدْرُ بنُ المَعْقلِ بن جَعْونَةَ الجعفي: ص376.
29.بديل بن صريم: ص39.
30.برير بن خضير: ص55.
31.بشر ـ أو بشير ـ بن عمرو بن الأحدوث الحضـرمي الكندي: ص59.
32.بشر بن حرب ـ ويقال: بشر أو نسر بن حوط ـ العثماني القابضي: ص33.
33.بشر بن غالب بن جنادة بن سفيان، أبو صادق الأسدي الكوفي: ص203.
34.بكر بن حي التيملي أو التيمي: ص47.
35.بلال بن الحارث المزني: ص236.
36.جابر بن الحجاج، مولى عامر بن نهشل التيمي تيم الله بن ثعلبة: ص48.
37.جابر بن عبد الله الأنصاري السلمي المدني: ص80.
38.جابر بن يزيد الأودي: ص181.
39.جبلة بن علي الشيباني: ص50.
40.جعدة بنت الأشعث: ص226.
41.جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب، المعروف بـالطيار: ص163.
42.جعفر بن الحسين بن علي بن أبي طالب: ص73.
43.جعفر بن عقيل بن أبي طالب: ص32.
44.جعفر بن علي بن أبي طالب: ص21.
45.جنادة بن الحارث المذحجي المرادي السلماني الكوفي: ص49.
46.جندب بن حجير الكندي الخولاني: ص50.
47.جندب بن عبد الله الأزديّ: ص310.
48.جون بن حوي بن مالك الضبعي: ص41.
49.جويرية بن أسماء بن عبيد مولى بني ضبيعة: ص239.
50.جوين بن مالك: ص31.
51.الحارث بن امرئ القيس الكندي: ص51.
52.الحارث بن عوف: ص133.
53.الحارث بن نبهان مولى حمزة بن عبد المطلب: ص37.
54.حبيب بن كرين: ص423.
55.حبيب بن مظاهر ـ ويُقال: مُظهّر ـ: ص39.
56.الحجاج بن بدر التميمي السعدي: ص42.
57.الحجاج بن مسروق الجعفي: ص377.
58.الحجاج بن يوسف بن الحكم الثقفي: ص210.
59.حجّار بن أبجر بن جابر العجلي: ص321.
60.حُجر بن عدي بن معاوية بن جبلة الكندي: ص313.
61.الحر بن يزيد بن ناجية بن سعيد الرياحي: ص41.
62.حرداء بنت سمين: ص122.
63.حرملة بن كاهل الأسدي: ص26.
64.حسان بن ثابت الأنصاري: ص71.
65.الحسن البصري: ص244.
66.الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب: ص28.
67.الحُصَين بن الحمام بن ربيعة بن مساب المري: ص191.
68.حصين بن تميم بن أسامة بن زهير بن يزيد التميمي: ص155.
69.حصين بن نمير بن نائل الكندي السكوني: ص209.
70.حكيم بن طفيل الطائي: ص21.
71.الحلاس بن عمرو الأزدي الراسبي: ص53.
72.حمزة بن المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود الثقفي: ص346.
73.حمزة بن عبد الله بن الزبير بن العوّام الأسدي القرشي: ص241.
74.حمزة بن عبد المطلب بن عبد مناف: ص37.
75.حميد بن بكير ـ ويُقال: بكر بن حمران الأحمري ـ : ص390.
76.حميد بن مسلم الأزدي الكوفي: ص389.
77.حنظلة بن سعد ـ ويقال أسعد ـ الشبامي: ص55.
78.خالد بن الحكم أخو مروان بن الحكم: ص258.
79.خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأُموي: ص194.
80.خديجة بنت خويلد: ص69.
81.خولي بن يزيد الأصبحي الأيادي الدارمي: ص19.
82.الذكوان، أبو خالد مولى مالك الدار: ص185.
83.الرباب بنت امرئ القيس: ص25.
84.الربيع بن خثيم بن عائذ: ص199.
85.رستم: ص369.
86.رفاعة بن شدَّاد، أبو عاصم البجليّ الكوفيّ: ص285.
87.رقيّة بنت الإمام علي بن أبي طالب: ص34.
88.زاهر بن عمرو الكندي: ص52.
89.الزبير بن الأروح التميمي: ص444.
90.الزبير بن قرظة بن كعب الخزرجي: ص365.
91.زحر بن قيس بن مالك بن معاوية بن سعنة الجعفي: ص188.
92.زر بن حبيش بن حباشة بن أوس الأسدي: ص185.
93.زرعة بن شريك التميمي: ص170.
94.الزرقاء بنت موهب: ص240.
95.زهير بن القين بن قيس الأنماري البجلي: ص186.
96.زهير بن سليم الأزدي: ص54.
97. زياد المكّيّ أبو يحيى: ص100.
98.زياد بن عبيد الثقفي: ص288.
99.زيد بن أرقم الأنصاري الخزرجي: ص164.
100. زيد بن رقاد الجنبي: ص20.
101. زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب: ص307.
102. زينب الصغرى بنت عقيل بن أبي طالب: ص35.
103. زينب بنت علي بن أبي طالب: ص179 .
104. سراقة بن مرداس بن أسماء بن خالد البارقي الأزدي: ص406.
105. سعد بن الحارث بن سلمة الأنصاري، هو وأخوه أبو الحتوف العجلاني: ص46.
106. سعد بن مالك بن سنان، أبو سعيد الخدري: ص88.
107. سعد مولى عمرو بن خالد الأسدي الصيداوي: ص51.
108. سعيد بن العاص بن أُميّة الأُموي القرشي: ص97.
109. سعيد بن المسيّب بن حزن بن أبي وهب القرشي المخزومي: ص134.
110. سعيد بن عبد الله الثقفي: ص426.
111. سعيد بن عبد الله الحنفي، أو الخثعمي: ص50.
112. سفيان بن ليلى ويكنى بأبي عامر الهمدانيّ أو النهدي او البهمي: ص312.
113. سكينة بنت الإمام الحسين: ص74.
114. سلمان بن مضارب بن قيس الأنماري البجلي: ص53.
115. سليمان ـ ويقال سليم ـ مولى الحسين×: ص36.
116. سليمان بن صُرد الخزاعي: ص208.
117. سليمان بن قَتّة التيمي البصـري المقرئ: ص27.
118. سميّة، أُمّ زياد جدّة عبيد الله: ص192.
119. سنان بن أنس بن عمرو النخعي: ص19.
120. سوار بن حمير الهمداني النهدي: ص57.
121. سويد بن عمرو بن المطاع الأنماري الخثعمي: ص47.
122. سيف بن الحارث بن سريع، ومالك بن عبد الله بن سريع: ص57.
123. سيف بن مالك العبدي البصري: ص45.
124. شَبَث بن ربعي اليربوعي التميمي: ص220.
125. شبيب ـ أو حبيب ـ بن عبد الله النهشلي: ص42.
126. شريح بن الحارث بن قيس الكندي، أبو أُميّة، القاضي: ص440.
127. شريك بن الأعور الحارثي السلمي الدهني المذحجي الهمداني: ص148.
128. شمر بن ذي الجوشن: ص159.
129. شوذب بن عبد الله الهمداني الشاكري: ص56.
130. صالح بن وهب المزني: ص382.
131. الضباب بن عامر التيمي: ص47.
132. الضحاك بن عبد الله المشرقي: ص374.
133. الضحّاك بن قيس بن خالد الفهري: ص260.
134. ضرغامة بن مالك: ص43.
135. الطّرمّاح بن عدي بن عبد الله بن خيبري الطائي: ص341.
136. طوعة بنت عبد الله بن محمد الكندي الكوفي: ص150.
137. ظالم بن عمرو، أبو الأسود الدؤلي: ص211.
138. عابس بن أبي شبيب الشاكري الهمداني: ص56.
139. عامر بن حسّان بن شريح الطائي: ص49.
140. عامر بن شراحيل بن عبد ذي كبار، الشعبي الحميري: ص112.
141. عامر بن عبد الله بن قيس الأشعري: ص200.
142. عامر بن مسلم العبدي البصري ومولاه سالم: ص44.
143. عامر بن نهشل التميمي أو التيمي: ص31.
144. عائذ بن مجمع بن عبد الله المذحجي العائذي: ص48.
145. عباد بن أبي المهاجر الجهني: ص54.
146. العباس بن جعدة الجدلي: ص440.
147. العباس بن عبد المطلب بن هاشم: ص75.
148. العباس بن علي بن أبي طالب: ص20.
149. عبد الأعلى بن زيد بن الشجاع بن كعب الكلبي: ص377.
150. عبد الرحمن بن أبي بكر: ص239.
151. عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي: ص381.
152. عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص بن أُميّة: ص61.
153. عبد الرحمن بن عبد الله بن الكدر الأرحبي الهمداني: ص56.
154. عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان بن عبد الله: ص320.
155. عبد الرحمن بن عبد ربّه الأنصاري (الخزرجي): ص45.
156. عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب: ص32.
157. عبد الرحمن بن كري الكندي: ص440.
158. عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي: ص176.
159. عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب: ص29.
160. عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب: ص25.
161. عبد الله بن الحصين الأزدي البجلي: ص352.
162. عبد الله بن الزَّبِير بن الأشْيَم الأَسدي: ص152.
163. عبد الله بن الزبير بن العوّام بن خويلد: ص107.
164. عبد الله بن بشر الأسدي: ص47.
165. عبد الله بن تميم الكلبي: ص165.
166. عبد الله بن جعفر بن أبي طالب: ص31.
167. عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي: ص211.
168. عبد الله بن حوزة التميمي: ص364.
169. عبد الله بن سبع بن صعب بن معاوية السبيعي الهمداني: ص320.
170. عبد الله بن سليم الأسدي: ص336.
171. عبد الله بن عباس بن عبد المطلب: ص89.
172. عبد الله بن عفيف الأزدي: ص394.
173. عبد الله بن عقبة الغنوي: ص28.
174. عبد الله بن عقيل بن أبي طالب: ص33.
175. عبد الله بن علي بن أبي طالب: ص22.
176. عبد الله بن عمر بن الخطاب: ص79.
177. عبد الله بن عمرو أو عروة الخثعمي: ص32.
178. عبد الله بن عمرو بن العاص القرشي السهمي: ص142.
179. عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفّان القرشي الأُموي: ص306.
180. عبد الله بن عمير بن حباب الكلبي: ص363.
181. عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي: ص131.
182. عبد الله بن قطنة أو قطبة الطائي، ويقال النبهاني: ص30.
183. عبد الله بن قيس أوحراق: ص41.
184. عبد الله بن محمد بن إبراهيم، المعروف بـ(ابن أبي شيبة): ص501.
185. عبد الله بن مسعود بن غافل الهُذلي: ص85.
186. عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب: ص34.
187. عبد الله بن مطيع بن الأسود القرشي العدوي: ص131.
188. عبد الله بن وال (التيمي): ص320.
189. عبد الله بن يسار بن أبي عقب الدؤلي: ص332.
190. عبد الله بن يقطر ـ ويقال بقطر ـ بن أبي عقب الليثي: ص38.
191. عبد الملك بن عمرو بن قيس العقدي البصري: ص114.
192. عبد الملك بن عمير: ص38.
193. عبد الملك بن مروان بن الحكم: ص107.
194. عبيد الله أو عبد الرحمن بن قيس أوحراق: ص41.
195. عبيد الله بن أبي خُشكارة البجلي: ص40.
196. عبيد الله بن الحر بن عمرو الجعفي: ص212.
197. عبيد الله بن زياد بن أبيه: ص58.
198. عبيد بن حريث: ص444.
199. عبيدة بن عمرو البدي الكندي: ص216.
200. عثمان بن خالد بن أسير أو أشيم الجهني: ص33.
201. عثمان بن زياد: ص433.
202. عثمان بن عفّان بن أبي العاص القرشي الأُموي: ص138.
203. عثمان بن علي بن أبي طالب: ص23.
204. عثمان بن محمد بن أبي سفيان الثقفي: ص263.
205. العربان ـ ويقال العريان ـ بن الهيثم بن الأسود النخعي: ص124.
206. عروة بن عبد الله الخثعمي: ص175.
207. عَزْرَة ـ ويُقال: عروة ـ بن قيس الأحمسي: ص322.
208. عقبة بن الصلت الجهني: ص554.
209. عقبة بن بشر أو بشير الأسدي: ص166.
210. عقبة بن سمعان: ص388.
211. عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب: ص324.
212. علي الأكبر بن الحسين بن علي بن أبي طالب: ص23.
213. علي بن علي بن الحسين: ص307.
214. عمّار بن سلامة الدالاني الهمداني: ص56.
215. عمارة بن عبد السلولي: ص321.
216. عمارة بن عقبة بن أبي معيط الأُموي: ص430.
217. عمر بن الحسين ×: ص470.
218. عمر بن سعد بن أبي وقاص: ص151.
219. عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي المدني: ص325.
220. عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأُموي القرشي: ص107.
221. عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب: ص307.
222. عمران بن كعب: ص46.
223. عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد: ص135.
224. عمرو ـ ويقال ـ عمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب: ص178.
225. عمرو أو عمر بن سعيد بن نفيل الأزدي: ص29.
226. عمرو بن الحجّاج الزبيدي: ص153.
227. عمرو بن الحمق بن الكاهن بن حبيب الخزاعي: ص52.
228. عمرو بن العاص بن وائل: ص94.
229. عمرو بن حريث، أبو سعيد المخزومي القرشي: ص160.
230. عمرو بن خالد الصيداوي: ص51.
231. عمرو بن سعيد بن العاص بن أُميّة، المعروف بالأشدق: ص136.
232. عمرو بن صبح الصدائي، ويقال عمرو بن صبيح الصيداوي: ص34.
233. عمرو بن ضبيعة: ص43.
234. عمرو بن عبد الله الهمداني الجندعي: ص58.
235. عمرو بن عبد الله بن كعب (أبو ثمامة الصيداوي): ص54.
236. عمرو بن عثمان بن عفان الأموي: ص315.
237. عمرو بن قرظة بن كعب الخزرجي الأنصاري الكوفي: ص45.
238. عمرو بن معديكرب بن عبد الله الزبيدي اليمني: ص196.
239. عون بن عبد الله بن جعدة: ص331.
240. عون بن عبد الله بن جعفر الطيار: ص30.
241. فاطمة (أم البنين) بنت حزام بن خالد الكلابية: ص20.
242. فاطمة الزهراء‘ بنت رسول الله’: ص69.
243. فاطمة بنت الإمام الحسن بن علي: ص179.
244. فاطمة بنت الإمام الحسين بن علي: ص73.
245. فاطمة بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب: ص179.
246. فراس بن جعدة بن هبيرة المخزومي: ص351.
247. الفلافس من بني نهشل بن دارم: ص180.
248. قارب مولى الإمام الحسين×: ص37.
249. قاسط بن عبد الله بن زهير بن الحارث التغلبي وأخوه كردوس: ص42.
250. القاسم ـ ويقال القشعم بن عمرو بن نذير أو يزيد ـ الجعفي: ص382.
251. القاسم بن الحسن المجتبى: ص29.
252. القاسم بن حبيب بن مظاهر: ص371.
253. القاسم بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب: ص178.
254. القاسم بن محمد بن جعفر بن أبي طالب: ص106.
255. قثم بن العباس بن عبد المطلب: ص75.
256. قُرَّة بن قيس ـ أو سفيان ـ الحنظلي التميمي: ص346.
257. القعقاع بن سويد بن عبد الرحمن المنقري: ص338.
258. قيس بن الأشعث الكندي: ص181.
259. قيس بن الهيثم بن أسماء بن الصلت السلمي: ص432.
260. قيس بن عمرو بن مالك من بني الحارث بن كعب: ص226.
261. قَيس بن مُسْهر بن خالد بن جُندب الصيداوي الأسدي: ص39.
262. كثير بن شهاب بن الحصين، الحارثيّ الكوفيّ: ص348.
263. كثير بن عبد الله الشعبي: ص52.
264. كعب الأحبار: ص122.
265. كعب بن جابر بن عمرو الأزدي (العبدي): ص219.
266. كنانة بن عتيق التغلبي: ص43.
267. لبابة بنت الحارث الهلاليّة: ص75.
268. لقيط بن ياسر ويقال بن إياس الجهني: ص35.
269. لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف الأزدي الغامدي: ص125.
270. ليلى أو آمنة بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفية: ص24.
271. مالك بن بشير ـ ويُقال: اليسر، أو النسير، أو نسر، أو بشر ـ الكندي: ص181.
272. مالك بن عبد الله بن سنان بن سرح بن وهب بن الأقيصر: ص236.
273. مالك بن مسمع البكري الجحدي: ص431.
274. مالك بن وهيب بن عبد مناف: ص245.
275. المتوكّل بن عبد الله بن نهشل بن مسافع، أبو جهمة الليثي: ص164.
276. مجمع بن زياد بن عمرو الجهني: ص53.
277. مجمع بن عبد الله بن مجمع العائذي المذحجي: ص48.
278. محرز بن حريث بن مسعود من بني عدى بن حباب الكلبي: ص195.
279. محفز ـ ويُقال: محفر ـ بن ثعلبة العائذي: ص190.
280. محمد الأصغر ابن علي بن أبي طالب: ص22.
281. محمد بن أبي سعيد الأحول بن عقيل: ص35.
282. محمد بن الأشعث الكندي: ص151.
283. محمَّد بن بشر الهمدانيّ: 312
284. محمد بن بشير ـ أو بشر ـ الحضرمي: ص162.
285. محمد بن سيرين البصري: ص207.
286. محمد بن عبد الله بن جعفر الطيار: ص30.
287. محمد بن عقيل بن أبي طالب: ص178.
288. محمد بن علي بن أبي طالب، المعروف بابن الحنفية: ص126.
289. محمد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب: ص28.
290. محمد بن عمير بن عطارد، أبو عمير التميمي: ص321.
291. محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري: ص206.
292. محمد بن موسى الرياضي الفلكي: ص492.
293. الـمُختار بن أبي عبيد بن مسعود الثقفي: ص387 .
294. المدري ـ ويقال المذري ـ بن المشمعل الأسدي: ص336.
295. مرة بن منقذ بن النعمان العبدي: ص24.
296. مرجانة، أم عبيد الله بن زياد: ص202.
297. المرقع بن قمامة الأسدي: ص388.
298. مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أُميّة: ص60.
299. مزاحم بن حريث: ص366.
300. مسعود بن الحجاج التيمي، وابنه عبد الرحمن: ص48.
301. مسعود بن عمرو بن عدي بن محارب الأزدي: ص432.
302. مسلم ـ ويقال أسلم ـ بن كثير الأعرج الأزدي: ص54.
303. مسلم بن عبد الله الضبابي: ص40.
304. مسلم بن عقبة بن رباح المرّي: ص419.
305. مسلم بن عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب: ص34.
306. مسلم بن عمرو الباهلي: ص431.
307. مسلم بن عوسجة، أبو حجل الأسدي السعدي: ص40.
308. المسوّر بن مخرمة الزهري: ص109.
309. المسيَّب بن نَجَبة بن ربيعة الفزاري: ص30.
310. مصعب بن الزبير بن العوّام الأسدي الزبيري: ص371.
311. معاوية بن أبي سفيان ـ صخر ـ بن حرب بن أُميّة: ص93.
312. معقل: ص436.
313. المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم: ص405.
314. منجح بن سهم مولى الامام الحسين: ص37.
315. المنذر بن الجارود بن المعلّى، أبو غياث العبدي: ص431.
316. المهاجر بن أوس التميمي: ص53.
317. ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب: ص71.
318. نافع بن هلال بن نافع، المذحجي الجملي: ص49.
319. النعمان بن المنذر بن المنذر بن امرئ القيس: ص340.
320. النعمان بن بشير الأنصاري الخزرجي: ص147.
321. النعمان بن عمرو الأزدي الراسبي: ص53.
322. نعيم بن العجلان الأنصاري الخزرجي: ص46.
323. هاني ـ أو هانئ ـ بن ثبيت ـ أو شبيب أو شبث ـ الحضـرمي: ص21.
324. هانئ بن عروة المذحجي المرادي: ص58.
325. هانئ بن هانئ الهمداني السبيعي: ص426.
326. الهفهاف بن المهنّد الراسبي البصري: ص59.
327. همام بن غالب بن صعصعة، المعروف بالفرزدق، التميمي البصـري: ص141.
328. هند بنت عبد الله بن عامر: ص193.
329. الوليد بن عقبة ـ عُتبة ـ بن أبي سفيان بن حرب الأُموي: ص129.
330. الوليد بن مسلم الأُموي بالولاء، أبو العباس الدمشقي: ص234.
331. الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم: ص108.
332. وهب بن زمعة بن أسد الجعفي: ص403.
333. وهب بن وهب بن كثير بن عبد الله بن زمعة الأسدي المدني: ص404.
334. يحابر بن مالك: ص217.
335. يحيى بن الحسين الموفق بالله: ص16.
336. يحيى بن حكيم بن صفوان بن أُميّة الجمحي: ص421.
337. يحيى بن سعيد بن العاص بن أُميّة: ص329.
338. يزيد بن الحرث ـ ويقال ـ الحارث بن رُويم الشيباني: ص322.
339. يزيد بن ثبيط ـ ويقال ثبيت ـ العبدي: ص44.
340. يزيد بن زيد بن المهاصر، (أبو الشعثاء) الكندي: ص51.
341. يزيد بن سفيان التميمي: ص366.
342. يزيد بن عبد الملك بن مروان: ص108.
343. يزيد بن معاوية بن أبي سفيان: ص62.
344. يزيد بن معقل من بني عميرة بن ربيعة: ص364.
فهرست الأماكن
فهرست الأماكن المعرَّفة في هذا المجلد
1. الأبواء: ص131.
2. أجأ: ص342.
3. أذربيجان: ص367.
4. أشراف ـ ويقال شُرافِ ـ : ص337.
5. بطن الرمَّة: ص451.
6. بطن العقيق: ص454.
7. البغيبغة: ص106.
8. بَلِي: ص73.
9. التنعيم: ص329.
10.الثعلبية: ص145.
11.الجما أو الجماء: ص198.
12.الحاجر: ص155.
13.الحليفة ـ ويقال ذو الحليفة ـ : ص241.
14.حمَّام أعين: ص345.
15.الحِيرة: ص100.
16.خَفّان: ص333.
17.الخَيف: ص372.
18.دستبي: ص345.
19.دير هند الكبرى: ص311.
20.الديلم: 158.
21.ذات عِرق: ص237.
22.ذو حُسَم: ص455.
23.الربذة: ص471.
24.رَدم: ص128.
25.ردوس: ص233.
26.الرَّيّ:ص157.
27.الزّارة: ص389.
28.زبالة: ص147.
29.زرود: ص452.
30.السقبة أو الشفية: 459.
31.شراة: ص455.
32.شعب علي× أو شعب أبي طالب×: ص425.
33.الصّفاح: ص141.
34.الطفّ: ص71.
35.عذيب الحمامات أو عذيب الهجانات: ص457.
36.العُذيب: ص156.
37.عين الوردة: ص209.
38.الغاضرية: ص345.
39.الفرات: ص488.
40.الفرع: ص241.
41.القادسية: ص155.
42.قرقيسيا: ص209.
43.قصر أبي مقاتل: ص157.
44.القُطْقُطانة: ص333.
45.كربلاء: ص120.
46.الكُوفة: ص126.
47.لَعْلَع: ص333.
48.مكة، أم القرى: ص486.
49.ملل: ص133.
50.النُخيلة: ص160.
51.نينوى: ص123.
52.وادي السباع: ص290.
53.واقصة: ص342.
54.ينبُع: ص72.
([1]) اُنظر: السمعاني، عبد الكريم بن محمد، الأنساب: ج3، ص138. الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج9، ص529.
([2]) مؤسسة آل البيت^ لإحياء التراث، مجلة تراثنا: ج2، ص127.
([3]) يحيى بن الحسين الموفق بالله بن إسماعيل بن زيد، الإمام المرشد بالله، أبو الحسين الحسني نسباً، الزيدي مذهباً، الرازي، يُدعى (الكيا( من أئمّة الزيدية، دعا في الجبل والديلم والري وجرجان، وكان ممّن عنى بالحديث. اُنظر: ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، لسان الميزان: ج6، ص247.
([4]) هذا الترقيم من المحقق السيد محمد رضا الجلالي.
([5]) سنان بن أنس بن عمرو النخعي لعنه الله، أقدم على أكبر جريمة عرفها التاريخ، ألا وهي قتل سيد الشهداء×. والمشهور أنّه هو الذي احتزّ الرأس الشـريف، وهو يقول: والله، إنّي لأجتز رأسك وأعلم أنّك ابن رسول الله، وخير الناس أباً وأُمّاً. روي أنّ سناناً هذا أخذه المختار فقطع أنامله أُنملة أُنملة، ثمّ قطع يديه ورجليه وأغلى له قدراً فيها زيت، ورماه فيها وهو يضطرب حتى هلك. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص346، وص535. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص232. ابن نما الحلي، جعفر بن محمد، ذوب النضّار: ص120. المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج45، ص55.
([6]) أقول: اختلف العلماء فيمَن احتز رأس الإمام الحسين×، فقد ذهب جمعٌ إلى أنَّ الذي احتزه هو: سنان بن أنس بن عمرو النخعي (لعنه الله)، وبعضهم قال: خولي بن يزيد الأصبحي (لعنه الله)، والبعض الآخر قال: شمر بن ذي الجوشن (لعنه الله). اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص346. الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص117، ح2852. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص112.
([7]) خولي بن يزيد الأصبحي الأيادي الدارمي، أحد جنود عمر بن سعد، رمى عثمان ابن أمير المؤمنين× بالسهم، وفي ثورة المختار أُلقي القبض عليه، فأمر به المختار فقُتِل في داره، وبعد مقتله أُحرق حتى صار رماداً. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص531. الطوسي، محمد بن الحسن، الأمالي: ص244. ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب: ج1، ص393. المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص489.
([8]) العباس بن علي بن أبي طالب×، من أعظم شخصيات أهل البيت^، وُلِد سنة ست وعشـرين من الهجرة، وأُمّه أُمّ البنين فاطمة بنت حزام، ويُكنّى أبا الفضل، عاش مع أبيه أربع عشـرة سنة، ومع أخيه الإمام الحسن× أربعاً وعشـرين سنة، ومع أخيه الإمام الحسين× أربعاً وثلاثين سنة، وذلك مدّة عمره، وكان× شجاعاً فارساً، وسيماً جسيماً. قال فيه الإمام زين العابدين×: «... وإنّ للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة». وقال الإمام الصادق×: «كان عمّنا العباس نافذ البصيرة صلب الإيمان، جاهد مع أخيه الحسين×، وأبلى بلاء حسناً ومضـى شهيداً». له أبناء وذرّية. اُنظر: أبو نصـر البخاري، سهل بن عبد الله، سر السّلسلة العلوية: ص89. الصدوق، محمد بن علي، الأمالي: ص548. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص56. الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث: ج10، ص255.
([9]) أُمّ البنين: فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية، من خيرة نساء زمانها، وهي أُمّ العباس وإخوته، جسّدت أروع نماذج الصبر بعد عاشوراء، حيث فقدت أبناءها الأربعة. كانت لها منزلة عظيمة عند أهل البيت^ حتى صارت باباً لقضاء الحوائج. وقد روي أنّ أمير المؤمنين× قال لأخيه عقيل ـ وكان نسّابة ـ: «ابغِني امرأةً قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوّجها؛ فتلد لي غلاماً فارساً». فقال له: أين أنت عن فاطمة بنت حزام؛ فإنّه ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس. وفي آبائها يقول لبيد للنعمان بن المنذر ملك الحيرة:
نحن بنو أُمّ البنين الأربعة |
|
ونحن خير عامر بن صعصعة |
الضـاربون الهام وسـط المجمعة
اُنظر: السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص56.
([10]) هكذا في الأمالي الخميسية، وفي غيره من المصادر (زيد بن رقاد الجنبي)، وهو: خبيث ملعون، وهو قاتل عبد الله بن مسلم. بعث إليه المختار بشرطته بقيادة عبد الله بن كامل، فأحاطوا بداره، واقتحموا عليه الدار ورموه بالنبل ورشقوه بالحجارة، فسقط فأحرقوه حياً. وقيل: إنه أُحضر إلى المختار، فرماه بالنبل والحجارة وأحرقه. اُنظر: ابن نما الحلي، جعفر بن محمد، ذوب النضار: ص120. الأمين، محسن بن عبد الكريم، أصدق الأخبار: ص76. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج3، ص471.
([11]) حكيم بن طفيل الطائي من الوجهاء المقبولين في الحكم الأُموي، ومن جند ابن سعد، شارك في أبرز الجرائم يوم عاشوراء، فقد سلب ثياب الإمام الحسين×، كما اشترك في قتل العباس بن علي×. ولما سيطر المختار على الكوفة ونادى بقتل قتَلَة الحسين قبض عليه وجيء به إلى المختار، ورأته الشيعة يُساق إلى المختار، فخافوا أن يشفع به أحد، فقتلوه رمياً بالسهام حتى صار كأنّه القنفذ. اُنظر: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص201. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج2، ص269.
([12]) جعفر بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب^، أُمّه فاطمة أُمّ البنين. ورد اسمه والسلام عليه في زيارة الشهداء الصادرة عن الناحية المقدّسة «السلام على جعفر بن أمير المؤمنين، الصابر بنفسه محتسبا، والنائي عن الأوطان مغتربا، المستسلم للقتال، المستقدم للنزال، المكثور بالرجال، لعن الله قاتله هاني بن ثبيت الحضرمي»، وكذا في الزيارة الرجبية التي رواها السيد ابن طاووس. استُشهد وعمره إحدى وعشـرين سنة. وقيل: تسع عشـرة سنة. ولا عقب له. وقد اختُلف فيمَن قتله، فقيل: خولي بن يزيد الأصبحي، وقيل: هاني بن ثبيت الحضـرمي (لعنهما الله)، كما ذكر المصنِّف في المتن. اُنظر: أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص54. ابن طاووس، علي بن موسى، إقبال الأعمال: ج3، ص74، وص343. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص69. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج2، ص172.
([13]) هانئ بن ثبيت ـ أو شبيب أو شبث ـ الحضـرمي (لعنه الله)، حضر في كربلاء يوم عاشوراء، وشارك في قتل عبد الله بن عمير الكلبي، كما وأنّه كان من جملة الخيّالة الذين داسوا جسد الإمام الحسين× بحوافر خيولهم، وسلب قوس ولباس الإمام الحسين×. أخذه المختار سنة (66هـ) مع بقية العشرة، فشدّ أيديهم وأرجلهم بسكك الحديد وأوطأ الخيل ظهورهم حتى هلكوا. اُنظر: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص109. المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص488. ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص255. ابن طاووس، علي بن موسى، اللهوف في قتلى الطفوف: ص80.
([14]) عبد الله بن علي بن أبي طالب^، وأُمّه فاطمة أُمّ البنين. وُلِد بعد أخيه العباس بنحو ثمان سنين، وهو أوّل من دعاه العباس× من إخوته، فقال له: تقدّم يا أخي، حتى أراك قتيلاً وأحتسبك. فتقدّم بين يديه، وجعل يضرب بسيفه قُدماً، ويجول فيهم، وهو يقول:
أنا ابن النجدة والأفضال |
|
ذاك علي الخير في الأفعال |
سيف رسول الله ذو النكال |
|
في كلِّ يوم ظاهر الأهوال |
استُشهد وعمره خمساً وعشرين سنة، ورد اسمه والسلام عليه في زيارة الشهداء الصادرة عن الناحية المقدسة: «السلام على عبد الله بن أمير المؤمنين، [مبلي البلاء، و] المنادي بالولاء في عرصة كربلاء، المضروب مقبلاً ومدبراً، ولعن الله قاتله هاني بن ثبيت الحضرمي». وذهب بعضٌ إلى أنّه قُتِل في معسكر مصعب بن الزبير في قتاله المختار. والصحيح أنّ الذي قُتِل مع مصعب هو أخوه عبيد الله بن علي×، الذي جاء به مصعب كرهاً بعدما بايعه أكثر أهل البصرة، وقبره في محافظة ميسان، بين قلعة صالح ومدينة العزير معروف يُزار. اُنظر: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى: ج5، ص117. المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص488. الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج5، ص88. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص67. مجلة الإصلاح الحسيني: العدد3، ص325.
([15]) محمد الأصغر ابن علي بن أبي طالب، أُمّه أُمّ ولد، وقيل أسماء بنت عميس، استُشهد يوم عاشوراء، وورد ذكره والسلام عليه في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدسة: «السلام على محمد بن أمير المؤمنين، قتيل الأيادي (الأباني) الدارمي، لعنه الله وضاعف له العذاب الأليم، وصلى الله عليك يا محمد وعلى أهل بيتك الصابرين». وقيل: لم يُقتل؛ لمرضه. اُنظر: ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص260. المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص489. شمس الدين، محمد مهدي، أنصار الحسين: ص130.
([16]) أبو بكر بن علي بن أبي طالب×، استُشهد مع أخيه الإمام الحسين× بكربلاء. ورود ذكره في الزيارة: «السلام عليك يا أبا بكر بن علي بن أبي طالب× ورحمة الله وبركاته ما أحسن بلاءك، وأزكى سعيك، وأسعدك بما نلت من الشرف، وفزت به من الشهادة فواسيت أخاك وإمامك، ومضيت على يقينك حتى لقيت ربك صلوات الله عليك وضاعف الله ما أحسن به إليك». وقيل: إن أبا بكر كنية لعبد الله بن علي×، وقيل: اسمه محمد الأصغر. اُنظر: المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج98، ص245. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص70.
([17]) عثمان بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب، ورُويَ عن أمير المؤمنين× أنّه قال: «إنّما سمّيته عثمان بعثمان بن مظعون أخي». قال أهل السير: لمّا قُتل عبد الله بن علي دعا العباس عثمان، وقال له: تقدّم يا أخي، كما قال لعبد الله، فتقدّم إلى الحرب يضـرب بسيفه، ويقول:
إنّي أنا عثمان ذو المفاخر |
|
شيخي عليٌّ ذو الفعال الطاهر |
وكان عمره عند شهادته إحدى أو ثلاث وعشرين سنة. ورد السلام عليه في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدسة «السلام على عثمان بن أمير المؤمنين، سَميّ عثمان بن مظعون. لعن الله راميه بالسهم خولي بن يزيد الأصبحي الأيادي الدارمي». اُنظر: ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص255. المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص489. المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج45، ص37. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص68. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج5، ص220.
([18]) هكذا في الأصل، وفي الأمالي الخميسية: (وعليّ ابنَي ...)، والصحيح ما أثبته المحقق.
([19]) علي الأكبر، ابن الحسين بن علي بن أبي طالب^، كنيته: أبو الحسن، وُلِد في خلافة عثمان، أو في سنة: 33هـ، فيكون عمره حين استشهد ثمان وعشـرون سنة، وقيل: 18 سنة. كان من أعظم شخصيات أهل البيت^، كريماً سخياً، حتى ذاع صيته، قال فيه معاوية أنه أولى منه بالخلافة، في حادثة مفصّلة. أشبه الناس بجدِّه’ خَلقاً وخُلقاً ومنطقاً. أول شهيد من بني هاشم في عاشوراء، على المشهور بين المؤرخين. اختلفوا في أنّه أكبر أم الإمام السجاد×، فقول: إنّه الأكبر من السجاد×، وهو قول مؤرخي العامة، ووافقهم من الإمامية: ابن إدريس الحلي، الخزاز القمي في كفاية الأثر، ابن شهرآشوب، النسابة المعروف آية الله العظمى السيد المرعـشي النجفي، السيد عبد الرزاق المقرّم، وغيرهم. وقد أحصى المقرّم في كتابه (عليّ الأكبر) ثمانية وعشـرين مصدراً من مصادر الفريقين ينصّ على أنّ المقتول في كربلاء هو الأكبر سناً. وفیه روایة.
القول الثاني: إنّ الإمام السجاد× أكبر منه. وهو قول أغلب علماء الإمامية. اُنظر: أبو الفرج الأصفهاني، علی بن الحسین، مقاتل الطالبيين: ص52. القاضي المغربي، النعمان بن محمد، شرح الأخبار: ج3، ص154. الصدوق، محمد بن علي، الأمالي: ص226. الخزاز القمي، علی بن محمد، كفاية الأثر: ص234. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص114. الطوسي، محمد بن الحسن، الأبواب (رجال الطوسي): ص102.الطبرسي، الفضل بن الحسن، إعلام الورى: ج1، ص470. المازندراني، محمد صالح، شرح أصول الكافي: ج6، ص318. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص49. المقرم، عبد الرزاق، علي الأكبر: ص22 ـ 28. المرعشي، شهاب الدين، شرح إحقاق الحق: ج27، ص466. ج33، ص664.
([20]) ليلى ـ ويقال آمنة ـ بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفية. ويقال: إنّ اسمها (برة)؛ وإنّما سُمّيت ليلى لأنّها كانت تقوم الليل للعبادة، ولدت سنة (20هـ) في المدينة، تزوجها الإمام الحسين× سنة (35هـ)، فولدت له علي الأكبر سنة (36 هـ) أو (38هـ)، وقيل ولدته× سنة (33هـ)، فيكون زواجها قبل ذلك، وهو الأوفق بناء على كونه أكبر من الإمام السجاد×، ولم يكن لها مولود غيره. يقال: إنها حضرت الطف مع الإمام×. توفيت سنة (63هـ) بالمدينة، ودُفنت بالبقيع. اُنظر: الزبيري، مصعب بن عبد الله، نسب قريش: ص57. أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص52. ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص231. المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج45، ص330. البحراني، عبد الله، العوالم (الإمام الحسين×): ص637. الزنجاني، إبراهيم، وسيلة الدارين: ص294. الشاكري، حسين، شهداء أهل البيت^: ص111. نقلاً عن الحدائق الوردية (مخطوط). اُنظر: الكرباسي، محمد صادق، دائرة المعارف الإسلامية، (معجم أنصار الحسين ـ النساء): ج3، ص145 وما بعدها.
([21]) مرة بن منقذ بن النعمان ـ وقيل: الشجاع. وقيل: عبد قيس ـ العبدي (لعنه الله)، من المجرمين الذين تلطخت أيديهم بدماء آل الرسول في يوم عاشوراء، بقتله علي الأكبر× بقوله: عليّ آثام العرب إن مرّ بي يفعل مثل ما كان يفعل إن لم أُثكل أباه به.فقتله. وعند ما ثار المختار في الكوفة بعث في طلبه عبد الله بن كامل، فأتاه ابن كاملبخيله فأحاط بداره، فقاومهم وجرح، ثمّ هرب إلى البصرة إلى مصعب بن الزبير. ورد لعنه في زيارة الناحية المقدسة. اُنظر: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص200. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص340. ابن خلدون، عبد الرحمن، تاريخ ابن خلدون: ج3، ص26.
([22]) عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب^، المعروف بـ(الرضيع)، وهو أخو سكينة لأُمّها. ورد السلام عليه في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدسة «السلام على عبد الله بن الحسين، الطفل الرضيع [والمرمي الصريع، المتشحط دما، المصعد دمه في السماء، المذبوح بالسهم في حجر أبيه]، لعن الله راميه حرملة بن كاهل الأسدي وذويه». ويقال: اسمه عليّ، ولقبه الأصغر، كما جاء في بعض الزيارات: «صلى الله عليك وعليهم وعلى ولدك علي الأصغر الذي فجعت به». كما اختلفوا في عمره، قيل: وُلِد في شهر رجب سنة (60هـ) في المدينة، واستُشهد يوم العاشر من المحرّم سنة (61هـ) مع أهل بيته، وعمره ستّة أشهر تقريباً، وقيل: عمره أياماً؛ لأنه ولد في كربلاء. وقد نصّ الإربلي على أنهما اثنان، حيث قال: «كان له ـ للحسين× ـ من الأولاد ذكور وإناث عشرة: ستة ذكور، وأربع إناث: فالذكر علي الأكبر، وعلي الأوسط، وهو سيد العابدين، وعلي الأصغر، ومحمد وعبد الله وجعفر، ...، وأما علي الأصغر فجاءه سهم وهو طفل فقتله، وقيل: إنّ عبد الله قتل أيضاً مع أبيه شهيداً»، وذهب لهذا ابن الصباغ أيضاً. اُنظر: أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص59. ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص257. المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص488. ابن طاووس، علي بن موسى، إقبال الأعمال: ج3، ص71. الإربلي، علي بن أبي الفتح، كشف الغمة في معرفة الأئمة: ج2، ص248. ابن الصباغ المالكي، علي ابن محمد، الفصول المهمة في معرفة الأئمة: ج2، ص851. المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج45، ص331. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص24.
([23]) الرباب بنت امرئ القيس، زوجة الإمام الحسين×، وأُمّها هند الهنود بنت الربيع بن مسعود. من أحلم النساء وأعقلهن، وهي أُمّ عبد الله الرضيع. وكان يحبها الإمام الحسين×، وقال فيها:
لعمـرك إنّني لأُحــبّ داراً تكون بها سـكينةُ والرّبابُ
كانت حاضرة وقعة كربلاء، وجرى عليها ما جرى على بنات الرسالة، خُطِبت الرباب وأُلِحّ عليها؛ فقالت: «ما كنت لأتخذ حمواً بعد رسول الله’». وكانت شاعرةً لها رثاءٌ في الإمام الحسين×. بقيت بعد عاشوراء سنة لم يظلّها سقف بيت، تنعى الحسين وتبكيه؛ حتى ماتت. اُنظر: أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص59. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج69، ص120.
([24]) حرملة بن كاهل الأسدي، من أبرز المجرمين في معسكر ابن سعد يوم عاشوراء، ارتكب عدّة جرائم، منها: أنه رمى عبد الله الرضيع بسهمٍ فذبحه من الوريد إلى الوريد وهو في حجر أبيه، وهو الذي حمل رأس العباس بن علي÷ إلى الكوفة. قبض عليه المختار الثقفي بالكوفة وأمر بقطع يديه ورجليه، ورماه بالنار، ورد لعنه في زيارة الناحية المقدسة. اُنظر: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج13، ص256. الطوسي، محمد بن الحسن، الأمالي: ص238ـ239. المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص488.
([25]) لبّاه بريقه: أي صب ريقه في فيه، كما يصب اللبأ في فم الصبى، وهو أوّل ما يُحلب عند الولادة. اُنظر: ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج4، ص221.
([26]) هكذا في الأصل، وفي الأمالي الخميسية (دمعه)، والصحيح ما في المتن.
([27]) الإمام محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب^، الهاشمي، أبو جعفر، المُلقّب بـ(الباقر)، يقع في سند السلسلة الذهبية، خامس أئمّة أهل البيت^، وُلد سنة ستّ وخمسين من الهجرة، كان إليه منتهى فروع العلم على اختلاف أصنافه وأنواعه، وحفظت لنا دواوين المسلمين ـ وبالتحديد الشيعي منها ـ تراثه وعلمه. استُشهد× سنة: 114هـ. اُنظر: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص157.
([28]) الشاعر هو: سليمان بن قَتّة التيمي البصـري المقرئ، من فحول الشعراء، قِيل: إنّه أوّل مَن رثى الحسين×. مرّ بكربلاء، فنظر إلى مصارع شهداء الطفّ، فبكى حتّى كاد أن يموت. اُنظر: القمي، عباس، الكُنى والألقاب: ج1، ص383.
([29]) أشار الشاعر إلى اثنين من قتلة أهل البيت×: الأول هو عبد الله الغنوي، وستأتي الإشارة له. والثاني هو حرملة الأسدي، وهو المراد هنا في كلام الإمام الباقر×.
([30]) الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب^، أبو الحسن، ويُكنّى بأبي محمد أيضاً، وقد اُختلِف في أُمّه فقيل: أُمّ ولد اسمها غزالة، وقيل أُمّه عمّة أم يزيد بن الوليد بن عبد الملك، وقيل شاه زنان بنت كسـرى يزدجرد. ألقابه كثيرة، أشهرها: سيّد العابدين، وزين العابدين، والسجّاد، وذو الثفِنات، وإنّما لُقِّب بذلك؛ لأنّ موضع السجود منه كان كثَفنَة البعير من كثرة السجود عليه. وُلِد في الخامس من شعبان وقيل في الخامس عشر من جمادى الأُولى من سنة (38هـ)، وقيل (36 هـ)، في المدينة المنوّرة. رابع أئمّة أهل البيت^، كان إماماً في الدين ومناراً في العلم. شهد وقعة الطفّ بمشاهدها المروِّعة مع أبيه السبط الشهيد، وكان في ذلك الزمن مريضاً؛ فلهذا لم يشارك في ميدان الحرب. استُشهد× سنة (92هـ)، وقيل: (94هـ)، وقيل: (95هـ)، ودُفن في البقيع. اُنظر: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص135ـ137. ابن طاووس، علي بن موسى، إقبال الأعمال: ج3، ص156. الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج4، ص399. ابن الصباغ، علي بن محمد، الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة: ج2، ص874. الميلاني، محمد هادي، قادتنا كيف نعرفهم: ج4، ص7ـ10.
([31]) ارتثّ: أي حُمِل من المعركة وبه رمق، فإن حمل ميتاً فليس بارتثاث. مأخوذ من الرثة وهي إسقاط البيت من الخلقان؛ لأن الجريح يسقط كما تسقط الرثة، ثم يحمل وهو رثيث. اُنظر: ابن سلام، القاسم الهروي، غريب الحديث: ج4، ص378. ابن فارس، أحمد بن فارس، معجم مقاييس اللغة: ج2، ص384.
([32]) محمد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي العلوي أبو عبد الله المدني أُمّه رملة بنت عقيل بن أبي طالب روى عن جابر بن عبد الله، روى عنه محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة وغيره من الثقات، قيل: إنّه شهد كربلاء مع عمّ أبيه الحسين بن علي^ صغيراً، وقد أتى به إلى يزيد ابن معاوية بدمشق مع مَن أُتي به من أهل بيته. وفي أنساب الأشراف ما يدل على ذلك. والمعروف أنّ أباه عمرو بن الحسن هو الذي كان بكربلاء. اُنظر: البخاري، محمد بن اسماعيل، التاريخ الكبير: ج1، ص189. الرازي، عبد الرحمن بن محمد، الجرح والتعديل: ج8، ص29. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج55، ص15ـ17.
([33]) الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو محمد الهاشمي المدني، حضر مع عمّه الإمام الحسين× يوم الطفّ، فلمّا قُتل الإمام الحسين×، يُقال أنّه أُسِّر، وكان به جراح قد شُفي منها. وكان جليلاً رئيساً، فاضلاً ورعاً، وكان يلي صدقات أمير المؤمنين× في وقته. إقامته ووفاته في المدينة. اُنظر: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص25. الصفدي، خليل بن أيبك، الوافي بالوفيات: ج11، ص318. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج2، ص187.
([34]) أبو بكر بن الحسن بن علي×، أُمّه أُمّ ولد لا يُعرف اسمها، ويقال إنّ اسمها رملة، فهو أخو القاسم ابن الحسن× لأبيه وأُمّه، وقد ذكره الإمام الباقر× بأنّه ابن الإمام الحسن×، وأنّ قاتله عقبة الغنوي لعنه الله، ثمّ قال×: وإياه عنى سليمان بن قتة بقوله:
وعند غني قطرة من دمائنا |
|
وفي أسد أُخرى تُعدّ وتُذكر |
ورد اسمه والسلام عليه في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدسة. اُنظر: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص201، نسب الشعر إلى ابن أبي عقب. واُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص359. أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص58. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص109. المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص489. ابن نما الحلي، جعفر بن محمد، مثير الأحزان: ص50.
([35]) هكذا في الأصل، وفي الأمالي الخميسية (العنوي)، وهو: عبد الله بن عقبة الغنوي، من الخوارج. خرج مع المستورد بن علفة الخارجي، وهو حينها فتى، لمقاتلة سماك بن عبيد سنة (43هـ)، اشترك في حرب الإمام الحسين×، قتل أبا بكر بن الحسن أو الحسين÷، على الخلاف في اسم أبيه. طلبه المختار فلم يظفر به؛ لهروبه، ولحوقه بالجزيرة، فهدم داره. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص146. وص535. أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص57.
([36]) عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب^، أُمّه بنت الشليل بن عبد الله البجلي، وقيل: أُمّه أُمّ ولد. كان عمره حين استُشهد إحدى عشـرة سنة. ضربه بحر بن كعب على يده فقطعها، ثمّ رماه حرملة ابن كاهل الأسدي بسهم فذبحه في حجر الإمام الحسين× وهو صريع. وقد نسب البعض له حادثة مقتل أخيه القاسم× خطأً. ورد السلام عليه في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدسة. اُنظر: المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص490. المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج45، ص53. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص73. الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث: ج11، ص175.
([37]) القاسم بن الحسن المجتبى×، وأُمّه أُمّ ولد اسمها رملة، كان جميلاً كأنّ وجهه شقّة قمر، استُشهد يوم عاشوراء ولم يبلغ الحلم. استأذن من الإمام الحسين× في النزول إلى ساحة المعركة، فلم يأذن له؛ ولعلّ السبب هو صغر سنّه، إلّا أنّ القاسم أصرّ كثيراً، وقبّل يدي ورجلي الإمام×، حتى أذِن له، وحمل على صفوف العدو. ورد في الزيارة المقدّسة للشهداء بما يزيد عن النصف صفحة في ذكره والسلام عليه، منها: السلام على القاسم بن الحسن بن علي. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص341. ابن طاووس، علي بن موسى، إقبال الأعمال: ج3، ص75. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص72.
([38]) عمرو ـ أو عمر ـ بن سعيد بن نفيل ـ أو مقبل ـ الأزدي (لعنه الله)، أحد المجرمين الذين شاركوا في معركة كربلا، لعنه الإمام الصادق× في زيارة الشهداء بعد السلام على القاسم بن الحسن بقوله: «ولعن الله قاتلك عمرو بن سعد بن نفيل الأزدي وأصلاه جحيماً، وأعدّ له عذاباً أليماً». اُنظر: الدينوري، أحمد بن داوود، الأخبار الطوال: ص257. المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج98، ص271. شمس الدين، محمد مهدي، أنصار الحسين×: ص131.
([39]) عون بن عبد الله بن جعفر الطيار، كان لعبد الله بن جعفر ابنان باسم (عون)، أحدهما: عون الأكبر، والآخر: عون الأصغر، وكانت أُمّ أحدهما السيّدة زينب‘، والآخر أُمّه جمانة بنت المسيب، واختلف المؤرِّخون في الذي استُشهد في كربلاء مَن هي أُمّه، لكن المذكور في كتب الأنساب والمقاتل أنّ عوناً المقتول في كربلاء هو عون الأكبر، وأُمّه العقيلة زينب بنت الإمام علي×. ورد اسمه والسلام عليه في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدّسة: «السلام على عون بن عبد الله بن جعفر الطيّار في الجنان»، وأمّا عون بن جمانة هذه، فهو عون الأصغر، لم يحضر واقعة الطفّ. اُنظر: ابن حبّان، محمد، الثقات: ج2، ص311. أبو الفرج الأصفهاني، حسين بن علي، مقاتل الطالبيين: ص60. المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص491. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص75. الأمين، محسن، أعيان الشيعة: ج1، ص608. النمازي، علي، مستدركات علم رجال الحديث: ج6، ص143.
([40]) هكذا في الأصل، وفي الأمالي الخميسية (الفراري)، وهو: المسيَّب بن نَجَبة (نجية) بن ربيعة الفزاري، من أصحاب الإمام علي وابنه الإمام الحسن÷، شهد القادسية وفتوح العراق، وشهد مع الإمام علي بن أبي طالب× مشاهده، وخرج إلى نصرة الإمام× في حرب الجَمَل مع جماعةٍ، فاستقبلهم الإمام× على فرسخ، وقال: مرحباً بكم أهل الكوفة، وفئة الإسلام، ومركز الدين. قُتِل يوم عين الوردة مع التوّابين سنة (65هـ)، فبعث الحصين بن نمير برأسه إلى عبيد الله بن زياد. اُنظر: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى: ج6، ص216. ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج2، ص338.
([41]) عبد الله بن قطنة ـ أو قطبة ـ الطائي، ويقال النبهاني. لم يترجم له. خبيث ملعون. اُنظر: الطبري، محمد ابن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص341. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج5، ص74.
([42]) محمد بن عبد الله بن جعفر الطيار، أُمّه الخوصاء بنت خصفة ـ ويقال: حفصة ـ ابن ثقيف. جاء في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدّسة: «السلام على محمد بن عبد الله بن جعفر، الشاهد مكان أبيه، والتالي لأخيه، وواقيه ببدنه، لعن الله قاتله عامر بن نهشل التميمي». اُنظر: المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص491. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص77.
([43]) هكذا في الأصل، وفي الأمالي الخميسية (الحوصاء بنت حفصة).
([44]) عامر بن نهشل التيمي ـ أو التميمي ـ (لعنه الله)، ممّن شارك في قتال الإمام الحسين× في معركة كربلاء. نقل ابن نما أنّه قتل أبا عمر النهشلي العابد المتهجِّد من شجعان أنصار الإمام الحسين×. اُنظر: المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص491. ابن نما الحلي، جعفر بن محمد، مثير الأحزان: ص42.
([45]) عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي، كنيته أبو جعفر، أُمّه أسماء بنت عميس، وهو أوّل مولود وُلِد في الإسلام بأرض الحبشة، روى عن النبي’، وكان أحد الأُمراء في جيش الإمام علي× يوم صفِّين. ولجلالة قدره وعلو مقامه زوّجه أمير المؤمنين من عقيلة الهاشميين زينب (سلام الله عليها). اختُلف في سنة وفاته، والمشهور أنّه تُوفّي سنة (80هـ)، بالمدينة. اُنظر: الكوفي، إبراهيم بن محمد، الغارات: ج2، ص694. ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب: ج3، ص881. الكتبي، محمد شاكر، فوات الوفيات: ج1، ص530. الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث: ج11، ص147.
([46]) والقائل هو مولاه أبو السلاسل. اُنظر: الطبري، محمّد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص357.
([47]) خذفه: رماه. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج4، ص1347.
([48]) اللَّخْناء: التي لم تُخْتَنْ، أو المُنْتِنَة الرّائِحَة. اُنظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج13، ص383، (لخن).
([49]) اُنظر أيضاً: الكوفي، إبراهيم بن محمد، الغارات : ج2، ص695. الطبري، محمّد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص357. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص124.
([50]) جعفر بن عقيل بن أبي طالب، أُمّه تُكنّى أُمّ الثغر بنت عامر، وبعض آخر يقول: (أُمّ البنين) ـ كما في المتن ـ من شهداء الطف، وقيل: إن قاتله بشر بن خوط. ورد اسمه والسلام عليه في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدّسة: «السلام على جعفر بن عقيل، لعن الله قاتله بشـر بن خوط الهمداني». اُنظر: أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص61. المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص491.
([51]) عبد الله بن عمرو ـ عروة ـ الخثعمي (لعنه الله)، شارك مع جيش ابن سعد في حرب الإمام الحسين×، ولعلّه متحد مع عروة بن عبد الله. اُنظر: الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج5، ص234. شمس الدين، محمد مهدي، أنصار الحسين×: ص 54، وص133.
([52]) عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب، أُمّه أُمّ ولد، وزوجته خديجة بنت أمير المؤمنين×، كان طويل القامة، وهو أحد أصحاب الإمام الحسين×، كان يتقدّم حملة آل أبي طالب، وهو يقول:
أبي عقيلٌ فاعرفوا مكاني |
|
من هاشمٍ وهاشمٌ إخواني |
كهول صدقٍ سادة الأقران |
|
هذا حسينٌ شامخ البنيان |
وسيّد الشيب مع الشبّان
فقتل سبعة عشر فارساً، استُشهد وعمره (35) سنة، ورد اسمه في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدّسة. اُنظر: ابن قتيبة الدينوري، عبد الله بن مسلم، المعارف: ص205. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص359. ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص254. ابن طاووس، علي بن موسى، إقبال الأعمال: ج3، ص76. الريشهري، محمد، موسوعة الإمام الحسين×: ج4، ص370ـ371.
([53]) عثمان بن خالد بن أسير أو أشيم الجهني (لعـنـه الله)، من جيش ابن سعد، اشترك في قتل عبد الرحمن ابن عقيل بن أبي طالب وسلبه، وقيل هو قاتله، وفي رواية أبي الفرج قتل عبد الله الأكبر بن عقيل بن أبي طالب^. طلبه المختار؛ فبعث ابن كامل في طلبه فوجده مع بشر بن حوط يريدان الهرب إلى الجزيرة، فأتى بهما ابن كامل فأمر المختار بضرب عنقيهما ثمّ حرقهما، فقال أعشى همْدان يرثى عثمان الجهني:
يا عين بكّى فتى الفتيان عثمانا |
|
لا يبعدن الفتى من آل دهمانا |
واذكر فتى ماجداً حُلواً شمائله |
|
ما مثله فارس في آل همْدانا |
اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص530. أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص61.
([54])
بشر بن حرب العثماني القابضي، من همْدان. ويقال: بشر ـ أو نسر ـ بن حوط العثماني
القابضي. ويقال: بشـر بن شوط ـ القابضي ـ القايضي. كان في جيش عمر بن سعد في
كربلاء، ورد في زيارة الناحية: (السلام على جعفر بن عقيل، لعن الله قاتله وراميه
بشر بن حوط الهمْداني)، ورمى أخاه
عبد الله بن عقيل ـ أيضاً ـ بسهم، كما في شرح
الأخبار. طلبه المختار ولمّا ظفر به أمر بضرب عنقه ثمّ أحرقه. اُنظر: البلاذري،
أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج6، ص409. القاضي المغربي، النعمان بن محمد، شرح
الأخبار: ج3، ص195. ابن طاووس، علي بن موسى، إقبال الأعمال: ج3، ص76.
([55]) عبد الله بن عقيل بن أبي طالب، وأُمّه أُمّ ولد، تزوج من أم هاني بنت أمير المؤمنين×. رماه عمرو بن صبيح الصدائي فقتله، وقيل: رماه بشر بن حوط، أو عثمان بن خالد. قيل: إنّه تابعي، روى عن أمير المؤمنين×، وسمع جابر. وقيل: إنّه من أصحاب الإمام علي بن الحسين÷ والإمام الباقر×، ومعناه أنّه لم يقتل بالطف. وذكر البعض أنّ لعقيل ولدين عبد الله الأكبر والأصغر. وجزم البعض بأنّ الذي يروي عن أمير المؤمنين× استُشهد في كربلاء، والآخر مجهول. اُنظر: البغدادي، محمد ابن حبيب، المحبر: ص56. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص359. الطوسي، محمد بن الحسن، الأبواب (رجال الطوسي): ص117. ابن شهر آشوب،، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص254. البحراني، عبد الله، العوالم (الإمام الحسين×): ص277. التفرشي، مصطفى بن الحسين، نقد الرجال: ج3، ص124. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج5، ص56. شمس الدين، محمد مهدي، أنصار الحسين×: ص134. الجواهري، محمد، المفيد من معجم رجال الحديث: ص340.
([56]) عمرو بن صبح الصدائي، ويقال عمرو بن صبيح الصيداوي. طلبه المختار فجيء به إلىه، فحبسه في القصر وقتله في آل محمد^، وكان يقول: ما قتلت منهم أحداً. فقال المختار: اطعنوه بالرماح. حتى مات (لعنه الله). اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص341، ص535. المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص491.
([57]) مسلم بن عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب، الهاشمي القرشي، تابعيٌّ من ذوي الرأي والعلم والشجاعة. انتدبه السبط الشهيد أبو عبد الله الحسين×؛ ليتعرّف له على حال أهل الكوفة حين وردت عليه كتبهم، فرحل حينها وأخذ البيعة من أهلها، وطلبه بعدها ابن زياد بعد أن علم مكانه، فامتنع وقاتلهم، فقُبِض عليه، وقُتل سنة (60هـ). اُنظر: الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج7، ص222. ومَن أراد التفصيل يرجع إلى: السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص78.
([58]) عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب، من أصحاب الإمام الحسين×، له كلام ليلة عاشوراء ينمّ عن صلب إيمانه واستماتته في نصرة سيد الشهداء×، حيث قال ـ لـمّا طلب الإمام× من أصحابه الانصراف ليلة عاشوراء ـ: «يا بن رسول الله، ماذا يقول لنا الناس إن نحن خذلنا شيخنا، وكبيرنا، وسيّدنا، وابن سيّد الأعمام، وابن نبيّنا سيّد الأنبياء، لم نضرب معه بسيف، ولم نقاتل معه برمح؟! لا والله، أو نَرِد موردك، ونجعل أنفسنا دون نفسك، ودماءنا دون دمك، فإذا نحن فعلنا ذلك فقد قضينا ما علينا، وخرجنا ممّا لزمنا». استُشهد وعمره (26) سنة، ورد اسمه في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدّسة «السلام على القتيل بن القتيل: عبد الله بن مسلم بن عقيل، ولعن الله قاتله عامر ابن صعصعة». اُنظر: الصدوق، محمد بن علي، الأمالي: ص220. الطوسي، محمد بن الحسن، رجال الطوسي: ص103. المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص491.
([59]) رقيّة بنت الإمام علي بن أبي طالب×، أُمّها أُمّ حبيب بنت ربيعة، تزوجها مسلم بن عقيل، فولدت له عبد الله قُتل بالطف مع الإمام الحسين×، وعلياً ومحمداً ابني مسلم، وقد سبيت مع باقي بنات الرسالة في مأساة عاشوراء، ذكر الحموي وغيره أنّ لها قبراً في القاهرة بمصـر. اُنظر: الطبرسي، الفضل بن الحسن، إعلام الورى بأعلام الهدى: ج1، ص397. ابن الخشاب البغدادي، عبد الله بن النصـر، تاريخ مواليد الأئمّة (المجموعة): ص14. الحموي، ياقوت بن عبدالله، معجم البلدان: ج5، ص142.
([60]) هكذا في الأصل، وفي الأمالي الخميسية (أمه)، والصحيح ما في الأصل.
([61]) أسد ـ ويقال أُسيد ـ بن مالك الحضرمي (لعنه الله) من المشتركين في قتل آل البيت^ في كربلاء، ومن العشـرة الذين رضّوا ظهر وصدر الإمام الحسين×. اُنظر: ابن نما الحلي، جعفر بن محمد، مثير الأحزان: ص59.
([62]) محمد بن أبي سعيد الأحول بن عقيل، ويُقال: إنّه متّحد مع محمد بن سعيد بن عقيل. من أصحاب أبي عبد الله الحسين×. قيل: تزوج من فاطمة بنت أمير المؤمنين×، وقيل ـ كما عن العمري ـ إنّها زوجة أبيه، حيث ذكر أنّ فاطمة بنت أمير المؤمنين× تزوجت من أبي سعيد بن عقيل×. ورد اسمه والسلام عليه في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدسة: «السلام على محمد بن أبي سعيد ابن عقيل، ولعن الله قاتله لقيط ابن ياسر الجهني». اُنظر: الطوسي، محمد بن الحسن، الأبواب (رجال الطوسي): ص105. المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص491. العمري، علي بن محمد العلوي، المجدي في أنساب الطالبيين: ص18. الطبرسي، ميرزا حسين النوري، خاتمة المستدرك: ج9، ص9. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج6، ص383، ج7، ص111.
([63]) لقيط بن ياسر ويقال بن إياس الجهني (لعنه الله)، قتل محمّدَ بن أبي سعيد بن عقيل وهو غلام مذعور لم يراهق، له من العمر سبع سنين عندما هجم الأعداء على الخيام. اُنظر: التستري، محمد تقي، قاموس الرجال: ج9، ص29.
([64]) زينب الصغرى بنت عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب رضوان الله عليهم أجمعين. تزوجها علي بن يزيد بن ركانة من بني المطلب بن عبد مناف بن هاشم، فولدت له عدة أولاد، منهم بنتها عبدة أم أبي البختري زوجة الإمام الصادق×. من النساء ذوات العقل والفصاحة. نعت الإمام الحسين× وأهل بيته وإخوتها، حيث خرجت كاشفة وجهها، ناشرة شعرها، تصيح: وا حسيناه، وا إخوتاه، وا أهلاه، وا محمداه، وا علياه، وا حسناه. ولها كلام مع الحوراء زينب‘ لمّا أمر يزيد لعنه الله بتهجيرها إلى مصر، تقول لها: «يا ابنة عماه قد صدقنا الله وعده، وأورثنا الأرض نتبوأ منها حيث نشاء، فطيبي نفسا وقرى عينا، وسيجزي الله الظالمين، أتريدين بعد هذا هوانا ؟ ! إرحلي إلى بلد آمن. اُنظر: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص221. القاضي المغربي، النعمان بن محمد، شرح الأخبار: ج3، ص547. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج63، ص405. التستري، محمد تقي، قاموس الرجال: ج10، ص461. القزويني، لطيف، رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ: ص177.
([65]) هكذا في الأصل، وفي الأمالي الخميسية (وبأهلي).
([66]) هكذا في الأصل، وفي الأمالي الخميسية (وقتلى ضرجوا ...).
([67]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص221. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص293. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص124.
([68]) سليمان ـ ويقال سليم ـ مولى الحسين× استُشهد معه، كان قارئاً للقرآن، عارفاً بالعربية وكان كاتباً، ورجح بعضٌ أنّ الذي قُتِل في كربلاء اسمه: أسلم وليس سليمان أو سليماً، أمّا سليمان فقد كان مولى للحسين أيضاً، وكان رسوله إلى أهل البصرة، وسلّمه أحد مَن أُرسل إليهم من زعماء البصرة ـ وهو المنذر بن الجارود العبدي ـ إلى عبيد الله بن زياد، عامل يزيد بن معاوية على البصرة حينذاك، فقتله. ورد التسليم عليه في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدّسة: «السلام على سليمان مولى الحسين ابن أمير المؤمنين، ولعن الله قاتله سليمان بن عوف الحضرمي». اُنظر: المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص491. الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث : ج9، ص240. شمس الدين، محمد مهدي، أنصار الحسين×: ص73.
([69]) لم نعثر على ترجمة له.
([70]) منجح بن سهم مولى الامام الحسين×، ويقال: مولى الإمام الحسن×، استُشهد مع أصحاب الإمام الحسين× في الطف. و أُمّه، كانت جارية للإمام× اشتراها من نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب، ثمّ تزوّجها سهم فولدت منه منجحاً. وقد ورد التسليم عليه في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدسّة والرجبيّة. اُنظر: المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص491. ابن طاووس، علي بن موسى، إقبال الأعمال : ج3، ص76. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص96. التستري، محمد تقي، قاموس الرجال : ج10، ص239.
([71]) لم نعثر على ترجمة له.
([72]) قارب مولى الإمام الحسين× من شهداء الطف، ورد التسليم عليه في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدّسة: «السلام على قارب مولى الحسين بن علي». اُنظر: المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص491.
([73]) الحارث بن نبهان مولى حمزة بن عبد المطلب، انضمّ بعد وفاة أبيه إلى مولانا أمير المؤمنين علي×، ثمّ إلى الإمام الحسن×، ثمّ إلى الإمام الحسين×، وخرج معه إلى مكّة وإلى كربلاء، واستُشهد معه يوم عاشوراء. اُنظر: الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج2، ص281، رقم3081.
([74]) حمزة بن عبد المطلب بن عبد مناف، سيّد الشهداء، عمّ رسول الله’، شهد بدراً وأُحداً واستُشهد فيها، ومُثِّل بجسده الشـريف؛ فحزن عليه رسول الله’ حزناً شديداً، حتى روي عن السجاد× أنّه قال: «ما من يوم أشدّ على رسول الله’ من يوم أُحد، قُتِل فيه عمّه حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله». وقد روي في فضله أنّه: «أوحى الله إلى نبيه’: إنّي فضّلت حمزة بسبعين تكبيرة، لِعِظَمه عندي وكرامته عليّ». اُنظر: الصدوق، محمد بن علي، الأمالي: ص547. النوري، ميرزا حسين، مستدرك الوسائل: ج2، ص258.
([75]) هكذا في الأصل، وفي الأمالي الخميسية (عبد الله بن بيطر)، وهو: عبد الله بن يقطر ـ ويقال بقطر ـ بن أبي عقب الليثي، من بني ليث بن بكر بن عبد مناف بن كنانة، أخو الإمام الحسين× من الرضاعة، وهو رسول الإمام الحسين× إلى الكوفة، قُبِض عليه، ورُمي من أعلا قصر الإمارة، ثمّ قُطع رأسه. ويظهر من مناقب ابن شهر آشوب، أنّه آخر رسول عاد من مسلم للإمام الحسين× فأُسر قبل وصوله. ورد اسمه والسلام عليه في الزيارة الرجبية. اُنظر: ابن حبّان، محمد، الثقات: ج2، ص310. الطوسي، محمد ابن الحسن، رجال الطوسي: ص103. الراوندي، سعيد بن هبة الله، الخرائج والجرائح: ج2، ص550. ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص243. ابن طاووس، علي ابن موسى، إقبال الأعمال: ج3، ص346. الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث: ج11، ص408.
