استعداداً لإقامة مؤتمر الاستشراق والإمام الحسين (عليه السلام)؛ أقامت مؤسّسة وارث الأنبياء للدراسات التخصّصية في النهضة الحسينية الندوة التاسعة بعد المائة بعنوان: (النظرة العملية في دراسات المستشرقين الاجتماعية حول نهضة عاشوراء)، وكان المحاضر الدكتور محمّد رضا باراني، الأُستاذ المساعد في جامعة الزهراء فرع طهران، وذلك يوم الخميس المصادف: 10 /11 / 2022م في مؤسّسة وارث الأنبياء فرع قم المقدّسة.

بداية بيّن المحاضر معنى الاستشراق، وتعرّض إلى بداية تعرّف المستشرقين، بالتشيّع بدئاً من تأسيس دولة الأدارسة في المغرب سنة 172هـ.ق، ومروراً بالدولة الحمدانية، واستمراراً بالدولة الفاطمية في المغرب ومصر، ودولة آل بويه الشيعية في بغداد. إلا أن الآثار التي وصلتنا من كتاباتهم ترجع إلى فترة الحروب الصليبية وما بعدها مرورا بالدولة الصفوية.

كما أشار إلى أنّ المستشرقين لا يستحسنون إطلاق مصطلح المستشرق عليهم. ثمّ بين جناب الدكتور باراني أنّ المستشرقين اعتمدوا في كتاباتهم على الساحة الميدانية دون المصادر.

وبيّن جملة من أخطاء المستشرقين، منها:

1ـ قلّة معرفتهم بالمصادر الشيعية، وعدم معرفتهم بأنّ المصار التي ينقلون عنها هي من المخالفين للشيعة.

2ـ اعتمد المستشرقون في أخذ معلوماتهم على عوام الناس دون علماء الشيعة ومتخصّصيهم.

3ـ لم يهتمّوا بالحصول على المصادر الأصلية والأولية الشيعية إلّا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي.

4ـ عدم اهتمام المكتبات الأُوربية المهمّة في الحصول على النسخ الخطية الشيعية.

ثمّ أشار إلى مكانة عاشوراء في الدراسات الشيعية للباحثين الغربيين، مركّزاً على الدراسات الاجتماعية لواقعة عاشوراء، من قبيل بروكلمان كارل، وبطروشفسكي، وجفري، وسايكس برسي، وفيزي، وفيليب حتى، وجولدزيهر، وغيرهم.

ثمّ حتاماً استنتج مجموعة أُمور من دراسات الغربيين:

1ـ عدد الدراسات حول الشيعية الإمامية ضئيلة بالنسبة إلى الإسماعيلية والزيدية. 

2ـ سطحية رؤى المستشرقين وتحليلاتهم للشيعة الإمامية.

3ـ عدم تعرّض دراسات المستشرقين لأهداف الّنهضة الحسينية.

4ـ عدم الالتفات للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في النهضة الحسينية.

5ـ تحليل اعتقادات الشيعة الإمامية في بدء تأسيسها على أساس الطائفية والإحساس.

6ـ عدم الالتفات إلى الأسباب الواضحة المترابطة لواقعة عاشوراء.

7ـ تبنّي وجهة نظر المخالفين في واقعة عاشوراء.

وفي نهاية المحاضرة، أجاب جناب الدكتور محمد رضا باراني على أسئلة الحضور واستفساراتهم العلمية.

ختاماً، تقدّمت مؤسسة وارث الأنبياء لجناب الدكتور باراني بالشكر الجزيل على محاضرته القيمة، وللحضور الكريم على حسن الإصغاء والمتابعة، متمنيةً للجميع دوام التوفيق والسداد