إقامة الندوة التحضيرية السادسة عشرة لمؤتمر (الإمام الحسين (ع) وريث الأنبياء وسليل الأوصياء)، بعنوان: (تحليل رواية "نحن معاشر الأنبياء لا نورث" من وجهة نظر زيارة وارث)
برعاية العتبة الحسينية المقدّسة أقامت اللجنة العلمية لمؤتمر (الإمام الحسين (عليه السلام) وريث الأنبياء وسليل الأوصياء) الذي يُقام ضمن فعّاليات مهرجان ربيع الشهادة العالمي الثامن عشر، وبالتعاون مع عمادة البحث العلمي في جامعة السيّدة المعصومة (س)، الندوة التحضيرية السادسة عشرة، تحت عنوان: (تحليل رواية "نحن معاشر الأنبياء لا نورث" من وجهة نظر زيارة وارث) حاضر فيها كلّ من: الدكتور علي رضا رستمي، والدكتور السيد ضياء الدين عليانسب، وبحضور جمعٍ من الأساتذة والأستاذات، وعدد من طالبات جامعة السيّدة المعصومة (س).
بعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم، انطلقت الندوة بإدارة الأُستاذ علي البدراوي الذي رحّب بالحضور الكرام، وقام بتعريف مختصر حول مهرجان ربيع الشهادة ومؤتمر (الإمام الحسين (عليه السلام) وريث الأنبياء وسليل الأوصياء) الذي يُعتبر أهمّ فعاليات هذا المهرجان.
ثمّ بدأ الدكتور علي رضا رستمي ببيان مقدّمة حول موضوع الندوة، وعرّج على حديث (نحن معاشر الأنبياء لا نورث) المروي عن أبي بكر، وبيّن الأسباب من صدور هذا الحديث عقائدياً واجتماعياً في تلك الفترة، وسعي بعض الأشخاص للاستحواذ على السلطة من خلال إسقاط دور أهل البيت (عليهم السلام) وبالأخص السيّدة فاطمة (عليها السلام)، وتأكيد الأئمة عليهم السلام على استخدام عبارة (وارث) في الزيارات المأثورة للأئمة؛ لتأكيد الحقّ المسلوب منهم، ومثال ذلك زيارة وارث وزيارة الجامعة.
ثمّ بيّن الدكتور رستمي معنى الوراثة اللغوي والاصطلاحي، وما يحتويه تحت سقفه من استقاءات مالية أو معنوية، وضرورة وجود القرينة على استخدامه في غير معناه الحقيقي، موضحاً بأنّ الآيات القرآنية تؤكّد المعنى اللغوي المراد من الوراثة، وهو البعد المادي للوارثة مع عدم الانصراف عن البعد المعنوي للعبارة، وأنّه يمكن استخلاص أهمّ خمسة معانٍ من هذه العبارة من الآيات القرآنية، أربعة منها تصبّ في المعنى المادي، وواحدة في المعنى المعنوي الذي هو العلم والمنزلة.
وذكر الدكتور رستمي أمثلة على المواريث المادية التي وصلت من الأنبياء سالفاً بعد سالف، ونبياً بعد نبي، حتى وصلت إلى الأئمة (عليهم السلام)، من أمثال (عصى موسى، وتابوت العهد، وعرش وخاتم سليمان، الكتب السماوية، ... قميص النبي وخاتمه)، ورمزية هذه المواريث بأخذ قدسيتها ممّن تكون بين يديه. وتمكّن الدكتور المحاضر من خلال الاستدلال بالقرآن الكريم والأدلة العقلية من تفنيد حديث أبي بكر ـ الذي استفرد بنقل هذا الحديث دون غيره ـ وإسقاطه عن الصحة.
ثمّ أكمل الدكتور السيد ضياء الدين عليانسب ما بدأه الدكتور رستمي، مؤكّداً جوانب البحث، وأنّ القرآن الكريم حينما يريد بيان مواضيع تخص الأُمور الاجتماعية يطلقها بشكل عام، ولكن فيما يتعلّق بالأمور الفردية فإنّه يفصّل ويبيّن أدقّ الجوانب، وهذا ما لم نلاحظه في مسألة الإرث. وقد وافق ما ذكره الدكتور رستمي من تفنيد رواية أبي بكر؛ من خلال الاستدلال على كيفية استيراث عائشة للنبي (صل لله عليه وآله) ومنع السيّدة فاطمة (عليها السلام)، ثمّ أسقط الحديث نهائياً من باب أنّ مَن أخذ به خلط بين الحديث عن المعصوم الثابت وبين أحاديث الصحابة التي لا اعتبار لها.
يشار إلى أنّه قد حضر الندوة عميدة جامعة السيّدة المعصومة (س) الدكتورة مريم بردبار، وعميدة قسم البحوث الدكتورة فقيهي.
وقد اختُتِمت الندوة بخلاصةِ باللغة العربية من قبل الأُستاذ علي البدراوي، ومداخلات من الحضور تمّ الإجابة عليها من المحاضرين.
وأخيراً تقدّم مدير الجلسة بالشكر والتقدير لكل من المحاضرين والحاضرين وإدارة الجامعة.