([76]) حسب التتبع لم نجد ما يدلّ على أنّ عبد الله بن يقطر& كان رضيعاً للإمام الحسين× بالمعنى المتعارف من أنهما رضعا من مرضعة واحدة، ولعلّ المراد أن عبد الله بن يقطر تربى في بيت أمير المؤمنين×، وكانت أمه حاضنة للإمام×، كما يدل على ذلك كلام جملة من المحققين، حيث ذكروا أنّ عبد الله بن يقطر الحميري كان صحابياً، وكان لدة الحسين×. واللدة: الترب الذي وُلِد معك وتربّى؛ لأن يقطر أباه كان خادماً عند رسول الله’، وكانت زوجته ميمونة في بيت أمير المؤمنين×، فولدت عبد الله قبل ولادة الإمام الحسين× بثلاثة أيام. وكانت ميمونة حاضنة له، كما كانت أم الفضل زوج العباس بن عبد المطلب مربية له، وكما كانت أم قيس بن ذريح حاضنة للإمام الحسن×؛ فلذا عُرِف عبد الله برضيع الحسين×، وإلاّ فإنّ الحسين× لم يرضع من غير ثدي أمه فاطمة‘. اُنظر: البراقي، حسين بن أحمد، تاريخ الكوفة: ص322. السماوي، محمد بن طاهر، أبصار العين في أنصار الحسين×: ص93.
([77]) عبد الملك بن عمير من أبناء الشام، وأجلاف محاربي أمير المؤمنين×، المشتهرين بالنصب والعداوة له ولعترته، ولم يزل يتقرّب إلى بني أُميّة بتوليد الأخبار الكاذبة في أبي بكر وعمر، والطعن في أمير المؤمنين× حتى قلدوه القضاء، وكان يقبل فيه الرشا، ويحكم بالجور والعدوان، وكان متجاهراً بالفجور والعبث بالنساء، فمن ذلك أنّ الوليد بن سريع خاصم أخته كلثم بنت سريع إليه في أموال وعقار، وكانت كلثم من أحسن نساء وقتها وأجملهن فأعجبته، فوجّه القضاء على أخيها تقرباً إليها، وطمعاً فيها. اُنظر: الجاحظ، عمرو بن بحر، البيان والتبيين: ص597. المفيد، محمد بن محمد، الإفصاح: ص220.
([78]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص300. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص71.
([79]) حبيب بن مُظهّر ـ كما ضبطه العلّامة الحلي في الخلاصة، ويُقال: مظاهر، أو مطهر ـ بن رئاب بن الأشتر الأسدي الكندي، من أصحاب النبي’، وخواصّ الإمام أمير المؤمنين×، شهد حروبه جميعاً، وكان من أصحاب الإمام الحسين×، ومن القادة الشجعان، وله رتبةٌ علميّة ساميّة، ورد في زيارته: السلام عليك أيّها العبد الصالح المطيع لله ورسوله ولأمير المؤمنين. كما ورد اسمه والسلام عليه في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدسة. اُنظر: ابن الأثير, علي بن أبي الكرم, الكامل في التاريخ: ج4, ص59. المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص493. العلّامة الحلي، الحسن بن يوسف، خلاصة الأقوال: ص132. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج2، ص166.
([80]) بديل بن صريم، رجل مذموم، قيل: إنّه هو الذي قتل حبيباً، كما ذكر المؤلف هنا، وقيل: إنّ حبيب بن مظاهر قتله، ولعلّه توهم ناشئ من عبارة الطبري. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص335. المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج45، ص27.
([81]) أنس بن الحارث ـ الحرث الكاهلي ـ ويُقال: أنس بن كاهل الأسدي، وأنس بن هزلة، ومالك بن أنس الكاهلي (الباهلي)، عُدّ أنس بن الحارث في عداد الكوفيين، وهو من جملة صحابة النبي’، شهد معه بدراً وحُنيناً، روى حديثه أشعث بن سحيم، عن أبيه، عنه، أنّه سمع النبي’ يقول: «إنّ ابني هذا ـ يعني الحسين ـ يُقتل بأرضٍ من أرض العراق، فمَن أدركه فلينصـره». فقُتل مع الإمام الحسين×، ورد ذكره في الزيارة المقدّسة بعنوان: (أنس بن كاهل الأسدي). اُنظر: ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح: ج5، ص107. الصدوق، محمد بن علي، الأمالي: ص224. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، أُسد الغابة: ج1، ص123. المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص493.
([82]) قَيس بن مُسْهر بن خالد بن جُندب الصيداوي الأسدي. كان قيس رجلاً شريفاً شجاعاً مخلصاً في محبّة أهل البيت^، من أصحاب الإمام الحسين×، كان له دورٌ كبير في نهضة الكوفة، وحمل الكتب والرسائل ما بين أهل الكوفة والإمام×، أسره الحصين بن نمير ـ أو تميم ـ في القادسية وأرسله إلى ابن زياد، وبعد كلام دار بينهما ينمّ عن شجاعته واستبساله في الحق؛ أمر عبيد الله بقتله فأُلقي من فوق القصـر فمات. ولما وصل خبره للإمام الحسين× استرجع واستعبر باكياً وقال: «جعل الله له الجنّة ثواباً». اُنظر: ابن نما الحلي، جعفر بن محمد، مثير الأحزان: ص31. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×:ص112. المحلّاتي، ذبيح الله، فرسان الهيجاء في تراجم أصحاب سيّد الشهداء: ج2، ص68.
([83]) لم نعثر على ترجمة له.
([84]) مسلم بن عوسجة، أبو حجل الأسدي السعدي، من أصحاب رسول الله’، وكان رجلاً شجاعاً عابداً، ومن أبطال العرب في صدر الإسلام، شهد فتح أذربيجان وغيره من الفتوح والمغازي، وله دورٌ قياديٌّ في حركة مسلم بن عقيل في الكوفة، ومن أصحاب الإمام الحسين× البارزين في وقعة كربلاء، له زيارة مفصّلة ورد فيها: «وكنتَ أوّل مَن شرى نفسه، وأوّل شهيد من شهداء الله قضـى نحبه». وهو صريح في أنّه أوّل شهداء عاشوراء. ولـمّا سقط مخضباً بدمه سار إليه الحسين× وبه رمق، فقال له: «رحمك الله يا مسلم... عزّ عليّ مصـرعك يا مسلم، أبشـر بالجنة». اُنظر: المفيد، محمد ابن محمد، الإرشاد: ج2، ص103. المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص492. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص63. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج7، ص222.
([85]) مسلم بن عبد الله الضبابي. تم لعنه باسم (عبد الله الضبابي) في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدّسة. خرج مع جيش عمر بن سعد لقتال الإمام الحسين×، قتل عمير بن عبد الله المذحجي في اليوم العاشر من المحرم، واشترك في قتل مسلم بن عوسجة. وكان مع شمر بن ذي الجوشن في الحرب ضد المختار، طلبه المختار في الكوفة فهرب هو وجماعة مع الشمر، ولما أدركتهم خيل زربي غلام المختار هرب وترك شمرا غنيمة لجيش المختار. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأمم والملوك: ج4، ص 526. ابن نما الحلي، جعفر ابن محمد، ذوب النضار: ص116. المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص492.
([86]) عبيد الله ـ ويقال عبد الرحمن ـ بن أبي خُشكارة البجلي (لعنه الله) من عشيرة الروزاني، تمّ القبض عليه في ثورة المختار، وقُطع رأسه بأمر من المختار في السوق أمام الملأ العام. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص332، وص529ـ530. ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد، تاريخ ابن خلدون : ج3، ص25. الريشهري، محمد، موسوعة الإمام الحسين×: ج6، ص63.
([87]) هكذا في المطبوع، والمشهور أنّهما: عبد الله بن عروة بن حراق الغفاري، وأخوه عبد الرحمن بن عروة ابن حراق الغفاري، كانا من أشراف الكوفة، وشجعانها، وذوي الموالاة. كان جدّهما حراق من أصحاب أمير المؤمنين×، وممَّن حارب معه في حروبه الثلاث. قال أحدهما:
قد علمت حقّاً بنو غفار |
|
وخندفٍ بعد بني نزار
|
لنضـربنَّ معشـر الفجّار |
|
بالمشـرفي والقنا الخطّار |
اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص337. ابن نما الحلي، جعفر بن محمد، مثير الأحزان: ص43. المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص493. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص200. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص175.
([88]) ما بين معقوفتين من السيد محمد رضا الجلالي.
([89]) حُوَيّ، أو جون بن حوي. مولى أبي ذر الغفاري، ثم انضمّ إلى أهل البيت^، بعد أبي ذرّE، فكان مع الإمام الحسن×، ثمّ الإمام الحسين×، وصَحِبه في مسيره من المدينة إلى مكّة المكرّمة، ثمّ كربلاء. كان شيخاً كبيراً أسود اللون، قال فيه الإمام الحسين× بعد استشهاده: «اللّهم بيِّض وجهه، وطيِّب ريحه، واحشـره مع الأبرار». ورد السلام عليه في الزيارة الرجبية. وقع الخلط عند البعض بينه وبين حوي بن مالك الضبعي. اُنظر: ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص251. المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص494. السماوي، محمد ابن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص176. شمس الدين، محمد مهدي، أنصار الحسين×: ص80.
([90]) الحر بن يزيد بن ناجية بن سعيد الرياحي، أحد وجهاء قبيلة بني تميم، كان شريفاً في قومه، ورئيساً في الكوفة، ندبه ابن زياد لمعارضة الإمام الحسين×، فخرج في ألف فارس، وبعد أن علم أنّهم مصـرّون على قتل الإمام× تحوّل إلى عسكره، ولما استُشهد أتاه الإمام الحسين×، ودمه يشخب، فقال: «بخ بخ يا حُر، أنت حُرّ كما سميت في الدنيا والآخرة». ثمّ أنشأ×:
لنعم الحرّ
حرّ بنى رياح |
|
وحرّ عند مختلف الرماح |
ونعم الحر إذ
نادى حسيناً |
|
فجاد بنفسه عند الصباح |
ورد اسمه والسلام عليه في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدسة. له مزار كبير منفرد يبعد عن مرقد الإمام الحسين× 5 كم تقريباً، حيث نقله بنو تميم ولم يسمحوا ببقاء جسده في ساحة المعركة. اُنظر: المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص493. السماوي، محمد، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص203.
([91]) شبيب ـ ويُقال: حبيب ـ بن عبد الله النهشلي، أبو عمرو، من قبيلة تميم البصـرة، تابعي، صحِبَ أمير المؤمنين×، وشهد معه حروبه الثلاثة، وصَحِب الإمامين الحسن والحسين÷، وكان فارساً شجاعاً، ورد اسمه في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدسة. اُنظر: المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص493. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج4، ص199. الربيعي، عبد الهادي، قبيلة بني تميم: ج4، ص49.
([92]) «الحجاج بن بدر التميمي السعدي، بصري من بني سعد بن تميم، جاء بكتاب مسعود بن عمرو إلى الإمام الحسين×، فبقي معه، وقُتل بين يديه». السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص212. واُنظر أيضاً: الشهيد الأوّل، محمد بن مكي، المزار: ص153.
([93]) قاسط بن عبد الله بن زهير بن الحارث التغلبي وأخوه كردوس من أصحاب أمير المؤمنين× ومن المجاهدين بين يديه في حروبه الثلاثة. وبعده صحبوا الإمام الحسن×. وبعد مضيه إلى الحجاز، بقوا في الكوفة. ولما ورد الإمام الحسين× كربلاء، لحقوا به ليلة عاشوراء وجاهدوا في يوم عاشوراء بين يديه حتى استُشهدوا. تشرّفاً بسلام الناحية المقدسة في زيارة الشهداء. اُنظر: المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص494. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج6، ص232.
([94]) كنانة بن عتيق التغلبي بطل من أبطال الكوفة، وعابد من عبّادها، وقارئ من قرائها، جاء إلى الإمام الحسين× في الطف، وقُتل بين يديه في الحملة الأُولى. وقيل: قُتِل مبارزةً فيما بين الحملة الأُولى والظهر، وقع التسليم عليه في زيارتي الشهداء الواردة عن الناحية المقدّسة والرجبية. اُنظر: السماوي، محمد بن طاهر، أبصار العين في أنصار الحسين×: ص199. الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث: ج15، ص133.
([95]) الضرغامة بن مالك، من أصحاب الإمام الحسين× استُشهد معه في الحملة الأُولى، ووقع التسليم عليه في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدّسة، وفي الزيارة الرجبية. اُنظر: ابن طاووس، علي بن موسى، إقبال الأعمال: ج3، ص78. المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص494. الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث: ج10، ص160.
([96]) هكذا في الأصل، وفي الأمالي الخميسية (خولي).
([97]) جوين بن مالك، ذُكر في الزيارة في عداد الشهداء تارة بهذا الاسم، وأُخرى باسم (حوي بن مالك الضبعي)، فوقع الخلط عند البعض بينه وبين جون مولى أبي ذر. ذُكر أيضاً في الزيارة الرجبية إلّا أنّه ورد فيها بعنوان (جوير بن مالك)، ويرجح أنّه جوين بن مالك الضبعي وأنّه صحف تارة باسم حوي، وأُخرى باسم جوبر. ذكر أنّه كان من جنود عمر بن سعد، ثمّ تحوّل إلى الحسين وقاتل معه، وقُتِل في الحملة الأُولى. اُنظر: ابن طاووس، علي بن موسى، إقبال الأعمال: ج3، ص346. المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج45، ص72. شمس الدين، محمد مهدي، أنصار الحسين×: ص81.
([98]) عمرو بن ضبيعة، استُشهد بين يدي الإمام الحسين×، ووقع التسليم عليه في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدّسة، أمّا باقي كتب المقاتل والتاريخ فلُقِّب فيها بالضبعي. لم يذكر في الزيارة الرجبية، ولكن جاء فيها: السلام على ضبيعة بن عمرو، فالاسم مقلوب، يمكن أن يكون هو وقد صُحِّف، أو غيره. ذُكر في عداد قتلى الحملة الأُولى يوم عاشوراء. اُنظر: المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص494. المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج98، ص273. الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث: ج14، ص119. شمس الدين، محمد مهدي، أنصار الحسين: ص153.
([99]) يزيد بن ثبيط ـ ويقال ثبيت ـ العبدي، ذكره الطبري، وفي الزيارة: يزيد بن ثبيت القيسي. وذُكر في الرجبية باسم: (بدر بن رقيط)، وذكره السيد الخوئي+: (بدر بن رقيد)، قدم إلى الحسين مع ولديه عبد الله وعبيد الله من البصرة إلى مكّة، بعد أن وصل كتاب الإمام الحسين× إلى أشرافها، ذكر أهل السير: أنّه كان له بنون عشرة، فدعاهم إلى الخروج معه إلى الحسين× فانتدب منهم اثنان: عبد الله وعبيد الله ونفر من الشيعة من البصرة أيّام سدّ الطريق، فأتوا إلى الأبطح من مكّة، ثمّ خرج إليه× وقد بلغ الحسين× مجيئه، فجعل يطلبه حتّى جاء إلى رحله، وسمع يزيد أنّه جاء× إليه فرجع، فلمّا رآه في رحله قال: (بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا...)، السلام عليك يا بن رسول الله، فدعا الإمام الحسين× له، وكان معه× حتّى استُشهد مع ابنيه في الحملة الأُولى، وقد سلّم عليهم في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدسة. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص263. المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص494. الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث: ج4، ص181. شمس الدين، محمد مهدي، أنصار الحسين×: ص100.
([100]) عامر بن مسلم العبدي البصري ومولاه سالم، كان عامر من الشيعة في البصرة، فخرج هو ومولاه سالم مع يزيد بن ثبيط العبدي إلى الإمام الحسين×، وانضمّ إليه، حتى وصلوا كربلاء، فقتلا بين يديه. وقيل أنّهما قتلا في الحملة الأُولى، ورد التسليم عليهما في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدّسة. اُنظر: ابن حزم، علي بن أحمد، جمهرة أنساب العرب: ص293. المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص494. السماوي، محمد بن طاهر، أبصار العين في أنصار الحسين×: ص191.
([101]) سيف بن مالك العبدي البصري، من الشيعة، وممَّن يجتمع في دار مارية، خرج مع جيش يزيد ثمّ انضمّ إلى الإمام الحسين× فيما بعد، وما زال معه حتى استُشهد بين يديه في كربلاء مبارزةً بعد صلاة الظهر. ورد اسمه والتسليم عليه في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدسة. اُنظر: ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص232. المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص494. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص192.
([102]) الأدهم بن أُميّة العبدي البصري، من شيعة البصرة، الذين يجتمعون عند مارية، خرج مع يزيد بن ثبيط وابنيه من البصرة، والتحق بالإمام الحسين×، وبقي معه حتى استشهد، وقيل: قُتل في الحملة الأُولى مع مَن قُتل من أصحاب الإمام الحسين×. اُنظر: السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص192. الأمين، محسن بن عبد الكريم، أعيان الشيعة: ج3، ص232. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج1، ص533.
([103]) عمرو بن قرظة بن كعب الخزرجي الأنصاري الكوفي، من أصحاب الإمام الحسين×، أبوه من خيار أصحاب النبي’ وأمير المؤمنين×، وقد دفع إليه راية الأنصار حين خرج من الكوفة إلى صفِّين. وكان عمرو (رضوان الله عليه) رسول الإمام الحسين× إلى عمر بن سعد حيث أخبره طلب الإمام لقاءه ليلاً بين العسكرين. استُشهد بين يدي الإمام الحسين×، ووقع التسليم عليه في زيارتي الشهداء الواردة عن الناحية المقدّسة والرجبيّة. اُنظر: المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص493. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج6، ص277. الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث: ج14، ص134.
([104]) هكذا في الأصل، وفي الأمالي الخميسية (عبد ربّ).
([105]) عبد الرحمن بن عبد ربّه ـ ويُقال: (عبد ربّ) ـ الأنصاري (الخزرجي) من شهداء الطف. صحب النبي’، وأمير المؤمنين، والإمام الحسن، والإمام الحسين^، ربّاه أمير المؤمنين×، وعلّمه القرآن، شهد لأمير المؤمنين علي× بحديث الغدير يوم المناشدة، جاء عبد الرحمن مع ركب الإمام الحسين× من مكّة واستُشهد بين يديه في الحملة الأُولى. اُنظر: ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، أُسد الغابة: ج3، ص307. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص158. الريشهري، محمد، موسوعة الإمام الحسين×: ج4، ص224.
([106]) نعيم بن العجلان الأنصاري الخزرجي، كان النضر والنعمان ونعيم إخوة من أصحاب أمير المؤمنين×. بقيَ نعيم في الكوفة، فلمّا ورد الإمام الحسين× إلى العراق خرج إليه وصار معه، فلمّا كان اليوم العاشر تقدّم إلى القتال، فقُتِل في الحملة الأُولى. ورد اسمه والسلام عليه في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدسة. اُنظر: المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص493. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص158.
([107]) عمران بن كعب من أصحاب الإمام الحسين× عُدّ من المقتولين في الحملة الأُولى ووقع التسليم عليه مع توصيفه بالأنصاري في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدّسة. اُنظر: المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص493. الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث: ج14، ص160. شمس الدين، محمد مهدي، أنصار الحسين: ص100.
([108]) «سعد بن الحارث بن سلمة الأنصاري، هو وأخوه أبو الحتوف العجلاني، خرجا من الكوفة مع عمر ابن سعد، وكانا من الخوارج، فلمّا كان يوم عاشوراء سمعا استنصار مولانا الحسين× و بكاء أهل بيته، أدركتهما السعادة، ولحقا بالإمام الحسين× وقاتلا مع أعدائه وفازا بسعادة الشهادة». الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج4، ص27، رقم6107.
([109]) الخوارج يسمون المحكِّمة لأجل قضية التحكيم التي انتهت بها معركة صفِّين. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج5، ص1902.
([110]) ستأتي ترجمته في ص139.
([111]) الضباب ـ ويقال الحباب ـ بن عامر بن كعب بن تيم اللاة بن ثعلبة التيمي، كان الحباب في الكوفة من الشيعة، وممَّن بايع مسلم، وخرج إلى الإمام الحسين× بعد التخاذل عن مسلم، فصادفه في الطريق، فلزمه حتى قُتل بين يديه. اُنظر: السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص195.
([112]) «عبد الله بن بشر الأسدي: أوّل مَن أجاب حبيب بن مظاهر الأسدي لنصرة سيّدنا الحسين×. ولعلّه متّحد مع عبد الله بن بشر الخثعمي، الذي عدّه المامقاني من شهداء الطفّ. وقال: إنّه مُتشـرِّف بسلام الناحية المقدّسة». الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج4، ص491.
([113]) سويد بن عمرو بن أبي المطاع الأنماري الخثعمي، ويرى البعض اتحاده مع سويد مولى شاكر الذي ورد التسليم عليه في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدسة. كان شيخاً شريفاً، كثير الصلاة، شجاعاً، مجرّباً في الحروب، قاتل قتال الأبطال حتى سقط بين القتلى وقد أثخن بالجراح، فلم يزل كذلك وليس به حراك حتى سمعهم يقولون: قتل الحسين، فتحامل وأخرج سكينا من خفّه وجعل يقاتل حتى قتل رضوان الله عليه، فكان آخر من بقي من أصحاب الحسين×. اُنظر: ابن طاووس، علي ابن موسى، إقبال الأعمال: ج3، ص346. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين: ص169.
([114]) هكذا في الأصل، والمشهور: التيمي، وهو: «بكر بن حي بن تيم الله بن ثعلبة التيمي، كان بكر ممَّن خرج مع ابن سعد إلى حرب الإمام الحسين×، حتى إذا قامت الحرب على ساق، مال مع الحسين على ابن سعد، فقُتل بين يدي الإمام الحسين× بعد الحملة الأُولى». السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص194.
([115]) «جابر بن الحجاج، مولى عامر بن نهشل التيمي تيم الله بن ثعلبة، كان جابر فارساً شجاعاً. قال صاحب الحدائق: حضـر مع الإمام الحسين× في كربلاء، وقُتل بين يديه. وكان قتله قبل الظهر في الحملة الأُولى». السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص193.
([116]) «مسعود بن الحجاج التيمي تيم الله بن ثعلبة، وابنه عبد الرحمن بن مسعود بن الحجاج التيمي، كان مسعود وابنه من الشيعة المعروفين، ولمسعود ذكر في المغازي والحروب، وكانا شجاعين مشهورين، خرجا مع ابن سعد، حتى إذا كانت لهما فرصة جاءا إلى الإمام الحسين× يُسلِّمان عليه، فبقيا عنده، وقُتلا في الحملة الأُولى». السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص193. واُنظر: المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص494.
([117]) مجمع بن عبد الله بن مجمع العائذي المذحجي. تابعي، وكان والده صحابياً. من أصحاب أمير المؤمنين×، حضر حرب صفِّين، لحق بالإمام الحسين× مع عمرو بن خالد الصيداوي واستُشهد يوم عاشوراء قبل الحملة الأُولى، وقيل: أنّه قُتِل في الحملة الأُولى . ورد السلام عليه في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدسة. اُنظر: المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص494. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين: ص136، ص146. المحلّاتي، ذبيح الله، فرسان الهيجاء: ج2، ص77.
([118]) عائذ بن مجمع بن عبد الله المذحجي العائذي خرج مع أبيه إلى الإمام الحسين× فلقياه في الطريق ومانعهما الحر مع أصحابهما فمنعهم منه الحسين×، قيل: إنّه قُتِل مع عمرو بن خالد في مكان واحد في الحملة الأُولى، وقيل: قُتِل مع أبيه في مكان واحد، وذلك قبل الحملة الأُولى في أول القتال. اُنظر: السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين: ص136، 146. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج4، ص329.
([119]) هكذا في الأصل، وفي الأمالي الخميسية (طي).
([120]) عامر ـ ويقال عمار ـ بن حسّان بن شريح الطائي، كان من الشيعة المخلصين في الولاء، ومن الشجعان المعروفين، صحب الإمام الحسين× من مكّة، ولازمه حتى قُتل بين يديه. اُنظر: ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص260. ابن طاووس، علي بن موسى، إقبال الأعمال: ج3، ص79. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص197.
([121]) أُميّة بن سعد الطائي، من أصحاب أمير المؤمنين×، تابعيّ نزل الكوفة، سمع بقدوم الإمام الحسين× إلى كربلاء، فخرج إليه، وقُتِل بين يديه، في الحملة الأُولى. اُنظر: السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص198.
([122]) نافع بن هلال بن نافع، المذحجي الجملي، كان سيّداً شريفاً، سريّاً شجاعاً، قارئاً كاتباً، من حَمَلة الحديث، ومن أصحاب أمير المؤمنين×، وحضـر معه حروبه، خرج إلى الإمام الحسين×، فلقِيَه في الطريق، وانتهى أمره شهيداً. اُنظر: السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص147.
([123]) جنادة بن الحارث ـ ويقال جياد، وجابر بن الحارث، المذحجي المرادي السلماني الكوفي، ويُسمّى أيضاً حيّان بن الحارث، أو حباب، أو حسّان ـ من مشاهير الشيعة، وصاحب أمير المؤمنين×. اشترك في حركة مسلم بن عقيل، وتوجه إلى الإمام الحسين× ـ بعد فشل الثورة في الكوفة ـ مع جماعة، والتقوا مع الإمام الحسين× قُبَيل وصوله إلى كربلاء، فأراد الحر بن يزيد الرياحي منعهم من اللحاق بالإمام الحسين×، ولم يفلح في منعهم. استشهد في الحملة الأُولى. اُنظر: الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج2، ص97. شمس الدين، محمد مهدي، أنصار الحسين: ص78.
([124]) لم نعثر على ترجمة له.
([125]) «جبلة بن علي الشيباني، كان جبلة شجاعاً من شجعان أهل الكوفة، قام مع مسلم أوّلاً، ثمّ جاء إلى الإمام الحسين× ثانياً، ذكره جملة أهل السير». السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص215. واُنظر أيضاً: ابن طاووس، علي بن موسى، إقبال الأعمال: ج3، ص79.
([126]) سعيد ـ ويُقال: سعد ـ بن عبد الله الحنفي، أو الخثعمي، كان سعيد من وجوه الشيعة بالكوفة، وذوي الشجاعة والعبادة فيهم، وهو الرسول بين الإمام الحسين× وأهل الكوفة. وعندما أذِن الإمام الحسين× لأصحابه بالإنصـراف ليلة عاشوراء، قال للإمام×: والله، لو علمت أنّي أُقتل، ثمّ أُحيا، ثمّ أُحرق حيّاً، ثمّ أُذرّ، يُفعل ذلك بي سبعين مرّةً، ما فارقتك حتى ألقى حِمامي دونك. وقف ظُهر يوم عاشوراء لحماية الإمام الحسين× أثناء صلاته، حتى سقط على الأرض فوُجِد به ثلاثة عشـر سهماً، سوى ما به من ضرب السيوف، وطعن الرماح. اُنظر: الخوارزمي، أحمد بن محمد، مقتل الحسين×: ج2، ص17. ابن طاووس، علي بن موسى، إقبال الأعمال: ج3، ص77. ابن طاووس، علي بن موسى، الملهوف في قتلى الطفوف: ص66. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين: ص216.
([127]) جندب بن حجير الكندي الخولاني، من وجوه الشيعة، ومن أصحاب أمير المؤمنين×، خرج إلى الإمام الحسين×، فوافقه في الطريق قبل اتصال الحرّ به، فجاء معه إلى كربلاء، حتى قُتل. وقع التسليم عليه في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدسة. اُنظر: ابن طاووس، علي بن موسى، إقبال الأعمال: ج3، ص346. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص174.
([128]) لم نعثر على ترجمة له.
([129]) عمرو بن خالد الصيداوي، من وجوه الكوفة، خرج إلى الإمام الحسين× مع جماعة، بعد أن تخاذل الناس عن مسلم، قاتل مع الإمام الحسين× حتى استُشهد، وقد وقع التسليم عليه في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدّسة باسم عمر بن خالد الصيداوي. اُنظر: ابن طاووس، علي بن موسى، إقبال الأعمال: ج3، ص79. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص144. الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث: ج14، ص36.
([130]) سعد ـ ويقال سعيد ـ مولى عمرو بن خالد الأسدي الصيداوي من أنصار الحسين ×الذين استُشهدوا معه في كربلاء في الحملة الأُولى، وصفه السماوي: كان هذا المولى سيداً شريف النفس والهمّة. ورد السلام عليه في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدسة. اُنظر: ابن طاووس، علي بن موسى، إقبال الأعمال: ج3، ص79. السماوي، محمد بن طاهر، أبصار العين في أنصار الحسين×: ص117.
([131]) لم نعثر على ترجمة له.
([132]) لم نعثر على ترجمة له.
([133]) الحارث بن امرئ القيس الكندي من الشجعان العبّاد، وله ذكر في المغازي. خرج في عسكر ابن سعد، فلمّا ردّوا على الإمام الحسين× كلامه، مال معه وقاتل وقُتل. قال صاحب الحدائق: إنّه قُتل في الحملة الأُولى. اُنظر: السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص173.
([134]) هكذا في الأصل، وفي الأمالي الخميسية (المهاصير)، وهو: يزيد بن زيد بن المهاصر ـ ويُقال: يزيد بن زياد بن المهاجر ـ (أبو الشعثاء) الكندي، كان رجلاً شريفاً، شجاعاً، خرج من الكوفة إلى الإمام الحسين×، قبل أن يصل الحر بن يزيد الرياحي وجيشه، ردّ على مالك بن النسر رسول ابن زياد إلى الحرّ عندما طلب منه التضييق على الإمام الحسين×، قائلاً: «عصيتَ ربّك، وأطعتَ إمامك في هلاك نفسك، وكسبت العار والنار، وبئس الإمام إمامك...»، كان يوم عاشوراء يرمي بالسهام، فيقول الإمام الحسين×: «اللهمّ سدّد رميته، واجعل ثوابه الجنّة». ثمّ خرج يقاتل بسيفه حتى استُشهد. وقع التسليم عليه في زيارة في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدّسة. اُنظر: ابن طاووس، علي بن موسى، إقبال الأعمال: ج3، ص79. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص171.
([135]) زاهر بن عمرو الكندي، كان زاهر بطلاً مجرباً، وشجاعاً مشهوراً، ومحبّاً لأهل البيت معروفاً، قال أهل السير: إنّ عمرو بن الحمق لمـّا قام على زياد قام زاهر معه، وكان صاحبه في القول والفعل، ولمـّا طلب معاوية عمرو، طلب معه زاهراً، فقتل عمرو وأفلت زاهر، فحجّ سنة ستّين، فالتقى مع الإمام الحسين×، فصحبه وحضر معه كربلاء. اُنظر: ابن طاووس، علي بن موسى، إقبال الأعمال: ج3، ص79. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص173.
([136]) عمرو بن الحمق بن الكاهن بن حبيب الخزاعي، صحب النبي’ وحفظ عنه أحاديثه، ومن خُلَّص أصحاب أمير المؤمنين×، شهد معه مشاهده كلّها. سكن الشام، ثمّ انتقل إلى الكوفة فسكنها، كان من أصحاب حُجر بن عدي. طلبه زياد فهرب إلى الموصل؛ فقُتل فيها سنة (51هـ)، قتله عبد الرحمن ابن أُمّ الحكم الثقفي، وأرسل برأسه إلى زياد، فبعث به إلى معاوية، وكان أوّل رأسٍ حُمل في الإسلام من بلدٍ إلى بلد. اُنظر: ابن عبد البرّ، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب: ج3، ص1173، رقم1909. الطوسي، محمد بن الحسن، اختيار معرفة الرجال (رجال الكشّـي): ج1، ص252. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج45، ص490، وما بعدها.
([137]) هكذا في الأصل، وكذا في الأمالي الخميسية، وهو غير صحيح؛ وذلك لسببين:
الأول: أنّ كثير بن عبد الله والمهاجر بن أوس ليسا من بجيلة، بل الأول شعبي والثاني تميمي.
الثاني: سيأتي في ترجمتهما أنّهما من جند ابن زياد، وقد اشتركا في قتل زهير بن القين.
ولعلّ العبارة فيها سقط، والأصل (وقتل من بجيلة، زهير بن القين، قتله كثير بن عبد الله الشعبي...)، ويؤيده أنّ المصنف بعد ذلك قال: (وابن عمه سلمان بن مضارب) فإنه قرينة على وجود سقط؛ لأن سلمان ابن عم زهير، كما سيأتي في ترجمته.
([138]) كثير بن عبد الله الشعبي (لعنه الله) لم يذكره علماء الرجال، وهو من رجال عمر بن سعد المجرمين، شديد العداوة لأهل البيت^. بعثه ابن سعد إلى الإمام الحسين× ليسأله عن سبب مقدمه إلى العراق. قتل زهيرَ بن القين رضوان الله عليه، فلعنه الإمام الحسين× بقوله: «لعن قاتلك لعن الذين مُسِخوا قردة وخنازير». اُنظر: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص85. المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج45، ص26.
([139]) المهاجر بن أوس التميمي، من عُتاة جيش ابن سعد، اشترك في قتل زهير بن القين. اُنظر: ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص252.
([140]) سلمان بن مضارب بن قيس الأنماري البجلي، ابن عمّ زهير بن القين حجّ مع ابن عمّه زهير سنة ستين، ولمّا مال في الطريق مع الإمام الحسين× وحمل ثقله إليه، مال معه في مضربه. فقيل: إنّ سلمان قُتل فيمَن قُتل بعد صلاة الظهر، فكأنّه قُتل قبل زهير. اُنظر: السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص169.
([141]) هكذا في الأصل، وفي الأمالي الخميسية (الخلاس).
([142]) هكذا في الأصل، وفي الأمالي الخميسية (الراسبين)، والصحيح ما أثبته المحقق.
([143]) «النعمان بن عمرو الأزدي الراسبي، وأخوه الحلاس بن عمرو الأزدي الراسبي، كانا من أهل الكوفة، من أصحاب أمير المؤمنين×، وكان الحلاس على شرطته بالكوفة. «قال صاحب الحدائق: خرجا مع عمر بن سعد، فلمّا ردّ ابن سعد الشروط جاءا إلى الإمام الحسين× ليلاً فيمَن جاء، وما زالا معه حتى قُتلا بين يديه. وقال السـروي: قُتلا في الحملة الأُولى». السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص187.
([144]) «مجمع بن زياد بن عمرو الجهني، كان في منازل جهينة حول المدينة، فلمّا مرّ الإمام الحسين× بهم تبعه فيمَن تبعه من الأعراب، ولمّا انفضّوا من حوله أقام معه، وقُتل بين يديه في كربلاء، كما ذكره صاحب الحدائق وغيره». السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص201.
([145]) عباد بن أبي المهاجر ـ ويقال عباد بن المهاجر بن أبي المهاجر ـ الجهني كان عباد ممّن تبع الإمام الحسين× من مياه جهينة. فقيل: استُشهد معه في الطفE. اُنظر: السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص201.
([146]) عقبة بن الصلت الجهني ممّن تبع الإمام الحسين× من منازل جهينة، ولازمه ولم يتركه حتى استُشهد معه في الطف. اُنظر: السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص201.
([147]) مسلم ـ ويقال أسلم ـ بن كثير الأعرج الأزدي، كان تابعياً كوفياً، صحب أمير المؤمنين×، وأُصيبت رجله في بعض حروبه. قال أهل السير: إنّه خرج إلى الإمام الحسين× من الكوفة، فوافاه لدن نزوله كربلاء. وقُتل في الحملة الأُولى. اُنظر: السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص185. المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص494.
([148]) لم نعثر على ترجمة له.
([149]) «زهير بن سليم الأزدي، كان زهير ممَّن جاء إلى الإمام الحسين× في الليلة العاشرة، عندما رأى تصميم القوم على قتاله، فانضمَّ إلى أصحابه، وقُتل في الحملة الأُولى». السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص186. و اُنظر أيضاً: المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص494.
([150]) لم نعثر له على ترجمة.
([151]) هكذا في الأصل، وفي الأمالي الخميسية (الصايد)، وهو: عمرو بن عبد الله بن كعب، أبو ثمامة الهمداني الصائدي أو الصيداوي، تابعيّ، صحب أمير المؤمنين×، وشهد معه جميع حروبه، وكان من أصحاب الإمام الحسن المجتبى×، ومن الوجوه البارزة في ثورة الإمام الحسين×. من شجعان العرب. أمره مسلم× أن يقبض المال ويشتري السلاح؛ لأنه بصير بذلك. ولما ظهر مسلم× بالسيف عقد له على ربع تميم وهمدان، فحصروا عبيد الله في قصره، فلما تفرّق الناس اختفى أبو ثمامة فاشتد طلب ابن زياد له، فخرج إلى الحسين× ومعه نافع بن هلال الجملي، فلقياه في الطريق وأتيا معه. فاز بدعاء الإمام× حين ذكر الصلاة، فقال× له: «جعلك الله من المصلين الذاكرين»، كان يُسمّى بشهيد الصلاة. تشـرف بسلام الناحية المقدسة. استُشهد يوم العاشر من المحرّم سنة (61هـ) في كربلاء. اُنظر: المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص494. القمي، عباس، الكُنى والألقاب: ج1، ص34. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص119. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج8، ص349.
([152]) لم نعثر على ترجمة له.
([153]) يُحتمل أنّ المذكور هو برير بن خضير؛ حيث قال السماوي: «في ضبط هذا الاسم وضبط اسم أبيه خلاف». فقد كتب في الرجال: يزيد بن حصين، وضبطه ابن الأثير برير بالباء الموحدة والرائين المهملتين وبينهما ياء مثناة تحت والتصغير. وضبط خضير بالخاء المعجمة والضاد كذلك والتصغير أيضاً. وهو: برير بن خضير الهمْداني، كان من أعظم شخصيات الكوفة، وكان عابداً ناسكاً، ويُعرف بسيّد القرّاء، من أصحاب أمير المؤمنين×، له كتاب القضايا والأحكام، يرويه عن أمير المؤمنين والإمام الحسن÷، وله يوم الطفّ قضايا ومواعظ تدلّ على قوّة إيمانه وكماله. ورد ذكره والسلام عليه في الزيارة الشعبانية. اُنظر: الشهيد الأوّل، محمد بن مكي، المزار: ص151. التستري، محمد تقي، قاموس الرجال: ج11، ص98. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص126. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج2، ص20.
([154]) هكذا في الأصل، وفي الأمالي الخميسية (الشامي)، وهو: حنظلة بن سعد ـ ويقال: أسعد ـ الشبامي، من وجوه الشيعة، ذو لسان وفصاحة، شجاع من قرّاء القرآن، كان رسول الإمام الحسين× إلى عمر بن سعد، وقف بين يدي الإمام الحسين× يقيه السهام والرماح والسيوف بوجهه ونحره حتى استُشهد. ورد السلام عليه في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدّسة. والشبامي نسبةً إلى شبام، من همْدان. اُنظر: المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص494. الأمين، محسن بن عبد الكريم، أعيان الشيعة: ج1، ص605، وج6، ص258. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج3، ص296.
([155]) عبد الرحمن بن عبد الله بن الكدر ـ ويُقال: الكدن ـ بن أرحب، الأرحبي الهمداني، وجه تابعي، شجاع مقدام، من حملة رسائل الكوفيين إلى الإمام الحسين×، وكان من جملة أصحابه. استُشهد معه في كربلاء، ورد اسمه والسلام عليه في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدّسة. اُنظر: المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص494. المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج45، ص73. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص131. شمس الدين، محمد مهدي، أنصار الحسين×: ص96، وص153.
([156]) هكذا في الأصل، وفي الأمالي الخميسية (المالاني)، وهو: عمّار بن أبي سلامة الدالاني الهمداني، أدرك عصر النبوّة، من أصحاب الإمام علي×، وشهد معه جميع حروبه. وقد خطط (رضوان الله عليه) لاغتيال عبيد الله ابن زياد في عسكره بالنخيلة، فلم تسنح له الفرصة، فانصـرف، ولحق بالإمام الحسين×، واستُشهد معه في الحملة الأُولى، ورد ذكره والسلام عليه في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدّسة. اُنظر: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص180. المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص495. ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة: ج5، ص108. الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث: ج13، ص265.
([157]) عابس بن أبي شبيب ـ ويقال: ابن شبيب ـ بن شاكر الشاكري الهمداني، كان عابس من رجال الشيعة، شجاعاً، خطيباً، ناسكاً متهجّداً، وكانت بنو شاكر من المخلصين بولائهم لأمير المؤمنين×، وفيهم يقول يوم صفِّين: لو تمّت عدّتهم ألفاً، لعُبد الله حقّ عبادته. ورد ذكره في الزيارة باسم عابس بن شبيب. اُنظر: ابن طاووس، علي بن موسى، إقبال الأعمال: ج3، ص79. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين: ص126.
([158]) شوذب بن عبد الله الهمداني الشاكري، كان من رجال الشيعة ووجوهها، ومن الفرسان المعدودين، وكان حافظاً للحديث، حاملاً له عن أمير المؤمنين×. وكان يجلس للشيعة فيأتونه للحديث، حضر كربلاء مع عابس الشاكري، فقال له عابس: «يا شوذب، ما في نفسك أن تصنع؟ قال: ما أصنع! أقاتل معك دون ابن بنت رسول الله’ حتى أُقتل». قال «ذلك الظنّ بك، فتقدّم بين يدي أبي عبد الله حتى يحتسبك كما احتسب غيرك»، فقاتل حتى استُشهد. ورد السلام عليه في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدّسة. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص338. ابن طاووس، علي بن موسى، إقبال الأعمال: ج3، ص79. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين: ص76.
([159]) سيف بن الحارث ـ ويُقال: ابن أبي الحارث ـ بن سريع، ومالك بن عبد الله بن سريع، وهما ابنا عمّ، أخوان لأُمّ.
أمّا سيف فذُكِر بأسماء متعدّدة: سيف بن الحارث بن سريع، وسيف بن الحارث، وشبيب بن الحارث ابن سريع، وسفيان بن سريع.
وأمّا مالك فذُكِر بأسماء مختلفة أيضاً: مالك بن عبد بن سريع، ومالك بن عبد الله بن سريع، ومالك ابن عبد الله الحائري، ومالك بن سريع.
وهما من أصحاب الإمام الحسين×، برزا يوم عاشوراء وهما يبكيان، فسألهما عن سبب ذلك، فأجاباه بقولهما: جعلنا الله فداك، لا والله، ما على أنفسنا نبكي، ولكنّا نبكي عليك، نراك قد أُحيط بك، ولا نقدر على أن نمنعك. فدعا لهما الإمام×. ورد ذكرهما في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدّسة. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص337. المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص495.
([160]) لم نعثر على ترجمة له.
([161]) سوار بن حمير ـ ويقال: سوار بن أبي خمير، وسوار بن منعم ـ بن حابس بن أبي عمير بن نهم الهمداني النهدي، والظاهر اتّحاده مع سوار بن أبي حمير الفهمي الهمداني، الوارد ذكره في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدّسة: «السلام على الجريح المأسور سوار بن أبي حمير الفهمي الهمداني»، ممّن أتى إلى الإمام الحسين× أيام الهدنة، وقاتل في الحملة الأُولى، فجُرح وصُرع. قال في الحدائق الوردية: قاتل سوار حتى إذا صُرع، أُتيَ به أسيراً إلى عمر بن سعد، فأراد قتله، فشفع فيه قومه، وبقيَ عندهم جريحاً حتى تُوفّي على رأس ستة أشهر. اُنظر: المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص495. السماوي، محمد ابن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص135.
([162]) «عمرو بن عبد الله الهمْداني الجندعي، وبنو جندع بطن من همْدان، كان عمرو الجندعي ممَّن أتى إلى الإمام الحسين× أيام المهادنة في الطفّ، وبقيَ معه. قال في الحدائق: إنّه قاتل مع الحسين×، فوقع صريعاً مرتثّاً بالجراحات، قد وقعت ضربة على رأسه بلغت منه، فاحتمله قومه وبقيَ مريضاً من الضربة، صريع فراشٍ سنةً كاملةً، ثمّ تُوفّي على رأس السنةE». السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص136. اُنظر: ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص260. المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص495.
([163]) هانئ بن عروة المذحجي المرادي، أدرك الجاهلية، وكان من خواصّ أمير المؤمنين علي×، وشهد معه حرب الجَمَل وصفِّين، وكان شيخ مراد وزعيمها، يركب في أربعة آلاف دارع وثمانية آلاف راجل، فإذا أجابتها أحلافها من كندة كانوا في ثلاثين ألف دارع، استُشهد& في اليوم الثامن من ذي الحجّة سنة (60هـ)، وعمره 90 سنة. اُنظر: المنقري، نصـر بن مزاحم، وقعة صفّين: ص137. المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب ومعادن الجوهر: ج3، ص59. ابن شهر آشوب، محمد ابن علي، مناقب آل أبي طالب: ج2، ص345.
([164]) عبيد الله بن زياد بن أبيه، وابن مرجانة، قبيح الـسريرة، كان غلاماً جباناً سفيهاً، سفك الدماء سفكاً شديداً، ولِيَ البصرة لمعاوية سنة 55هـ، وله ثنتان وعشـرون سنة، ثمّ ولي الكوفة ليزيد سنة 60هـ، وقد أقدم على جريمة قتل الإمام الحسين× وأهل بيته وأصحابه. قُتِل في يوم العاشر من المحرم سنة 67هـ بالموصل، وهو اليوم الذي استُشهد فيه الإمام الحسين×، ضربه إبراهيم بن مالك الأشتر فقدّه نصفين وهو لا يعرفه، وأنفذ رأس عبيد الله بن زياد إلى المختار ومعه رؤوس قادته. وصح من حديث عمارة بن عمير، قال: جيء برأس عبيد الله بن زياد وأصحابه، فأتيناهم وهم يقولون: قد جاءت قد جاءت، فإذا حية تخلل الرؤوس حتى دخلت في منخر عبيد الله، فمكثت هنية، ثمّ خرجت، وغابت، ثمّ قالوا: قد جاءت، قد جاءت، ففعلت ذلك مرّتين أو ثلاثاً. اُنظر: ابن الأثير، الكامل في التاريخ: ج4، ص264. الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص546 وص549.
([165]) هكذا في الأصل، وفي الأمالي الخميسية (عمر)، وهو: بشر ـ أو بشير ـ بن عمرو بن الأحدوث الحضـرمي الكندي، من حضـرموت، وعِداده في كندة، وكان تابعياً، وله أولادٌ معروفون بالمغازي، وقُتل في الحملة الأُولى. ورد السلام عليه في زيارة الشهداء الواردة عن الناحية المقدسة. اُنظر: ابن نما الحلي، جعفر بن محمد، مثير الأحزان: ص39. المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص493. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص173.
([166]) الهفهاف بن المهنّد الراسبي البصري. من أصحاب أمير المؤمنين×، فارس شجاع من الشيعة المخلصين في محبّة أهل البيت^، ذُكر في السير أنّ أمير المؤمنين× أمّره في صفِّين على أزد البصرة، وأنّه لـمّا بلغه خروج الإمام الحسين× من مكّة إلى العراق خرج من البصرة، فوصل بعد الواقعة، فلمّا سمع بقتله× جرّد سيفه وقاتل حتّى قُتل. اُنظر: التستري، محمد تقي، قاموس الرجال: ج10، ص572، ترجمة رقم: 8237. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج8، ص162.
([167]) الإمام علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، وُلد داخل الكعبة المشرفة سنة (23) قبل الهجرة. أُمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم. أوّل مَن آمن برسول الله’ وقد شهد معه جميع مشاهده، آخاه النبي وزوّجه ابنته الزهراء، نصّبه النبي’ خليفة من بعده في حادثة الغدير المشهورة وبويع له بالخلافة، فنكث المسلمون بيعته بعد رحيل النبي’، ثمّ اجتمعت الأُمّة على بيعته بعد مقتل عثمان بن عفان. نزل الكوفة في الرحبة التي يُقال لها رحبة عليّ في أخصاص كانت فيها ولم ينزل القصر الذي كانت تنزله الولاة قبله. استُشهد ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة أربعين متأثراً بضربة عبد الرحمن بن ملجم (لعنه الله)، فجر يوم التاسع عشر من شهر رمضان، وقيل السابع عشر منه. دُفن بظهر الكوفة وقبره يُقصد من الآفاق. اُنظر: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى: ج6، ص12. الحميري القمي، عبد الله بن جعفر، قرب الإسناد: ص134. الصدوق، محمد بن علي، الأمالي: ص195. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، أُسد الغابة: ج4، ص16. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج4، ص295.
([168]) «السّرادق: وهو كلّ ما أحاط بشيء من حائط أو مضرب أو خباء». ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج2، ص359.
([169]) «دَنِفَ المرِيضُ: ثَقُلَ مِن المَرَضِ المُشْفِي علَى المَوْتِ». الزبيدي، محمد بن محمد، تاج العروس: ج12، ص215، (دنف).
([170]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص350. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج41، ص366.
([171]) مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية. أبوه الحكم ـ عم عثمان بن عفان ـ من المؤلفة قلوبهم. جدته لأبيه الزرقاء بنت موهب، من ذوات الرايات التي يُستدلّ بها على ثبوت البغاء؛ فلهذا كانوا يُذمّون بها. ولد بعد الهجرة بسنتين وقيل بأربع. طرده رسول الله’ وأباه من المدينة إلى الطائف. رَوى الحاكم: بإسناده عن عبد الرحمن بن عوف، قال: كان لا يُولد لأحدٍ مولود إلا أُتى به النبيَّ’ فدعا له، فأُدخل عليه مروان بن الحكم، فقال: هو الوزغ ابن الوزغ، الملعون ابن الملعُون. كتب لعثمان وولي إمرة المدينة أيام معاوية. بويع له بالخلافة بعد موت معاوية الثاني. تزوج من آمنة بنت سعيد بن العاص، أُمّ خالد بن يزيد، فلما عرّض بولدها خالد خنقته بمعونة إمائها في رمضان سنة (65هـ)، وكانت ولايته تسعة أشهر. اُنظر: الحاكم النيسابوري، محمد بن عبد الله، المستدرك: ج4، ص479. ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، تهذيب التهذيب: ج10، ص82. ابن عساكر، علي بن الحسن، ترجمة الإمام الحسين×: ج57، ص275. وج69، ص38. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص194. ابن أبي الحديد، عبد الحميد، شرح نهج البلاغة: ج6، ص148.
([172]) عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص بن أُميّة، أبو حرب ـ ويُقال: أبو الحارث الأُموي ـ أخو مروان ابن الحكم شاعر، كان من حاشية عثمان وحاضراً في حصاره وقتْله، كان مؤازاً لأخيه مروان في حكمه، وقد عاتب معاوية على عزله، أُقيم عليه الحد في المدينة لشربه الخمر. توفي في حدود السبعين للهجرة. اُنظر: أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسن، الأغاني: ج13، ص176. الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام: ج5، ص173. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج3، ص305.
([173]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص356. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج62، ص85، وفيهما كان الجالس يحيى بن الحكم.
([174]) يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، أُمّه ميسون بنت بجدل ـ أو بحدل ـ الكلبيّة من النصارى، وُلد سنة 25 أو 26 للهجرة، وصفه سيد الشهداء× بأنّه: رجل فاسق، شارب الخمر، قاتل النفس المحترمة، مُعلن بالفسق، حكم أربع سنين تقريباً ارتكب فيها أبشع الجرائم، فالأُولى: جريمة قتل الإمام الحسين× وأهل بيته وأصحابه، وأخذ عياله سبايا تتقدّمهم رؤوس الشهداء. والثانية: واقعة الحرّة، حيث أمر جيشه باحتلال مدينة النبي’ وقتل مَن فيها من الصحابة والتابعين وغيرهم ممَّن لا يقرّ له بالطاعة، فأُبيحت المدينة لجيشه ثلاثة أيام. والثالثة: انتهاك حرمة مكّة المكرمة ورمي الكعبة المشـرفة بالمنجنيق وإحراقها. هلك سنة (64هـ)، وعُمره ثمان وثلاثون سنة، وانتهى حُكم آل أبي سفيان بعد هلاكه بمدّة قصيرة. اُنظر: الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج4، ص37. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص258. الشاهرودي، علي النمازي، مستدرك سفينة البحار: ج5، ص214ـ 215. الكوراني، علي، جواهر التاريخ: ج3، ص399. ولشمس الدين بن طولون الدمشقي كتابٌ جمع فيه أخباره، سمّاه: (قيد الشـريد من أخبار يزيد) وهو مطبوع.
([175]) «الجزر: النحر والذبح». الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج2، ص613.
([176]) الحديد: 22.
([177]) الشورى: 30
([178]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص355. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص86. البريّ، محمد بن أبي بكر، الجوهرة في نسب الإمام علي وآله: ص52.
([179]) اُنظر أيضاً: ابن أبي الدنيا، عبد الله بن محمّد، الهواتف: ص87، ح116. القاضي المغربي، النعمان بن محمد، شرح الأخبار: ج3، ص167. ابن عساكر، عليّ بن الحسن، ترجمة الإمام الحسين×: ص397.
([180]) اُنظر: الخطيب البغدادي، أحمد بن علي، تاريخ بغداد: ج2، ص369. المزي، يوسف، تهذيب الكمال: ج25، ص255.
([181]) فاطمة الزهراء‘، بنت النبي محمد’، أُمّها خديجة بنت خويلد‘. وُلِدت في السنة الخامسة بعد البعثة النبويّة، سمّاها الله فاطمة؛ لأنّه فطمها ومحبّيها عن النار. ألقابها كثيرة، منها: الزهراء، والبتول، والحوراء الأنسية، والصدّيقة. قال النبي’: «إنّما أنا بشرٌ مثلكم، أتزوّج فيكم وأُزوّجكم، إلّا فاطمة؛ فإنّ تزويجها نزل من السماء». وزوّجها لأمير المؤمنين علي×، وكان عمرها‘ مع أبيها’ بمكة ثمانية سنين، وهاجرت إلى المدينة، وأقامت معه فيها عشـر سنين، وقد اختُلف في مدّة بقائها بعد وفاة أبيها، فقيل: (40) يوماً. وقِيل: (75) يوماً. و قِيل: (95) يوماً، وقيل غير ذلك. وكان سبب وفاتها هجوم القوم على دارها، فضربوها وكسروا ضلعها، وأنّ عمر أمر مولاه قنفذاً بضـربها، فضـربها، وأسقطت مُحسناً، ومرضت بعد ذلك مرضاً شديداً، ولم تدَع أحداً ممَّن آذاها يدخل عليها، ووجدت عليهم إلى أن تُوفّيت، وكان لها من العمر آنذاك (18) سنة. اُنظر: الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي: ج5، ص568. ابن عبد البر، يوسف عبد الله، الاستيعاب: ج4، ص1893ـ1899. المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج43، ص197، وما بعدها.
([182]) خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصـي القرشية، كانت من أحسن النساء وأكملهنّ عقلاً، وأتمهنّ رأياً، وأكثرهنّ عفّة وديناً وحياءً ومروّة ومالاً، كانت تُدعى في الجاهلية الطاهرة، وهي أوّل مَن أسلم بعد أمير المؤمنين×، وأوّل امرأة تزوجها النبي’، وهي من النساء الأربعة التي فضّلها الله على سائر نساء العالمين، ومن النساء الأربعة اللاتي اشتاقت إليهنّ الجنّة ـ كما أخبر النبي’ ـ وقد أقرأها رسول الله’ عن الله وجبرئيل السلام. نصـرت الإسلام بأموالها حتى قيل: «ما قام الإسلام إلّا بسيف علي وأموال خديجة». وكانت دارها مهبط الوحي والتنزيل، وهي أمّ السيدة فاطمة الزهراء‘. تُوفّيت قبل الهجرة بثلاث سنين. سُمّي العام الذي توفيت فيه بعام الحزن؛ حيث كان نفس العام الذي مات فيه أبو طالب×. اُنظر: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى: ج1، ص131. ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب: ج4، ص1817. ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج1، ص150.
([183]) هكذا في الأصل، وفي نسخة ب: (ولاد).
([184]) الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب÷ ثاني أئمّة أهل البيت^ وأوّل السبطين، سيد شباب أهل الجنّة وريحانة المصطفى، وأحد الخمسة أصحاب الكساء. أُمّه فاطمة بنت رسول الله| سيدة نساء العالمين، كنيته أبا محمد، ولد بالمدينة المنورة سنة (3هـ). أعبد أهل زمانه وأزهدهم وأفضلهم، وكان إذا حج حج ماشياً، وربما مشى حافياً، تسلّم الخلافة بعد استشهاد أبيه الإمام علي× سار فيها لحرب أهل الشام ولما أراد امتحان أصحابه لاح له خذلانهم واتّهموه بالكفر؛ وهذا يدل على أنّهم كانوا خوارج، ثمّ شدوا على فسطاطه وانتهبوه حتى أخذوا مصلاه من تحته مما اضطره إلى أن يهادن معاوية ويعقد معه عقداً على أن تكون الخلافة له أو لأخيه الحسين× بعد موت معاوية. استُشهد مسموماً على يد زوجته جعدة بنت الأشعث سنة (50هـ)، ودُفن في البقيع عند جدته فاطمة بنت أسد بعد اعتراض عائشة ومنعها من دفنه عند جدِّه رسول الله’. اُنظر: الأمين، محسن بن عبد الكريم، أعيان الشيعة : ج1، ص562، ص568، ص576.الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام : ج2، ص199.
([185]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص121.
([186]) اُنظر أيضاً: ابن العديم، عمر بن أحمد، بغية الطلب في تاريخ حلب: ج6، ص2568. المزي، يوسف، تهذيب الكمال: ج6، ص399.
أقول: اختُلف في يوم وسنة ولادة وشهادة الإمام الحسين×، فقد قيل في ولادته إنّها: أواخر شهر ربيع الأوَّل سنة ثلاث. وقيل: لثلاث من شعبان سنة أربع من الهجرة، وقيل غير ذلك. والمشهور هو أنّ ولادته في الثالث من شهر شعبان سنة أربع للهجرة، وهو يوافق التوقيع الشريف. وذكروا في يوم شهادته× أقوالاً، منها: إنها: يوم السبت، أو الإثنين، أو الأربعاء، أو الجمعة. وذكروا في سنة شهادته× أقوالاً أيضاً، منها سنة: (60هـ)، أو (61هـ)، أو (62هـ)، أو (63هـ).كما اختلفوا في سنِّه الشريف×، على أقوال: (56) سنة، و(57) سنة، و(58) سنة، وغيرها. وقد ذهب المشهور إلى أنّ شهادته×، كانت في يوم الجمعة، سنة (61هـ)، وكان عمره الشـريف ستاً وخمسين سنة وأشهر. اُنظر: الطبري، محمّد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص296. أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص51ـ52. المفيد، محمد بن محمد، مسارّ الشيعة: ص61. الطوسي، محمد بن الحسن، مصباح المتهجد: ص826. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص245ـ258. المجلسـي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج44، ص200، حيث استعرض معظم الأقوال الواردة في ذلك. القمّي، عبّاس، الأنوار البهيّة: ص97. آل طوق القطيفي، أحمد، رسائل آل طوق القطيفي: ج4، ص73.
([187]) تقدّمت ترجمته في ص23.
([188]) الطفّ: هو ما أشرف من الجزيرة على ريف العراق، وإنّما سميت طفاً لأنه قريب من الريف (أرض كثيرة الزرع والخصب)، من قولهم: خذ ما طف لك واستطف، أي ما دنا وأمكن، أو أطف بمعنى أطل، وطف الفرات أي الشاطئ ويضاف إليه طف كربلاء ونينوى وشقران، مع شمول لفظه كلّ ساحل. ويجمع طفوف ويطلق على الساحل الغربي من عمود الفرات إلى آخر حدود الريف ممّن يلي الجزيرة عرضاً. قال عنه الحموي: «أرض من ضاحية الكوفة في طريق البريّة، وهي قريبة من الريف فيها عدّة عيون ماء جارية»، فيمتد من الشنافية إلى عين التمر. تضم أرض الطف مجموعة من الطارات والمرتفعات الممزقة وبروات مرتفعة من جهة الغربية المطلة على بحر النجف إلى أن تصل بحيرة الرزازة، وفيه عيون كثيرة منها عين الصيد وعين الرهيمية. اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج4، ص36. الربيعي، عباس، أطلس الحسين: ص287ـ290.
([189]) تقدّمت ترجمتها في ص24.
([190]) وهي ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب، وتكُنّى أُمّ شيبة، وأُمّها بنت أبي العاص ابن أُميّة. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص358. أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص52.
([191]) حسان بن ثابت الأنصاري، شاعر رسول الله’، يُكنّى أبا الوليد، من فحول الشعراء، مخضرم، عاش ستّين سنة في الجاهلية، وستّين في الإسلام، بلغ الغاية في الجبن، وكان وقت الحرب يتحصّن مع النساء. تخلّف بعد مقتل عثمان عن بيعة أمير المؤمنين× في جماعة من العثمانية، وكان يحرّض الناس على الإمام علي×، ويدعو إلى نصرة معاوية، كان يقول لقيس بن سعد بن عبادة لما عزله أمير المؤمنين× ورجع إلى المدينة شمتا به: «نزعك علي بن أبي طالب وقد قتلت عثمان؛ فبقي عليك الإثم، ولم يحسن لك الشكر». فزجره قيس وقال: «يا أعمى القلب يا أعمى البصر! والله لولا أن ألقى بيني وبين رهطك حرباً لضربت عنقك». مات أيام معاوية بن أبي سفيان. اُنظر: المفيد، محمد بن محمد، الفصول المختارة: ص258. الباجي، سليمان بن خلف، التعديل والتجريح: ج1، ص499. المجلسـي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج33، ص539. القمي، عباس، الكُنى والألقاب: ج2، ص239.
([192]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، المنتخب من ذيل المذيل: ص24. أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، الأغاني: ج3، ص230. ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة: ج7، ص306.
([193]) وهو: الإمام السجاد×، وقد تقدّمت ترجمته في ص27.
([194]) اسمها غزالة، وذكر البعض أنّ أُمّه× هي شاه زنان بنت يزدجرد بن شهريار بن كسـرى، ويُقال: إنَّ اسمها كان شهربانويه، ويُقال: شاه زنان بنت شيرويه بن كسرى أبرويز. ويقال: سلامة أو سلافة. اُنظر: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى: ج5، ص211. البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص146.الصدوق، محمد بن علي، عيون أخبار الرضا: ج1، ص48. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص137. الفتال النيسابوري، محمد بن الحسن، روضة الواعظين: ص201.
([195]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (زبيد). وورد أيضاً (زُيَيْد)، بياءين مُصغَّراً في توضيح المشتبه. اُنظر: الدمشقيّ، محمد بن عبد الله، توضيح المشتبَه: ج4، ص270.
([196]) لم نعثر على ترجمة له.
([197]) ينبُع: مدينة تابعة للمدينة المنورةفي الحجازوعلى ساحل البحر الأحمرفي إقليم تهامة،تبعد حوالي (200 كم) عن المدينة المنورة غرباً، وتعتبر ثاني أكبر مدينة على البحر الأحمر بعد مدينة جدة. تلقب بلؤلؤة البحر الأحمر. ملتقى ثقافات القادمين من الشام ومصر والسودان واليمن. يقول عنها الحموي: «عن يمين رضوى لمَن كان منحدراً من المدينة إلى البحر على ليلة من رضوى من المدينة على سبع مراحل، وكان يسكنها الأنصار وجهينة وليث، وفيها عيون عذاب غزيرة». اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج5، ص450. الربيعي، عباس، أطلس الحسين×: ص31. وأيضاً: الموسوعة الحرة ويكيبيديا.
([198]) جعفر بن الحسين بن علي بن أبي طالب÷، لا بقيّة له، وأُمّه قضاعية، وكانت وفاته في حياة الإمام الحسين×. اُنظر: الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج2، ص153.
([199]) ذكر البلاذريُّ في أنساب الأشراف: أنَّ سلافة هي أُمّ الإمام علي بن الحسين×. وقال الكليني في الكافي: «هي سلامة بنت يزدجرد». اُنظر: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص146. الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي: ج1، ص466.
([200]) بَلِي: بفتح ثم كسر، والنّسبة إليه البَلَويّ، بفتح الأول والثاني. اُنظر: ابن ماكولا، علي بن هبة الله، إكمال الكمال: ج1، ص355. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، اللباب في تهذيب الأنساب: ج1، ص177.
([201]) فاطمة بنت الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب^، تابعيّة من راويات الحديث، كانت أكثر النساء شَبَهاً بفاطمة بنت الرسول’، لا نظير لها في التقوى والكمال، والفضائل والجمال؛ ولذلك تُسمّى الحور العين، وهي أكبر من سكينة، تزوّجت الحسن المثنى قبل واقعة كربلاء، وحضـرا الواقعة معاً، فجُرح ولم يُستَشهد، حُملت إلى الشام مع الطاهرات من أهل بيت العصمة، اختُلف في تاريخ وفاتها، فقيل بعد المائة للهجرة، وقيل سنة (110هـ)، أو سنة (117هـ). اُنظر: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج70، ص10، وما بعدها. ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، تقريب التهذيب: ج2، ص654. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج8، ص592ـ593.
([202]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (عبيد الله).
([203]) تقدّمت ترجمته في ص25.
([204]) سكينة بنت الإمام الحسين×، وقيل: إنّ اسمها آمنة أو أُميمة، وإنّ سكينة لقبٌ لقّبتها به أُمّها الرباب. تزوّجها عبد الله بن الحسن بن علي÷، فاستُشهد مع عمّه الإمام الحسين× بالطفّ قبل أن تُزفّ إليه. وكان الإمام الحسين× يحبّها حبّاً شديداً؛ حظرت كربلاء وسُبيت مع باقي بنات الرسالة، ماتت سنة (117هـ). اُنظر: القاضي المغربي، النعمان بن محمد، شرح الأخبار: ج3، ص177. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج69، ص204، وما بعده.
([205]) تقدّمت ترجمتها في ص25.
([206]) هكذا في الأصل، وفي نسخة ب: (تضيفها).
([207]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، المنتخب من ذيل المذيل: ص25. أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، الأغاني: ج16، ص361. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج69، ص12. ابن العديم، عمر بن أحمد، بغية الطلب في تاريخ حلب: ج6، ص2594.
([208]) لم يروه أحد غيره.
([209]) لبابة بنت الحارث الهلاليّة، أُمّ الفضل، زوجة العباس بن عبد المطلب، أمها هند وهي خولة بنت عوف ابن زهير من جرش وهم إلى حمير. وأُخت ميمونة بنت الحارث زوجة النبي’، وخالة خالد بن الوليد. وهي أول امرأة أسلمت بعد خديجة، وكان رسول الله’ يزورها ويقِيل في بيتها. وهي التي ضربت أبا لهب بعمود، فشجته، حين رأته يضرب أبا رافع مولى رسول الله’، فمات أبو لهب بعد ضربتها له بسبع ليال. وَلدت من العباس سبعة أبناء. وهي التي كتبت لأمير المؤمنين× تخبره بخروج طلحة والزبير عليه. وقال ابن حبان إنّها ماتت في خلافة عثمان قبل زوجها العباس، ولم يذكر هذا القول أحد غيره. اُنظر: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى: ج8، ص277. ابن حبّان، محمد بن يحيى، الثقات: ج3، ص 361. ابن عبد البر، يوسف عبد الله، الاستيعاب: ج4، ص1907. التبريزي، محمد بن عبد الله، الإكمال في أسماء الرجال: ص63. ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة: ج8، ص451. الزركلي، خير الدين، الأعلام: ج5، ص239.
([210]) العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، أبو الفضل، من أكابر قريش في الجاهلية والإسلام، ولد قبل الفيل بعامين أو ثلاثة، فهو أسن من النبي’ بعامين أو ثلاثة، كان وسيماً جميلاً أبيضَ طويلاً ـ وقيل معتدل القامة ـ قال من رآه: أطول من رأينا العباس، يطوف بالبيت وكأنّه فسطاط أبيض. أجهر الناس صوتاً. له سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام. أُسر في معركة بدر، ولـمّا أخذ للمدينة فدى نفسه بمال وأعلن إسلامه، وقيل إنّه: أسلم قبل الهجرة وكتم إسلامه، وأقام بمكّة يكتب إلى رسول الله| أخبار المشركين. عميَ آخر عمره، ومات سنة 32 أو بعدها، وهو ابن ثمان وثمانين. وقِيل: مات لست سنين مضينَ من خلافة عثمان. وقِيل: إنّه تُوفّيَ بالمدينة سنة: 34. اُنظر: ابن عساكر، على بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج26، ص276. ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، تقريب التهذيب: ج1، ص473. الشيرازي، علي خان، الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة: ص79. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج3، ص262.
([211]) قثم بن العباس بن عبد المطلب، من قادة جيش أمير المؤمنين في حرب الجمل، كان والياً للإمام علي ابن أبي طالب× على مكّة، فلم يزل والياً عليها حتى استُشهد الإمام علي×، وقد خرج من مكّة لما دخلها بسـر بن أرطاة، واستعادها من شيبة بن عثمان ـ الذي ولّاه أهل مكّة بعد خروج قثم وقد أمضاه بسر عليها ـ بعد خروج بسر منها. وبقي على مكّة حتى سنة 39هـ، فولى عليها معاويةُ شيبةَ الحجبي الذي نازع عليها قثم، وانتهى الأمر بأن تولّى الحجبي الحج والصلاة بالناس. وقال الزبير بن بكار: استعمله عليّ على المدينة، وكان يشبه النبي’، واستُشهد بسمرقند، وكان خرج إليها مع سعيد بن عثمان بن عفان زمن معاوية. لا عَقِب له. اُنظر: الكوفي، إبراهيم بن محمد، الغارات: ج2، ص621. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، أُسد الغابة: ج4، ص197. المزي، يوسف، تهذيب الكمال: ج23، ص538. الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص440.
