أقامت مؤسّسة وارث الأنبياء للدراسات التخصّصية في النهضة الحسينية وبالتعاون مع شعبة العلاقات النسوية ندوةً علميةً نسوية، وهي الندوة الخامسة بعد المائة من سلسلة الندوات التي تقيمها المؤسسة، بعنوان: (بنور الحسين اهتديت)، وذلك يوم الجمعة 20 محرم الحرام 1444هـ، في قاعة سيد الأوصياء في العتبة الحسينية المقدسة.

استضافت المؤسسة في هذه الندوة فريق (ثمّ اهتديت)، إيماناً من المؤسسة بأهمّية الطاقات النسوية الفتية بما يحملنه من فكرٍ مهدوي، وتمهيداً لظهور مولانا صاحب العصر والزمان، وإقامة دولة العدل الإلهي التي ستؤسّس على يديه، استكمالاً لمسيرة الإمام الحسين (عليه السلام) وسيراً على نهجه (سلام الله عليه).

افتُتحت الندوة بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم بصوت الحافظة الدولية انتصار فاضل/ مسؤولة شعبة القرآن الكريم النسوية في دار القرآن الكريم التابعة للعتبة الحسينية المقدسة، تلا ذلك الاستماع إلى نشيد الإباء، وقراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء السعداء.

بعد ذلك تقدّمت الدكتورة مريم الياسري بإلقاء كلمة مؤسسة وارث الأنبياء، إذ بيّنت فيها الهدف من إقامة هذه الندوات والغاية من ذلك، والجهود التي تبذلها مؤسسة وارث في التركيز على فئة الشباب؛ لتلبية طموحهم وربطهم بسيد الشهداء (عليه السلام) ونهضته المباركة، وهذه رسالةٌ حملتها المؤسسة على عاتقها، وتقوم بتنفيذها باستمرار قدر المستطاع.

ثمّ تقدمت الأُستاذة زهراء الطائي بإلقاء كلمة فريق (ثمّ اهتديت)، والتي عرّفت فيها منهاج الفريق، والأُسس التي قام عليها، والأهداف التي يطمح لها، وهي خلق إداريات وقياديات في المجتمع ليكنّ ممهداتٍ لدولة الإمام صاحب الزمان (عجّل الله فرجه الشريف)، كما بيّنت نبذةً حول برامجهم المتعدّدة في الجامعات.

ومن ضمن الفعّاليات في هذه الندوة، عرض مشهدٍ تمثيلي يجسّد لحظات ظهور مولانا صاحب العصر والزمان، وكيفية استقبال الأُمّة له، وقراءة الدعاء الذي ورد في الرواية أنّه (عجلّ الله فرجه الشريف) يردّده حال خروجه.

ثمّ اعتلت المنصة الخطيبة العلوية أُم مرتضى بحر الحسين/ من النجف الأشرف لتقدّم محاضرةً بعنوان: (أنا من حسين)، سلّطت الضوء فيها على ارتباط نهضة الإمام المهدي (سلام الله عليه) بنهضة الإمام الحسين (عليه السلام)، وما هو دور المرأة في زمن الغيبة؟ فكما كان دور المرأة في زمن الإمام الحسين (عليه السلام)، فالآن نفس الدور يتكرّر، إذ عليها اليوم أن تتحمّل هذه المهمة الجسيمة، وأن تكون بقدر هذه المسؤولية التي ألقتها على عاتقها السيدة زينب (سلام الله عليها) عندما تحدّت ابن زياد وقالت: لن تمحو ذكرنا.

وقد تمّ فسح المجال للحضور لطرح أسئلتهم واستفساراتهم حول الموضوع، وقد كانت مناقشات قيّمة حول كيفية التمهيد، وكيفية الانتظار، وكيفية تأسيس أُسرة ممهدة ومنتظرة، وقد تمّ تسليط الضوء على أهمّ المشاكل والمعوّقات التي تواجه أُسرنا اليوم.

ومن الجدير بالذكر أنّ الندوة قد شهدت حضوراً  واسعاً من أماكن متعدّدة، إذ كان حضور فريق (ثمّ اهتديت) من جميع محافظاتنا العراقية شمالاً وجنوباً.

وفي  الفقرة الختامية، عُقدت مسابقةٌ مهدوية تمّ فيها طرح أسئلة تخصّ الإمام المهدي (سلام الله عليه) وغيبته، كما وزّعت المؤسسة استمارة تواصل أعدّتها، تضمّنت أسئلةً  متنوعةً (فكرية، عقدية، مهدوية).

وفي الختام، تقدّمت مؤسسة وارث الأنبياء بالشكر الجزيل لفريق (ثمّ اهتديت) على الحضور والمشاركة في فعاليات هذه الندوة، وللخطيبة على محاضرتها القيمة، وللحضور الكريم على حسن الإصغاء والمتابعة، والشكر موصولٌ أيضاً لشعبة العلاقات النسوية على التعاون في إقامة هذه الندوة، كما تمّ  تقديم هدايا تبرّكية للقائمين على هذه الندوة والمشاركين فيها، متمنيةً للجميع دوام التوفيق في خدمة سيد الشهداء (عليه السلام) ونهجه المبارك.