شبهة: دعاء الحسين (عليه السلام) على أعدائه يتناقض مع البكاء عليهم
متن الشبهة:
الجواب:
باسمه تعالى
بكاء الإمام الحسين(عليه السلام) على القوم وقوله «إنهم يدخلون النار بسببي» لم يُرْوَ في كتابٍ معتبر. نعم، يتألّم الإمام الحسين(عليه السلام) لعدم اهتداء الناس، فهو من أهل بيتٍ بعثهم الله رحمةً للعالمين، ويتمنّون الهداية والخير للجميع، كجدهم رسول الله، وقد خاطبه الله (عز وجل): «فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ»[1]، ولكن هذا لا ينافي الدعاء على الظالمين بعد إتـمام الحجّة، حيث استحقوا عذاب الله وغضبه، والدعاء المذكور للإمام الحسين(عليه السلام) على القوم كان بعد وعظ الإمام لهم ونصحه، وبعد أن خطبَ أصحابُه في القوم وذكّروهم ووعظوهم وحذّروهم من وبال ما يقدمون عليه، وبعد إقدامهم على قتل جميع أصحاب الحسين(عليه السلام) ، بل وبعد أن برز لهم أشبه الناس خَلقاً وخُلُقاً ومنطقاً برسول الله(صلى الله عليه وآله) علي الأكبر ابن الحسين(عليهما السلام)[2]، حينها تمّت الحجّة ولم يبقَ عذرٌ لمعتذر، فاستحقوا عذاب الله.
وأمّا قول السائل: وكيف يدعو عليهم وأهل البيت بُعثوا رحمةً للعالمين؟ فيرد عليه: إنّ محمداً وآل محمد (صلوات الله وسلامه عليهم) هم أجلى مظاهر صفات الله سبحانه وتعالى، فكما أنّه أرحم الراحمين لمَن يستحقّ الرحمة، فإنّه شديد العقاب لمَن يستحقّ العقاب بسوء اختياره وقبح سريرته، لذلك تراهم في قمّة الرحمة للمؤمنين وللناس من طلاب الهداية والنور، وفي قمّة الشدة والصلابة في مواجهة الظالمين والمستكبرين والمعاندين، فلا معنى للرحمة مع مثل هؤلاء الذين أصرّوا على كفرهم وإجرامهم مع تـمام الحجّة عليهم.