([212]) ينزّيه: أرقصت المرأة صبيها ورقصته إذا نزّته. اُنظر: البدري، عادل عبد الرحمن، نزهة النظر: ص326.
([213]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (آذيتيني).
([214]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (قال).
([215]) الحدور: اسم مقدار الماء في انحدار صببه، والحدر من كلّ شيء تحدّره من علوّ إلى سفل. اُنظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج4، ص172.
([216]) أقول: اختلف الرّاوة في نقل هذه الحادثة على أوجه:
الوجه الأوّل: أنّ المرتَضَع هو الإمام الحسين×. اُنظر: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى: ج8، ص278. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج4، ص114. المزّي، يوسف، تهذيب الكمال: ج6، ص397. ابن العديم، عمر بن أحمد، بغية الطلب: ج6، ص2565.
الوجه الثّاني: أنّ المرتَضَع هو الإمام الحسن×. اُنظر: أبو يعلى، أحمد بن علي، مسند أبي يعلى: ج12، ص501. ابن حنبل، مسند أحمد: ج6، ص339. الدولابي، محمد بن أحمد، الذرية الطاهرة: ص106. أبو نعيم الإصبهاني، أحمد بن عبد الله، ذكر أخبار إصبهان: ج1، ص46.
الوجه الثّالث: أنّه أحد الحسنين÷. اُنظر: القزويني، محمد بن يزيد، سنن ابن ماجة: ج2، ص1293، رقم 3923.
الوجه الرّابع: دون ذكرٍ لأحدهما÷. اُنظر: الطبرانيّ، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص20، وج25، ص25. وبسندٍ آخر أيضاً في كتابه الدّعاء: ص550.
وأقول أيضاً: من المعروف أنّ العبّاس بن عبد المطلب تأخّرت هجرته، فإنّه هاجر بأسرته إلى المدينة بعد معركة خيبر، قُبيل فتح مكّة، يعني ما يقرب من سنة ثمان للهجرة. وثبت تاريخياً أنّ ولادة الإمام الحسين× في السّنة الرابعة للهجرة، فيكون عمر الإمام× حين هجرة العبّاس وأهله ما يقرب من أربع سنوات، فكيف يتمّ ـ والحال هذه ـ رضاعة لبابة زوجة العبّاس له×؟!
ونبّه البعض إلى أنّ هذه الأخبار هي من صنع الدّولة العباسية، في إشارة منهم إلى أنّ لهم دوراً في تنشئة هذا الوليد. هذا بالإضافة إلى أنّ بعض هذه الطرق ضعيفة، فرواتها بين من عُرِف بالاضطراب والتلقين، أو مشهور بالتدليس.
والكلام كذلك في الإمام الحسن×؛ إذ الظاهر من السياق أنّ قثم كان قد وُلد وأنّ فاطمة لم يكن لها رضيع حينذاك، فلو كان الحسن قد وُلد لم يُنتظر بفاطمة‘ أن تلد غلاماً آخر فترضعه أُمّ الفضل، ولم يكن بين الحسن والحسين‘ إلّا طهر واحد. وقال ابن حجر: فهذا يدلّ على أنّه أصغر من قثم، وأنّ الذي قبله يدلّ على أنّ سنّه كان في آخر عهد النبيﷺ فوق الثّمان. اُنظر: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى: ج4، ص18. ابن حجر العسقلاني، أحمد بن عليّ، الإصابة: ج5، ص320.
([217]) اُنظر أيضاً: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى: ج8، ص279. ابن حنبل، أحمد، مسند أحمد: ج6، ص340، أخرجه بطريقين عن أُمّ الفضل، وفيها أيضاً، فولدت فاطمة حسناً. الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص20، رقم2526، وبرقم2541 في ترجمة الإمام الحسن. ابن حنبل، أحمد، مسند أحمد: ج6، ص340، أخرجه بطريقين عن أُمّ الفضل، وفيها أيضاً، فولدت فاطمة حسناً.
([218]) زرم: «زرم البول بالكسر، إذا انقطع، وفي الحديث: لا تزرموا ابني. أي: لا تقطعوا عليه بوله». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج5، ص1941.
([219]) اُنظر أيضاً: ابن أبي شيبة، عبد الله بن محمد، المصنف: ج1، ص145. الحاكم النيسابوري، محمد بن عبد الله، المستدرك على الصحيحين: ج3، ص180.
([220]) «النضح: الرش. نضحت البيت أنضِحه، بالكسر». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج1، ص411.
([221]) خَفَقَته: «الخفق: كلّ ضرب بشيء عريض، يُقال: خفقه بالسيف. إذا ضربه به ضربةً خفيفةً. والمخفقة: الدّرة التي يُضرب بها». المصدر السابق: ج4، ص1469.
([222]) اُنظر أيضاً: الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص20، رقم2526، وص23 رقم2541. ولم يذكر هذه العبارة: فكأنّ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) تأذّى به.
([223]) اُنظر أيضاً: ابن حنبل، أحمد، مسند أحمد: ج4، ص348، بأطول من هذا، وفيه: دعوا ابني لا تفزعوه حتى يقضـي بوله... (ومباله): يقصد به المحل الذي أصابه البول.
([224]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (حدّثنا).
([225]) عبد الله بن عمر بن الخطاب، أبو عبد الرحمن، وُلِد قبل البعثة، أسلم ولم يشهد بدراً ولا أُحداً، تخلّف عن بيعة أمير المؤمنين علي×، ثمّ صار إلى معاوية فكان معه. قال لمعاوية لمّا قاتل أمير المؤمنين×: «إنّي معكم ولست أُقاتل». وبايع يزيد بن معاوية، ثمّ الحجاج بن يوسف الثقفي أيام عبد الملك بن مروان. مات بمكّة سنة 73هـ، وعمره (86) سنة. اُنظر: ابن أبي شيبة، عبد الله بن محمد، المصنف: ج8، ص723. البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري: ج8، ص99. ابن عبد البر، يوسف ابن عبد الله، الاستيعاب: ج3، ص950. القمي، عباس، الكُنى والألقاب: ج1، ص363.
([226]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (قال).
([227]) «الريحان: الرزق. تقول: خرجت أبتغي ريحان الله». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج1، ص371.
([228]) اُنظر أيضاً: ابن حنبل، أحمد، مسند أحمد: ج2، ص93. البخاريّ، محمد بن إسماعيل، الصحيح: ج7، ص74. الترمذي، محمد بن عيسى، سنن الترمذي: ج5، ص322، وقال عنه: هذا حديثٌ صحيح. أبو يعلى، أحمد بن علي، مسند أبي يعلى: ج10، ص106. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص129. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، أُسد الغابة: ج2، ص19. وورد فيها جميعاً: «هما ريحانتاي من الدنيا».
([229]) جابر بن عبد الله الأنصاري السلمي المدني، كُنيته أبو عبد الله، أُمّه نسيبة بنت عقبة، وُلِد سنة (16) قبل الهجرة، كان هو وأبوه من السبعين الذين شهدوا بيعة العَقَبة الثانية، وشهد مع رسول الله’ (19) غزوة، وكان من المنقطعين إلى أهل البيت^، روى عن الصدّيقة الزهراء‘ حديث اللَّوح الذي حمل أسماء الأئمّة^ تعييناً من الله تبارك وتعالى، والذي نزل به جبرئيل× على النبيّ’. وهو أوّل مَن زار أبا عبد الله الحسين× بعد شهادته. أدرك الإمام الباقر وأبلغه سلاماً من رسول الله’. تُوفّي سنة (78هـ)، عن عمرٍ بلغ (94) سنة، وكان آخر مَن تُوفّي من الصحابة في المدينة. اُنظر: الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي: ج1، ص527. ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب: ج1، ص219ـ220. الطبري، محمد بن أبي القاسم، بشارة المصطفى: ص125. المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج46، ص225. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج2، ص104.
([230]) اُنظر أيضاً: أبو يعلى، أحمد بن علي، مسند أبي يعلى: ج3، ص397. ابن حبان، محمد بن يحيى، الصحيح:ج15، ص421. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، 137. ابن العديم، عمر بن أحمد، بغية الطلب في تاريخ حلب: ج6، ص2583. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص225. وفي بعض هذه المصادر: (دخل حسين بن علي المسجد).
([231]) أُمّ سلمة: هند بنت أبي أُميّة بن المغيرة (ويقال بنت الحارث)، وأُمّها عاتكة بنت عبد المطلب، وقيل أُمّها عاتكة بنت عامر بن ربيعة كنانية من ولد جذل الطعان، وأما عاتكة بنت عبد المطلب فهي أُمّ أخوتها. أفضل نساء النبيّ’ بعد خديجة. وكانت قبله عند عبد الله بن عبد الأسد المخزومي، وقد هاجرت معه إلى أرض الحبشة، فلمّا استُشهد يوم أُحد وانقضت عدّتها، تزوّجها رسول الله’. روت عن رسول الله’. وهي من رواة قول النبي’: «مَن كنت مولاه فعلي مولاه». شهد لها رسول الله’ في حادثة الكساء بأنّها على خير وإلى خير. بعثت ابنها عمر مع أمير المؤمنين علي× لما خرج لقتال أصحاب الجمل، وقالت: «قد دفعته إليك وهو أعزّ عليّ من نفسي... فلولا مخالفة رسول الله’ لخرجت معك كما خرجت عائشة مع طلحة والزبير». توفيت في شوال سنة (59هـ)، وقيل في شهر رمضان، ويرد عليه ـ كما عن فتح الباري ـ أنّ (أُمّ سلمة عاشت إلى قتل الحسين بن علي وكان قتله يوم عاشوراء سنة إحدى وستّين)، ودُفنتْ بالبقيع. اُنظر: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج1، ص88، وص429، وص431. ابن حجر، أحمد بن علي، فتح الباري، ج9، ص98. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج8، ص554. الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث: ج24، ص203ـ204.
([232]) «السُدّة: كالظلّة على الباب لتقي الباب من المطر. وقِيل: هي الباب نفسه. وقِيل: هي الساحة بين يديه». ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج2، ص353.
([233]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (أغدق). و«أغدف: أرسل وأسبل». المصدر السابق: ج3، ص345.
([234]) «الخميصة: كساء أسود مربّع له علمان». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج3، ص1038.
([235]) اُنظر أيضاً: ابن أبي شيبة، عبد الله بن محمد، المصنف: ج7، ص501. ابن حنبل، أحمد، مسند أحمد: ج6، ص296. الطبرانيّ، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج23، ص393.
([236]) «جأر الرجل إلى الله}، أي: تضرّع بالدعاء». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج2، ص607.
([237]) ربّما ورد الدّليل على تنزيل بعض مَن استكمل الإيمان منزلة أهل البيت^ في موارد خاصّة، كسلمان، وأُمّ سلمة، وهذا تنزيلٌ مجازيٌّ لا حقيقي؛ فلأهل البيت^ ميّزاتهم وخصائصهم الخاصّة بهم، لا تشمل غيرهم.
([238]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ج22، ص12. الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص53، وج23، ص308. الحاكم الحسكاني، عبيد الله بن أحمد، شواهد التنزيل لقواعد التفضيل: ج2، ص94. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، تفسير القرآن العظيم: ج3، ص493.
([239]) أُسامة بن زيد بن حارثة الكلبي، كنيته أبو محمد أو أبو زيد. أبوه زيد بن حارثة ربيب رسول الله’ الذي استُشهد مع جعفر الطيار؛ فجهّز النبي’ جيشاً بقيادة ابنه أسامة، وكان عمره (19) سنة، وأمر جميع المسلمين الحاضرين بالالتحاق في هذا الجيش، وقال’: «لعن الله مَن تخلّف عنه». وبعد وفاة النبي’ حاد عن أمير المؤمنين× ولم ينصـره، ثم رجع. روي عن الإمام الباقر× أنه قال: «ألا أخبركم بأهل الوقوف؟ قلنا: بلى. قال أسامة بن زيد، وقد رجع؛ فلا تقولوا إلّا خيرا...». أُمّه أُمّ أيمن زوجة النبيّ. مات سنة 54هـ، وكفّنه الإمام الحسين×، وقيل: الإمام الحسن×. اُنظر: الطوسي، محمد بن الحسن، الأبواب (رجال الطوسي): ص21. المازندراني، محمد بن إسماعيل، منتهى المقال في أحوال الرجال: ج2، ص5- 7. الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث: ج3، ص183.
([240]) طرق: «كلّ آتٍ بالليل فهو طارق». ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج3، ص121.
([241]) «الورك: ما فوق الفخذ، وهي مؤنّثة». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج4، ص1614.
([242]) اُنظر أيضاً: ابن أبي شيبة، عبد الله بن محمد، المصنف: ج7، ص512. الترمذي، محمد بن عيسى، سنن الترمذي: ج5، ص322.النسائي، أحمد بن شعيب، السنن الكبرى: ج5، ص149. ابن حبان، محمد بن يحيى، صحيح ابن حبان: ج15، ص423.
([243]) «وثب: طفر». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج1، ص231.
([244]) برقت، يُقال: برق كذا، إذا لمع وتلألأ. والبرقة: يقال للمرّة الواحدة إذا برق. اُنظر: مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج1، ص50. ابن فارس، أحمد بن فارس، معجم مقاييس اللغة: ج1، ص221.
([245]) اُنظر أيضاً: ابن حنبل، أحمد، مسند أحمد: ج2، ص513. الطبرانيّ، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص51. الحاكم النّيسابوريُّ، محمد بن عبد الله، المستدرك على الصحيحين: ج3، ص167، حيث قال الحاكم: «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يُخرجاه». البيهقيّ، أحمد بن الحسين، دلائل النبوة: ج6، ص76.
([246]) ما بين معقوفتين من السيد الطباطبائي.
([247]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (أصبحنا)، وهو الصحيح.
([248]) الشّربة: حوض يكون في أصل الّنخلة وحولها يملأ ماء لتشربه. اُنظر: ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج2، ص455.
([249]) تقلُب ابنيّ: تصرِف وترجِع ابنيّ. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج1، ص205.
([250]) ينزع: يستقي الماء من البئر بالدلو يسحبه بيده. اُنظر: ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج5، ص41.
([251]) اُنظر أيضاً: الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج22، ص422. الحاكم النيسابوري، محمد بن عبد الله، المستدرك على الصحيحين: ج3 ص165. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص171.
([252]) عبد الله بن مسعود بن غافل الهُذلي؛ نسبة إلى قبيلة هذيل أبو عبد الرحمن، لقب بـ(ابن أم عبد). صحابي جليل القدر عظيم الشأن كبير المنزلة، قرأ القرآن وعلم السنة، وكان من الذين شهدوا جنازة أبي ذر رضي الله عنه، وباشروا تجهيزه. من الاثني عشر الذين أنكروا على أبي بكر بيعته وحاجّوه، وقال: قد علمتم أن أهل بيت نبيكم أقرب إلى رسول الله منكم وأقدم سابقة منكم، وعلي بن أبي طالب صاحب هذا الأمر بعد نبيكم. فأعطوه ما جعله الله له. ولا ترتدوا على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين. وعن أمير المؤمنين × قال: خلقت الأرض لسبعة بهم يرزقون، وبهم يمطرون، وبهم ينصرون: أبو ذر، وسلمان، والمقداد، وعمار، وحذيفة، وعبد الله بن مسعود. قال علي: وأنا إمامهم. وهم الذين شهدوا الصلاة على فاطمة‘. ولكن السيد الخوئي& توقف في أمره؛ لضعف الروايات المستدلّ بها على وثاقته، وعدم ثبوت موالاته لأمير المؤمنين×، وأنّ استدلال السيد المرتضى بأقواله من باب الاحتجاج على القوم لتسالمهم على فضله وتقواه. توفي بالمدينة سنة ( 32 هـ)، ودفن بالبقيع، وكان له نيف وستون سنة. اُنظر: القمي، عباس، الكنى والألقاب: ج1، ص216. الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث: ج11، ص344. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج5، ص107.
([253]) اُنظر أيضاً: ابن أبي شيبة، محمد بن عبد الله، المصنف: ج7، ص511. النسائي، أحمد بن شعيب، فضائل الصحابة: ص20. ابن خزيمة، محمد بن إسحاق، صحيح ابن خزيمة: ج2، ص48. ابن حبّان، محمد بن يحيى، صحيح ابن حبان: ج15، ص426. البيهقي، أحمد بن الحسين، السنن الكبرى: ج2، ص263.
([254]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (سلم).
([255]) اُنظر: ابن ماجة، محمد بن يزيد، سنن ابن ماجة: ج1، ص51. الكوفي، محمد بن سليمان، مناقب الإمام أمير المؤمنين×: ج2، ص243. أبو يعلى، أحمد بن علي، مسند أبي يعلى: ج11، ص78. الطبرانيّ، سليمان بن أحمد، المعجم الأوسط: ج5، ص102. الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص47.
([256]) اُنظر أيضاً: ابن راهويه، إسحاق بن راهويه، مسند ابن راهويه: ج1، ص248.النسائي، أحمد بن شعيب، فضائل الصحابة: ص20. النسائي، أحمد بن شعيب، السنن الكبرى: ج5، ص49. الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص48.ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص171.
([257]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (قال).
([258]) «استنتل من الصف، إذا تقدّم على أصحابه». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج5، ص1825.
([259]) «طفق يفعل كذا يطفق طفقاً، أي: جعل يفعل». المصدر السابق: ج4، ص1517.
([260]) اُنظر أيضاً: ابن حنبل، أحمد، مسند أحمد: ج4، ص172. البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري: ج8، ص414. الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص32، وص22، وص273. الطبراني، سليمان بن أحمد، مسند الشاميين: ج3، ص184. ابن العديم، عمر بن أحمد، بغية الطلب في تاريخ حلب: ج6، ص2582. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص149.
([261]) اُنظر أيضاً: ابن حنبل، أحمد، مسند أحمد: ج4، ص172. ابن ماجة، محمد بن يزيد، سنن ابن ماجة: ج2، ص1209، وقال في الزّوائد: إسناده صحيح، رجاله ثقات. الحاكم النّيسابوري، محمد بن عبد الله، المستدرك على الصحيحين: ج3، ص164. وقال: هذا حديثٌ صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. البيهقي، أحمد بن الحسين، السنن الكبرى: ج10، ص202.
علّق السيّد عبد العزبز الطباطبائي في هذا المورد بقوله: وأورده ابن الأثير في النهاية بلفظ: إنّكم لتبخلون وتجبنون وتجهلون، وإنّكم لمن ريحان الله، وإنّ آخر وطأة وطئها الله بِوَجّ. أي: تحملون على البخل والجبن والجهل يعني الأولاد؛ فإنّ الأب يبخل بإنفاق ماله ليخلفه لهم، ويجبن عن القتال ليعيش لهم فيربّيهم، ويجهل لأجلهم فيلاعبهم. وريحان الله: رزقه وعطاؤه. ووجّ: من الطائف... والمعنى: أنّ آخر أخذة ووقعة أوقعها الله بالكفّار كانت بوجّ، وكانت غزوة الطائف آخر غزوات رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم).
([262]) ارتحلني: جعلني كالرّاحلة فركب على ظهري. ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج2، ص209.
([263]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (يقضي).
([264]) اُنظر أيضاً: ابن حنبل، أحمد، مسند أحمد: ج3، ص494، وج6، ص467. النسائي، أحمد بن شعيب، سنن النسائي: ج2، ص230. الحاكم النيسابوري، محمد بن عبد الله، المستدرك على الصحيحين: ج3، ص166، وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
([265]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (نعم).
([266]) سعد بن مالك بن سنان، أبو سعيد الخدري. من خُلّص أصحاب النبي’ وأصحاب أمير المؤمنين× الأجلاء، وممَّن حفظ عن رسول الله سُنن وأحاديث كثيرة، وكان من نجباء الأنصار وعلمائهم، تُوفّي سنة (74هـ). اُنظر: ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب: ج2، ص602. الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث : ج9، ص49.
([267]) اُنظر أيضاً: ابن حنبل، أحمد، مسند أحمد: ج3، ص3 الترمذي. محمد بن عيسى، سنن الترمذي: ج5، ص321. الطبرانيّ، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج6، ص10. الطبرانيّ، سليمان بن أحمد، المعجم الأوسط: ج2، ص347.
([268]) عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، أبو العباس، الصحابي الجليل، وُلِد بمكّة، ونشأ في بدء عصر النبوّة ملازماً لرسول الله’، فأكثر عنه حفظ الأحاديث وروايتها، وشَهِد مع أمير المؤمنين× الجَمَل وصفِّين والنهروان، وكفّ بصـره آخر عمره، سكن الطائف بعد أن همّ بقتله ابن الزبير بمكّة، وتُوفّي بها سنة (68هـ). اُنظر: ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب: ج3، ص933. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج4، ص95.
([269]) الهامّة: كلّ ذات سم قاتل، فأمّا ما يسم ولا يقتل فهو السامّة كالعقرب والزنبور. اُنظر: ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج5، ص275.
([270]) اللاّمّة: أي ذات اللمم، واللمم: طرف من الجنون يلمّ بالإنسان. اُنظر: المصدر السابق: ج4، ص272.
([271]) اُنظر أيضاً: ابن حنبل، أحمد، مسند أحمد: ج1، ص236. البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري: ج4، ص119. ابن حبّان، محمد بن يحيى، الصحيح: ج3، ص291.
([272]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج13، ص224. الهيثمي، علي بن أبي بكر، مجمع الزوائد: ج10، ص187. المتقي الهندي، علي بن حسام، كنز العمال: ج10، ص66.
([273]) الأسقف: رئيس دينيّ عند المسيحين. اُنظر: قلعجي، محمد، معجم لغة الفقهاء: ص19.
(([274] «العاقب: مَن يخلف السّيّدَ بعده». الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج1، ص184.
([275]) آل عمران: آية59.
([276]) آل عمران: آية62.
([277]) هذا هو الحديث المعروف بالمباهلة، وقد اتّفق المفسِّرون على روايته عند تفسيرهم قوله تعالى: (ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ). [آل عمران:61]. حتّى قال الحاكم النيسابوري في معرفة علوم الحديث: ص50: «وقد تواترت الأخبار في التفاسير عن عبد الله بن عبّاس وغيره أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أخذ يوم المباهلة بيد علي وحسن وحسين، وجعلوا فاطمة وراءهم، ثمّ قال: هؤلاء أبناؤنا وأنفسنا ونساؤنا، فهلموا أنفسكم وأبناءكم ونساءكم، ثمّ نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين». اُنظر: ابن حنبل، أحمد، مسند أحمد: ج1، ص85. النيسابوري، مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم: ج7، ص120. الترمذي، محمد بن عيسى، سنن الترمذي: ج4، ص293، وج5، ص301. ابن أبي حاتم الرازي، عبد الرحمن بن محمد، تفسير القرآن العظيم: ج2، ص667. الثعلبي، أحمد بن محمد، الكشف والبيان عن تفسير القرآن: ج3، ص85. الواحدي النيسابوري، علي بن أحمد، الوجيز في تفسير الكتاب العزيز: ج1، ص214. الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص286.
([278]) اُنظر أيضاً: الصنعاني، عبد الرزاق، تفسير القرآن: ج1، ص122. الطبري، محمد بن جرير، جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ج3، ص409.الذهبي،محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص287.
([279]) الإمام جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو عبد الله، المُلقَّب بالصادق×، سادس أئمّة أهل البيت^، وُلِد سنة: 80هـ، واستُشهد سنة: 148هـ، وإليه يُنسب أتباع أهل البيت^ حينما يُلقّبون بالجعفرية. عُرف بالعلم الغزير حتى قصده القاصي والداني في شتى العلوم، وقد تتلمذ على يديه أغلب علماء الإسلام في زمانه، فبلغ من عُرف منهم أربعة آلاف أو يزيدون، منهم أئمّة المذاهب الأربعة. وقد اشتهر عن أبي حنيفة قوله: لولا السنّتان لهلك النعمان. يعني السنّتين اللتين تتلمذ فيهما على يد الإمام الصادق×. وكان قد استغلّ الاضطراب السياسي لنـشر العلوم وبثها، حيث عاصر فترة انتهاء الخلافة الأُمويّة وبداية الخلافة العباسية؛ فكانت السلطات آنذاك منشغلة عنه. اُنظر: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص179. المظفر، محمد حسن، الإمام الصادق: ج1، ص139.
([280]) تقدّمت ترجمته في ص26.
([281]) اُنظر أيضاً: المتقي الهندي، علي بن حسام، كنز العمال: ج13، ص658، نقله عن ابن سعد وأبي عبيد في الأموال.
([282]) «الدّيوان: هو الدفتر يكتب فيه أسماء الجيش والعطاء». ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج2، ص150.
([283]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص176.المزي، يوسف، تهذيب الكمال: ج6، ص232، أخرجاه عن ابن سعد. واُنظر أيضاً: الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص259، أخرجه عن الواقدي.
([284]) «الحُلل:جمع الحلَّة، وهي برود اليمن، ولا تسمَّى حلَّة إلّا أن تكون ثوبين من جنسٍ واحد». ابن الأثير، المبارك بن محمد، النَّهاية في غريب الحديث: ج1، ص432.
([285]) «قطب يقطب فهو قاطب: جمع بين عينه، في إشارة إلى حالة الغضب». الجوهريّ، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج1، ص204.
([286]) صارّ، أي: مقبض جامع بينهما، كما يفعل الحزين. وأصل الصّر: الجمع والشّد. اُنظر: ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج3، ص22.
([287]) لا أدري أين كان حنان الشّيخ وعطفه على هذين الغلامين يوم هجم عليهم الدّار ليحرقها بمَن فيها! قِيل له: إنّ فيها فاطمة. قال: وإنْ!! (السيد عبد العزيز الطباطبائي).
([288]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص177. المزي، يوسف، تهذيب الكمال: ج6، ص405. المتقي الهندي، علي بن حسام، كنز العمال: ج13، ص658.
([289]) «غشى المكان: أتاه». مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج2، ص653.
([290]) معاوية بن أبي سفيان ـ صخر ـ بن
حرب بن أُميّة، وُلِد قبل الهجرة بخمس وعشـرين سنة، حارب رسول الله’ مع أبيه أبي سفيان في حروبه، ثمّ أسلم مع أبيه عام
الفتح، سنة ثمانية من الهجرة، فهما من الطلقاء. جعله النبي’ وأباه مع المؤلّفة قلوبهم،، ولّاه عمر على الشام، وأبقاه عليها
عثمان. استنجد به عثمان لما حُوصِر فتأخّر ولم ينصره ليدعو إلى نفسه بعد مقتل
الخليفة. فطالب بدمه أميرَ المؤمنين علياً×، وحاربه على ذلك في صفّين، ثمّ حارب
الإمام الحسن× حتّى حصلت الهدنة بينهما سنة (41هـ)، وتربّع على عرش السلطة حتى هلك
في ليلة النصف من رجب سنة (60هـ)، وهو ابن خمس وثمانين عاماً. اُنظر: الطبري، محمد
بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص239ـ240. ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله،
الاستيعاب: ج3، ص1416. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، أُسد الغابة: ج4، ص385. ابن
أبي الحديد، عبد الحميد، شرح نهج البلاغة:
ج16، ص154.
([291]) اُنظر أيضاً: ابن شبة، عمر بن شبة، تاريخ المدينة: ج3، ص799. الخطيب البغدادي، أحمد بن علي، تاريخ بغداد: ج1، ص52. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص175.
([292]) عمرو بن العاص بن وائل، أحد دُهاة العرب، كان من أشدّ الناس عداوة لآل بيت النبي’. بايع معاوية على قتال أمير المؤمنين× على أن يوليه مصـراً. صاحب خدعة التحكيم في صفِّين بعد أن كشف عورته ليحقن دمه في برازه مع أمير المؤمنين×، وهو المسؤول عن مقتل محمد بن أبي بكر (رضوان الله عليه) وقد أُحرق أمام عينيه. وأُمّه النابغة، من البغايا في مكّة، وقد تنازع على عمرو ستة من كبار قريش كلٌّ يدّعي أنّه ابنه؛ فغلب عليه العاص بن وائل. وكان أبوه (العاص) من المستهزئين بالنبي’، وفيه نزلت: (ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ). هلك عمرو سنة اثنتين ـ أو ثلاث ـ وأربعين، في خلافة معاوية. اُنظر: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى: ج7، ص494. الكوفي، إبراهيم بن محمد، الغارات: ج1، ص272، وص284. ابن حبّان، محمد، الثقات: ج3، ص266. الأميني، عبد الحسين بن أحمد، الغدير: ج2، ص120.
([293]) اُنظر أيضاً: ابن أبي شيبة، محمد بن عبد الله، المصنف: ج7، ص269. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص179. الرامهرمزي، الحسن بن عبد الرحمن، الحدّ الفاصل: ص348.
([294]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص179.
([295]) اُنظر أيضاً: الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص286.
([296]) «أعيا الرّجل: تعب تعباً شديداً». مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج2، ص642.
([297]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، المنتخب عن ذيل المذيل: ص25، وفيه: (في جنازة)، بدل: (مع جنازة). ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص179. وفي كلّ هذه المصادر ورد بلفظ: (يا أبا هريرة)، وهو الصحيح، بدل: (يا با هريرة).
([298]) لم أقف على مَن خرّج هذا المتن بهذا الإسناد، أو حتّى المتن دون الإسناد، ولكن يمكن الرّجوع إلى ما يقرب منها. اُنظر: ابن عساكر، عليّ بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج59، ص194، وفيه: «أنّ معاوية أمر للإمام الحسن× بثلاثمائة ألف». ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج3، ص509، وفيه: «أنّ معاوية أمر له بدابة وسايره». النويري، أحمد بن عبد الوهاب، نهاية الأرب في فنون الأدب: ج20، ص357، دون أن يوضّح مقدار الصلة التي وصله بها معاوية. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص146، وفيها: روايتان، مرّة أجاز الإمام الحسن لوحده، وأُخرى أجازهما معاً.
([299]) «حيطان، جمع حائط: البستان». مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج1، ص208.
([300]) «شاطئ الوادي أو البحر: جانبه». الجوهريّ، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج1، ص57.
([301]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (غداء).
([302]) «الملح الجريش المجروش الذي لم ينعم دقّه، من قولهم جرشت الشيء: إذا لم تنعم دقّه، فهو جريش». الطريحي، فخر الدين، مجمع البحرين: ج4، ص131.
([303]) «طاقة: حزمة». مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج2، ص571.
([304]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (غدائه).
([305]) «الرّكاب للسرج: ما تُوضع فيه الرّجل». مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج1، ص368.
([306]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (مضيا).
([307]) «رجلٌ لكع: أي لئيم. ويُقال: هو العبد الذليل النفس». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج3، ص1280.
([308]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج13، ص238. وفيه: (مدرك بن زياد)، والصحيح مدرك أبو زياد. وقد ترجم له البخاري في الكُنى: ص32، فقال: «مدرك أبو زياد مولى ابن عباس، عن ابن عباس...». وفي التاريخ الكبير: ج8، ص2: «مدرك أبو زياد مولى علي، عن علي. روى عنه الربيع بن صالح. سبط ابن الجوزي، يوسف بن فرغلي، تذكرة الخواص: ص302، عن ابن سعد في الطبقات ملخَّصاً. وقال ابن حجر: و أبو زياد ذكره ابن حبّان أيضاً في الثقات. اُنظر: ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، لسان الميزان: ج6، ص11.
([309]) اُنظر أيضاً: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى: ج5، ص213. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج41، ص370.
([310]) تقدّمت ترجمته في ص60.
([311]) سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أُميّة الأُموي القرشي، من الأُمراء الولاة، رُبّي في حجر عمر بن الخطاب، وولّاه عثمان الكوفة، ومن بعدها عهد إليه معاوية بولاية المدينة، اعتزل معركة الجمل وصفّين، تُوفّيَ سنة (59هـ)، وينقل أن الذي صلى عليه هو الإمام الحسين×، فقد روي عن الصادق×: إن منافقاً مات، فقدموا الحسين×... فما إن كبّر عليه وليه، قال الحسين: «الله أكبر، اللهم العن عبدك ألف لعنة مؤتلفة غير مختلفة. اللهم أخز عبدك في عبادك وبلادك، وأصله حر نارك، وأذقه أشد عذابك، فإنه كان يتولى أعداءك، ويعادي أولياءك، ويبغض أهل بيت نبيك». وذكر ابن أبي عقيل أنّ ذلك المنافق سعيد بن العاص. اُنظر: الشهيد الأول، محمد بن مكي، ذكرى الشيعة في أحكام الشـريعة: ج1، ص439. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج3، ص96.
([312]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (سنين).
([313]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (أبي الفرس).
([314]) ما بين معقوفتين من السيد الطباطبائي، وهي موجودة في نسخة (ب).
([315]) البَظَر بفتح الباء: «الهنة التي تقطعها الخافضة من فرج المرأة عند الختان». ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج1، ص138.
([316]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (فقال: يا حسين، إنّه سلطان. قال: آكله إن لم يبلغه عني ما أقول).
([317]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (وآية).
([318]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (لعنة).
([319]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج57، ص244.الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام: ج5، ص232.السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، المحاضرات والمحاورات: ص94.السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، تاريخ الخلفاء: ص208، عن ابن سعد ملخّصاً إلى قوله: (فالله أشدّ نقمة).
([320]) النجيب: الفاضل من كلّ حيوان. ونجيب الإبل: القوىّ الخفيف السريع. اُنظر: ابن الأثير، المبارك ابن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج5، ص17، (نجب).
([321]) اُنظر أيضاً: ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي، المنتظم في تاريخ الأُمم والملوك: ج5، ص349. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص226. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص180.
([322]) اُنظر أيضاً: ابن أبي شيبة، عبد الله بن محمد، المصنف: ج4، ص541. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص180. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص226. وجاء في الأخير: «إنّ نجائبه تُقاد وراءه».
([323]) اُنظر أيضاً: البرقي، أحمد بن محمد، المحاسن: ج1، ص70.
([324]) الحِيرة: مدينة تأريخية قديمة تقع في وسط العراق، وهي عاصمة المناذرة قديماً، قال الحموي: «مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة على موضع يقال له النجف»، تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينتي النجف والكوفة على مسافة (7كم)، ولا تزال ناحية الحيرة القديمة جزءاً منها مأهول بالسكان وهي اليوم تابعة إلى قضاء المناذرة في محافظة النجف الأشرف. اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج2، ص328. السعيدي، محمد عبد الغني، من كربلاء إلى دمشق: ص110.
([325]) ممّا يظهر أنّ الناس كانوا يدخلون الحمّامات بغير مئزر! فكان الحسين× يتجنّبها ويذهب إلى الحيرة؛ إذ كان أهلها نصارى، فإذا كانوا مكشوفي العورة في الحمّام كان أهون؛ إذ ليس لهم حرمة، راجع: العاملي، محمد حسن، وسائل الشيعة: ج1، ص365، باب جواز النظر إلى عورة البهائم ومَن ليس بمسلم بغير شهوة. (السيد عبد العزيز الطباطبائي).
([326]) أبو يحيى: وهو زياد المكّيّ، ترجم له: البخاري، محمد بن إسماعيل، التاريخ الكبير: ج3، ص378، وأشار إلى حديثه هذا، فقال: «وقال ابن حمّاد: حدّثنا أبو عوانة، عن عطاء، عن زياد أبي يحيى: إنّي لأمشـي مع حسن وحسين ومروان...». (السيّد عبد العزيز الطباطبائيّ).
([327]) كبُرت كلمةً تخرج من أفواههم، لعن الله مروان الطريد ابن الطريد، ولعن الله مَن مهّد له الأمر، مع ذلك التأكيد الشديد من رسول الله’ في أهل بيته وبيان منزلتهم والحثّ على إكرامهم؛ يبلغ بهم الحال خلال أربعين سنة من موته صلوات الله عليه أن يُلعنوا جهرةً في مدينته، فليس هذا شيءٌ مُرتجل، بل أمرٌ دُبِّر بليل وبُدئ به من بعد الرسول’، وتدرّجوا إلى أن بلغوا كلّ مبلغ، وصاروا يجهرون في خطبة الجمعات في مدينة الرسول وسائر البلاد بلعن علي ومَن يحبّه، وإلى أن بلغ الأمر إلى أن تمكّنوا من قتل الحسين× نهاراً جهاراً، دون عذرٍ وسبب بتلك الوحشية المنقطعة النظير. ولو أنّ المسلمين ـ حكومةً وشعباً ـ كانوا متمسّكين بهدى الرسول’، سائرين على نهجه، منفّذين تعاليمه؛ لما تمكّن الطريد مروان أن يعود إلى المدينة، فضلاً عن أن يصبح أميرها وحاكمها. (السيّد عبد العزيز الطباطبائي).
([328]) اُنظر أيضاً: القاضي المغربي، النعمان بن محمد، شرح الأخبار: ج2، ص530. ابن عساكر، علي بن الحسن، تأريخ مدينة دمشق: ج57، ص244. الهيثمي، علي بن أبي بكر، مجمع الزوائد: ج10، ص72.
([329]) اُنظر أيضاً: ابن أبي شيبة، عبد الله بن محمد، المصنف: ج3، ص262.
([330]) جلهق: «الجُلاهِقُ: البُنْدُقُ، ومنه قوس الجُلاهِقِ، وأَصله بالفارسية جُلَه، وهي كُبّة غزل، والكثير جُلَها، وبها سمّي الحائك. وقال الأَزهري في ترجمة جلهق: الجُلاهِقُ الطين المُدَوَّر المُدَمْلَق». ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج10، ص37.
([331]) المَوالي، جمع مولى: والمُراد بهم غير العرب؛ بقرينة المقابلة.
([332]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (ينتصر).
([333]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (منهم).
([334]) «الخَلاقُ: الحَظُّ والنَّصِيب من الخير والصلاح». ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج10، ص92.
([335]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (وذاك).
([336]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (صليا).
([337]) «حُطّم: أي كسّر. المراد هنا ازدحم عليهما الناس». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج5، ص1900.
([338]) الركاني كأنّه منسوب إلى ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف المطلبي، الذي صارعه النبي فصرعه مرّتين كما في مادة: (ركن) من القاموس وشرحه. اُنظر: الفيروز آبادي، محمد ابن يعقوب، القاموس المحيط: ج4، ص229.
([339]) الأسبوع: وهو عبارة عن الطواف سبعة أشواط حول الكعبة الشريفة. اُنظر: ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج2، ص336.
([340]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج13، ص239.
([341]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (المطيب).
([342]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (يا أبا).
([343]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (إن ناساً يزعمون).
([344]) ابتدر القوم أمراً وتبادروه، أي: بادر بعضهم بعضاً إليه، أيهم يسبق فيغلب عليه. اُنظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج4، ص48.
([345]) المقام أوضح من أن يحتاج إلى التعليق، فالرأي العام لا يخفى عليه أمثال هذا. (السيّد عبد العزيز الطباطبائي).
([346]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج54، ص290.
([347]) الوتر: وهي في العدد ما ليس بزوج، وهي آخر الصلاة من نافلة الليل، وهي ركعة واحدة، القنوت فيها قبل الرّكوع. اُنظر: العامليّ، ياسين، الاصطلاحات الفقهية: ص228.
([348]) اُنظر أيضاً: ابن أبي شيبة، عبد الله بن محمد، المصنف: ج2، ص200، وج7، ص113.
([349]) الإسناد منقطع حسب ما اصطلحوا عليه، وأنّى لنا أن نعرف أنّ مَن صلّى خلف أحدٍ أنّه نوى الاقتداء به، وأنّه اعتدّ بصلاته تلك ولم يُعدها فيما بعد؟! (السيّد عبد العزيز الطباطبائي).
([350]) اُنظر أيضاً:الشافعي، محمد بن إدريس، كتاب الأُمّ: ج1، ص185. ابن أبي شيبة، عبد الله بن محمد، المصنف: ج2، ص721.الطّبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص347.
([351]) ركن: مال وسكن. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج5، ص2126.
([352]) متى رضي× بالحكمين؟! ولكن لا رأي لـمَن لا يُطاع. فلعن الله أعداء آل محمد فإنّهم لم يألوا جهداً في التقوّل عليهم، واختلاق ما يزري بهم، ونعم الحكم الله وإليه المشتكى. (السيّد عبد العزيز الطباطبائي).
(([353] إسناده منقطع، لإبهام اسم ذلك الرّجل، كما أنّ الحديث بهذا اللفظ تفرّد به ابن سعد، فإنّ غيره لم يروِ صدر الحديث «إنّا أهل بيت فينا ركنات، منها رضاي بالحكمين!».
([354]) الصفّة: موضع مظلّل من المسجد، كان يأوي إليه المساكين. اُنظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج9، ص195.
([355]) اُنظر أيضاً: ابن أبي الدنيا، علي بن محمد، التواضع والخمول: ص142، رواه مسعر.العياشي، محمد ابن مسعود، تفسير العياشي: ج2، ص257، رواه مسعدة. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص181.
([356]) الهزيلا: يُقال: فلان يهزل في كلامه، إذا لم يكن جادّاً. والهزيليّ: هو المشعوذ إذا خفّت يداه بالتخاييل الكاذبة. اُنظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج11، ص696.
([357]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص179.
([358]) يريد بها أُمّ كلثوم. اُنظر: البكري الأندلسـيّ، عبد الله، معجم ما استُعجم: ج2، ص659. الحميري، محمد بن عبد المنعم، الرّوض المعطار: ص113. البكري الأندلسـيّ، عبد الله، معجم ما استُعجم: ج2، ص659.
([359]) تقدّمت ترجمته في ص31.
([360]) تقدّمت ترجمته في ص62.
([361]) القاسم بن محمد بن جعفر بن أبي طالب×: «ذكره السيّد المهنا في عمدة الطالب: الأصل الثاني، في عقب جعفر بن أبي طالب×، قيل: إنَّه قُتل مع الحسين× في وقعة الطفّ، ولكن لم يظهر مستند ذلك». الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث: ج15، ص50.
([362]) «في تاريخ المدينة: البغيبغة تصغير البغبغ، وهي البئر القريبة الرشا، والبغبغات والبغبغة عيون عملها علي بن أبي طالب× بينبع أوّل ما صارت إليه، وتصدّق بها وبلغ جذاذها في زمنه ألف وسق، ومنها خيف الأراك، وخيف ليلى، وخيف الطاس، وأعطاها حسين بن عليّ× عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، يأكل ثمرها ويستعين بها على دَينه، على أن لا يزوّج ابنته من يزيد بن معاوية». الطريحي، فخر الدين، مجمع البحرين: ج5، ص6.
([363]) ما بين معقوفتين من المحقق الطباطبائي، وفي نسخة (ب): (إلى).
([364]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (حزها). الحز: القطع، وهي هنا بمعنى التحديد. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج3، ص873.
([365]) ساغ، يُقال: ساغ الشّراب يسوغ: سهل مدخله في الحلق، و(سوّغته مالاً) مستعارٌ منه. اُنظر: الجوهريّ، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج4، ص1322. الراغب الأصفهاني، الحسين بن محمد، مفردات ألفاظ القرآن: ص435.
([366]) عبد الله بن الزبير بن العوّام بن خويلد، أبو بكر، أُمّه أسماء بنت أبي بكر، وُلد في السنة الأُولى للهجرة، وهو الكبش الذي بسببه استُبيحت الكعبة ـ كما أخبر رسول الله’ ـ وكان بخيلاً، ضيّق العطاء، سيّء الخُلق، حسوداً، كثير الخلاف، شهد الجَمَل مع أبيه وخالته عائشة، بُويع له بعد موت يزيد بن معاوية سنة (64هـ)، وقد سيطر على مصـر، والحجاز، واليمن، والعراق، وخراسان، وأكثرُ الشام. وعاصمة حكمه مكّة، وكانت له مع الأُمويين معارك كثيرة. وقد حبس محمد بن الحنفية، وعبد الله ابن عباس بعد رفضهما البيعة له وهمّ بقتلهما، فأنجدهما جيش المختار. وانتهى أمره مقتولاً سنة (73هـ)، قتله الحجاج الثقفي. اُنظر: الرازي، عبد الرحمن بن محمد، الجرح والتعديل: ج5، ص56. ابن حبّان، محمد، مشاهير علماء الأمصار: ص55. ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب: ج3، ص905. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج4، ص87.
([367]) عبد الملك بن مروان بن الحكم، أبو الوليد، الأُموي، من دهاة الخلفاء، استعمله معاوية على المدينة وهو ابن (16) سنة، وانتقلت إليه الخلافة بموت أبيه، فكان جبّاراً، ولُقِّب بـ (رشح الحجر)؛ لبخله، وكُنِّي (أبا الذبان)؛ لبخر فمه، فكان إذا مر الذباب بفمه مات. هلك سنة (86هـ). اُنظر: القمي، عباس، الكُنى والألقاب: ج1، ص73. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج4، ص165.
([368]) عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأُمويّ القرشي، أبو حفص، أُمّه أُمّ عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، وُلِد سنة (61هـ)، أحد حُكّام بني أُميّة، وُلِد ونشأ بالمدينة، ووليَ إمارتها للوليد، ثمّ استوزره سليمان بن عبد الملك بالشام، ووليَ الخلافة بعهدٍ من سليمان سنة (99هـ)، فبُويع له في دمشق، وسكن الناس في أيامه، فمنع سبّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب×، وردّ غلّة فدك إلى وِلْد فاطمة‘، ولم تطُل مدّة حكمه. قِيل: دُسّ له السمّ وهو في بلدة المعرّة، فتُوفّيَ بها سنة (101هـ)، ومدّة خلافته سنتان ونصف. اُنظر: الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج6، ص97. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج5، ص50.
([369]) يزيد بن عبد الملك بن مروان، كنيته أبو خالد، من ملوك الدولة الأُمويّة في الشام، وُلِد في دمشق سنة (71هـ)، وولِيَ الخلافة بعد وفاة عمر بن عبد العزيز سنة (101هـ)، وكان صاحبَ لَهوٍ ولذّات، وكانت مدّة حكمه أربعة سنين وشهراً. قُتل على يد مسلمة بن المهلّب، وحُمل على أعناق الرجال إلى دمشق، فدُفن فيها سنة (105هـ). اُنظر: ابن عبد ربّه، أحمد بن محمد، العقد الفريد: ج2، ص163. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج8، ص185.
([370]) الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، وُلِد سنة تسعين، وقِيل: سنة اثنتين وتسعين. ووقت موت أبيه كان للوليد نيّف عشرة سنة، فعقد له أبوه بالعهد من بعد عمّه هشام بن عبد الملك، فلمّا مات هشام، سُلّمت إليه الخلافة سنة (125ه)، فمكث سنة وثلاثة أشهر. وهو الذي قال في حقّه رسول الله|: «ليكوننّ في هذه الأُمّة رجل يُقال له: الوليد، لهو أشدّ لهذه الأُمّة من فرعون لقومه». وقد تفأل يوماً بالمصحف، فخرج فأله: واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد. فرمى المصحف من يده، وأمر أن يُجعل هدفاً، ورماه بالنشاب، وأنشد يقول:
تهددني بجبار
عنيد |
|
فها أنا ذاك جبار عنيد |
إذا ما جئت ربك يوم حشـر |
|
فقل يا رب مزقني الوليد |
فلم يلبث إلّا أياماً يسيرة حتى قُتل شرّ قتلة بأمر ابن عمّه والخليفة من بعده يزيد بن الوليد بن عبد الملك، وطيف برأسه في دمشق، على رأس رمح، ثم صُلب رأسه على قصـره.
يُعاب بالانهماك في اللهو وسماع الغناء، له شعر رقيق، وعلم بالموسيقى، له أصوات صنعها مشهورة، وكان يضـرب بالعود، ويُوقع بالطبل، ويمشي بالدف على مذهب أهل الحجاز، هلك سنة (126هـ). اُنظر: ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج5، ص290. الذهبي، محمد ابن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج5، ص371. الدميري، محمد بن موسى، حياة الحيوان: ج1، ص108. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج8، ص123.
([371]) اُنظر أيضاً: المطلبيّ، محمد بن إسحاق، سيرة ابن إسحاق: ص235.
([372]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (المسور بن مخرمة).
([373]) المسوّر بن مخرمة الزهري، خاله عبد الرحمن بن عوف، وُلِد بمكة بعد الهجرة بسنتين، وكان فقيهاً من أهل العلم والدين، كان هواه في الشورى مع الإمام علي×. أقام بالمدينة إلى أن قُتل عثمان، ثمّ سار إلى مكة، فلم يزل بها حتى مات معاوية، وكره بيعة يزيد. قُتل المسور وهو يُصلّي في الحِجر بعد أن أصابه حجر منجنيق رماه جيش ابن النمير، سنة 64هـ. اُنظر: ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، أُسد الغابة: ج4، ص365. المزي، يوسف، تهذيب الكمال: ج27، ص583. الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص391.
([374]) «الخسيس: الدنيء ». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج3، ص922.
([375]) «الوغرة: شدّة توقّد الحر، ومنه قِيل: في صدره عليّ وغْر ـ بالتسكين ـ أي: ضغن وعداوة». الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج2، ص846.
([376]) سند هذه الرّواية ضعيف؛ ففيه: أُمّ بكر بنت المسوّر، وغسّان بن عبد الحميد، وجعفر بن عبد الرحمن ابن المسوّر، وكلّهم مجاهيل.
([377]) أُمّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب×، وأُمّها فاطمة الزهراء‘، وُلِدت في حياة جدّها رسول الله’، فرآها ورأته. جليلة القدر، فهيمةٌ بليغة، رافقت أخاها الإمام الحسين× إلى كربلاء، ومن بعد ذلك كانت مع سبايا أهل البيت^ مع ابن أخيها الإمام السجاد×، وكانت لها خطبةٌ معروفة في مجلس ابن زياد بالكوفة. قيل: إنّها متحدة مع زينب الكبرى، وقيل: بل هما اثنان، واسمها زينب الصغرى أو رقية. اُنظر: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى: ج8، ص463. الطبرسي، الفضل بن الحسن، تاج المواليد: ص18. القندوزي، سليمان بن إبراهيم، ينابيع المودة: ج3، ص147. الشهرستاني، علي، زواج عمر من أمّ كلثوم: ص22.
([378]) أنكر أكابر علمائنا خبر زواج عمر من أُم كلثوم‘ من أصله، كما لا يخفى على من راجع رسائل الشيخ المفيد والسيد المرتضى والسيد ناصر حسين نجل صاحب عبقات الأنوار، وغيرهم. وإن كان هناك مَن يثبت الزواج، ويبرّر له بعض الأسباب، إلاّ أنّ الناظر المدقق في تلك الأسانيد يتبيّن له أن لا أصل لأصل الخبر، فضلاً عن جزئياته ومتعلقاته، بالنظر إلى أصول أهل السنة وقواعدهم في علم الحديث، واستناداً إلى كلمات علمائهم في علم الرجال. اُنظر: الميلاني، علي الحسيني، الرسائل العشر في الأحاديث الموضوعة في كتب السنة: ص73 وما بعدها.
([379]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (قال له).
([380]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (يا أبا).
([381]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج21، ص130.
أقول: هذا الحديث وأمثاله يأتي بصدد بيان أنّ هناك خلافاً وعدم انسجام بين الحسن والحسين÷؛ عِلماً أنّ هذا الخبر لم يروِه أحد غيره، كما يبدو. ثمّ إنّ أحد رواته كذّاب، وهو يزيد بن عياض بن جعدبة، أبو الحكم المدنيّ، قال مالك: كذّاب. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال البخاريّ: منكر الحديث. وقال أحمد بن صالح المصريّ: أظنّه كان يضع الحديث. اُنظر: المزيّ، يوسف، تهذيب الكمال: ج32، ص221.
([382]) إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة، الإمام المفسِّر، أبو محمد الحجازي، ثمّ الكوفي الأعور، المعروف بالسدي الكبير، نسبة إلى سدة مسجد الكوفة حيث كان يبيع المقانع فيها. من مشاهير المحدثين، وكان تابعياً، مقرئاً، مفسِّراً، عارفاً بالوقائع وأيام الناس، وله (تفسير القرآن). ذكره الشيخ في رجاله من أصحاب الإمام السجاد والباقر والصادق^. وصفه بعض العامة بالصدق ووثقوه. قال النسائي: صالح الحديث. وقال يحيى بن سعيد القطان: لا بأس به. وقال أحمد بن حنبل: ثقة. مات إسماعيل السدي في سنة سبع وعشرين ومائة. اُنظر: الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج5، ص264. الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث: ج4، ص63. الشبستري، عبد الحسين، الفائق في رواة وأصحاب الإمام الصادق×: ج1، ص171.
([383]) «الجُمّة: مجتمع شعر الناصية، أو ما ترامى من شعر الرّأس على المنكبين». مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج1، ص137.
([384]) اُنظر أيضاً: ابن أبي شيبة، عبد الله بن محمد، المصنف: ج6، ص57. الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص291. الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام: ج5، ص105.
(([385] المِطرَف: رداء أو ثوب من خزٍ مربّع ذو أعلام. اُنظر: مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج2، ص555.
([386]) الخزّ: هو نسيج من الصوف والإبريسم، وهو المقصود هنا، بخلاف الخزّ الخالص المحرّم. اُنظر: ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج2، ص28، (خزز).
([387]) «الكَتَم بالتحريك: نبات يُخلط مع الوسْمة للخضاب الأَسود». ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج12، ص508.
([388]) اُنظر أيضاً: ابن أبي شيبة، عبد الله بن محمد، المصنف: ج6، ص3، بإسنادٍ آخر عن العيزار، وفيه: كساءُ خزٍّ. الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص291. واُنظر: الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص100، وفيه: كساءُ خزٍّ أحمر.
([389]) عامر بن شراحيل (وقيل: ابن عبد الله) بن عبد ذي كبار، الشعبي الحميري، أبو عمرو. لُقب بالشعبي نسبةً إلى شعب، وهو بطن من همْدان. محدّث، راوٍ، فقيه، شاعر. وُلِد سنة (19هـ) في الكوفة، ونشأ بها. اتصل بعبد الملك بن مروان، فكان نديمه وسميره ورسوله إلى ملك الروم. جعله عمر بن عبد العزيز على القضاء في الكوفة. تُوفّيَ فجأةً فيها سنة (103هـ). اُنظر: الزركلي، خير الدين ابن محمود، الأعلام: ج3، ص251.
([390]) الجبّة: ثوبٌ سابغ، واسع الكمّين، مشقوق المقدّم، يُلبس فوق الثياب. اُنظر: مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج1، ص104.
([391]) اُنظر أيضاً: الجوهري، علي بن الجعد، مسند ابن الجعد: ص313، وفيه: عن فراس، عن عامر، قال: رأيت على الحسين جبّةُ خزٍّ. الطحاوي، أحمد بن محمد، شرح معاني الآثار: ج4، ص255.
([392]) اُنظر أيضاً: الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي: ج6، ص442، بسندٍ آخر. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص252، وفيه: عن الزّبير بن بكّار. الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام: ج5، ص105.
([393]) «الوَسمة: نباتٌ عشبيٌّ زراعيٌّ للصباغ». مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج2، ص1033.
([394]) اُنظر أيضاً: الطحاوي، أحمد بن محمد، شرح معاني الآثار: ج4، ص255، رواه مختصراً.
([395]) اُنظر أيضاً: ابن أبي الدنيا، علي بن محمد، العمر والشيب: ص51. الدولابيّ، محمد بن أحمد، الذرية الطاهرة: ص133، من غير طريق أبي إسحاق.
([396]) وهو عبد الملك بن عمرو بن قيس، أبو عامر، العقدي البصري، ترجمه في الطبقات: ج7، ص299، وقال: وكان ثقةً. توفّي بالبصرة سنة (224هـ)، وهو من رجال الصحاح الستة، له ترجمة مبسوطة في تهذيب التهذيب: ج6، ص409.
([397]) اُنظر أيضاً: الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص98، بسنده عن أنس.
([398]) «البرذون، يُطلق على غير العربيّ من الخيل والبِغال من الفصيلة الخيلية». مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج1، ص48.
([399]) اُنظر أيضاً: البخاري، محمد بن إسماعيل، التاريخ الكبير: ج4، ص175.
([400]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (عن عمر بن عطاء، وعبيد الله).
([401]) اُنظر أيضاً: الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام: ج5، ص106.
([402]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (الحسين).
([403]) «خاثر: خثرت نفسه غثت ـ وهو من المجاز ـ وهو خاثر النفس، إذا لم تكن نفسه طيبة». الزمخشري، محمود بن عمر، أساس البلاغة: ص216.
([404]) اُنظر أيضاً: الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص109، وج23، ص308. الحاكم النيسابوري، محمد بن عبد الله، المستدرك على الصحيحين: ج4، ص398. وقال: هذا حديثٌ صحيح على شرط الشيخين ولم يخرّجاه. واُنظر: الضحّاك، أحمد بن عمرو، الآحاد والمثاني: ج1، ص310. البيهقي، أحمد بن الحسين، دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة: ج6، ص468. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص192. الذهبيّ، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص289.
([405]) «يلج ولوجاً وولجةً: أي يدخل». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج1، ص347، (ولج).
([406]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (وصيف)، وهو الصحيح، ووصيف بمعنى الغلام دون المراهقة. اُنظر: البدري، عادل عبد الرحمن، نزهة النظر: ص918.
([407]) «وجد عليه موجدةً: غضب». مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج2، ص1013.
([408]) اُنظر أيضاً: ابن أبي شيبة، عبد الله بن محمد، المصنف: ج8، ص632. ابن راهويه، إسحاق، المسند: ج4، ص130. الضحّاك، أحمد بن عمرو، الآحاد والمثاني: ج1، ص309. الخوارزمي، محمد بن أحمد، مقتل الحسين: ص231.
([409]) «المشربة ـ بالضم والفتح للراء ـ: الغرفة». ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج2، ص455.
([410]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (لُقيا).
([411]) اُنظر أيضاً: البيهقي، أحمد بن الحسين، دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة: ج6، ص470. الخوارزمي، محمد بن أحمد، مقتل الحسين: ص233. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص194. الأربلي، علي بن أبي الفتح، كشف الغمّة في معرفة الأئمّة: ج2، ص221. ابن حجر الهيتمي، أحمد بن محمد، الصواعق المحرقة:ص193.
([412]) «أبو سعيد المقبري، اسمه كيسان، مولى لبني ليث، ذكره الواقدي فيمَن كان مسلماً على عهد رسول الله|، وكان منزله عند المقابر، فقالوا له المقبري لذلك. تُوفّيَ بالمدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك». ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب: ج4، ص1673.
(([413] «الأبطح: مسيل واسع فيه دقاق الحصى». الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج1، ص356.
([414]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص195. ابن العديم، عمر بن أحمد، بغية الطلب في تاريخ حلب: ج6، ص2633. المتقي الهندي، علي بن حسام، كنز العمال: ج12، ص127.
([415]) أشعث: «رجل أشعث، وامرأة شعثاء، وبه شعث، وهو انتشار الشعر وتغيّره لقلّة التعهد». الزمخشري، محمود بن عمر، أساس البلاغة: ص493، (شعث).
([416]) «الأغبر: لون الأغبر، وهو شبيه بالغبار». الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج2، ص764.
([417]) القارورة: آنية من زجاج في بياض الفضة. اُنظر: الزبيدي، محمد مرتضى، تاج العروس: ج7، ص381.
([418]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (فوجدوه قتل في ذلك اليوم).
([419]) اُنظر أيضاً: ابن حنبل، أحمد، مسند أحمد: ج1، ص283. الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص110. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، أُسد الغابة: ج2، ص22. البيهقي، أحمد بن الحسين، دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة: ج6، ص471. ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب: ج1، ص396. ابن عساكر، عليّ بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص237.
([420]) وفي رواية ابن عساكر: (فتركته).
([421]) اُنظر أيضاً: ابن المغازلي، عليّ بن محمد، مناقب علي بن أبي طالب: ص318. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص193.
([422]) هكذا وردت في كثير من المصادر بالتّأنيث، بخلاف كلمة: (تربته) السّابقة عليها بالتّذكير.
([423]) اُنظر أيضاً: ابن أبي شيبة، عبد الله بن محمد، المصنف: ج8، ص632. الضحاك، أحمد بن عمرو، الآحاد والمثاني: ج1، ص308. الكوفي، محمد بن سليمان، مناقب الإمام أمير المؤمنين×: ج2، ص253. الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص105. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص189.
([424]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (بقرية).
([425]) اُنظر أيضاً: ابن أبي شيبة، عبد الله بن محمد، المصنف: ج7، ص276، وج8، ص632. الطبرانيّ، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص110. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص199. ابن العديم، عمر بن أحمد، بغية الطلب في تاريخ حلب: ج6، ص2603. الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام: ج5، ص104. الهيثمي، علي بن أبي بكر، مجمع الزوائد: ج9، ص190، وقال بعده: رواه الطبراني ورجاله ثقات.
([426]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (مخزَّم)، وشيبان بن مخرم ـ محزم أو محرم ـ ويقال مخزم كما ضبطه ابن مأكولا، وهو الصواب كما ذكره البخاري في التاريخ الكبير. روى حديثه عطاء بن السائب، ذكره ابن حبان في الثقات. اُنظر: البخاري، محمد بن إسماعيل، التاريخ الكبير: ج4، ص253. ابن ماكولا، علي بن هبة الله، إكمال الكمال: ج7، ص220. ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، تهذيب التهذيب: ج4، ص328.
([427]) وصفهم لشخص أنّه عثماني يحتمل فيه عدة معان تختلف بحسب اختلاف الموارد:
1ـ (وكان عثمانياً) أي: يقدِّم عثمان على عليٍّ× في الفضل. اُنظر: العسقلانيّ، ابن حجر، فتح الباري: ج6، ص132.
2ـ بمعنى أنّه يقدّم عثمان على عليّ، ويبغض علياً×، قال الذّهبيّ في ترجمة مغيرة بن مقسم: «وكان عثمانياً، يحمل بعض الحمل على عليّ». اُنظر: الذهبي، أحمد بن محمد، سير أعلام النبلاء: ج6، ص12.
3ـ وقد تكون بمعنى: يقدّم عثمان ويبغض علياً×، ويطالب بدم عثمان مع معاوية. اُنظر: ابن أبي الحديد، عبد الحميد، شرح نهج البلاغة: ج2، ص303.
([428]) كربلاء: موضع يقع إلى جنوب شرق مدينة كربلاء الحالية على مسافة (3كم) و(2كم) جنوباً، ويقال: إنّ كربلاء موضع لشفية القرية، وقول ثالث: إنّها موقع نينوى وتحديد موقعها يحتاج مزيد من التحقيق وهي منطقة واسعة كانت تضم مجموعة من المناطق، محصورة بين قضاء الهندية والوند من جهة الشرق وبين ناحية الحر وقرية الرزازة من الجهة الغربية. ذكرها الحموي بأنّها موضع في طرف البرّية عند الكوفة، نزلها الإمام الحسين× غرّة شهر محرّم لسنة (61هـ). وهي اليوم محافظة عراقية تعتبر من المدن المقدّسة، تبعد عن العاصمة بغداد (100كم)، وعن الحلة (40كم)، وعن محافظة النجف الأشرف (80كم). اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج4، ص445. الربيعي، عباس، أطلس الحسين: ص310ـ 318. السعيدي، محمد عبد الغني، من كربلاء إلى دمشق: ص61.
([429]) «الرّابية، الرّبو: وهو ما ارتفع من الأرض». الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج6، ص2349.
([430]) أوتدها: أغرسها في الأرض كما يغرس الوتد. اُنظر: ابن منظور، محمد بن عمر، لسان العرب: ج3، ص444، (وتد).
([431]) «الرّبضة: مقتل قوم قُتلوا في بقعة واحدة». الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين: ج7، ص36.
([432]) اُنظر أيضاً: الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص111. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص221. الهيثمي، علي بن أبي بكر، مجمع الزوائد: ج9، ص191، وقال عنه: «رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة، ولكنّه اختلط، وبقيّة رجاله ثقات».
([433]) أبو هرثم ـ اختُلف في اسمه، فقيل: عبيد، أو أبو هرثمة، أو أبو هريم، أو هرتم، أو ابن هرثمة ـ الضبي. لم يطعن فيه أحد، وثّقه ابن حبان والهيثمي، كوفى سمع أمير المؤمنين×، وقاتل معه. اُنظر: البخاري، محمد ابن إسماعيل، التاريخ الكبير: ج6، ص6. الكوفي، محمد بن سليمان، مناقب الإمام أمير المؤمنين×: ج2، ص26. الرازي، عبد الرحمن بن محمد، الجرح والتعديل: ج6، ص6. ابن حبّان، محمد، الثقات: ج5، ص139. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص198. الهيثمي، علي بن أبي بكر، مجمع الزوائد: ج9، ص191.
([434]) «الدّكان: الدّكّة المبنية للجلوس عليها». ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج13، ص157.
([435]) حردا أو حرداء ـ ويُقال لها: خرداء أو جرداء ـ بنت سمين، زوجة أبي هرثمة. شديدة الولاء والحب لأمير المؤمنين×. اُنظر: الكوفي، محمد بن سليمان، مناقب الإمام أمير المؤمنين×: ج2، ص26. القاضي المغربي، النعمان بن محمد، شرح الأخبار: ج3، ص540. المزي، يوسف، تهذيب الكمال: ج6، ص410.
([436]) دوحات، جمع دوح: الشجرة العظيمة من أي الشّجر كان. اُنظر: الجوهريّ، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج1، ص361.
([437]) «الحرمل: نبت معروف، وهو الحبّ الذي يدخّن به». المصدر السابق: ج4، ص1668.
([438]) «الغائط: المطمئن ـ المنخفض ـ من الأرض الواسع». المصدر السابق: ج3، ص1147.
([439]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص198. المزي، يوسف، تهذيب الكمال: ج6، ص410.
([440]) كعب الأحبار، من مسلمة أهل الكتاب، من وعاظ السلاطين، كان كثير الكذب في الرواية عن الرسول’، وهو أوّل مَن أشاع عقائد أهل الكتاب الباطلة في دين الإسلام، ذُكر شيء من عقائده عند الباقر×، فقال: «كذب كعب». يقول زرارة: «ما رأيته استقبل أحداً بقول (كذبت) غيره». وقد قضـى باطلاً بحضور أبي ذر، فرفع أبو ذر عصاه فضرب بها رأس كعب، ثمّ قال له: يا بن اليهودية الكافرة! ما أنت والنظر في أحكام المسلمين؟!، تُوفّي سنة (34هـ). اُنظر: الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي: ج4، ص240. ابن حبّان، محمد، مشاهير علماء الأمصار: ص190. الأمين، محسن بن عبد الكريم، أعيان الشيعة: ج4، ص240.
([441]) اُنظر أيضاً: الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص117، ح2851. الخوارزمي، محمد ابن أحمد، مقتل الخوارزمي: ج1، ص165. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص199، ح629، وح640. ابن العديم، عمر بن أحمد، بغية الطلب: ج6، ص2602. الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام: ج3، ص11. الهيثمي علي بن أبي بكر، مجمع الزوائد: ج9، ص193، قال: (رواه الطبراني ورجاله ثقات).
([442]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص216.
([443]) العلق: الدّم الغليظ، والقطعة منه علقة. اُنظر: الجوهريّ، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج4، ص1529.
([444]) «فرم: الفرمة بالتسكين والفرم: ما تُعالج به المرأة قُبُلَها ليضيق، أو خرقة الحيض». المصدر السابق: ج5، ص2001.
([445]) نينوى: منطقة قديمة تابعة إلى أرض بابل منها كربلاء ويعتقد البعض أنّها من أُمهات المدن الواقعة على ضفاف نهر الفرات وقد كثرت حولها المقابر، وفيها عيون كثيرة، وكانت عامرة وقت نزول الإمام الحسين× بكربلاء، قال عنها الحموي: «ناحية بسواد الكوفة، منها كربلاء التي قُتل بها الحسين»، وقيل: إنّها قرية من القرى المجاورة للحائر الحسيني. وقيل: إنّها تقع شرقي كربلاء، وهي اليوم عبارة عن سلسلة تلال أثرية ممتدة من جنوب سدّة الهندية إلى مصب نهر العلقمي في الأهوار، وتُعرف بتلول نينوى المعروفة (العسافيات). ويُقال: فيما بعد صارت مركزاً لتجمّع الزوار، وكانت المسافة بينها وبين مصرع الإمام الحسين× (1600م). اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج5، ص339. الربيعي، عباس، أطلس الحسين: ص295 وما بعدها.
([446]) اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص296. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص216. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص183.
([447]) العربان ـ ويُقال العريان ـ بن الهيثم بن الأسود بن قيس النخعي الكوفي، أحد الأشراف. روى عن أبيه ومعاوية، وروى عنه عبد الملك بن عمير وابن جدعان. وثّقه ابن حبان. وكان على شرط الكوفة أيام مسلمة بن عبد الملك سنة (101ـ 102هـ). اُنظر: العصفري، خليفة بن خياط، تاريخ خليفة بن خياط: ص256. الخزرجي، أحمد بن عبد الله، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: ص305.
([448]) كان أبي يتبدّى: أي يخرج إلى البادية. والرّجل من بني أسد هو: أنس بن الحارث بن نُبَيْه الصحابي. (السيّد عبد العزيز الطباطبائي).
