العتبة الحسينيةمؤسسة وارث الأنبياء
مخطوطة العتبة الحسينيةمخطوطة وارث الأنبياء

شبهة: لو كان فضل زيارة الحسين (عليه السلام) ثابت لزاره الأئمّة (عليهم السلام)

مشاركة:

متن الشبهة:

لو كان لزيارة قبر الحسين (عليه السلام) في كربلاء كلّ هذا الفضل الذي تذكره الروايات فلماذا لم تنقل لنا الروايات الصحيحة زيارة الأئمة (عليهم السلام) لقبر الحسين في كربلاء غير زيارة السجاد (عليه السلام )في يوم الأربعين والتي كان مجبراً فيها على ذلك المسير؟

الجواب:

باسمه تعالى:

زيارة الإمام أبي عبد الله الحسين من الزيارات التي تواترت النصوص في فضلها وبيان ثوابها، فقد وردت نصوص كثيرة بيّنت فضل زيارة المولى أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) يضيق المجال عن ذكرها، أمّا عدم ورود نقل لزيارات الأئمّة (عليهم السلام) للقبر الشريف فيمكن الإجابة عنه بوجهين:

الأوّل: لا علاقة بين فضل زيارته الإمام (عليه السلام) وبين زيارة الأئمّة له، فهذان أمران مختلفان، فالأوّل حكم شرعي قد جاءت به روايات كثيرة، والثاني هو امتثال لتلك الأحكام الشرعية، وكما هو ثابت فإن الامتثال مشروطٌ بالقدرة، والتي تتحقّق بالتمكّن وعدمه وعدم حصول مانع كالضرر والصد والخوف.

فكلّ هذه الأُمور تعرض لها زائر الحسين (عليه السلام)، فصُدّ تارةً ولُوحق أُخرى من قبل السلطات الظالمة، بل وُضعت العقوبات عليه، هذا بالنسبة للزائر الشيعي فما بالك بأئمته (عليهم السلام) الذين كانوا تحت عين السلطات مراقبون من قبل عيونهم في حركاتهم وسكناتهم، فأمرهم في ذلك أشد وأصعب.

الثاني: إنّ دعوى عدم ورود روايات معتبرة في هذا الشأن دعوى لا حظّ لها من الاعتبار، فقد وردت روايات معتبرة في زيارة الأئمة (عليهم السلام) لقبر الحسين (عليه السلام)، إذ ورد بسندٍ معتبرٍ أنّ الإمام السجاد (عليه السلام) زار قبر أبيه الحسين (عليه السلام) في غير الأربعين ورجوع السبايا، كما عن أبي حمزة الثمالي أنّه قال: «رأيتُ الإمام السجاد× يدخل من باب الفيل في مسجد الكوفة فسألته: ما أقدمك بلاداً قتل فيها أبوك وجدّك؟ فقال (عليه السلام): زرتُ أبي وصلّيت في هذا المسجد»[1]، وقد روي  أيضاً عن صفوان بن مهران بسندٍ معتبر أنّه قال: «قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) لمّا أتى الحيرة: هل لك في قبر الحسين (عليه السلام)؟ قلت: وتزوره جعلت فداك. قال: وكيف لا أزوره».[2]

فقول الإمام السجاد (عليه السلام) (زرتُ أبي)، وقول الإمام الصادق (عليه السلام) (وكيف لا أزوره) تحمل قطعاً على الزيارة الحضورية عند قبر الحسين (عليه السلام)، ولا تحمل على الزيارة عن بعد بدليل سياق الخطاب فيهما.



[1] الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي: ج 15، ص 576، دار الحديث للطباعة والنشر، قم.

[2] ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات: ص222، تحقيق: الشيخ جواد القيومي - لجنة التحقيق، مؤسسة النشر الإسلامي، مؤسسة نشر الفقاهة، ط1، عيد الغدير1417هـ .ق.