([449]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (وجدنا رجلاً).
([450]) روى ابن عساكر بسنده عن أشعث بن سحيم عن أبيه، قال: «سمعت أنس بن الحارث يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) يقول: إنّ ابني ذا ـ يعني الحسين ـ يُقتل بأرضٍ يُقال لها: كربلاء، فمَن شهد ذلك منكم فلينصـره. قال: فخرج أنس بن الحارث إلى كربلاء، فقُتل مع الحسين». ابن عساكر، عليّ بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص223. ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة: ج1، ص270.
([451]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص216. ابن العديم، عمر بن أحمد، بغية الطلب في تاريخ حلب: ج6، ص2619.
([452]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (وجزة).
([453]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (هؤلاء أيضاً).
([454]) لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف الأزدي الغامدي، أبو مخنف: عالم بالسير والأخبار، إمامي، من أهل الكوفة، له تصانيف كثيرة في تاريخ عصره، وما كان قبله بيسير، منها: مقتل الإمام الحسين× وهو مطبوع، اعتمد عليه علماء السنّة في النقل عنه، كالطبري، وابن الأثير، وغيرهما، توفّي سنة (157هـ). اُنظر: الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج5، ص245.
([455]) الكُوفة: لغةً الرملة الحمراء وبها سميت الكوفة، وهي المصر المشهور في العراق، مصّرها سعد بن أبي وقاص، وهي قبة الإسلام ودار هجرة المسلمين وكانت منزل نبي الله نوح× والأنبياء^. اتخذها أمير المؤمنين علي× عاصمة الدولة في زمانه. من أبرز معالمها مسجد الكوفة، ومسجد السهلة الواقع بظهرها من الجهة الشمالية، وبيت الإمام علي×، ومرقد مسلم بن عقيل×، ومرقد هانئ بن عروة (رضوان الله عليه)، ومرقد ميثم التمار (رضوان الله عليه)، وغير ذلك من المعالم. اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج4، ص490. السعيدي، محمد عبد الغني، من كربلاء إلى دمشق: ص97 وما بعدها.
([456]) محمد بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب^، المعروف بابن الحنفية، أبو القاسم، أُمّه خولة بنت جعفر بن قيس الحنفيّة، ولد سنة ثلاث عشرة، وقيل: إحدى وعشرين من الهجرة، وكان مع أبيه الإمام علي× في معركة الجَمَل فأعطاه الراية، وأمره أن يحمل، فحمل وحمل الناس، فانهزم أهل البصـرة، واشترك في معركة صفِّين. كان مقيماً بمكة هو وابن عباس، فدعاهما عبدُ الله بن الزبير للبيعة، فأبيا فأراد أن يحرقهما مع باقي بني هاشم بعد أن حاصرهم في شعب أبي طالب ـ وقيل حبسهم في سجن عارم ـ فخلّصهم جيش المختار والتجئا إلى الطائف، وبقيا فيها حتى تُوفّي ابن الحنفية هناك، وكانت وفاته سنة (84 هـ) وقيل: سنة (81هـ) وقيل: في غرة محرم سنة (82هـ) وقيل غير ذلك، وصلّى عليه ابن عباس. اُنظر: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج2، ص241. القمي، عباس، الكنى والألقاب: ج1، ص112. اللجنة العلمية في مؤسسة الإمام الصادق، موسوعة طبقات الفقهاء: ج1، ص518.
([457]) «يشيطوا دماءنا: أشاط بدمه أو دمه، أي: عرّضه للقتل». الجوهريّ، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج3، ص1139.
([458]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (يا أبا).
([459]) بلا: الابتلاء في الأصل الاختبار والامتحان، ومراده: أنّي ما خبرت منهم وفاءً. اُنظر: ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج1، ص55.
([460]) «السهم الأخيب: أي السّهم الخائب الذي لا نصيب له من قِداح المَيْسر». البدري، عادل عبد الرحمن، نزهة النظر في غريب النهج والأثر: ص418.
([461]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (نيات).
([462]) تقدّمت ترجمته في ص30.
([463]) لم يَرِد مثل هذه العبارة في كتبنا، وبهذا نعرف أنّ أصحاب الأقلام المأجورة يدسون السمّ عندما يفرّقون بين موقف الإمامين الحسنين÷؛ ليجدوا المبرّر لمعاوية ويزيد في قتلهما الإمام الحسين×.
([464]) اُنظر أيضاً: ابن العديم، عمر بن أحمد، بغية الطلب: ج6، ص2606. المزي، أبو الحجاج يوسف، تهذيب الكمال: ج6، ص412. الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص293. جميعهم عن ابن سعد.
([465]) رَدم: هو ردم بني جمح بمكّة. كانت فيه حرب بينهم وبين بني محارب بن فهر، فقَتلت بنو محارب بني جمح أشد القتل، فسمى ذلك الموضع الردم، بما ردم عليه من القتلى يومئذٍ. اُنظر: البكري الأندلسي، عبد الله بن عبد العزيز، معجم ما استعجم: ج2، ص649.
([466]) «انختُ الجمل فاستناخ: أبركته فبرك». الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج1، ص434.
([467]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص206. المزي، أبو الحجاج يوسف، تهذيب الكمال: ج6، ص405، بسندٍ ولفظ مختلفين. واُنظر: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج5، ص58، نفس ما رواه المزي.
([468]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (قالوا).
([469]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (عتبة).
([470]) الوليد بن عقبة ـ عُتبة ـ بن أبي سفيان بن حرب الأُموي، من رجالات بني أُميّة، وَليَ لعمّه مُعاوية المدينة سنة (57هـ)، وبعد موت مُعاوية كتب إليه يزيد أن يأخذ البيعة له من الإمام الحسين×؛ ممّا اضطرّ الإمام للخروج من المدينة. هلك بالطاعون سنة (64هـ). اُنظر: ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب: ج3، ص1388. الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص534.
([471]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (عتبة).
([472]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (إلى الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير).
([473]) جاء في تاريخ مدينة دمشق: (مضنون). وفي سير أعلام النبلاء: (مصون). وجمع بين اللفظين ابن كثير في البداية: (إنّ ذلك لدمٌ مضنون به مصون). والصحيح فيه: مضنون، أي: هو شيء نفيس مضنون به. اُنظر: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص207. ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج13، ص261. الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص295. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص175.
([474]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (سبك حسين).
([475]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (قال لا).
([476]) «يلفته: لفت وجهه، أي: صرفه». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج1، ص264.
([477]) «زجى الشيء: دفعه برفق». الرّازي، محمد بن أبي بكر، مختار الصحاح: ص146.
([478]) «المعافري، منسوب إلى معافر ـ بفتح الميم ـ من اليمن، والعامّة تضمُّها: من جملة البرود المعروفة». ابن قتيبة الدينوري، عبد الله بن مسلم، غريب الحديث: ج2، ص80.
([479]) عبد الله بن مطيع بن الأسود القرشي العدوي، وُلد في حياة النبي’، وكان رأس قريش يوم الحرّة، فلمّا ظفر أهل الشام بأهل المدينة يوم الحرّة، انهزم ولحق بعبد الله بن الزبير بمكّة، ووازره في أمره، ولّاه ابن الزبير الكوفة، ثمّ غلبه عليها المختار بن أبي عبيد الثقفي وأخرجه منها، فلحق بابن الزبير، وقُتِل معه بحجر المنجنيق سنة (73هـ)، وحمُل رأسه مع رأس عبد الله بن الزبير إلى الشام. اُنظر: العصفري، خليفة بن خياط، تاريخ خليفة: ص206. الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام: ج5، ص496.
([480]) «الخَوَل: واحده خائل، وقد يكون واحداً، وهو اسم يقع على العبد والأَمَة». الجوهريّ، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج4، ص1690.
([481]) عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، وُلِد بأرض الحبشة، يُكنّى أبا الحارث وأُمّه أسماء بنت مخرمة بن جندل بن أبير بن نهشل التميمية حفظ عن النبي| وروى عنه، وقال ابن سعد: ولا نعلمه روى عن رسول الله’ شيئاً، وقد روى عن عمر بن الخطاب، وقال العجلي: مدني تابعي. اُنظر: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى: ج5، ص28. العجلي، أحمد بن عبد الله، معرفة الثقات: ج2، ص50. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، أُسد الغابة: ج3، ص240.
([482]) الأبواء: وادٍ من أودية الحجاز التهامية، كثيرة المياه والزرع، بينها وبين الجحفة أكثر من 35كم، وسُميت بالأبواء لتبوؤ السيول بها، تسمى اليوم (الخريبة) بعد أن أجتاحها السيل فهدمها وخربها، توفيت بها أُمّ النبي’ آمنة بنت وهب Iوقبرها هناك في وادي يسمى (وادي أُمّ النبي) إلى اليوم، ومعها أيضاً مجموعة من القبور لبعض الصحابة والتابعين، فيها لقي الإمامَ الحسين× ومعه ابن الزبير كلٌّ من عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة ومعه عبد الله بن عمر. اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج1، ص79.الربيعي، عباس، أطلس الحسين:ص63ـ65.
([483]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (الله أذكركما).
([484]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (وتنظرا).
([485]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (وإنّك).
([486]) لم يكن ابن عمر يحسن حتّى الاستشهاد والرّبط بين مفاد الحديث وما ساقه لأجله، فلا يشكّ أحد أنّ النبي’ اختار الآخرة على طول الطريق في الدّنيا، ولكنّه ما خضع واستسلم على حساب مبادئه، حاشاه! ثمّ إنّ المنهج الذي سار عليه ابن عمر من الخطورة بمكان حينما فصل بين الدنيوي والآخروي على وجه سلبي.
([487]) وأين كان ابن عمر عن جماعة علي بن أبي طالب حيث بايعه الناس بالإجماع إلّا نفر قليل كعبد الله بن عمر وأمثاله، كما روى ذلك ابن حزم، وعبد الله الذي لم يبايع علياً. بايع فيما بعد معاوية، ثمّ يزيد بن معاوية، ثمّ عبد الملك بن مروان. وكان عنوان عبد الله بن عمر على امتداد هذه الأحداث، من عثمان إلى عبد الملك بن مروان هو: «لا أُقاتل، وأُصلّي وراء مَن غلب». اُنظر: سعيد أيوب، معالم الفتن: ج2، ص336.
([488]) وجاء في بعض المصادر: (وملّهم). اُنظر: الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام: ج5، ص8.
([489]) «تغرّر بنفسك: توقّعها في الأخطار». الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج2، ص768.
([490]) أقول: إنّ هذا الكلام من الموضوعات على لسان الرجل؛ لإنّه لا يتناسب مع شخصيته، حيث تقدم في ترجمته ص88: إنّه من خلّص أصحاب النبي’ وأصحاب أمير المؤمنين× ومن نجباء الأنصار.
كما يظهر من العبقات استبعاده. وسيأتي أنّهم وضعوا مثل ذلك على لسان جابر بن عبد الله الأنصاري. اُنظر: النقوي، حامد، خلاصة عبقات الأنوار: ج4، ص244. الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث: ج9، ص49ـ50.
([491]) الحارث بن عوف ـ أو الحارث بن مالك ويقال اسمه العوف بن الحارث ـ أبو واقد الليثي، صحابي، ذكره القمي في الكنى والألقاب، قال: «لما هاجر النبي’ إلى المدينة، فنزل بقبا، أرسل أبا واقد الليثي بكتاب إلى علي يأمره بالمسير إليه». قِيل: إنّه شهد بدراً مع النبي|. يعدّ من أهل المدينة وجاور بمكة سنة، ومات بها، فدُفن في مقبرة المهاجرين سنة ثمان وستّين، وهو ابن خمس وسبعين سنة. والظاهر اتحاده مع الحارث بن واقد الخشني، أبو واقد الذي هو من أصحاب أمير المؤمنين×، يوم صفِّين، وكان شديداً على معاوية وله احتجاج عليه. له أشعار في صفِّين. وهو الذي حلف معاوية عليه ليُذيبن الرصاص في مسامعه. اُنظر: البخاري، محمد بن إسماعيل، التاريخ الصغير: ج1، ص124. الطوسي، محمد بن الحسن، رجال الطوسي: ص61. ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب: ج1، ص296، وج4، ص1774. القمي، عباس، الكنى والألقاب: ج1، ص172. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج2، ص274.
([492]) ملل: موضع بين مكّة والمدينة على ثمانية وعشرين ميلاً من المدينة وهو طريق يخرج إلى السيالة، أقرب من الطريق الأعظم. فيها آبار كثيرة. سميت ملل لتملل الناس بها، وكان الناس لا يبلغونها حتى يملّوا. اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج5، ص194. البكري الأندلسي، عبد الله بن عبد العزيز، معجم ما استعجم: ج4، ص1256.
([493]) هذا تقوّلٌ على جابر وافتراء، فإنّ جابراً يُجلّ عن مثل هذا الكلام، وقد ورد في رواياتنا مدحه عن الصادق× قوله: «كان رجلاً منقطعاً إلينا أهل البيت». وقد شهد هو صفِّين مع أمير المؤمنين×، فكيف يُنسب إليه هذا الهذيان؟!
ثمّ كان جابر& أوّل مَن زار قبر الحسين×، قصده من المدينة إلى كربلاء ووافاه يوم الأربعين من مصـرعه×. ولعلّه صدر عن بعض الأُمويين، أو الخوارج، أو بعض المنافقين، فنسبه الراوي خطأً إلى جابر. اُنظر: الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي: ج1، ص469. المفيد، محمد بن محمد، الاختصاص: ص62.
([494]) سعيد بن المسيّب بن حزن بن أبي وهب، أبو محمد القرشي المخزومي، روى عن الإمام علي بن الحسين×. اختُلف في حاله بين مادح وقادح. تُوفّيَ سنة (93هـ). اُنظر: الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث: ج9، ص138ـ141.
([495]) أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري، اسمه كنيته، جعله سعيد بن العاص على القضاء في المدينة أيام معاوية، فلما عُزل سعيد بن العاص وولي مروان عزل أبا سلمة عن القضاء. تابعي، وفي وفاته أقوال، منها: توفي بالمدينة سنة (94هـ) في خلافة الوليد بن عبد الملك، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة. وقيل إنّه توفّيَ سنة (106هـ). اُنظر: ابن حبّان، محمد، مشاهير علماء الأمصار: ص106.
([496]) «تبرح: من برح، أي: زال». الجوهريّ، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج1، ص355.
([497]) ضرب الآباطل: عبارة عن السّفر؛ لأنّ الرّاكب يضرب إبط الإبل. البدريّ، عادل عبد الرحمن، نزهة النظر: ص17.
([498]) عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة بن عدس، من بني النجار، من أهل المدينة، تابعية، روت عن عائشة فأكثرت، تُوفّيت سنة (98هـ) قبل المائة. اُنظر: المزي، يوسف، تهذيب الكمال: ص418. ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، تهذيب التهذيب: ج12، ص389.
([499]) أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي المدني، اختُلف في اسمه، وقِيل: اسمه كنيته. أُمّه فاختة بنت عنبة بن سهيل، ولد في خلافة عمر بن الخطاب. خرج في جيش عائشة يوم الجَمَل، فاستُصغر ورُدّ هو وعروة بن الزبير. قيل إنّه كان يُعرف براهب قريش، تُوفّيَ سنة (94هـ). اُنظر: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى: ج5، ص207. ابن حبّان، محمد، مشاهير علماء الأمصار: ص107.
([500]) قال ابن الأثير في أُسد الغابة: «فنهاه جماعة، منهم: أخوه محمّد بن الحنفية، وابن عمر، وابن عباس، وغيرهم، فقال: رأيت رسول الله| في المنام وأمرني بأمر، فأنا فاعلٌ ما أُمر». ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، أُسد الغابة: ج2، ص21.
([501]) عمرو بن سعيد بن العاص بن أُميّة، الأُموي، أبو أُميّة ـ المعروف بالأشدق ـ كان والي مكّة والمدينة لمعاوية وابنه يزيد، أحد جبابرة بني أُميّة، ورد في حقّه حديث رسول الله’ الذي رواه أبو هريرة: «ليرعفنّ على منبرى جبّارٌ من جبابرة بنى أُميّة يسيل رعافه. قال: فحدّثني مَن رأى عمرو بن سعيد ابن العاص رعف على منبر رسول الله’، حتّى سال رعافه»، هلك سنة (70هـ). اُنظر: ابن حنبل، أحمد، مسند أحمد: ج2، ص522. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج5، ص78.
([502]) «الواشجة: الرحم المشتبكة». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج1،ص347، (وشج).
([503]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (لطيته). ومعناها: نيّته التي نواها. اُنظر: المصدر السابق: ج6، ص2415.
([504]) «عذافرة: وهو الجَمَل العظيم الشديد، وناقة عذافرة». المصدر السابق: ج2، ص742.
([505]) «والقحمة بالضم: المهلكة، وقحم الطريق: مصاعبه، وللخصومة قحم، أي: إنّها تقحم بصاحبها على ما لا يريده». المصدر السابق: ج5، ص2006.
([506]) النأي: البعد. اُنظر: ابن فارس، أحمد بن فارس، معجم مقاييس اللغة: ج5، ص378.
([507]) «أحصنت المرأة: عفّت. وأحصنها زوجها، فهي محصّنة ومحصَنة». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج5، ص2101.
([508]) العقبان: طيورٌ جوارح. اُنظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج1، ص621، (عقب).
([509]) الرخمة: طائر أبقع يشبه النسر في الخلقة، يُقال له: الأنوق. والجمع: رُخُم. اُنظر: الجوهري، إسماعيل ابن حماد، الصحاح: ج5، ص1929، (رخم).
([510]) «أشببته: إذا هيّجته». المصدر السابق: ج1، ص151.
([511]) «البذخ: الكبر. وقد بذخ ـ بالكسر ـ وتبذخ، أي: تكبّر وعلا. وشرف باذخ: أي عالٍ». المصدر السابق: ج1، ص418.
([512]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (ويطفئ).
([513]) «النائرة: العداوة والحقد، أو الكائنة تقع بين القوم». ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج5، ص247.
([514]) «الصّدر: رجوع المسافر عن قصده، والشّاربة من الورد. والمراد هنا: إلى ماذا ينتهي رأيهم». ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج3، ص15.
([515]) المشهور أنّ الإمام الحسين× خرج يوم التروية لثمان ليالٍ خلون من ذي الحجّة سنة (60)هـ. اُنظر: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص160. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص39. ابن العديم، عمر بن أحمد، بغية الطلب في تاريخ حلب: ج6، ص2572.
([516]) عثمان بن عفّان بن أبي العاص القرشي الأُمويّ، وُلِد في السنة السادسة بعد عام الفيل، لم يشهد بدراً ولا بيعة الرضوان، وانهزم من معركة أحد وغاب ثلاثة أيام، فلمّا عاد قال له رسول الله’: «لقد ذهبت بها عريضاً». تولّى الخلافة سنة (24هـ)، وانتهى أمره مقتولاً سنة (35هـ). اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج2، ص203. ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب: ج3، ص1037.
([517]) «يُقاد به: يُقتل». مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ص765.
([518]) «يزري: زرى فلان على صاحبه أمراً إذا عابه». الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين: ج7، ص381.
([519]) «نشب، أي: أخذ في شعره وعلق به». ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج2، ص439.
([520]) «تناصينا: النّاصية قصاص الشّعر، وناصيته: أخذ كلّ منّا بناصية الآخر». ابن فارس، أحمد، معجم مقاييس اللغة: ج5، ص433.
([521]) «سلاه وعنه سلواً: نسيه وطابت نفسه بعد فراقه». مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج1، ص446.
([522]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص147. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص200. الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص292.
([523]) «قبّرة: ضربٌ من الطّير». ابن سيده، علي بن إسماعيل، المخصّص: ج2، ص163.
([524]) المعمر: المنزل الواسع من جهة الماء والكلأ. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج2، ص758.
([525]) البيت لطرفة بن العبد. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج2، ص784. الدميري، كمال الدين، حياة الحيوان الكبرى: ج2، ص325.
([526]) «خفّ إليه: أسرع ونشط». مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج1، ص247.
([527]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (أخواته).
([528]) «وجد عليه يجد وجداً وموجدة: إذا غضب». ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج5، ص155.
([529]) تقدّمت ترجمته في ص58.
([530]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (تكون عبداً تسترق).
([531]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص204. ابن العديم، عمر بن أحمد، بغية الطلب في تاريخ حلب: ج6، ص2605. المزي، يوسف، تهذيب الكمال: ج6، ص412. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص174.
([532]) همام بن غالب بن صعصعة، أبو فراس، المعروف بالفرزدق، التميمي البصـري، الشاعر. من أصحاب الإمام علي بن الحسين×، وله قصيدة ميميّة مشهورة في مدحه×، حُبس الفرزدق على إثرها. كان أشعر أهل عصـره، عظيم الأثر في اللغة، وكان يُقال: لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب. وشعره محفوظٌ مدوّن، قارب عمره المائة، مات سنة: 110 هـ. اُنظر: الطوسي، محمد بن الحسن، اختيار معرفة الرجال (رجال الكشـي): ج1، ص343. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج8، ص93.
([533]) الصّفاح: جمع صفحة وهي سفح الجبل موضع بين حنين وانصاب الحرم ـ المسمى اليوم نخل الشرائع الذي يبعد عن المسجد الحرام 28كم ـ، على يسرة الدَّاخل إلى مكّة من مشاش. تبعد الصفاح عن ذات عرق بمسافة (77كم). اُنظر: الحمويّ، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج3، ص412. الربيعي، عباس، أطلس الحسين: ص134ـ 135.
([534]) «اليلامق: جمع يلمق، وهو (القباء)، فارسي معرّب». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج4، ص1571.
([535]) «الدرق: الدرقة، ترس من جلود، ويجمع على دُرق وأدراق ودراق». الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين: ج5، ص115.
([536]) عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل، أبو محمد، القرشي السهمي، شارك مع أبيه ومعاوية في صفِّين، وروي عن حنظلة بن خويلد أنّه قال: بينا أنا عند معاوية إذ أتاه رجلان يختصمان في رأس عمار. فقال عبد الله بن عمرو بن العاص: لِتطب نفس كل واحد منكما لصاحبه برأس عمار، فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) يقول: تقتل عماراً الفئة الباغية. فالتفت معاوية إلى عمرو بن العاص، فقال: ألا تثنى عنّا مجنونك هذا؟ فلِمَ يقاتلُ معنا إذاً، فقال: إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أمرني بطاعة أبى، فأنا معكم، ولست أقاتل. تُوفّيَ سنة (63هـ). اُنظر: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج1، ص168. ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب: ج3، ص956. الإربلي، علي بن أبي الفتح، كشف الغمّة في معرفة الأئمّة: ج1، ص265.
([537])الفسطاط: بيت من شعر. وفيه ثلاث لغات: فُسطاط، وفُستاط، وفُساط، بضم الفاء. وكسر الفاء لغة فيهن. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج3، ص1150، (فسط).
([538]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (نلبث).
([539]) «يحيك: يؤثر، يُقال: ما يحيك فيه الملام، إذا لم يؤثّر فيه». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج4، ص1582.
([540]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص165، رواه مختصراً. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص212. واُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص290. ابن العديم، عمر بن أحمد، بغية الطلب في تاريخ حلب: ج6، ص2612. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص180.
([541]) اُنظر أيضاً: الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص293، معلِّقاً بعده بقوله: «هذا يدلّ على تصويب عبد الله بن عمرو للحسين في مسيره، وهو رأي ابن الزّبير وجماعة من الصحابة شهدوا الحرّة».
([542]) «انقصف القوم: اجتمعوا وازدحموا». مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج2، ص740.
([543]) مه: اسم سُمِّى به الفعل، مبنيّ على السكون، ومعناه أُكفف، لأنّه زجر. اُنظر: المصدر السابق: ج6، ص2250، (مهه).
([544]) حشم الرجل: خدمه ومَن يغضب له. اُنظر: المصدر السابق: ج5، ص1900، (حشم).
([545]) عير: الإبل التي تحمل الميرة: وهي الطعام. اُنظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج4، ص624، (عير).
([546]) الابتهار: ادعاء الشئ كذباً. قال الشاعر: (وما بي إن مدحتهم ابتهار). الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج2، ص599.
([547]) هكذا في الأصل، وفي نسخة ب: (ما أمضيت من مالك).
([548]) اُنظر أيضاً: ابن أبي الدنيا، علي بن محمد، مكارم الأخلاق: ص130. رواه مختصراً.
([549]) الثعلبية: وتسمى أحياناً الثعلبة نسبةً إلى ثعلبة بن دودان بن أسد كما عن البكري، وقيل غير ذلك. وهي أول محطة في طريق الحج بين الكوفة ومكة في حدود منطقة الحائل للقادم من العراق، تعرف اليوم باسم (البدع أو بدع الخضراء) يقول عنها الحموي: «... من منازل طريق مكّة من الكوفة بعد الشقوق وقبل الخزيمية»، وهي منطقة كبيرة ذات شأن في العصور الاسلامية المبكرة أرضها منخفضة تصل إليها مياه الأمطار من الوديان والمنحدرات تبعد عن زرود (60كم)، يقال إن الإمام الحسين× وصل الثعلبية يوم الجمعة المصادف 24/ذي الحجة/60هـ. اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج2، ص78. الربيعي، عباس، أطلس الحسين:ص211 وما بعدها.
([550]) «العيبة: ما يُجعل فيه الثياب». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج1، ص190.
([551]) «الحقب: الحزام الذي يلي حقوَ البعير، أو حبلٌ تُشدّ به الحقيبة». مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ص187.
([552]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص216.
([553]) شافه: الشّفة معروفة، والمشافهة بالكلام: المواجهة من فِيك إلى فِيه. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج6، ص2237.
([554]) «الفلاة: المفازة، وهي سُمّيت بذلك لأنّها مهلكة، من فَوَزَ، أي: هلك. أو من التفاؤل بالسلامة والفوز». الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج3، ص890.
([555]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص216. الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص305. الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام: ج5، ص12. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص183.
([556]) تقدّمت ترجمته في ص34.
([557]) تقدّمت ترجمته في ص58.
([558]) الإغذاذ في السير: الإسراع. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج2، ص567، (غذذ).
([559]) زبالة: منطقة أثرية قديمة فيها قصر أثري تقع في شمال السعودية سُمّيت بذلك نسبة إلى (زبالة بنت مسعود) واليوم تقع على مسافة (20كم) جنوب محافظة رفحاء، وعن الكوفة (305كم)، وهي منزلٌ معروفٌ على طريق الحج من الكوفة إلى مكّة المكرمة. يقال: إنّ الإمام الحسين× وصلها يوم الإثنين 27/ذي الحجة/60هـ. اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج3، ص129. الربيعي، عباس، أطلس الحسين: ص211 وما بعدها.
([560]) النعمان بن بشير الأنصاري الخزرجي، وُلِد سنة (2هـ)، تخلّف عن بيعة الإمام علي× بعد عثمان. قدِم على أهل الشام بقميص عثمان الذي قُتِل فيه، مخضّباً بدمه، وبأصابع نائلة زوجته. بقي عند معاوية، فكان معه في صفِّين. ولّاه معاوية الكوفة سنة (59هـ)، وبقيَ عليها حتى هلك معاوية، ثمّ صار والياً عليها ليزيد، عزله يزيد واستخلف مكانه عبيد الله بن زياد قُبيل مجيء الإمام الحسين×، ثمّ صار والياً على حمص، ولمـّا هلك يزيد صار زُبَيرياً، فدعا أهل حمص لخلافة عبد الله بن الزبير، فلما بلغه هزيمة الزبيريين في وقعة راهط؛ خرج عن حمص هارباً فاتّبعه خالد بن عدي الكلابي فيمن خفّ معه من أهل حمص، وقتله سنة (64هـ) وبعث برأسه إلى مروان. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج3، ص561، وج4، ص233، وص 265. ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب: ج4، ص1499.
([561]) «الظهر: الدّابة التي يركب عليها». مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج2، ص578.
([562]) السفلة: السقاط من الناس، والعامّة تقول: رجال سفلة من قوم سفل. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج5، ص1730.
([563]) «قشعت القوم فأقشعوا وتقشّعوا، أي: فرّقتهم فتفرّقوا، وأقشع القوم عن الماء: أقلعوا عنه». المصدر السابق: ج3، ص266.
([564]) «البناء: الدّخول بالزّوجة، والأصل فيه: أنّ الرّجل كان إذا تزوّج امرأة بنى عليها قبّة ليدخل بها فيها». ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج1، ص158.
([565]) تقدّمت ترجمته في ص38.
([566]) شريك بن الأعور الحارثي السلمي الدهني المذحجي الهمْداني، قوي الإيمان، صُلب اليقين، من خواصّ أمير المؤمنين×، وشهد معه الجَمَل وصفّين. دخل على معاوية فعيّره باسمه واستهزأ به، فاستصغره شريك وأجابه بجوابٍ لاذع، وأنشأ فيه شِعراً، يقول فيه:
أيشتمني
معاوية بن حرب |
|
وسيفي صارمٌ ومعي لساني |
وكان شديد التشيّع، أشخصه ابن زياد من البصرة معه لـمّا قدم الكوفة، فنزل دار هانئ بن عروة وفيها مسلم بن عقيل، فمرض أو تمارض ليعوده ابن زياد، وقال لمسلم: إنّه عائدي، وإنّي لمطاوله الحديث، فاخرج إليه فاقتله، والآية بيني وبينك أن أقول: اسقوني ماءً، فأجابه مسلم إلى ذلك ولم يفعل لأنّه حيل بينه وبين ذلك بقضاء الله، تُوفّيَ سنة (60هـ). اُنظر: الكوفي، إبراهيم بن محمد، الغارات: ج2، ص793ـ795. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج4، ص209.
([567]) هذا خلاف ما رُوي في كتب التاريخ، فالذي رُوي أنّ شريكاً طلب من مسلم قتل ابن زياد عند عيادته له، ولكن مسلماً أبى ذلك معتذراً بقوله: منعني منه خلّتان: إحداهما كراهية هانئ لقتله في منزله. والأُخرى قول رسول الله’: «الإيمان قيد الفتك ولا يفتك مؤمن».
وقد نقل ابن سعد أخباراً لم يروِها أحدٌ غيره، كهذا الخبر والذي يليه، من تهيئة ثلاثين رجلاً لقتل ابن زياد، وقد دأب المؤلّف على الإيجاز في نقل الحوادث، أو محاولته تصويرها تصويراً لا ينسجم مع ما نقله المؤرّخون، وقد أشرنا إلى بعضها في محلّه، فلاحظ. اُنظر: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج2، ص79. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص268. الدينوري، أحمد بن داوود، الأخبار الطوال: ص235.
([568]) «الهجر: الهذيان». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج2، ص851.
([569]) «تحشحشوا: تحركوا للنهوض، أو تحرّكوا داخلاً بعضهم في بعض». مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج1، ص175.
([570]) «العَنَزة بالتحريك: أطول من العصا وأقصر من الرمح، وفيه: زجٌّ كزجّ الرمح». الجوهري، إسماعيل ابن حماد، الصحاح: ج3، ص887، (عنز).
([571]) «الزجّ (بالضم): الحديدة التي في أسفل الرمح». الفيومي، أحمد بن محمّد، المصباح المنير: ص251.
([572]) المعروف أنَّ هانئاً أُخرج حتّى انتهي به إلى مكان من السوق كان يُباع فيه الغنم، وهو مكتوف، ثمَّ قيل له: امدد عنقك. فقال: ما أنا بها سخيّ، وما أنا بمعينكم على نفسي. فضربه مولى لعبيد الله ـ تركي يُقال له: رشيد ـ بالسيف فلم يصنع شيئاً، فقال هانئ: إلى الله المعاد، اللهمَّ إلى رحمتك ورضوانك. ثمّ ضربه أُخرى فقتله. اُنظر: الدينوري، أحمد بن داوود، الأخبار الطوال: ص238. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص64.
([573]) الرّحبة: «رحبة المسجد أوغيرها: ساحته». الجوهريّ، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج1، ص135.
([574]) طوعة بنت عبد الله بن محمد الكندي الكوفي، كانت أُمّ ولد للأشعث بن قيس، وقِيل: إنّها كانت امرأة قيس الكندي، فتزوّجها أُسيد بن مالك الحضرمي، وقِيل: تزوّجها أسد بن البطين، فولدت بلالاً. كانت من النساء المؤمنات المواليات لأهل البيت^، وقصتها في إيواء مسلم بن عقيل× معروفة ومفصّلة. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص277. ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح: ج5، ص50. زميزم، سعيد رشيد، نساء حول الحسين×: ص117.
([575]) محمد بن الأشعث الكندي، من أخبث الناس وأسوئهم صيتاً وعائلة، أبوه الأشعث بن قيس الذي خذل أمير المؤمنين وألّب عليه الناس في صفِّين؛ ما اضطرّه لقبول التحكيم، وأُخته جعدة بنت الأشعث التي دسّت السمّ إلى الإمام الحسن×، وأخوه قيس بن الأشعث من قادة جيش ابن زياد في كربلاء. من جملة مَن كتب إلى يزيد بن معاوية يخبره بأنّ الكوفة تحوّلت لمسلم، وطلب منه الإسراع بتدارك الوضع، وله دور بارز في إخماد حركة مسلم بن عقيل، وقد أعطاه الأمان ثمّ غدر به، كما إنّه غدر بهانئ بن عروة، وجاء به إلى عبيد الله بن زياد. وله دور بارز ينمّ عن خبثه في المعركة يوم عاشوراء، وقد قال فيه الشاعر:
وقتلت
وافد حزب آل محمد |
|
وسلبت أسيافاً له ودروعا |
مات مكشوف العورة أثر لدغة عقرب وهو في خلوته. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص279. الصدوق، محمد بن جعفر، الأمالي: ص222. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج52، ص124. الأمين، محسن بن عبد الكريم، لواعج الأشجان: ص53ـ60، وص68.
([576]) اختصر ابن سعد حرب مسلم (رضوان الله عليه) مع أعوان ابن زياد، وكيف أنّه قاتل قبل أن يقبضوا عليه، فكلّ ذلك قد بناه على الإجمال! اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص260.
([577]) عمر بن سعد بن أبي وقاص، قال عنه أمير المؤمنين ـ وهو طفل ـ أنّه السخل الذي يقتل الحسين×. امتثل ابن سعد أمر ابن زياد وقاتل الإمام الحسين× وارتكب أبشع الجرائم في تلك الواقعة، إلّا أنّه لم يبلغ منيته في ملك الري التي وعده إياها ابن زياد كما تنبّأ بذلك سيِّد الشهداء×، وبعد واقعة كربلاء نال جزاءه الدنيويّ حيث بعث إليه المختار من ذبحه على فراشه سنة (66هـ)، وبذلك تحققت دعوة الإمام الحسين× حيث قال: «قطع الله رحمك وسلّط عليك من يذبحك على فراشك». اُنظر: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج6، ص406. المزي، يوسف، تهذيب الكمال: ج21، ص356. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج5، ص47.
([578]) «أظلّك فلان: إذا دنا منك، كأنّه ألقى عليك ظلّة». الجوهريّ، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج5، ص1756.
([579]) النظم: «نظمك خرزاً بعضه إلى بعض في نظامٍ واحد، وهو في كلّ شيء حتى قِيل: ليس لأمره نظام، أي: لا تستقيم طريقته». الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين: ج8، ص165.
([580]) عبد الله بن الزَّبِير بن الأشْيَم الأَسدي. أبو كثير. كوفي المنشأ والمنزل. وهو شاعر أهل الكوفة. من شيعة بني أُميّة اشتهر بالمدح والهجاء معاً، وهو الذي قال لابن الزبير، لما منعه العطاء: «لعن الله ناقةً حملتني إليك. فقال: إن، وراكبها. أي نعم وراكبها». مات بالريّ في خلافة عبد الملك بن مروان سنة (75هـ) وقِيل: مات في زمن الحجّاج بعد أن كُفّ بصـره بمدة قصيرة. وله شعر كثير وصل إلينا بعضه. له ديوان مطبوع، جمعه وحقّقه يحيى الجبوري. اُنظر: أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، الأغاني: ج14، ص399. الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص383. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج9، ص96. البغدادي، عبد القادر بن عمر، خزانة الأدب: ج2، ص233. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج4، ص87.
([581]) «طمار: المكان المرتفع». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج2، ص726.
([582]) الهماليج: جمع هملاج وهي البراذين، يُقال: فرسٌ هملاج، وهو يهملج براكبه، وخيل هماليج. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج1، ص351. الزمخشري، محمود بن عمر، أساس البلاغة: ص1066.
([583]) اُنظر أيضاً: ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح: ج5، ص62. الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص72. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص65.
([584]) أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر، أبو حسّان، الفزاري الكوفي، من أتباع بني أمية، كان من الذين شهدوا على حجر بن عدي، وكان هو الذي ذكّر الحجاج بأمر كميل بن زياد النخعي، وعمير الضبابي، وخروجهما على عثمان، فقتلهما الحجاج. هلك سنة (65هـ)، وقِيل: (66هـ). اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج3، ص432، وج4، ص201، وص274. الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام: ج5، ص72. ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة: ج1، ص339.
([585]) عمرو بن الحجّاج الزبيدي، كان على ميمنة الجيش الأُموي في كربلاء، وكان على رأس القوّة التي منعت الإمام الحسين× وأصحابه من ماء الفرات، وهو أحد حملة الرؤوس إلى عبيد الله بن زياد، فُقِد أثره بعد أن طلبه المختار في ثورته، وقيل أدركوه بعد أن سقط من شدّة العطش فذبحوه وأخذوا رأسه. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص272، وص312، وص321. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص236.
([586]) «المراحل: جمع مرحلة، يُقال: بينه وبين كذا مرحلة أو مرحلتان». الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج4، ص1708.
([587]) هذا من الأخبار التي انفرد ابن سعد بروايتها، ولم يروِها أحدٌ غيره، وقد ورد في إبصار العين أنّ الناس استوهبت الجثث، ودفنوها عند القصر حيث تُزار اليوم، ونقل محقّق كتاب الشهيد مسلم بن عقيل، نقلاً عن كتاب معالي السبطين للمازندراني: ج1، ص247: إنَّ زوجة ميثم التمّار هي التي دفنت الجثث في مكانها الحالي. اُنظر: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص74. السماوي، محمد ابن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص87. المقرّم، عبد الرزاق، الشهيد مسلم بن عقيل: هامش ص172.
([588]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص284. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص65. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص36.
([589]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): ([العراق] وغدرهم).
([590]) هكذا في المطبوع تحقيق السيد عبد العزيز الطباطبائي.
([591]) الوارد في بعض كتب العامّة أنّ إخوة مسلم قالوا: والله، لا نرجع حتى نصيب بثأرنا. أمّا الوارد في كتبنا فهو أنّ الإمام الحسين× لمّا سمع خبر استشهاد مسلم استرجع، ونظر إلى بني عقيل، فقال: «ما ترون؟ فقد قُتل مسلم». فقالوا: والله، لا نرجع حتى نصيب ثأرنا أو نذوق ما ذاق. فقال×: «لا خير في العيش بعد هؤلاء». ولم يرد أنّه همّ بالرجوع، وفي البداية والنهاية أنّ الإمام× قال: لا خير في العيش بعدهما، قبل كلام بني عقيل.اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص292. المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب ومعادن الجوهر: ج3، ص60 ـ 61. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص75. المشغري، يوسف بن حاتم، الدر النظيم: ص548. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص182.
([592]) حصين بن تميم بن أسامة بن زهير بن يزيد التميمي، قائد شُرطة الكوفة لعبيد الله بن زياد وقد أَسر قيس بن مسهر، له دور إجرامي في عاشوراء، وقد سرّحه ابن زيادٍ إلى كربلاء في أربعة آلاف مقاتل، بعد شخوص عمر بن سعد بيومٍ أو يومين، شارك في قتل حبيب بن مظاهر الأسدي، ورمى الإمام الحسين×، فأصابه بفمه، فجعل× يتلقى الدم من فمه. اُنظر: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج12، ص142، وج3، ص178، وص201.
أقول: لم نجد ما يُفرِّقه في المواقف عن حصين بن نمير لعنه الله، بل كل ما نسب إليه في بعض الكتب أو المصادر قد نسب إلى ابن نمير في مصادر أخرى، فيمكن اتحادهما. اُنظر: الدينوري، أحمد بن داوُد، الأخبار الطوال: ص240ـ246.
([593]) القادسية: منطقة كبيرة في العراق قرب الكوفة تقع إلى الجنوب منها من جهة البر، عندها كانت الوقعة العظمى بين المسلمين والفرس، قُتل فيها أهل فارس وفُتحت بلادهم على يد المسلمين وهي منطقة عامرة بالمياه والمزارع بينها وبين حدود الكوفة حوالي(30 كم). اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج4، ص291.البغدادي، عبد المؤمن بن عبد الحق، مراصد الاطّلاع على أسماء الأمكنة البقاع: ص1054.الراشد، سعد عبد العزيز، درب زبيدة:ص125.
([594]) تقدّمت ترجمته في ص39.
([595]) الحاجر: وادي معروف يسمى اليوم (البعائث) يقع على طريق مكّة وكان محطة استراحة لأهل البصرة إذا أرادوا السفر إلى المدينة تجتمع فيه أهل الكوفة والبصرة يقع جنوب غرب بلدة سميراء على مسافة (60كم)، يُقال: إن الإمام الحسين× وصل الحاجر يوم السبت الموافق الثامن عشر من شهر ذي الحجّة لسنة (60هـ). اُنظر: الربيعي، عباس، أطلس الحسين: ص174 وما بعدها.
([596]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص297. ابن مسكويه، أحمد بن محمد، تجارب الأُمم: ج2، ص60.
([597]) تقدّمت ترجمته في ص155.
([598]) جعجع: حَبَسه وضيّق عليه المكان. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج3، ص1196.
([599]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص176. الدينوري، أحمد بن داوود، الأخبار الطوال: ص251. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص83. ابن نما الحلي، جعفر بن محمد، مثير الأحزان: ص35.
([600]) العُذيب: تصغير العذب، وهو الماء الطيب: واد لبني تميم خصيب وحوله فلاة خصبة كان مرقب ومرصد للفرس على طريق البادية بين القادسية والمغيثة. ويسمى عُذيب الهجانات، وهو من المحطات الرئيسية بعد الكوفة في طريق الحج إلى مكّة وحدد في الخرائط أنّه في مكان يُدعى (عين السيد) المجاورة لموقع (خان الرحبة) الواقع جنوب النجف بحوالي (35كم)، بينه وبين القادسية حائطان متّصلان بينهما نخل، فإذا خرجت منه دخلت البادية ثمّ المغيثة، يبعد العذيب عن القادسية (7 كم) تقريباً. مرّ الإمام الحسين× عليه بعد أن منع من الوصول إلى عذيب القوادس وهو طريق القادسية إلى الكوفة يقول المؤرخون ـ إنّ الحسين ـ: أخذ متياسراً من طريق العذيب. يعنون بذلك عذيب القوادس إلى أن انتهوا إلى عذيب الهجانات الذي يبعد عن عذيب القوادس حوالي (60كم). اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج4، ص92. الراشد، سعد عبد العزيز، درب زبيدة:ص126. الربيعي، عباس، أطلس الحسين:ص268ـ 269.
([601]) قصر أبي مقاتل : من القصور التاريخية، منسوب إلى مقاتل بن حسان بن ثعلبة، يسميه البعض قصر مقاتل والبعض الآخر يسمونه قصر بني مقاتل ولعله سمي بذلك نسبة إلى أولاد مقاتل وأحفاده. يقع بين عين التمر والشام. وقِيل: يقع بين القريات والقطقطانة كما ذكره الحموي. واليوم عين التمر قضاء تابع لمحافظة كربلاء يبعد عن مركز المحافظة (63كم). ويقع القصر حالياً شرقي الأخيضر، وهنا يطرح سؤال هل قصر الأخيضر هو قصر بني مقاتل أو غيره؟ البعض يقول هو نفسه والبعض الآخر نفاه والمسألة غير محسومة تحتاج إلى مزيد تحقيق وأثبات. اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج4، ص364. الربيعي، عباس، أطلس الحسين:ص277، وما بعدها.
([602]) الرَّيّ: مدينة تأريخية مشهورة من أمهات البلاد تقع بالقرب من طهران في إيران وهي أكبر من أصفهان بكثير تفانى أهلها بالقتال فى عصبية المذاهب حتى صارت كأحد البلدان. يُنسب إليها عدد من علماء المسلمين ومنهم فخر الدين الرازي التيمي البكري، صاحب التفسير الكبير، والكيميائي محمد بن زكريا الرازي. اُنظر: البغدادي، عبد المؤمن بن عبد الحق، مراصد الأطلاع على أسماء الأمكنة البقاع: ج2، ص651. الموسوعة الحرة ويكيبيديا.
([603]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص176. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص292. ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح: ج5، ص85.
([604]) اختُلف في عدد مَن استُشهد مع الإمام الحسين×، وقد نقل هذا الاختلاف الشيخ شمس الدين في كتابه أنصار الحسين، كما أنّه ذكر أقوال المؤرّخين وما ورد من روايات تخصُّ الموضوع. اُنظر: شمس الدين، محمد مهدي، أنصار الحسين×: ص35، وص71.
([605]) الدَّيلَم أو الديالمة: جيل سُمّوا بأرضهم وهم في جبال قرب جيلان، وهم إحدى الشعوب الإيرانية التي عاشت في شمال الهضبة الإيرانية ويذكر أنّهم كانوا يتحدثون لغة من فروع اللغات الإيرانية الشمالية الغربية. أسلموا مبكراً وحسن إسلامهم وشاركوا مع المسلمين العرب في قتال الفرس. توجد العديد من النظريات حول ما انتهى به أبناء هذا الشعب، قيل: بأن شعب الجيلانين هم أحفاد شعب الديلم حيث إنّ الإيرانين يسمون الجيلانين بالديلم. اُنظر: البغدادي، عبد المؤمن بن عبد الحق، مراصد الأطلاع على أسماء الأمكنة البقاع: ص581. الموسوعة الحرة ويكيبيديا.
([606]) اشتهرت هذه العبارة في كلمات المؤرِّخين، والذي نذهب إليه: إنّ هذا الكلام قد صدر من عمر بن سعد لا من الإمام×؛ فهذا من تقوّلاته على الإمام، ومما يؤكّد ما نذهب إليه: قول عمر بن سعد لشمر عندما جاءه بكتاب ابن زياد: «أفسدت علينا أمراً كنّا رجونا أن يُصلح! لا يستسلم والله حسين؛ إنّ نفساً أبيّة لبين جنبـيه». فهو يعلم جيّداً أنّ الإمام الحسين× لا يستسلم أبداً وهذا التقول مردود بما قاله الإمام الحسين× في حقّ يزيد، عندما طُلب منه أن يُبايع يزيد، فأجاب: «... ويزيد رجل فاسق، معلنٌ الفسق، يشرب الخمر، ويلعب بالكلاب والفهود، ويبغض بقيّة آل الرسول، لا والله لا يكون ذلك أبداً...». ثمّ إنّ ما ادّعاه عمر بن سعد كذّبه عقبة بن سمعان، مولى الرباب بقوله: «صحبت الحسين× من المدينة إلى مكّة، ومنها إلى العراق، ولم أفارقه حتّى قُتل، وقد سمعت جميع كلامه، فما سمعت منه ما يتذاكر فيه الناس من أن يضع يده في يد يزيد، ولا أن يسيّره إلى ثغر من الثغور، لا في المدينة ولا في مكّة ولا في الطريق ولا في العراق ولا في عسكره إلى حين قتله»، إضافة إلى ما ذكره المؤلف قبل قليل أنّ الكلام دار بين الإمام الحسين× وابن سعد منفردين، والناس تحدّثوا بالظنون ولا يدرون حقيقة شيء. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص313. ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح: ج5، ص12. ا ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص53.
([607]) شمر بن ذي الجوشن بن قرط، أبو سابغة الضبابي العامري الكلابي، كان في معسكر الإمام علي× في صفِّين، ثمّ صار أُمويّاً بعد ذلك، وكان ممَّن شهد على حجر بن عدي، له دورٌ رئيس في جرائم واقعة الطفّ، كان قبيح المنظر والفِعال، وهو الذي حرّض ابن زياد على قتل الإمام الحسين×، وحضر كربلاء، وطعن فسطاط الإمام الحسين×، وأحرق الخباء على أهله، وأراد قتل الإمام زين العابدين×، فمنعه الناس، وقِيل هو الذي حزّ الرأس الشـريف، قتله أصحاب المختار في قرية يُقال لها الكلتانية. اُنظر: المنقري، نصـر بن مزاحم، وقعة صفِّين: ص268. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص201، وص313، وص334، وص525. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص112.
([608]) وردت في أكثر من مصدر هكذا:
الآن إذ
علقت مخالبنا به |
|
يرجو النجاة
ولات حين مناص |
ومعنى ولاتَ حِينَ مَناصٍ، أَي: ليس بِحِينِ فِرارٍ. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص311. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص86. ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص247. ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج15، ص468.
([609]) النُخيلة: تصغير نخلة موضعٌ قرب الكوفة على سمت الشام، وهي التي كان أمير المؤمنين علي× يخرج إليها إذا أراد أن يخطب الناس. وقال الخليل: نخيلة: موضع بالبادية. واليوم هي إحدى القرى الواقعة في محافظة بابل شمال ناحية إبي غرق وهي على شكل شبة جزيرة ذات مناظر خلابة تشتهر بالنخيل لذلك سُميت بهذا الاسم. فيها مقام العبد الصالح الخضر×، عشائرها متنوعة والنسبة الأكبر لعشيرة المعامرة. اُنظر: البكري الأندلسي، عبد الله بن عبد العزيز، معجم ما استعجم: ج4، ص1305. البغدادي، عبد المؤمن بن عبد الحق، مراصد الاطّلاع على أسماء الأمكنة البقاع: ج3، ص1366. الموسوعة الحرة ويكيبيديا.
([610]) عمرو بن حريث، أبو سعيد المخزومي القرشي، وُلِد في عهد النبي’، نزل الكوفة وسكنها، كان عثمانياً ومن أعوان ومريدي الأُمويين، شهد على حجر بن عدي الكندي وأصحابه. خرج من الكوفة مع سبعة من أصحابه، فاصطادوا ضبّاً فقال عمرو: هذا أمير المؤمنين!! مدّوا أيديكم فبايعوه، فبايَعوا!! فأخبرهم أمير المؤمنين× بأنّهم سيُحشـرون يوم القيامة وإمامهم ضبّ. مات بالكوفة سنة (85هـ). اُنظر: أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، الأغاني: ج17، ص97. المفيد، محمد بن محمد، الاختصاص: ص287. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، أُسد الغابة: ج4، ص97.
([611]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص166.
([612]) «احتبى الرجل، إذا جمع ظهره وساقيه بعمامته، وقد يحتبي بيديه». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج6، ص2307.
([613]) تقدّمت ترجمته في ص20.
([614]) «المناجزة: المبارزة والمقاتلة». المصدر السابق: ج3، ص897.
([615]) إشارة إلى قوله تعالى: (ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ) المائدة: الآية52.
([616]) خروج الإمام الحسين× من مكّة ووصوله إلى كربلاء، رواه الذهبي عن ابن سعد بصورة مختصرة، وللتفصيل أكثر. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تأريخ الأُمم والملوك: ج4، ص263. المفيد، محمد ابن محمد، الإرشاد: ج2، ص39. الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص299، بحيث غطّت على ما لم يذكره ابن سعد، وإن اختلفت طبيعة النقل.
([617]) اُنظر أيضاً: الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص301.
([618]) محمد بن بشير ـ أو بشر ـ الحضرمي من شهداء عاشوراء، كلامه مع سيد الشهداء ينمّ عن إيمانه الراسخ لمّا وصله خبر أسر ابنه بثغر الري، وسيّر ابنه الثاني ومعه المال الذي أعطاه له الإمام الحسين× لفكاك ولده، وبقي هو مع الإمام الحسين×. ذُكر في الزيارة باسم بشير بن عمر الحضرمي، ويرى البعض أنه متحد مع بشير أو بشـر بن عمر أو عمرو الحضـرمي. وقد أثبت صاحب أعيان الشيعة اتحادهما، وأنّ الصواب هو محمد بن بشير في بحث مفصّل. اُنظر: ابن نما الحلي، جعفر بن محمد، مثير الأحزان: ص39. الأمين، محسن بن عبد الكريم، لواعج الأشجان: ص120. الأمين، محسن بن عبد الكريم، أعيان الشيعة: ج3، ص575.
([619]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (والبرود).
([620]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص182. المزي، يوسف، تهذيب الكمال: ج6، ص407.
([621]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص217.
([622]) «نَجَم النّفاق، بمعنى: ظهر وطلع». الجوهريّ، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج5، ص2039.
([623]) تقدّمت ترجمته في ص37.
([624]) جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب، المعروف بـالطيار، ثالث ثلاثة في الإسلام، كان على رأس المهاجرين إلى الحبشة، وقد حباه رسول الله بصلاة عظيمة الفضل والأجر والمعروفة بصلاة جعفر الطيار. كان قائد الجيش في معركة مؤتة التي استُشهد فيها، بعد أن قُطعت يداه فأبدله الله بجناحين يطير بهما في الجنة. اُنظر: الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي: ج3، ص465. الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الأوسط: ج7، ص86. القاضي المغربي، النعمان بن محمد، شرح الأخبار: ج3، ص203.
([625]) أنس بن مالك الأنصاري، أبو حمزة، الصحابي المعروف، من الصحابة الذين انحرفوا عن أمير المؤمنين×، بقول السوء فيه، وكتمان مناقبه؛ فإنّه كتم منقبة غدير خمّ، فدعا أمير المؤمنين× عليه: اللهم إن كان كاذباً؛ فسلِّط عليه بيضاء لا تواريها العمامة. فأُصيب بالبرص؛ فآلا على نفسه أن لا يكتم منقبة لآل البيت. ورُويَ عن الإمام الصادق× أنّه كان يقول: «ثلاثة كانوا يكذبون على رسول الله’: أبو هريرة، وأنس بن مالك، وامرأة». مات سنة: (91هـ)، وقِيل: (92هـ)، وقِيل: (93هـ)، وبلغ عمره فوق المائة. اُنظر: الصدوق، محمد بن علي، الخِصال: ص190. ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب: ج1، ص110. ابن أبي الحديد، عبد الحميد، شرح نهج البلاغة: ج4، ص74.
([626]) زيد بن أرقم الأنصاري الخزرجي، كنيته أبو عمر، من أجلاء أصحاب النبي’، روى عنه أحاديث كثيرة، وشهد معه سبع عشـرة غزوة، وكان يتيماً في حجر عبد الله بن رواحة، وكان معه في معركة مؤتة، وشهد مع الإمام علي× صفِّين، وهو معدودٌ في خاصّة أصحابه. سكن الكوفة، وتُوفّى فيها سنة ثمان وستّين، وقِيل: مات بعد استشهاد الإمام الحسين× بقليل. اُنظر: ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، أُسد الغابة: ج2، ص219ـ220.
([627]) المتوكّل بن عبد الله بن نهشل بن مسافع، أبو جهمة الليثي، من شعراء الإسلام، وهو من أهل الكوفة، كان في عصـر معاوية ويزيد، ومدحهما. اُنظر: أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، الأغاني: ج12، ص381.
([628]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (مختلف).
([629]) ذكره البعض باسم عبد الله بن الحسن÷. اُنظر: ابن نما الحلي،، مثير الأحزان: ص56. المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج45، ص53.
([630]) اُنظر أيضاً: الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص302.
([631]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (ناهض)، و«التناوش: التناول، ومنه المناوشة في القتال، وذلك إذا تدانى الفريقان». الجوهريّ، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج3، ص1023ـ1024.
([632]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (فصل).
([633]) «نَصَل من الصف: خرج منه». الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج5، ص1830.
([634]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (عبد الله بن تميم الكلبي) وهو: عبد الله بن تميم الكلبي، الظاهر أنّه متّحد مع عبد الله بن عمير بن حباب الكلبي؛ إذ رواية ابن نما الحلي في المقتل يرويها بنفس المضمون، وهي لما خرج مولى عبيد الله للقتال برز إليه عبد الله بن عمير. وكلاهما أيضاً متّحد باللقب. وقد جاء في ترجمته أنّه عبد الله بن عمير بن حباب الكلبي، وبعضهم أسماه وهب بن عبد الله ابن عمير الكلبي خطأً، بل كنيته: أبو وهب. وهو من أبطال كربلاء، مقاتلٌ شديد المراس، شجاع شريف، نزل الكوفة مع زوجته أُمّ وهب. ورد في زيارة الناحية: «السلام على عبد الله بن عمير الكلبي». وامرأته أوّل شهيدة من النساء في يوم عاشوراء، ضربها غلام الشمر بعمود على رأسها فماتت. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص326. ابن نما الحلي، جعفر بن محمد، مثير الأحزان: ص42. المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص493. الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص302. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين: ص179.
([635]) عقبة بن بشر ـ أو بشير ـ الأسدي، ورد اسمه في معركة كربلاء في جيش ابن سعد. رمى عبد الله بن الحسين× بسهم فقتله، ويقال: إنّه لم يكن قاتله لأنّ عقبة هذا روى عن الإمام الباقر× كما عن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وأيضاً يروي أبو مخنف (ت158هـ) عنه رواية قال: «قال عقبة بن بشير الأسدي: قال لي أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين: إنّ لنا فيكم يا بني أسد دماء، قال: قلت: فما ذنبي أنا في ذلك رحمك الله يا أبا جعفر...»، إلى أن قال×: «إذ رماه أحدكم يا بني أسد بسهم فذبحه». فهذا الحوار يدل أن عقبة لم يكن القاتل فتأمل. اُنظر: أبو مخنف، لوط بن يحيى بن سعيد، مقتل أبي مخنف: ص172. الرازي، عبد الرحمن بن محمد، الجرح والتعديل: ج6، ص309.
([636]) اُنظر أيضاً: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص108. الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص302.
([637]) تقدّمت ترجمته في ص28.
([638]) ورد في أغلب المصادر: إنّه أبو بكر بن الحسن بن علي×، وقد تقدّمت ترجمته في ص28.
([639]) تقدّمت ترجمته في ص27.
([640]) تقدم في ترجمتها ص 24: أنّ اسم أُمّ عل الأكبر× ليلى وقيل: آمنة ولقبها ليلى.
([641]) تقدّمت ترجمته في ص24.
([642]) «العفاء: التّراب، أو الهلاك، أو الدّروس». الجوهريّ، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج6، ص2431.
([643]) ذكره البعض باسم عبد الله بن الحسن÷. اُنظر: ابن نما الحلي،، مثير الأحزان: ص56. المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج45، ص53.
([644]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص342. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص108.
([645]) تقدّمت ترجمته في ص29.
([646]) تقدّمت ترجمته في ص29.
([647]) «الواتر: اسم فاعل من الفعل وتر، أراد به القاتل». مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج2، ص1009.
([648]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (في الارض).
([649]) اُنظر أيضاً: الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص58. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص75. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص72.
([650]) المسناة: ضفيرة تُبنى للسيل لتردّ الماء. اُنظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج14، ص406، (سنا).
([651]) الرجل، يُقال له: زرعة. اُنظر: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص223.
([652]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (فعرضوا له).
([653]) «القلّة: إناء للعرب كالجرّة الكبيرة». الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج5، ص1804.
([654]) «العُس: القدح العظيم». المصدر السابق: ج3، ص949.
([655]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص201. ابن حمزة الطوسي، محمد بن علي، الثاقب في المناقب: ص341. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص223. ابن نما الحلي، جعفر بن محمد، مثير الأحزان: ص53. المزي، يوسف، تهذيب الكمال: ج6، ص430.
([656]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (ثقله).
([657]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (جهالكم).
([658]) الطّغام: أوغاد الناس وجهّالهم. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج5، ص1975، (طغم).
([659]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص201. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص344. ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح: ج5، ص117. ابن مسكويه، أحمد بن محمد، تجارب الأُمم: ج2، ص79.
([660]) «الثكل: فقدان المرأة ولدها». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج4، ص1647، (ثكل).
([661]) زرعة بن شريك التميمي (لعنه الله)، لم يذكروه. ممّن شارك في حرب الإمام الحسين× في عاشوراء، قام بضرب الإمام الحسين× على كفّه أو كتفه الأيسر، وضربه الإمام الحسين× فصرعه. اُنظر: ابن طاووس، علي بن موسى، اللهوف في قتلى الطفوف: ص74. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج3، ص426.
([662]) تقدّمت ترجمته في ص19.
([663]) «البواني: الأضلاع المقدّمة في الصدر». السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص47.
([664]) تقدّمت ترجمته في ص19.
([665]) تقدّمت الإشارة إلى الاختلاف فيمن احتز الرأس الشريف في ص19.
([666]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص205، ونسب الشعر إلى سنان بن أنس حينما وقف على باب فسطاط عمر بن سعد، وقال هذا الشعر. الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص117. ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب: ج1، ص393. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص252.
([667]) تقدّمت الإشارة إلى الاختلاف في عمره الشريف في ص70.
([668]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص206. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص348. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص80. الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص302. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص205.
أقول: ما ذكره المؤلف من أنّ عدد قتلى جيش ابن سعد (88) لا يتفق مع ما ذكره بعض المؤرخين، فقد ذكر الشيخ الصدوق في أماليه أنّ عدد من قتله أصحاب الحسين× (225) غير ما قتله الحسين نفسه وأخوه العباس÷، كما أنّ ابن شهر آشوب ذكر أنّ عدد مَن قتلهم الإمام الحسين× وأهل بيته وأصحابه أكثر من ذلك بكثير. اُنظر: الصدوق، محمد بن علي، الأمالي: ص223ـ226. ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص250ـ ص 258.
([669]) «أجهز عليه: إذا أسرع في قتله». ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج1، ص322.
([670]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (الجبني) وقد تقدّمت ترجمته في ص20.
([671]) تقدّمت ترجمته في ص21.
([672]) تقدّمت ترجمته في ص21.
([673]) تقدّمت ترجمته في ص21.
([674]) تقدّمت ترجمته في ص22.
([675]) أقول: يمكن أن نلاحظ على هذه العبارة مجموعة من الملاحظات:
أوّلاً: يستوقف الناظر في بداية الأمر قول أبي مخنف (زعموا)، حيث تُوحي بأنّ ما سيق بعده هو مجرّد قول مشكوك فيه ومدخول، وإلّا لو كان له قيمة علميّة لكان من المناسب أن يذكره بصيغة مناسبه له.
ثانياً: إنّ الجوّ العام الذي قيلت فيه تلك العبارة كان جواً مشحوناً بالدم والقتل والاستماتة في سبيل الحقّ والذّب عن حرم آل الرسول’، ولا يخطر في البال في تلك الساعات الحديث عن الإرث والمال والحال هذه.
ثالثاً: لا يمكننا الحديث هكذا بمعزل عن شخص العبد الصالح أبي الفضل العباس عليه الرضوان، فلو تعرّفنا إليه من قريب، وأنّه كما قال إمامنا الصادق×: «كان عمّنا العباس نافذ البصيرة صلب الإيمان». لاستبان في وقتها أنّه عليه الرضوان فوق هذه المزاعم والمطامع. ابن عنبة، أحمد بن علي، عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب: ص356.
رابعاً: أن بعض المؤرخين ـ كأبي الفرج الأصفهاني ـ نقل العبارة بصياغة أخرى، حيث قال: «قال العباس بن علي لأخيه من أبيه وأمه عبد الله بن علي: تقدم بين يدي حتى أراك وأحتسبك فإنه لا ولد لك». أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: 54.
خامساً: إنّ الباحث الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي استقرب أنّ يكون النص على هذا الصورة: (يا بني أُمّي تقدّموا حتّى [أرثيكم] فإنّه لا ولد لكم). وإن كان اليوسفي الغروي لم يبيّن للقارئ ما دعاه لذلك وسنده له في هذه القراءة. اُنظر: اليوسفي الغروي، محمد هادي، وقعة الطفّ: ص280.
سادساً: ولو تنزّلنا وقلنا بصحّة تلك المقولة، فهي مدخولة من جهة أُخرى. فعلى القول بأنّ أُمّ البنين‘ كانت على قيد الحياة وقد أقامت العزاء على أولادها، فهي من الطبقة الأُولى، فتحجب مَن هو بعدها من أبنائها. اُنظر: الأزدي، أبو مخنف، مقتل الحسين×: ص181. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص64. الأمين، محسن بن عبد الكريم، أعيان الشيعة: ج8، ص389.
سابعاً: إنّ الوارد في كتبنا: أنّه قال: «يا بني أُمّي، تقدّموا حتى أراكم قد نصحتم لله ولرسوله، فإنّه لا ولد لكم». اُنظر: أبو الفرج الأصفهاني، على بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص54. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص109.
([676]) تقدّمت ترجمته في ص23.
([677]) تقدّمت ترجمته في ص23.
([678]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (ساقية).
([679]) تقدّمت ترجمته في ص22.
([680]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (بن منقذ بن النعمان العبدي).
([681]) كما ذكر ذلك: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص359.
([682]) تقدّمت ترجمته في ص73.
([683]) مرت الاشارة اليه، حيث يحتمل أنّه أبو بكر بن الحسن×.
([684]) اُنظر أيضاً: الطبريّ، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص359، وفيه: عبد الله بن الحسن. ولعلّ الذي أوهم ابن سعد فدفعه إلى ذكر: (عبد الله بن الحسين) لمرّتين، هو اختلاف وتعدّد القاتل، فناسب أن يذكره متعدّداً.
([685]) لعلّ كلمة: (ابن) زائدة؛ فالذي قتل عبد الله هو حرملة بن كاهل كما هو المشهور.
([686]) تقدّمت ترجمته في ص26.
([687]) تقدّمت ترجمته في ص30.
([688])تقدّمت ترجمته في ص30.
([689]) تقدّمت ترجمته في ص30.
([690]) تقدّمت ترجمته في ص31.
([691]) «قتله صبراً: أن يحبس ويرمى حتّى يموت». الفيروزآبادي، محمد بن يعقوب، القاموس المحيط: ج2، ص66.
([692]) تقدّمت ترجمته في ص32.
([693]) تقدّمت ترجمته في ص33.
([694]) عروة بن عبد الله الخثعمي (لعنه الله)، لم يذكروه. شارك مع جيش ابن سعد في حرب الإمام الحسين×. ولعلّه متحد مع عبد الله بن عمرو أو عروة.وقد تقدّمت ترجمته: ص32.
([695]) تقدّمت ترجمته في ص32.
([696]) تقدّمت ترجمته في ص33.
([697]) تقدّمت ترجمته في ص33.
([698]) تقدّمت ترجمته في ص34.
([699]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص359، وجاء فيه أنّ قاتله: عمرو ابن صبيح الصدائي.
([700]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (وأُمّه رقية بنت علي بن أبي طالب).
([701]) تقدّمت ترجمته في ص35.
([702]) جاء في الطبري قوله: وقُتل عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب، وأُمّه: رقية ابنة علي بن أبي طالب، وأُمّها أُمّ ولد، قتله عمرو بن صبيح الصدائي، وقيل: قتله أسيد بن مالك الحضـرمي. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص359.
([703]) تقدّمت ترجمته في ص35.
([704]) تقدّمت ترجمته في ص35.
([705]) عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي، أبو الهياج، أُمّه فقمة بنت همام بن الأرقم الأسدية. روى عن النبي’ وأمير المؤمنين×، سكن الكوفة وكان شاعراً. وله أشعار في مدح أمير المؤمنين×.
كان ولي الأمر
بعد محمد |
|
عليٌّ وفي كلّ المواطن صاحبه |
وصيُّ رسول
الله حقّاً وجاره |
|
وأوّل مَن صلّى ومَن لان جانبه |
ذمه عمرو بن العاص لما أراد الدخول على مجلس معاوية فردّه عبد الله بردٍّ لاذع اسكته فيه. عُدّ من شهداء الطف. اُنظر: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج29، ص72ـ75. ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة: ج4، ص101. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج4، ص469.
([706]) تقدّمت ترجمته في ص36.
([707]) تقدّمت ترجمته في ص37.
([708]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (بُقطر).
([709]) هذا عجز لبيت قيل في حق مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة، قد ذكره المؤلف عند استعراضه حادثة مقتل مسلم وهانئ فيما تقدّم في ص152. اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص204.
([710]) هكذا في المطبوع، والصحيح: أرينيهما.
([711]) جاء في بعض المصادر أن الغلامين من أولاد مسلم بن عقيل×، وقد يكون أن الحادثة حصلت لأولاد عبد الله بن جعفر وأولاد مسلم. والله العالم. اُنظر: الصدوق، محمد بن علي، الأمالي: ص143ـ144.
([712]) تقدّمت ترجمته في ص28.
([713]) عمرو ـ ويُقال عمر ـ ابن الحسن بن علي بن أبي طالب، خرج مع عمّه الإمام الحسين بن علي÷ إلى العراق، وكان فيمَن قُدِم به إلى دمشق مع الإمام علي بن الحسين÷، له ولد اسمه محمد من الرواة الثقاة ولم يعقب. وكان ناسكاً من أهل الصلاح والدين. اُنظر: ابن حبان، محمد بن يحيى، الثقات: ج5، ص355. الحاكم النيسابوري، محمد بن عبد الله، معرفة علوم الحديث: ص50. ابن منظور، محمد بن مكرم، مختصـر تاريخ دمشق: ج19، ص198.
([714]) القاسم بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، كان مع الإمام الحسين بن علي÷ حين قُتل، وكان صغيراً فلم يُقتَل، وحُمل إلى دمشق مع مَن حُمل من أهل بيته. متزوج وله ذرّية. اُنظر: أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ج1، ص82. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج49، ص89.
([715]) محمد بن عقيل بن أبي طالب، ابن أخي أمير المؤمنين× وزوج ابنته زينب الصغرى. والصحيح أنّه استُشهد مع الإمام الحسين×، قتله لقيط بن ناشر الجهني. اُنظر: ابن أبي الدنيا، عبد الله بن محمد، مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب×: ج1، ص106. الدينوري، أحمد بن داوود، الأخبار الطوال: ص257. الخوارزمي، أحمد بن محمد، مقتل الحسين×: ج2، ص53. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج7، ص209.
([716]) زينب بنت علي بن أبي طالب×، أُمّها فاطمة بنت رسول اللهﷺ، وُلِدت في الخامس من جمادى الأُولى من السنة السادسة للهجرة، تُكنّى أُمّ الحسن أو أُمّ كلثوم، وتُلقّب بالعقيلة، تزوّجها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، فولدت له: علياً، وعوناً الأكبر، وعباساً، ومحمداً، وأُمّ كلثوم. وكان للعقيلة دورٌ بارزٌ ومهمٌّ بعد مقتل الحسين×، واختُلف في وفاتها ومدفنها، فقِيل: سنة (62هـ). وقِيل: (65هـ). وقِيل: إنّها دُفنت في مصر في القاهرة. بينما ذكر كثيرٌ من المؤرِّخين أنّها تُوفّيت ودُفنت في دمشق. اُنظر: القزويني، محمد كاظم، زينب الكبرى من المهد إلى اللحد: ص31، وص37، وص591، وص595.
([717]) فاطمة بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب^، وأُمّها أُمّ ولد، روت عن أبيها أمير المؤمنين، وروت عن أسماء بنت عميس حديث رد الشمس، تزوّجها محمد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب؛ فولدت له حميدة، ثمّ خلف عليها سعيد بن الأسود بن أبي البختري بن هشام بن الحارث؛ فولدت له برزة ـ برة ـ وخالداً ابني سعيد. وقد جيء بها إلى الشام مع عيال الحسين× بعد مقتله وأُدخلت على يزيد (لعنه الله). تُوفّيت سنة (117هـ) وعمرها (86) سنة أو أكثر بقليل. اُنظر: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى: ج8، ص430. المجدي في أنساب الطالبيين: ص 18. ابن منظور، محمد بن مكرم، مختصـر تاريخ دمشق: ج20، ص363ـ364. العمري، علي بن محمد العلوي،
([718]) المعروف في اسمها: الرّباب بنت امرئ القيس الكلبية، أمّا الرّباب بنت أنيف بن عبيد بن حصين الكلبية، فهي زوجة الزّبير بن العوّام بن خويلد. اُنظر: ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى: ج3، ص100.
([719]) فاطمة بنت الإمام الحسن بن علي×، كنيتها أُمّ عبد الله، وأُمّ الحسن، سيدة جليلة من سيدات نساء بني هاشم، تزوّجت من الإمام علي بن الحسين زين العابدين×، وكان يسمّيها (الصدِّيقة)، فولدت له الإمام محمد الباقر×، فهو× هاشمي من هاشميَينِ، وعلوي من علويَينِ، وفاطمي من فاطميَينِ؛ لأنّه أوّل من اجتمعت لـه ولادة الحسن والحسين÷. ويقول فيها الإمام جعفر بن محمد الصادق×: «كانت صدِّيقة، لم يُدرك في آل الحسن مثلها». ذُكرت لها كرامات. حضرت السيدة فاطمة مع زوجها الإمام زين العابدين وابنها الإمام الباقر^ واقعة الطف في يوم عاشوراء، وقد شاهدت ما جرى على آل الرسول’ في ذلك اليوم من مصائب ومحن، حيث رأت مصرع عمّها الإمام الحسين×، وإخوتها وبقية الأبطال من آل البيت^ والأصحاب الكرام، وشاهدت أيضاً زوجها العليل مكبّلاً بالأغلال، وولدها البالغ من العمر أربع سنوات يجري عليه ظلم بني أُميّة في السبا، فصبرت واحتسبت ذلك في سبيل الله. اُنظر: الراوندي، قطب الدين، الدعوات (سلوة الحزين): ص68. ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص338. الأمين، محسن بن عبد الكريم، أعيان الشيعة: ج1، ص650.
([720]) «الثَّقَل ـ بالتّحريك ـ: متاع المسافر وحشمه». الجوهريّ، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج4، ص1647.
([721]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (القلانس)، وهوالفلافس من بني نهشل بن دارم، كوفيّ، كان على شرطة الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي، اشترك في حرب الإمام الحسين×، قام بقطع إصبع الإمام×، وأخذ سيفه. خرج مع ابن الأشعث، فقتله الحجّاج. اُنظر: الدينوري، أحمد ابن داوود، الشعر والشعراء: ج2، ص638. البيهقي، إبراهيم بن محمد، المحاسن والمساوئ: ج1، ص125. ابن نما الحلي، جعفر بن محمد، مثير الأحزان: ص58.
([722]) جميع بن الخلق الأودي (لعنه الله) لم يذكروه. ممّن حارب الإمامَ الحسين× في كربلاء، وأقبل على سلبه فأخذ سيفه، وقيل غيره. اُنظر: الأمين، محسن بن عبد الكريم، لواعج الأشجان: ص193.
([723]) «القطيقة: كساءٌ له خمل وهدب». ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج4، ص84.
([724]) قيس بن الأشعث الكندي، من أُسرة عُرفت ببغض أهل البيت^؛ إذ كان أبوه من كبار الخوارج، وأخته جعدة سَمّت الإمام الحسن×، وأخوه محمد شارك في قتال مسلم بن عقيل، وقيس هذا ممَّن كتب إلى الإمام الحسين× يدعوه إلى الكوفة، فأنكر مكاتبته يوم عاشوراء. قاتل الإمام الحسين× يوم عاشوراء، فقال له الإمام×: أنت أخو أخيك، أتريد أن يطلبك بنو هاشم بأكثر من دم مسلم بن عقيل؟ وبعد مقتله× سلبه ثيابه. قتله أصحاب المختار، ولما جيء برأسه للمختار، قال: هذا بقطيفة الإمام الحسين×. اُنظر: الدينوري، أحمد بن داوود، الأخبار الطوال: ص302. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص323.
([725]) لم نعثر على ترجمة له.
([726]) جابر بن يزيد الأودي (لعنه الله)، لم يذكروه. وهو من جيش ابن سعد، لما سلب عمامة الإمام الحسين×، واعتم بها صار معتوها في الحال. اُنظر: الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج2، ص105.
([727]) «البرنس: كلّ ثوب رأسه منه ملتزق به». ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج1، ص122.
([728]) مالك بن بشير ـ ويُقال: اليسر، أو النسير، أو نسـر، أو بشـر ـ الكندي (لعنه الله)، ممّن اشترك في قتل الإمام الحسين×، فقد ضرب الإمام الحسين× بسيفه على رأسه الشريف ظهر عاشوراء؛ فدعا عليه الإمام×، فابتلاه الله} بأن أُصيبت يداه بالفالج، وصار معتوهاً، كما ابتُلي بالفقر الشديد على أثر دعائه×، قبض عليه المختار، وأمر بقطع يديه ورجليه، وتُرِك ينزف حتى هلك. اُنظر: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص203. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص342، وص529. ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح: ج5، ص119.
([729]) عنه: الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص303.
([730]) القائل هو: حميد بن مسلم. اُنظر: ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص79.
([731]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، المنتخب من ذيل المذيل من تاريخ الصحابة والتابعين: ص11. ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، التمهيد: ج9، ص157.
([732]) أقول: هذه الحادثة لم يرد ذكرها في غيره من المصادر المعتبرة ولا في كتبنا، حيث لم ينقل لنا التاريخ أنّ الإمام علي بن الحسين× فارق ركب السبايا من كربلاء إلى المدينة، إلاّ في قضية دفن الأجساد الشريفة. وقد نقل ابن عساكر وابن الجوزي هذه الحادثة عن الزبير بن بكّار، عن عمّه مصعب بن عبد الله. اُنظر: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج41، ص367. ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي، المنتظم في تاريخ الأُمم والملوك: ج5، ص345.
([733]) الزّمر: آية 42.
([734]) هكذا في الأصل، وفي نسخة ب: (منهن).
([735]) «العراء: الفضاء». ابن فارس، أحمد، معجم مقاييس اللغة: ج4، ص298.
([736]) هكذا في الأصل، وفي نسخة ب: (مرمل). ومزمّل بالدماء: غارقٌ في دمائه، ويُقال: تزمّل بثيابه، أي: تدثّر بها. اُنظر: ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر : ج2، ص313، (زمل)، بتصرّف.
([737]) هكذا في الأصل، وفي نسخة ب: (رجال).
([738]) هكذا في الأصل، وفي نسخة ب: (وأظلما).
([739]) اُنظر أيضاً: الطوسي، محمد بن الحسن، الأمالي: ص252. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص236. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص81. الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص315. بتفاوت في الألفاظ.
([740]) ينكت: أي يضرب. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج1، ص269.
([741]) الثّغر: ما تقدّم من الأسنان. اُنظر: المصدر السابق: ج2، ص605.
([742]) اُنظر أيضاً: ابن حنبل، أحمد، مسند أحمد: ج3، ص261. البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري: ج4، ص216. الضحاك، أحمد بن عمرو، الآحاد والمثاني: ج1، ص307. أبو يعلى، أحمد ابن علي، مسند أبي يعلى: ج7، ص61. ابن نما الحلي، جعفر بن محمد، مثير الأحزان: ص72.
([743]) زر بن حبيش بن حباشة بن أوس الأسدي، من التابعين الأجلّاء. أدرك الجاهلية والإسلام، ولم يرَ النبي’، من أصحاب أمير المؤمنين×، كان عالماً بالقرآن، فاضلاً، سكن الكوفة، عمّر مائة وعشرين سنة، مات بوقعة بدير الجماجم سنة (83هـ). اُنظر: الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج3، ص422. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج3، ص43.
([744]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، المنتخب من ذيل المذيل: ص25. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص296. ابن العديم، عمر بن أحمد، بغية الطلب في تاريخ حلب: ج6، ص2646، رواه عن الشعبي بسندٍ مختلف.
([745]) اُنظر أيضاً: الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص124. ابن العديم، عمر بن أحمد، بغية الطلب في تاريخ حلب: ج6، ص2646.
([746]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص255.
([747]) الذكوان، أبو خالد مولى مالك الدار، جاء في الطبقات أنّه مولى عمر بن الخطاب، وجاء في فهرس الأشعار أنّه موسى بن عمر. اُنظر: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى: ج1، ص71. الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج1، ص444. الكرباسي، دائرة المعارف الإسلامية (الحسين نسبه ونسله): ج1، ص108.
([748]) الجبّانة: الصحراء، وتسمّى بها المقابر؛ لأنّها تكون في الصحراء. اُنظر: ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج1، ص237، (جبن).
([749]) اختُلف في موضع دفن الرأس الشريف على أقوال:
الأوّل: إنّه عند أبيه أمير المؤمنين× في النجف.
الثاني: إنّه مدفون مع الجسد الشريف. وقال صاحب البحار: «إنّه المشهور بين علمائنا الإماميّة، والذي ردّه هو الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين×». وقال صاحب اللهوف: «كان عمل الطائفة على هذا». وقال ابن نما: «والذي عليه المعوّل من الأقوال: إنّه أُعيد إلى الجسد بعد أن طِيف به البلاد ودُفن معه».
الثالث: إنّه مدفون بظهر الكوفة دون قبر أمير المؤمنين×. اُنظر: الأمين، محسن بن عبد الكريم، لواعج الأشجان: ص248.
([750]) أقول: اختلفت الأقوال في مسألة دفن الأجساد الطاهرة إلّا أنّ المتّفق عليه عند جمهور علماء الشيعة أنّ الإمام زين العابدين× هو الذي دفن الأجساد مع مَن كان معه من بني أسد وبدون تكفين حسب ما تقتضيه الأحكام الشـرعية للشهيد الذي يُستُشهد في أرض المعركة بأنّه يُدفن من غير غسل ولا كفن، وهناك مَن قال: إنّ بني أسد هم الذين تولّوا عملية الدفن، وهذا يتنافى مع اعتقادنا بأنّ المعصوم لا يلي أمره إلّا معصوم، وفي الموضوع بحث مفصّل لـمَن أراد التفصيل. اُنظر: المفيد، محمد ابن محمد، الإرشاد: ج2، ص114. ابن طاووس، علي بن موسى، اللهوف في قتلى الطفوف: ص85. الجابري، عامر، دفن شهداء واقعة الطف: ص45- 73.
([751]) زهير بن القين بن قيس الأنماري البجلي، من أصحاب الإمام الحسين× البارزين، كان رجلاً شريفاً في قومه، نازلاً فيهم بالكوفة، وله في المغازي مواقف مشهورة، ومواطن مشهودة، وكان على الميمنة في عسكر الإمام الحسين×، وقف بين يدي الإمام× قائلاً: «والله، لوددت أنّي قُتلت، ثمّ نُشرت، ثمّ قُتلت، حتى أُقتل هكذا ألف مرّة، وأنّ الله تعالى يدفع بذلك القتل عن نفسك، وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك». وعندما خرّ صريعاً، قال الإمام× مخاطباً إيّاه: «لا يبعدك الله يا زهير، ولعن قاتلك لعْن الذين مُسخوا قردةً وخنازير». قتله كثير بن عبد الله، والمهاجر بن أوس. اُنظر: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص92. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص161.
([752]) ورد في كتب الفريقين أنّ زهير لـمّا قرّر الالتحاق بالإمام الحسين× قال لامرأته: «أنتِ طالق، إلحقي بأهلك؛ فإنّي لا أُحبُّ أن يُصيبك بسببي إلّا خير». ممَّا يدلُّ على أنّها لم تبقَ مع زهير في المعركة. اُنظر: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص168. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص298. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص73. الفتال النيسابوري، محمد بن الحسن، روضة الواعظين: ص178.
([753]) اُنظر أيضاً: ابن نما الحلي، جعفر بن محمد، مثير الأحزان: ص88. الذهبيّ، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص303.
([754]) وجاء في الطبري عن أبي مخنف حيث، قال: «ثمّ إنّ عبيد الله أمر بنساء الحسين وصبيانه فجُهّزن، وأمر بعلى بن الحسين فغُلّ بغلٍّ إلى عنقه، ثمّ سرّح بهم محفز بن ثعلبة العائذي ـ عائذة قريش ـ ومعه شمر ابن ذي الجوشن، فانطلقا بهم حتى قدموا على يزيد، فلم يكن علي بن الحسين يُكلِّم أحداً منهما في الطريق كلمة حتى بلغوا. ولم يُروَ في غير الطبقات خبر الإسلاف المتقدّم. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص352. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص119.
([755]) زحر بن قيس بن مالك بن معاوية بن سعنة الجعفي، كان مع الإمام علي×، واستعمله× على المدائن، وشهد معه الجَمَل وصفِّين. له شعر جميل في مدح أمير المؤمنين×، وبقيَ بعده مع الإمام الحسن×، وقيل إنّه ساءت عاقبته بعد ذلك؛ فصار من أنصار بني أُميّة، وكان ممّن قاتل الإمام الحسين× ومن جملة مَن سرّح معهم ابن زياد رأس الإمام الحسين× إلى يزيد. وقد استبعد ابن العديم أن يكون زحر بن قيس ـ الذي قاتل الإمام، وأخذ رأسه إلى يزيد ـ هو زحر بن قيس الجعفي. وكذا استبعده الأمين في أعيان الشيعة، وذكر مؤيدات تغايرهما بأنّ كلّ مَن ذكره لم يذكر إرسال ابن زياد له إلى يزيد مع الرؤوس، مع أنّه من أظهر ما يجب أن يذكر في تعريفه، ويؤيده أيضاً قول أمير المؤمنين× في حقه: مَن سَرّه أن ينظر إلى الشهيد الحي، فلينظر إلى هذا واعتماده عليه في الرسالة إلى جرير وجعله رئيساً على أربعمائة رابطة بالمدائن. اُنظر: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج18، ص443. ابن العديم، عمر بن أحمد، بُغية الطلب: ج8، ص3783. ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة: ج2، ص520. الأمين، محسن بن عبد الكريم، أعيان الشيعة: ج7، ص46.
([756]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (على).
([757]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب) وردت (يبرقطون) مرّة واحدة، و«البرقطة: خطو متقارب. ويُقال: برقط الرجل، إذا ولّى متلفتاً». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج3، ص1116.
([758]) «الوزر: الملجأ». المصدر السابق: ج2، ص845.
([759]) لاذ به لواذاً ولياذاً: أي لجأ إليه وعاذ به. اُنظر: المصدر السابق: ج2، ص570، (لوذ).
([760]) الأكام: جمع أكمة وهي التل. اُنظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج12، ص20، (أكم).
([761]) هذه الكلمة لم يرد لها ذكر في المصادر التّاريخية الأُخرى.
([762]) أقول: لا يمكن قبول ما ذكر هنا من اتهام هذه الثلة الطيبة بالجبن والخوار؛ فإن قادة جيش ابن سعد شهدوا لهم بالشجاعة والقوة، من قبيل قول ابن الحجاج: «يا حمقى، أتدرون من تقاتلون؟ تقاتلون فرسان المصر، وقوما مستميتين. والله، لا يبرز لهم منكم أحد إلَّا قُتِل». وأن جيش ابن سعد على كثرتهم كانوا ينكشفون أمام أصحاب الإمام على قلتهم؛ لشدة بأسهم في القتال. مضافاً إلى ما ورد في حق الحرّ الذي قيل فيه: لو سئلت من أشجع أهل الكوفة ما عدوتك، وعابس الذي وصفوه بأنه أشجع الناس، وغيرهم من ليوث الوغى أمثال مسلم بن عوسجة وزهير وحبيب ونافع بن هلال. كما شهد المؤرخون في حق الشجاعة المتميّزة لبني هاشم لا سيما الإمام الحسين× وولده علي الأكبر وأخيه أبي الفضل العباس÷ وغيرهم من بني هاشم، وفرار الجيش بين أيديهم، وإكثارهم القتل في جيش ابن سعد. اُنظر: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص195ـ 199. ابن قتيبة الدينوري،، الأخبار الطول: ص255. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأمم والملوك: ج4، ص332 ـ340. ابن مسكويه، أحمد بن محمد، تجارب الأمم: ج2، ص77. القندوزي، سليمان بن إبراهيم الحنفي، ينابيع المودة لذوي القربى: ج3، ص67، وص71 ـ72، وص81.
([763]) تقدم بيان معناها في ص62.
([764]) «الجزور: يقع على الذّكر والأنثى من الإبل». ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج2، ص612.
([765]) «القائلة: بمعنى القيلولة، وهي النّوم في الظّهيرة». المصدر السابق: ج5، ص1808.
([766]) «معفّرة: العفر هو التّراب، وعفّره في التّراب أي: مرّغه». المصدر السابق: ج2، ص751.
([767]) تسفي الريح التراب:تذروه. اُنظر: الزمخشري، محمود بن عمر، أساس البلاغة: ص445.
([768]) «القواء: وهي الأرض القفر الخالية». ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج4، ص136.
([769]) «السبسب: القفر». المصدر السابق: ج2، ص334.
([770]) «انتابه أمر: أصابه ونزل به». الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج1، ص229.
([771]) لم ترد هذه العبارة في كتبنا. اُنظر: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص119.
([772]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص212. الدينوري، أحمد بن داوود، الأخبار الطوال: ص261. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص352. ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح: ج5، ص127. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص118. ذكروا الحادثة دون ذكر الشعر. و«الجعجاع: الأرض الجدبة، وكلّ أرض جعجاع». الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج3، ص1197.
([773]) محفز ـ ويُقال: محفر ـ بن ثعلبة العائذي، ملعونٌ خبيث، قدِم برأس الإمام الحسين×، وبقية الرؤوس والأسرى والنساء إلى الشام، يسير بهم كما يُسار بسبايا الكفار، ويتصفّح وجوههنّ أهل الأقطار. اُنظر: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج57، ص98. ابن طاووس، علي بن موسى، اللهوف في قتلى الطفوف: ص100. الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص315.
([774]) وفي بعض المصادر أنّ القائل هو الإمام علي بن الحسين÷. اُنظر: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص119.
([775]) آل عمران: الآية26.
([776]) الخيزرانة: نبات لين القضبان، أملس العيدان، ويُقال: بل كلّ خشبة مستوية، خيزرانة. اُنظر: الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين: ج4، ص207.
([777]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص352. الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام: ج5، ص19.
([778]) الحُصَين بن الحمام بن ربيعة بن مساب المري، فارس شاعر، جاهلي، ويُعدّ من أوفياء العرب، وكان يُعدّ من أشعر الشعراء المقلّين. اُنظر: أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، الأغاني: ج14، ص253.
([779]) الرجل هو: أبو برزة الأسلميّ، وهو نضلة بن عبيد بن الحارث الأسلمي، صحابي، شَهِد فتح مكة، ثمّ سكن البصـرة. لما رأى يزيد لعنه الله ينكت ثنايا الإمام الحسين×، قال: ويحك!! أتنكت بقضيبك ثغر الحسين بن فاطمة؟!! أشهد لقد رأيت النبي يرشف ثناياه وثنايا أخيه، ويقول: أنتما سيدا شباب أهل الجنة، فقتل الله قاتلكما، ولعنه وأعد له جهنم وساءت مصيرا. فغضب يزيد وأمر بإخراجه سحباً. قال صاحب الوسائل: «ذكره الشيخ في أصحاب أمير المؤمنين×. ويأتي في الكنى: أنه من الأصفياء من أصحابه×». اُنظر: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى: ج4، ص298. الطوسي، محمد بن الحسن، رجال الطوسي: ص83. ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب: ج4، ص1495. الحر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة: ج30، ص501.
([780]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص293. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج62، ص85. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص209.
([781]) «المخصرة: ما يختصره الإنسان بيده فيمسكه مَن عصا أو عكازة أو مقرعة أو قضيب، وقد يتكئ عليه». ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج2، ص36.
([782]) اُنظر أيضاً: الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام: ج5، ص19.
([783]) «القرن: قرنت الشيء بالشيء وصلته به». الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج6، ص2181.
([784]) سميّة، أُمّ زياد جدّة عبيد الله، وَهبها أبو الخَير بن عمرو الكِنْدي للحارث بن كَلدة، وكان طبيباً يعالجه. وهي ذات سمعةٍ سيئة، فكان يقال للحارث: إنّ جاريتك فاجرة لا تدفع كفّ لامس. اُنظر: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج5، ص187. ابن عبد ربّه، أحمد بن محمد، العقد الفريد: ج2، ص199. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج3، ص443.
([785]) هذه الحادثة وما بعدها لم تُنقل بهذه الصورة التي فيها تلميع لصورة يزيد، بل انقلب المجلس إلى مجلس عزاء في دار يزيد كما سيأتي بعد أسطر، وفي كتبٍ أُخرى: أنَّ يزيد (لعنه الله) أمر بنساء الحسين× والأطفال مع علي بن الحسين÷ في مجلسٍ لا يكنّهم من حرٍّ ولا برد. اُنظر: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص122. الفتال النيسابوري، محمد بن الحسن، روضة الواعظين: ص192. الطبرسي، أحمد بن علي، الاحتجاج: ج2، ص38. ابن طاووس، علي بن موسى، اللهوف في قتلى الطفوف: ص104.
([786]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (سباياهم).
([787]) هند بنت عبد الله بن عامر، زوجة يزيد. وقيل: كانت قبله تحت الإمام الحسين×. ولما رأت ظلم يزيد على أهل البيت^ خرجت من وراء الستر وشقت الستر وهي حاسرة ووثبت إلى يزيد. وهي أوّل مَن أقام مجلس العزاء في الشام على الإمام الحسين× بمشاركة العقيلة زينب‘ وبقية نساء أهل البيت من السبايا، اُنظر: ابن عساكر، علي بن الحسين، تاريخ مدينة دمشق: ج62، ص85. المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج45، ص143. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج8، ص602.
([788]) خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأُموي، وأُمّه أُمّ هاشم الفاختة بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة، ورث الخبث والتهتك من أبيه يزيد وجدِّه معاوية، كان مقرّباً من مروان بن الحكم، بل ومن الخلفاء الأُمويين بعده، وكان مروان أطمعه بالخلافة من بعده، ولما أقصاه مروان وعنّفه؛ شكا أمره لأُمّه فاختة، فقتلت مروان من أجله بمعونة إمائها خنقاً. تُوفّي سنة (84هـ)، أو (85هـ)، وقِيل: سنة (90هـ). اُنظر: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى:ج4، ص227. المزي، يوسف، تهذيب الكمال: ج8، ص201. الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج9، ص411. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج2، ص300.
([789]) «الشنشنة: الخلق والطبيعة». الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج5، ص2146.
([790]) اُنظر أيضاً: الدينوري، أحمد بن داوود، الأخبار الطوال: ص261. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص353. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج69، ص178.
([791]) ذكر المؤرّخون ـ ومنهم ابن سعد ـ: أنّ يزيد أمر بإعادة العائلة إلى المدينة. وبعضهم قال: إنّه ندب النعمان بن بشير ليسير معهم، وقال له: تجهَّز لتخرج بهؤلاء النسوان إلى المدينة. ولم يذكر أحدٌ منهم أنّ يزيد بعث إلى المدينة مَن يأتيه بعدّة من ذوي السن من موالي بني هاشم؛ ليبعث معهم ثقل الحسين× كما يدّعي المؤلّف. اُنظر: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى: ج5، ص212. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص353. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص122. الطبرسي، أحمد بن علي، الاحتجاج: ج2، ص39.
([792]) محرز بن حريث بن مسعود من بني عدى بن حباب الكلبي، رسول يزيد إلى المدينة يبلغهم مقتل الإمام الحسين×، وكان من أهل الشام الموالين لبني أُميّة. اُنظر: ابن نما الحلي، جعفر بن محمد، مثير الأحزان: ص75. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج6، ص350. الكرباسي، محمد صادق، دائرة المعارف الإسلامية، (تاريخ المراقد.. الحسين× وأهل بيته وأنصاره): ج7، ص98.
([793]) «أرنبة الأنف: طرفه». ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب: ج1، ص41.
([794]) «المجسد: هو ما أشبع صبغه من الثّياب». الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج2، ص457.
([795]) «العج: رفع الصّوت». المصدر السابق: ج1، ص327.
([796]) «الأرنب: وقعة كانت لبنى زبيد على بنى زياد من بنى الحارث بن كعب، من رهط عبد المدان». الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص357.
([797]) عمرو بن معديكرب بن عبد الله الزبيدي اليمني، يُكنّى أبا ثور، الفارس الشجاع الشاعر، أسلم سنة تسع للهجرة، وتُوفّيَ سنة (21هـ) في معركة نهاوند، فلما انصـرف توفّي فدفن في كرمانشاه. اُنظر: ابن قتيبة الدينوري، عبد الله بن مسلم، الشعر والشعراء: ج1، ص360. الهمذاني، ابن الفقيه، البلدان: ص539. آغا بزرك الطهراني، محمد محسن، الذريعة: ج1، ص343.
([798]) أقول: متى كان سيّد شباب الجنّة× سبّاباً للناس، أو قاطعاً للرحم، بينما كان بنو أُميّة يمتدحون النّاس ويصلون القربى، حتّى عُكست المفاهيم وغُيّر مسارها!
([799]) في البحار: «فقام عبد الله بن السائب». المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج45، ص122.
([800]) ورد: «وأنا مَن عقر ظبائها». اُنظر: ابن عساكر، عليّ بن الحسن، ترجمة الإمام الحسين×: هامش ص325.
([801]) اُنظر أيضاً: الكوفي، إبراهيم بن محمد، الغارات: ج2، ص695. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص89. الإربلي، علي بن أبي الفتح، كشف الغمّة في معرفة الأئمّة: ج2، ص280.
([802]) أي قال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون.
([803]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (عند الله).
([804]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص238. المزي، أبو الحجاج يوسف، تهذيب الكمال: ج6، ص440.
([805]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (جريج).
([806]) «الجما أو الجماء: الجماوان هما هضبتان قرب المدينة». الفيروز آبادي، محمد بن يعقوب، القاموس المحيط: ج4، ص92.
([807]) «نثَّ الحديث ينثّه بالضم نثّاً: إذا أفشاه». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج1، ص294.
([808]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص239. المزي، يوسف، تهذيب الكمال: ج6، ص440.
([809]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج29، ص214.
([810]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (عارم).
([811]) اُنظر أيضاً: سبط ابن الجوزي، يوسف بن فرغلي، تذكرة خواص الأُمّة: ص338. المزيّ، يوسف، تهذيب الكمال: ج6، ص439. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص219.
([812]) الربيع بن خثيم بن عائذ بن عبد الله، أبو يزيد الثوري الكوفي، من المعروفين بالزهد والعبادة، وكان قد سُئل الفضل بن شاذان عن الزهاد الثمانية؟ فذكرهم ومن ضمنهم ذكر الربيع بن خثيم. وكانوا من أصحاب الإمام علي×، وكانوا زهّاداً أتقياء، توفّي سنة (61هـ)، أو (63هـ). اُنظر: الطوسي، محمد ابن الحسن، اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي): ج1، ص313. ابن حجر العسقلاني، أحمد ابن علي، تقريب التهذيب: ج1، ص294.
([813]) اُنظر أيضاً: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى: ج6، ص190. البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج11، ص300. الزمخشري، محمود بن عمر، ربيع الأبرار ونصوص الأخبار: ج2، ص128.
([814]) عامر بن عبد الله بن قيس بن أبي موسى، أبو بردة الأشعري، كان قاضي الكوفة، تُوفّيَ سنة (104هـ). اُنظر: ابن حبّان، محمد، مشاهير علماء الأمصار: ص176.
([815]) اُنظر أيضاً: سبط ابن الجوزي، يوسف بن فرغلي، تذكرة خواص الأُمّة: ص338.
([816]) ارتكض: تحرّك أو اضطرب. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج3، ص1080، (ركض).
([817]) ورد في بحار الأنوار: «قال ابن نما&: قالت الرواة: كنّا إذا ذكرنا عند محمد بن علي الباقر× قتلَ الحسينِ×، قال: قتلوا سبعة عشر إنساناً كلّهم ارتكض في بطن فاطمة. يعني بنت أسد أم على×». المجلسي، محمد باقر، بحارالأنوار: ج45، ص63.
([818]) اُنظر أيضاً: الطبرانيّ، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص102. الهيثمي، علي بن أبي بكر، مجمع الزوائد: ج9، ص198.
([819]) «رأس الجالوت: هو رئيسهم. والجالوت هم الجالية، أعني الذين جلوا عن أوطانهم ببيت المقدس ويكون رأس الجالوت من ولد داود× وتزعم عامتهم أنه لا يرأس حتى يكون طويل الباع تبلغ أنامل يديه ركبتيه إذا مدهما. اُنظر: الكاتب البلخي، محمد بن أحمد بن يوسف، مفاتيح العلوم: ج1، ص53. الجزائري، نعمة الله، نور البراهين: ج1، ص431.
([820]) اُنظر أيضاً: ابن طاووس، علي بن موسى، اللهوف في قتلى الطفوف: ص110. السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، المحاضرات والمحاورات: ص80. الأمين، محسن بن عبد الكريم، أعيان الشيعة: ج1، ص617.
([821]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج45، ص54.
([822]) اُنظر أيضاً: المصدر السابق: ص54.
([823]) اُنظر أيضاً: المصدر السابق: ج23، ص189.
([824]) حكاه سبط بن الجوزي في تذكرة خواص الأُمّة، عن ابن سعد. وكذا الخوارزمي في مقتله: ج2، ص45، بإسناده عن ابن سعد.
هذا ولكن لم نعثر عليه بهذا اللفظ ولعلّه ذُكر بلفظٍ آخر، وقد رواها بهذا اللفظ ابن عساكر، ولم يذكر الواو في: (وغيره). وهو الصحيح؛ لعدم استقامة المعنى بذكرها. اُنظر: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج23، ص193.
([825]) مرجانة، أُمّ عبيد الله بن زياد، ويقال: إنّها كانت مجوسية، ولما فارقها زياد بن أبيه تزوّج بها شيرويه. عُرفت بالبغي، وقد عرض بها عبيد الله التميمي أمام ابنها عبيد الله فقال: إنّ عمر بن الخطاب كان يقول: اللّهم إنّي أعوذ بك من الزانيات وأبناء الزانيات. فالتاع ابن زياد، ورد عليه: إنّ عمر كان يقول: لم يقم جنين في بطن حمقاء تسعة أشهر إلّا خرج مائقاً. اُنظر: القرشي، باقر شريف، حياة الإمام الحسين×: ج2، ص449.
([826]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج37، ص451. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص265. الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام: ج5، ص15. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص314. ابن حجر، أحمد بن علي، تهذيب التهذيب: ج2، ص308.
([827]) بشر بن غالب بن جنادة بن سفيان، أبو صادق الأسدي الكوفي، من أصحاب أمير المؤمنين والإمام الحسن والإمام الحسين والإمام السجّاد^. روى هو وأخوه بشير الدعاء المعروف بدعاء عرفة، عن الإمام الحسين×، قال أبو عمرو الكشّـي: عالم فاضل، جليل القدر. اُنظر: ابن حبّان، محمد، الثقات: ج4، ص69. ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، لسان الميزان: ج2، ص28. الشاهرودي، على النمازي، مستدركات علم الحديث: ج2، ص33.
([828]) اُنظر أيضاً: ابن حنبل، أحمد، مسند أحمد: ج6، ص298. الكوفي، محمد بن سليمان، مناقب الإمام أمير المؤمنين×: ج2، ص151. الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص108. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص142.
([829]) تقدم بيان معناها في ص60.
([830]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج45، ص54. الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام: ج5، ص196.
([831]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (أخبرنا به).
([832]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج45، ص54.
([833]) نسبة إلى بلهجيم بن عمرو بن تميم. اُنظر: النويري، أحمد بن عبد الوهاب، نهاية الأرب: ج2، ص346.
([834]) الكَوْكَبُ: بياض في العين، وقيل بياض في سواد العين، ذهب البصر له أم لم يذهب. اُنظر: ابن منظور، محمد بن عمر، لسان العرب: ج1، ص721، (كوكب).
([835]) اُنظر أيضاً: الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص112. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص232. الهيثمي، علي بن أبي بكر، مجمع الزوائد: ج9، ص196.
([836]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (فاضطرم).
([837]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (لا تحدثن).
([838]) اُنظر أيضاً: الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص112. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج37، ص451. ابن طاووس، علي بن موسى، الملاحم والفتن: ص335.
([839]) اُنظر أيضاً: الضحّاك، أحمد بن عمرو، الآحاد والمثاني: ج1، ص308. الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص121. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص239. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج6، ص259، وقال: وهذا صحيح. واُنظر: الهيثمي، علي بن أبي بكر، مجمع الزوائد: ج9، ص199، وقال: رواه الطبرانيّ ورجاله رجال الصحيح.
([840]) فاعتقل لسانه: إذا لم يقدر على الكلام. اُنظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج11، ص459.
([841]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، المنتخب من ذيل المذيل من تاريخ الصحابة والتابعين: ص25. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص231.
([842]) اُنظر أيضاً: البخاري، محمد بن إسماعيل، التاريخ الكبير: ج4، ص129. الرّازي، عبد الرحمن بن محمد، الجرح والتعديل: ج4، ص216. ابن حبّان، محمّد بن يحيى، الثقات: ج5، ص487. البيهقي، أحمد بن الحسين، دلائل النبوة: ج6، ص471. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص227. ابن العديم، عمر بن أحمد، بغية الطلب: ج6، ص2637. المزي، يوسف، تهذيب الكمال: ج6، ص433. وهناك نوع من التفاوت في ألفاظ المتون. وفي بعض المصادر «ملآن دماً». اُنظر: المزي، يوسف، تهذيب الكمال: ج6، ص433. الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص312.
([843]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (دماً).
([844]) اُنظر أيضاً: ابن حبان، محمد بن يحيى، الثقات: ج5، ص487. الصدوق، محمد بن علي، الأمالي: ص192. القاضي المغربي، النعمان بن محمد، شرح الأخبار: ج3، ص166. الثعلبي، أحمد بن محمد، الكشف والبيان عن تفسير القرآن: ج8، ص353. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص227. جميعها وردت بأسانيد وألفاظ مختلفة.
([845]) محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، أبو بكر الزهريّ، وُلِد سنة 52هـ، وتُوفّي سنة 124هـ، عدّه الشيخ الطوسي في عداد أصحاب أبي عبد الله الصادق×، وهو من علماء الحجاز والشام في وقته. اُنظر: الطوسي، محمد بن الحسن، رجال الطوسي: ص294. الخزرجي، أحمد بن عبد الله، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: ص359.
([846]) اُنظر أيضاً: السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، المحاضرات والمحاورات: ص79.
([847]) اُنظر أيضاً: الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص119، من طريقٍٍ آخر. واُنظر: ابن عساكر، عليّ بن الحسن، تاريخ دمشق: ج14، ص229.
([848]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص226.
([849]) محمد بن سيرين البصري (صاحب تفسير الأحلام)، كنيته أبو بكر، مولى أنس بن مالك، وُلِد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان، وكان به صمم، وهو من سبي عين التمر. تُوفّي سنة (110هـ). اُنظر: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى: ج7، ص193. القمي، عباس، الكُنى والألقاب: ج1، ص319.
([850]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص209. القاضي المغربي، النعمان بن محمّد، شرح الأخبار: ج3، ص166. المفيد، محمّد بن محمّد، الإرشاد: ج2، ص132. المتقي الهندي، عليّ المتقي بن حسام، كنز العمال: ج13، ص673.
([851]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، عليّ بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص228. ابن العديم، عمر بن أحمد، بغية الطلب: ج6، ص2639. السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، المحاضرات والمحاورات: ص79.
([852]) اُنظر أيضاً: القاضي المغربي، النعمان بن محمّد، شرح الأخبار: ج3، ص542. ابن عساكر، عليّ بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص227. المزي، يوسف، تهذيب الكمال: ج6، ص432. الذهبي، محمّد بن أحمد، تاريخ الإسلام: ج3، ص312 و ج5، ص15.
([853]) «الورس: نبت أصفر يكون باليمن يُتّخذ منه الغمرة ـ أي ما يتطلّى به لتحسين اللون ـ للوجه». الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج3، ص988.
([854]) اُنظر أيضاً: الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص119. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص230. ابن العديم، عمر بن أحمد، بغية الطلب من تاريخ حلب: ج6، ص2640.
([855]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (قالوا).
([856]) سليمان بن صُرد بن الجون بن أبي الجون عبد العزّى بن منقذ السلولي الخزاعي، أبو مُطَرّف. كان اسمه في الجاهلية يسار، فسمّاه رسول الله’ سليمان. صحابي روى عن رسول الله’، وقيل: من كبار التابعين. من زعماء الشيعة وأجلائهم في الكوفة، شهد الجمل، وكان صاحب الراية في صفّين مع الإمام علي×، وقيل لم يشهد الجمل. كاتب الإمام الحسين×، وبايع مسلم بن عقيل، فلما علم ابن زياد بالمكاتبة سجنه ابن زياد مع جماعة من الشيعة، قيل كان عددهم أربعة آلاف أو أكثر؛ ولذا لم يشهد واقعة كربلاء. فلما سمعوا بهلاك يزيد كسروا السجن وخرجوا. وهو أوّل مَن نهض للأخذ بثأر الإمام الحسين×، وترأس التوّابين. استُشهد بعين الوردة، قتله يزيد بن الحصين. اُنظر: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى: ج4، ص22. المفيد، محمد بن محمد، الجمل: ص52. ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب: ج2، ص649. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، أسد الغابة: ج2، ص351. ابن نما الحلي، جعفر بن محمد، ذوب النضار: ص73. ابن طاووس، علي بن موسى، اللهوف في قتلى الطفوف: ص152. النراقي، أبو القاسم، شعب المقال في درجات الرجال: ص273. المامقاني، عبد الله، تنقيح المقال: ج33، ص188 ـ 189. الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث: ج9، ص283. النمازي الشاهرودي، علي، مستدركات علم رجال الحديث: ج4، ص137. القرشي، باقر شريف، حياة الإمام الحسين×: ج2، ص416. الطبسي، محمد جعفر، رجال الشيعة في أسانيد السنة: ص156.
([857]) عين الوردة: مدينة أثرية تقع في شمال محافظة الحسكة على الحدود السورية التركية، يعود تاريخها إلى آلاف السنين قبل الميلاد. كانت فيها وقعة للعرب، ويوم من أيّامهم. تعرف اليوم باسم (رأس العين)، تتميز بموقع استراتيجي حيث تبعد بمسافة (85كم) عن مدينة الحسكة و(90كم) عن مدينة القامشلي وتبلغ مساحتها (23ألف كم مربع). اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج4، ص180. السعيدي، محمد عبد الغني، من كربلاء إلى دمشق: ص316.
([858]) قرقيسيا: أو كركيسيوم مدينة سورية صغيرة عند مصب نهر الخابور في نهر الفرات. وهي اليوم أطلال أثرية قرب مدينة دير الزور السورية. يعمل أغلب سكانها بالزراعة يقول عنها الحموي: (بلد على نهر الخابور، قرب رحبة مالك بن طوق). اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج3، ص34. الموسوعة الحرة ويكيبيديا.
([859]) حصين بن نمير بن نائل الكندي السكوني، ويقال: حصين بن نمير بن فاتك بن لبيد بن جعفر بن الحارث بن سلمة بن شكامة. من أهل حمص، قائد الجيش الذي وجّهه يزيد إلى المدينة في وقعة الحرّة، بعد هلاك مسلم بن عقبة، وقاتل ابن الزبير بمكّة، وهو الذي رمى الكعبة بالمنجنيق. انتهى به الأمر مقتولاً على يد إبراهيم الأشتر في سنة (67هـ)، وبعث برأسه إلى المختار. اُنظر: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص382. ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة: ج2، ص80.
أقول: لم نجد ما يُفرِّقه في المواقف عن حصين بن تميم لعنه الله، بل كل ما نسب إليه في بعض الكتب أو المصادر قد نسب إلى ابن تميم في مصادر أُخرى، فيمكن اتّحادهما. اُنظر: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج12، ص142، وج3، ص178، وص201.
([860]) اُنظر أيضاً: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى: ج4، ص292. الخطيب البغدادي، أحمد بن علي، تاريخ بغداد: ج1، ص216. المزي، يوسف، تهذيب الكمال: ج11، ص456.
([861]) الحجاج بن يوسف بن الحكم الثقفي، أُمّه الفارعة بنت همام، كنيته أبو محمد، وُلِد سنة (40هـ) في الطائف، وعاش فيها، اشتهر حكمه بسفك الدماء، والظلم. قتل خيرة أصحاب رسول الله وأمير المؤمنين×، كميثم التمار، رشيد الهجري، كميل بن زياد، سعيد بن جبير، وقنبر مولى أمير المؤمنين×، وكان عدد من قتله صبراً مائة وعشـرين ألفاً، سوى من قتل بالحروب، وكان في حبسه يوم موته خمسون ألف رجل وثلاثون ألف امرأة، وكان يقتل كل من ظنّ أنّه شيعيّ، قيل فيه: لو جاءت كل أمة بخبيثها وجئنا بالحجاج لغلبناهم. زحف إلى الحجاز بجيش كبير، بأمر عبد الملك بن مروان لقتال عبد الله بن الزبير، فحاصره حتى قتله، ثمّ صلبه، سنة (73هـ). ولّاه عبد الملك الحجاز ثلاث سنين ـ وعمره (33) سنة ـ، ثمّ ولّاه العراق عشرين سنة. هلك سنة (95هـ) بمدينة واسط، وأُجريَ على قبره الماء فاندرس. اُنظر: ابن قتيبة الدينوري، عبدالله بن مسلم، المعارف: ص396. ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي، المنتظم في تاريخ الملوك والأُمم: ج6، ص336. الزركلي، خير الدين ابن محمود، الأعلام: ج2، ص168.
([862]) «لم يناظروا: لم ينتظر بهم». الزّمخشريّ، محمود بن عمر، أساس البلاغة: ص60.
([863]) اُنظر أيضاً: الصفار، محمد بن الحسن، بصائر الدرجات: ص417. المفيد، محمد بن محمد، الاختصاص:ص315. كلاهما بلفظٍ مختلف.
([864]) عنه: سبط ابن الجوزي، يوسف بن فرغلي، تذكرة خواص الأُمّة: ص243، وفيه: أنّه لم ينقل الأبيات كاملةً.
([865]) عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي، أُمّه فاطمة بنت الحسين بن علي، من سادات أهل المدينة، وعبّاد أهلها، وعلماء بني هاشم، مات في حبس أبي جعفر المنصور بالهاشمية. اُنظر: ابن حبّان، محمد، مشاهير علماء الأمصار: ص205.
([866]) ظالم بن عمرو ـ ويقال: ظالم بن ظالم ـ المعروف بأبي الأسود الدؤلي، من أهل البصرة، من خيرة أصحاب أمير المؤمنين×، شهد معه وقعة صفِّين والجَمَل. قعّد له أمير المؤمنين× قواعد علم النحو، فكتبه في كراس وعرضه علىه، فقال×: نِعمَ ما نحوت؛ وبذلك صار مؤسساً لعلم النحو. أرسله أمير المؤمنين× إلى طلحة والزبير وعائشة قُبيل حرب الجَمَل. عاش إلى زمان الإمام السجاد×، ومدح الإمام بقوله:
وإِنَّ
غُلَاماً بَيْنَ كِسْـرَى وهَاشِمٍ |
|
لأَكْرَمُ مَنْ نِيطَتْ عَلَيْه التَّمَائِمُ |
توفّي سنة (69هـ). اُنظر: المفيد، محمد بن النعمان، الكافئة: ص22. البحراني، هاشم، مدينة المعاجز: ج2، ص226. القمّي، عباس، الكُنى والألقاب: ج1، ص9.
([867]) «خشم: خشمته خشماً، أي كسرت خيشومه». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج5، ص1912.
([868]) «القعاس: التواء يأخذ في العنق من ريح، كأنّما يكسره إلى الوراء. ورجلٌ أقعس: أي منيع». الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين: ج1، ص130.
([869]) العميد: وهو المعمود المشغوف الذي قد هدّه العشق وكسره. اُنظر: المصدر السابق: ج2، ص58.
([870]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج2، ص85.
([871]) اُنظر أيضاً: الصفدي، خليل بن أيبك، الوافي بالوفيات: ج12، ص266.
([872]) عبيد الله بن الحر بن عمرو الجعفي، من أهل الكوفة، من بني سعد العشيرة، كان عثمانياً، فلمّا قُتل عثمان انحاز إلى معاوية، وشهد معه صفّين. وكان له زوجة بالكوفة، فلمّا طالت غيبته زوجها أخوها رجلاً، يُقال له: عكرمة، وبلغ ذلك عبيد الله، فأقبل من الشام فخاصم عكرمة إلى الإمام علي×، فقال له: ظاهرت علينا عدونا فغلت! فقال له: أيمنعني ذلك من عدلك؟! قال: لا. وبعد استشهاد الإمام علي× عاد إلى الكوفة، ندبه الإمام الحسين× لنصرته والخروج معه فلم يجبه، وإنّما عرض عليه أن يعطيه فرسه فرفض الإمام× ذلك. غزا أطراف الكوفة زمن ابن الزبير. مات غرقاً سنة (68هـ). اُنظر: ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص287. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج4، ص192.
([873]) «أعييت: أعيا الرّجل أو البعير في سيره: تعب تعباً شديداً». مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج2، ص642.
([874]) هكذا في المطبوع، والصحيح: نصْره.
([875]) «الجدث: القبر». الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج1، ص277.
([876]) «المحال: جمع المَحَلّ: وهو المكان الذي يحلّ فيه». مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج1، ص194.
([877]) وفي الطبريّ: ينفض. وجاء عند النويري: ينقض. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص360. النويري، أحمد بن عبد الوهاب، نهاية الأرب في فنون الأدب: ج21، ص69.
([878]) «سجم الدمع سجوماً وسجاماً: سال». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج5، ص1947.
([879]) «مصاليت: رجل مصلت بكسر الميم، إذا كان ماضياً في الأُمور». المصدر السابق: ج1، ص256.
([880]) «الهيجا: الحرب. يُمدّ ويُقصر». المصدر السابق: ص352.
([881]) «والخضرم بالكسر: الكثير العطية، مشبّه بالبحر الخضرم، وهو الكثير الماء، وكلّ شئ كثير واسع خضـرم، والجمع الخضارم». المصدر السابق: ج5، ص1914.
([882]) آساد: جمع أسد. اُنظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج3، ص72.
([883]) «الغيل بالكسر: الأجمة. وموضع الأسد». المصدر السابق: ج5، ص1787.
([884]) «ضراغمة: جمع ضرغام وهو الأسد». المصدر السابق: ج5، ص1972، (ضرغم).
([885]) «بورا: جمع بائر، يُقال: بار فلان: هلك». الجوهريّ، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج2، ص597.
([886]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (يقتلوا).
([887]) «وجم: الوجوم: السّكوت على غيظٍ وهمّ». الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين: ج6، ص195.
([888]) «قماقمة: يُقال سيّد قماقم بالضمّ، لكثرة خيره». المصدر السابق: ج5، ص2015.
([889]) «رغم يرغم رغماً، وأرغم الله أنفه: ألصقه بالرّغام: وهو التراب، ثمّ استُعمل في الذّل والعجز عن الانتصاف والانقياد على كره». ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج2، ص238.
([890]) «الجحفل: الجيش». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج4، ص1652.
([891]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (زاغت).
([892]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص360. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج37، ص420. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص229. البغدادي، عبد القادر بن عمر، خزانة الأدب: ج2، ص141.
([893]) «التّباب: الخسران والهلاك». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج1، ص90.
([894]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (وحيناً).
([895]) «الحلق: الحلقوم، والجمع الحلوق». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج4، ص1462.
([896]) «التّراقي: جمع ترقوة، وهي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق». ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج1، ص187.
([897]) اُنظر أيضاً: ابن نما، محمد بن جعفر، ذوب النضار: ص73. الأمين، محسن بن عبد الكريم، أصدق الأخبار: ص3.
([898]) عبيدة بن عمرو البدي الكندي. والبدي نسبة إلى بداء بن الحرث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية، بطن من كندة. من الشعراء الشجعان، شديد الحب لأمير المؤمنين×، وصفه ابن جرير في تاريخه: كان من أشجع الناس وأشعرهم وأشدهم حبّاً لعليّ. وقد اشترك في الدفاع عن حجر بن عدي الكندي. وكان ممن سارع في تأييد المختار بن أبي عبيد. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص448، وص194. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، اللباب في تهذيب الأنساب: ج1، ص129.
([899]) الدّوائر: جمع دائرة، يُقال: دارت بهم الدّوائر، أي: الحالات المكروهة أحدقت بهم. اُنظر: ابن فارس، أحمد، معجم مقاييس اللغة: ج2، ص311.
([900]) «أسبل المطر أو الدّمع: إذا هطل». الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج5، ص1723.
([901]) وهبيل: بطن من النخع، وهو: وهبيل بن سعد بن مالك بن النّخع، ومن بني وهبيل سنان بن أنس لعنه الله. اُنظر: ابن الأثير، عليّ بن أبي الكرم، اللباب في تهذيب الأنساب: ج3، ص375.
([902]) يحابر بن مالك وهو مذحج بن أدد بن زيد، من كهلان، من القحطانية: جد جاهلي يماني، بنوه قبيلة كبيرة، ولها بطون. اُنظر: الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج8، ص133.
([903]) «الخواطر: جمع خطير، أي: له قدرٌ وخطر». الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج2، ص648.
([904]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (بجر).
([905]) شهر ناجر: كلّ شهر في صميم الحرّ؛ لأنّ الإبل تنجر ـ وهو عطش يصيب الإبل والغنم ـ في ذلك الشّهر. اُنظر: الجوهريّ، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج2، ص823.
([906]) المستوه: العظيم الأست. اُنظر: الجاحظ، عمرو بن بحر، البرصان والعرجان والعميان والحولان: ص160.
([907]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (أبجر).
([908]) الأيك: الشّجر الكثير الملتف، جمع أيكة. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج4، ص1573.
([909]) الفدم: العيي الثّقيل. اُنظر: المصدر السابق: ج5، ص2001.
([910]) «المناسر: جمع منسر، والمنسر: القطعة من الجيش تمرّ قدّام الجيش الكبير». ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج5، ص47.
([911]) كعب بن جابر بن عمرو الأزدي (العبدي)، ممن قاتل الإمام الحسين×، وهو الذي قتل برير بن خضير الهمداني w، ولما رجع كعب (لعنه الله) استنكرت أخته النوار بنت جابر على موقفه وفعله، فقال كعب:
سلي تخبري عني
وأنت ذميمة |
|
غداة حسين والرماح شوارع |
معي يزني لم
يخنه كعوبه |
|
وأبيض مخشوب الغرارين قاطع |
فجرّدته في
عصبة ليس دينهم |
|
بديني وإنّي لابن عفان تابع |
أشدّ وأحمي
بالسيوف لدى الوغى |
|
وما كلّ مَن يحمي الذمار يقارع |
مات في سنة (66هـ). اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأمم والملوك: ج4، ص329. المرزبان، محمد بن عمران، معجم الشعراء: ج1، ص345. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج5، ص225.
([912]) رجلٌ أفوه: عظيم الفم طويل الأسنان. اُنظر: ابن مكرم، محمد بن منظور، لسان العرب: ج13، ص525.
([913]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (أبجر).
([914]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (أبجر).
([915]) شَبَث بن ربعي اليربوعي التميمي، كان مؤذِّن سجاح التي ادّعت النبوّة، ثمّ أسلم. وكان ممَّن أعان على عثمان، وشهد صفِّين في معسكر الإمام علي×، ثمّ صار مع الخوارج بعد التحكيم، أعان على قتل الإمام الحسين× وكان على الرجالة، عمل والياً على الكوفة لابن الزبير قبل أن يغلب عليها المختار، وقد اشترك في حرب ابن الزبير ضدّ المختار، ومات في الكوفة سنة (70هـ)، أو (80هـ). اُنظر: المزي، يوسف، تهذيب الكمال: ج12، ص351. ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة: ج3، ص303.
([916]) هكذا في الأصل، وفي نسخة (ب): (جميمها).
([917]) الأنوك: الأحمق. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج4، ص1613.
([918]) اُنظر أيضاً: المفيد، محمد بن محمد، الإفصاح: ص242، نسبه إلى أحد شعراء أهل البيت÷. المرتضـى، علي بن الطاهر، الأمالي: ج1، ص80 نسبه لأبي دهبل. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج37، ص421. ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص268. الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج4، ص36، نسبه لأبي دهبل. ابن نما الحلي، جعفر بن محمد، ذوب النضار: ص85.
[919])) اُنظر: الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج11، ص30. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج 7، ص 248.
[920])) تقدّمت الإشارة إلى الاختلاف في تاريخ ولادته، وشهادته في ص70.
[921])) تقدّمت ترجمته في ص19.
[922])) تقدّمت ترجمته في ص19.
[923])) تقدّمت ترجمته، والإشارة إلى الاختلاف فيمن احتز الرأس الشريف في ص19.
[924])) تقدّمت ترجمته في ص58.
([925]) اُنظر أيضاً: البلاذري, أحمد بن يحيى, أنساب الأشراف: ج3، ص205، ونسب الشعر إلى سنان بن أنس حينما وقف على باب فسطاط عمر بن سعد، وقال هذا الشعر. الطبراني, سليمان بن أحمد, المعجم الكبير: ج3، ص117. ابن عبد البر, يوسف بن عبد الله، الاستيعاب: ج1، ص393. ابن عساكر, علي بن الحسن, تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص252.
([926]) تقدّمت ترجمته في ص27.
([927]) اُنظر أيضاً: ابن سعد، محمد، ترجمة الإمام الحسين×: ص 92. ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب: ج 1، ص 394. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج 14، ص 259. ابن شهر آشوب، محمّد بن عليّ، مناقب آل أبي طالب: ج 3، ص 263.
([928]) قيس بن عمرو بن مالك من بني الحارث بن كعب. عدّه الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام عليّ×، وكان شاعر أهل العراق بصفّين، وكان× يأمره بمحاورة شعراء الشام، مثل كعب بن جعيل وغيره، فشرب الخمر أوّل يوم من شهر رمضان مع أبي سمّاك الأسدي، فجيء به إليه×، فأقامه في سراويل، فضربه ثمانين للخمر ثمّ زاده عشرين لجرأته على الإفطار بالمحرّم، فغضب ولحق بمعاوية. اُنظر: الثقفي الكوفي، إبراهيم بن محمد، الغارات: ج 2، ص 902. التستري، محمد تقي، قاموس الرجال: ج 10، ص 342.
([929]) في بعض المصادر أنّ الشعر قيل في رثاء الإمام الحسن×، فالمراد بقوله: (جعد) هي جعدة بنت الأشعث، زوجة الإمام الحسن×، التي استشهد على يدها بالسم، وقد تقدّمت ترجمتها في ترجمة أخيها محمد في ص151. اُنظر: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص70.
([930]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج 3، ص 70. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج 13، ص 298 ـ وفيهما أن الشعر ورد في رثاء الإمام الحسن× ـ. ابن كثير، إسماعيل بن كثير، البداية والنهاية: ج 8، ص 47، ونسب فيه الشعر إلى كثير.
([931]) اُنظر: الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج11، ص472. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج2، ص312.
([932]) تقدّمت ترجمته في ص93.
([933]) وروي أنّه مات ليلة الخميس للنصف من رجب سنة (60هـ)، وقيل يوم الخميس لثمان بقين من رجب. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص239، وص240. الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص103. الخطيب البغدادي، أحمد بن علي، تاريخ بغداد: ج1، ص224.
([934]) تقدّمت ترجمته في ص62.
([935]) «رُودِس: وهي جزيرة قبالة الإسكندرية في وسط بحر الشام». الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج1، ص228.
([936]) نُزع، أي: قلع، والمقصود هنا (خلعه عن الإمرة). اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج3، ص1289.
([937]) تقدّمت ترجمته في ص129.
([938]) تقدّمت ترجمته في ص136.
([939]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج46، ص36.
([940]) تقدّمت ترجمته في ص107.
([941]) الوليد بن مسلم الأُموي بالولاء، أبو العباس الدمشقي، ولد سنة (119هـ)، حدّث عن عبد الرحمن الأوزاعي. وحدّث عنه بقيّة بن الوليد، ونُعيم بن حمّاد. وكان حافظاً، محدِّثاً، فقيهاً، مؤرِّخاً. له مصنّفات في الحديث والتاريخ، منها: السنن، والمغازي. قال أبو مسهر: الوليد مدلّس، وربما دلَّس عن الكذّابين. وتوفّيَ الوليد بذي المروة قافلاً من الحج سنة (194هـ)، أو (195هـ). اُنظر: اللجنة العلميّة في مؤسسة الإمام الصادق×، موسوعة طبقات الفقهاء: ج2، ص614.
([942]) الصوائف: جمع صائفة، وهي الغزوة في وقت الصيف. اُنظر: الزمخشـري، محمود بن عمر، أساس البلاغة: ص552.
([943]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج46، ص362.
([944]) الجزور من الإبل يقع على الذكر والأنثى، وهي تؤنث، والجمع الجزر، والجزور من الإبل ما يجزر أي يقطع. والجزورة من الإبل: السمينة. اُنظر: الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين: ج6، ص63. الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح : ج2، ص612. ابن حجر، أحمد بن علي، فتح الباري: ج1، ص301.
([945]) «الرمكة: الفرس، تتخذ للنسل، والجميع: الرمك والأرماك». الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين: ج5، ص370.
([946]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج46، ص362.
([947]) كذا بالأصل، وفيه سقط كما هو واضح، والمقصود (في فتح منقلبه)، كما سيأتي من المؤلف، ولعلّها تصحيف (صقلية)، وهي: من جزائر بحر المغرب، مقابلة إفريقية، وبعضٌ يذكرها بالسين (سقلية). اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج3، ص416.
([948]) «القمقم: ما يسخن فيه الماء من نحاس وغيره، ويكون ضيق الرأس». ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج4، ص110.
([949]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج32، ص120. وقد ذكرها بلفظ: (سقلية).
([950]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج59، ص159.
([951]) اُنظر أيضاً: ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب: ج3، ص1418.
([952]) اُنظر أيضاً: المصدر السابق.
([953]) «مالك بن عبد الله بن سنان بن سرح بن وهب بن الأقيصر، قاد الصوائف أربعين سنة، أيام معاوية، ويزيد، وعبد الله، وكسر على قبره أربعون لواء». ابن حزم، علي بن أحمد، جمهرة أنساب العرب: ص391.
([954]) بلال بن الحارث المزني، كنيته أبو عبد الرحمن، من أصحاب النبي’، أسلم في العام الخامس للهجرة، أقطعه النبي’ العقيق، ولما تسلط عمر صادرها منه قسراً بعد منازعة وتخاصم حصل بينهما إلّا جزءاً يسيرا أبقاه له، وكان صاحب لواء مزينة يوم الفتح، وكان يسكن وراء المدينة، ثمّ تحوّل إلى البصـرة، مات سنة ستّين وله ثمانون سنة. اُنظر: البيهقي، أحمد بن الحسين، السنن الكبرى: ج6: ص145ـ 149. ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة: ج1، ص455.
([955]) اُنظر أيضاً: الدينوري، عبد الله بن مسلم، الإمامة والسياسة: ج2، ص3.
([956]) تقدّمت ترجمته ص 34.
([957]) في أغلب المصادر عدد المبايعين: (ثمانية عشر ألف رجل): اُنظر: الدينوري، أحمد بن داوُد، الأخبار الطوال: ص235. المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب ومعادن الجوهر: ج3، ص58.
([958]) تقدّمت ترجمته في ص58.
([959]) هكذا بالأصل، والصحيح: هانئ بن عروة المرادي المذحجي، وقد تقدّمت ترجمته في ص58.
([960]) تقدّمت ترجمته ص141.
([961]) ذات عِرق: سميت بذلك لأنّ فيه عِرقاً وهو الجبل الصغير وتسمى اليوم (الضريبة) وهي اليوم مهجورة لعدم وجود طرق إليها تقع في طريق العراق المعروف بالطريق الشرقي وهي ميقات أهل الشرق قاطبةً عند العامة. تبعد عن مكّة (100كم) وعن عرفة (120كم) بجوارها وادي العقيق بمسافة (20كم) قال عنها الحموي: سهل أهل العراق وهو الحد بين نجد وتهامة. احتمل البعض أنّ الإمام الحسين× وصلها يوم الخميس التاسع من شهر ذي الحجّة (يوم عرفة) لسنة (60هـ). اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج4، ص107. الربيعي، عباس، أطلس الحسين: ص140ـ 143.
([962]) أي مِلتُ إليه وصرت عنده. اُنظر: الفيومي، أحمد بن محمد، المصباح المنير: ج2، ص396، مادة (عدل).
([963]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص212. ابن العديم، عمر بن أحمد، بُغية الطلب في تاريخ حلب: ج6، ص2613. ابن كثير، إسماعيل بن كثير، البداية والنهاية: ج8، ص180.
([964]) الرهط: هم الأقارب، ورهط الرجل قومه وقبيلته. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج3، ص1128.
([965]) الحاجب هنا: البوّاب. اُنظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج1، ص298.
([966]) تقدّمت ترجمته في ص60.
([967]) المُلاءة: هي الريطة وكلّ ثوب لين رقيق. اُنظر: الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين: ج8، ص347. الطريحي، فخر الدين، مجمع البحرين: ج1، ص398.
([968]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج5، ص310.
([969]) جويرية بن أسماء بن عبيد مولى بني ضبيعة، يُكنى أبا مخارق، مات سنة ثلاث وسبعين ومائة، وقد وصفه الإمام الصادق× بالزنديق الذي لا يُفلح أبداً. اُنظر: العصفري، خليفة بن خياط، طبقات خليفة: ص384. الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث: ج5، ص150.
([970])
عبد الرحمن بن أبي بكر، يُكنّى أبا عبد الله، شهد بدراً وأُحداً مع قومه كافراً.
قيل إنّه الذي قال لأبويه لما طلبا منه أن يسلم: «أحيوا لي عبد الله بن جدعان
وعامر بن كعب ومشايخ قريش حتى أسئلهم عما يقولون»، فنزل فيه قوله تعالى: (ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ)، وقيل: بل نزلت في عبد الله بن عمر. اشترك في الهجوم على بيت الزهراء‘ بعد
رسول الله’. خرج على أمير المؤمنين× في الجَمَل مع
أُخته عائشة. طلب منه معاوية أن يبايع يزيد فأبى، فخرج إلى مكّة، فمات بها قبل هلاك
معاوية في سنة (53 هـ)، أو (55هـ). اُنظر: ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله،
الاستيعاب: ج2، ص824. ابن البطريق الحلي، يحيى بن الحسن الأسدي، عمدة عيون صحاح الاخبار
في مناقب إمام الأبرار: ص454. آل طاووس، أحمد بن سعد، عين العبرة في غبن العترة:
ص52. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج4، ص380.
([971]) الهتّاك: من التهتك، وهو المفتضح: اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج4، ص1616. وفي بعض المصادر (إنّك لها هنا). اُنظر: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج28، ص202.
([972]) «الزرقاء بنت موهب، جدّة مروان بن الحكم لأبيه، وكانت من ذوات الرايات التي يُستدلّ بها على ثبوت البغاء؛ فلهذا كانوا يُذمّون بها». ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص194.
([973]) «أي تشاتما. السبّ: الشتم». الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج1، ص144.
([974]) أي: يُغيضك ولا يُرضيك. اُنظر: الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين: ج7، ص327.
([975]) العيون: جمع عين، وهو الذي تبعثه لتجسس الخبر. اُنظر: المصدر السابق: ج2، ص255.
([976]) حمزة بن عبد الله بن الزبير بن العوّام الأسدي القرشي، والد عبّاد، وعبد الواحد، أُمّه تماظر بنت منظور بن زبان بن سيار بن عمرو بن جابر، كنيته أبو عمار، ولّاه أبوه عبد الله بن الزبير على البصرة بعد عزله مصعب بن الزبير، ثمّ عزله؛ حيث ظهرت منه خفة وضعف، وطيش في عقله، وسرعة في أمره. اُنظر: الرازي، عبد الرحمن بن محمد، الجرح والتعديل: ج3، ص212. ابن حبّان، محمد، الثقات: ج4، ص169. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج58، ص219. ابن كثير، إسماعيل بن كثير، البداية والنهاية: ج8، ص322.
([977]) الحليفة ـ ويقال ذو الحليفة ـ: قرية بينها وبين المدينة ستة أميال أو سبعة، ومنها ميقات أهل المدينة. اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج2، ص295.
([978]) «البريد: ستّة أميال يتمّ بها فرسخان». الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين: ج8، ص29.
([979]) الفرع: قرية من نواحي المدينة، فيها عدّة قرى، ومنابر، ومساجد لرسول الله’. اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج4، ص252.
([980]) هكذا في الأصل، ومراده (الكعبة)، كما في تاريخ دمشق. اُنظر: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج28، ص203.
([981]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج28، ص202ـ203.
([982]) تقدّمت ترجمته في ص107.
([983]) ورد في رواية: (عبد الملك)، وهو الأنسب؛ لأنّ الكلام هنا في ذكر حال عبد الملك كما لا يخفى. اُنظر: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج37، ص125.
([984]) تقدّمت الإشارة إلى الاختلاف في يوم وسنة مقتله× في ص70.
([985]) تقدّمت ترجمته في ص21.
([986]) تقدّمت ترجمتها في ص20.
([987]) تقدّمت ترجمته في ص23.
([988]) وهو غير العباس قمر بني هاشم×، ذكره النمازي وغيره. اُنظر: الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج4، ص351. مجموعة من المؤرخين والمحدثين، سلسلة مصادر بحار الأنوار: ص98.
([989]) تقدّمت ترجمته في ص22.
([990]) لم يذكرها غيره، والمعروف أنّ لبابة بنت عبيد الله بن العباس هي زوجة العباس بن علي بن أبي طالب×، ولها منه عبيد الله، والفضل، كما ورد في ترجمتها. ولعلّ لعبيد الله بن العباس بنتاً أُخرى باسم لبابة أكبر من زوجة أبي الفضل، تزوّجها أمير المؤمنين×، خصوصاً وأنّ زوجة العباس تُلقب بـ (لبابة الصغرى)، ويمكن تأييده أيضاً بما ورد في حديث جرح أمير المؤمنين× عن الإمام السجاد× أنّه لما حُمل إلى بيته قعدت لبابة عند رأسه وجلست أُمّ كلثوم عند رجليه، فلعلّ لبابة الجالسة عند رأسه هي زوجته بنت عبيد الله، ولا يمكن أن تكون الجالسة لبابة بنت الحارث؛ إذ إنّها ماتت في أيام خلافة عثمان قبل وفاة زوجها العباس بن عبد المطلب، كما هو مذكور في ترجمتها، وليست زوجة العباس بن علي؛ لأنّه لم يتزوّج بعد ـ على أغلب الظن ـ لصغر سنه؛ فإن عمره يومذاك (14) سنة تقريباً. اُنظر: العمري، على بن محمد، المجدي في أنساب الطالبيين: ص231. ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة: ج8، ص451. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج8، ص598.
([991]) تقدّمت ترجمته في ص23.
([992]) تقدّمت ترجمته في ص25.
([993]) تقدّمت ترجمتها في ص25.
([994]) لم يرد هذا الاسم في كتب التاريخ، ولعلّه تصحيف. (أبو بكر، أخو القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب^)، الوارد ذكره في مقاتل الطالبيين، قتله عبد الله بن عقبة الغنوي، وقد تقدّمت ترجمته ص28. اُنظر: أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين:ص57.
([995]) تقدّمت ترجمته في ص30.
([996]) المشهور أنّ اسمها (علية). اُنظر: أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين:ص52.
([997]) لم نعثر على ترجمة له.
([998]) تقدّمت ترجمته في ص34.
([999]) هذا خطأ من المؤلف؛ لأنّه يستلزم الزواج من بنت الأخ. والصحيح أنّها رقيّة بنت الإمام علي بن أبي طالب×، كما تقدمّ في ترجمتها ص34.
([1000]) الحسن بن يسار الأنصاري المعروف بالحسن البصري، وُلد سنة 21هـ، من علماء العامة ومتكلميهم والحائدين عن أهل البيت^، سمّاه أمير المؤمنين×: سامري هذه الأُمّة. قال فيه ابن حجر: «الحسن بن يسار البصري الإمام الحجة مُدّلس»، توفّي سنة 110هـ. اُنظر: ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، لسان الميزان: ج7، ص197. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج2، ص357.
([1001]) اُنظر أيضاً: ابن العديم، عمر بن أحمد، بُغية الطلب في تاريخ حلب: ج6، ص2665. محب الدين الطبري، أحمد بن عبد الله، ذخائر العقبى: ص146.
([1002]) تقدّمت ترجمته في ص126.
([1003]) تقدّم بيان معناه في ص 200.
([1004]) تقدّمت الإشارة في ص200 إلى أنّ المراد بها فاطمة بنت أسد.
([1005]) مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة، وكنيته أبو وقاص. اُنظر: الصالحي الشامي، محمد بن يوسف، سبل الهدى والرشاد: ج11، ص239.
([1006]) اُنظر: الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج13، ص296. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج4، ص137.
[1007])) الدينوري، عبد الله بن مسلم، الإمامة والسياسة: ج1، ص7.
[1008])) الخرسان، محمد مهدي، المحسن السبط مولود أم سقط: ص575.
[1009])) ابن العربي، أبو بكر، العو اصم من القواصم في تحقيق مواقف الصحابة بعد وفاة النبيّ’: ص248.
[1010])) ج1، ص510 ـ 512.
[1011])) كتاب (تاريخ الأندلس لابن الكردبوس، ووصْفه لابن الشباط، نصان جديدان)، تحقيق الدكتور أحمد مختار العبادي، نشر معهد الدراسات الإسلامية بمدريد، سنة 1971م. ففي القسم الثاني من الكتاب، الذي هو وصف الأندلس، ذكر الدكتور العبادي نصّاً من كتاب صلة السمط المخطوط.
[1012])) ج4، ص833.
[1013])) ج1، ص791.
[1014])) ج9، ص376.
[1015])) ج2، ص201.
([1016]) تقدّمت ترجمته في ص93.
([1017]) تقدّمت ترجمته في ص89.
([1018]) الخوان: الشيء الذي يؤكل عليه الطعام. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج5، ص2110، (خون).
([1019]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (بكلكله)، والكلكل: الصدر. المصدر السابق: ج5، ص1812، (كلل).
([1020]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (اشتجرنا).
([1021]) إشارة منه إلى مقتل عثمان بن عفان.
([1022]) إشارة منه إلى عبد الرحمن بن ملجم قاتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب×.
([1023]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (أنّهم لا يجدون مثلنا).
([1024]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (تظلمني).
([1025]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (رسول خالد).
([1026]) خالد بن الحكم أخو مروان بن الحكم، وولايته للمدينة أيام معاوية لم تثبت، لأنّ المشهور أنّ والي المدينة أيام هلاك معاوية هو الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وبعد عزله صار عمرو بن سعيد بن العاص والياً على المدينة، ثمّ عثمان بن محمد بن أبي سفيان. وجميع الأحداث التي سيرويها المؤلف حول موت معاوية ومحاولة أخذ البيعة ليزيد من شخصيات المدينة رواها غيره للوليد بن عتبة. غير أنّ البري ذكر وبلفظ قيل: أنّ والي المدينة كان خالد بن الحكم، ويحتمل أنّه اعتمد على الدينوري في قوله هذا كونه متأخراً عنه زمانناً. اُنظر: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى : ج5، ص38. البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص155. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك : ج4، ص250. البري، محمد بن أبي بكر، الجوهرة في نسب الإمام عليّ وآله: ص42.
([1027]) حطمة الناس: ازدحام الناس. اُنظر: ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج1، ص402، (حطم).
([1028]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (إتيان رجل إن جلس).
([1029]) تقدّمت ترجمته في ص62.
([1030]) القيّنات: جمع قيّنة وهي الجارية مغنّية كانت أو غير مغنّية. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج6، ص2186، (قين).
([1031]) تقدم بيان معناها في ص144.
([1032]) تقدّمت ترجمته في ص107.
([1033]) أقول: ناقش السيد محمد مهدي الخرسان هذا الخبر بعدة أمور:
1ـ هذا الخبر لم يروه أحد غير ابن قتيبة، وإضافة إلى ذلك رواه مرسلاً.
2ـ رواه عن عتبة بن مسعود، وهذا الرجل أخو عبد الله بن مسعود، وقد ذكره ابن قتيبة نفسه في كتابه المعارف وقال: «إنّه مات في خلافة عمر».
3ـ ذكر اسم الوالي بمكّة الّذي أرسل إلى ابن عباس بأنّه خالد بن الحكم، وهذا غلط فاضح فليس بين ولاة معاوية عند موته ولا ولاة يزيد من اسمه خالد بن الحكم، على أنّه كرر ذكره في ولاية المدينة حين دعا الحسين× وابن الزبير إلى البيعة، وهذا ممّا يوهّن الخبر، إضافة إلى ذلك في رواية البلاذري للخبر أنّ عامل مكّة اسمه خالد بن العاص، وهو أيضاً غلط فإنّ عامل مكّة يومئذٍ عمرو بن سعيد ابن العاص.
4ـ إنّ ابن عباس لم يبايع ليزيد مطلقاً. وقد ورد ما يؤيد هذا في تاريخ حياته في عهد يزيد.
5ـ عدم وثاقة رجال الخبر.
اُنظر: الخرسان، محمد مهدي، موسوعة عبد الله بن عباس : ج5، ص214.
([1034]) الضحّاك بن قيس بن خالد الفهري، أبو أنيس ـ ويُقال: أبو أُميّة ـ من أعداء أمير المؤمنين×، شهد صفِّين مع معاوية، وكان على أهل دمشق ـ وهم القلب ـ وقد أغار على سواد العراق، وأقام بهيت ثمّ عاد. وبعد أن حكم معاوية العراق ولّاه الكوفة سنة 53هـ، وهو الذي صلّى على معاوية. ولما مات يزيد بن معاوية دعا الضحاك أهل الشام لعبد الله بن الزبير؛ فكتب إليه عبد الله بن الزبير بولايته على الشام. وبويع لمروان بن الحكم فسار إليه، فالتقوا بمرج راهط فاقتتلوا فقُتل الضحاك سنة 65هـ، وقيل: 64 هـ. اُنظر: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى: ج7، ص411. الكوفي، إبراهيم بن محمد، الغارات: ج2، ص422. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج24، ص280. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج3، ص214.
([1035]) البرد: نوع من الثياب. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج2، ص447، (برد).
([1036]) صدعين: شقين. المصدر السابق: ج3، ص1241، (صدع).
([1037]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج5، ص155. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص242. كلاهما بلفظ مختلف عمّا رواه المؤلِّف.
([1038]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (كتب).
([1039]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (ملك مقرّب ولا نبي مرسل).
([1040]) تقدّمت ترجمته في ص79.
([1041]) تقدّمت ترجمته في ص31.
([1042]) ما رواه الدينوري لم يروه أحد غيره بهذا اللفظ الذي حاول فيه الدينوري تلميع صورة يزيد بن معاوية، وروي بألفاظ مختلفة تغاير هذا اللفظ من حيث الشدّة والقسوة، فقد رواه البلاذري والطبري بهذا اللفظ: «أمّا بعد، فخذ حسيناً وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذاً شديداً ليست فيه رخصة ولا هوادة حتى يبايعوا والسلام». البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج5، ص299. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص250.
([1043]) فظع به: اشتدّ عليه الأمر وشنع. اُنظر: ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج3، ص459، (فظع).
([1044]) تقدّمت ترجمته في ص60.
([1045]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4 ص250. ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح : ج5، ص14. المفيد، محمّد بن محمّد، الإرشاد : ج2، ص33.
([1046]) الترضي موجود في الأصل، غير موجود في المطبوع.
([1047]) أقول هذه الأحداث التي رواها المؤلِّف من بداية قوله: (وذكروا أنّ يزيد بن معاوية...) إلى قوله في ص269: (وأشار إلى ساعده ثمّ جلس) تختص بواقعة الحرة لكن المؤلِّف صدّر كلامه عن هذه الأحداث بخروج الإمام الحسين× وعبد الله بن الزبير من المدينة إلى مكّة والحال أنّ الإمام الحسين× خرج من المدينة وتوجّه إلى كربلاء واستُشهد هناك قبل أحداث الحرّة بأكثر من سنة، وكان خروجه في عهد ولاية الوليد بن عتبة للمدينة، والوليد قد عزله يزيد وولى عمرو بن سعيد على المدينة، ثمّ عزله وولى عثمان بن محمد، كما تقدم في ترجمة خالد بن الحكم، وكما سيأتي في ترجمة عثمان بن محمد.
([1048]) عثمان بن محمد بن أبي سفيان الثقفي، والي يزيد بن معاوية على المدينة بعد عمرو بن سعيد بن العاص وعليه ثار أهل المدينة في واقعة الحرة وأخرجوه وبني أُميّة من المدينة وأجلوهم عنها إلى الشام وفيهم مروان بن الحكم. اُنظر: ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى: ج5، ص38. ابن عبد البرّ، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب: ج3، ص1388.
([1049]) أقول: أغلب المصادر التأريخية ذكرت أنّ خروج الإمام الحسين× وعبد الله بن الزبير إلى مكّة كان في عهد الوليد بن عتبة والي معاوية على المدينة، وولاية عثمان بن محمد على المدينة كانت بعد شهادة الإمام الحسين×، كما مرّ في ترجمته آنفاً.
([1050]) الثابت تأريخياً والذي تناقلته كتب الحديث، والذي سيأتي من المؤلِّف أيضاً: أنّ الذي رعف على منبر رسول الله| هو عمرو بن سعيد بن العاص، وهو الذي كان مصداقاً لحديث رسول الله’: «ليرعفن على منبرى جبار من جبابرة بنى أُميّة يسيل رعافه». اُنظر: ابن حنبل، أحمد، مسند أحمد: ج2، ص522. القاضي المغربي، النعمان بن محمد، شرح الأخبار: ج2، ص150. ابن شهر آشوب، محمّد بن عليّ، مناقب آل أبي طالب: ج1، ص96.
([1051]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (السماء والأرض).
([1052]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (سراح).
([1053]) مضّنا: أوجعنا. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج3، ص1106.
([1054]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (نالتنا المجاعة).
([1055]) موجدة: غضب. اُنظر: الزمخشري، محمود بن عمر، أساس البلاغة: ص1006.
([1056]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (جاء كتاب عثمان بن محمد بعد هدأة من الليل، وقد كنت انصرفت من عند يزيد، فلم ألبث أن جاءني رسوله).
([1057]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (يا أبا جعفر).
([1058]) «عن الفراء أهل الحجاز يؤنثون الصاع، ويجمعونها في القلة على أصوع، وفي الكثرة على صيعان، وبنو أسد وأهل نجد يذكرون ويجمعون على أصواع، ونقل عن المطرزي عن الفارسي أنه يجمع على آصع بالقلب كما قيل دار وآدر بالقلب». الطريحي، فخر الدين، مجمع البحرين: ج4، ص362.
([1059]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (نفستكم).
([1060]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (يا أبا عبد الملك).
([1061]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (واجتثاث).
([1062]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (لأن تقع الخضراء على الغبراء)، الخضراء: السماء، والغبراء: الأرض.
([1063]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (غرقد).
([1064]) هكذا في الأصل، والصحيح: (ابن)، وكذا ما بعدها.
([1065]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (باسم الله).
([1066]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (خندقهم).
([1067]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (أو تسيروا).
([1068]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (تستطع).
([1069]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (سمّاها طيبة).
([1070]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (الصائفة).
([1071]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (إذا).
([1072]) تقدم بيان معناها في ص142.
([1073]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (فولّيت الحصين بن نمير).
([1074]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (فما بكاؤك أنت يا بنيّ).
([1075]) تقدّمت ترجمته في ص27.
([1076]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (برذعة).
([1077]) أبو رغال: صاحب القبر الذي يُرجم إلى اليوم بين مكّة والطائف. وهو جاهلي، اختلفوا في اسمه ونسبه ومنشأه، ذُكر عنه أنّه كان دليل الحبشة لـمّا غزوا الكعبة، فهلك فيمَن هلك منهم، ولـمّا مر النبي’ بقبره أمر برجمه. اُنظر: الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج5، ص198.
([1078]) هكذا في الأصل، والصحيح (ثلاثة أيام)، وفي المطبوع: (ثلاثاً).
([1079]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (أحداً به رمق).
([1080]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (وليي).
([1081]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (ذوو).
([1082]) تقدّمت ترجمته في ص136.
([1083]) تقدّمت ترجمته في ص129.
([1084]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (البرصاء).
([1085]) هكذا في الأصل، وفي هامشه: (الفزاري).
([1086]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (جمعوص).
([1087]) تقدّمت ترجمته في ص208.
([1088]) تقدّمت ترجمته في ص30.
([1089]) رفاعة بن شدَّاد، أبو عاصم البجليّ الكوفيّ، من أصحاب الإمام علي وابنه الإمام الحسن÷، يُكنّى أبا عاصم، شهد صفِّين مع الإمام علي×، وكان من أصحاب حجر بن عدي الذين طلبهم زياد بن أبيه، ومن الصَّالحين الذين تولّوا تجهيز أبي ذر بعد وفاته بالرَّبذة، وكان من التَّوابين ومن رؤسائهم، حضر يوم عين الوردة، وقاتل مع المختار أهل الكوفة حتّى قُتل في سنة (66هـ). اُنظر: الطّوسيّ، محمد بن الحسن، اختيار معرفة الرجال (رجال الكشـي): ج1، ص283، ح118. ابن العديم، عمر ابن أحمد، بغية الطَّلب في تاريخ حلب: ج8، ص3672.
([1090]) تقدّمت ترجمته في ص147.
([1091]) تقدّمت ترجمته في ص34.
([1092]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (مَن أستعمل).
([1093]) تقدّمت ترجمته في ص58.
([1094]) العراقين: الكوفة والبصرة.
([1095]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (يريدون).
([1096]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (على مسلم) غير موجودة.
([1097]) تقدّمت ترجمته في ص58.
([1098]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (عبيد الله)، وهو الصحيح.
([1099]) الكبرة من الكبر بكسر الكاف، الرفعة في الشرف.
أقول: هذه القصة حصلت في بيت هانئ بن عروة، لكن لا كما يرويها المؤلِّف هنا، بل كما رواها صاحب الأخبار الطوال: أنّ الذي كان مريضاً فعلاً هو شريك الأعور، وكان مرافقاً لابن زياد عند مجيئه من البصرة، وكان شريك شيعياً فنزل دار هانئ، ولما علم بعيادة ابن زياد له اقترح على مسلم قتل ابن زياد، ثمّ إنّ هذه الكلمة (وكان من أشجع الناس، ولكنه أخذته كبوة) كلمة حق يُراد بها باطل، فالذي منع مسلم من قتل ابن زياد، ما قاله مسلم×، كما رواه الدينوري في الأخبار الطوال: «منعني منه خلتان: إحداهما كراهية هانئ لقتله في منزله، والأُخرى قول رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): (إنّ الإيمان قيد الفتك، لا يفتك مؤمن)». اُنظر: الدينوري، أحمد بن داوود، الأخبار الطوال: ص234. أبو الفرج الأصفهاني، عليّ بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص65. ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج5، ص129.
([1100]) زياد بن عبيد الثقفي. وُلِد في عهد النبي’. جمع له معاوية البصـرة والكوفة، فتتبع الشيعة فيهما، فقتلهم تحت كلّ حجر ومدر، وطردهم وشردهم، حتى نفوا عن العراق؛ فلم يبقَ بها أحد معروف مشهور. هلك بالكوفة سنة (53هـ). وقصة نسب زياد باختصار هي: إنّ كسرى قد أعطى أبا الجبر ـ أحد ملوك اليمن ـ في جملة ما أعطاه عبدين (سُمَيّة وعُبَيداً)، ثمّ أهداهما أبو الجبر للحارث ابن كلدة الثقفي ـ طبيب العرب ـ بعد أن عالجه من السم، فقام الحارث بتزويج عبيد من سمية. وكان أبو سفيان يُتهم في الجاهلية بالتردد على سمية، فولدت سمية زياداً في تلك المدّة، على فراش زوجها عبيد. وكان يُقال: زياد بن عبيد وزياد بن سمية وزياد بن أبيه وزياد ابن أُمّه. وفي يوم قال عمرو بن العاص: أما والله لو كان هذا الغلام من قريش لساق العرب بعصاه، فقال أبو سفيان: إنّي لأعرف الذي وضعه في رحم أُمّه. فقيل له: ومَن هو يا أبا سفيان؟ قال: أنا.
فلمّا أراد معاوية استمالة زياد تمسّك بقول أبيه المتقدم، فاستلحقه في سنة أربع وأربعين للهجرة. وخالف بذلك الحديث الصحيح: «إنّ الولد للفراش وللعاهر الحجر»؛ لغرض دنيوي، وقد أنكروا ذلك على معاوية، حتى قيلت فيها الأشعار، منها:
ألا أبلغ معاوية بن حرب |
|
مغلغلة من الرجل اليماني |
أتغضب أن يُقال أبوك عف |
|
وترضى أن يُقال أبوك زاني |
فلما بلغ أبا بكرة بن الحارث ـ أخو زياد ـ أنّ معاوية استلحقه وأنّه رضى بذلك حلف يميناً أن لا يكلمه أبداً، وقال: هذا زنى أُمّه وانتفى من أبيه، والله ما علمت سمية رأت أبا سفيان قط. اُنظر: ابن شاذان، الفضل بن شاذان، الإيضاح: ص549. ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب: ج2، ص523. الطبرسي، الفضل بن الحسن، الاحتجاج: ج2، ص17. الشوكاني، محمد بن علي، نيل الأوطار: ج5، ص194.
([1101]) هكذا في الأصل، الصحيح: (بيضاء).
([1102]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (بيضاء).
([1103]) هكذا في الأصل، والمطبوع، ولعل الصحيح (فجُرِح وأُسر).
([1104]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (ماء).
([1105]) آل أبي معيط من العوائل التي عُرفت بعدائها للإسلام فعقبة بن أبي معيط أمر رسول الله’ بضرب عنقه وقتله صبراً، والوليد بن عقبة نزل فيه قوله تعالى: (ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ)، وهو الذي ضربه أمير المؤمنين× ثمانين جلدة لـمّا شرب الخمر في ولايته على الكوفة لعثمان بن عفان، وقد عُرف بمواقفه المعادية لأهل البيت^ ووقوفه إلى صفِّ معاوية ضد الإمام علي×.
([1106]) شهر بن حوشب هذا لم يُذكر له موقف في واقعة الطف وما سبقها من أحداث، وقد ذُكرت مثل هذه المواقف لشمر بن ذي الجوشن، فلعلّ تصحيفاً وقع على الاسم، وسنشير إلى كلّ موقف في محله مع ذكر المصدر. اُنظر: أبو العرب، محمد بن أحمد، المحن: ج1، ص152.
([1107]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (لا أسقيك).
([1108]) هكذا في الأصل، والمراد منه عمر بن سعد وقد تقدّمت ترجمته في ص151.
([1109]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (فأي شيءٍ).
([1110]) اُنظر أيضاً: ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح: ج5، ص45، روى الحادثة مفصلةً. أبو العرب، محمد ابن أحمد. المحن: ج1، ص152. البيهقي، إبراهيم بن محمد، المحاسن والمساوئ: ج1، ص28. البري، محمد بن أبي بكر، الجوهرة في نسب الإمام عليّ وآله: ص43.
([1111]) هكذا في الأصل، والمراد منه عمر بن سعد.
([1112]) وادي السباع: من نواحي الكوفة، سُمّي بذلك لأنّ أسماء بنت دريم بن القين بن أهود بن بهراء، كان يُقال لها: أُمّ الأسبع وولدها بنو وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، وكانت تنزل أولادها بهذا الوادي فسُمّي وادي السباع بأولادها. اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج5، ص344.
([1113]) ما رواه المؤلف في قضية سقي خيول جيش ابن زياد الذي كان بقيادة الحر على خلاف المشهور، فقد ورد في تاريخ الطبري والإرشاد أنّ الامام الحسين× قال لفتيانه: «اسقوا القوم وارووهم من الماء ورشفوا الخيل ترشيفاً، فقام فتيانه فرشفوا الخيل ترشيفاً». اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص302. المفيد، محمّد بن محمّد، الإرشاد:ج2، ص78.
([1114]) تقدّم بيان موقعها في ص120.
([1115]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (الماء) وهو الصحيح.
([1116]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (الماء) وهو الصحيح.
([1117]) صاحب هذه المقولة شمر بن ذي الجوشن. اُنظر: أبو العرب، محمد بن أحمد، المحن: ج1، ص153.
([1118]) تقدّمت ترجمته في ص20.
([1119]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (الماء) وهو الصحيح.
([1120]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (عبيد الله بن زياد).
([1121]) تقدّمت مناقشة هذه الفرية في ص158.
([1122]) من الثابت تاريخياً أنّ صاحب هذا الموقف هو شمر بن ذي الجوشن. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص313.أبو العرب، محمد بن أحمد، المحن: ج1، ص154.
([1123]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (لا رأى).
([1124]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (ينزل).
([1125]) كما تقدّم أنّ صاحب هذا الموقف هو شمر بن ذي الجوشن. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص314.أبو العرب، محمد بن أحمد، المحن: ج1، ص154.
([1126]) الذي قاتل على فرس مع أبيه الإمام الحسين× هو علي الأكبر وقد تقدّمت ترجمته في ص23.
([1127]) تقدّمت ترجمته في ص23.
([1128]) تقدّمت ترجمته في ص23.
([1129]) تقدّمت ترجمته في ص21.
([1130]) تقدّمت ترجمتها في ص20.
([1131]) ذكر أبو الفرج الأصفهاني في كتابه مقاتل الطالبيين ما نصه: ذكر محمد بن علي بن حمزة: أنّه قُتل يومئذٍ إبراهيم بن علي بن أبي طالب×، وأُمّه أُم ولد. وما سمعت بهذا من غيره ولا رأيت لإبراهيم في شيء من كتب الأنساب ذكراً. اُنظر: أبو الفرج الأصفهاني، عليّ بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص57.
([1132]) تقدّمت ترجمته في ص22.
([1133]) تقدّمت ترجمته في ص30.
([1134]) تقدّمت ترجمته في ص30.
([1135]) تقدّمت ترجمتها في ص73.
([1136]) تقدّمت ترجمته في ص26.
([1137]) ذكر المؤلف أن محمد بن الحسين كان مع الأسرى من أهل بيته، وهناك رأي آخر أنّه استُشهد بين يدي الإمام الحسين×. اُنظر: ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص259. الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث: ج17، ص18.
([1138]) جمع قميص. اُنظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج7، ص82.
([1139]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (أخلصتم).
([1140]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (أبي عبد الله).
([1141]) الحديد: الآية22ـ23.
([1142]) إشارة إلى قوله تعالى: (ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ)، الشورى: الآية30.
([1143]) هكذا في الأصل، وفي المطبوع: (بظر) والبظر: تقدّم بيان معناه في ص 98.
([1144]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص352. ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح: ج5، ص129. المفيد، محمّد بن محمّد، الإرشاد: ج2، ص119. أقول: حاول الدينوري كعادته في هذا الكتاب تلميع صورة يزيد بإظهاره بمظهر الشفيق الرحيم، فلو كان يزيد صادقاً في ندمه على جريمته البشعة لدفع الرأس الشـريف إلى أهله يلحقونه بجسده ويدفنونه معه، ولم يرسله إلى واليه على المدينة ليصبح أُلعوبة بيد مروان بن الحكم الطريد ابن الطريد.
([1145]) اُنظر: ابن عساكر، عليّ بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج6، ص74. الصفدي، خليل بن أيبك، الوافي بالوفيات: ج8، ص155.
([1146]) اُنظر: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج1، ص5.
([1147]) تقدّمت ترجمته في ص70.
([1148]) تقدّمت الإشارة إلى الخلاف في ولادته في ص70.
([1149]) اُنظر أيضاً: ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزّيارات: ص116. الصدوق، محمد بن عليّ، الأمالي: ص285.
([1150]) اُنظر أيضاً: البغدادي، محمد بن حبيب، المنمَّق في أخبار قريش: ص424. الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي: ج8، ص233. الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص95. ابن عساكر، عليّ بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص125. الراوندي، سعيد بن هبة الله، الخرائج والجرائح: ج2، ص889.
([1151]) اُنظر أيضاً: ابن أبي شيبة، عبد الله بن محمد، المصنف: ج7، ص515. ابن حنبل، أحمد، مسند أحمد: ج4، ص172. البخاري، محمد بن إسماعيل، الأدب المفرد: ص85. ابن ماجة، محمد بن يزيد، السّنن: ج1، ص51. الحاكم النيسابوري، محمد بن عبد الله، المستدرك على الصحيحين: ج3، ص177.
([1152]) وجاء ضبطه في أكثر من مصدر بالألف المقصورة لا الياء. اُنظر: المزّي، يوسف، تهذيب الكمال: ج26، ص465. ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، تهذيب التهذيب: ج6، ص406.
([1153]) هو ربيعة بن شيبان، أبو الحوراء، السعدي البصريّ. و(السعداء) الظاهر أنّها مزيدة لم ترد في غيره من المصادر. اُنظر: المزي، يوسف، تهذيب الكمال: ج9، ص119.
([1154]) اُنظر أيضاً: ابن حنبل، أحمد، الطّيالسـي، سليمان بن داود، مسند الطّيالسـي: ص163. مسند أحمد: ج1، ص200، (عن طريق يحيى بن سعيد عن شعبة). الضحّاك، أحمد بن عمرو، الآحاد والمثاني: ج1، ص302. التّرمذي، محمد بن عيسى، السُّنن: ج4، ص77، رقم2637، مقتصراً على جزء منه. ابن خزيمة، محمد بن إسحاق، صحيح ابن خزيمة: ج1، ص59. وغيرهم كذلك، إلّا أنّ في جميعها كان المسؤول هو الحسن بن عليّ وليس الحسين^.
([1155]) ابن أبي شيبة، عبد الله بن محمد، المصنف: ج7، ص513، رقم12، قائلاً: حدّثنا عيسى بن يونس به.
أقول: قال العلّامة الطباطبائي في الميزان ـ معلِّقاً على هذه الرّواية وعلى ما جاء في معناها بقوله ـ: «الرواية لا تخلو من شيء، وأنّى تنال الفتنة من النبيِّ|، وهو سيّد الأنبياء المُخْلَصين، معصوم مؤيّد بروح القُدُس»، وقال: «فالوجه طرح الروايات، إلّا أن تُؤوّل». الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن: ج19، ص310.
([1156]) تقدّمت ترجمته في ص59.
([1157]) اُنظر أيضاً: ابن حنبل، أحمد، مسند أحمد: ج1، ص98. البخاري، محمّد بن إسماعيل، الأدب المفرد: ص177، رقم846.
أقول: وظاهر الحديث بعيد عن سجيَّة أمير المؤمنين×؛ فإنّه× ما كان يسبق رسول الله| بشيءٍ من أعماله، كما هو مدلول كثيرٍ من الرّوايات الواردة عن أهل البيت×. اُنظر: الصدوق، محمد بن علي، عيون أخبار الرضا×: ج2، ص29. الطوسي، محمد بن الحسن، الأمالي: ص367. ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص189، وجاء في نهج البلاغة: (ج2، ص157) قوله: «ولقد كنت أتبعه اتّباع الفصيل أثر أُمّه». ولمؤسسة وارث الأنبياء× دراسات وبحوث مفصلة تبطل هذه الدعوة.
([1158]) تقدّمت ترجمته في ص23.
([1159]) وهي ليلى بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفيّ. كما تقدم في ترجمتها: ص24.
([1160]) تقدّمت ترجمته في ص159.
([1161]) تقدّمت ترجمته في ص220.
([1162]) والدّعيّ: المتّهم في نسبه، أو المنسوب إلى غير أبيه، وعنى بذلك عبيد الله ابن زياد. اُنظر: مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج1، ص287.
([1163]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص340. القاضي المغربي، النعمان ابن محمد، شرح الأخبار: ج3، ص15. ولكنّه لم يأتِ بهذا البيت الأخير، وإنّما نقل غيره.
([1164]) أراد به الإمام علي بن الحسين السجاد×، وقد تقدّمت ترجمته في ص27.
([1165]) تقدم الاختلاف في اسمها‘، في ص72.
([1166]) تقدّمت ترجمته في ص206.
([1167]) اُنظر أيضاً: العجلي، عبد الله بن صالح، معرفة الثّقات: ج2، ص153، وفيه اختلاف يسير وزيادة، ومثله ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج41، ص375.
([1168]) هكذا في الأصل، والصحيح: (ويكنى).
([1169]) قال الشيخ المفيد: «توفّي بالمدينة سنة خمس وتسعين للهجرة، وله يومئذٍ سبع وخمسون سنة». المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص137. ومثله: الطبري، محمد بن جرير، دلائل الإمامة: ص192. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج41، ص413ـ414.
([1170]) تقدّمت ترجمتها في ص73.
([1171]) اُنظر أيضاً: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص135.
([1172]) تقدّمت ترجمتها في ص74.
([1173]) تقدّمت ترجمتها في ص25.
([1174])تقدّمت ترجمته في ص28.
([1175]) عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفّان القرشي الأُموي، المعروف بالمطرف، أُمّه حفصة بنت عبد الله ابن عمر بن الخطاب. قيل: إنّه تزوج بفاطمة بنت الحسين بن علي× بعد وفاة زوجها الحسن بن الحسن بن علي×، فأولدت له محمداً المعروف بالديباج، والذي نفاه الحجاج للربذة مع بني الحسن×؛ وذلك لأنّه أخو عبد الله بن الحسن بن الحسن لأُمّه؛ فكان مائلاً إلى بني الحسن×. ولكن صاحب أعيان الشيعة شكك في قضية زواجها من العثماني وذهب إلى كون القصة مكذوبةً. كما أنّ الحسن بن الحسن توفي سنة (97هـ) فيكون عمرها قد تجاوز الخمسين؛ بناء على أنّها تزوجت من الحسن قبل عاشوراء، وهذا السن ممّا لا ترغب فيه النساء من الزواج عادة. ويؤيده ما جاء في نهاية الأرب للنويري في قصّة عزل عبد الرحمن بن الضحاك، من أنّه خطب فاطمة بنت الحسين بن علىّ^، فقالت: ما أريد النكاح، ولقد قعدت على بنىّ هؤلاء، فألحّ عليها، وتوعّدها، فشكته إلى الخليفة الأُموي يزيد بن عبد الملك فعزله عن مكّة والمدينة. اُنظر: أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص122. النويري، أحمد بن عبد الوهاب، نهاية الأرب في فنون الأدب:ج21، ص395. المزي، يوسف، تهذيب الكمال: ج15، ص364. محمد بن أحمد، الذهبي، تاريخ الإسلام: ج6، ص265. الأمين، محسن بن عبد الكريم، أعيان الشيعة: ج8، ص388.
([1176]) تقدّمت ترجمته في ص26.
([1177]) عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب^، مدني، تابعي، من أصحاب الإمام الصادق×، كان فاضلاً جليلاً، وولي صدقات النبي’ وصدقات أمير المؤمنين×، وكان ورعاً سخياً. اُنظر: التفرشي، مصطفى بن الحسين، نقد الرجال: ج3، ص360.
([1178]) زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب^، يكنّى أبا الحسين، من علماء آل البيت^، وقد اتّفق علماء الإسلام على جلالته وثاقته وورعه وعلمه، والروايات في فضله كثيرة، وقد كُتِب كثيراً في فضائله. لم يدّعِ الإمامة لنفسه، ولكن لِـما له من الجلالة والفضل، وكذلك الدعوة للجهاد التبس الأمر على كثير من الناس فاعتقد جماعة بإمامته عُرِفوا بالفرقة الزيدية. من جملة ما ورد في مدحه وتبرئته من ادّعاء الإمامة قول الإمام الصادق×: «... ولا تقولوا خرج زيد، فإنّ زيداً كان عالماً وكان صدوقاً، ولم يدعُكم إلى نفسه إنّما دعاكم إلى الرضا من آل محمد^، ولو ظهر لوفى بما دعاكم إليه». خرج على هشام بن عبد الملك، وقُتِل بالكوفة وصُلب× عرياناً، وحُمل رأسه فطيف به الشام، ثمّ حُمل إلى مصـر فدُفن هناك، وبقي مصلوباً أربع سنين، وقيل: خمس سنين، ثمّ أُحرق جسده الشريف وذُرّي رماداً في نهر الفرات. ومقتله سنة: (122هـ)، وقيل: (120هـ). وله من العمر 42 سنة. اُنظر: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص251. الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي: ج8، ص264. أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص86ـ98. ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي، المنتظم في تاريخ الأُمم: ص1258.
([1179])
علي بن علي بن الحسين×، أبو الحسن، أُمّه أُمّ ولد، وهو أخو زيد الشهيد وعمر
لأمّهما وأبيهما، تُوفّيَ بـ(ينبع) وله من العمر ما يقرب من ثلاثين سنة. عقبه من
ابنه الحسن الأفطس (والفَطَس
ـ بالتحريك ـ: تطامن قصبة الأنف وانتشارها)، وهو المعروف بهذا الوصف ـ الأفطس ـ
وليس الأب، وإن كان البري وابن قتيبة قد وافقا البلاذري من بين النسّابين،
بقولهما: علي بن علي بن الحسين، كان يُلقّب الأفطس. اُنظر: ابن قتيبة الدينوري،
عبد الله بن مسلم، المعارف: ص216. أبو نصر البخاري، سهل بن عبد الله، سر السّلسلة
العلوية: ص76. البريّ، محمد بن أبي بكر، الجوهرة في نسب الإمام علي وآله: ص52.
([1180]) اُنظر أيضاً: ابن حزم، عليّ بن أحمد، جمهرة أنساب العرب: ص52. العمريّ، علي بن محمد، المجدي في أنساب الطالبيين: ص93. وفيهما أكثر تفصيلاً.
([1181]) تقدّمت ترجمته في ص91.
([1182]) الإمام موسى بن جعفر بن محمد كنيته، أبو الحسن، الإمام السابع لشيعة أهل البيت^. ولد بالمدينة المنورة سنة (128هـ)، وُلد له أربعون ولداً من ذكر وأنثى. يُدعى العبد الصالح لعبادته واجتهاده، وكان سخياً يبلغه عن الرجل يؤذيه فيبعث إليه بصرّةٍ فيها ألف دينار، حبسه المهدي العباسي وأطلقه بعد رؤيةٍ رآها، ثمّ حمله هارون من المدينة إلى بغداد وحبسه وبقي في حبسه حتى استُشهد مسموماً سنة (183هـ). اُنظر: ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي، المنتظم في تاريخ الملوك والأُمم: ج9، ص88. الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام: ج12، ص417.
([1183]) الدورق: مكيال للشرب، وقيل: الجرّة ذات العروة. وضبطه ابن قتيبة والسخاويّ: بـ(دقدق)، وهو: العَدْو الشديد، وأصل الدقدقة أصوات حوافر الدوابّ في سرعة تردّدها، وإذا رأيت القوم في جلبة أو طعام قلت: هم في دقدقة، وكذلك إذا اختلفت إليهم الدوابّ. اُنظر: الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين: ج5، ص115. ابن قتيبة الدينوري، عبد الله بن مسلم، المعارف: ص215. ابن دريد الأزدي، محمد بن الحسن، جمهرة اللغة: ج1، ص193. الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج4، هامش ص1474. السعدي، علي بن جعفر، كتاب الأفعال: ج1، ص376. السخاوي، شمس الدين، التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة: ج2، ص84.
([1184]) تقدّمت ترجمته في ص89.
([1185]) تقدم بيانها في ص139.
([1186]) اُنظر أيضاً: المحاملي، حسين بن إسماعيل، أمالي المحاملي: ص226، رقم 215. ابن عساكر، عليّ بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص200. أقول: المقصود من الحرمة حرمة بيت الله الحرام.
([1187]) التَّعريد: ترك القصد، وسرعة الذّهاب، والانهزام. اُنظر: الفراهيديّ، الخليل بن أحمد، العين: ج2، ص32. ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج3، ص288.
([1188]) اُنظر أيضاً: الهيثمي، عليّ بن أبي بكر، مجمع الزوائد: ج9، ص191.
([1189]) كان موقف سيّد الشّهداء الإمام الحسين× من قضيّة الصلح كموقف أخيه الإمام الحسن×، فكان يرى ضرورة المهادنة ولزوم المسالمة، وقد كانت العوامل والظروف الموضوعيّة التي تكتنف الوضع آنذاك تحتّم على الإمام الحسين× أن يستجيب للصلح ولا يناجز معاوية. قال الشيخ المفيد: فلمّا مات معاوية وانقضت مدّة الهدنة التي كانت تمنع الحسين بن عليّ من الدّعوة إلى نفسه، أظهر أمره بحسب الإمكان. وللتفصيل أكثر في هذا المجال راجع: الدينوري، أحمد بن داود، الأخبار الطوال: ص220. اليعقوبي، أحمد بن إسحاق، تاريخ اليعقوبي: ج2، ص228. الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي: ج8، ص330. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص31. ابن عساكر، عليّ بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص205. العاملي، علي الكوراني، جواهر التاريخ: ج3، ص368.
([1190]) تقدّمت ترجمته في ص93.
([1191]) جندب بن عبد الله الأزديّ، من أصحاب الإمام علي×، وروي عن أبي جعفر×، أنه قال: «شهد مع عليّ بن أبي طالب× من التابعين ثلاثة نفر بصفِّين، شهد لهم رسول الله’ بالجنّة ولم يرَهم، أُويس القرنيّ، وزيد بن صوحان العبدي، وجندب الخير الأزديّ رحمة الله عليهم». الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث: ج5، ص145ـ146.
([1192])تقدّمت ترجمته في ص30.
([1193])تقدّمت ترجمته في ص208.
([1194])تقدّمت ترجمته في ص50.
([1195]) إشارة إلى الآية: (ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ). الأحزاب آية38.
([1196]) إشارة إلى الآية: (ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ). الأحزاب: آية37.
([1197]) المُدى جمع مُدْية وهي السكين. اُنظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج11، ص530.
([1198]) النساء: آية19.
([1199]) البقرة: آية216.
([1200]) دير هند الكبرى: ويسمى كذلك دير هند الأقدم، هو دير بنته هند بنت الحارث بن عمرو الكنديأُمّ عمرو بن المنذر بالحيرة. وكتبت في صدره: بنت هذه البيعة هند بنت الحارث بن عمرو بن حجر الملكة بنت الأملاك وأُمّ الملك عمرو بن المنذر، فالإله الذي بنت له هذا الدير يغفر خطيئتها ويترحم عليها وعلى ولدها ويقبل بها وبقومها إلى إقامة الحق، ويكون معها ولدها الدهر الداهر. وروى ياقوت عن عبد الله بن مالك الخزاعي أن يحيى بن خالد البرمكي خرج مع الرشيد إلى الحيرة لمشاهدة آثار قبر النعمان، فطالعا كتابة على أحد جدران الدير نصها.
إنّ بني المنذر عام انقضوا |
|
بحيث شاد البيعة الراهب |
تنفح بالمسك ذفاريهم |
|
وعنبر يقطبه القاطب |
اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج2، ص541ـ54. الموسوعة الحرة ويكيبيديا.
([1201]) هكذا في الأصل، والصحيح: (فتمثّل).
([1202]) اُنظر أيضاً: ابن أبي الحديد، عبد الرحمن، شرح نهج البلاغة: ج16، ص16. نقلاً عن المدائني بتفاوتٍ يسير ولم ينقل البيت الثّاني.
([1203]) محمَّد بن بشر الهمدانيّ: وقع في طرق التوحيد للصدوق، يروي عن محمد بن الحنفية، كما روى مكاتبة الشيعة للإمام الحسين× بعد هلاك معاوية. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأمم والملوك: ج4، ص261. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج6، ص480.
([1204]) سفيان بن ليلىويكنى بأبي عامرالهمدانيّ أو النهدي أو البهمي كوفي، ذُكر في مصادر تأريخية معتبرة على أنّه (ابن الليلأو ابن أبي الليل) ويُنقل بأنّه هو الذي قال للإمام الحسن× (يامذلّ الشيعة). اُنظر: البخاري، محمّد بن إسماعيل، التاريخ الكبير: ج4، ص88. ا بن أعثم الكوفي، أحمد بن أعثم، الفتوح: ج4، ص295. الرّازي، عبد الرحمن بن محمد، الجرح والتعديل: ج4، ص219. ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب: ج1، ص387. ابن عساكر، علي بن الحسين، تاريخ مدينة دمشق: ج13، ص279.
([1205]) أحلاس البيوت: ما يبسط تحت جياد الثياب، أي: الزم البيت لزوم البساط. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج3، ص919. ابن فارس، أحمد، معجم مقاييس اللغة: ج2، ص97.
([1206]) النحل: الآية128.
([1207]) حُجر بن عدي بن معاوية بن جبلة، أبو عبد الرحمن الكندي، المعروف بحُجر الخير، أدرك النبي’، وهو من الذين شهد لهم النبي’ بأنّهم عصابةٌ من المؤمنين. صحب أمير المؤمنين×، وكان من أبرز شيعته، وشارك في جميع حروبه، قُتل بأمرٍ من معاوية شهيداً سنة (51هـ)، ودُفِن في مرج عذراء في سوريا، بعد أن كان فتحها بنفسه. اُنظر: ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة: ج2، ص32. القمي، عباس، الكنى والألقاب: ج1، ص304.
([1208]) هكذا في الأصل، والصحيح: (أتى).
([1209]) هكذا في الأصل بالياء، والصحيح: (حتى) بالألف المقصورة.
([1210]) غارون: أَي غافلون. اُنظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج5، ص22.
([1211]) أقول: كون حجر بن عدي أوَّل مَن ذمَّ الإمام الحسن× لم ينقله إلا البلاذري، ثم نقله من تأخر عنه. ولكنه لا يتلاءم مع شخصية حجر الذي عُرف بولائه لأهل هذا البيت^، ولما عُرضت عليه البراءة من أمير المؤمنين× لم يتبرّأ منه حتى قُتل. وممّا يدلّ على حسن ولائه أنّ الإمام الحسن× امتدح حجراً في آخر كلامه هذا. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص205. ابن عساكر، عليّ بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج8، ص25.
([1212]) اكتموا الهوى: أي اكتموا الذي تهوون وتحبّون.
([1213]) ا لأظناء: المتّهمون. اُنظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج13، ص273.
([1214]) اُنظر أيضاً: الدينوري، أحمد بن داوود، الأخبار الطوال: ص222.
([1215]) عمرو بن عثمان بن عفان الأُموي، ولد في عهد عمر بن الخطاب وأُمّه أُمّ عمرو بنت جندب. أكبر إخوته سناً، كنيته أبو عثمان. والد الشاعر العرجي عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان. روى عن أبيه وأسامة بن زيد. توفي في حدود الثمانين. اُنظر: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى: ج5، ص150. الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام: ج5، ص496. ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، تهذيب التهذيب: ج8، ص69.
([1216]) تقدّمت ترجمته في ص60.
([1217]) صوّب بعضٌ أن يكون (الشّرى) بدل (الثّرى)، والشّرى: موضع كثير الأُسد. متخفية كامنة للصيد. اُنظر: البكري الأندلسي، عبد الله بن عبد العزيز، معجم ما استعجم: ج3، ص785.
([1218]) اُنظر أيضاً: ابن سعد، محمد، ترجمة الإمام الحسين×: ص54. الطبرسي، أحمد بن علي، الاحتجاج: ج2، ص21. نقل نص كتاب الإمام الحسين× ولم ينقل آخره. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص205.
([1219]) اُنظر أيضاً: الطوسي، محمد بن الحسن، اختيار معرفة الرجال (رجال الكشـي): ج1، ص259. أقول: يبدو واضحاً من السـرد التّاريخيّ المتقدّم أنّ فيه مجانبة للواقع ولسير الأحداث وقتها، فإنّ معاوية ما ترك تهمة إلّا وألصقها بأمير المؤمنين× وأبنائه، وسنّ سبهم على المنابر قرابة سبعين سنة، ولم يرقب حينذاك أن يكون سبّه بغير الحق أو يقول لم أجد فيهم للعيب موضعاً! فهذا يضعنا أمام حقيقة واضحة تحتّم ضرورة نقد التّاريخ الذي كتبه وعاظ السلاطين.
([1220]) اُنظر أيضاً: الطبرسي، أحمد بن علي، الاحتجاج : ج2، ص22.
([1221]) تقدّمت ترجمته في ص62.
([1222]) تقدّمت ترجمته في ص129.
([1223])تقدّمت ترجمته في ص79.
([1224]) تقدّمت ترجمته في ص107.
([1225]) تقدّمت ترجمته في ص131.
([1226]) «خار الله لك، أي: أَعطاك ما هو خير لك». ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج4، ص267.
([1227]) ولعل هذا هو الأصح كما ستأتي الإشارة إليه ومناقشة القول الأول، في كتاب الأخبار الطوال.
([1228]) اُنظر أيضاً: الدينوري، أحمد بن داوود، الأخبار الطوال: ص228. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص261. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص19ـ 20.
([1229]) وهو الصحيح، كما عن أنساب السمعاني؛ نسبة إلى سكناه بقرب المقبرة في المدينة المنورة. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص253. السمعاني، عبد الكريم بن محمد، الأنساب: ج5، ص361.
([1230]) الذعر: يعنى الفزع والخوف. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج2، ص663.
([1231]) «السوام: النعم السائمة، وأكثر ما يُقال للإبل خاصة. والسائمة تسوم الكلأ، إذا داومت رعية. والرعاة يسومونها أي: يرعونها، والمسيم الراعي». الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين: ج7، ص320.
([1232]) أحيدا: «حاد عن الشيء مال عنه وعدل، وأصله حيدودة». اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج2، ص467.
([1233]) اُنظر أيضاً: القاضي المغربي، النعمان بن محمد، شرح الأخبار: ج3، ص144. واُنظر: الطبري، محمد ابن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص253. المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب ومعادن الجوهر: ج3، ص54. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص204.
([1234]) لم ينقله أحدٌ غير البلاذري.
([1235]) تقدّمت ترجمته في ص285.
([1236])تقدّمت ترجمته في ص39.
([1237]) هكذا في الأصل، والصحيح: (انتزى)، والتنزّي: التوثّب والتسرّع. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج6، ص2507.
([1238])تقدّمت ترجمته في ص147.
([1239]) اُنظر أيضاً: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص37. ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص241.
([1240]) عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان بن عبد الله، أبو سليمان، ويُقال: أبو مطرف الثقفي، المعروف بـابن أُمّ الحكم، أُمّه أُمّ الحكم بنت أبي سفيان أُخت معاوية. ولي الكوفة والموصل ومصـر، وهو مَن تولّى قتل عمرو بن الحمق الخزاعي، ثمّ أرسل برأسه إلى معاوية، وهو أوّل رأس حمل في الإسلام. وقد طرده أهل الكوفة لسوء سيرته، فلحق بخاله معاوية، فولّاه مصر، فاستقبله معاوية بن حديج، فقال له: ارجع إلى خالك فلعمري لا تسير فينا سيرتك في إخواننا من أهل الكوفة، فرجع. اُنظر: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى: ج5، ص519. العصفري، خليفة بن خياط، تاريخ خليفة: ص561. النويري، أحمد بن عبد الوهاب، نهاية الأرب في فنون الأدب: ج20، ص362.
([1241]) تقدم بيان المقصود من النعت بالعثماني في ص 120.
([1242]) عبد الله بن سبع ـ ويُقال: مسمع، بوزن: منبر أو سبلع أو سبيع ـ بن صعب بن معاوية السبيعي الهمداني، من أصحاب أمير المؤمنين، من جملة ما روى عن أمير المؤمنين× إخباره عن النبي| بقتل ابن ملجم له×. ورد ذكره في التوّابين؛ فيظهر أنه لم يشترك في عاشوراء. اُنظر: ابن المغازلي، عليّ بن محمّد، مناقب عليّ بن أبي طالب×: ص171. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص38.
([1243]) عبد الله بن وال (التيمي) ـ ويُقال: التميمي ـ من أصحاب أمير المؤمنين، وقد دعا له×، وكان من الفقهاء العُبّاد، أحد القادة البارزين في ثورة التوّابين في معركة عين الوردة سنة (65هـ)، حمل عليه العدو، وهو يتلو: (ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ)، فغاظهم ذلك، فطعنوه فقتلوه. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص467ـ468. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج5، ص124.
([1244])تقدّمت ترجمته في ص39.
([1245])تقدّمت ترجمته في ص56.
([1246]) عمارة بن عبد السلولي: من رواة الحديث كوفي، روى عن علي× وحذيفة، وروى عنه أبو إسحاق السبيعي، وهو ممن حملوا رسائل أهل الكوفة إلى الإمام الحسين×. حثّ هانئ بن عروة على قتل ابن زياد عندما أراد عيادة هانئ. اُنظر: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى: ج6، ص227. العجلي، أحمد بن عبد الله، معرفة الثقات: ج2، ص162. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص26.
([1247]) اُنظر أيضاً: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص38. الفتّال النيسابوري، محمد بن الحسن، روضة الواعظين: ص172.
([1248]) محمد بن عمير بن عطارد، أبو عمير التميمي، كان سيّد أهل الكوفة، وصاحب ربع مُضـر، ومن الذين استشارهم أمير المؤمنين× في التعامل مع معاوية، وقال لهم: أنتم وجوه العرب عندي ورؤساء أصحابي. جعله الإمام× على تميم الكوفة في معركة صفِّين. فلمّا ولي الحجاج الكوفة فارقها وسار إلى الشام؛ لكراهته ولاية الحجاج. وعقد له المختار راية على أذربيجان. اُنظر: الطبري، محمد ابن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص509. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ دمشق: ج55، ص38. الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام: ج6، ص194. ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، لسان الميزان: ج5، ص330.
([1249]) حجّار بن أبجر بن جابر العجلي، أدرك عصر النبي’، كان أبوه نصـرانياً، وكان له منزلةٌ فيهم. وكان حجّار ممَّن شهد على حجر بن عدي، وممّن كتب إلى الإمام الحسين× بالقدوم للكوفة، وقد أنكر ذلك بعد أن سأله الإمام× يوم عاشوراء. وكان من رؤوس الجريمة في عاشوراء، ثمّ حارب المختار، وبقي حيّاً إلى سنة (71هـ). اُنظر: أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، الأغاني: ج17، ص98. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج12، ص205، وص220. ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة: ج2، ص143.
([1250]) يزيد بن الحرث ـ ويقال: الحارث ـ بن رُويم الشيباني، أدرك عصر النبوّة، وهو ممّن كاتب الإمام الحسين× وتخلّف عنه، ثمّ صار من شيعة بني أُميّة، ثمّ زبيرياً، وشي بسليمان بن صرد عند عبد الله ابن يزيد والي ابن الزبير على الكوفة، ثمّ صار أميراً على الري. قتله الخوارج بها سنة (68هـ). اُنظر: ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح: ج6، ص209. النويري، أحمد بن عبد الوهاب، نهاية الأرب في فنون الأدب: ج20، ص526. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج8، ص180.
([1251]) عَزْرَة ـ ويُقال: عروة ـ بن قيس الأحمسي، ممّن شهد على حجر بن عدي، جعله عمر بن سعد على الخيل يوم عاشوراء، وكان يحوم بخيله حول مخيم الإمام الحسين× لليلة العاشر لئلّا ينصـرف أحد ليلاً، وكان من الذين حملوا رؤوس أصحاب الإمام الحسين× إلى ابن زياد. اُنظر: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص84. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج40، ص315.
([1252]) تقدّمت ترجمته في ص153.
([1253]) الجناب: الفناء وما قرب من محلّة القوم، يُقال: أخصب جناب القوم. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج1 ص102، (جنب).
([1254]) طمَّت: كل شيء كثر حتى علا وغلب فقد طمّ. اُنظر: المصدر السابق: ج5، ص1976، (طمم).
([1255]) الجم: ما اجتمع من ماء البئر، والجمّة: المكان الذي يجتمع فيه ماؤه، وجمعه: الجمام. اُنظر: المصدر السابق: ج5، ص1889، ص189، (جمم).
([1256]) اُنظر أيضاً: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص38. الفتال النيسابوري، محمد بن الحسن، روضة الواعظين: ص173. ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص241.
([1257]) تقدّمت ترجمته في ص34.
([1258]) «الحُشاشة: رَمَق بقية من حياة». ابن منظور،محمد بن مكرم، لسان العرب : ج6، ص284.
([1259]) أكبر الظنّ أنّ رسالة مسلم مع جواب الإمام من الموضوعات، ولا نصيب لها من الصحّة؛ وقد أجرى الشيخ باقر شريف القرشي تحقيقاً حول هذه الرسالة أوله: إن مضيق الخبث الذي بعث منه مسلم رسالته إلى الإمام يقع ما بين مكّة والمدينة حسب ما نصَّ عليه الحموي، في حين أنّ الرواية تنصّ على أنّه استأجر الدليلين من يثرب، وخرجوا إلى العراق، فضلّوا عن الطريق، ومات الدليلان، ومن الطبيعي أنّ هذه الحادثة وقعت ما بين المدينة والعراق، ولم تقع ما بين مكّة والمدينة.
مضافاً إلى أنه يقول إن الإمام الحسين× بعث مع مسلم× قيس بن مسهر الصيداوي وعمارة وعبد الله، وهم ممن يعرف الطريق، وقد جاؤوا من الكوفة قريباً. كما أن ما يثير الشك في الرواية أن الدليلين ماتا معاً ولم يمت مسلم وأصحابه معهم! مضافاً إلى أن الإمام الحسين× وهو العارف بمسلم بن عقيل× لا يمكن أن يصفه بما ليس فيه، ويتهمه بالجبن. اُنظر: القرشي، باقر شريف، حياة الإمام الحسين بن علي÷: ج2، ص344.
([1260]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص263ـ264. ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح: ج5، ص32ـ33. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص40.
([1261]) هكذا في الأصل، ولعلّ الصحيح: خبر.
([1262]) اُنظر: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج2، ص77، ذكر هناك مقتله مفصّلاً، قبل مقتل أمير المؤمنين علي×.
([1263]) عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب، يُكنّى أبا يزيد، صحابي أسلم قبل الحديبية، وقِيل: بعدها، وهاجر إلى المدينة سنة (8هـ)، وقيل: إنّه أُخرج لمعركة بدر مُكرَهاً فأُسر مع عمِّه العباس بن عبد المطلب، ففداه العباس كما فدى نفسه، وشهد غزوة مؤتة. وكان عالماً بالنسب، وقد قال رسول الله| لعقيل: «يا أبا يزيد، إنّي أحبّك حبّين: حبّاً لقرابتك منّي وحبّاً لما كنت أعلم من حبّ عمِّي إياك». وفي رواية أُخرى لما سُئل عن حبّه له قال’:... إي والله، إنّي لأحبّه حبّين حبّاً له وحبّاً لحبِّ أبي طالب له». فقد بصـره آخر عمره، مات سنة ستّين، وقِيل: بعدها. اُنظر: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى: ج4، ص43. الصدوق، محمد بن علي، الأمالي: ص191. ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، تقريب التهذيب: ج1، ص684. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج4، ص242.
([1264]) هكذا في الأصل، والصحيح: (ذا القعدة).
([1265]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص286. الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص115، ح2846.
([1266]) تقدّمت ترجمته في ص58.
([1267]) اُنظر أيضاً: الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص115. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص214. ابن نما الحلي، جعفر بن محمد، مثير الأحزان: ص29.
([1268]) عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي المدني، وُلِد يوم مات عمر، ولّاه ابن الزبير الكوفة، ثمّ صار مع الحجاج، مات بعد سنة (70هـ). اُنظر: ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، تقريب التهذيب: ج1، ص722. ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، تهذيب التهذيب: ج7، ص415.
([1269]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص286. الرّازيّ، أحمد بن محمد، تجارب الأُمم: ج2، ص55.
([1270]) «الضبط: حفظ الشيء بحزم». الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج3، ص1139.
([1271]) «جبي، جبيت الخراج جبايةً، أي: جمعته وحصّلته». الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين: ج6، ص192.
([1272]) «الشعب: الطريق في الجبل». الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج1، ص156.
([1273]) «الحصن: كلّ موضع حصين لا يوصل إلى ما في جوفه». الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين: ج3، ص118.
([1274]) «بثث: فرّق ونشر». الطريحي، فخر الدين، مجمع البحرين: ج2، ص234.
([1275]) تقدم بيان معناه في ص140.
([1276]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص287. ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح: ج5، ص64. ابن مسكويه، أحمد بن محمد، تجارب الأُمم: ج2، ص56.
([1277]) لم أجدها عند غيره.
([1278]) اُنظر أيضاً: البخاري، محمّد بن إسماعيل، التاريخ الكبير: ج1، ص356. البيهقي، أحمد بن الحسين، السنن الكبرى: ج7، ص100. القضاعي، ابن الأبّار، درر السمط في خبر السبط: ص95.
([1279]) اُنظر أيضاً: الكوفي، محمد بن سليمان، مناقب الإمام أمير المؤمنين×: ج2، ص261. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص202. ابن عساكر، عليّ بن الحسن، ترجمة الإمام الحسين×: ص281.
([1280]) الأحنف بن قيس بن معاوية، أبو بحر، التميمي السعدي، اسمه ضحّاك، وقيل: صخر، أسلم في عهد النبي’ ولم يرَه، وشارك مع أمير المؤمنين× في صفّين دون الجمل، وقد روي أنّه: أرسل إلى أمير المؤمنين× في وقعة الجمل: إن شئت أتيتك في مائتي فارس، فكنت معك، وإن شئت اعتزلت ببني سعد، فكففت عنك ستة آلاف سيف. فاختار× اعتزاله، وقيل: إنّه كان يرى رأي العلوية. ذكره الشيخ من أصحاب رسول الله’، وأمير المؤمنين×، والحسن×. وقال الكشي: قيل للأحنف: إنك تطيل الصوم، فقال أعدّه لشر يوم عظيم، ثم قرأ: ( يخافون يوما كان شره مستطيرا ). ورُوِي أنّ الأحنف بن قيس، وفد إلى معاوية، وحارثة بن قدامة، والحباب (لحتات) بن يزيد، فقال معاوية للأحنف: أنت الساعي على أمير المؤمنين عثمان، وخاذل أمَّ المؤمنين عايشة، والوارد الماء على عليّ بصفين؟ فقال: يا أمير المؤمنين، من ذلك ما أعرف ومنه ما أنكر. أمّا أمير المؤمنين عثمان، فأنتم معشر قريش، حصرتموه بالمدينة والدار منا عنه نازحة، وقد حضره المهاجرون والأنصار، ونحن عنه بمعزل وكنتم بين خاذل وقاتل، وأمّا عايشة، فإنّي خذلتها في طول باع ورحب وشرب؛ وذلك إنّي لم أجد في كتاب الله إلا أنّ تقر في بيتها، وأمّا ورودي الماء بصفين فإنّي وردت حين أردت أن تقطع رقابنا عطشا. تُوفّيَ سنة (72هـ). اُنظر: الثقفي، إبراهيم بن محمد، الغارات: ج2، ص754. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج1، ص276. الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث: ج3، ص166.
([1281]) اُنظر أيضاً: الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص298.
([1282]) إشارة إلى قوله تعالى: (ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ). الروم: آية60.
([1283]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص289. القاضي المغربي، النعمان ابن محمد، شرح الأخبار: ج3، ص145.
([1284]) تقدّمت ترجمته في ص136.
([1285]) يحيى بن سعيد بن العاص بن أُميّة بن عبد شمس، أُمّه العالية بنت سلمة بن يزيد، وهو خبيث، يروي عن عائشة رواية منكرة بحق النبي’. بقي مع بني أُميّة حتى قتل عبد الملك بن مروان أخاه عمرو ابن سعيد، فلحق بعبد الله بن الزبير في مكّة، وبقي معه حتى قُتل ابن الزبير، فطلب الأمان من عبد الملك وخرج إلى الشام ثمّ رجع إلى المدينة، مات سنة (80هـ) تقريباً. اُنظر: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج64، ص233. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج8، ص209.
([1286]) اُنظر أيضاً: الدينوريّ، أحمد بن داوود، الأخبار الطوال: ص244. الطبريّ، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص289. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص68.
([1287]) التنعيم: اسم وادي على طريق المدينة يقع بين مكّة وسرف، يبعد عن المسجد الحرام (11كم)، وهوأحد مواقيت الإحرام لأهل مكّة المكرمة، فيه مساجد وشجر معروف، بينه وبين الصفاح (9كم)، ويقال: إنّ الإمام الحسين× وصل التنعيم قُبيل الفجر ولعله صلّى فيه صلاة الفجر، ثمّ غادره صبيحة يوم التاسع (يوم عرفة) من ذي الحجّة سنة (60هـ). اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج2، ص49. الربيعي، عباس، أطلس الحسين: ص131 وما بعدها.
([1288]) العِير: الإبل بأحمالها. اُنظر: ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج3، ص329.
([1289]) تقدم بيان معناه في ص208.
([1290]) تقدم بيان معناه في ص92.
([1291]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص289ـ290. ابن طاووس، علي ابن موسى، اللهوف في قتلى الطفوف: ص42ـ43. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص179ـ180.
([1292]) تقدم بيان موقعها في ص141.
([1293]) تقدّمت ترجمته في ص141.
([1294]) اُنظر أيضاً: الدينوري، أحمد بن داوود، الأخبار الطوال: ص245. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص40.
([1295]) تقدم بيان معناه في ص142.
([1296]) اُنظر أيضاً: ابن العديم، عمر بن أحمد، بُغية الطلب في تاريخ حلب: ج6، ص2613. الذهبي، محمد ابن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص298.
([1297]) البرسام: ورم حار يعرض للحجاب الذي بين الكبد والأمعاء، ثمّ يتصل إلى الدّماغ. اُنظر: الزبيدي، محمد مرتضى، تاج العروس: ج16، ص48.
([1298]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص297. الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص298. الأمين، محسن بن عبد الكريم، لواعج الأشجان: ص73. ولم يشر الطبري والأمين إلى قضية البرسام.
([1299]) تقدم بيان موقعها في ص237.
([1300]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص214. الذَّهبيُّ، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام: ج5، ص10.
([1301]) عون بن عبد الله بن جعدة، لم يُترجم له في كتب الرجال والذي ذُكر أنّ أباه عبد الله كان من أعزّ الناس عند المختار، وقد ذكر الطبري في هذا السياق أنّ الذي بعث الكتاب مع ولده عون هو عبد الله ابن جعفر بن أبي طالب حيث قال: «قال أبو مِخْنَف: حدّثني الحارث بن كَعب الوالبيّ، عن عليّ ابن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، قال: لمـّا خرجنا من مكّة كتب عبد الله بن جعفر بن أبي طالب إلى الحسين بن عليّ مع ابنيه، عَون ومحمّد: أمّا بعد، فإنّي أسألك بالله لمـّا انصرفت حين تنظر في كتابي، فإنّي مشفِقٌ عليك من الوجه الذي تُوجّه له أن يكون فيه هلاكك واستئصال أهل بيتك. إن هلكت اليوم طَفئ نور الأرض، فإنّك علم المهتدين، ورجاء المؤمنين، فلا تعجل بالسَّير فإنّي في أثر الكتاب، والسَّلام»، فلعله قد حصل لبس أو تصحيف بالأسماء التي ذُكرت. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص291. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج4، ص499.
([1302]) تقدّمت ترجمته في ص126.
([1303]) عبد الله بن يسار بن أبي عقب الدؤلي، من الموالين لأهل البيت^، وهو من أصحاب إبراهيم بن مالك الأشتر، خرج معه لقتال ابن زياد طلباً بثأر الإمام الحسين×، وكان يُرغِّب أصحابه ويشجِّعهم على القتال، ولـمّا اشتدّت الحرب مع أصحاب ابن زياد وتقهقر جيش ابن الأشتر، قال لهم عبد الله بن يسار: «حدّثني خليلي ـ ويقصد الإمام الحسين× ـ إنّا نلقى أهل الشام على نهر يُقال له الخازر، فيكشفونا حتى نقول: هي هي، ثم نكرُّ عليهم فنقتل أميرهم، فأبشـروا واصبروا؛ فإنكم لهم قاهرون». ثم حمل ابن الأشتر& واحتدت المعركة، وما انجلت الغمة إلّا وقد قُتل عبيد الله بن زياد وحصين بن نمير وشرحبيل بن ذي الكلاع. وقد قال ابن الحرّ ـ وهو أحد معاصريه، وتابعه البعض على ذلك ـ إنّ ابن أبي عقب كان يخبرني عن الحسين× أشياء يكذبها عليه، ويزعم أنّ ابن زياد يقتله، فأتاه عبيد الله بن الحرّ ليلاً، فناداه فخرج معه فضربه بالسيف فقتله. ويُجاب عنه:
1ـ قد تقدم أنّ الإمام× أخبره أنّهم سيقتلون أمير جيش الشام الذي هو عبيد الله بن زياد في الخازر، فكيف يخبر أنّ ابن زياد الذي هو أمير الجيش هو مَن يقتله؟!
2ـ يحتمل أن يكون القاتل ابن زياد هو من خيال السامع ـ ابن الحر ـ فقد أخبره عن الإمام أنّ الذي يقتله هو عبيد الله وهو ما حصل، فانصـرف ذهن السامع إلى ابن زياد.
3ـ إنّهم لم يذكروا مورداً آخر لكذبه على الإمام×، ولكن يوجد نص آخر يقول:«...يَقْتُلُكَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِياد بِالْجازِر»، والصحيح الخازر ـ وهو نهر بالموصل ـ ولعله تصحيف من الراوي. اُنظر: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج11، ص105. الطوسي، محمد بن الحسن، الأمالي: ص241. موسوعة كلمات الإمام الحسين×: ص770.
([1304])تقدّمت ترجمته في ص212.
([1305]) هكذا في الأصل، والصحيح: (بعث).
([1306]) تقدّمت ترجمته في ص155.
([1307]) جشيش بن مالك بن حنظلة بطن من بطون قبيلة تميم. اُنظر: السمعاني، عبد الكريم بن محمد، الأنساب: ج2، ص62.
([1308]) تقدم بيان موقعها في ص155.
([1309]) خَفّان: موضع قرب الكوفة يسلكه الحاج أحياناً، وهو مأسدة، قيل هو فوق القادسية. وقال الحموي: «إصبَعُ خَفان بناء عظيم قربَ الكوفة من أبنية الفرس وأظنّهم بَنوه مَنظَرَةً هناك على عادتهم في مثله». الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج1، ص206، ج2، ص379.
([1310]) القُطْقُطانة: القطقط لغةً أصغر المطر وتسمى اليوم (الحياضية)، وهي إحدى عيون الطف قريبة من الكوفة من جهة البرية كانت محطّة للرصد في معركة ذي قار سنة (2هـ) تبعد القطقطانة عن موقع (عرب الرهيمة) الحالي (18كم) إلى الشمال الغربي. اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج4، ص374. الربيعي، عباس، أطلس الحسين: ص274.
([1311]) لَعْلَع: لغةً السراب وهو جبل، ويُقال له أيضاً: جبل أبي حبّة، يبعد عن خفان حوالي (7كم)، ولكن عبارات المؤرِّخين مشوشة؛ حيث تجعله قريباً من القُطقُطانة ولعل هذا الجبل هو جبل (السطح) الذي يقع على نفس المسافة من جبل بارق وهي (35 كم) الواقع إلى الشمال الغربي من الكوفة. إذن يبقى الترديد في تحديده، وقد أشار بعض الشعراء في قصيدته إلى أنّه يقع بعد كربلاء بقوله:
إذا هي خلت
كربلاء فلعلعاً |
|
فجوز العذيب دونها فالنوائحا |
اُنظر: الربيعي، عباس، أطلس الحسين: ص267ـ268.
([1312]) هكذا في الأصل، ولعل الصحيح: (الحاجر)، وقد تقدّم بيان موقعه في ص155.
([1313]) بمعنى اكتموا أمركم وجدوا فيه، يُقال انكمش في هذا الأمر: شمّر وجدّ فيه، وكميش الإزار، أي: مشمر الإزار. ومنه يقال: تكمشت الجلدة، إذا انقبضت. ومنه قولهم: انكمش في الحاجة. اُنظر: ابن قتيبة الدينوري، عبد الله بن مسلم، غريب الحديث: ج2، ص317. ابن الأنباري، محمد بن القاسم ابن محمد بن بشار، الزاهر في معاني كلمات الناس: ص511.
([1314]) الرّائد لا يكذب أهلَه: يُضرب مثلاً للذي لا يكذب إذا حدّث. اُنظر: الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين: ج8، ص63.
([1315]) اُنظر أيضاً: ابن سعد، محمد، ترجمة الإمام الحسين×: ص68. ابن مسكويه، أحمد بن محمد، تجارب الأُمم: ج2، ص60.
([1316]) تقدّمت ترجمته في ص186.
([1317]) لم يرد اتّهام زهير بن القين بكونه عثمانياً إلّا على لسان عزرة بن قيس (لعنه الله)، ولعلّ مَن وصفه بأنَّه كان عثماني الهوى استدلّ بكلام عدو الله عزرة، الذي هو من أعوان ابن سعد، وجملة: «كنتَ عثمانياً» معناها: إما تقديم عثمان على الإمام عليّ× في الفضل، كما قال العجلي في ترجمة طلحة اليامي: «كان عثمانياً، يفضِّل عثمان على عليّ». وقد تكون بمعنى مَن كان مع معاوية وطالب بدم عثمان معه. ولعلّ زهيراً كان يعمل بالتَّقية في تقديم عثمان ـ إن ثبت أنّه كان يقدِّمه ـ، ولذا وصفه الإمام الحسين× بمؤمن آل فرعون لـمَّا وقف عليه يؤبِّنه عند استشهاده. اُنظر: العجلي، أحمد بن عبد الله، معرفة الثقات: ج1، ص479. ابن أعثم، أحمد، الفتوح: ج5، ص98.
([1318]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص299. ابن الأثير، عليّ بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص42. ابن نما الحلي، جعفر بن محمد، مثير الأحزان: ص33. ابن طاووس، علي بن موسى، اللهوف في قتلى الطفوف: ص44.
([1319]) لم نعثر على ترجمة له.
([1320]) تقدّمت ترجمته في ص58.
([1321]) عبد الله بن سليم الأسدي، يُعدُّ من الطبقة الرابعة فما فوقها، لم يُعرف، ولم توجد له ترجمة. اُنظر: الفالوجي الأثري، أكرم بن محمد زيادة، المعجم الصغير لرواة الإمام ابن جرير الطبري: ج1، ص312.
([1322]) المدري ـ ويقال المذري ـ ابن المشمعل الأسدي يُعدُّ من الطبقة الرابعة فما فوقها، لم يعرف، ولم توجد له ترجمة. اُنظر: المصدر السابق: ج2، ص542.
([1323]) تقدم بيان موقعها في ص147.
([1324]) تقدّمت ترجمته في ص38.
([1325]) الرّجل هو: عبد الملك بن عمير اللخميّ، تقدّمت ترجمته في ص38.
([1326]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص300. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص71.
([1327]) عبارة (خذلتنا شيعتنا) لم ترد في بعض المصادر، وفي بعض المصادر ورد ذكرها من دون نسبة الخذلان إلى الشيعة، فقد ورد فيها (وما أرى القوم إلا سيخذلوننا). ولعلّ نسبتها إلى الشيعة من إضافة بعض الأقلام التي ما فتئت تدس في كلام أهل البيت^، الذم لشيعتهم وتصويرهم أهل غدر وخيانة على طول التاريخ. انظر: ابن سعد، محمد، ترجمة الإمام الحسين: ص67. ابن قتيبة، أحمد بن داوود، الأخبار الطوال: ص247، الذهبي،محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص300. الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام: ج5، ص11.
([1328]) هكذا في الأصل، وفي تاريخ الطبري: (فتفرّق الناس عنه تفرّقاً). الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص300.
([1329]) اُنظر أيضاً: الفتّال النيسابوري، محمد بن الحسن، روضة الواعظين: ص179.
([1330]) أشراف ـ ويقال شُرافِ ـ: كحذام وقطام مبنية على الكسر، وهي مأخوذة من الشرف والعلو، وهي موضع بين واقصة والقرعاء تبعد عن واقصة (5كم) تقريباً بخط مستقيم وبـ(7كم) عنها بأرض وعرة جداً، وتقدر المسافة بينها وبين الأحساء التي لبني وهب بحوالي (16كم). فيها آبار كبيرة وعميقة ماؤها طيب وعذب. وقيل: إنّ الإمام الحسين× وصل إليها يوم الأربعاء 29 ذي الحجة60هـ. اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج3، ص331. الربيعي، عباس، أطلس الحسين: ص245وما بعدها.
([1331]) «رسمت النَّاقة رسيماً: أَثَّرَتْ في الأرض من شدّة وطئها». ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج12، ص241، (رسم).
([1332]) الهادية: المتقدّمة من كلّ شيء. هاديات الخيل وهواديها: متقدّماتها. اُنظر: المصدر السابق: ج15، ص357.
([1333]) تقدّمت ترجمته في ص41.
([1334]) «رشف الإناء رشفاً: استقصى الشّرب، واشتفَّ ما فيه، حتّى لم يدَع فيه شيئاً». الزبيدي، محمد مرتضـى، تاج العروس: ج12، ص229.
([1335]) اُنظر أيضاً: ا بن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح : ج5، ص78. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص47.
([1336]) الخُرج: وعاءٌ من شعرٍ أو جلدٍ ذو عدلين، يُوضع على ظهر الدابة؛ لوضع الأمتعة فيه. اُنظر: مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج1، ص225.
([1337]) تقدم بيان معناها في ص170.
([1338]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص304. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص80.
([1339]) تقدم بيان موقعه في ص156.
([1340]) الفيء: الخراج والغنيمة، والمقصود هنا الأعم. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج1، ص63، (فيأ).
([1341]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص304.
([1342]) مثبوراً: هالكاً. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج2، ص604، (ثبر).
([1343]) اُنظر أيضاً: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص80ـ81. والهجانات: «الهِجانُ مِن الإِبِلِ هي الخالِصَةُ اللّوْنِ والعِتْقِ، وهي أَكْرَمُ الإِبِلِ». الزبيدي، محمد مرتضى، تاج العروس: ج18، ص583.
([1344]) النعمان بن المنذر بن المنذر بن امرئ القيس، أبو قابوس اللخمي، من أشهر ملوك الحيرة في الجاهلية، كان داهيةً مقداماً، وهو باني مدينة النعمانية على ضفة دجلة اليمنى، وكان تابعاً للفُرس، وأقرّ له على ذلك في زمن كسـرى برويز، حتّى نقم عليه بعد ذلك، فحبسه ثمّ ألقاه تحت أرجل الفيلة، فوطئته حتى مات. اُنظر: ابن قتيبة الدينوري، عبد الله بن مسلم، المعارف: ص650. الزركلي، خير الدين ابن محمود، الإعلام: ج8، ص43.
([1345]) يجنبون، يقال: جنبت الدّابة إذا قدتها إلى جنبك. اُنظر: الجوهريّ، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج1، ص102.
([1346])تقدّمت ترجمته في ص49.
([1347]( تقدّمت ترجمته في ص51.
([1348])تقدّمت ترجمته في ص48.
([1349]) «الغِرارة، نوع من الأوعية». مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج2، ص648.
([1350]) وهم ألب وإلب، إذا كانوا مجتمعين. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج1، ص88.
([1351]) الطّرمّاح بن عدي بن عبد الله بن خيبري الطائي، الشاعر، من أصحاب الإمام أمير المؤمنين علي×، ورسوله إلى معاوية، له حوار معه ينم عن شجاعته وتقواه. ومن أصحاب الإمام الحسين×، خرج من الكوفة ومعه نفرٌ لنصرة الإمام الحسين×، فلقيَ الإمام الحسين× وأصحابه في عذيب الهجانات. قِيل: إنّه استأذن الإمام لإيصال نفقة عياله وطعامهم، ثمّ يعود إليه، وعند عودته بلغه خبر شهادته× في الطريق. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص305ـ307. الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث: ج10، ص175.
([1352]) «النجر: الطبع». ابن فارس، أحمد، معجم مقاييس اللغة: ج5، ص393.
([1353]) «أجأ: هو عَلمٌ مرتجل لاسم رجل سُمّي الجبل به، وهو أحد جبلي طيء، وهو غربي فيد، وبينهما مسير ليلتين، وفيه قرى كثرة». الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج1، ص94.
([1354]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص306. النويري، أحمد بن عبد الوهاب، نهاية الأرب في فنون الأدب: ج20، ص420.
([1355]) واقصة: ويُقال لها واقصة الحزون وسميت بذلك لأنّ الحزون أحاطت بها من كلّ جانب وهي محطة تقع بعد القرعاء بحوالي (46كم) نحو مكّة في طريق الحج يلتقي بها الحاج من أهل الكوفة، فيها مجموعة من البرك والآبار كانت آبارها عميقة. اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج5، ص354. الراشد، سعد عبد العزيز، درب زبيدة: ص134.
([1356]) هكذا في الأصل، ولعلّ الفعل قبله (يترك) وكذا (أخذ) مبنيان للمجهول.
([1357]) هذه العبارة لم يروها أحدٌ غيره، والمروي عند غيره هو: «وأقبل الحسين×... حتّى لقي الأعراب، فسألهم، فقالوا: والله، ما ندري غير إنّا لا نستطيع أن نلج ولا نخرج. فسار الحسين× تلقاء وجهه». الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص295. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص72.
([1358]) تقدّمت ترجمته في ص151.
([1359]) تقدّمت الإشارة لرد هذه الفرية في ص158.
([1360]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص295. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص184.
([1361]) تقدم بيان موقعه في ص157.
([1362]) تقدم بيان معناها في ص142.
([1363]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص307. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص81.
([1364])تقدّمت ترجمته في ص39.
([1365]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص308. أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص74.
([1366]) تقدم بيان موقعها في ص123.
([1367]) تقدم بيان معناه في ص99.
([1368]) تقدم بيان معناها في ص156.
([1369]) الغاضرية: منسوبة إلى امرأة تسمى غاضرة من بني أسد، وهي أرض يسكنها بنو أسد. قال الحموي: «هي قرية من نواحي الكوفة قريبة من كربلاء»، نزلها الإمام الحسين× في الثاني من شهر محرّم لسنة (61هـ) واليوم آثار الغاضرية قاربت على الاندثار بسبب التوسعة والعمران وموقعها في الشمال الشرقي من مقام جعفر الصادق×، ويرى بعض المحققين أنّها تمتد من سور كربلاء من الباب المعروف بباب الحسينية إلى قرب مرقد عون أو ما يسمى خان العطيشـي، وجزم عباس الربيعي أنّها (الحنقنة) فما دونها إلى بلدة كربلاء. اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج4، ص183. الربيعي، عباس، أطلس الحسين: ص298، وما بعدها.
([1370]) دستبي: مدينة كبيرة كانت مقسومة بين الرَّي وهمذان، فقسم منها يُدعى دستبى الرازي، وهو مقدار تسعين قرية، ومنها ما هو في الري، قوم تغلبوا عليه، ثمّ اُضيفت إلى قزوين. اُنظر: ابن الفقيه الهمذاني، أحمد بن محمد، البلدان: ص556. الحمويّ، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج4، ص58.
([1371]) تقدم بيان معناها في ص158.
([1372]) تقدم بيان موقعها في ص157.
([1373]) حمّام أعين: من الحمامات المعروفة بالكوفة، منسوب إلى أعين مولى سعد بن أبي وقّاص، يقع خارج الكوفة بين رافدي الفرات على طريق المدائن وخراسان. اُنظر: الحمويّ، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج2، ص299. الحولي، علي مفتاح، تخطيط المدن العربية الإسلامية الجديدة في العصر الراشدي: ص269.
([1374]) حمزة بن المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود الثقفي، أُمّه أخت عمر بن سعد بن أبي وقاص، تُوفّي أبوه في الكوفة سنة (51هـ) ولد بعد وفاة النبي’، روى عن أبيه، وروى عنه بكر المزني، سكن الكوفة حيث كان أبوه واليها إلى حين وفاته، وكان لأبيه مواقف عدائية لأهل البيت^ إلّا أنّه لم يُعرف عنه ذلك، وثّقه العجلي. اُنظر: الخزرجي، أحمد بن عبد الله، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: ص93. الكرباسي، محمد صادق، دائرة المعارف الإسلامية، (معجم أنصار الحسين ـ الهاشميون): ج2، ص82.
([1375]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص310. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص53.
([1376]) قُرَّة بن قيس ـ أو سفيان ـ الحنظلي التميمي، أُمّه من بني أسد؛ ولذا وصفه حبيب بن مظاهر للإمام الحسين× بأنّه ابن أختنا. كان في جيش عمر بن سعد في واقعة كربلاء، ومن رواة أحداثها، نقل قصة انضمام الحر إلى الإمام الحسين× ووَصَف مشهد سبايا أهل البيت الأليم ومرورهن بأجساد الشهداء وكذلك رثاء زينب بنت علي× ونَدبها للحسين× أوشك قرّة على الالتحاق بالحسين× بحسب خبره مع الحرّ، وكذلك مع حبيب بن مظاهر حين قام قرّة بإيصال رسالة ابن سعد إلى الحسين× فاستغرب حبيب حضور مثله في جيش عمر بن سعد، وهو يعرفه بحسن الرأي، إلّا أنّ قرّة كانت عاقبته عدم نصرة الإمام الحسين× وكُتِب في زمرة المخالفين. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص311، وص325، وص348. ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح: ج5، ص87. السّماويّ، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص103.
([1377]) في الطبري بدل أوان (مناص). اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص311.
([1378]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص309ـ311. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص83ـ86. الطبرسي، الفضل بن الحسن، إعلام الورى بأعلام الهدى: ج1، ص450ـ452.
([1379]) تقدم بيان موقعها في ص160.
([1380]) «تقيّل أباه، نزع إليه في الشّبه والعمل». ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج11، ص580، (قول).
([1381]) العرفاء: جمع عريف، وهو القيم بأُمور القبيلة أو الجماعة من الناس. اُنظر: ابن الأثير، المبارك بن محمد الجزري، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج3، ص218، (عرف).
([1382]) المناكب: جمع منكب وهو رئيس العرفاء. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج1، ص228، (نكب).
([1383]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص267.
([1384]) كثير بن شهاب بن الحصين، أبو عبد الله، الحارثيّ الكوفيّ، كان عثمانيّاً، يقع في الإمام علي×، وهو ممّن شهد على حجر بن عدي بأنّه قد خلع الطاعة، كما أرسله زياد ابن أبيه بحجر وأصحابه إلى معاوية، وقد ولّاه معاوية الرّي، وهو ممَّن أخرجه ابن زياد لتخذيل الناس عن مسلم بن عقيل، وقد أشرف من أعلى القصر وفي الطرقات يخذّل النّاس عن مسلم×. اُنظر: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى: ج6، ص149. البلاذري، أحمد بن يحيى، فتوح البلدان: ج2، ص378. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص200، وص276.
([1385])تقدّمت ترجمته في ص151.
([1386]) القعقاع بن سويد بن عبد الرحمن المنقري: أحد ولاة بني أُميّة على سجستان أيام حكم يزيد بن عبد الملك بن مروان، وقد ورد في غير الأنساب أنّ الذي كان مع ابن الأشعث وأسماء بن خارجة هو القعقاع بن شور الذهلي، من بني بكر بن وائل، وهو ممَّن انحرف عن أمير المؤمنين×، وهرب إلى معاوية، بعد أن كان والياً لأمير المؤمنين× على كَسكر ـ كورة قصبتها واسط، كان خراجها اثني عشر ألف ألف مثقال ـ فأصدق امرأة بمائة ألف درهم، فقال عنه أمير المؤمنين×: «وأيم الله، لو كان كفواً ما أصدقها ذلك»، وكان ممّن شهد على حجر بن عدي، اشترك مع محمد بن الأشعث في حربه ضد مسلم بن عقيل. اُنظر: الكوفي، إبراهيم بن محمد، الغارات: ج2، ص533. اليعقوبي، أحمد بن إسحاق، البلدان: ج1، ص110. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص276. أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، الأغاني: ج11، ص214. ابن أبي الحديد، عبد الحميد، شرح نهج البلاغة: ج4، ص87. الفيروزآبادي، محمد بن يعقوب، القاموس المحيط: ج2، ص127.
([1387]) تقدّمت ترجمته في ص153.
([1388])تقدّمت ترجمته في ص160.
([1389]) «المناظر، جمع المنظرة، موضع في رأس الجبل فيه رقيب يحرس أصحابه من العدو». الفراهيديّ، الخليل بن أحمد، العين: ج8، ص154.
([1390]) «المسلحة، قوم في عدّة قد وكلوا بإزاء ثغر، والجمع المسالح». المصدر السابق: ج3، ص142.
([1391])تقدّمت ترجمته في ص188.
([1392]) «خيل مقدِّحة: غائرة العيون. ومقدَّحة: ضامرة كأنّها ضُمِّرت وفُعِل ذلك بها». ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج2، ص556.
([1393]) لم أجدها عند غيره.
([1394]) تقدّمت ترجمته في ص56.
([1395]) لم نعثر على ترجمة له.
([1396]) لم نعثر على ترجمة له.
([1397]) فراس بن جعدة بن هبيرة المخزومي. وجعدة هو ابن أُمّ هانئ بنت أبي طالب×، وقد ذکره الشيخ الطوسي في رجاله في عداد أصحاب الإمام الحسين× بعنوان (فراس بن جعدة بن زهير) والظاهر هو.
أقول: ما نسبه البلاذري لهذا الرجل من تخلّيه عن الامام الحسين× في الشدّة أمرٌ مستبعدٌ جدّاً؛ وذلك لأمور:
أولاً: أنّ جعدة وأبناءه قد عُرفوا بالشجاعة والبأس والشدّة في الحرب، ولم يُعرف لهم موقف متخاذل، أو خوف من الأعداء! وقد قال عتبة بن أبي سفيان لجعدة: «إنّما لك هذه الشدّة في الحرب من قِبَل خالك» يعني عليّاً×! فيقول له جعدة: «لو كان لك خال مثل خالي لنسيت أباك».
ثانياً: أنّ التأريخ يروي ـ بل قد تقدم من البلاذري نفسه ـ أنّ بني جعدة كانوا من أهل المعرفة بأهل البيت^ ومن شيعتهم.
ثالثاً: أنّ جعدة هو ابن أخت أمير المؤمنين×، فيكون فراس (المذكور) له قرابة قريبة من الإمام الحسين×.
فهل يُتصور أن يعرّض هكذا شخص نفسه وشرفه لعار الجبن على مر التاريخ فيتخلّى ساعة الشدّة عن ابن رسول اللّه وابن خال أبيه وهو الإمام الحسين×. اُنظر: اليعقوبي، أحمد بن إسحاق، تاريخ اليعقوبي: ج2، ص183، وص228. الطوسي، محمد بن الحسن، رجال الطوسي: ص104. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج2، ص130.
([1398]) عبد الله بن الحصين الأزدي البجلي (لعنه الله) ورد اسمه في بعض المصادر باسم عبد الله بن أبي الحصين، أو عبد الله بن حصين، أو حصن، أو عبد الرحمن بن حصين الأزدي. اُنظر: الطبري، محمد ابن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص312. الفتال النيسابوري، محمد بن الحسن، روضة الواعظين: ص182. الريشهري، محمد، موسوعة الإمام الحسين×: ج6، ص64.
([1399]) «بغر: عطش فلم يروه الماء». ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج4، ص72.
([1400]) اُنظر أيضاً: الدينوري، أحمد بن داود، الأخبار الطوال: ص255. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص86 ـ87. ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص247.
([1401]) تقدّمت ترجمته في ص20.
([1402]) تقدّمت ترجمتها في ص20.
([1403]) هكذا في الأصل، والصحيح أنّ كلمة (مجئ) زائدة.
([1404]) «حلأتمونا عنه: منعتمونا إيَّاه أو حبستمونا». الفراهيديّ، الخليل بن أحمد، العين: ج3، ص296.
([1405]) اُنظر أيضاً: الدينوري، أحمد بن داوود، الأخبار الطّوال: ص255. ابن العديم، عمر بن أحمد، بغية الطّلب في تاريخ حلب: ج6، ص2627.
([1406]) تقدّمت ترجمته في ص53.
([1407]) يحلئكم: أي يطردكم. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج1، ص45.
([1408]) هكذا في الأصل، والصحيح: لا تذوق. وكذا ما بعدها.
([1409]) نُقلت هذه الحادثة بصيغ مختلفة، اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص312. ابن طاووس، علي بن موسى، اللهوف في قتلى الطفوف: ص75.
([1410]) خِلْوَيْن: أَي خالِيَيْن، بمعنى اختلى أحدهما بالآخر من دون ثالث بينهما. اُنظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج14، ص239.
([1411]) هكذا في الأصل، والصحيح: (تفعله).
([1412]) تقدّمت ترجمته في ص22.
([1413]) تقدّمت ترجمته في ص21.
([1414])تقدّمت ترجمته في ص23.
([1415]) اُنظر أيضاً: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص89. ابن الجوزي، عبد الرّحمن بن علي، المنتظم في تاريخ الملوك والأُمم: ج5، ص337.
([1416]) تقدم بيان معناها في ص161.
([1417]) «ناجزه: نازله وقاتله». مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج2، ص903.
([1418]) تقدّمت ترجمته في ص181.
([1419]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص316. مع الاختلاف اليسير. وقريب منه النويري، أحمد بن عبد الوهاب، نهاية الأرب في فنون الأدب: ج20، ص433.
([1420]) من أمثال العرب، اتّخذ فلان الليل جَمَلاً: إذا سار الليل كلّه، أو إذا ركب الجمل ومضـى. اُنظر: الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين: ج6، ص142.
([1421]) تقدّمت ترجمته في ص40.
([1422]) تقدّمت ترجمته في ص41.
([1423]) تقدّمت ترجمتها في ص179.
([1424]) الثمال: مَن يقوم بأمر الباقين وهو عصمتهم وملاذهم. اُنظر: ابن قتيبة الدينوري، عبد الله بن مسلم، غريب الحديث: ج1، ص313.
([1425]) الأطناب: جمع طنب وهي حبال الخباء. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج1، ص172، (طنب).
([1426]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمّد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص314، ص319. ابن الجوزي، عبد الرحمن بن عليّ، المنتظم في تاريخ الملوك والأُمم: ج5، ص336ـ338.
([1427]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمّد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص320. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص95. الفتّال النيسابوري، محمد بن الحسن، روضة الواعظين: ص184. الطّبرسيّ، الفضل بن الحسن، إعلام الورى بأعلام الهدى: ج1، ص57، ص458.
([1428]) اُنظر أيضاً: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص95. الطبرسي، الفضل بن الحسن، إعلام الورى بأعلام الهدى: ج1، ص458. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص60.
([1429]) الجفنة: كالقصعة، وهي الآنية التي تتخذ للأكل. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج5، ص2092.
([1430]) الصحفة: كالقصعة. المصدر السابق: ج4، ص1384.
([1431]) «مثت الشيء في الماء أميثه: إذا دِفته فيه». المصدر السابق: ج1، ص294.
([1432]) تقدّمت ترجمته في ص55، باسم (يزيد بن عبد الله المشرقي).
([1433]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص321.
([1434]) المشهور أنّ الإمام الحسين× لم يقبل ما عرضه عليه عبيد الله بن الحر من أن يأخذ فرسه وسيفه ورد× بقوله: «أجئناك لفرسك وسيفك، إنّما أتيناك لنسألك النصرة، فإن كنت قد بخلت علينا بنفسك فلا حاجة لنا في شيء من مالك، ولم أكن بالذي اتّخذ المضلين عضداً». اُنظر: ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح: ج5، ص74.
([1435]) اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأمم والملوك: ج4، ص262. ابن أعثم، أحمد، الفتوح: ج5، ص29، وفيه: (الجنات). ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص163، وفيه: (الجنان).
([1436]) الدخان: الآية20ـ21.
([1437]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص322. وهناك حديث جرى بين محمّد بن الحنفية والإمام الحسين× يبادر ابن الحنفية سائلاً من أخيه الحسين×: «فما معنى حملك هؤلاء النساء معك وأنت تخرج على مثل هذه الحال؟»، فقال له: «قد قال لي: إن الله قد شاء أن يراهن سبايا»، وسلَّم عليه ومضـى. اُنظر: ابن طاووس، عليّ بن موسى، اللهوف في قتل الطفوف: ص40.
([1438]) تقدّمت ترجمتها في ص69.
([1439]) «النّأمة: الصوت الضّعيف كالأنين». ابن فارس، أحمد، معجم مقاييس اللغة: ج5، ص377.
([1440]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص324. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص63.
([1441]) في المطبوع: «والعُبر». الهَبَل: الثُّكْل، وهو الموت والهلاك وفِقْدان الحبيب. والعُبر: البكاء والعبرة. اُنظر: العسكري، أبو هلال، جمهرة الأمثال: ج1، ص175. ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج11، ص686، (هبل). وص88، (ثكل).
([1442]) حلأتموه: حلأه، بمعنى طرده ولم يدعه يشرب. اُنظر: المصدر السابق: ج1، ص45.
([1443]) عبد الله بن عمير بن حباب الكلبي، وبعضهم أسماه وهب بن عبد الله بن عمير الكلبي خطأً، بل كنيته أبو وهب. وهو من أبطال كربلاء، مقاتلٌ شديد المراس، شجاع شريف، نزل الكوفة مع زوجته أُمّ وهب. ورد في زيارة الناحية: «السلام على عبد الله بن عمير الكلبي». وامرأته أول شهيدة من النساء في يوم عاشوراء، ضربها غلام الشمر بعمود على رأسها فماتت. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص326. المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص493. السماوي، محمد ابن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين: ص179.
([1444]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمّد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص326. ابن الأثير، عليّ بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص65. واُنظر: ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص196.
([1445]) ورد في غيره من الكتب: «حمل شمر بن ذي الجوشن بالميسرة وقصدوا نحو الحسين». ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص197.
([1446]) عبد الله بن حوزة التميمي، اختلفت المصادر في اسمه واسم أبيه، وضبطه ابن ماكولا باسم (حويزة أو ابن حويزة). اُنظر: ابن ماكولا، علي بن هبة الله، إكمال الكمال: ج2، ص571.
([1447]) اُنظر أيضاً: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص102. الطبرسي، الفضل بن الحسن، إعلام الورى بأعلام الهدى: ج1، ص462.
([1448]) يزيد بن معقل من بني عميرة بن ربيعة وهو حليف لبني سليمة من عبد القيس من جنود عمر بن سعد، خرج لمبارزة برير بن حضير فتباهلا على أن يقتل الله الضالّ منهما فاختلفا بضربتين، فقتله برير. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص328.
([1449]) القد: الشّق طولاً. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج2، ص522.
([1450]) نضنض: أي حرَّكه وأقلقه. اُنظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج7، ص238، (نضنض).
([1451]) هكذا في الأصل، والمعروف أنّه (مرّة)، وقد تقدّمت ترجمته في ص24.
([1452]) «المصاع: أي الجلاد والضّراب». ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج8، ص338.
([1453]) تقدّمت ترجمته في ص219.
([1454]) في الكامل قال: (قالت: له امرأته). اُنظر: ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص67.
([1455]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص329. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص66ـ67.
([1456])تقدّمت ترجمته في ص45.
([1457]) الزبير ـ ويقال علي ـ بن قرظة بن كعب الخزرجي الأنصاري الكوفي. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص330.
([1458]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص330. مع بعض الاختلاف اليسير باللفظ. الأمين، محسن بن عبد الكريم، لواعج الأشجان: ص149.
([1459]) يزيد بن سفيان التميمي (لعنه الله)، وهو من بني شقرة وهم بنو الحارث بن تميم خرج لمبارزة الحر بن يزيد الرياحي يقول الحصين بن تميم صاحب شرطة عبيد الله عنه: «والله لبرز له فكأنما كانت نفسه في يده فما لبثه الحر حين خرج إليه أن قتله». الأمين، محسن بن عبد الكريم، لواعج الأشجان: ص145. العسكري، مرتضـى، معالم المدرستين: ج3، ص110. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج8، ص253.
([1460]) مزاحم بن حريث لم أجد مَن ترجم له، وهو من جيش ابن سعد خرج لمبارزة نافع بن هلال، فقال: أنا على دين عثمان. فقال له نافع: أنت على دين شيطان. ثمّ حمل عليه نافع فقتله. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك : ج4، ص331.
([1461]) مستقتلين: وهم الذين يقاتلون على الموت. اُنظر: الجزري، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث: ج4، ص370.
([1462]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص331. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص103. ابن نما الحلي، جعفر بن محمد، مثير الأحزان: ص45.
([1463]) تقدّمت ترجمته في ص40.
([1464]) وفي بعض المصادر (عبيد الله)، تقدّمت ترجمته في ص40.
([1465]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص331. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص103. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص67.
([1466]) السلق: القاع الصفصف، وهي الفلاة المستوية الملساء. وأذربيجان: بلد حده من برذعة مشرقاً إلى زنجان مغرباً، ويتصل حده من جهة الشمال ببلاد الديلم والجبل والطرم. تقع في مفترق الطرق بين أوروبا الشرقيةوآسيا الغربية، ويحدها بحر قزوين إلى الشرق وروسيا من الشمال وجورجيا إلى الشمال الغربي وأرمينيا إلى الغرب وإيران في الجنوب. وقد انقسمت اليوم قسمين: قسم منها في إيران ومن أشهر مدنها تبريز، وجزؤها الآخر واحدة من ست دول تركية مستقلة في منطقة القوقاز في أوراسيا. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج4، ص1497. البغدادي، عبد المؤمن بن عبد الحق، مراصد الأطلاع على أسماء الأمكنة البقاع: ج1، ص47. الموسوعة الحرة ويكيبيديا.
([1467]) يقال: تتامت إليه الخيول: جاءته متوافرة متتابعة. اُنظر: الجزري، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث: ج1، ص197.
([1468]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص332. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص110.
([1469]) تقدّمت ترجمته في ص28.
([1470]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج23، ص190. الصفدي، خليل بن أيبك، الوافي بالوفيات: ج16، ص105. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص205.
([1471]) اُنظر أيضاً: ابن سعد، محمد، ترجمة الإمام الحسين×: ص84. فيه بعض الاختلاف. الطبري، محمد ابن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص353. أقول: هذه الحادثة رويت بأساليب مختلفة فمرّة رويت بأنّ يزيد قال للإمام علي بن الحسين أتصارع هذا؟ يعني خالد ابنه، ومرّة أُخرى أنّه قال لعمرو ابن الحسن، وهو المشهور. اُنظر: الطبرسي، أحمد بن علي، الاحتجاج: ج2، ص39. ابن عساكر، علي ابن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج69، ص177. ابن نما الحلي، جعفر بن محمد، مثير الأحزان: ص84.
([1472]) رستم: غلام فارسي الأصل، أُسِر في أحد المعارك بين المسلمين والفرس. وقف في صف ابن زياد لمحاربة الإمام الحسين×. اُنظر: موقع مجموعة النبراس الثقافية، ولم نعثر على ترجمة له في غير هذا الموقع.
([1473]) الشدخ: كسر الشيء الأجوف. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج1، ص424.
([1474]) اُنظر أيضاً: ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص69. الأمين، محسن بن عبد الكريم، لواعج الأشجان: ص139.
([1475]) التجفاف: ما جُلِّلَ به الفَرس من سِلاحٍ وآلة تقيه الجراحَ. وقد يلبَسُه الإِنسان أَيضاً. اُنظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج9، ص30، (جفف).
([1476]) أبرحه: أشدَّه. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج1، ص355، (برح).
([1477]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص334. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص166.
([1478]) شبَّ الفرس: نشط ورفع رجليه جميعاً. الفيومي، أحمد بن محمد، المصباح المنير: ج1، ص302.
([1479]) تقدّمت ترجمته في ص39.
([1480]) القاسم بن حبيب بن ـ مظهر ـ مظاهر، وهو الولد الأكبر لحبيب الذي يُكنّى به، ويذهب بعض المؤرخين أنّه استُشهد مع أبيه بين يدي الإمام الحسين× في كربلاء، فيما يذكر آخرون أنّ الشهيد بكربلاء هو ولده محمد، وأمّا القاسم ـ والذي كان عمره في معركة الطف قد وصل حد البلوغ ـ فقد كان في الكوفة، ولما جاؤوا بالرؤوس كان رأس أبي الفضل العباس×، ورأس حبيب بن مظاهر الوحيدان معلّقين بلبان الفرس، ليتباهى بذلك قاتلاهما، فعرض القاسم مبلغاً كبيراً لشراء رأس والده، فلم يدفعه إليه حامل الرأس، وقال: «إنّ الأمير سوف يعطيني أضعاف ما تعطينيه». وظل القاسم يلاحق قاتل والده حتى زمن مصعب بن الزبير، وكان قاتل حبيب من بني تميم أحد قادة جيش مصعب، ولما توجّه مصعب لملاقات الجيش الأُموي في منطقة باجمير قرب الموصل، دخل القاسم عليه خيمته، وقتله، فخرج من الخيمة، وهو يكبر، معلناً الأخذ بالثأر، فأمسكوا به، وأمر مصعب بقطع رأسه، فنال الشهادة كأبيه، وعمّه، وأخيه. اُنظر: القصير، علي، حياة حبيب بن مظاهر الأسدي: ص54ـ55.
([1481]) مصعب بن الزبير بن العوّام، أبو عيسى ـ ويُقال: أبو عبد الله ـ الأسدي الزبيري، وأُمّه الرباب بنت أنيف الكلبية، وُلِد سنة (26هـ). تولّى إمارة البصرة ثم الكوفة بعد قتل المختار الثقفي، داعياً إلى خلافة أخيه عبد الله بن الزبير الذي حكم مكّة. قتله عبد الملك بن مروان الأُموي في سنة (71هـ) على نهر دجيل، وقبره إلى الآن معروفٌ هناك. اُنظر: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج58، ص210. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج7، ص247.
([1482]) تقدم بيان معناها في ص189.
([1483]) برد: أي مات. اُنظر: الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين: ج8، ص30.
([1484]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص334ـ335. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص70.
([1485]) الخَيف: وهو المنحدر من غلظ الجبل قد ارتفع عن مسيل الماء، وقيل الوادي، وهو اسم لمواضع عديدة منها خَيف منى الذي ينسب إليه مسجد الخيف. وخيف بنى كنانة، قيل هو المحصب، وهو بطحاء مكّة. اُنظر: البغدادي، عبد المؤمن بن عبد الحق، مراصد الأطلاع على أسماء الأمكنة البقاع: ج1، ص495.
([1486]) تقدّمت ترجمته في ص52.
([1487]) يكد: مَن بذل الكدّ والجهد والاجتهاد في القتال. اُنظر: الفراهيديّ، الخليل بن أحمد، العين: ج5، ص273.
([1488]) تقدّمت ترجمته في ص59.
([1489]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص336ـ337.
([1490]) تقدّمت ترجمته في ص56.
([1491]) تحاماه: انزوى عنه. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج6، ص2453.
([1492]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص338ـ339. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص106.
([1493]) الضحاك بن عبد الله المشرقي، من رواة واقعة كربلاء، ولعلّه الضحاك بن عمرو بن قيس بن عبد الله المشرقي، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام علي بن الحسين÷. سأله الإمام الحسين× النصرة فامتنع وطلب من الإمام الانصراف، فهرب ليلاً من معسكر الإمام× خوفاً من حصار الأعداء ولم ينل وسام الشهادة معه. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأمم والملوك: ج4، ص317. الطوسي، محمد بن الحسن، الأبواب (رجال الطوسي): ص116. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج4، ص276ـ277.
([1494]) خلص إلى الشيء: وصل. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج3، ص1037.
([1495]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص339.
([1496]) هكذا في الأصل، والصحيح: (وبرك).
([1497])تقدّمت ترجمته في ص51.
([1498]) الغيل: موضع الأسد. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج5، ص1787.
([1499]) أسد خادر: أي داخل الخدر. اُنظر: المصدر السابق: ج2، ص643.
([1500]) المشهور أنّ أبا الشعثاء كان مع الإمام الحسين× قبل أن يتّصل به الحر كما بينا ذلك في ترجمته المتقدمة.
([1501]) تقدّمت ترجمته في ص54.
([1502]) تقدّمت ترجمته في ص49، باسم جنادة بن الحارث.
([1503]) تقدّمت ترجمته في ص57.
([1504]) تقدّمت ترجمتهما في ص57.
([1505]) بَدْرُ بن المعْقلِ بن جَعونَة بنِ عبد اللهِ بنِ حُطَيْط بن عتبة الكِدَاعِ الجعفي. والكداع لقب لجده معْشَرِ ابنِ مالك بنِ عَوْف بنِ سعد بنِ عوف بنِ حَرِيمِ بنِ جُعفِيّ، قُتل مع الإمام الحسين×، ويعتقد البعض أنّه متّحد مع زيد بن معقل الجعفي وعمر بن مطاع الجعفي؛ باعتبار أنّ المصادر ذكرت رجزاً واحداً له لما برز للقتال، وإن اختلفت ببعض الألفاظ. اُنظر: الكلبي، هشام بن محمد بن السائب، نسب معد واليمن الكبير: ج1، ص316. الطوسي، محمد بن الحسن، الأبواب (رجال الطوسي): ص101. الخوارزمي، أحمد بن محمد، مقتل الحسين×: ج2، ص22. الزبيدي، محمد مرتضـى، تاج العروس: ج11، ص417، (كدع).
([1506]) مرهف: أرهفت سيفي، أي: رققته، فهو مرهف. القراع: الصلب الشديد. اُنظر: الجوهري، إسماعيل ابن حمّاد، الصحاح: ج3، ص1263. و ج4، ص1367.
([1507]) رمح مارن: صلب لدن. والثعلب: طرف الرّمح الدّاخل في جبّة السّنان. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج1، ص93. الفيروز آبادي، محمد بن يعقوب، القاموس المحيط: ج4، ص270.
([1508]) الحجاج بن مسروق الجعفي، ونُعِت بالجعفي؛ نسبةً إلى جعفي بن سعد العشيرة من مذحج، خرج من الكوفة إلى مكّة، فلحِق بالإمام الحسين× فيها، وصحبه منها إلى كربلاء، أمره الإمام الحسين× بأن يؤذِّن لصلاة الظهر عند اللقاء مع الحرّ بن يزيد، فوُصِف في بعض المصادر بأنّه: (مؤذِّن الحسين). استُشهد مع الإمام الحسين×، ووقع التسليم عليه في زيارتي الناحية والرجبية. اُنظر: الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث: ج5، ص214. شمس الدين، محمد مهدي، أنصار الحسين×: ص83.
([1509]) عبد الأعلى بن زيد ـ أو يزيد ـ بن الشجاع بن كعب الكلبي من أهل الكوفة استُشهد مع الإمام الحسين× في الطف. ويُقال هو الذي أخذ البيعة لمسلم بن عقيل في الكوفة. وهو من جملة مَن سجنهم ابن زياد عندما دخل الكوفة، ثمّ قتله بعد مقتل مسلم×. اُنظر: الكلبي، هشام بن محمد بن السائب، نسب معد واليمن الكبير: ج2، ص630. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج4، ص366. شمس الدين، محمد مهدي، أنصار الحسين×: ص122.
([1510]) تقدّمت ترجمتهما في ص41. تحت اسم عبد الله وعبيد الله ابنا عروة بن حراق.
([1511]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص339ـ340. القاضي المغربي، النعمان بن محمد، شرح الأخبار: ج3، ص329.
([1512]) تقدّمت ترجمته في ص23.
([1513]) تقدّمت ترجمته في ص34.
([1514]) تقدّمت ترجمته في ص34.
([1515]) «تَعاوَرَ القومُ فلاناً: إِذا تعاونوا عليه بالضرب واحداً بعد واحد». ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج4، ص618.
([1516]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص535. ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح: ج5، ص114ـ115. الصدوق، محمد بن علي، الأمالي: ص226. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص201.
([1517]) تقدّمت ترجمته في ص30.
([1518]) تقدّمت ترجمته في ص30.
([1519]) تقدّمت ترجمته في ص33.
([1520]) تقدّمت ترجمته في ص33.
([1521]) تقدّمت ترجمته في ص32.
([1522]) تقدّمت ترجمته في ص30.
([1523]) تقدّمت ترجمته في ص175.
([1524]) تقدّمت ترجمته في ص32.
([1525]) تقدّمت ترجمته في ص29.
([1526]) تقدّمت ترجمته في ص29.
([1527]) أطنّها: أي قطعها، يُراد بذلك صوت القطع. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج6، ص2159، (طنن).
([1528]) تقدّمت ترجمته في ص28.
([1529]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص342. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص107. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص201.
([1530]) اُنظر أيضاً: ابن سعد، محمد، ترجمة الإمام الحسين×: ص73. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص342. أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص57.
([1531])تقدّمت ترجمته في ص26.
([1532]) تقدّمت ترجمته في ص21.
([1533]) السربال: القميص. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج5، ص1729.
([1534]) تقدّمت ترجمته في ص25.
([1535]) تقدّمت ترجمته في ص21.
([1536]) تقدّمت ترجمته في ص19.
([1537]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص343. أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص55.
([1538]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص343. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص109. ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص214.
([1539]) الطّغام: أوغاد الناس وجهّالهم. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج5، ص1975، (طغم).
([1540]) اُنظر أيضاً: أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص79. ابن مسكويه، أحمد بن محمد، تجارب الأُمم: ج2، ص79، مع بعض الاختلاف.
([1541]) عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي، أبو الجنوب، كان ممَّن شهد على حجر بن عدي الكندي سنة (51هـ)، جعله عمر بن سعد على مذحج وأسد لـمّا عبّأ الجيش. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص201، وص320. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، أُسد الغابة: ج3، ص296.
([1542]) القاسم ـ ويقال القشعم ـ بن عمرو بن نذير ـ أو يزيد ـ الجعفي (لعنه الله)، من العثمانية الذين أهواؤهم مع معاوية هرب من الكوفة إلى الرقّة، شارك في معركة كربلاء، ومن العشرة الذين هجموا على الإمام الحسين×. اُنظر: الكلبي، أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب، نسب معد واليمن الكبير: ج1، ص313. البلاذري، أحمد بن يحيى بن جابر، أنساب الأشراف: ج2، ص297.
([1543]) صالح بن وهب المزني ـ أو اليزني أو المري ـ (لعنه الله)، أحد المجرمين الذين شاركوا في معركة كربلاء، ممّن هجم على الإمام الحسين× فطعنه في خاصرته، وهو من العشرة الذين داسوا جسد الإمام الحسين×. اُنظر: الكوفي، ابن أعثم، الفتوح: ج5، ص118. ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص258. ابن طاووس، علي بن موسى، اللهوف في قتلى الطفوف: ص73.
([1544]) تقدّمت ترجمته في ص19.
([1545]) خضخض، حرَّكه ورجرجه. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج3، ص1074، (خضخض).
([1546]) بحر ـ ويُقال: أبحر، أو أبجر ـ ابن كعب بن عبيد الله التيمي (لعنه الله)، هو الذي قطع يد عبد الله بن الحسن× في حِجر عمّه الإمام الحسين×. سلب سراويل الإمام الحسين×؛ فكانت يداه تقطران في الشتاء دماً، وتيبسان في الصيف. رُوي أنّه صار زمِناً مقعداً من رجليه. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص344. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص77. ابن طاووس، علي بن موسى، اللهوف في قتلى الطفوف: ص76.
([1547]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص344. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص110.
([1548]) اُنظر أيضاً: ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص214. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص77.
([1549]) انذعروا: تفرّقوا. اُنظر: الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين: ج2، ص96.
([1550]) يُقال: فلان رابط الجأش، أي: يربط نفسه عن الفرار لشجاعته. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج3، ص997.
([1551]) «الجَنان بالفتح: القلب». المصدر السابق: ج5، ص2094، (جنن).
([1552]) تقدّمت ترجمته في ص181، تحت عنوان: مالك بن اليسر.
([1553]) تقدّم بيان معناه في ص181.
([1554]) القَلَنْسُوة: من ملابس الرُّؤوس المعروفة. اُنظر: ابن منظور، محمّد بن مكرم، لسان العرب: ج6، ص181.
([1555]) اُنظر أيضاً: ابن سعد، محمد، ترجمة الإمام الحسين×: ص74، ص75. الصدوق، محمد بن علي، الأمالي: ص226. ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص214.
([1556]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص345. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص112.
([1557]) تقدّمت ترجمته في ص170.
([1558]) ينوء: ينهض بجهد ومشقة. وكبا يكبو: إذا انكبّ على وجهه. اُنظر: الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين: ج5، ص416. الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج1، ص78.
([1559]) أبان يده، قطعها وفصلها. اُنظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج13، ص63، (بَيَن).
([1560]) تقدّمت الإشارة إلى الاختلاف فيمن احتز الرأس الشريف في ص19.
([1561]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص346. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص78. ابن نما الحلي، جعفر بن محمد، مثير الأحزان: ص54.
([1562])القطيفة: دثار مخمل، والجمع قطائف. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج4، ص1417، (قطف).
([1563]) لم نعثر على ترجمة له.
([1564]) لم نعثر على ترجمة له.
([1565]) تقدّمت ترجمته في ص35.
([1566]) تقدّمت ترجمته في ص47.
([1567])«أثخن فلان الهمَّ والجرح والمرض: تكاثر عليه وغلبه». مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج1، ص94.
([1568]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص346. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص200.
([1569]) المِلحفة: المُلاءة التي تلتحفّ بها المرأة. اُنظر: مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج2، ص818.
([1570])اُنظر أيضاً: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص112ـ113.
([1571]) انتدب للأمر: استجاب وسارع. اُنظر: مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج2، ص910.
([1572]) إسحاق بن حيوة ـ أو حياة ـ الحضرمي (لعنه الله)، من المجرمين الخيالة الذين حاربوا الإمام الحسين× في كربلاء، عاقبه الله في الدنيا بمرض البرص وسقط شعره، قبض عليه المختار مع بقية العشرة وأمر بهم أن تُداس أبدانهم بالخيول حتّى هلكوا، وروي أنّه أحرقهم بالنار. وهؤلاء العشرة كانوا جميعاً أولاد زناء، وقد نسبت بعض المصادر هذه الاُمور إلى جعونة الحضرمي. اُنظر: أبو مخنف، لوط بن يحيى، مقتل أبي مخنف: ص202. الخوارزمي، أحمد بن محمد، مقتل الحسين×: ج2، ص42. ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص231، وص259. المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج45، ص60.
([1573]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص347. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص113. الطبرسي، الفضل بن الحسن، إعلام الورى بأعلام الهدى: ج1، ص470. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص80.
([1574]) اللوثة: قصر عقلي ومسُّ جنون. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج1، ص291، (لوث).
([1575]) الـمُختار بن أبي عبيد بن مسعود الثقفي، أبو إسحاق، ولد عام الهجرة. من كبراء ثقيف، وذوي الفصاحة والشجاعة والدهاء. كان والده أبو عبيد أميراً في زمن عمر بن الخطاب. نزل مسلم بن عقيل× في بيته وأخذ البيعة من شيعته. وهو من الزعماء الثائرين على بني أُميّة والأخذ بثأر الإمام الحسين×، فقد قتل الكثير من أعدائه، منهم: عبيد الله بن زياد، عمر بن سعد، حرملة بن كاهل، حصين بن نمير. أخبره المنهال أنّ الإمام زين العابدين× دعا بأربع دعوات، وقد استجابها الله على يديه، فنزل المختار من على جواده وصلى ركعتين لله شكراً، ولمـّا دعاه المنهال إلى مأدبة قال: «يا منهال، تُعْلِمُني أنّ علي بن الحسين دعا بأربع دعوات فأجابه الله على يديّ، ثمّ تأمرني أن آكل!! هذا يومُ صومٍ شكراً لله على ما فعلته بتوفيقه». استُشهد سنة (67هـ) على يدي مصعب بن الزُّبير. اُنظر: الطوسي، محمد بن الحسن، الأمالي: ص239. ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب: ج4، ص1465. الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص538. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج7، ص192.
([1576]) حذفه بالقضيب: رماه وضربه به. اُنظر: مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج1، ص162.
([1577]) اُنظر أيضاً: أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص80.
([1578]) عقبة بن سمعان، من أصحاب الإمام الحسين×، وكان مولى للرباب زوجة الإمام الحسين×. وقع التسليم عليه في زيارة الشهداء في الأول من رجب، وكذا في الزيارة الشعبانية. وعن ابن الأثير وتبعه بعض المؤرِّخين أنّه نجا من المعركة، ويؤيده روايته بعض الأحداث التي حصلت في الطريق أو عند وصول جيش الحر. ويمكن الجمع، فلا يبعد ذكره في الزيارة والسلام عليه في جملة الشهداء بعد أن بذل ما بوسعه مجاهداً في سبيل الله، باذلاً مهجته فداءً لسيد الشهداء×، ولم يستسلم حتى أُخذ أسيراً. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص347. الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث: ج12، ص170.
([1579]) اُنظر أيضاً: ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص80.
([1580]) المُرقّع بن ثُمامة ـ ويقال ابن قمامة أو يمانة ـ الأسدي، كنيته أبو موسى، من أصحاب أمير المؤمنين× والإمام الحسين×. يقال كان من الكيسانية حضر الطفّ وقاتل بين يدي الإمام الحسين× حتى أثخن بالجراح، فاستنقذه قومه وأتوا به إلى الكوفة وأخفوه، وقيل نفاه ابن زياد إلى الزارة أو الربذة مكبلاً وبقي مريضاً من كثرة الجراحات حتى مات بعد سنة، وقيل بقي فيها حتى هلك يزيد ورجع إلى الكوفة بعد هروب ابن زياد منها، وفيه يقول الكميت الأسدي : (وإن أبا موسى أسير مكبل) يعني به المرقع .اُنظر: الدينوري، أحمد بن داود، الأخبار الطوال: ص259. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص205. السماوي، محمد، أبصار العين في أنصار الحسين×: ص117. التستري، محمد تقي، قاموس الرجال: ج10، ص32.
([1581]) الزّارة: هي عمان المعروفة على ساحل بحر اليمن والهند، وتشتمل على بلدان كثيرة ذات نخل وزروع، إلّا أنّ حرّها يُضرب به المثل، ولذلك يبعد ابن زياد المخالفين له إليها لشدّة العيش فيها. اُنظر: الحمويّ، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج4، ص150.
([1582]) اُنظر أيضاً: النويري، أحمد بن عبد الوهاب، نهاية الأرب في فنون الأدب: ج20، ص463.
([1583]) تقدّمت الإشارة إلى كيفيّة دفن الأجساد الطاهرة ومَن قام بالدفن في ص186.
([1584]) اُنظر أيضاً: ابن سعد، محمد، ترجمة الإمام الحسين×: ص75، بتفصيل أكثر. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص205.
([1585]) حميد ـ بفتح الحاء أو ضمّها ـ بن مسلم الازدي أو الأسدي الكوفي. أحد رواة الطف المقلين قياساً بغيره من الرواة. ولم يُعرَف عنه شيء قبل ثورة الحسين×.
وقد اختلفوا فيه، فقد ورد أنه من أصحاب ابن سعد، ويخلو به في جلساته، وقد أرسله بعد المعركة ليبشّر أهله بعافيته، بل قيل: إنّه كان مع خولي في حمل رأس الحسين×. وأنّه كان ملاحقاً من قبل المختار الذي حاول القبض عليه ولكنه تمكّن من الفرار، وبقي إلى الفترة التي سيطر فيها عبد الملك ابن مروان وهزيمة آل الزبير.
وعدّهُ البعض من مجاهيل أصحاب الإمام السّجاد×، ومن أصحاب إبراهيم بن مالك الأشتر وكان يشارك في جلسات المختار كل عشية. والتحق بنهضة التوّابين. ومن هنا احتمل آخرون وجود شخصين بهذا الاسم وليسا شخصاً واحداً.
لم يعرف شيء عن مصيره، إلاّ أنه بقي حياً إلى سنة 75 للهجرة، ثم انقطع خبره. اُنظر: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص206. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأمم والملوك: ج5، ص415ـ416، وص554. مسكويه الرازي، أحمد بن محمد، تجارب الأُمم: ج2، ص147. الطوسي، محمد بن الحسن، رجال الشيخ الطوسي: ص112. الحلي، الحسن بن علي بن داود، رجال ابن داوود: ص135. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: 8: ص190. المامقاني، عبد الله، تنقيح المقال: ج24، ص307، ص354. شرف الدين، عبد الحسين، المجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة: ص164. الأمين، حسن، مستدركات أعيان الشيعة: ج4، ص1771. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج3، ص389. آل سيف، فوزي، من قضايا النهضة الحسينية: ج2، ص83، وص92.
([1586]) «الإجانة: إناء تُغسل فيه الثّياب». مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج1، ص7.
([1587]) لم نعثر على ترجمة لها.
([1588]) اُنظر أيضاً: ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص80. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص206.
([1589]) حميد بن بكير ـ ويُقال: بكر بن حمران ـ الأحمري، من أخبث أتباع بني أُميّة، بعثه زياد بن أبيه في أُناسٍ في طلب حجر بن عدي. وهو ضارب مسلم بن عقيل على شفته العليا، وقاتله. اُنظر: الطبري، محمد ابن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص198، وص279، وص284.
([1590]) المراد به: الإمام السجاد×.
([1591]) تقدّم بيان معناها في ص183.
([1592]) تقدّم بيان معناها في ص183.
([1593]) تقدم بيان معناها في ص189.
([1594]) الصبا، نوع من أنواع الريح، وهي ريح تستقبل القبلة. اُنظر: الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين: ج7، ص169.
([1595]) اُنظر أيضاً: ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص80. ابن نما الحلي، جعفر بن محمد، مثير الأحزان: ص65، ص66. النويري، أحمد بن عبد الوهاب، نهاية الأرب في فنون الأدب: ج20، ص463ـ464.
([1596]) اُنظر أيضاً: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص113. الطبرسي، الفضل بن الحسن، إعلام الورى بأعلام الهدى: ج1، ص470.
([1597]) «الجعل بالضم: ما جُعل للإنسان من شيء على الشيء يفعله». الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج4، ص1656.
([1598]) اُنظر أيضاً: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص116. الطبرسي، الفضل بن الحسن، إعلام الورى بأعلام الهدى: ج1، ص472. ابن نما الحلي، جعفر بن محمد، مثير الأحزان: ص71ـ72.
([1599]) اُنظر أيضاً: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى: ج5، ص214. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج41، ص374. المزي، يوسف، تهذيب الكمال: ج20، ص387.
([1600]) اُنظر: الدينوري، أحمد بن داوود، الأخبار الطوال: ص259. ابن طاووس، علي بن موسى، اللهوف في قتلى الطفوف: ص85.
([1601]) تقدّمت ترجمته في ص164.
([1602]) هكذا في الأصل، والصحيح: (رأيت).
([1603]) اُنظر أيضاً: ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص81. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص207.
([1604]) الإنبات للشعر في محله المعروف ـ العانة ـ واحد من العلامات التي يُعرف من خلالها بلوغ الحلم.
([1605]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص350. النويري، أحمد بن عبد الوهاب، نهاية الأرب في فنون الأدب: ج20، ص466.
([1606]) اُنظر أيضاً: البخاري، محمد بن إسماعيل، التاريخ الكبير: ج4، ص129. ابن حبان، محمد بن حبان، الثقات: ج4، ص329. وفيهما ورد (سليم) بدل (سالم).
([1607]) تقدّمت ترجمته في ص207.
([1608]) اُنظر أيضاً: ابن سعد، محمد، ترجمة الإمام الحسين×: ص91. ابن العديم، عمر بن أحمد، بغية الطلب في تاريخ حلب: ج6، ص2639.
([1609]) عبد الله بن عفيف الأزدي، من خيار الشيعة وزُهّادها، وله كلام مع ابن زياد بعد أن أُلقي القبض عليه ينمّ عن صلابة إيمانه وشجاعته لما سأله ابن زياد عن عثمان قائلاً له: «ما أنت وعثمان بن عفان؟... ولكن سلني عن أبيك وعن يزيد وأبيه! فقال ابن زياد: والله لا سألتك عن شيء أو تذوق الموت، فقال عبد الله بن عفيف: الحمد لله رب العالمين! أما إنّي كنت أسأل ربي} أن يرزقني الشهادة والآن فالحمد لله الذي رزقني إياها بعد الإياس منها وعرفني الإجابة منه لي في قديم دعائي». اُنظر: ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح: ج5، ص126. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج5، ص56.
([1610]) «النّبط: شعب ساميٌّ، كانت له دولة في شماليّ شبه الجزيرة العربية». مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج2، ص898.
([1611]) «الجرمقانيّ: واحد الجرامقة، وهم قوم من العجم هبطوا الموصل في أوائل الإسلام». المصدر السابق: ج1، ص119.
([1612]) تقدم بيان معناه في ص122.
([1613]) «الخُصّ: بيت من شجر أو قصب». مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج1، ص238.
([1614]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص351. ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح: ج5، ص124ـ126. ابن طاووس، علي بن موسى، اللهوف في قتلى الطفوف: ص95ـ98.
([1615]) تقدّم بيان معناه في ص204.
([1616]) اُنظر أيضاً: ابن سعد، محمد، ترجمة الإمام الحسين×: ص89. الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص112.
([1617]) اُنظر أيضاً: الدينوري، أحمد بن داوود، الأخبار الطوال: ص260. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص118. الطبرسي، الفضل بن الحسن، إعلام الورى بأعلام الهدى: ج1، ص473.
([1618]) اُنظر أيضاً: ابن سعد، محمد، ترجمة الإمام الحسين×: ص81. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج58، ص245. الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص303. القندوزي، سليمان بن إبراهيم، ينابيع المودّة لذوي القربى: ج3، ص28.
([1619]) تقدّمت ترجمته في ص191.
([1620]) اُنظر أيضاً: أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص80. الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص104. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص119.
([1621]) الغل ـ بالضم ـ واحد الأغلال، يُقال: في رقبته غُلٌّ من حديد. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج5، ص1783.
([1622]) تقدّمت ترجمته في ص190.
([1623]) اُنظر أيضاً: ابن سعد، محمد، ترجمة الإمام الحسين×: ص82. يقصد به محفز نفسه وكون اللؤم به ألصق.
([1624]) «لممته: أصلحته». الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج5، ص2031.
([1625]) تقدّمت الإشارة إلى بيان الاختلاف في موضع دفن الرأس الشريف في ص186.
([1626]) تقدّمت ترجمته في ص191.
([1627]) اُنظر أيضاً: ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص209.
([1628]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج41، ص367. ابن الجوزي، عبد الرحمن بن عليّ، المنتظم في تاريخ الملوك والأُمم: ج5، ص343، ص344.
([1629]) اُنظر أيضاً: القرشي، باقر شريف، حياة الإمام الحسين×: ج1، ص37.
([1630]) اُنظر أيضاً: الصدوق، محمد بن علي، الأمالي: ص230.
([1631]) ورد في مثير الأحزان هكذا: «أمر بردِّ المأخوذ وزاد عليه مائتي دينار ففرّقها زين العابدين× على الفقراء والمساكين». ابن نما الحلي، جعفر بن محمد، مثير الأحزان: ص85.
([1632]) البِرّ: يقابله العقوق، وهو هنا الإحسان. اُنظر: الجزري، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث: ج1، ص116.
([1633]) اُنظر أيضاً: ابن سعد، محمد، ترجمة الإمام الحسين×: ص84. ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي، المنتظم في تاريخ الملوك والأُمم: ج5، ص345.
([1634]) الواعية: الصرخة. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج6، ص2526.
([1635]) «العج: رفع الصوت». المصدر السابق: ج1، ص327.
([1636]) «الأزيب: من الرّياح الجنوب». مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج1، ص408.
([1637]) اُنظر أيضاً: ابن سعد، محمد، ترجمة الإمام الحسين×: ص84. القاضي المغربي، النعمان بن محمد، شرح الأخبار: ج3، ص161.
([1638]) الرّعاف: الدّم يخرج من الأنف. اُنظر: الجوهريّ، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج4، ص1365.
([1639]) تقدّمت الإشارة إلى رعافه على منبر رسول الله’ في ترجمته في ص136.
([1640]) دوسر: اسم كتيبة كانت للنعمان بن المنذر، وكانت معروفة بالقوّة والبطش. اُنظر: العسكري، أبو هلال، جمهرة الأمثال: ج1، ص253.
([1641]) «لثغ فلان، تحوّل لسانه من حرف إلى حرف غيره، كأن يجعل السّين ثاء». مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج2، ص815.
([1642]) اُنظر أيضاً: ابن سعد، محمد، ترجمة الإمام الحسين×: ص76. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص123.
([1643]) تقدّمت ترجمته في ص210.
([1644]) «الدسر: الدفع، والمعنى يدفع ويكب للقتل كما يفعل بالجزور عند النحر». الزمخشري، محمود بن عمر، الفائق في غريب الحديث: ج1، ص367.
([1645]) اهتبر فلان غيره بالسّيف: قطعه. هبرته هبراً: قطعته قطعاً. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج2، ص850. مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج2، ص969.
([1646]) اُنظر أيضاً: ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص585.
([1647]) نصل: زال. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج5، ص1830، (نصل).
([1648]) اُنظر أيضاً: العصفري، خليفة بن خياط، تاريخ خليفة: ص179، ذكره مختصراً. وعنه: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج23، ص190. ابن العديم، عمر بن أحمد، بغية الطلب في تاريخ حلب: ج6، ص2665.
([1649]) اُنظر أيضاً: ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح: ج5، ص128. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص122.
([1650]) اُنظر أيضاً: الطبرسي، أحمد بن علي، الاحتجاج: ج2، ص37. ابن نما الحلي، جعفر بن محمد، مثير الأحزان: ص81. الكتبي، ابن شاكر، فوات الوفيات: ج2، ص645. أقول: تمثّل يزيد بهذا البيت من الشعر بعد خطبة زينب‘ في مجلسه لا كما يرويه المؤلف والذي يحاول تصوير يزيد بالرحوم الشفيق.
([1651]) الحديد: آية22.
([1652]) الشورى: آية30.
([1653]) لم يروها أحد غيره.
([1654]) تقدّمت ترجمته في ص27.
([1655]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، ترجمة الإمام الحسين×: ص450. ابن العديم، عمر بن أحمد، بغية الطلب في تاريخ حلب: ج6، ص2668ـ2669.
([1656]) وهب بن زمعة بن أسد الجعفي: مكيّ من أشراف بني جمح بن لؤي بن غالب، من قريش، كان شاعراً مجيداً، له قصائد كثيرة في رثاء سيد الشهداء×، وقد أنشد شعراً عند قبر الإمام الحسين× فأبكى الناس. خرج مع التوّابين المطالبين بدم الإمام الحسين× مع سليمان بن صرد الخزاعي، تُوفّيَ سنة (63هـ). اُنظر: كاشف الغطاء، محمد حسين، أصل الشيعة وأصولها: ص387. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث، ج8، ص114. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج8، ص128.
([1657]) اُنظر أيضاً: ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح: ج6، ص215. ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص268.
[1658])) تقدّمت ترجمتها في ص35.
([1659]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص294. الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص118. الطوسي، محمد بن الحسن، الأمالي: ص90.
([1660]) تقدّمت ترجمته في ص211.
([1661]) هكذا في الأصل، والصحيح: (نقول). اُنظر: الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص118.
([1662]) الأعراف: آية23.
([1663]) قاضي القضاة وهب بن وهب بن كثير بن عبد الله بن زمعة، أبو البختريّ، القرشي الأسدي المدني، جدته لأُمّه زينب بنت عقيل بن أبي طالب، كان فقيهاً أخبارياً جواداً، وقد صنَّف في الغزوات وفي النّسب، توفيّ سنة (200هـ). اُنظر: الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج9، ص374.
([1664]) المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم، أبو يحيى القرشي الهاشمي، وُلِد على عهد رسول الله’ بمكّة قبل الهجرة، شهد مع أمير المؤمنين علي× صفِّين وغيرها، كان قاضياً في خلافة عثمان، وهو الذي طرح على ابن ملجم القطيفة لما ضرب الإمام علي×، فأمسكه وضرب به الأرض، ونزع منه سيفه وسجنه حتى مات، استخلفه الإمام الحسن× على الكوفة عند خروجه لقتال معاوية؛ وأمره باستحثاث الناس وإشخاصهم إليه، فجعل يستحثهم ويخرجهم حتى التأم العسكر. اُنظر: أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص40.ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب: ج4، ص1447. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، أُسد الغابة: ج4، ص407. ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة: ج6، ص158.
([1665]) اُنظر أيضاً: ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص262. نسب الشعر للكميت مع اختلاف في الألفاظ.
([1666]) تقدّمت ترجمته في ص61.
([1667]) الوغل: النذل من الرجال. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج5، ص1844، (وغل).
([1668]) اُنظر أيضاً: الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص116. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص120. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج34، ص316.
([1669]) اُنظر أيضاً: الطبري،محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص329. ولكنه نقل تسعة أبيات. ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح: ج5، ص103.
([1670]) اُنظر أيضاً: ابن العديم، عمر بن أحمد، بغية الطلب في تاريخ حلب: ج6، ص2633. ابن العبري، غريغوريوس الملطي، تاريخ مختصر الدول: ص110.
([1671]) اُنظر أيضاً: المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب ومعادن الجوهر: ج3، ص109. الخطيب البغدادي، أحمد بن علي، تاريخ بغداد: ج13، ص107.
([1672]) سراقة بن مرداس بن أسماء بن خالد البارقي الأزدي، شاعر عراقي يماني الأصل، كان ظريفاً حسن الإنشاد، حلو الحديث، ممّن قاتل المختار بن عبيد الثقفي، وله شعر في هجائه، فوقع في يد المختار أسيراً، فأمر بضرب عنقه، ثمّ أطلق سراحه، فعاد إلى الشام، وبعد مقتل المختار عاد إلى العراق مع بشر بن مروان، ولـمّا ولي الحجاج العراق هجاه سراقة، فطلبه، ففرّ إلى الشام، وتُوفّيَ بها سنة (79هـ). اُنظر: الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج3، ص80.
([1673]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج43، ص271. القضاعي، ابن الأبّار، درر السمط في خبر السبط: ص105.
([1674]) تقدّمت ترجمته في ص22.
([1675]) أبو بكر والقاسم وكذلك عبد الله من أولاد الإمام الحسن×. وإن كان (عبد الله) مشتركاً بين وَلدٍ لأبي محمد الحسن وأبي عبد الله الحسين÷، ويحتمل أنّ في العبارة أعلاه سقطاً.
([1676]) اُنظر أيضاً: ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص259.
([1677]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص272ـ275. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص47ـ51.
([1678]) «الجريدة: سعفة طويلة تقشّر من خوصها». مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج1، ص116.
([1679]) وهي دار طوعة، أُمّ ولد كانت للأشعث وأعتقها، فتزوّج بها أسيد الحضرمي، فولدت له بلالاً. اُنظر: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص54.
([1680]) الرجل هو عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث. اُنظر: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص57.
([1681]) الصورة التي يطالعنا بها البلاذريّ هي صورة مشوّهة وقاتمة، همّها النيل من شخص البطل الشجاع مسلم بن عقيل×، وتقدّم منه أنّه شخص خانع ذليل يلتمس العفو! ولا بأس هنا بالإحالة إلى بعض المصادر التي نقلت حادثة مسلم بن عقيل× بالتفصيل. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص277. أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص70. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص54.
([1682]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص294ـ295.
([1683]) اُنظر أيضاً: ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص184.
([1684]) لم نعثر على ترجمة له.
([1685]) لم نعثر على ترجمة له.
([1686]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص295.
([1687]) تقدّمت ترجمته في ص364.
([1688]) «الشمط: بياض شعر الرأس يخالط سواده، والرجل أشمط». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج3، ص1138.
([1689]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص296. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص185.
([1690]) جاء في بعض المصادر ـ كما تقدّمت الإشارة إليه ـ أن الغلامين من أولاد مسلم بن عقيل×، وقد يكون أن الحادثة حصلت لأولاد عبد الله بن جعفر وأولاد مسلم. والله العالم. اُنظر: الصدوق، محمد ابن علي، الأمالي: ص143ـ144.
([1691]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص296.
([1692]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص296. ابن العديم، عمر بن أحمد، بغية الطلب في تاريخ حلب: ج6، ص2639. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص185.
([1693]) اُنظر أيضاً: ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص223. ابن حجر العسقلاني، أحمد ابن علي، فتح الباري: ج9، ص36.
([1694]) هكذا في الأصل، والظاهر أنّ كلمة (أبيهم) زائدة أو مصحّفة عن كلمة أُخرى.
([1695]) اُنظر أيضاً: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج45، ص49. المزي، يوسف، تهذيب الكمال: ج21، ص359. الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص300. والكلام بين يدي القارئ واضح غير محتاج لمزيد بيان، فالإمام الحسين× لا يتعامل فقط مع أشخاص، وإنّما في المقابل يتعاطى مع مناهج ورؤى وأفكار، وهي لا تقتصر على شخص فلان أو فلان من عمّال البلاط الأُمويّ، وإنّما تمتدّ لتشمل كافّة الدّولة على مختلف الأصعدة، بدءاً من رأس الهرم وانتهاءً بالقاعدة.
([1696]) اُنظر أيضاً: ابن طاووس، علي بن موسى، اللهوف في قتلى الطفوف: ص74.
([1697]) «الاختلاج: الحركة والاضطرب». ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج2، ص258.
([1698]) يقصد به عبيد الله بن زياد.
([1699]) اُنظر أيضاً: الطبرسي، الفضل بن الحسن، تفسير مجمع البيان: ج6، ص266، مع زيادة.
([1700]) اُنظر أيضاً: ابن نما الحلي، جعفر بن محمد، مثير الأحزان: ص63. ابن طاووس، علي بن موسى، الملاحم والفتن: ص337. الطبري، أحمد بن عبد الله، ذخائر العقبى: ص145.
([1701]) اُنظر أيضاً: ابن حمدون، محمد بن الحسن، التذكرة الحمدونية: ج9، ص245. نقله بالمضمون.
([1702]) اُنظر: الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج13، ص422.الصفدي، خليل بن أيبك، الوافي بالوفيات: ج16، ص105.
[1703])) اُنظر: ملتقى أهل الحديث، أرشيف ملتقى أهل الحديث: ج 15، ص 77.
([1704]) تقدّمت ترجمته في ص93.
([1705]) تقدّمت ترجمته في ص62.
([1706]) تقدّمت ترجمته في ص260.
([1707]) مسلم بن عقبة بن رباح، المرّي، من القساة في العصـر الأُموي، شهد صفِّين مع معاوية، وكان فيها على الرجالة، وقُلعت بها عينه، وكان على رأس الجيش الذي بعثه يزيد بن معاوية إلى المدينة في واقعة الحرّة، فغزاها وأسرف فيها قتلاً ونهباً، هلك بين المدينة ومكة في طريقه لحرب ابن الزبير سنة (63هـ). اُنظر: الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج7، ص222.
([1708]) هكذا في الأصل، والصحيح (يزيد)، غير منوّن لأنه ممنوع من الصرف للعلمية ووزن الفعل.
([1709]) هكذا في الأصل، والصحيح (أصله).
([1710]) البطانة: هم خاصته وموضع سرّه. اُنظر: الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين: ج7، ص440.
([1711]) هكذا في الأصل، والصحيح هو تصحيف والصواب: (شامهم)، كما في المطبوع، دار إحياء الكتب العربي، ط1، 1960م.
([1712]) تقدّمت ترجمته في ص79.
([1713]) تقدّمت ترجمته في ص239.
([1714]) تقدّمت ترجمته في ص107.
([1715]) وقذته العبادة: غلبته. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج2، ص572.
([1716]) جثم: لَزِم مكانه فلم يَبْرَح، أي: تَلَبَّد بالأرض، بمعنى: لصق. اُنظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج12، ص82.
([1717]) الوُثُوب على لغةٍ: النُّهوضُ والقيام. اُنظر: ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج5، ص150، (وثب).
([1718]) »حقنت دمه: منعته أن يُسفك«. الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج5، ص2103.
([1719]) »دفعت عنك عادية فلان، أي: ظلمه وشرّه«. المصدر السابق: ج6، ص2422.
([1720]) »النوال: العطاء«. المصدر السابق: ج5، ص1836.
([1721]) تغمّدهم بحلمه: غمرهم به وغطّاهم. اُنظر: المصدر السابق: ج2، ص517.
([1722]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج5، ص144. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص238. ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص240.
([1723]) اُنظر أيضاً: ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح: ج4، ص347، وص353.
([1724]) تقدّمت ترجمته في ص129.
([1725]) يحيى بن حكيم بن صفوان بن أُميّة الجمحي، ممَّن خرج على أمير المؤمنين في حرب الجَمَل، كان والياً على مكّة ليزيد بن معاوية أيام ثورة عبد الله بن الزبير. عزله يزيد لمداهنته ابن الزبير. ولمّا جمع يزيد للأشدق ولاية مكّة والمدينة استعمله الأشدق والياً علي مكّة. اُنظر: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى: ج5، ص475. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص250، وفيه: إنّ والي مكّة هو: (عمرو بن سعيد بن العاص)، بدلاً من يحيى بن حكيم. ابن أبي الحديد، عبد الحميد، شرح نهج البلاغة: ج11، ص125. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج8، ص143.
([1726]) تقدّمت ترجمته في ص147.
([1727]) تقدّمت ترجمته في ص58.
([1728]) «قُطِعَ به: إذا انقطع رجاؤُه». ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج8، ص279.
([1729]) تقدّمت ترجمته في ص60.
([1730]) هكذا في الأصل، والصحيح (عنقيهما).
([1731]) اُنظر أيضاً: العصفري، خليفة بن خياط، تاريخ خليفة: ص177.
([1732]) تقدّمت ترجمته في ص306.
([1733]) «راهق الغلام فهو مراهق: إذا قارب الاحتلام». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج4، ص1487.
([1734]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص251.
([1735]) الذي ورد في تاريخ الطبري هكذا: «أمّا ما سألتني من البيعة، فإنّ مثلي لا يُعطى بيعته سرّاً، ولا أراك تجتزئ بها منّى سرّاً دون أن نظهرها على رؤوس الناس علانيةً. قال: أجل. قال: فإذا خرجتَ إلى الناس فدعوتَهم إلى البيعة، دعوتَنا مع الناس، فكان أمراً واحداً. فقال له الوليد ـ وكان يُحبّ العافية ـ: فانصرف على اسم الله، حتّى تأتينا مع جماعة الناس». الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص251، ولم يردْ فيه: (وأنا طوع يديك).
([1736]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج5، ص302. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص16.
([1737]) تحرّز: تحفّظ. اُنظر: الفيومي، أحمد بن محمد، المصباح المنير: ص129.
([1738]) «راوَغَه: خادَعَه». ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج8، ص430.
([1739]) تنكّب الطريق: عدل عنه وتجنّبه. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج1، ص228.
([1740]) حبيب بن كرين ـ ويقال حبيب بن كرة ـ مولى بني أمية ورسول مروان إلى يزيد في واقعة الحرة يخبره باخراج بني أمية من المدينة، وكانت معه راية مروان يوم مرج راهط. اُنظر: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج5، ص321. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج12، ص44.
([1741]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج5، ص300. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص252.
([1742]) تقدّمت ترجمتها في ص179.
([1743]) تقدّمت ترجمتها في ص110.
([1744]) تقدّمت ترجمته في ص23.
([1745]) تقدّمت ترجمته في ص21.
([1746]) تقدّمت ترجمته في ص20.
([1747]) تقدّمت ترجمته في ص126.
([1748]) تقدّمت ترجمته في ص89.
([1749]) تقدّمت ترجمته في ص131.
([1750]) تقدّم بيان معناها في ص317.
([1751]) ذهب ابن سعد في طبقاته ـ كما تقدم ـ إلى أنّ لقاء ابن مطيع بالإمام الحسين× كان في مكّة بعد مكاتبة أهل الكوفة، وإعلان الإمام التوجّه لهم، وبعد مناصحة عبد الله بن عباس له، أو بعد خروجه من مكّة واقترابه من العراق في منطقة الرمة، كما يذكره المؤلف نفسه بعد ذلك.
([1752]) وافى: أتى. اُنظر: مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج2، ص1047.
([1753]) شِعب علي×: هو في أصلِ اسمه معروف بـ (شِعب أبي يوسف)، أو (شِعب أبي طالب×) أو (شِعب بني هاشم)، ويُسمّى أخيراً بـ (شِعب علي×). وهو نفس المكان الذي قُوطع وحُوصر فيه بنو هاشم. اُنظر: اليعقوبي، أحمد بن إسحاق، تاريخ اليعقوبي: ج2، ص31. الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج3، ص347.
([1754]) «حفل القوم: اجتمعوا واحتشدوا». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج4، ص1670.
([1755]) الحَفل: المبالاة، ولا يحفلون به، بمعنى: لا يبالون به. اُنظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج11، ص159.
([1756]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص156. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص261.
([1757]) تقدّمت ترجمته في ص208.
([1758]) في الطبري: «عبد الله بن سبع». الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص262.
([1759]) في الطبري: «عبد الله بن وال». المصدر السابق.
([1760]) وافاه: وصل إليه أو أدركه. اُنظر: مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج2، ص1047.
([1761]) المعروف أنّه قيس بن مُسْهر الصيداوي، وقد تقدّمت ترجمته في ص39.
([1762]) تقدّمت ترجمته في ص56.
([1763]) هانئ بن هانئ الهمداني السبيعي، من أصحاب الإمام أمير المؤمنين علي×، روى عن أمير المؤمنين علي×: «ليُقتلنّ الحسين× قريباً من النهرين». اُنظر: التستري، محمد تقي، قاموس الرجال: ج10، ص498.
([1764]) تقدّمت ترجمته في ص50.
([1765]) لم يرد ذكره في غيره من المقاتل، ولعلّه متّحد مع سعيد بن عبد الله الحنفي، حيث ورد في بعض المقاتل أنّ الذي حمل كتاب شبث وحجار ومن معهما هو الحنفي. اُنظر: ابن طاووس، علي بن موسى، اللهوف في قتلى الطفوف: ص24. السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين×: ص216.
([1766]) تقدّمت ترجمته في ص220.
([1767]) تقدّمت ترجمته في ص321.
([1768]) تقدّمت ترجمته في ص322.
([1769]) تقدّمت ترجمته في ص322.
([1770]) تقدّمت ترجمته في ص153.
([1771]) تقدّمت ترجمته في ص321.
([1772]) تقدّم بيان معناها في ص338.
([1773]) تقدّمت ترجمته في ص34.
([1774]) كُنه الأمر: حقيقته، وغايته، ومُنتهاه. اُنظر: ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث: ج4، ص206.
([1775]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص262. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص39. الفتال النيسابوري، محمد بن الحسن، روضة الواعظين: ص172. نقلته المصادر الثلاث بتفصيلٍ أكثر.
([1776]) ألمّ بأهله: «أتاهم فنزل بهم، وزارهم زيارة غير طويلة». مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج2، ص840.
([1777]) «تاه في الأرض: ذهب مُتحيّراً». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج6، ص2229.
([1778]) الذين كانوا مع مسلم بن عقيل هم: قيس بن مُسْهر الصيداوي، وعمارة بن عبد السلولي، وعبد الرحمن بن عبد الله الأرحبي، وهم رُسل أهل الكوفة للإمام الحسين×، ولم يكونوا خدماً لمسلم. اُنظر: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص39.
([1779]) بحشاشة النفس، أي: برمق بقيّة الحياة والروح. اُنظر: ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج1، ص391.
([1780]) أفضَوا إلى طريق: وصلوا. اُنظر: مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج2، ص693.
([1781]) في الطبري هكذا: «فكتب مسلم بن عقيل مع قيس بن مُسْهر الصيداوي إلى حسين، وذلك بالمضيق». الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص263.
([1782]) تطيّرت من الشيء، أيّ: ما يتشاءم به من الفأل الرديء. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج2، ص728.
([1783]) هكذا في الأصل، ولعلّ الصحيح بطن الحُربُث: البطن: الموضع الغامض من الوادي، والبطون كثيرة. والحُربث: نبتٌ أسود وزهرته بيضاء، وهو من أطيب المراعي. اُنظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج2، ص137. الزبيدي، محمد مرتضـى، تاج العروس: ج3، ص197. وفي تاريخ الطبري (بطن الخبيت). اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص263.
([1784]) تقدّم ردُّ هذا القول في ص323.
([1785]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص263. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص39. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص21.
([1786]) تقدّمت ترجمته في ص387.
([1787]) جاء في الطبري: «مسلم بن المسيّب»، وفي الإرشاد: «سلم»، وفي الفتوح: «سالم». اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص264. ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح: ج5، ص33. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص41.
([1788]) هكذا في الأصل، والصحيح: (تختلف).
([1789]) هكذا في الأصل، وهو تصحيف، والصحيح: (أثب)، بقرينة ما بعدها، وكما ورد في الفتوح. اُنظر: ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح: ج5، ص35.
([1790]) القرف، أي: التهمة، والجمع: القراف. اُنظر: ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج4، ص46.
([1791]) نكث البيعة: نقضها ورجع فيها. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج1، ص295.
([1792]) في الطبري: «عبد الله بن مسلم بن سعيد الحضرمي». الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص265.
([1793]) عمارة بن عقبة بن أبي معيط الأُموي ـ أخو الوليد بن عقبة ـ كان مقيماً بالكوفة بعد قتل عثمان، فكان عيناً لمعاوية، يرسل له بأنباء الكوفة وأمير المؤمنين عليّ×، وهو الذي سعى بعمرو بن الحمق إلى زياد بن أبيه، وسعى بالمختار إلى ابن زياد يوم خروج مسلم. وكان ممّن استسقاهم مسلم بباب القصر لـمّا جيء به إلى ابن زياد فأبوا أن يسقوه. اُنظر: الكوفي، إبراهيم بن محمد، الغارات: ج2، ص420. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص281. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ دمشق: ج18، ص296، وج45، ص498. ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة: ج4، ص481.
([1794]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص265. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص42. الفتال النيسابوري، محمد بن الحسن، روضة الواعظين: ص173.
([1795]) «الحرزة: خيار المال؛ لأنّ صاحبها يحرزها ويصونها». الزبيدي، محمد مرتضـى، تاج العروس: ج8، ص45.
أقول: وردت في غيره: (الخرزة)، كما في: ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح: ج5، ص36. المفيد، محمد ابن محمد، الإرشاد: ج2، ص43. الطبرسي، الفضل بن الحسن، إعلام الورى بأعلام الهدى: ج1، ص431.
([1796]) مسلم بن عمرو الباهلي، أبو قتيبة، كان نديماً ليزيد، يشرب معه ويغنّي له. وهو الذي منع الماء عن مسلم بن عقيل لـمّا استسقى بباب القصر. اُنظر: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج5، ص299. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص282.
([1797]) أي: والد قتيبة.
([1798]) تقدّم بيان معناها في ص147.
([1799]) مالك بن مسمع البكري الجحدي، من وجوه البصرة، دعاه أمير المؤمنين× لنصـرته مع جملة من وجهاء البصـرة في معركة الجَمَل، فأبى أن ينصره، وقد صار بعد ذلك أُموياً. وهو الذي آوى مروان ابن الحكم لـمّا فرّ في حرب الجَمَل، مات سنة (73هـ)، أو (74هـ). اُنظر: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج2، ص237، وص263. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج3، ص541، وج4، ص84. ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة: ج6، ص217.
([1800]) تقدّمت ترجمته في ص327.
([1801]) المنذر بن الجارود بن المعلّى، أبو غياث العبدي، وُلِد في عهد النبي’، استعمله أمير المؤمنين علي× على اصطخر، فكتب إليه الإمام× كتاباً ذمّه فيه بعد إن اتُّهم بأنّه أخذ من بيت المال ثلاثين ألفاً، فعزله الإمام وحبسه ثمّ أطلقه بعد أن حلف أنّه لم يأخذ المال الذي اتُّهم به. ولّاه عبيد الله بن زياد في إمرة يزيد الهند، فمات هناك سنة (61هـ)، أو أوّل سنة (62هـ)، وهو يومئذٍ ابن ستّين سنة. اُنظر: الكوفي، إبراهيم بن محمد، الغارات: ج2، ص897. ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة: ج6، ص209.
([1802]) مسعود بن عمرو بن عدي بن محارب الأزدي، رئيس الأزد وربيعة في البصـرة، وهو الذي أجار ابن مرجانة ومنعه لـمّا نبذه الناس، وقام مسعود بن عمرو في البصرة بأمر عبيد الله بن زياد، فقتله بنو تميم وهو على المنبر سنة: (64)، أو (65هـ). اُنظر: ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، فتح الباري: ج13، ص62. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج7، ص219.
([1803]) قيس بن الهيثم بن أسماء بن الصلت السلمي كان من أنصار بني أُميّة في البصـرة، استخلفه عبد الرحمن بن زياد ـ أخو عبيد الله ـ على خراسان بعد مقتل الإمام الحسين×. ثمّ تحوّل إلى ابن الزبير، فكان على خُمس أهل العالية بالبصـرة مع مصعب بن الزبير لمقاتلة المختار سنة (67هـ)، قاتل عبد الملك بن مروان معيناً لابن الزبير في سنة (71هـ)، وحذّر أهل العراق من خذلان مصعب، تُوفّي في البصـرة. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص234، وص563، وج5، ص3، وص7. الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج5، ص20.
([1804]) اُنظر أيضاً: ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح: ج5، ص37. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص23. وفيه: «فأتاه بالرسول والكتاب، فضرب عنق الرسول، وخطب الناس...».
([1805]) القارة: قوم رماة من العرب، وفي المثل: (قد أنصف القارة مَن راماها). وقد زعموا أنّ رجلين التقيا، أحدهما قاريّ والآخر أسديّ، فقال القاريّ: إن شئت صارعتك، وإن شئت سابقتك، وإن شئت راميتك. فقال: اخترت المراماة. فقال القاريّ: قد أنصفتني، وأنشد:
قد أنصف
القارة مَن راماها |
|
إنّا إذا ما فئة نلقاها |
نرد أُولاها على أُخراها
ثمّ انتزع سهماً فشكّ فؤاده. اُنظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج5، ص123.
([1806]) عثمان بن زياد، ذُكر أنّه مات شاباً، وله من السن: ثلاث وثلاثون، ثلاث وثلاثون، في سنة الحادية والستين للهجرة. اُنظر: الأتابكي، يوسف بن تغري، النجوم الزاهرة: ج1، ص155.
([1807]) الإرجاف: واحد أراجيف، الأخبار، وأَرجفَ القومُ: إذا خاضُوا في الأخبار السيّئة وذكر الفتن. والمُرجِفون: هم الذين يوَلِّدُون الأخبار الكاذبة التي يكون معها اضطرابٌ في الناس. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج4، ص1363. ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج9، ص113.
([1808]) تقدّمت ترجمته في ص148.
([1809]) السمّ الناقع، أي: القاتل. اُنظر: ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج5، ص109.
([1810]) هكذا في الأصل، ولعلّ الصواب: (يبقين).
([1811]) اُنظر أيضاً: ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح: ج5، ص39. أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص64. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص44.
([1812]) لم ترِد هذه العبارة في كتب التاريخ المـعتبرة كتاريخ الطبري وغيره. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص269. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص45.
([1813]) تقدّمت ترجمته في ص58.
([1814]) الشطط: مجاوزة القدر في كلّ شيء. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج3، ص1137.
([1815]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص270.
([1816]) اُنظر أيضاً: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص45.
([1817]) هكذا في الأصل، ولعلّ الصواب: (هذا).
([1818]) الصرم: القطع. اُنظر: الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين: ج7، ص120.
([1819]) اُنظر: السجستاني، سليمان بن الأشعث، سنن أبي داوُد: ج1، ص631.
([1820]) استوسَق، أي: اجتمع. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج4، ص1566.
([1821]) معقل لم يذكروه، من أهل الشام من مدينة حمص، كان مولى وجاسوساً لعبيد الله بن زياد في الكوفة كلّفه بتقصي خبر مسلم بن عقيل وأصحابه في الكوفة بتدبير خدعة يصل من خلالها إلى ذلك. وقد ناقش بعض المحققين في هذه الخدعة وعدم قبولها بحال. اُنظر: أبو الفرج أبو الفرج الأصفهاني، علي ابن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص64. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص45. شمس الدين، محمد مهدي، أنصار الحسين×: ص192. الطبسي، جعفر، مع الركب الحسيني: ج3، ص96.
([1822]) هكذا في الأصل، ولعل الصحيح: (آلاف).
([1823]) هكذا في الأصل، وهو تصحيف، والصحيح (تأت) يقال: تأتّى فلان لحاجته: إذا تَرفّق لها وأتاها من وَجهها. اُنظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج14، ص17.
([1824]) انْفَتَل فلان عن صَلاته، أي: انصرف. اُنظر: المصدر السابق: ج11، ص514.
([1825]) هكذا في الأصل، والصحيح (الكلاع) الموافق لما في مقاتل الطالبيين. اُنظر: أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص64.
([1826]) هكذا في الأصل، والصحيح: (آلاف).
([1827]) السيما: هي العلامة التي يُعرف بها الخير من الشرّ في الإنسان. اُنظر: الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين: ج7، ص321.
([1828]) تقدّمت ترجمته في ص40.
([1829]) اُنظر أيضاً: ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح: ج5، ص44.
([1830]) تقدّمت ترجمته في ص151.
([1831]) تقدّمت ترجمته في ص153.
([1832]) السخيمة: الضغينة والموجدة في النفس. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج5، ص1948.
([1833]) هكذا في الأصل، والصحيح (فركبها) الموافق لـما في الإرشاد. اُنظر: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص47.
([1834]) الخيزران: نباتٌ لين القضبان، أملس العيدان. اُنظر: الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين: ج4، ص207.
([1835]) شريح بن الحارث بن قيس الكندي، أبو أُميّة، القاضي، أدرك الجاهلية. وقد ولي القضاء على الكوفة لعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعُرف بقاضي الكوفة، عزله أمير المؤمنين× في بدايات خلافته، ثمّ أرجعه معاوية، كما وليَ القضاء لعبد الله بن الزبير. ومن نماذج سوء قضائه: أنّه طالب أمير المؤمنين× بالبينة! وعُرِف أنّه: عثماني، وشهد على حجر بن عدي، ولم يُبلّغ قبيلة مراد ما قاله رئيسها هانئ بن عروة لـمّا كان في حبس ابن زياد. مات سنة (87هـ)، وعمره مائة سنة. اُنظر: ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب: ج2، ص701. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج9، ص29. البراقي، حسين بن أحمد، تاريخ الكوفة: ص258.
([1836]) هكذا في الأصل، والصحيح: (لهم).
([1837]) تعدّدت أسماء هذه الشخصيّة على صورٍ مختلفة كـ: عبد الرحمن بن عزيز الكندي، وعبد الله بن عزيز، وعبيد الله بن عمرو بن عزيز. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص275. أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص70. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص30.
([1838]) تقدّمت ترجمته في ص54.
([1839]) العباس بن جعدة الجدلي، كان من الشيعة الذين بايعوا مسلم بن عقيل× في الكوفة، ومن المُخلصين في الولاء لأهل البيت^، وكان يأخذ البيعة من الناس للإمام الحسين بن علي×، جعله مسلم× على ربع المدينة، ولما تخاذل الناس عن مسلم، أمر ابن زياد بالقبض عليه وحبسه، ثمّ بعد شهادة مسلم أمر به فقُتل شهيداً. اُنظر: البراقي، حسين بن أحمد، تاريخ الكوفة: ص334. الشاهرودي، علي النمازي، مستدركات علم رجال الحديث: ج4، ص343.
([1840]) الشّرَط أو الشّرطة: حَفَظة الأمن في البلاد. اُنظر: مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج1، ص479.
([1841]) «المدر: قطعُ طينٍ يابس». الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين: ج8، ص38، (مدر).
[1842])) النشاب: السهام، الواحدة: نشابة. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج1، ص224.
([1843]) هكذا في الأصل، والصحيح (ابن شهاب). وقد تقدّمت ترجمته في ص348.
([1844]) هكذا في الأصل، والصحيح (شور)، وقد تقدّمت ترجمته في ص338.
([1845]) تقدّمت ترجمته في ص159.
([1846]) رجلٌ هائم: مُتحيّر. اُنظر: الفيروز آبادي، محمد بن يعقوب، القاموس المحيط: ج4، ص193.
([1847]) وهي طوعة. تقدّمت ترجمتها في 150. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص277.
([1848]) خفّ، أي: أسرع. اُنظر: ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج2، ص55. أقول: لم يذكر في كتب التأريخ أنّه ممن كان مع مسلم، وإنّما المذكور أنّه من أتباع ابن زياد.
([1849]) أطناب القصب: عروقه التي تتشعب من أرومته. اُنظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج1، ص561، (طنب).
([1850]) رحبة المكان: ساحته ومتّسعه وصحنه. اُنظر: الزبيدي، محمد مرتضى، تاج العروس: ج2، ص18.
([1851]) تقدّم بيان معناها في ص347.
([1852]) تقدّمت ترجمته في ص209.
([1853]) تقدّم بيان معناها في ص170.
([1854]) السكّة: الطريق المستوي، أو ما هو أوسع من الزقاق. اُنظر: الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين: ج5، ص272. مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج1، ص440.
([1855]) هكذا في الأصل، وفي غيره إنّ ابن زياد بعث عبيد الله بن العباس السلمي في سبعين رجلاً من قيس. اُنظر: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص57. الفتال النيسابوري، محمد بن الحسن، روضة الواعظين: ص175.
([1856]) العصبية: مناصرة مَن يهمّك أمره في حقٍّ أو باطل. اُنظر: قلعجي، محمد، معجم لغة الفقهاء: ص313.
([1857]) لم يؤرّخ الدينوري لِـما دار بين مسلم بن عقيل وابن الأشعث من قتال، أبدى فيه ابن عقيل بسالةً وشجاعةً فائقة.
([1858]) اكتنفه: أحاط به. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج4، ص1424.
([1859]) الجلواز: الشّرطي، والجمع الجلاوزة. اُنظر: المصدر السابق: ج3، ص869.
([1860]) كأنّ مسلماً يستعطي الحياة الرخيصة خوفاً على روحه، هكذا تُصاغ وقائع التأريخ بحسب ما تُمليه مصالح وتطلّعات الجهاز الحاكم، ومَن درج معهم، فلهذا تجدهم دوماً ما يلوون عنق الحقيقة؛ بغية الانتصار لبغيهم وتطاولهم، فلم يأتِ مسلم بن عقيل للمداهنة، والتخضّع، والحرص على استبقاء حياته كيفما اتّفق، بقدر ما كان يُريد تقديم روحه قرباناً لنصرة الحقّ.
([1861]) أزمعت على أمرٍ: إذا ثبت عليه عزمك. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج4، ص1424.
([1862]) تقدّمت ترجمته في ص151.
([1863]) الزعيم: الكفيل بالشيء. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج1، ص365.
([1864]) هكذا وردت وقد جاء في الإرشاد: «فقال له ابن زياد: إنّه لا يخونك الأمين، ولكن قد يُؤتمن الخائن». المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص61.
([1865]) رُقي به: صُعد به. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج6، ص2361.
([1866]) هكذا في الأصل، ولعلّ الصواب هو: بكير ـ ويُقال: بكر ـ بن حمران الأحمري، وقد تقدّمت ترجمته في ص390.
([1867]) اختُلف في القائل، فقيل: عبد الله بن الزبير الأسدي. وقيل: الفرزدق. وقيل: رجلٌ من بني أسد. وقيل: سليم أو سلمان بن سلام الحنفي. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص285. الزبيدي، محمد مرتضـى، تاج العروس: ج4، ص502.
([1868]) هكذا في الأصل، وهو تصحيف، والصحيح (طِمار) وهو: المكان العالي. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج2، ص726. ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج4، ص502.
([1869]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص285. أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص72.
([1870]) هكذا في الأصل، والصحيح: (برأسيهما).
([1871]) فرش له الأمر: بسطه له. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج3، ص1014.
([1872]) فَصَل: خرج من بلدٍ إلى بلد. اُنظر: ابن سيده، علي بن إسماعيل، المخصص: ج3، ص38.
([1873]) الراصد للشيء: المراقب له. والرصد: القوم يرصدون، كالحرس. يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث، وربّما قالوا: أرصاد. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج2، ص474.
([1874]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص285. ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح: ج5، ص62. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص36.
([1875]) أنفذ كذا: أرسل. اُنظر: مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج2، ص939.
([1876]) ويُقال: الزبير بن الأروح التميمي، عراقيّ، من التابعين، وفَدَ على يزيد بن معاوية. اُنظر: ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج18، ص306.
([1877]) المشهور في كتب التاريخ أنّ مسلماً استُشهد في اليوم التاسع من ذي الحجة سنة (60هـ). اُنظر: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص66. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص172.
([1878]) هكذا في الأصل، والصحيح: (آلاف).
([1879]) تقدّم بيان موقعها في ص155.
([1880]) تقدّم بيان موقعها في ص333.
([1881]) مَالأَه على الأَمر مُمالأَةً: ساعده عليه وشايعه. اُنظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج1، ص159.
([1882]) تقدّم بيان معناه في ص334.
([1883]) الجهاز، أي: التجهيز، وهو إعداد ما يحتاجه في السفر. اُنظر: ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث: ج1، ص321.
([1884]) تقدّم بيان معناها في ص325.
([1885]) تقدّم بيان معناها في ص326.
([1886]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص287. ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح: ج5، ص64.
([1887]) بثّ: فرّق ونشر. اُنظر: الطريحي، فخر الدين، مجمع البحرين: ج2، ص234.
([1888]) المكانفة: المعاونة. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج4، ص1424.
([1889]) مورد: بمعنى محلّ حضور. اُنظر: مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المعجم الوسيط: ج2، ص1024.
([1890]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص164.
([1891]) تقدّم بيان معناه في ص326.
([1892]) تقدّم بيان معناه في ص326.
([1893]) اُنظر أيضاً: ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح: ج5، ص66. المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب ومعادن الجوهر: ج3، ص55. ابن مسكويه، أحمد بن محمد، تجارب الأُمم: ج2، ص59. ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي، المنتظم في تاريخ الملوك والأُمم: ج5، ص328.
([1894]) تقدّمت ترجمته في ص136.
([1895]) تقدّم بيان موقعها في ص329.
([1896]) تقدّم بيان معناها في ص208.
([1897]) الكِرى: أجرُ المستأجر من دارٍ، أو دابّةٍ، أو أرضٍ، ونحوها. اُنظر: الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين: ج5، ص403.
([1898]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص289. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص68.
([1899]) تقدّم بيان موقعها في ص141.
([1900]) تقدّمت ترجمته في ص141.
([1901]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص164. أبو الفرج الأصفهاني، علي ابن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص73.
([1902]) بطن الرُّمّة: منزل لأهل البصرة إذا أرادوا المدينة بها يجتمع أهل الكوفة والبصرة ومنه إلى العُسَيلة. اُنظر: الحمويّ، ياقوت بن عبدالله، معجم البلدان:ج3،ص72.
([1903]) الحثيث: السريع الجادّ في أمره. اُنظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج2، ص130.
([1904]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص167. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص297. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص70.
([1905]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص166. الطبرسي، الفضل بن الحسن، إعلام الورى بأعلام الهدى: ج1، ص446.
([1906]) التوبة: الآية51.
([1907]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص261. ابن مسكويه، أحمد بن محمد، تجارب الأُمم: ج2، ص38. ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي، المنتظم في تاريخ الملوك والأُمم: ج5، ص327.
([1908]) هكذا في الأصل، والصحيح: زرود وهي: مأخوذة من زرد وهو البلع وسُميت بذلك لابتلاعها ماء المطر؛ لأنّها أرض رملية تقع بين الثعلبية والخزيمية، وهي محطة مشهورة بطريق الحاجّ من الكوفة، وتقع في شمال شرق مدينة الحائل السعودية على مسافة (160كم)، فيها آبار وماؤها ليست بعذبة، يُقال وصلها الإمام الحسين× يوم الأربعاء22/ذي الحجة/سنة (60هـ) وبقي فيها يوم وليلة. اُنظر:الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج3، ص139. الربيعي، عباس، أطلس الحسين: ص202 ومابعدها.
([1909]) تقدّم بيان معناه في ص142.
([1910]) تقدّمت ترجمته في ص186.
([1911]) لزق به، أي: لصق به. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج4، ص1549.
([1912]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص167. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص298. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص73. الفتال النيسابوري، محمد بن الحسن، روضة الواعظين: ص178.
([1913]) ورد أنّ اسمه: بكير بن المثعبة. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص299.
([1914]) تقدّم بيان موقعها في ص147.
([1915]) عُضَد: أعوان. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج2، ص509.
([1916]) العرب تقول لكلّ مسيل ماءٍ شقّه السيل في الأرض، فأنهره ووسّعه: عقيق. وبطن العَقِيقِ: هو واد يَدْفُق ماؤُه في غَوْرَي تِهَامةَ. وفي الحديث: أَن رسول الله’ وقَّتَ لأَهل العِراق بطن العَقِيقِ؛ قال أَبو منصور: أَراد العَقِيقَ الذي بالقرب من ذات عِرْقٍ قبلها بمَرْحلة أَو مرحلتين. وهو المراد هنا. اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج4، ص138ـ 139. ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج10، ص255.
([1917]) التوطيد: التثبيت. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج2، ص551.
([1918]) تقدّم بيان موقعها في ص156.
([1919]) مبادرة: مسارعة. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج2، ص586.
([1920]) شراة: وهو جبلٌ شامخ مرتفعٌ في السماء من دون عسفان، لبني ليث خاصّة، ولبني ظفر من سليم. اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج3، ص331ـ332.
([1921]) القيظ: حمارة الصيف، أي شدّة حرارته. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج3، ص1178.
([1922]) الشرف: العلو، والمكان العالي. اُنظر: المصدر السابق: ج4، ص1379.
([1923]) وورد أنّه ذو حُسَم ـ ضُبط هكذا ـ: ويقال له (حُسُم) اسم معدول عن حاسم وهو جبل كان النعمان ابن المنذر ـ ملك الحيرة ـ يصطاد به يقع بعد شراف على مسافة (78كم) ويبعد عن القادسية (74كم) و(90كم) عن الكوفة وموضعه بين بركة الحمام وبركة حمد، ويبعد عن درب زبيدة المعروف بين الكوفة ومكّة بمسافة لا تتجاوز (5كم) من جهة الشمال الغربي وحددنا ذلك من عبارة زهير بن القين للإمام الحسين× قال: «هذا ذو حُسم إلى جنبك، تميل إليه عن يسارك فأخذ إليه، ومال أصحابه معه، فما كان بأسرع من أن طلعت علينا هوادي الخيل»، وهذه السـرعة التي وصلوا بها إلى الجبل لا تكون أكثر من ذلك. ثمّ حصل اللقاء فيه بين الإمام× والحرّ قرب بركة حمد في منطقة تعرف اليوم بـ(تل الهويمل). اُنظر: الربيعي، عباس، أطلس الحسين: ص252ـ253.
([1924]) هكذا في الأصل، والصحيح (ظهره)، كما ورد في البُغية.اُنظر: ابن العديم، عمر بن أحمد، بُغية الطلب في تاريخ حلب : ج6، ص2623.
([1925]) تقدّمت ترجمته في ص41.
([1926]) التغمّر: الشراب دون الرّي. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج2، ص772.
([1927]) هكذا في الأصل، والصحيح: (ولى).
[1928])) نابذه الحرب: كاشفه. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج2، ص571.
[1929])) وورد أنّه عذيب الهِجانات، كان بها هجائن النعمان ترعى هناك. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص305.
( ([1930]الغلوة: قدرُ رمية سهم. اُنظر: ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج3، ص383.
([1931]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص168. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص299. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص84.
([1932]) تقدّم بيان موقعه في ص157.
([1933]) تقدّمت ترجمته في ص212، تحت اسم عبيد الله بن الحر.
([1934]) الخطّة: الحال، والأمر، والخطب. اُنظر: ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج2، ص48.
([1935]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص174. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص307. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص81.
([1936]) تقدّم بيان موقعها في ص123.
([1937]) تقدّم بيان معناها في ص99.
([1938]) تقدّم بيان معناها في ص156.
([1939]) هكذا في الأصل، والصحيح: (خمر)، والخَمَر: الشّجر الملتفّ. اُنظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج4، ص257.
([1940]) تقدّم بيان موقعها في ص345.
([1941]) هكذا في الأصل، وجاء في تاريخ الطبري: شُفية: تصغير شفاء الذي يشفى من الداء وهي بئر قديمة حفرها بنو أسد قرب كربلاء. ويقال: إنّ موقعها قريب من الحصوة. وقيل: موقعها في منطقة الحجيمات الواقعة جنوب هور الفريحة المعروف بهور منصور، ويمكن تحديدها من خلال اتجاهات موقع المعركة فهي تقع جنوب شرق مكان المعركة. اُنظر: الحمويّ، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج3، ص229. الربيعي، عباس، أطلس الحسين: ص301.
([1942]) هكذا في الأصل، وهو خطأ، والصحيح (يأتنا) الموافق لمِا في بُغية الطلب.اُنظر: ابن العديم، عمر بن أحمد، بُغية الطلب في تاريخ حلب: ج6، ص2625.
([1943]) هكذا في الأصل، والصحيح (فكيف). اُنظر: المصدر السابق.
([1944]) عاقول الوادي: ما اعوجّ منه، والأرض العاقول: التي لا يُهتدى إليها. اُنظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج11، ص463.
([1945]) حدَقَ به الشيءُ وأحدق: استدار. اُنظر: المصدر السابق: ج10، ص38.
([1946]) يُقال: هراق الماء يهَرقه هراقةً، بمعنى: صبّه. وأصلُه: أراق يريق إراقةً. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج4، ص1569.
([1947]) ورد بهذا المضمون عن أبي جحيفة، قال: «جاء عروة البارقي إلى سعيد بن وهب، فسأله وأنا أسمع، فقال: حديثٌ حدّثتنيه، عن علي بن أبي طالب. قال: نعم، بعثني مخنف بن سليم إلى علي، فأتيته بكربلاء، فوجدته يُشير بيده، ويقول: هاهنا هاهنا. فقال له رجل: وما ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال: ثقلٌ لآل محمد ينزل هاهنا، فويلٌ لهم منكم، وويلٌ لكم منهم. فقال له الرجل: ما معنى هذا الكلام يا أمير المؤمنين؟ قال: ويلٌ لهم منكم: تقتلونهم. وويلٌ لكم منهم: يُدخلكم الله بقتلهم إلى النار». المنقري، نصر بن مزاحم، وقعة صفِّين: ص141.
([1948]) قال الطبري: «ثمّ نزل، وذلك يوم الخميس، وهو اليوم الثاني من المُحرّم سنة (61هـ)». الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص309.
([1949]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص296. الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص103، ح2803.
([1950]) تقدّم بيان موقعها في ص345.
([1951]) ندبه لأمرٍ فانتدب له، أي: دعاه له فأجاب. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج1، ص223.
([1952]) هكذا في الأصل، ويقال ابن قيس، تقدّمت ترجمته في ص346.
([1953]) هكذا في الأصل، والصحيح كما في بُغية الطلب (فسلْه ما أقدمك). ابن العديم، عمر بن أحمد، بُغية الطلب في تاريخ حلب: ج6، ص2626.
([1954]) الرتع: الأكل والشرب في الربيع رغدا. الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين: ج2، ص67.
([1955]) الغرور: الخداع. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج2، ص769.
([1956]) لم ترد هذه العبارة في كتبنا، بل الذي ورد: «كتب إليّ أهل مصـركم هذا أن أقدم، فأمّا إذ كرهتموني، فأنا أنصـرف عنكم». المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص85.
([1957]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص177. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص83. ابن مسكويه، أحمد بن محمد، تجارب الأُمم: ج2، ص69.
([1958]) تقدّم بيان موقعها في ص160.
([1959]) الـحُسوة: الجرعة بقدر ما يُحسى مرّةً واحدة. اُنظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج14، ص177.
([1960]) وهي: فاطمة بنت حزام الكلابية، وقد تقدّمت ترجمتها في ص20.
([1961]) تقدّمت ترجمته في ص49.
([1962]) المجالدة: المضاربة بالسيوف، ففي تاج العروس: «والذي حَقّقَه السُّهَيْلِي أنّ الحَرْب هو التّرَامِي بالسِّهَامِ، ثمّ المُطَاعنة بالرِّمَاحِ، ثمّ المُجَالَدَة بالسّيُوف، ثمّ المُعَانَقَة، والمُصَارَعَة إذا تَزَاحَمُوا». الزبيدي، محمد مرتضـى، تاج العروس: ج1، ص409.
([1963]) ذبّ: دافع وكافح. اُنظر: المصدر السابق: ج1، ص126.
([1964]) هكذا في الأصل، والصحيح (فازحف) كما ورد في الكامل والبغية. اُنظر: ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ : ج4، ص55. ابن العديم، عمر بن أحمد، بُغية الطلب في تاريخ حلب: ج6، ص2627.
([1965]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص314. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص88.
([1966]) نهَد (بالفتح) أي: نهض. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج2، ص545.
([1967]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص315. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص89. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص56.
([1968]) الأخدود: الشّق في الأرض. اُنظر: ابن فارس، أحمد، معجم مقاييس اللغة: ج2، ص149.
([1969]) تقدّمت ترجمته في ص39.
([1970]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص325.
([1971]) اُنظر أيضاً: المصدر السابق: ج4، ص340.
([1972]) تقدّمت ترجمته في ص23.
([1973]) تقدّمت ترجمته في ص34.
([1974]) تقدّمت ترجمته في ص34.
([1975]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص200. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص341، وفيه: (الصدائي). المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص10، وفيه: (صبح) بدلاً عن: (صبيح).
([1976]) لعلّ المراد به: عون؛ لتقارب الاسمين كتابة، أو المراد به: محمد، بقرينة القاتل، وقد تقدّمت ترجمتهما في ص30.
([1977]) لفظة (بن) زائدة؛ لأنّ الطيار لقب جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلبE. اُنظر: ابن الأثير، علي ابن أبي الكرم، اللباب في تهذيب الأنساب: ج2، ص293.
([1978]) تقدّمت ترجمته في ص31.
([1979]) تقدّمت ترجمته في ص32.
([1980]) تقدّمت ترجمته في ص32.
([1981]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص341. أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص61. وفيهما أنّ الذي قتله: عثمان بن خالد الجهني، وبشير ـ ويُقال: بشـر بن حوط، ويُقال: سوط ـ القايضي.
([1982]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص359. أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص62. ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص254. وجاء فيه (محمد بن سعيد الأحول) مرّة، وأُخرى (محمد بن أبي سعيد بن عقيل). و(لقيط بن ياسر) بدلاً من (لقيط بن ناشر).
([1983]) تقدّمت ترجمته في ص35.
([1984]) تقدّمت ترجمته في ص29.
([1985]) وقيل: عمرو بن سعيد بن نفيل، تقدّمت ترجمته في ص29.
([1986]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص341. أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص58. وفيه: إنّ الذي قتله عمرو بن سعيد بن نفيل الأزدي.
([1987]) هكذا في الأصل، والصحيح هو: أبو بكر بن الحسن بن علي بن أبي طالب×، وقد تقدّمت ترجمته في ص22.
([1988]) تقدّمت ترجمته في ص28.
([1989]) تقدّمت ترجمتهم في ص20 ـ23.
([1990]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص201. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص342. وفيه: (ثبيت). بدلاً من: (ثويب)، وقد تقدّمت ترجمته في ص21.
([1991]) الصحيح: (خولي بن يزيد الأصبحي).
([1992]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص342.
([1993]) تقدّمت ترجمته في ص181.
([1994]) تقدم بيان معناه في ص181.
([1995]) تقدم بيان معناها في ص378.
([1996]) وجاء في اسمه أنّه: (عبد الله). اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص342. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص108. وقد تقدّمت ترجمته في ص25.
([1997]) المعروف أنّ ذلك الرجل كان حرملة بن كاهل الوالبي. اُنظر: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص201. وقد تقدّمت ترجمته في ص26.
([1998]) المشقص: نصل السهم إذا كان طويلاً غير عريض. اُنظر: ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج2، ص490.
([1999]) أحجموا: كفّوا. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج5، ص1894.
([2000]) تقدّم بيان معناها في ص168.
([2001]) نزع في القوس: مدّها وجذب وترها. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حمّاد، الصحاح: ج3، ص1289.
([2002]) تقدّمت ترجمته في ص19.
([2003]) تقدّمت ترجمته في ص19.
([2004]) تقدّمت الإشارة إلى الاختلاف فيمَن احتز الرأس الشريف في ص19.
([2005]) هذا على خلاف المشهور من أنّ عُمْر الإمام زين العابدين× في واقعة الطفّ، كان ثلاث أو أربع وعشـرين سنة، لِـما ورد في الطبقات الكبرى لابن سعد، قال: «أخبرنا عبد الرحمن بن يونس، عن سفيان، عن جعفر بن محمد، قال: مات علي بن حسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة. قال محمد بن عمر: فهذا يدلّك على أنّ علي بن حسين كان مع أبيه وهو ابن ثلاث أو أربع وعشرين سنة، وقول بعض: إنّه كان صغيراً، ولم يكن أنبت، ليس بشـيء. ولكنّه كان يومئذٍ مريضاً، فلم يقاتل، وكيف يكون يومئذٍ لم يُنبت وقد وُلِد له أبو جعفر محمد بن علي؟!». اُنظر: ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى: ج5، ص221.
([2006]) أقول: عُمر بن الحسين بن علي بن أبي طالب×، قُتل بين يدي أبيه في واقعة الطفّ. وأما الذي نجا من المعركة فهو عَمرو بن الحسن بن علي، كما ورد في تاريخ الطبري: بأنّ يزيد دعاه إلى مبارزة وَلِده خالد. وقد تقدّمت ترجمته في ص178. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص353. الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث: ج14، ص30.
([2007]) تقدّمت ترجمته في ص388.
([2008]) الربذة: قرية من قُرى المدينة، على ثلاثة أيّام منها. وهي قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز. اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج3، ص24. وفي الطبري والكامل: (الزارة). اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص347. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص80.
([2009]) واسمه في كتب التاريخ: عقبة بن سمعان، وقد تقدّمت ترجمته في ص388. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص347.
([2010]) اُنظر أيضاً: المصدر السابق.
([2011]) المشهور أنّ عدد الرؤوس التي جاءت بها بنو تميم سبعة عشر رأساً. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص358.
([2012]) لم نعثر على ترجمة له.
([2013]) هكذا وردت، والصحيح: (بخمسة).
([2014]) لم نعثر على ترجمة له.
([2015]) لم نعثر على ترجمة له.
([2016]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص207. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص358. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص91. أقول: ذكر المؤلف أن عدد الرؤوس اثنين وسبعين رأساً، لكن مجموع حصص القبائل ـ بحسب روايته ـ بلغ سبعة وثمانين رأساً.
([2017]) هكذا في الأصل.
([2018]) حشم الرجل: خدمه ومَن يغضب له. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج5، ص1900.
([2019]) يحاول الدينوري تصوير عملية السبي بأنّها تمّت بكلّ احترام، ولم يتعرّض في المقابل إلى سلب النساء قبل سبيهنّ، كما تعرّض إلى ذلك غيره من المؤرّخين، فقد ورد أنّ السيدة زينب‘ قالت ليزيد بن معاوية: «وما كفاك حتّى تسوقنا إليك كما تُساق الإماء على المطايا بغير وطاء!». القندوزي، سليمان ابن إبراهيم، ينابيع المودّة لذوي القربى: ج3، ص92. واُنظر أيضاً: ابن طاووس، علي بن موسى، اللهوف في قتلى الطفوف: ص78.
([2020]) تُوفِّي النبي’ في سنة (11هـ)، واستُشهد الإمام الحسين× في سنة (61هـ). اُنظر: الطبري، محمد ابن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج2، ص450، (ذكر الأحداث التي كانت في سنة إحدى عشرة من الهجرة).
([2021]) ثنايا الإنسان في فمه: أسنانه الأربعة التي في مُقدّم فيه، ثنتان من فوق وثنتان من أسفل. اُنظر: ابن منظور، محمد بن عمر، لسان العرب: ج14، ص123.
([2022]) تقدّمت ترجمته في ص164.
([2023]) يلثمه: يُقبِّله. اُنظر: ابن منظور، محمد بن عمر، لسان العرب: ج5، ص2027، (لثم).
([2024]) هكذا في الأصل، والصحيح (عينيك) كما في الطبري والإرشاد. اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص349. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص115.
([2025]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص207. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص349. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص114.
([2026]) اُنظر أيضاً: ابن العديم، عمر بن أحمد، بُغية الطلب في تاريخ حلب: ج6، ص2631. الذهبي، محمد ابن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص303. بزيادة: (أطعت ابن زياد، وعصيت الله، وقطعت الرحم).
([2027]) تقدّمت ترجمته في ص188.
([2028]) تقدّمت ترجمته تحت اسم محفز بن ثعلبة في ص190.
([2029])
ورد في نصوصٍ أُخرى أنّ الـمتكلِّم هو: (زحر بن قيس). اُنظر: الطبري، محمد بن
جرير،
تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص351. المفيد،
محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص118. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في
التاريخ: ج4، ص83.
([2030]) تقدّم بيان معناها في ص188.
([2031]) تقدّم بيان معناها في ص188.
([2032]) تقدّم بيان معناها في ص289.
([2033]) تقدّم بيان معناها في ص189.
([2034]) تقدّم بيان معناها في ص189.
([2035]) تقدّم بيان معناها في ص137.
([2036]) تقدّم بيان معناها في ص137.
([2037]) هكذا تُحاك خيوط الباطل تحدّياً لألق الحقيقة، فعيون القاتل يزيد تدمع تأسّفاً، ولسانه يندفع بالترحُّم وقاحةً، ونفسه تطفح وتفوح بالعفو جرأةً، كلّ ذلك لا لشيء؛ سوى ترضيةً وتزلفاً للبلاط الأُموي... ولكن كأنّهم نسوا نَكْت يزيد لثغر الحسين× بقضيب الخيزران! أم تمثّله بأبيات الحصين ابن الحمام، والتي يقول فيها: نفلّق هاماً... وقوله في أبياتٍ أُخر:
لمّا بدت تلك
الحمول وأشرقت |
|
تلك الرؤوس على شفا جيرون |
نعب الغراب
فقلت قل أو لا تقل |
|
فقد اقتضيتُ من الرسول ديوني! |
وتمثّله بأبيات ابن الزِّبعْرى:
ليــت أشــياخي ببـدرٍ شـهدوا جـزع الخـ زرج مـن وقـع الأسـل!
اُنظر: أبو الفرج، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص80. ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص261. الباعوني، محمد بن أحمد الدمشقي، جواهر المطالب في مناقب الإمام علي×: ج2، ص301.
([2038]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص212. ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح: ج5، ص127. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص119. ابن مسكويه، أحمد بن محمد، تجارب الأُمم: ج2، ص82. والذي في البلاذري (يفلقن)، وفي الباقي (نفلق).
([2039]) الشنشنة: الطبيعة والسجية، وأخزم: اسم شخص. يُضرب هذا مثلاً لمَن فيه شبهٌ من أبيه في الرأي والحزم والذكاء. اُنظر: ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج2، ص504.
([2040]) «الحِجْز: الناحية». ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج5، ص333، (حجز).
([2041]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص353. ابن العديم، عمر بن أحمد، بُغية الطلب في تاريخ حلب: ج6، ص2622.
([2042]) الصعاليك: جمع صعلوك، وهم الفقراء. اُنظر: البغدادي، عبد القادر بن عمر، خزانة الأدب: ج5، ص422.
([2043]) اُنظر أيضاً: ابن نما الحلي، جعفر بن محمد، ذوب النضار: ص72.
([2044])اُنظر: المجلد الثالث من بحوث المؤتمر الجغرافي الإِسلامي الأول، مطبوعات جامعة محمد بن سعود الإسلامية، 1404هـ/1984م. موسوعة علماء العرب والمسلمين: د. محمد فارس، المؤسسة العربية للدراسات والنشر: ص217.
([2045]) تقدّمت ترجمته في ص62.
([2046]) فراغ في الأصل.
([2047]) تقدّمت ترجمته في ص129.
([2048]) تقدّمت ترجمته في ص107.
([2049]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف : ج5، ص299. ابن الصباغ المالكي، علي بن محمد، الفصول المهمة في معرفة الأئمّة: ج2، ص777.
([2050]) تقدّمت ترجمته في ص60.
([2051]) من أسماء مكّة، أُمّ القرى، قال نفطويه: سُمّيت بذلك لأنّها أصل الأرض، منها دحيت. وقيل: سميت مكّة أُمّ القرى لأنّها أقدم القرى التي في جزيرة العرب وأعظمها خطراً. وقال ابن دريد: سُمّيت مكّة أُمّ القرى لأنّها توسّطت الأرض، والله أعلم، وقال غيره: لأنّ مجمع القرى إليها، وقيل: بل لأنّها وسط الدنيا فكأنّ القرى مجتمعة عليها، وقال الليث: كلّ مدينة هي أُمّ ما حولها من القرى، وقيل سُمّيت أُمّ القرى لأنّها تُقصد من كلّ أرض وقرية. اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج1، ص254.
([2052]) تقدّمت ترجمته في ص426.
([2053])تقدّمت ترجمته في ص50.
([2054])تقدّمت ترجمته في ص34.
([2055]) تقدّم بيان موقعها في ص126.
([2056]) تقدّمت ترجمته في ص58.
([2057]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص160. ابن العديم، عمر بن أحمد، بغية الطلب في تاريخ حلب: ج6، ص2614. أقول: إنّ يزيد في هذا الكتاب يتوعد عبيد الله ابن زياد: أنّه إن لم يقضِ على الحسين× فإنّه سوف ينفيه من نسب آل أبي سفيان.
([2058]) تقدّمت ترجمته في ص58.
([2059]) في بعض المصادر أن الذي مرض وحث مسلما على قتل ابن زياد هو شريك بن الأعور. اُنظر: ابن قتيبة الدينوري، أحمد بن داوود، الأخبار الطوال: ص234. أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص65. الذهبي، أحمد بن محمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص299.
([2060]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف : ج2، ص79. الدينوري، أحمد بن داوود، الأخبار الطوال: ص234. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك : ج4، ص268.
([2061]) تقدّم بيان موقعها في ص333.
([2062]) تقدّمت ترجمته في ص41.
([2063]) يعدل: بمعنى يميل ويحيد عن الطريق. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج5، ص1761، (عدل).
([2064]) تقدّمت ترجمته في ص151.
([2065]) الفرات: الماء العذب، يُقال: ماء فرات ومياه فرات. والفرات: اسم نهر الكوفة، ولهذ النهر فضل وبركة وعظمة ذكرتها النصوص، ومنها ما قاله أبو عبد الله الصادق×: «شاطئ الوادي الأيمن الذي ذكره الله تعالى (جلّ جلاله) في كتابه هو الفرات، والبقعة المباركة هي كربلاء، [والشجرة هي محمد|]». وعن علي بن الحسين× قال: «إنّ الله (جلّ جلاله) يُهبط ملكاً في كلّ ليلة معه ثلاثة مثاقيل من مسك الجنّة فيطرحه في فراتكم هذا. وما من نهر في شرق الأرض و[لا] غربها أعظم بركة منه».اُنظر: المفيد، محمد بن محمد، المزار: ص15. (باب فضل الفرات). الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج1، ص259، (فرت).
([2066]) تقدّم بيان موقعها في ص120.
([2067]) تقدّمت ترجمته في ص27.
([2068]) تقدّمت ترجمتها في ص179.
([2069]) الإشراق: هو وقت طلوع الشمس، اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج4، ص1501، (شرق).
([2070]) «الأصيل: الوقت بعد العصر إلى المغرب». المصدر السابق: ج1، ص1623، (أصل).
([2071]) اُنظر أيضاً: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف : ج3، ص185. أبي الفرج الأصفهاني، علي ابن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص75. الصدوق، محمد بن علي، الأمالي: ص221. الفتال النيسابوري، محمد بن الحسن، روضة الواعظين: ص184.
([2072]) تقدم بيان معناها في ص166.
([2073]) لا تخمش: أي لا تخدش وجها. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج3، ص1005، (خمش).
([2074]) «الويل: الحزن والهلاك والمشقة». ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج5، ص236، (ويل).
([2075]) الثبور: الهلاك أي تهلك نفسك. اُنظر: الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج2، ص604، [ثبر].
([2076]) تقدّم بيان معناها في ص60.
([2077]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك : ج4، ص319. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد : ج2، ص94.
([2078]) يصور المؤلف الإمام الحسين× وكأنّه يستجدي العفو من أصحاب ابن زياد، وهذا خلاف ما نقل عنه× من صلابته ورباطة جأشه حتى وهو في لحظاته الأخيرة. وقد تقدّمت الإشارة في ص145إلى ردّ دعواهم بأنّ الإمام الحسين× طلب منهم أن يعطوه واحدة من ثلاث.
([2079]) اُنظر أيضاً: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص98.
([2080]) تقدّمت ترجمته في ص186.
([2081]) تقدّمت ترجمتها في ص192.
([2082]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص324. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية: ج8، ص194.
([2083]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص342. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج4، ص75.
([2084]) «اللبة: المنحر، والجمع اللبات. وكذلك اللبب، وهو موضع القلادة من الصدر من كلّ شيء والجمع الألباب». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج1، ص217، (لبب).
([2085]) مضاربه: فسطاطه العظيم أي بيوته وبيوت عياله وأصحابه. اُنظر: الزبيدي، محمد مرتضـى، تاج العروس: ج2، ص171، (ضرب).
([2086]) «ابتززت الشيء، أي استلبته». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج3، ص865، (بزز).
([2087]) اُنظر أيضاً: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص113.
([2088]) اُنظر أيضاً: ابن نما الحلي، جعفر بن محمد، مثير الأحزان: ص76.
([2089]) محمد بن موسى، رياضي فلكي مؤرِّخ، من أهل خوارزم يُنعت بالأستاذ. أقامه المأمون العباسي قيماً على خزانة كتبه. اُنظر: الكرباسي، محمد صادق محمد، د ائرة المعارف الإسلامية: ج9، ص17- 22.
([2090]) ثناياه: «ثنايا الإنسان في فمه الأربع التي في مُقدّم فيه، ثنتان من فوق وثنتان من أسفل». ابن منظور، محمد بن عمر، لسان العرب: ج14، ص123.
([2091]) هكذا وردت، ووردت في غيره (بالقضيب). اُنظر: ابن حبان، محمد بن حبان، الثقات: ج2، ص313.
([2092]) «عبيط...: الخالص الطري». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج3، ص1142، (عبط).
([2093]) اُنظر أيضاً: الطوسي، محمد بن الحسن، الأمالي: ص315. ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص213.
([2094]) اُنظر أيضاً: المازندراني، مولي محمد صالح، شرح أُصول الكافي: ج7، ص231. وفيه ولد الحسين بن عليّ×، في سنة ثلاث، وقبض× في شهر المحرّم من سنة إحدى وستّين من الهجرة وله سبع وخمسين سنة وأشهر.
([2095]) ومعنى«السفساف: الردئ من كل شيء، والأمر الحقير». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج4، ص1375،(سفف).
([2096]) اُنظر أيضاً: الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الأوسط: ج3، ص210. البيهقي، أحمد بن الحسين، شعب الإيمان: ج6، ص241. الحر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة: ج17، ص73. القرشي، باقر شريف، حياة الإمام الحسين× : ج1، ص139.
([2097]) اُنظر أيضاً: القرشي، باقر شريف، حياة الإمام الحسين×: ج1، ص157، و«اللب: العقل، والجمع الألباب». الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: ج1، ص216، (لبب).
([2098]) تقدّمت ترجمته في ص244.
([2099]) عنه: لجنة الحديث في معهد باقر العلوم، موسوعة كلمات الإمام الحسين×: ص920.
([2100]) تقدّمت ترجمته في ص23.
([2101]) المراد به: الإمام علي السجاد بن الإمام الحسين÷.
([2102]) تقدّمت الإشارة إلى الاختلاف في اسمها في ص72.
([2103]) اُنظر أيضاً: المالكي الأشتري، ورام بن أبي فراس، تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: ج2، ص520. وفيه قيل: لمحمد بن علي بن الحسين÷.
([2104]) اُنظر: الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج13، ص430. كحالة، عمر بن رضا، معجم المؤلفين: ج2، ص36.
([2105]) عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان، أبو بكر العبسي، المعروف بـ(ابن أبي شيبة)، من أهل الكوفة، وُلِد سنة (159هـ)، روى عنه: أحمد بن حنبل وابنه. صنّف: المسند، والأحكام، والتفسير، وقدِم بغداد وحدّث بها، توفيَّ سنة (235هـ). اُنظر: البغدادي، أحمد بن علي، تاريخ بغداد: ج10، ص66ـ72، رقم5185.
([2106]) تقدّمت الإشارة حول الاختلاف في مدّة عمره الشريف في ص70.
([2107]) تقدّم بيان معناها في ص112.
([2108]) اُنظر أيضاً: ابن أبي شيبة، عبد الله بن محمّد، المصنّف: ج6، ص3، وص51.
([2109]) اُنظر أيضاً: الدولابي، محمّد بن أحمد، الذرّية الطاهرة النبوية: ص133، ح168. الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص98، ح2784.
والرواية مخالفةٌ للمشهور والمعروف من مدّة عمر كلّ واحد منهم (سلام الله عليهم)، خصوصاً سيّدنا أمير المؤمنين×، فقد روى الطبري: عن جعفر بن محمد، قال: «قُتل عليّ وهو ابن ثلاث وستّين سنة». قال: «وذلك أصحّ ما قيل فيه».
وقال الشيخ المفيد في الفصول المختارة: «جمهور الروايات جاءت بأنّه× قُبض وله خمسٌ وستّون سنة. وجاء في بعضها أنّ سنّه كانت عند وفاته ثلاثاً وسـتّين سنة. فأمّا ما سوى هاتين الروايتين فشاذٌ مطروح، لا يُعرف في صحيح النقل، ولا يقبله أحدٌ من أهل الرواية والعقل». كما ورد ما يخالف الرواية بشأن الإمام السجّاد والإمام الباقر÷. اُنظر: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى: ج3، ص38. ابن قتيبة الدينوري، عبد الله بن مسلم، المعارف: ص209. الطبري، محمّد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج5، ص151ـ152، حوادث سنة (40هـ). الكليني، محمّد بن يعقوب، الكافي: ج1، ص452، وص468، وص469. المفيد، محمّد بن محمّد، الفصول المختارة: ص272. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج1، ص10، وج2، ص137، وص158. ابن شهرآشوب، محمّد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج4، ص175.
([2110]) إلى هنا رواه المصنِّف في: (من ذكر علي بن أبي طالب). ابن أبي عاصم، أحمد بن عمرو، الآحاد والمثاني: ج1، ص139، ح162.
([2111]) اُنظر أيضاً: ابن أبي شيبة، عبد الله بن محمّد، المصنّف: ج8، ص49، ح73، ورد فيه: (سمعت الهذلي). الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص99، ح2785، وورد فيه: (سمعت المهدي). ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج13، ص299.
([2112]) اُنظر أيضاً: ابن أبي شيبة، عبد الله بن محمّد، المصنّف: ج8، ص45، ح40. البخاري، محمّد بن إسماعيل، التاريخ الكبير: ج2، ص286، رقم2491. الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي: ج1، ص464، ح2. ابن منظور، محمد بن مكرم، مختصر تاريخ مدينة دمشق: ج7، ص116، ووردت فيه زيادة، بعد الخبر، هي: «وعلقت فاطمة بالحسين لخمسٍ خلون من ذي القعدة، سنة ثلاث من الهجرة، فكان بين ذلك وبين ولاد الحسن خمسون ليلة».
([2113]) اُنظر أيضاً: ابن سعد، محمد، ترجمة الإمام الحسين×: ص42. الدولابي، محمد بن أحمد، الذرّية الطاهرة النبويّة: ص133، ح165. الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي: ج6، ص483. الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص98، ح2779.
([2114]) اُنظر أيضاً: الصنعاني، عبد الرزّاق بن همام، المصنّف: ج11، ص155، ح20184، وص156، ح20190. ابن أبي شيبة، عبد الله بن محمّد، المصنّف: ج6، ص52. البخاري، محمّد بن إسماعيل، التاريخ الكبير: ج7، ص151، رقم 669.
([2115]) هكذا في الأصل، ويحتمل أنّها مكررة.
([2116]) اُنظر أيضاً: ابن سعد، محمد، ترجمة الإمام الحسين×: ص8، ح293. البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص222، ح79. الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص125، ح2878. وفي رواية أخرى أنّ الذي اعترض على ابن زياد في فعله الشنيع هذا زيد بن أرقم. اُنظر: البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص207، ح51. الدينوري، أحمد بن داود، الأخبار الطّوال: ص259ـ260. الطوسي، محمّد بن الحسن، الأمالي: ص252.
([2117]) اُنظر أيضاً: الدِينوري، عبد الله بن مسلم، الإمامة والسياسة: ج2، ص11. الصدوق، محمّد بن علي، الأمالي: ص219. ابن طاووس، علي بن جعفر، التشريف بالمنن في التعريف بالفتن: ص235، ح342.
وقد روى ابن مزاحم وابن سعد: أنّ أمير المؤمنين× قد سأل أيضاً عن اسم الموضع عندما وصـل إليه، عند رجوعه× من صِـفِّين. اُنظر: المنقري، نصـر بن مزاحم، وقعة صفِّين: ص142. ابن سعد، محمد، ترجمة الإمام الحسين×: ص49، ح276.
([2118]) اُنظر أيضاً: ابن سعد، محمد، ترجمة الإمام الحسين×: ص90، ح319. ابن حنبل، أحمد، فضائل الصحابة: ج2، ص776، ح1371. ابن أبي الدنيا، عبد الله بن محمّد، الهواتف: ص87، ح116، وح117، وص86، ح115. ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات: ص189ـ197. الصدوق، محمّد بن علي، الأمالي: ص202.
([2119]) اُنظر أيضاً: الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص122، ح2868.
([2120]) تقدّم بيان موقعها في ص123.
([2121]) اُنظر أيضاً: ابن أبي شيبة، عبد الله بن محمّد، المصنّف: ج8، ص632. ابن حنبل، أحمد، مسند أحمد: ج1، ص85. أبو يعلى الموصلي، أحمد بن علي، مسند أبي يعلى: ج1، ص298، ح363. الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص105، ح2811.
([2122]) اُنظر أيضاً: ابن سعد، محمد، ترجمة الإمام الحسين×: ص44، ح269. ابن أبي شيبة، عبد الله بن محمّد، المصنّف: ج8، ص632. الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص109، ح2820. القاضي المغربي، النعمان بن محمّـد، شرح الأخبار: ج3، ص142، ح1084.
([2123]) اُنظر أيضاً: ابن سعد، محمد، ترجمة الإمام الحسين×: ص43ـ44، ح268. ابن حنبل، أحمد، مسند أحمد: ج6، ص294. الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص109، ح2821، ج23، ص308، ح697. الحاكم النيسابوري، محمّد بن عبد الله، المستدرك على الصحيحين: ج4، ص398.
واُنظر أيضاً: ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات: ص128ـ129؛ فقد رواه بسنده ضمن الباب17: قول جبرائيل لرسول الله’: «إنّ الحسين تقتله أُمّتك من بعدك». وروى في الباب (11) حديثاً.
([2124]) اُنظر أيضاً: الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص107، ح2816. الهيثمي، علي بن أبي بكر، مجمع الزوائد: ج9، ص192.
([2125]) اُنظر أيضاً: الطبري، محمّد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص292، وفيه: «قال: حدّثنا عمار الدهني، قال: قلت لأبي جعفر: حدِّثني مقتل الحسين حتى كأنّي حضـرته». وابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة: ج2، ص69.
([2126]) النسائي، أحمد بن شعيب، السنن الكبرى: ج6، ص19. أبو يعلى، أحمد بن علي، مسند أبي يعلى: ج12، ص147. ابن حبان، محمد بن يحيى، الصحيح: ج3، ص190.
([2127]) هكذا في الأصل، والصحيح: (أحد).
([2128]) اُنظر أيضاً: الحميري القمي، عبد الله بن جعفر، قرب الإسناد: ص58. أبو يعلى، أحمد بن علي، مسند أبي يعلى: ج12، ص501. الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي: ج8، ص155. الخطيب البغدادي، أحمد بن علي، تاريخ بغداد: ج3، ص367.
([2129])
اعتمدنا في تحديد هذه المنازل على المصادر التالية: معجم ما استعجم من أسماء البلاد
والمواضع،
عبد الله بن عبد العزيز البكريّ الأندلسيّ. معجم البلدان، ياقوت بن عبد الله الحموي
الرومي البغدادي. مراصد الاطّلاع على أسماء الأمكنة البقاع، عبد المؤمن بن عبد الحق
البغدادي صفي الدين. أطلس الحسين×، عباس الربيعي. درب زبيدة، سعد عبد العزيز سعد الراشد.
([2130]) تقع الآن ضمن الأراضي السعودية على الحدود.
([2131]) تقع الآن ضمن الأراضي العراقية على الحدود.
([2132]) تقع ضمن الأراضي العراقية.